المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حب في المطعم الصيني



طارق شفيق حقي
30/03/2009, 10:55 PM
حب في المطعم الصيني

في كل مرة أنتظرها ، كنت أحاول أن أكتب شيئاً ما، تعلمت أن الكلمات إذا ضلت الطريق عني كنت سألهو بالرسم، كان الرسم منقذي الوحيد بينما كانت الكلمات تعذبني كثيراً خاصة حين كنت أعود إليها بعد رحيلها.

لازلت أذكر السجن الذي بنيته لحواسي الخمس
وحده قلمي حين الرسم كان يحررني
في دائرة الساعة الرتيبة تبقى عيناي تلاحقان العقارب في دورانهم ، كم كنت غبياً إذ فكرت في جدوى الصبر على إمرأة تتذاكى حيث تطيل انتظاري.

- بين همهمات رواد المطعم من حولي كانت أذناي تسترقان السمع تحاولان أن تميزا صوت خطواتها رغم ارتفاع صوت الموسيقا.

- بين شتى أنواع العطور كان أنفي يتحسس كل عطر ربما يتحسس عطرها فور دخولها فأبادرها بالتفاتي نحوها معلنا تصفيق روحي لحضورها.

- ربما ملني النادل وأنا أطلب منه فنجاناً جديداً من القهوة أعلن استنفاراً بكثرة المنبهات، وحدها تلك الخطوط والدوائر التي كنت أرسمها كانت تعيدني لذاتي فلا أشعر إلا وهي أمامي بنظرتها المحيرة، فأطيل تأملها ثم أقف وأسلم عليها وأسحب الكرسي بكل لطف حتى تجلس.

- طوال مدة جلوسنا الطويلة كنت أحبس يدي بمسك أطراف أصابعها.

- انظر في عينيها أقول: يا ملاكاً ضائعاً بين البشر ، تبتسم نصف ابتسامة ثم تغيض روحها عني.

- نظرت خارجاً كنا نجلس بجانب النافذة دائماً، قلت لها هل أفتح النافذة حبيبتي؟

- - هزت برأسها ببرود.

- عاجلتنا نسمات الشتاء الباردة، سارعت بالإشارة للنادل فأطلق أغنية يتكرر فيها اسمها أكثر من مرة.

- ثم أشرت له فجلب طاقة زهر تسحر الألباب ، وضعها على الطاولة ...، نظرت فيها وأخذت تلمس أطرافها.

- بعد برهة افترشت المأكولات الصينية الطاولة ، فأشعلت شمعتين وبدأت أقرأ لها بصوت مرتفع القصيدة التي كتبت وعلى مسمع الجميع.

-
أنهيت قصيدتي بقولي : اشهدوا أيها الكرام أني أحبها أحبها أحبها.

- قالت لي حين جلست : يا مجنون.
- رن هاتفي ، كان صديقي من مكتبه السياحي.
- قلت بسرعة، أين تريدين قضاء شهر العسل حبيبتي .
- قالت لم أفكر بعد.

- قلت : ما رأيك أن نسافر إلى هاوي ، ثم نستقل مركباً لمدة أسبوع في قلب المحيط.
- قالت: جميلة هي هاوي.

- حسنا لتكن إذن هاوي صديقي.

- كان الهواء يتسلل بارداً جداً وحبات المطر بدأت تهطل، حينذاك جلس شاب وفتاة أسفل النافذة على الرصيف.
- بعد لحظة قالت الفتاة : هيا لندخل لهذا المطعم، أنا جائعة لم أتناول طعام الغداء بعد.

- قال الشاب: يا كاذبة ألم تقولي أن حماتي طبخت لكم الرز بالفول، ضحكت الفتاة ملياً.

- لكن لا بأس هيا لنأكل قرنين من الذرة المسلوقة، ثم انصرفا.
- نظرت فيَّ خطيبتي طويلاً وقالت: حبيبي قل لي ولو مرة واحدة كلمة صادقة.

- نظرت فيها وقلت: يا كاذبة.
- فما كان منها إلا أن احمرت ورمت الخاتم في وجهي وانصرفت معلنة إطلاق سراحي منها ومن الطعام الصيني.

