المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلية النبوية الشريفة .. عبد الجليل عليان



عبد الجليل عليان
23/03/2009, 02:26 AM
الحلية النبويّة الشّريفة
*****


رَفَّ الحَمَامُ ، على ثَنِيّاتِ الحِمَى
فَتَأَوَّدَتْ ، رَمْلِيَّةَ الأَعْطَافِ


وذَكرْتُ بعضَ الحيِّ ، في حَيٍّ بِمَنْـ
ـبِجَ ، لَفَّنا ، بِمَشاعِرٍ وعفافِ


خلَّفْتُ بعضَ النَّفسِ في أحنائھِ
وكغيمةٍ ، بِرِدائھا الشَّفَّافِ


بَيْضَاءَ ، بينَ الياسمينِ ، ومِثْلِھِ
خَضْراءَ تَحكي لھْفَةَ الصَّفْصافِ


تھفو ، إلى النَّھْرِ النَّوارِ ، كأنَّما
أسَرَ الفؤادَ ، بِخصْرِهِ الھفْھافِ


ويقولُ لي أھلُ الْمَودَّةِ ، ھاتفاً
والنَّفْسُ ، بينَ شواطئٍ وضِفافِ


: ( متِّعْ بھاتيكَ الرّبُوعِ نواظراً
واھنأْ بسعْيٍ ، عندھا ، وطَوافِ )


فَبَرِئْتُ ، من كلِّ المفاتِحِ دُفْعَةً
ولبسْتُ أبْيَضَ ، دونَما أفْوافِ


وشقَقْتُ أطباقَ العَنانِ محلِّقاً
فإذا أنا ، في ھالةٍ الأضيافِ


أُمَمٌ مَعي تَصِلُ الْمَدارَ الْمُبْتَغى
مَجْذُوبَةً ، بِحَنِينِھا اللفَّافِ


بالحمْدِ والتَّوحيدِ ، تَلھَجُ كلھا
مَوْجٌ يُدافعُ مَوجةً ، بعفافِ


وبكلِّ لَوْنٍ ، كلِّ لَحْنٍ طارِفٍ
بَحْرٌ يُفيضُ ، بأدمُعِ الأُلاّفِ


شفَّ الْحنينُ العذْبُ كلَّ مُشَوَّقٍ
فمضى يطوفُ ، بخافقٍ وَجَّافِ


ومُشوَّقٍ كانَ اطمأنَّ ، على الرِّضا
يدعو الإلھَ ، بِدَمْعِھِ الْمِسْعافِ


ھابَ الْجلالَ ، وشفَّھُ حُسْنٌ بھا
فانْسابَ رُوحاً في الْجمالِ الصّافي


إنَّ انْعِدامَ الذّاتِ ، عنْد جنابھا
لَھُوَ الوِصالُ ، ورَوْعةُ الإزْلافِ


( يا ربِّ لا تَحْرِمْ فُؤادَ مُتَيَّمٍ )
مِنْ نُورِھا ، الْمُتلأْلئِ ، الرَّفَّافِ


يا رَبِّ وارْحَمْ ضَعْفَنا ، بحبيبكمْ
والْطُفْ بِنا يَوْمَ الوغى الرَّسَّافِ


* * *


ولقدْ سَكِرْتُ ، بغيرِ خمرةِ ماجنٍ
ھيمانَ أنشُدُ عَن خُطى الأسْلافِ


والبدْرُ مِنْ خَلْفِ الغُيُومِ يُمِيطُ عَنْ
آيِ البَھاءِ ، ورَوْعَةِ الألطافِ


سُبْحانَ مَنْ خَلاّهُ يَجري ، دائباً
وعلى مَدارِ النُّورِ ، أيَّ طوافِ


فإذا النَّصيفُ انزاحَ أسفرَ ضاحكاً
ياليت شعراً ، جادَ بالإنصافِ


ولَكَمْ تَحَيَّرَ شاعِرٌ ، في وصفِھِ
ياحُسْنَھُ ، من كاملِ الأوصافِ


إنْ قُلْتُ ھذا بعضُ نُورِ المُصطفى
أبْديْتُ عُذْرَ مَطالِعٍ ، وقوافِ


أغليْتُ حُسْنَ الحُسْنِ ، في أنوارِهِِ
حتَّى أضاءَ مَحابري ، وشغافي


( فَھتفْتُ من فَرْطِ السُّرُورِ ) ملبِّياً
دعواكَ أدْخُلُ لائذاً ، بھُتافي :


