إدريس الهكار التازي
20/05/2009, 06:05 PM
الأرقام
كالغسيل نشرتُ الأرقامَ أمامي، أعدّها عدّا وأرتبُها ترتيبًا، بنخوةِ كانتْ تتمايلُ أمامي مُصطفَة بنظام ومستعدة لكشف الألغاز، كان لكل رقم اسم، أختاره له من بين جميل الأسماء وأرسمه بمداد الفخر والاعتزاز.
كنت أعاودُ العدَ لأسجل لكل واحد تاريخ ميلاده وأضعه في الخانة المخصصة له بعد أن أزنه وزنا دقيقا... أقبله وأطبطب عليه بمهل ... لأناجيه، لأشم رائحته ولأنشده أعذب الألحان...
عشقتني عشقا، فهتفتْ تفتخر بي وتناديني باسم ابن حيان، فحضنتها طيات في دفاتر أيامي ليستمر العدّ والعشق في اليقظة وفي الأحلام...
ولما أصبحتُ كما كنتُ خبيرا بعناوين الأرقام، تقاطرت التحايا من كل صوبِ، منها طالب الود والراغب في القرب... وبما تشتهيه الأيام.
....
ولما غدر الزمان وتغير المكان، ضاع بريقها، فقدتْ أسماءَها وتبعثرتْ شتاتا كالسراب، فصرتُ كالمجنون أبحثُ عن المجهول، عن ذاك الرقم السري أو رقم حظي - كما كنت أناديه -... وتساءلت، هل سيرن يوما ليجمع ذاك الشتات الذي أفقدني بنات أفكاري وركود شعوري وكثافة حدسي وخفة حيويتي و......
وفهمت وقته، أني كنت سائقَ عربةٍ بلا مقود ولاعجلات، مغمضَ العينين،
طويلَ الأذنين ولُعابي يسيل على ذقني كأني الحلزون أو البهلوان.....
ومهما تشجعت وعاودتُ العدَّ، أجدني تائها في متاهة لا نهاية لها، إني فقدت قواعد العد والحساب،
ومهما انتظرت لن ترن ولن تشدو كما كان....
انتهى دورك أيتها الأرقام، وما عشقكِ إلاّ في الأحلام
سأفتح الكتاب، سأختار الحروف ... قد حضر الإلهام.
وبدأت السرد بـ : كان حتى كان في كل عصر ومكان... إني أصبحت خرافة من خرافات هذا الزمان، سأحكيها لك يا ولدي: احذر!... لن تعشقك الأرقام
كالغسيل نشرتُ الأرقامَ أمامي، أعدّها عدّا وأرتبُها ترتيبًا، بنخوةِ كانتْ تتمايلُ أمامي مُصطفَة بنظام ومستعدة لكشف الألغاز، كان لكل رقم اسم، أختاره له من بين جميل الأسماء وأرسمه بمداد الفخر والاعتزاز.
كنت أعاودُ العدَ لأسجل لكل واحد تاريخ ميلاده وأضعه في الخانة المخصصة له بعد أن أزنه وزنا دقيقا... أقبله وأطبطب عليه بمهل ... لأناجيه، لأشم رائحته ولأنشده أعذب الألحان...
عشقتني عشقا، فهتفتْ تفتخر بي وتناديني باسم ابن حيان، فحضنتها طيات في دفاتر أيامي ليستمر العدّ والعشق في اليقظة وفي الأحلام...
ولما أصبحتُ كما كنتُ خبيرا بعناوين الأرقام، تقاطرت التحايا من كل صوبِ، منها طالب الود والراغب في القرب... وبما تشتهيه الأيام.
....
ولما غدر الزمان وتغير المكان، ضاع بريقها، فقدتْ أسماءَها وتبعثرتْ شتاتا كالسراب، فصرتُ كالمجنون أبحثُ عن المجهول، عن ذاك الرقم السري أو رقم حظي - كما كنت أناديه -... وتساءلت، هل سيرن يوما ليجمع ذاك الشتات الذي أفقدني بنات أفكاري وركود شعوري وكثافة حدسي وخفة حيويتي و......
وفهمت وقته، أني كنت سائقَ عربةٍ بلا مقود ولاعجلات، مغمضَ العينين،
طويلَ الأذنين ولُعابي يسيل على ذقني كأني الحلزون أو البهلوان.....
ومهما تشجعت وعاودتُ العدَّ، أجدني تائها في متاهة لا نهاية لها، إني فقدت قواعد العد والحساب،
ومهما انتظرت لن ترن ولن تشدو كما كان....
انتهى دورك أيتها الأرقام، وما عشقكِ إلاّ في الأحلام
سأفتح الكتاب، سأختار الحروف ... قد حضر الإلهام.
وبدأت السرد بـ : كان حتى كان في كل عصر ومكان... إني أصبحت خرافة من خرافات هذا الزمان، سأحكيها لك يا ولدي: احذر!... لن تعشقك الأرقام