المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سماءٌ لم تشهد...



وليد صابر شرشير
14/04/2009, 06:26 PM
سماءٌ لم تشهد
وليد صابر شرشير
(تتهمني بأنني لم أرَ ولم أذق طعم القهر على قدسي..وهى السماء..فكيف بها لم تشهد عمري مذ ابتدا وهو يحترق؟!..وهى من بعيد ترسل شواظها الغبية دون رادع..دون أن تعلم لهجائها معنى..اعقلي يا سماء..وخذي رسالتي وحجتي عليكِ....)


أيُّ هذا يا سماءْ؟؟
هل فتحتِ الصمت مفتاح الجفاءْ؟
أيّ هذا يا سماءْ؟؟
هل عرفتِ
أنَّ قدساً لم تغادرْ مهجتي
تُفنى وجاءْ؟؟!
أيّ هذا يا سماءْ؟؟
كيف أنّا قد ربحنا الشمسَ
في حسم الشتاءْ؟
كيف أنّا قد دككنا القحطَ
واهتمّ النماءْ؟
أيُّ هذا يا سماءْ؟
تنظرين اليومَ في عجبٍ
تقولين الرياءْ
تنشرين السوء في قومٍ لقوا الومض الأصاليّ الرجاءْ
إنّ بدراً كم تبثّيه الجفاءْ
يعرف الأسبابَ..ما أصل الهجاءْ!!
يعرف الأسرار من ذاك الشعاع العسجديّ المادّ أيدٍ من هواءْ!!
أيّ هذا يا سماءْ؟؟
هل تقيمين انتقاصي
رغم أنّي من تعلّمت الكمال الأبجديَّ
المترع الروحَ المآسي
واستشفَّ الموتُ روحي
وانتشى فيَّ البكاءْ؟!!
زاغ نجم الحقِّ فيكِ الليلتينْ
ذاك نجم الحق غشٌّ
إن ويح الصفو داءْ!
أنّ هذا المجد في خفق الصفا
فيكِ سوءٌ وافتراءْ
أنّ حتى النورَ فيها فاصطباغٌ في المساءْ
إنّ قدساً ،غزة النورِ،عراقٌ
غيرها
كلٌّ تدلّى في العناءْ
أرضُ صدقٍ تشهد الجرح المريرَ
المرَّ كيفاها السماءْ؟
أين مَن ينحو على القلب الكبير الخفق
في حزن الإباءْ؟
كيف يصغي الكون
خفق الإمتيازالغضّ في قلب العطاءْ؟
لا تعيدي مزحة الرعد الملظّى بالدهاءْ
إنني كالطود أعلو
كالشهيد الحرَِّ في أوج العداءْ
رَيَّحيني يا رياح الودِّ
ما زلتُ المنادي بالندى المسكوبِ
أولاني البهاءْ
أم يزال المجد في قبض اتحادٍ
أو صلاةٌ قبل سكر الأشقياءْ
لايزال المحو يغلي في البطون الموغرةْ
حيثما ينقضُّ ذهني فوق أعداء الجلاءْ
حالما أصطاد بعض الكبرياءْ
وقتما يهتز نبع النور في الفكر المُضاءْ
ويحكم فضوا العماءْ
ويحكم ميدوا
إذا كان اكتحال المجد مقتاً وانتحاءْ
إذ أتيتم في مجاراة العداءْ
إن مصر الدولة العظمى وتنمو في العلاءْ
إنها تحمي المعالي والفداءْ
متْ أيا حقدُ انتكسْ حُمّ القضاءْ
مسجد القدس المعلّى قد سرى فيّ احتفاءً
وامتطى المهر السماءْ
يا سماءْ
كلنا تحت العيون الصافيات الإبتداءْ
لن نموتْ
لن نُساءْ
لن يغيم المجد في أرواحنا..
وليموت الصادح الثرثار في حضن الخواءْ
بل نقيم المسجد الأقصى ويرقى بالنداءْ
لن يموت البرعم الزيتون في شمس الغباءْ
لو أرادونا انهزاماً

إننا فجر الرخاءْ
لم أنظّرْ بل أقود الإعتلاءْ
لم أنظّر أو أثرثر في الهواءْ
إنّ في نبض العروق الثورة القصوى
وتأريخ الوفاءْ
في يقيني أرض إسراءٍ ودجلةْ
ظلنا المكلوم هزةْ
حلقنا الملغوم حزّةْ
يا سماء النور
إنا ظلك المصريّ من ضاد السماءْ
غيّمونا إننا الأقمار نسقط في الخفاءْ
كيف تهمي دون ماءْ؟!
كيف تحيي في دهاءْ؟
إنما الأرض شهودٌ عن خطاوٍ
ترسم الأرض الدماءْ

هل تفيق الشمس هوجاء الهجاءْ؟
هل نداري الجهل من وجه الصفاءْ ؟
هل نهدّ العمر من أجل العدوّْ؟
هل يصير الدمّ ماءْ؟
أيّ هذا يا سماءْ؟؟
أيّ هذا يا سماءْ؟!!


برج البرلس/ربيع الآخر1430/ابريل2009م

ثروت سليم
17/04/2009, 06:17 PM
أخي الحبيب الشاعر الجميل :
وليد صابر شرشير
أعتذر عن تأخري لمصافحة هذا الجمال
قصيدٌ بهِ لمحةٌ عبقرية ومشاعرٌ وطنية صادقة
حفظ اللهُ الأقصى ثاني الحرمين وأولى القبلتين
ومَسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحفظ فلسطينَ ومصرَ والأمةَ العربية َالمجيدة
ولك محبتي وتقديري

يوسف أبوسالم
18/04/2009, 05:41 PM
أخي وليد

هذا مرور وتوقيع على رائعتك هذه

سأعود إليها

تحياتي