المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من منا يتقن صناعة الجدل !!!؟؟...



بنت الشهباء
14/05/2009, 04:35 PM
من منا يتقن صناعة الجدل !!!؟؟...


إن صناعة الجدل في أيامنا هذه نجدها يوما بعد يوم تزداد وقد أخذت لها مكانا واسعا على صفحات النت ، ووسائل الإعلام ، وحتى بين أبناء الأسرة الواحدة ..
ونعلم أن الأصل في الجدل هو الحوار وتبادل في الأدلة والبراهين ومناقشتها
ومن أجل هذا قال الجرجاني في تعريفاته :
الجدل : دفع المرء خصمه عن إفساد قوله بحجة أو شبهة أو بقصد تصحيح كلامه ، قال : وهو الخصومة في الحقيقة .
ولو عدنا قليلا إلى الخطاب الرباني لرأينا أن هناك مواضع كثيرة في القرآن ذكر فيها الجدل .. ومنها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم .
فالجدل المحمود يتطلب من صاحبه أن يتمتع بحسن الخلق واللطف والقول الليّن ، والحلم والعفو والتواضع والبعد عن الغرور والكبر ، وأن ينأى عن الفظاظة والتعنيف والانفعال ، ويلتزم بالموضوعية والدعوة إلى الحق بالحسنى ، والقصد من إظهار الحقيقة بالأدلة والبراهين التي تمكنه من الوصول بشرف لغايته وهدفه ..
ولنا خير دليل في كتاب الله ربنا
{ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
(العنكبوت: 46) ،
وقوله تعالى: { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
(النحل: 125)
{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }
(المجادلة:1)
ولكن قد يتعذر على الخصم أن يلتزم بهذه الصفات الحميدة ، ويهوى المراء والثرثرة والتشدق بسوء الكلم ، ويلقي أسئلة لا علاقة لها بالحوار فيما بين الخصمين بهدف أن يجرّ صاحبه المتحاور معه إلى قذارة وشناعة فعله ، وإضاعة الوقت وخروج خصمه عن أصل الموضوع ظنا منه أنه بهذا الأسلوب اللاأخلاقي يستطيع أن يفوز وينتصر عليه
..
وقد بيّن لنا النبيّ الأمي صفات من يهوى الجدل المذموم في الحديث الشريف كما جاء في سنن الترمزي
عن جابر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون"
وفيما رواه الترمذي أيضا
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة "


في مثل هذه الحال هل يتابع المحاور الجدل مع هذا الخصم ، أم يدعه بهدف عدم إضاعة الوقت معه !!؟؟؟...
نجد أنه من واجبنا أن ندع الخصم الذي يهوى الجدل المذموم ذلك لأنه لم يكن أهلا للحوار معه ؛وخاصة أنه لم يتعلم بعد أسلوب الحوار الهادئ المتزن الأخلاقي الذي أمرنا الله به ورسوله ، ولو تابعنا معه الجدال ربما يدفع المحاور أمامه عن قصد لئن يسقط معه في متاهات المهاترات والجدالات الباطلة والألفاظ النابية التي تنقص من قدره وشأنه..
أما في حال أن يتعرض المحاور للمساس بثوابت قيمنا ومبادئنا وديننا فهذا يفرض علينا أن نتابع بإصرار وعزيمة الحوار مع الخصم المقابل مقترنا بالأدلة والبراهين والشواهد العلمية التي تمكننا من الانتصار والفوز عليه ؛ بشرط أن نحافظ على مستوى الرقي في الحوار والتأدّب معه .


بقلم : ابنة الشهباء

عماد الدين
15/05/2009, 09:37 PM
جزاك الله خيرا اختي الفاضله على هذا الموضوع القيم .......
وكتبه في ميزان حسناتك ...

