المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العراق يدخل عامه السابع تحت الاحتلال (9)



ناجي حسين
28/05/2009, 07:17 PM
العراق يدخل عامه السابع تحت الاحتلال و عملائه بأكثر من أربعة ملايين بين قتيل وجريح ومعوق حلقة (9)


وقد تحول العراق على أيدي العملاء ووكلاء الاحـــتلال وموظفيه إلى أكبر معسكر أعتقال في العالم . والوضع يزداد تفاقما بالنسبة إلى 28 مليون عراقي , إذ يتم تعويق أو منع أصلاح الكهرباء وصول الماء والدواء , هذا وقد استفحل سوء تغذية الأطفال , ونصفهم يموت من ضعف العناية الصحية , وتعطلت مصادر الماء ووسائل التصريف . وما دمنا نتحدث عن إبادة الشعب , بأن علينا نتذكر أن5 ملايين من سكانه لاجئون جراء أحدى أكبر جرائم القرن العشرين وهذه الجريمة لم تكن , هي الآخرى , حربا , بل تطهير عرقي مدبر منذ احتلال العراق بأيدي المعتدين وعملائه الحثالة النتنة والعالم الغربي بأسره , أن يدفنوا جريمة 2003 , أن تاريخ الويلات المتحدة الأمريكية معبد بالتدمير والتخريب الوحشيين المنهجيين لحضارة العراق وثقافتها , فالتطهير العرقي والإبادة الجماعية منذ 2003 ولحد الآن , أدى تدمير هائل للبنية الثقافية العراقية بأكملها : من , واستمرت حرف وكتب ومخطوطات قديمة وعمارة , بما في ذلك بعض الكنائس ومئات المساجد , فعمدت إلى سرقة الأثار والمكتبات العراقية , ويحتل العراق أول دولة في العالم فسادا .. في وقت أصاب العالم بالذعر من أنتشار وباء أنفلونزا الخنازير وسرعان ما دب كالنار في الهشيم ودخلت جميع البلدان الطوارىء الا العراق . الذي أحتل المركز الأول في الفساد حسب تقرير المنظمة الدولية المعروفة باسم (منظمة الشفافية) متى تعدم خنازير الفساد ؟؟, هذه الخنازير تنقل وباء الفساد المالي والإداري الذي ضرب مفاصل الدولة العراقية منذ 9-4-2003 بأعتراف جميع دول العالم والاحتلال وعملائه الجبناء , لو كانت هناك حكومة وطنية منتخبة من قبل الشعب العراقي لسارعت إلى أعدام خنازير الفساد المالي والإداري وقبله الفساد السياسي , فهم أخطر من وباء أنفلونزا الخنازير فوجودهم يدمر الدولة والمجتمع معا. وهناك جريمة آخرى تضاف إلى جرائم أقطاب العملية السياسية الاحتلالية , فهي أخطر من وباء أنفلونزا الخنازير , حيث نشرت صحيفة الكارديان البريطانية ومن خلال متابعة صحفية من داخل العراق كشفت النقاب مؤخرا عن تفاقم أسوأ ظاهرة اجتماعية طارئة على ثقافة العراقيين وقيمهم الاجتماعية السائدة ومن خلال تحقيق صحفي موثق تتعلق بتجارة بيع البنات والأطفال العراقيين. قبل هذا التحقيق كانت إحدى القنوات السويدية قد نشرت خبراً عن بيع طفلة عراقية بمبلغ زهيد لتقتات عائلتها من هذا الثمن الزهيد . أهم ما في تقرير الكارديان من معلومات حول هذه الظاهرة تتلخص: 1- إن العراق يعد أسهل دولة حاليا من حيث الإجراءات لتفاقم تجارة بيع الأطفال . 2- وجود أكثر من 30 عصابة داخل العراق متخصصة بتجارة بيع الأطفال تنتشر داخل العراق ولها امتداداتها في الدول المجاورة وفي دول أوربية . 3- إن معدل 15 إلى 30 طفلا يباع شهريا وان هذه الأعداد في تزايد منذ عام 2005 وإن سعر الطفل حسب مواصفاته يتراوح بين 286 الى 4000 دولار أمريكي . 4- إن مزاولة هذه التجارة يتطلب عملا منظما لإصدار وثائق مزورة ومصدقة تتعلق بدوائر الجنسية والجوازات والسفر وأمن المطار والحدود وترتيب سفر الأطفال كمرافقين للمهربين. 