خليد خريبش
01/04/2009, 03:45 PM
أخي طارق فضاء القصة جميل،حوار،مقهى،نسمات شتاء بارد...ما يلزم القارئ هو أن يجمع حطام هذه العلاقة المتكسرة تشبيها بكأس سقطت وتكسرت فانتبه جميع من في المقهى إلى ذلك.

يوسف أبوسالم
02/04/2009, 07:40 AM
حب في المطعم الصيني


في كل مرة أنتظرها ، كنت أحاول أن أكتب شيئاً ما، تعلمت أن الكلمات إذا ضلت الطريق عني كنت سألهو بالرسم، كان الرسم منقذي الوحيد بينما كانت الكلمات تعذبني كثيراً خاصة حين كنت أعود إليها بعد رحيلها.

لازلت أذكر السجن الذي بنيته لحواسي الخمس
وحده قلمي حين الرسم كان يحررني
في دائرة الساعة الرتيبة تبقى عيناي تلاحقان العقارب في دورانهم ، كم كنت غبياً إذ فكرت في جدوى الصبر على إمرأة تتذاكى حيث تطيل انتظاري.

- بين همهمات رواد المطعم من حولي كانت أذناي تسترقان السمع تحاولان أن تميزا صوت خطواتها رغم ارتفاع صوت الموسيقا.

- بين شتى أنواع العطور كان أنفي يتحسس كل عطر ربما يتحسس عطرها فور دخولها فأبادرها بالتفاتي نحوها معلنا تصفيق روحي لحضورها.

- ربما ملني النادل وأنا أطلب منه فنجاناً جديداً من القهوة أعلن استنفاراً بكثرة المنبهات، وحدها تلك الخطوط والدوائر التي كنت أرسمها كانت تعيدني لذاتي فلا أشعر إلا وهي أمامي بنظرتها المحيرة، فأطيل تأملها ثم أقف وأسلم عليها وأسحب الكرسي بكل لطف حتى تجلس.

- طوال مدة جلوسنا الطويلة كنت أحبس يدي بمسك أطراف أصابعها.

- انظر في عينيها أقول: يا ملاكاً ضائعاً بين البشر ، تبتسم نصف ابتسامة ثم تغيض روحها عني.

- نظرت خارجاً كنا نجلس بجانب النافذة دائماً، قلت لها هل أفتح النافذة حبيبتي؟

- - هزت برأسها ببرود.

- عاجلتنا نسمات الشتاء الباردة، سارعت بالإشارة للنادل فأطلق أغنية يتكرر فيها اسمها أكثر من مرة.

- ثم أشرت له فجلب طاقة زهر تسحر الألباب ، وضعها على الطاولة ...، نظرت فيها وأخذت تلمس أطرافها.

- بعد برهة افترشت المأكولات الصينية الطاولة ، فأشعلت شمعتين وبدأت أقرأ لها بصوت مرتفع القصيدة التي كتبت وعلى مسمع الجميع.

-
أنهيت قصيدتي بقولي : اشهدوا أيها الكرام أني أحبها أحبها أحبها.

- قالت لي حين جلست : يا مجنون.
- رن هاتفي ، كان صديقي من مكتبه السياحي.
- قلت بسرعة، أين تريدين قضاء شهر العسل حبيبتي .
- قالت لم أفكر بعد.

- قلت : ما رأيك أن نسافر إلى هاوي ، ثم نستقل مركباً لمدة أسبوع في قلب المحيط.
- قالت: جميلة هي هاوي.

- حسنا لتكن إذن هاوي صديقي.

- كان الهواء يتسلل بارداً جداً وحبات المطر بدأت تهطل، حينذاك جلس شاب وفتاة أسفل النافذة على الرصيف.
- بعد لحظة قالت الفتاة : هيا لندخل لهذا المطعم، أنا جائعة لم أتناول طعام الغداء بعد.

- قال الشاب: يا كاذبة ألم تقولي أن حماتي طبخت لكم الرز بالفول، ضحكت الفتاة ملياً.