عبد المنعم جبر عيسي
16/05/2009, 07:23 AM
الأديبة القديرة والأخت الفاضلة / بنت الشهباء ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
معك كل الحق أختاه ..
الجدل فن لا يتقنه كل الناس .. له قواعده وضوابطه .. التى حددها الاسلام ووضع أسسه حرصا على العلاقات بين بنى البشر ..
والجدل هو وسيلة من وسائل الدعوة إلى الحق والذود عنه .. لكنه فى مرحلة معينة قد يضر بصاحبه ، وقد يصبح حجة عليه وليس له ..
والعاقل الأريب هو من يعرف متى يتوقف عن الجدل عندما يصبح عقيما .. أو ليس فى صالحه وصالح دعوته ورسالته ..

كعهدنا بك دائما .. أجدت ..
ولا أملك أمام هذه الإجادة إلا التثبيت ..
بالتوفيق دائما ..

بنت الشهباء
18/05/2009, 08:25 PM
جزاك الله خيرا اختي الفاضله على هذا الموضوع القيم .......



وكتبه في ميزان حسناتك ...





ولك مني خالص الشكر والتقدير أخي عماد الدين على مرورك الطيب

بنت الشهباء
18/05/2009, 08:30 PM
الأديبة القديرة والأخت الفاضلة / بنت الشهباء ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
معك كل الحق أختاه ..
الجدل فن لا يتقنه كل الناس .. له قواعده وضوابطه .. التى حددها الاسلام ووضع أسسه حرصا على العلاقات بين بنى البشر ..
والجدل هو وسيلة من وسائل الدعوة إلى الحق والذود عنه .. لكنه فى مرحلة معينة قد يضر بصاحبه ، وقد يصبح حجة عليه وليس له ..
والعاقل الأريب هو من يعرف متى يتوقف عن الجدل عندما يصبح عقيما .. أو ليس فى صالحه وصالح دعوته ورسالته ..

كعهدنا بك دائما .. أجدت ..
ولا أملك أمام هذه الإجادة إلا التثبيت ..


بالتوفيق دائما ..





أخي الكريم عبد المنعم جبر عيسى




بداية يسعدني مرورك الطيب على هذه الصفحة التي لم تكن لولا أننا نرى – وللأسف – بأن كثير منا لم يعد يلتزم بأخلاقيات وأدب الحوار حتى مع من يخالفنا في الرأي .. وأن الجدالات العقيمة والمهاترات والمشاجرات قد أخذت لها مكانا واسعا على صفحات الانترنت وفي وسائل الإعلام وحتى بين أبناء الأسرة الواحدة .. .



وما يلزمنا يا أخي الكريم هو أن ندرّب أنفسنا على أخلاقيات أدب الحوار قبل أن نلوم غيرنا ، ونحاول أن نقمع حالة الغضب والشحناء من داخل صدورنا .. وأن لا ندخل في جدالات عقيمة لا تغني ولا تسمن من جوع بل إنني أرى بأنها تسيء إلينا وإلى سمعة نظافة كلمتنا ..

وبالعودة إلى آداب الحوار وأخلاقياته ونقف عند نقطة أساسية علمتنا إياها المدرسة المحمدية بهدف أن تكون علاقتنا مع الناس ناجحة وقائمة على أسس المودة والاحترام حتى مع من يخالفنا في الأمر ألا وهي حسن الاستماع للطرف الآخر والتأدّب معه ....
وبالعودة إلى السيرة النبوية الشريفة أحببت أن أقتبس موقفا عظيما لنبي الرحمة والإنسانية محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو يعلمنا حسن الاستماع وأدب الحوار حتى مع عدوّنا بهدف أن نمنح الفرص للطرف الآخر بعرض أفكاره وتوجهاته التي تدخل في إطار أدب الحوار بعيدا عن قول الفحش وسوء الكلم ....
فهذا ألد أعداء الرسول -صلى الله عليه وسلم -من المشركين " عتبة بن ربيعة " أتى إليه ليقول له ما تدعونا إليه باطل وزور .. ومع ذلك فقد تركه نبينا الأميّ يكمل حديثه دون أن يقاطعه ، فما بالك إن كان من نحاوره أخا لنا !!!؟؟؟...
"جاء عتبة حتى جلس إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، فقال: « يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة، والمكان في النسب،، إنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرَّقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورًا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قل يا أبا الوليد أسمع "، قال: يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تريد به شرفًا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه... حتى إذا فرغ عتبة، ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم يستمع منه، قال: " أقد فرغت يا أبا الوليد ؟ " قال: نعم، قال: "فاستمع مني"، قال: افعل، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم . { حم }{ تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }{ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ
عْلَمُونَ }{ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ }{ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } ... ثم مضى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيها يقرؤها عَليه، فلما سمعها منه عتبة أنصت لها، وألقى يديه خلف ظهره معتمدًا عليها يسمع منه، ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها فسجد، ثم قال: "قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك » وفي رواية أخرى « أن عتبة استمع حتى جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قوله تعالى: { فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } فقام مذعَورًا، فوضع يده على فم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنشدك الله والرحم، وطلب منه أن يكف عنه، فرجع إلى قومه مسرعًا كأن الصواعق ستلاحقه، واقترح على قريش أدى تترك محمدًا وشأنه، وأخذ يرغبهم في ذلك » (1)
أليس هذا الدرس لهو من أجمل وأعظم الدروس المحمدية التي تعلمنا كيف نتعامل مع الناس لنكسب ودّهم واحترامهم لنا !!!!؟؟...
(1) البداية والنهاية 3 / 62، وتفسير ابن كثير 4 / 62، وتاريخ الإسلام للذهبي، قسم السيرة ص 158، وفقه السيرة لمحمد الغزالي ص114، وهذا الحبيب يا محب ص102.