إنَّ الرّسولَ ولو جميعُ الخلقِ أنْـ
ـكَرَهُ ، سيبقى سيِّدَ الأشرافِ


كلُّ الرَّسائلِ ، قَدْ تكامَلَ عِنْدَهُ
وھو الْمُتَمِّمُ ، شِرْعةَ الأحنافِ


وھو الْمُحَمَّدُ في السّمواتِ العُلى
ما ضَرَّهُ التَّصويرُ ، باستخْفافِ


لكنَّ مَوقِفَنا : دِفاعُ نُفُوسِنا
إذْ قُوبِلَ الإيمانُ ، بالإرْجافِ


وحضارةٍ ! كشفتْ حظيرةَ أھلھا
فانْظُرْ لَھمْ ، في رِبْقةِ الأعلافِ


لو كان قوم شنّعوا ، في رسْمِھِ
عَرَفُوهُ ، لَمْ يَتَفَنَّنُوا ، بِخلافِ


إنّي رضيت الدّرب موصولاً
بِمَنْ أسر القلوب ، مكرِّمِ الأضيافِ


الصحب كم حلاّه ، في وصفٍ
لنا يا طيبھا , من حلية الأوصافِ


فعليّ كم قد قال ، في أوصافِھِ
والكل أجْمَعَ ، دون أي خِلافِ


البدر يَحْكي , في البھاء جبينَھُ
والشّمس تحكي ، بالسّنا الرّفّافِ


من ليس يعرفھ ، يھاب جنابَھُ
فإذا تَعَرَّفَ قَرَّ ، بالأكنافِ


قد كان ألينَھم ، وأكْرَمَ عِشْرَةً
سھلَ العريكةِ ، لم يكنْ بالجافي


ھو سيِّدُ الكرماءِ ، لَم يقبضْ يداً
كَمْ كان يُعطي ، دونَما إسرافِ


سَكَنَتْ جَوارِحُھُ ، فإن رغب التلفْـ
ـفُتَ كان مشتملَ الْحيا ، بعِطافِ


قد كان ينقل خطوه ، متقلِّعاً
كالسّيل في صبب , وفي استئناف


فَخْمٌ ، عَظِيمٌ ، خَلْقُھُ ، ومقصَّدٌ
وكذاك قالوا : لَيِّنَ الأطراف


وإذا تعرّق فھو مسكٌ مائزٌ
أنّى تَمشّى ، فاغمَ الآنافِ


ختم النُّبُوَّةِ ، بين كتْفيھ انْجَلَى
وكذاك قولُ ( بَحيرةَ ) المِنصافِ


وجَميع من وصفوه قالوا :لنْ و لَم
نر مثْلھ , في حُسْنِھِ الْمُتَوافي


حاز الْمَحاسِنَ ، في الشمائل كلھا
حَسَنُ الخصائل ليس بالخِصْلافِ


لِمكارم الأخلاقِ كم أعلى ، ومن
أھدى لَھا ثوبَ الكمالِ الضّافي


أَسَفُ القَصيدِ ، فكم يظلُّ مقصّراً
في حقّھِ ، وھَلِ الكلامُ ، بكافِ


يا رَبِّ صَلِّ , على الحبيبِ ، وآلھِ
ما شئتَ مِن عددٍ ، ومِنْ أضعافِ


وارْضَ السَّلامَ على الصَّحابةِ كُلِّھِمْ
والْمُسلمينَ ، أعِزَّةٍ ، وضِعافِ


* * *


عبد الجليل عليان
سورية ، منبج ، ربيع الأنور 1427

أنس الساهر
23/03/2009, 04:11 AM
الحلية النبويّة الشّريفة

رَفَّ الحَمَامُ ، على ثَنِيّاتِ الحِمَى
فَتَأَوَّدَتْ ، رَمْلِيَّةَ الأَعْطَافِ

وذَكرْتُ بعضَ الحيِّ ، في حَيٍّ بِمَنْـ
ـبِجَ ، لَفَّنا ، بِمَشاعِرٍ وعفافِ

خلَّفْتُ بعضَ النَّفسِ في أحنائھِ
وكغيمةٍ ، بِرِدائھا الشَّفَّافِ

بَيْضَاءَ ، بينَ الياسمينِ ، ومِثْلِھِ
خَضْراءَ تَحكي لھْفَةَ الصَّفْصافِ

تھفو ، إلى النَّھْرِ النَّوارِ ، كأنَّما
أسَرَ الفؤادَ ، بِخصْرِهِ الھفْھافِ

ويقولُ لي أھلُ الْمَودَّةِ ، ھاتفاً
والنَّفْسُ ، بينَ شواطئٍ وضِفافِ

: ( متِّعْ بھاتيكَ الرّبُوعِ نواظراً
واھنأْ بسعْيٍ ، عندھا ، وطَوافِ )