- لكن لا بأس هيا لنأكل قرنين من الذرة المسلوقة، ثم انصرفا.
- نظرت فيَّ خطيبتي طويلاً وقالت: حبيبي قل لي ولو مرة واحدة كلمة صادقة.

- نظرت فيها وقلت: يا كاذبة.
- فما كان منها إلا أن احمرت ورمت الخاتم في وجهي وانصرفت معلنة إطلاق سراحي منها ومن الطعام الصيني.


أخي طارق
صباح الأقحوان


قصة جميلة
أعجبني فيها السرد الرومانسي الراقي
وطريقة تبادل الحوار
لكني
لم أفهم
ما دور المطعم أن يكون صينيا أو أن يكون المطعم الصيني
كنت أظن أن لذلك دلالة ما خصوصا أن عنوان القصة
حب ( في المطعم الصيني )
الأمر الثاني
الجزء الأول من القصة السرد وواللقاء وإعلان الحب هكذا علنا والإتفاق على مكان شهر العسل
لا ينبىء على الإطلاق بالنتيجة التي آلت إليها تلك العلاقة
أي أنني وجدت النتيجة فيها تكلف إلى حد ما وغير مرتبطة بمقدمات القصة
أما عن المفردات
فكانت كما قلت جميلة وسلسة وتلقائة في الجزء الأول من القصة
لكن كلمة ( قرنين ) من الذرة وجدتها جافة جدا
وأظن أن الذرة يطلق عليها ( كوز الذرة ) وليس قرن الذرة
شكرا لك وتحياتي

خليد خريبش
03/04/2009, 04:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أعتقد أن قصدية الكاتب في هذا النص هي مفاجأة القارئ بعد خلق فضاء قصصي ينهل من الواقع فهو أقرب إلى الواقعية من أي اتجاه آخر وإن كان متخيلا من طرف الكاتب يتجلى ذلك في وصف الأمكنة..كما أنه لا يخلو من تأملات في الذات والطبيعة في بعض المواقف.وجوهر القصة هو العلاقة الثنائية التي كانت عماد النص،أعتقد أن الكاتب نجح في انسيابيته وتصويره خاصة وأنه استعمل ضمير المتكلم.حل عقدة النص أوكما يسميه الإخوة في الشام القفلة ربما أنها متداولة في النظام التعليمي كان أشبه بسقوط كأس.كيف ذلك؟
كلمة كاذبة.وردت قبيل نهاية النص،قالها شاب لفتاة كانت معه.هل حركت هذه الكلمة أو خلقت زوبعة في سكون علاقة كان يدرك أن خطيبته كاذبة فأدى بها الاعتمال إلى الارتباك وبالتالي الانسحاب وتحطيم ما بني سابقا؟علاقة كان مرتعها مطعم صيني وهذه مسحة جمالية أضافها الكاتب حيث تنتشر مثل هذه المطاعم في عالمنا اليوم.الكاتب جعل في هذه الكلمة كل عناصر المفاجأة.هل نجح أم لا؟هل كان عليه أن يمهد قليلا؟نكتفي بهذا القدر دون الدخول في مغزى النص ودلالاته وفنيته .كامل تحياتي.

يوسف أبوسالم
05/04/2009, 08:16 PM
كنت أقول أخي خليد
أن القصة بما أنها واقعية
فلا بد من بعض الربط بين المقدمات والنتائج
وهل كلمة كاذبة كافية فعلا لتفجير علاقة لم تنبىء بأنها تغلي على نار مشتعلة
وكما سألت أنت في النهاية هل كلمة كاذبة كافية
ما أعتقده أنها ليست كذلك
وربما أسقط عليها المؤلف ما يريد من تداعيات ظانا أن المتلقي سيفعل مثلما فعل من حيث الإسقاط
شكرا لك

