المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البندولية عند حماس وأثرها على إتزان الحركة



حبيب الفلسطيني
19/05/2009, 01:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم




حماس أثارت جدلا واسعا و إهتماما بالغا و إستقطبت مقالات العشرات من الباحثين و الدارسين و الاعلامين و المحليلين المختصين , و عبر عن ذلك دكتور رائد نعيرات استاذ العلوم السياسيه في جامعه النجاح , في رسالته و التي عنونها ب...."الثقافه السياسيه لحركة حماس و أثرها على السلوك السياسي للحركه في الحكم " > ينصح بقرأته > حيث قال :
تعد حماس من أكثر الحركات في العالم التي وضعت تحت المجهر التحليلي من قبل الخبراء و مراكز الدراسات و تحت المجهر الأمني للخبراء العسكرين و الأمنيين .
إن هذا الإهتمام البالغ في أداء حماس على مختلف الأصعده , سواء كان سياسيا أو عسكريا أو إجتماعيا أو دعويا
يلقي الضوء بالضروره على الجانب الفكري للحركه , و الذي يمثل الخط الذي تسير عليه , و يحفظ توازنها و يميز أدائها عن بقيه الحركات الأخرى , و فكر حماس يتجلى كما جاء في ميثاقها حيث حددت المنطلقات الفكريه لها كما جاء في ...
المادة الأولى:
حركة المقاومة الإسلامية: الإسلام منهجها، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان، وإليه تحتكم في كل تصرفاتها، ومنه تستلهم ترشيد خطاها.
لا شك أن أبلغ وصف حظيت به حماس , و الذي جاء على لسان الامام الفاضل محمد احمد الراشد في رسالته رمزيات حمساويه
حيث عبر عن البندوليه و قوة الإرجاع لحفظ توازن حماس و ذلك بقوله ....


إن صور قادة حماس هي صورة البحارة تميل بهم سفينتهم .. بدفع الريح الشراع ، فيجذبون حبال الشراع من أجل التوازن لئلا تنقلب ، هنا المهم ...توازن الأداء والمواقف في أيام صعبة ، معادلاتها معقدة وشد الحبال أصبح فنا دقيقا ، وعلى من يريد الإبحار الآمن في محيط العولمة وليس بعيدا عن سخونة احداث العراق فإن عليه أن يتقنه ..




http://img526.imageshack.us/img526/6127/31654009.jpg


ثم يستطرد قائلا ...


إن الوسطية السياسية الجهادية هي الركن الأوثق الذي أسندت له حماس ظهرها ، فاستقامت مواقفها وصار التعقل سمة لها والنسبية باب تأويل لما يظن أنه من التناقض والجمع بين الصوابين مخرجا آمنا من أحادية النظر ..
إنما شأن المؤمن أن لا يستسلم للقدر السلبي الواقع .. فضلا عن الإستسلام لهواجس وقوعه .. بل من تمام ايمانه أن يصارع قدر السوء بقدر الخير وحماس في جميع خطواتها إنما توازي وتداري وتشد جاذبة ثم ترخي ثم تشد .. وتلك هي قوانيين الممارسة السياسية الجهادية





ما هي البندوليه " قوه الإرجاع " في نظام حماس


http://www.easyscience.org/school/phys212/teach/one/pendulum.gif



كلنا يعلم أن نقطه الثقل في البندول هي نقطه الصفر , و التي تفصل بين التحرك يمنة و يسره , و هي تكمن في وسط المسافه بين الإتجاهين المتعاكسين , و نقطه الصفر عند حماس تمثل الخط المستقيم الذي تسير عليه , و هو الاسلام الحنيف .
يقول الله تبارك و تعالى في سورة الاسراء " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " و نعلم جميعا أن أقرب خط بين نقطتين هو الخط المستقيم , و من هذا المنطلق فإن ثقل حماس و الذي يشكل ضابطا صارما لمسلكياتها و تصرفاتها و سياساتها هو الاسلام الشامل لكل مناحي الحياه " اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا " .و هي النقطه التي تقوم حماس دائما , فلا تستطيع حماس أن تذهب بعيدا عن فكرها
ودينها , و عقيدها , بل ستسحبها عقيدتها لنقطه الصفر دائما و هو الذي يشكل درع و صممام الامان للحركه .
فكل أمر لا يتعلق بالله , والطريق المضبوط بأسوار العقيدة والمُحكم بكتاب الله وسنة نبيه, مصيره الانهيار والنهاية.
كيف تتحرك حماس في ظل ثابتها
يقول الحق تبارك و تعالى " وقل إعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله " و يقول أيضا " يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون " الذي يصنع الوقت و التاريخ هو حركة البندول , و لن يصنع الوقت و التاريخ الا في حركته , و اذا توقف فيعد خروج عن الحقائق و إلغاء لدوره , و تعطيل لهدفه , إن عدم التحرك للاسلام مشابه بل لن يبقى من ديننا سوى الاسم و الرسم , و بما أن الاسلام يطالبنا بالعمل و الجد و الاجتهاد كي نصنع التاريخ كما صنعه أسلافنا رضوان الله عليهم , فإن حماس أول وصف لها أنها " حركه " فهي في عمل دؤوب و جد موهوب على مختلف الصعد و الإتجاهات , تقارع الخضوب , و تنفذ من النوازل و شاقات العمل .