روان أم المثنى
21/05/2009, 09:33 AM
http://www.rabania.net/Arrahma/ward.gif


الأخت الغالية والحبيبة


درة الشــهباء


نعم والله غاليتي


نعم إنها لدروس محمدية تعلمنا كل علم


وترقى بنا إلى رفعة لا متناهية في أدق أمورنا وتفاصيل حياتنا


وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك الجدل


ولا يحبه


الجدل العقيم والحائد عن موضوع النقاش


هو الجدل المنهي عنه


والذي لا يثري ولا يصل إلى نتيجة


ويجر على صاحبه الآثام والويلات من حيث لا يعلم


نسأل الله السلامة


تقبلي تقديري لطيب ما تكتبين غاليتي



http://www.rabania.net/Arrahma/ward.gif

بنت الشهباء
25/05/2009, 02:39 PM
أختي الغالية روان



إن صنعة الجدل للأسف لم يعد يتقنها كثيرا منا ويفرّق بين الجدل المذموم والجدل المحمود

بعيدا عن الزجر والتأنيب والمهاترات والمشاجرات التي تزيد من هوة الخلاف واتساعها دون الوصول إلى نتيجة مرضية ..
ولو أننا عدنا إلى المدرسة المحمدية لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من خلافات ومشاجرات حتى بين أبناء الأسرة الواحدة لأننا لم نعد نتعلم معنى الموعظة الحسنة والكلم الطيب والجدال بالتي هي أحسن بلا تحامل على المخالف ولا ترذيل له...
ياروان لو أننا عدنا إلى السيرة النبوية ودرسنا كيف استطاعت أن تصل إلى مشارق الأرض ومغاربها وتنشر نور المعرفة وتحطم الضلالات والجاهلية ووو لرأينا أن الدعوة لم تكن إلا بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالاستعلاء والغرور والكبر ....
ولكن علينا أن لا ننسى أن المسلم كانت تحيطه العزة في دينه ومبادئه وثوابته ولا يتهاون بها أمام ملوك الدنيا كلها لأنه في قرارة نفسه يعلم يقينا أن الله حسبه وكافيه ومعينه ...
لذا فمن واجبنا أن لا نتهاون أمام من يسيء لمقدساتنا وثوابتنا ولكن بالحكمة والبرهان والدليل وفي ذلك نستطيع حينها أن نتقن الجدل المحمود ونبعد عن الجدل المذموم ..

أما أن نقف ونجادل هنا وهناك دون أن نصل إلى نتيجة مرضية فهذا يعني نكون قد ضللنا عن الطريق وابتعدنا عن ما أمرنا الله به ورسوله الحبيب

عن أبي أمامة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية
{ ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون }

ونسأل الله أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
إنه سميع مجيب