فَبَرِئْتُ ، من كلِّ المفاتِحِ دُفْعَةً
ولبسْتُ أبْيَضَ ، دونَما أفْوافِ

وشقَقْتُ أطباقَ العَنانِ محلِّقاً
فإذا أنا ، في ھالةٍ الأضيافِ

أُمَمٌ مَعي تَصِلُ الْمَدارَ الْمُبْتَغى
مَجْذُوبَةً ، بِحَنِينِھا اللفَّافِ

بالحمْدِ والتَّوحيدِ ، تَلھَجُ كلھا
مَوْجٌ يُدافعُ مَوجةً ، بعفافِ

وبكلِّ لَوْنٍ ، كلِّ لَحْنٍ طارِفٍ
بَحْرٌ يُفيضُ ، بأدمُعِ الأُلاّفِ

شفَّ الْحنينُ العذْبُ كلَّ مُشَوَّقٍ
فمضى يطوفُ ، بخافقٍ وَجَّافِ

ومُشوَّقٍ كانَ اطمأنَّ ، على الرِّضا
يدعو الإلھَ ، بِدَمْعِھِ الْمِسْعافِ

ھابَ الْجلالَ ، وشفَّھُ حُسْنٌ بھا
فانْسابَ رُوحاً في الْجمالِ الصّافي

إنَّ انْعِدامَ الذّاتِ ، عنْد جنابھا
لَھُوَ الوِصالُ ، ورَوْعةُ الإزْلافِ

( يا ربِّ لا تَحْرِمْ فُؤادَ مُتَيَّمٍ )
مِنْ نُورِھا ، الْمُتلأْلئِ ، الرَّفَّافِ

يا رَبِّ وارْحَمْ ضَعْفَنا ، بحبيبكمْ
والْطُفْ بِنا يَوْمَ الوغى الرَّسَّافِ

* * *

ولقدْ سَكِرْتُ ، بغيرِ خمرةِ ماجنٍ
ھيمانَ أنشُدُ عَن خُطى الأسْلافِ

والبدْرُ مِنْ خَلْفِ الغُيُومِ يُمِيطُ عَنْ
آيِ البَھاءِ ، ورَوْعَةِ الألطافِ

سُبْحانَ مَنْ خَلاّهُ يَجري ، دائباً
وعلى مَدارِ النُّورِ ، أيَّ طوافِ

فإذا النَّصيفُ انزاحَ أسفرَ ضاحكاً
ياليت شعراً ، جادَ بالإنصافِ

ولَكَمْ تَحَيَّرَ شاعِرٌ ، في وصفِھِ
ياحُسْنَھُ ، من كاملِ الأوصافِ

إنْ قُلْتُ ھذا بعضُ نُورِ المُصطفى
أبْديْتُ عُذْرَ مَطالِعٍ ، وقوافِ

أغليْتُ حُسْنَ الحُسْنِ ، في أنوارِهِِ
حتَّى أضاءَ مَحابري ، وشغافي

( فَھتفْتُ من فَرْطِ السُّرُورِ ) ملبِّياً
دعواكَ أدْخُلُ لائذاً ، بھُتافي :

