المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداء حار إلى أهل طنجة وجميع المغاربة



محمد محمد البقاش
16/04/2009, 11:10 PM
نداء حار إلى أهل طنجة وجميع المغاربة
===============

لقد عبر أهل طنجة والشعب المغربي في الانتخابات البرلمانية لسنة 2007 عن رأيه بمقاطعة الانتخابات، ومع ذلك برزت للوجود هيئات سياسية لم تستحِ في ادعاء اقتعادها للرتبة الأولى والثانية وقد زُوِّر لبعضها...، ثم شُكِّلت حكومة لا سلطان لها، ودُفع بالعدالة والتنمية إلى المعارضة نظرا للظرفية الدولية التي قادها الغبي بوش بطل أكذوبة إسقاط البرجين في 11 سبتمبر سنة 2001، ومطبق مقولة: "إن سقوط الثقافات الأخرى هو عنصر قوة لحضارتنا، فهناك عناصر ثقافية هدّامة وعائقة لتفوقنا يجب طمسها، منها الدين واللغة والعقائد السياسية والإيديولوجية للحضارات الأخرى، وهناك عناصر يجب دعمها كفنّ الطبخ والطقوس والموسيقى David Rothkop مجلة السياسة الخارجية الأمريكية صيف 1997".
وحتى حزب العدالة والتنمية لم ينل سوى ما قدمه له أعضاؤه وبعض المتعاطفين معه، وبالنتيجة أن الشعب المغربي قد قاطع تلك الانتخابات؛ الشيء الذي كان يجب أن يسير بالدولة إلى إعادتها، وهو لم يحصل، وحسنا فعلت حتى لا تزيد من إهدار مال الشعب في ما لا طائل من ورائه.
وفي الصيف المقبل سيتم الاقتراع بشأن المجالس الجماعية والقروية، وقد بدأ يتداول في الكواليس فكرة إرجاع العقلية البصرية لتحوِّل الانتخابات إلى فولكلور وزرود وأموال مخدرات حتى تضمن المشاركة نظرا لعزوف الناس عن المشاركة وعن التسجيل.
إننا نريد أناسا يملكون أهلية قيادة العمل لصيانة مصالح الناس، ومنع سرقة المال العام، وإيقاف تفويت ملكية الشعب إلى الخواص فيما يسمى بالخوصصة، وإرجاع ما تم تفويته وسرقته مهما تقادم عليه الزمن، فالمغصوب حكمه الرجوع إلى أهله، فما من منطقة خضراء مثلا إلا ويجب أن تعود إلى ملكية الشعب.. فلقد اكتوى الشعب المغربي في كثير من مدنه وبواديه.
وفي طنجة ابْتُلعت المناطق الخضراء، ويقولون أنها الآن بالمئات، هذا ما يصرحون به في قلة حياء، وهي فعلا بالمئات، ولكنها بحجم ثلاثة أمتار مربعة أو يزيد قليلا بمحاذاة منزل، أو عند مقر مؤسسة.. وربما عدّوا الأصيص في نافذة مواطن؛ منها، وربما عدّوا أيضا ما حوّلوه إلى مناطق خضراء مؤقتة خجولة؛ منها، وتلك الأراضي التي حولوها إلى مناطق خضراء أراض محفظة تعود لأصحابها وقد كانت مسيجة، يفعلون ذلك ليغشوا الناس، وهذه المناطق الخضراء المزوّرة موجودة في بعض شوارع طنجة كشارع سيدي بوعبيد وشارع بورقيبة، وهذا الأخير شارع رئيسي لمرور الملك عند زياراته إلى طنجة، فهل يطالون بغشهم حتى ملك البلاد؟.
وأنا هنا لا أدعو لمقاطعة الانتخابات لأني لا أضمن لدعوتي نجاحا، ولذلك أوفِّرها لنفسي، ولكنني أستطيع الاطمئنان إلى الدعوة إلى ما يلي:
أولا: المبادرة إلى البحث في المدن والقرى عن أناس نزهاء من المثقفين والمتعلمين والأساتذة والكتاب والأدباء والصحفيين والعلماء ومن الخبراء في التجارة والصناعة والزراعة لاختيار عدد منهم للتمثيل والوكالة..
ثانيا: تشكيل لوائح منهم في المقاطعات الحضرية والقروية.
ثالثا: اشتراط أن لا يكونوا منتمين لأي حزب اسمي أو وطني.
رابعا: التقدم بملف المرشَّحين غير الحزبيين وغير المنتمين إلى السلطات العمومية حتى تُقطع الطريق على جميع الأحزاب التي من رأي الشعب كما يعتقد الكثيرون في سلوكه الذي عبر عنه عند الاقتراع للاستحقاقات الماضية؛ أن تُحَلّ، لأنه قد قاطعها في تلك الانتخابات وأدار لها ظهره، ولم يكن ذلك من فراغ.
لقد عيي الشعب المغربي وملّ الكذب والتزوير والتهافت على المغانم فوق ظهره، وعلى رزقه ورزق عياله، فلا فائدة في هذه الأحزاب الموسمية، ولا فائدة في الانتخابات أصلا لولا أن الدولة المغربية تقوم بها، فمن رأيي أن يتم تعيين كل المجالس عن طريق أخذ أعضائها من تشكيلة لجان الأزقة والأحياء من وسط الناس وبين ظهرانيهم ومن نواديهم ومجالسهم ومساجدهم.. لتنتقل إلى التمثيل بالتعيين بعد أن تكون تلك الشخصيات قد أخذت موقعها من ساكنة الأزقة والأحياء والدواوير والقرى والمداشر بشكل طبيعي دون تزوير ودون كذب وتدجيل.
ومن رأيي أيضا لوضع الأحزاب على المحك منع دعمها ماديا من طرف الدولة المغربية لتدفع دفعا إلى الاعتماد على أعضائها في التبرعات حتى تتمكن من تسيير أعمالها ودورياتها وسداد نفقاتها.. فإن هي كانت أحزابا فعلية استمرت، ولم تمت، وإن هي كانت أحزابا اسمية وهي كذلك في نظري؛ ماتت.
...............
محمد محمد البقاش
طنجة في:
11 فبراير 2009.
Mohammed_bakkach@hotmail.com