المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صورة الزعيم



د.أسد محمد
13/01/2006, 07:41 AM
صورة الزعيم





قصة قصيرة





للتو تباهت أمام والده بأسئلته البريئة ، طبع الأب قبلة على جبينه وخرج لعمله ، تقافز في بهو البيت كهر صغير ، اغتنمت أمه فرصة لعبه وانشغلت عنه في ترتيب أشيائها ، لحق بها ، وطرح عليها سؤالا ، كان الخامس أو ربما السادس كما خمنت لهذا اليوم ، سحبت سبابتها على وجنته حتى انتهت عند هلال جبينه ، وأجابت بهدوء : نمتُ مساءً متأخرةً ، وضعتُ تحت وسادتي حبةَ سكر نبات ، وعندما استيقظتُ صباحا تحولتْ قطعة السكرِ ، وأصبحتْ أنت .


فأجاب مبتسما :


- الآن فهمت كيف أصبحتُ ابنك .


مسحت شعره الناعم كشعر أرنب صغير بيديها الطريتين، ونام في حضنها متأثراً بالحكاية الجميلة التي أكملتها له حول الطيور التي استقبلته ودخلت إلى غرفته من النافذة ، وكيف راح يلعب معها ، وعن الشمس التي تشبه قنديل جدته التي أنارت وجهه الجميل وجعلتها تراه مثل وردة ، والمرآة الكبيرة التي أرسلها له خاله كهدية كي يمشط شعره ويتأمل صورته .


في اليوم التالي سألها ، كيف جاءتْ أخته الصغيرة ، فحكت له حكاية مماثلة عن قطعة سكر النبات ، ففرح ، وحكى الحكاية لأخته الصغيرة التي لم تفهم منها شيئا ، لكنها ابتسمت وراحت تلعب وتشد طرف شرشف سريرها بشغب .



* * *


كان يقلب وريقات كتاب حضانته ، عندما اقتربت منه أمه ، جثت على ركبتيها بجانبه ، وراحت تهجّي له الحروف بدافع إثارة انتباهه وتعليمه ، شرد وهو ينظر إلى لوحة غلاف الكتاب الداخلية ، ثم عبثت يداه بالدفتر الوحيد الذي سحبه من حقيبته ، طلبت منه أن يردد وراءها ، فتثاءب ، ثم كرر بعض الحروف بصوت خافت غير آبه لجهد أمه ، وفجأة سألها :


- ماما ، ماما ، لماذا هذه الصورة هنا ، ومكررة هنا بالقرب من الشمس ؟


أشار إلى صورة الغلاف ، وقارنها بالصورة التي ترافق الحروف التوضيحية في الصفحة التي تحاول شرح حروفها له .


لم تجبه ، وطلبت منه أن يردد ما تلفظه بدقة ، فكرر السؤال نفسه ، عندئذ اضطرت للجواب بصوت خافت " هذه صورة الزعيم " ، فسألها : - لماذا وضعوها بالقرب من الشمس الحارة مثل النار ؟


تلعثمت الأم ، همهمت ، ثم أرغمته على تكرار كلمة "ضابط" كمثال على حرف الضاد في الصفحة التالية التي قلبت إليها هاربة من الصفحة السابقة محاولة إخفاء الصورة ، وجد صعوبة في نطق كلمة " ضابط" ، وقال بأن المعلمة لم تعطه هذا الدرس ، حاولت الضغط عليه ، وكررت الكلمة عدة مرات طالبة منه أن يقلدها ، انتبهت أنها تفعل ذلك لأول مرة معه، وتضغط عليه ، أحست ببعض الضيق ، رمشت صغيرها الذي راح يلعب بقلم الرصاص غير مكترث لما تردد من حروف لم يستسغها ، سحبت القلم من يده ، وتوعدته بألا تعطيه مصروفه ليوم غدٍ ، فصاح قائلا، والدهشة تعلو وجهه :


- أريده ، أريده .


- لن أعطيك المصروف إذا لم تلفظ الحروف جيدا .


- أنا بحاجته ، يا ماما ، كي أشتري به قطعة سكر نبات .


- سكر نبات ؟!


- نعم ، اشتريت البارحة ، قطعة سكر نبات ، ووضعتها تحت وسادتي، ولم يأتِني ولد جميل ، وغداً سأشتري قطعة ثانية وأضعها تحت مخدة أختي ، يمكن أن تأتيها بنت حلوة .


نظرت الأم إلى صورة الزعيم بالقرب من صورة الشمس ، ثم رمقت وجه ابنها البريء مرتبكة ، ولديها خشية من سؤال أكيد قد يطرحه أمام المعلمة حول الصورة ، ومِنْ ..
أسد محمد
assadm20005@gawab.com

طارق شفيق حقي
13/01/2006, 02:43 PM
ولديها خشية من سؤال أكيد قد يطرحه أمام المعلمة حول الصورة ، ومِنْ

عفوية وبراءة الأطفال تحرج الكبار

إن لم يعرف الجواب سيعرفه لاحقاً حتماً

تحياتي لك ولهذه القصة الخفيفة الظريفة

د.أسد محمد
13/01/2006, 02:53 PM
أستاذ طارق
مع المحبة
والشكر
بالتاكيد
وهذا ما نطرحه فنيا
امام انفسنا
اسد محمد

د.ألق الماضي
14/01/2006, 03:58 AM
طرح جميل يكشف مدى عفوية الطفل من جانب
وحبه لاستكشاف العالم من جانب آخر
لكنه يدفعنا لإعادة حساباتنا في طريقة التعامل مع أسئلة الطفل خاصة تلك التي تتعلق بكيفية وجوده ووجود أمثاله ty>?

د.أسد محمد
14/01/2006, 05:00 AM
شكرا الق
ارجد مراسلتي
اسد

عاشت بلادي
22/01/2008, 09:57 AM
قصة جميلة لم أشاهدها إلا اليوم
أعجبتنى طريقة السرد قوة دخولك للقصة
شكراً على ما تكتبه من ابداع

ابو يونس الطيب
06/02/2008, 05:52 PM
سلام...وبعد
قصة مشبعة بالصور الجميلة جسدت مواقف يومية كثيرا ما تكون محرجة ابطالها اطفال ...وفي ردة فعل عفوية تنتصر البراءة
سرد جميل ..شكرا لك اخي ....

maroinedes
09/02/2008, 05:27 PM
أجرام العمر أجلاها جرم الطفولة السماوي.. وأعذبها حراكا في دورة الافلاك.. وقصتك يا سيدي كانت "ميكروسكوب " سافر بنا الى الطفل الجميل في فضاءاتنا الجوانية ..تحياتي

ابو مريم
09/02/2008, 08:22 PM
صورة الزعيم





قصة قصيرة





للتو تباهت أمام والده بأسئلته البريئة ، طبع الأب قبلة على جبينه وخرج لعمله ، تقافز في بهو البيت كهر صغير ، اغتنمت أمه فرصة لعبه وانشغلت عنه في ترتيب أشيائها ، لحق بها ، وطرح عليها سؤالا ، كان الخامس أو ربما السادس كما خمنت لهذا اليوم ، سحبت سبابتها على وجنته حتى انتهت عند هلال جبينه ، وأجابت بهدوء : نمتُ مساءً متأخرةً ، وضعتُ تحت وسادتي حبةَ سكر نبات ، وعندما استيقظتُ صباحا تحولتْ قطعة السكرِ ، وأصبحتْ أنت .


فأجاب مبتسما :


- الآن فهمت كيف أصبحتُ ابنك .


مسحت شعره الناعم كشعر أرنب صغير بيديها الطريتين، ونام في حضنها متأثراً بالحكاية الجميلة التي أكملتها له حول الطيور التي استقبلته ودخلت إلى غرفته من النافذة ، وكيف راح يلعب معها ، وعن الشمس التي تشبه قنديل جدته التي أنارت وجهه الجميل وجعلتها تراه مثل وردة ، والمرآة الكبيرة التي أرسلها له خاله كهدية كي يمشط شعره ويتأمل صورته .


في اليوم التالي سألها ، كيف جاءتْ أخته الصغيرة ، فحكت له حكاية مماثلة عن قطعة سكر النبات ، ففرح ، وحكى الحكاية لأخته الصغيرة التي لم تفهم منها شيئا ، لكنها ابتسمت وراحت تلعب وتشد طرف شرشف سريرها بشغب .



* * *


كان يقلب وريقات كتاب حضانته ، عندما اقتربت منه أمه ، جثت على ركبتيها بجانبه ، وراحت تهجّي له الحروف بدافع إثارة انتباهه وتعليمه ، شرد وهو ينظر إلى لوحة غلاف الكتاب الداخلية ، ثم عبثت يداه بالدفتر الوحيد الذي سحبه من حقيبته ، طلبت منه أن يردد وراءها ، فتثاءب ، ثم كرر بعض الحروف بصوت خافت غير آبه لجهد أمه ، وفجأة سألها :


- ماما ، ماما ، لماذا هذه الصورة هنا ، ومكررة هنا بالقرب من الشمس ؟


أشار إلى صورة الغلاف ، وقارنها بالصورة التي ترافق الحروف التوضيحية في الصفحة التي تحاول شرح حروفها له .


لم تجبه ، وطلبت منه أن يردد ما تلفظه بدقة ، فكرر السؤال نفسه ، عندئذ اضطرت للجواب بصوت خافت " هذه صورة الزعيم " ، فسألها : - لماذا وضعوها بالقرب من الشمس الحارة مثل النار ؟


تلعثمت الأم ، همهمت ، ثم أرغمته على تكرار كلمة "ضابط" كمثال على حرف الضاد في الصفحة التالية التي قلبت إليها هاربة من الصفحة السابقة محاولة إخفاء الصورة ، وجد صعوبة في نطق كلمة " ضابط" ، وقال بأن المعلمة لم تعطه هذا الدرس ، حاولت الضغط عليه ، وكررت الكلمة عدة مرات طالبة منه أن يقلدها ، انتبهت أنها تفعل ذلك لأول مرة معه، وتضغط عليه ، أحست ببعض الضيق ، رمشت صغيرها الذي راح يلعب بقلم الرصاص غير مكترث لما تردد من حروف لم يستسغها ، سحبت القلم من يده ، وتوعدته بألا تعطيه مصروفه ليوم غدٍ ، فصاح قائلا، والدهشة تعلو وجهه :


- أريده ، أريده .


- لن أعطيك المصروف إذا لم تلفظ الحروف جيدا .


- أنا بحاجته ، يا ماما ، كي أشتري به قطعة سكر نبات .


- سكر نبات ؟!


- نعم ، اشتريت البارحة ، قطعة سكر نبات ، ووضعتها تحت وسادتي، ولم يأتِني ولد جميل ، وغداً سأشتري قطعة ثانية وأضعها تحت مخدة أختي ، يمكن أن تأتيها بنت حلوة .


نظرت الأم إلى صورة الزعيم بالقرب من صورة الشمس ، ثم رمقت وجه ابنها البريء مرتبكة ، ولديها خشية من سؤال أكيد قد يطرحه أمام المعلمة حول الصورة ، ومِنْ ..
أسد محمد
assadm20005@gawab.com
السلام عليك ورحمة الله
أخ محمد ،قصتك تربوية وكان الأجدر أن تجعل العنوان هو سكر نبات بدل صورة الزعيم....
وكان عليك أن تشتغل على القصة أكثر ، وتستغل براءة الأطفال وعفويتهم...لتثير المتتبع مثلا أن يناجي
الطفل قصب السكر أو يلبسه جلبابا ...
السرد وغياب التشويق والإثارة والربط قد يصيب القارئ بالملل..
ننتظر منك الأجمل والأروع..
محبتي..