المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحن الحضاريون



رضوان حمدان
05/04/2009, 06:46 PM
الإسلام هو الحضارة

قرأت للدكتور الكريم مأمون جرار في مدونته حول تشدق الغربيين بالحضارة وما تصنع أيديهم.. فكانت مني هذه الكلمات..
لا نتوقع ولا ننتظر من اليهود والقوى الاستعمارية غير ما نرى من ظلم واستكبار ؛ فهم أعداء تاريخيون لا يخفون عداءهم لنا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)} آل عمران، بل اليوم لا يتورعون في التصريح بذلك؛ ذلك أنهم أمنوا العقوبة والمواقف الجادة العزيزة.. لا يرون أمامهم أمثال هارون الرشيد ، الذي غزا الروم حتى وصل إلى "إسكدار" من ضواحي "القسطنطينية" أيام ولايته العهد، وتغلغل مرة ثانية في بلادهم وغزاهم فى خلافته بضع غزوات، وأخذ منهم "هرقلية"، وبعث إليه ملكهم بالجزية عن شعبه، واشترط عليه الرشيد ألا يعمر هرقلية، وأن يحمل إليه في السنة ثلاثمائة ألف دينار. وكان "نقفور" قد نقض العهد الذي أعطته الملكة "إريني"، التي كانت تحكم الروم قبله، وأرسل إلى هارون الرشيد رسالة يهدده فيها: "من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب: أما بعد؛ فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرَّخ (طائر خرافي يعرف بالقوة)، وأقامت نفسها مقام البَيْدق (يعنى مقام الضعيف)، فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقًا بحمل أضعافه إليها، لكن ذلك لضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأتَ كتابي هذا، فاردد ما حصل لك من أموالها، وافتدِ نفسك بما تقع به المصادرة لك، وإلا فالسيف بيننا وبينك". فلما قرأ الرشيد الرسالة غضب غضبًا شديدًا حتى لم يقدر أحد أن ينظر إليه، فدعا بدواة وكتب إلى نقفور ملك الروم ردّا على رسالته يقول: "بسم الله الرحمن الرحيم: من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يابن الكافرة، والجواب ما تراه دون أن تسمعه، والسلام". وقاد بنفسه جيوشًا جرارة، ولقّنه درسًا لا يُنسى، فعاد إلى أداء الجزية صاغرًا، بعد أن خضع أمام قوة المسلمين وعزة نفوسهم.
وما المعتصم عن ذاكرتنا – المتآكلة - ببعيد وقد لبى استغاثة المرأة المسلمة فجرّد لنجدتها جيشا لقّن الروم درسا ظل أنشودة الدهر:
الـسـيـف أصـدق أنبـاءً مـن الـكـتـب فـي حـده الـحـد بيـن الـجـد واللـعـب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في مـتـونـهــن جــلاء الشـك والـريــب
والـعـلـم فـي شهـب الأرماح لامعـةً بـين الخميسين لا في السبعة الشهب
أيـن الـروايــة بل أين النجـوم ومــا صـاغوه من زخرفٍ فيها ومن كذب
تـخـرصــاً وأكـاذيـبــاً مـلـفـقـــــــــة لـيـسـت بنبعٍ إذا عدت ولا غــرب
فـتـح الـفـتـوح تعالـى أن يحـيـط بـه نـظـمٌ من الشعر أو نثرٌ من الخطب
فــتــح تـفـتـح أبـواب السـمـاء لـــــه وتـبـرز الأرض في أثوابها القشب
يـا يـوم وقـعــة عموريـة انصرفــت عـنـك الـمنى حفلاً معسولة الحـلـب
أبـقـيـت جـد بني الإسلام فـي صعــدٍ والـمشركين ودار الشرك في صبب
لـقــد تـركـت أمـيـر المؤمنيـن بهـــا لـلـنار يوماً ذليل الصخـر والخـشـب
غـادرت فيها بهيم الليل وهو ضحـى يـشُـلُّـه وسـطهـا صبـحٌ مـن اللهـب
حـتـى كـأن جـلابيب الدجـى iرغبـت عـن لـونـها وكأن الشمس لـم تغـب
لـو يـعلم الكفر كم من أعصـرٍ كمنت لـه الـعـواقب بين السمر والقضـب
تـدبــيــر مـعـتـصــمٍ بالله مـنتــقـــــمٍ لـلـه مـرتـقـبٍ فــي الله iiمـرتـغـب
لـم يـغــز قـومـاً ولـم ينهــد إلـى بلــدٍ إلا تـقـدمـه جـيـشٌ مـن الـرعــب
رمـى بـك الله بـرجـيـهـا فهــدمـهــا ولـو رمـى بـك غير الله لم يصـب
أجـبـتــه مـعـلـنـاً بالسيـف منصلـتـاً ولـو أجـبـت بغير السيف لم تُجِـب
حـتى تركت عمود الشرك منقعــراً ولـم تـعـرج علـى الأوتاد والطنب
خـلـيفـة الله جـازى الله سعيك عــن جـرثـومة الدين والإسلام والحسب
بـصرت بالراحة الكبرى فلم ترهـا تـنـال إلا عـلى جسرٍ مـن التعـب
فـبـيـن أيامـك اللاتـي نصـرت بهــا وبـيــن أيـام بـدرٍ أقــرب النســب
أبقت بني الأصفر الممراض كاسمهـم صـفـر الوجوه وجلت أوجه العرب