5- أثارت الصحيفة قضية هامة عن وجود علاقة بين انتعاش هذه التجارة وبين عمل المنظمات ذات الطابع الإنساني والإغاثي واسعة الانتشار في العراق بمسميات عديدة وواجهات مختلفة , التي أسسها الاحتلال وينفق عليها . وباستثناء كتابات خجولة من بعض الصحف والمواقع عن هذا الخبر وعن هذه الظاهرة بعد نشر هذا التحقيق الصحفي لم نسمع تعليقا ولا ردة فعل من أقطاب العملية السياسية العميلة والفاشلة والمتهرئة وبرلمانها الاحتلالي من داخل المنطقة الخضراء فيما نسمع عن مزيد من مكاييل المديح لدولة الإجرام (المالكي) فيما حققته من رفاه وأمن وزيادات في الرواتب ومعدلات الدخل للمواطنين والأعجب من ذلك أن تصدر وزارة الصحة ويتكلم مفتشها العام عن تحقيق أرقام قياسية في تقدم الرعاية الصحية منذ الاحتلال لغاية العام الحالي في نسب وفيات الأطفال والولادات الحديثة ورعاية الأمومة والأطفال!!. وهي أرقام تضحك أصحاب الشأن والاختصاص قبل ان تضحك علينا العالم ومنظماته الصحية والدولية عندما تستعرض وتطلق أرقام مخيفة عن الوضع الصحي في العراق ولا ادري من خلال أية إجراءات وأدوات استطاعت وزارة الصحة العراقية تحقيق هذه الأرقام المصطنعة والمعكوسة ومن خلال أية أجهزة إحصائية تمتلكها ؟. أنا أسال كل من سموا آنفسهم "معارضة" قبل الاحتلال هل سمعوا أو قرأوا خبراً أو تحقيقا يتطرق بذكر هذه الظاهرة في العراق وهل كتب شئ بشأن دور رعاية الأيتام او ما أصبح بعدئذ يسمى بدور محتاجي الرعاية الاجتماعية قبل الاحتلال؟ كما أتحدى وزارة الصحة إن كانت قد أنجزت أي مسح إحصائي يتعلق برعاية الأطفال بالتعاون مع منظمة الصحة الدولية أو اليونسيف منذ الغزو لغاية اليوم وهو ما كان سائدا قبل ذلك لكي تكون للأرقام التي تنشرها مصداقية ,على العكس من ذلك معلوماتي الدقيقة تشير الى اعتذارات متكررة من قبل وزارة الصحة عن صعوبة إجراء مثل هذه الإحصائيات في الوقت الحاضر ولعل المسؤولة عن إجراءات كهذه سابقا تكاد تكون المسؤولة الوحيدة من بقايا كوادر الصحة الباقين فيها لغاية اليوم. دولة رئيس الإجرام! , يا صاحب دكان الدعوة الإسلامي في الفكر الإيراني! ما عذركم اليوم حينما يتم الترويج والإزدهار لمثل هذه التجارة في ظل حكومتكم العميلة بالصرف على مؤتمرات الإسناد والعشائر والإستثمار والمصالحة المزعومة وبأي وجه وعذر ستلقون الله غداً انتم ووزراؤكم المعنيين بمثل هذا الأمر الخطير ؟ ألم تقرأ يا عميل قوله تعالى (فأما اليتيم فلا تقهر) ألم تسمع بحديث النبي الكريم (أنا وكافل اليتيم كالسبابة والوسطى ويشير بأصبعيه). في العراق الذي تتصدر اليوم فيه منصب المسؤول الأول يا دولة الإجرام (المالكي) التي حملتك دبابة المحتلين إلى سدة الحكم ! مأسي كثيرة تتعلق بالنزاهة والفساد والإثراء والانتهاك لحقوق الإنسان, وهناك يتم وترميل وتهجير وترحيل وهناك قتل وعنف وتبرير وتكفير بل هناك تقسيم وصراع واستغلال وغلو في التفتيت والاستهداف ، هل من المعقول أو المقبول أن العراقيين بدأوا يبيعون أطفالهم وبناتهم من أجل لقمة عيش أو سداد دين أو أيجار بيته ؟.وهل من المعقول أن نصبح أسهل دولة من حيث التسهيلات لإنتشار هذه التجارة وتزايد هذه العصابات المتخصصة؟ أين برامج البطاقة التموينية وبرامج إعانة الأرامل والأيتام والشهداء والمتعففين ؟ ألم تشاهدوا حال دور الأيتام ومعاناتهم حين عرضت دار الأيتام في العطيفية ودار الأيتام الحنان التي نشرت قنوات الدولية صور الأيتام والتي هزت ضمائر العالم ؟ أين رواتب الشهداء والمتقاعدين ؟ كل هذا تقولون عنه مفعَّل ، وأطفال العراق يباعون بأبخس الأثمان وأرخص الأساليب ؟ سيسترجع العراق عافيته اقتصاديا وسياسيا وكرامته بالتأكيد حين يرحل قوات الاحتلال وكل أذنابه الذين ركبوا دبابة غزاة المحتلين بالغد القريب إنشاء الله؛ بإرادة المقاومين وعزم المناهضين ودعاء المظلومين والمهمًّشين ما يفزع الأذهان ويقلق الضمائر أن يتم النخر بالبنية التحتية والقيمية للمجتمع العراقي بشكل يصبح فيه بيع الطفل من قبل أبويه وعائلته أمراً لا يُخجِل أو يؤنب الضمير ويردع الأهواء ولا تتحرك السواكن بما يوحي ان القيم قد نخرت والأخلاق قد فقدت والفضائل قد استهدفت في حين تكون الرذائل قد انتشرت والأعراض قد انتهكت والعوائل قد انهارت على أيديكم أيها العملاء الأنذال خدمة لتنفيذ اجندة ومخططات الأمريكية والإسرائيلة والإيرانية , وفي مرحلة كهذه يصعب البناء والإعمار والنهوض بل حتى البقاء والصمود والوجود، تحقيقا لقول الشاعر : وإنما الأمم,الأخلاق مابقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا.