المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة.. مرقالة.. الوالي



محمد محمد البقاش
16/04/2009, 11:13 PM
دعوة.. مرقالة.. الوالي
=========

العنوان المكون من ثلاث كلمات عنوان مفتوح على عدة معاني، منها معنيين اثنين لا يمكن تجاوزهما.
فالدعوة دعاء واستدعاء..
ومرقالة اسم على مسمى وهو شاطئ جميل في طنجة لم يحظ باهتمام أحد من المسئولين والمستشارين المغاربة، وقد عني به الاستعمار فعبّد فيه طريقين أهملهما المجلس البلدي والمسئولون حتى انقرضتا وبقيت بعض معالمهما، وبنى الوادي الحار وأوصله إلى مصبه بالأحجار الثلاثة حرصا على سلامة الشاطئ وعناية برواده عكس المسئولين المغاربة والمستشارين الذين يحتقرون رواد الشاطئ بلسان حال سلوكهم، وإلا فما معنى إهمالهم للشاطئ ورواده منذ أول انتخابات بلدية إلى يومنا هذا؟..
والوالي هو الشخص الذي يعينه الخليفة حاكما على ولاية من ولايات الدولة وأميرا عليها. وتقسيم الدولة إلى وحدات يجعل من كل وحدة ولاية، ولكن الخلافة قد سقطت على يد عميل بريطانيا مصطفى كمال أتاتورك، ومع ذلك أخذت بعض الدول الولاية منها المغرب وأسمت منطقة من مناطقها ولاية كولاية جهة طنجة تطوان مثلا، غير أن الولاية في النظام الإسلامي ولاية حكم، وولاية الوالي في المغرب ولاية موظف إذ إن الوزير نفسه موظف فما بالك بالوالي؟..
هذه دردشة فرضت نفسها علينا، يبقى فهم المقصود من الكلمات الثلاث، فهل الدعوة ومرقالة والوالي تعني الدعوة من مرقالة على الوالي، هل تدعو مرقالة على الوالي بالخراب واليباب وتطلب الانتقام منه ولو بإقالته؟ أم هي دعوة من مرقالة للوالي لزيارة شاطئ مرقالة والسباحة فيه مثلا؟
كلا المعنيين موجودين في واقع طنجة، فكثير من الناس متذمرون من سلوك الوالي في تدبير شأن طنجة خصوصا الفوضى التي أحدثتها الشركات التي حفرت طنجة منذ شهور كثيرة ولم تزل وفيها ضرر كبير يلحق الناس في أنفسهم وأموالهم، فكم شخص أصيب جراء إهمال الشركات أعمالها في طنحة، وأذكر امرأة مسنة سقطت فدميت، سقطت في حفرة حفرتها أمانديس لنصب سارية، وكم هي الحفر التي تترك دون علامة على وجودها، ودون تغطيتها، فهل يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى الوالي، ثم الشركة المجرمة؟.
لنأخذ المعنى الثاني فندعو الوالي للسباحة في شاطئ مرقالة كما سبح في الشاطئ البلدي دعاية له؛ بحيث كانت تنشر الصحف المحلية تحذيرات على تلوثه فهبط هو والدرهم المثقوب والعملة الصدئة ليسبحوا في الشاطئ، فهل يستجيب الوالي للسباحة في المياه العادمة وبوخْرارو؟
لقد أجرمت أمانديس ولم تزل ولا أحد يضع حدا لإجرامها، فقد تسببت في كارثة 23 أكتوبر 2008م بحيث أهملت التصدع الذي أصاب القادوس الضخم، وأهملت تنقيته، ثم لما نزل المطر لم يستطع القادوس صرف المياه إلى الشاطئ فتسبب في الكارثة، رجع ماء المطر في القادوس وخرج من مدخله بالقسيعات حيث ملعب مهمل يشكو ظلم القائد والمقدم والشيخ ومهندس الجماعة حين سمحوا بإقامة سد ضخم في جانب منه من الأتربة المحفورة في المكان الذي تنجرف فيه التربة، والذي اتخذته شركة تريس كانتوس لبناء عمارات سكنية فتسبب في انهيار مباني عديدة لا يزال منها شاهد عيان، رجع ماء المطر لهذه السبب ولسبب آخر هو وضع جبال من الكرافيت في طريق مرقالة لاستعماله في إتلاف أحذية الناس من طرف الشركة التي أضحت منعوتة في طنجة بالجرذ الأعمى؛ فأغرق مدرسة سكينة والقاضي عياض والدور وأتلف أمتعة الناس وتسبب في تصدع القادوس الضخم وقد كاد يحدث ضحايا من ساكنة وادي اليهود لولا تدخل شبيبة الحي لإنقاذ الناس.
أحدث ماء الطوفان تصدعا في القادوس وغير مجراه فصار يصب في وسط الشاطئ بدل انصبابه في اتجاه الأحجار الثلاثة وبقي مهملا ولا يزال إلى تاريخ كتابة هذه السطور، ومعنى ذلك أن رواد شاطئ مرقالة لهذا الصيف (2009) خصوصا الأطفال الذين لا يقدمون رفقة الكبار سيسبحون فيه ولا أحد يمنعهم، ثم إن هبوب الرياح الغربية والشمالية والجنوبية لا يلوث الشاطئ خلاف الرياح الشرقية، ومعنى ذلك أن الصيف وهو شهر الرياح الغربية في الغالب يكون الشاطئ فيه نظيفا بحيث لا تختلط مياه الصرف بالشاطئ كله، إذ تبقى بعيدة في الجهة الشرقية، ولكنها اليوم مع انصباب الوادي الحار في الوسط صار من المستحيل ولو مع الرياح الغربية؛ صفاء الشاطئ، فإن لم يبادر الوالي لوضع حد لإجرام الشركات، فهل سيكون هو أيضا جزءا من الجريمة؟ وهلاّ يسبح معنا في الشاطئ الملوث وهذه دعوتنا له إن لم يفعل شيئا..
ولي ملاحظة على الطريق المعبدة باتجاه الميناء، فقد ألغوا القادوس وأتلفوه، ومعنى ذلك، ولو مع وجود المصفاة، فإن ساكنة طنجة من مواليد الأربعينات والخمسينات والستينات يذكرون جيدا واقع طنجة في المواسم المطيرة، وقد بدأت دورة الطبيعة للأمطار الغزيرة والطوفانية في سنة 2008 فضربت طنجة بتاريخ: 23 أكتوبر 2008 م عواصف مطرية شديدة وصلت الأمطار فيها إلى 52 متر مكعب أدت إلى غرق أشخاص، ودمرت المياه دورا وأغرقت مصانع وأسقطت سور إعدادية عمر بن عبد العزيز، وهذا واقع جديد يدل عن جهل بالنسبة للذين ليسوا من طنجة أو لا يملكون معلومات تاريخية عنها، ولا أدري إن كان أرشيف عمالة طنجة لا يزال محتفظا بأحداث مسجلة عن تلك الحقبة، ويدل ثانيا على كوارث ستحصل ويتحمل مسؤوليتها الوالي والعمدة ورؤساء المجالس وكل المسئولين في طنجة..
................
محمد محمد البقاش

Mohammed_bakkach.hotmail.com
طنجة في: 06 أبريل 2009