يقول الكاتب و الباحث الفلسطيني إبراهيم أبو الهيجاء في مقاله المنشور في شبكه اسلام أون لاين بعنوان
الفكر السياسي لحماس " في ظل الثابت و المتغير" ننصح بقرأته " يقول ما يلي :
الفكر السياسي هو مساحة الحركة في ظل الثابت. ومقالتنا تقف اليوم أمام حساسية شديدة لحركة طالما عبرت عن ثوابتها بوضوح، ولكنها في الوقت ذاته تعايش تعقيدات داخلية ووقائع دولية وإمكانات متواضعة لا تمكنها من تحقيق تلك الثوابت.
بين هذا وذاك كان -ولا زال- أمامها مشهد تشكيل سلطة تدير شئون بلادها، ولدت نتاج اتفاق سياسي تحرمه وترفضه بشدة، لكن قلبها ينشطر قسمين، فهو من جهة يريد الإبقاء على حالة الرفض لاتفاق التسوية وإقناع الناس بعدميته وعبثيته، وفي الجهة المقابلة لا يريد أن يبقي أجزاء من وطنه تدار بعقلية الفساد ومراكز القوى المتحالفة بالضرورة مع التسوية وأهداف إسرائيل.
ثم يتحدث الباحث أبو الهيجا عن فهم محددات الفعل السياسي لحماس بقوله :
1) الثوابت الكلية المستندة إلى دوائر الفكر الإسلامي (الحق والباطل)، ودوائر الشرع (الحلال والحرام).
2) التحرك باتجاه ثابت مع إمكانية القبول بهدف جزئي بشرط أن لا ينفي الكلي أو ينتقص منه.
3) التحرك باتجاه الشرعي القطعي دون أن ينفي هذا التحرك عقلية الأولويات وأدوات الموازنات "أي الظني المتحرك ضمن القطعي وليس العكس".
4) التحرك العسكري وسيلة لإنجاز الكلي أو الجزئي، وعمله محكوم باعتبارات مهنية وقراءة سياسية وتوقفه رهن تحقيق الشروط وليس منحة لأحد أو رغبة في قتل أحد.
5) بعد ذلك تأتي أهمية أن يكون القرار المتحرك في البنود (آنفة الذكر) خاضعا لشورى الحركة الجماعية وقطاعاتها المختلفة، ليس فقط المتواجدون هنا في الداخل الواقعون تحت وقع الضغط العسكري والعدوان اليومي بل المتواجدون في الخارج أيضا، أي الذين هجروا وطرودا من أرضهم ومن بين أهلهم، فكلاهما معبّر عن شكل الظلم والاحتلال، وكلهم لهم الحق بالقرار والإلزام وصياغة الموقف.
6) صياغة القرار تعتمد على الاستلهام بما تقدم، أما فضاء القرار فيدور في موازنات ومصالح الحركة وتقديراتها السياسية للمعادلة الداخلية والخارجية وحساباتها لذلك وترجيحها بالتالي للصالح والأفضل بما ينفع عموم المسلمين ومشروع التحرير على وجه الخصوص.


و هنا نلقي الضوء على الفكر السياسي الحمساوي في ظل الثابت و المتغير " الهدنه مثالا.
أخضع دكتور خالد الصافي موقف حماس من الهدنه لدراسة تاريخيه مستفيضه في كراسه أعدها خصيصا
حيث عنونها ب " موقف الشيخ أحمد ياسين من الهدنه مع الكيان الصهيوني " حيث يقول :
أ-إن مبدأ الهدنة لا يعني الصلح والاعتراف بل هو وقف الصراع والقتال بين الطرفين لفتر ة
محدد ة.
ب-إن موقف الشيخ أحمد ياسين من الهدنة يعتبر محاولة للتعامل مع واقع حالي ومرحلة
تاريخية من حياة الشعب الفلسطيني وبالتالي تعتبر الهدنة هد فًا تكتيكيًا وليس استراتيجيًا.
ت- إن موقف الشيخ احمد ياسين من الهدنة قد تم تبنيه من قبل حركة حماس وأصبح جزءًا من فكرها وخطابها السياسي.