طارق شفيق حقي
07/04/2009, 08:18 AM
أخي طارق

صباح الأقحوان



قصة جميلة
أعجبني فيها السرد الرومانسي الراقي
وطريقة تبادل الحوار
لكني
لم أفهم
ما دور المطعم أن يكون صينيا أو أن يكون المطعم الصيني
كنت أظن أن لذلك دلالة ما خصوصا أن عنوان القصة
حب ( في المطعم الصيني )
الأمر الثاني
الجزء الأول من القصة السرد وواللقاء وإعلان الحب هكذا علنا والإتفاق على مكان شهر العسل
لا ينبىء على الإطلاق بالنتيجة التي آلت إليها تلك العلاقة
أي أنني وجدت النتيجة فيها تكلف إلى حد ما وغير مرتبطة بمقدمات القصة
أما عن المفردات
فكانت كما قلت جميلة وسلسة وتلقائة في الجزء الأول من القصة
لكن كلمة ( قرنين ) من الذرة وجدتها جافة جدا
وأظن أن الذرة يطلق عليها ( كوز الذرة ) وليس قرن الذرة
شكرا لك وتحياتي




سلام الله عليك أخي الكريم يوسف أبو سالم
كما توضح أن هذا المطعم هو المفضل للبطلة، يبين ذلك ( تخلصت منها ومن الطعام الصيني)

ربما وجدت في النتيجة تكلفاً
لكني اجد أن الحوار والفعل كله كان متكلفاً ( حب على طريقة المسلسلات التركية الحديثة)
ربما كانت أصدق كلمة فيه هي : يا كاذبة.

رغم صدقها كانت كفيلة بحل هذه العلاقة السخيفة

لا أخفيك قد يبدو النص خاصة من مع ضمير المتكلم خادعاً
لكنه حقيقة يعبر علاقات حب لا تمت للحب بصلة
ولم تكن الهدايا وأمكنة السفر أو الأجواء هي المقصودة بل توظيفها كجزء بديل من الحب

أما عن قرنين وبديلها فهي كلمات تختلف من بلد لآخر ويختلف معناها

مثلا في دمشق يقال للبوظة ( بوري بوظة)

ماذا يقال عندكم على البوظة...؟

لك تحياتي عزيزي

طارق شفيق حقي
07/04/2009, 08:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أعتقد أن قصدية الكاتب في هذا النص هي مفاجأة القارئ بعد خلق فضاء قصصي ينهل من الواقع فهو أقرب إلى الواقعية من أي اتجاه آخر وإن كان متخيلا من طرف الكاتب يتجلى ذلك في وصف الأمكنة..كما أنه لا يخلو من تأملات في الذات والطبيعة في بعض المواقف.وجوهر القصة هو العلاقة الثنائية التي كانت عماد النص،أعتقد أن الكاتب نجح في انسيابيته وتصويره خاصة وأنه استعمل ضمير المتكلم.حل عقدة النص أوكما يسميه الإخوة في الشام القفلة ربما أنها متداولة في النظام التعليمي كان أشبه بسقوط كأس.كيف ذلك؟
كلمة كاذبة.وردت قبيل نهاية النص،قالها شاب لفتاة كانت معه.هل حركت هذه الكلمة أو خلقت زوبعة في سكون علاقة كان يدرك أن خطيبته كاذبة فأدى بها الاعتمال إلى الارتباك وبالتالي الانسحاب وتحطيم ما بني سابقا؟علاقة كان مرتعها مطعم صيني وهذه مسحة جمالية أضافها الكاتب حيث تنتشر مثل هذه المطاعم في عالمنا اليوم.الكاتب جعل في هذه الكلمة كل عناصر المفاجأة.هل نجح أم لا؟هل كان عليه أن يمهد قليلا؟نكتفي بهذا القدر دون الدخول في مغزى النص ودلالاته وفنيته .كامل تحياتي.


أهلاً بك صديقي

ربما كنا قد تكلمنا حول الواقعية واختلاف مفهومها ، على الأقل لدي

في الحقيقة تحليل و وقفة عميقة عن مفاصل القصة

ربما قد مررت بعض الاعترافات على لسان البطل كانت كفيلة بشرح قيمة هذه العلاقة

هي عقة منهارة في الأساس رغم أنها تحمل شكلاً جميلاً خادعاً ، كما كانت الكلمة( يا كاذبة)
كلمة صادقة تماماً لكنها تحمل صفة التكذيب

لك تحياتي