المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زائر عابر



ناصرفارس
05/06/2009, 08:18 PM
جلست خلف اللوح الخشبي المهترىء,والذي كنت أسميه المكتب.
انتشلت قلمي الذي كان مختبئا في شقوق طاولتي العميقة,جمعت كل أوراقي المتبقية,
وبدأت أبحث عن قصص تكتبني...
يهرب القلم من أوراقي ليندس في شعر رأسي المتعب ,فأقبض عليه بأسناني معاقبا,
لكنني أعفوعنه حين يعدني بالبداية...
وأنا على تلك الحال , جائني ضيف صغير, وبدأ يتجول في الغرفة, وعندما استطلع المكان, شعر بالأمان .
فهولم يشاهدني لقلة حركتي ,وكأنه اعتبرني قطعة من أثاث , حتى أنه صعد فوق طاولتي واقترب من أوراقي ...فلم يجد فيها ما يؤكل.
نظرت اليه فرأيت البراءة في عينيه, تسائلت لم كل هذا الكره لهذا المخلوق الضعيف ,
لم أشعرأنه قذر-كما يصفه الناس-فقلت في نفسي:حاله حال الكثير من المخلوقات,
تتعرض كل يوم للظلم والقهر, فقررت أن أعوضه الحرمان.
فأحضرت له بعض الجبن ليأكل ,ولو عرفت والدتي بذلك لما بعثته لي من القرية.
...بدأ يأكل بشراهة, لدرجة لم يشعربها أنه يأكل من كفي مباشرة.
وهكذا اعتادعلي , وكم كانت فرحتي كبيرة بهذا الإنجاز العظيم.
وليس هذا فقط,بل بدأ يستمع لعزفي على آلة العود, واستمرت صداقتنا مدة طويلة.
إلى أن قررت السفر لعدة أيام, تاركا غرفتي وفأري الصغير .
وعندما عدت لم أجد صديقي , بحثت عنه في كل الأمكنة ..ولم أجده , فخطرببالي أن أعزف على عودي ,ليحس بوجودي.
وعندما أردت إخراجه من غلافه الجلدي, وجدت الكثير من الثقوب عليه.
يا إلهي ..لما فعل ذلك..؟! أهو الجوع , أم هي الغريزة ؟
أو أنه أراد إخراج العود ليعزف ....
لم أره بعدها, ربما هو الشعور بالذنب, أو أنه مل صحبتي فوجد صديقا آخر.

...خطر ببالي سؤاله إن عاد, ولم يخطر ببالي أن أسأل هرة الجيران عنه.

مصطفى طاهري
05/06/2009, 10:50 PM
العزيز ناصر

سرد سلس مشوق وممتع ، قوته في هذه السلاسة وهذه البساطة
وهذه الانسيابية التي يعشقها الانسان الفنان ...
انه يدخل في اطار ما يسمى بالسهل الممتنع ...
تقديري لك أيها المبدع الجميل

ناصرفارس
06/06/2009, 12:07 PM
العزيز ناصر



سرد سلس مشوق وممتع ، قوته في هذه السلاسة وهذه البساطة
وهذه الانسيابية التي يعشقها الانسان الفنان ...
انه يدخل في اطار ما يسمى بالسهل الممتنع ...

تقديري لك أيها المبدع الجميل
اشكرك صديقي على التشجيع الدائم
واتمنى ان انجح بهذا الاسلوب
والحقيقه انني اتعمد الخوض في هذا المجال الذي يستهويني
وكلامك سيجعلني استمر.
دمت ايها الصديق الصدوق.