هذا الفكر السياسي المتغير عند حماس , فما هو ضوابطه الشرعيه العقديه الثابته و التي ضبطت تصرفات حماس .


نعود لكراسه دكتور خالد الصافي حيث يقول :
مفهوم الهدنه لغه و اصطلاحا
أولا: في اللغه :
الهدنه من الفعل هدن بمعنى سكن , ويقال : هادنه مهادنه اذا صالحه, و الاسم الهدنه واصل الهدنه السكون بعد الهيج
و يقال للصلح بعد القتال و الموادعه بين كل المتحاربين , و ربما جعلت للهدنه مده معلومه ,فاذا انقضت المده عادوا للقتال , و في المنجد , و القاموس المحيط الهدنه جمعها هدن : و تعني المصالحه / الدعه و السكون
و هي وقف الحرب الى حين لأجل وضع شروط الصلح ,ويرداف الهدنه ألفاظا أخر منها الموادعه و المسالمه ,المقاضاه , المواصله
ثانيًا: في الاصطلاح:
وهي تعني توقيف دائم أو مؤقت للعمليات الحربية، وقد تكون الهدنة بشروط أو بدون
شروط . وتتميز الهدنة بصفتين رئيس تين هم ا؛ أنها اتفاق سياسي، وأنها لا تعتبر إنهاء لحالة
الحرب بين الم تحاربين؛ أي أنه مهما طال أمد الهدنة أم قصر فإنها لا تعني انتهاء حالة الحرب.