فها هو الشاعر عمر أبو ريشة يهتف بأعلى صوته:
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه البنات اليتم
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
فكم من صرخة أم ثكلى وبنت فقدت كل أهلها .. ولكن أنّى للآذان أن تسمع وللقلوب أن تحضر، حقا:
أمتي كم صنم مجدته لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدوَّ الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لمـا كان في الحكم عبيدُ الدرهم
إن المشكلة فينا نحن {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ..} آل عمران . نحن الذين أطمعنا عدونا في دمائنا.. نحن الذين تركنا الإعداد الذي أمرنا الله به في صريح كتابه العزيز: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)} الأنفال.
لقد سمعت يوما كيسنجر يقول مخاطبا العرب بلسان عربي واضح "اللي فات مات"
إن الحضارة التي يتشدق بها هؤلاء الأعداء وخسئوا أن يكون لهم منها نصيب؛ فالحضارة ليست تطاولا في البنيان ولا اختراقاً للأرض ولا سباحة في الفضاء، ما الحضارة إلا منهج الهدى والقيَم والأخلاق فهيهات هيهات..
ولقد وُفق سيد قطب رحمه الله تعالى في قوله (الإسلام هو الحضارة). ولا يملك الدينَ إلاّنا بحكم الله رب العالمين: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)} آل عمران

عبد المنعم جبر عيسي
06/04/2009, 08:47 PM
أخى الكريم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
رائع ما خطه قلمك .. ورائع ما فاضت به أحاسيسك ..
كلنا مثلك : يعيش حلم عودة العزة للاسلام والعروبة ..
وهو حلم نثق فى تحققه يوما .. نرجو أن يكون قريبا ..


**********


أشاركك الرأى فى اختلاف رؤانا حول مفهوم الحضارة ، حتى انخدع بعضنا فى زيف الحضارة الغربية - التى تفوقت تقنيا وسقطت فى مجالات كثيرة - فأصبح من دعاتها والمنادين بها والمبشرين لها ..
الطريق طويل .. شاق .. والعقبات فيه أكبر من أن تحصى .. ونحن لدينا القدرة على اجتيازه ..
لكن الخطوة الأولى هى تصحيح المفاهيم .. وتجديد الثقة بالذات ..
شكرا جزيلا لك .. وننتظر المزيد من ابداعاتك ..
يقيّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم

بنت الشهباء
20/05/2009, 01:51 PM
إن هؤلاء الغرب يا أستاذنا الفاضل
رضوان حمدان
حضارتهم التي يتشدقون بها تهدف إلى القضاء على القيم والمبادئ التي فطرنا الله عليها ؛ أي إنهم يريدون لنا أن ننسلخ عن ديننا الذي فطرنا الله عليه ونكون تابعين أذلاء لهم ليسهل عليهم نهب ثرواتنا وسرقة أراضينا وهتك حرماتنا وأعراضنا ...
فأين نحن الآن من أكبر ملوك الأرض هارون الرشيد ومخاطبته لملك الروم بهذه العزة والكرامة والكبرياء التي تمثلت في خطابه ، وأين نحن من المعتصم ومن فاروق الأمة وفاتح القدس صلاح الدين الأيوبي وووو....!!!؟؟؟...
أين نحن من هؤلاء الذين دانت لهم العالمين في زمن كان هؤلاء في ظلمات الجاهلية !!!؟؟؟.....
فوالله لا كرامة لنا ولا عزة إلا حينما نعود إلى منهج الله وسنة النبي الأمي حبيبنا ونعلم يقينا أننا خير أمة أخرجت للعالمين حينها سيهابنا معسكر الشرك والنفاق الذي اتسع مستنقعه وأحاط بمجموع أمتنا ...