ثالثا : السياق التاريخي والشرعي للهدنة في الإسلام:
تاريخيًا فقد هادن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشركي مكة لمدة عشر سنين في صلح الحديبية ، وكان ذلك
حقنًا للدماء، ورغبة في السلم . وكان رسول الله قد خرج في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة
متوجهًا إلى مكة للعمر ة. وقد أحرم الرسول بالعمرة ليأمن الناس من حربه، وليعلم الناس أنه
خرج زائرًا للبيت الحرام ومعظمًا له . وبالرغم من ذلك فإن قريش أرسلت قوة عسكرية لصده،
ومنعه من دخول مكة عنو ة. ولكن الرسول اتخذ طريقًا آخر ونزل في الحديبية . وتم في النهاية
التفاوض بين الطرفين الاتفاق على أن يعود الرسول في عامه هذا على أن يأتي للعمرة لمدة
ثلاثة أيام في مكة في العام المقبل ، وتم كتابة الصلح بينهم ا. حيث طلب الرسول من علي بن أبي
طالب أن يكتب "هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو (مبعوث قريش )، اصطلحا
على وضع الحرب عن الناس عشر سنيين، يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض، على أنه
من أتى محمدًا من قريش بغير إذن و لِّيه رده عليهم، ومن جاء قريشًا ممن مع محمد لم يرده
عليه . وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما وأبو داوود في سننه بأسانيدهم عن المسور
بن مخرمة رضي الله عنه " أنهم اصطلحوا على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيهن الناس،
وعلى أن بيننا عيبة مكفوفة، وأنه لا إسلال ولا إغلال, و كما هادن صلاح الدين الايوبي القائد الصليبي ريتشارد - ملك انجلترا - في صلح الرمله في السابع عشر من رمضان سنة 588ه / 1192م و كانت الهدنه ثلاث سنوات و ثلاثه اشهر و ثلاثه اسابيع .
وشرعيًا تجب المهادنة في حالتين:
الأولى : إذا طلبها العدو؛ فإنه يجاب إلى طلبه ولو كان يريد الخديعة، مع وجوب الحذر
و الاستعداد قال تعالى : و إن جنحوا للسلم فإجنح لها و توكل على الله إنه هو السميع العليم , و إن يريدوا
خيانتك فإن حسبك الله. و قوله تعالى براءة من الله و رسوله الى الذين عاهدتم من المشركين .
الثانيه : في الاشهر الحرم إذ لا يحل فيها القتال و هي , ذو القعده , و ذو الحجه ,و محرم , و رجب
ولكن إذا بدأ العدو بالقتال فأنه يجب القتال حينئذ دفعًا للاعتداء . كما يباح فيها القتال إذا كانت
الحرب قائمة، ودخلت هذه الأشهر ولم يستجب العدو لقبول الموادعة,,,يقول الله تعالى (و إن عدة الشهور عند
الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق الله السموات و الارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن
أنفسكم و قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافه و اعلموا أن الله مع المتقين ) و قوله تعالى : ( فإذا انسلخ الاشهر الحرم فإقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ).
ومن الشروط الشرعية لعقد الهدنة أيضًا:
-1 أن يكون في ذلك مصلحة للمسلمين، بأن يكون في المسلمين ضعف أو قلٌة في المال.
-2 أن لا تزيد مدة الهدنة عن أربعة أشهر عند قوة المسلمين ولا يجوز أن تبلغ سن ً ة بحال،
وهناك قولان للإمام الشافعي رضي الله عنه حول مادون سنة وفوق أربعة أشهر أصحهما
أنه لا يجوز . ولكن في حالة ضعف المسلمين ووجود خوف عليهم فإنه تجوز المهادنة إلى
عشر سنين.
فقد هادن الرسول صلى الله عليه وسلم أهل مكة في صلح الحديبية عشر سنين . ولا تجوز
الزيادة عليها على الصحيح . وفي وجه تجوز الزيادة على ذلك للمصلحة . فإن احتاج المسلمون
إلى زيادة المدة على عشر سنوات جاز لهم عقد عشر سنوات أخرى ثم عشر ثم عشر قبل أن
تنقضي المدة الأولى . فقد أجاز ذلك الشافعية بينما ذهب أصحاب الإمام مالك إلى أن مدتها غير
محدودة، بل يكون موكول ذلك إلى اجتهاد الإمام ورأيه . وظاهر كلام أحمد بن حنبل أنه يجوز
على أكثر من عشر، على ما يراه الإمام من المصلحة...
وهناك إجماع لدى الفقهاء في أنه لا
تجوز المهادنة أو المصالحة أو الموادعة في حالة استيلاء العدو على جزء من بلاد الإسلام،
وادعى ملكيته له . وأنكر حق المسلمين فيها، وجار عليهم في العدوان. فإذا كان في المسلمين
ضعف فالأجدر بهم البحث عن أسباب هذا الضعف وتلافيه، فإذا كان ضعف المسلمين لأسباب
خارجة عن إرادتهم، وظهور قوة عدوهم عليهم جاز له م المهادنة فقط ولمدة محدودة ومعلومة
. حتى يزول سبب الضعف وتستجد عوامل القوة فيقومون بقتال عدوهم واستخلاص أرضهم
ومن هنا فإن المهادنة لا تجوز مطلقًا من غير تقدير مدة، لأ ن ذلك يفضي إلى ترك الجهاد بالكلية
قال تعالى ( فإقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ), وأما إذا نقض أهل الهدنة العهد حلت دماؤهم وأموالهم
و سبيت ذراريهم . فعندما نقض بنو قريظة العهد قتل النبي صلى الله عليه وسلم
رجالهم وسبى ذراريهم، وأخذ أموالهم ...
ولما نقضت قريش عهده حل منهم ما كان حرم عليه منهم؛ لأن الهدنة عقد مؤقت ينتهي بانقضاء مدته،
فيزول بنقضه وفسخه.
كما بين الشيخ أحمد ياسين ياسين موقف الشرع من اتفاقيات أوسلو والاتفاقيات العربية الإسرائيلية
بقوله: "غير أن ما هو مطروح اليوم لا علاقة له بالصلح المشروع ولا بالهدنة المشروعة، إنه
اعتراف للعدو بشرعية اغتصابه لفلسطين، وهذا لا يجوز مطلقًا. ومن هنا يبدو من العبث أن
يتحدث البعض ( ربما يقصد هنا منظمة التحرير الفلسطينية ) عن هدنة وجوازها؛ لأنه حديث
.( في غير موضعه، وهو نوع من إعطاء الشرعية للباطل"
و في النهايه نقول أن حركة حماس بما تملكه من عقيده و دستور كتاب الله عزوجل و إرث النبوه الشريفه
ليمنعها كل هذا من ان تفلت من ضوابطها صوب المجهول , و ترتضي بالحياة الدنيا عن الاخره ,بل هي مضبوطه بتحركها البندولي بضابط الاسلام الحنيف .



"الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا* قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه و يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا*ماكثين فيه أبدا"