إنَّ الرّسولَ ولو جميعُ الخلقِ أنْـ
ـكَرَهُ ، سيبقى سيِّدَ الأشرافِ

كلُّ الرَّسائلِ ، قَدْ تكامَلَ عِنْدَهُ
وھو الْمُتَمِّمُ ، شِرْعةَ الأحنافِ

وھو الْمُحَمَّدُ في السّمواتِ العُلى
ما ضَرَّهُ التَّصويرُ ، باستخْفافِ

لكنَّ مَوقِفَنا : دِفاعُ نُفُوسِنا
إذْ قُوبِلَ الإيمانُ ، بالإرْجافِ

وحضارةٍ ! كشفتْ حظيرةَ أھلھا
فانْظُرْ لَھمْ ، في رِبْقةِ الأعلافِ

لو كان قوم شنّعوا ، في رسْمِھِ
عَرَفُوهُ ، لَمْ يَتَفَنَّنُوا ، بِخلافِ

إنّي رضيت الدّرب موصولاً
بِمَنْ أسر القلوب ، مكرِّمِ الأضيافِ

الصحب كم حلاّه ، في وصفٍ
لنا يا طيبھا , من حلية الأوصافِ

فعليّ كم قد قال ، في أوصافِھِ
والكل أجْمَعَ ، دون أي خِلافِ

البدر يَحْكي , في البھاء جبينَھُ
والشّمس تحكي ، بالسّنا الرّفّافِ

من ليس يعرفھ ، يھاب جنابَھُ
فإذا تَعَرَّفَ قَرَّ ، بالأكنافِ

قد كان ألينَھم ، وأكْرَمَ عِشْرَةً
سھلَ العريكةِ ، لم يكنْ بالجافي

ھو سيِّدُ الكرماءِ ، لَم يقبضْ يداً
كَمْ كان يُعطي ، دونَما إسرافِ

سَكَنَتْ جَوارِحُھُ ، فإن رغب التلفْـ
ـفُتَ كان مشتملَ الْحيا ، بعِطافِ

قد كان ينقل خطوه ، متقلِّعاً
كالسّيل في صبب , وفي استئناف

فَخْمٌ ، عَظِيمٌ ، خَلْقُھُ ، ومقصَّدٌ
وكذاك قالوا : لَيِّنَ الأطراف

وإذا تعرّق فھو مسكٌ مائزٌ
أنّى تَمشّى ، فاغمَ الآنافِ

ختم النُّبُوَّةِ ، بين كتْفيھ انْجَلَى
وكذاك قولُ ( بَحيرةَ ) المِنصافِ

وجَميع من وصفوه قالوا : لَم ولنْ
نر مثْلھ , في حُسْنِھِ الْمُتَوافي

حاز الْمَحاسِنَ ، في الشمائل كلھا
حَسَنُ الخصائل ليس بالخِصْلافِ

لِمكارم الأخلاقِ كم أعلى ، ومن
أھدى لَھا ثوبَ الكمالِ الضّافي

أَسَفُ القَصيدِ ، فكم يظلُّ مقصّراً
في حقّھِ ، وھَلِ الكلامُ ، بكافِ

يا رَبِّ صَلِّ , على الحبيبِ ، وآلھِ
ما شئتَ مِن عددٍ ، ومِنْ أضعافِ

وارْضَ السَّلامَ على الصَّحابةِ كُلِّھِمْ
والْمُسلمينَ ، أعِزَّةٍ ، وضِعافِ

* * *

عبد الجليل عليان

سورية ، منبج ، ربيع الأنور 1427


الشاعر المبدع / عبد الجليل عليان ؛
ما شاء الله عليك ؛
نهر متدفق من شاعرية فذة ،
لك الله أيها المبدع بأصالتك وجودك ،
كم عصفت بي سعادة مطلقة بمصافحتي الأولى ،
دمت هنا دومًا بكل خير وحب ومودة ،
و
صباحك سكر ومسك وعنبر
وهمسة حب وورد معطر .
وفي رعاية الله
أنس عبد الهادي

ثروت سليم
23/03/2009, 05:12 AM
ولقدْ سَكِرْتُ ، بغيرِ خمرةِ ماجنٍ
ھيمانَ أنشُدُ عَن خُطى الأسْلافِ

والبدْرُ مِنْ خَلْفِ الغُيُومِ يُمِيطُ عَنْ
آيِ البَھاءِ ، ورَوْعَةِ الألطافِ

سُبْحانَ مَنْ خَلاّهُ يَجري ، دائباً
وعلى مَدارِ النُّورِ ، أيَّ طوافِ

فإذا النَّصيفُ انزاحَ أسفرَ ضاحكاً
ياليت شعراً ، جادَ بالإنصافِ

الله الله
أخي عبد الجليل
سلام الله عليك
إنما هو فيضُ إلهامٍ شعري منحه الله تعالى لقلبك
فأنعم به من فيض
قصيدٌ يتربعُ على قمة الشِّعرِ وشاعرٌ أصيل
محبتي ويعقبها تثبيتُ قصيدك في سماء الشعر
ثروت سليم

سكينة جوهر
23/03/2009, 02:21 PM
ھابَ الْجلالَ ، وشفَّھُ حُسْنٌ بھا
فانْسابَ رُوحاً في الْجمالِ الصّافي

إنَّ انْعِدامَ الذّاتِ ، عنْد جنابھا
لَھُوَ الوِصالُ ، ورَوْعةُ الإزْلافِ

الشاعر المبدع عليان

أرى هنا أن كلماتى ستقصر عن التعبير لك

عن جمال قصيدتك وروعة بيانها

وخير لى الصمت إذ : الصمت فى حرم الجمال جمالُ

وحسبك مديحك بها سيد البشر وإمام البلغاء

وصدقا : أَسَفُ القَصيدِ ، فكم يظلُّ مقصّراً
في حقّھِ ، وھَلِ الكلامُ ، بكافِ

- صلى الله عليه وسلم -

وبارك فيك أيها المبدع المُجيد

عبد الجليل عليان
24/03/2009, 12:12 AM
الشاعر المبدع / عبد الجليل عليان ؛
ما شاء الله عليك ؛
نهر متدفق من شاعرية فذة ،
لك الله أيها المبدع بأصالتك وجودك ،
كم عصفت بي سعادة مطلقة بمصافحتي الأولى ،
دمت هنا دومًا بكل خير وحب ومودة ،
و
صباحك سكر ومسك وعنبر
وهمسة حب وورد معطر .
وفي رعاية الله
أنس عبد الهادي



صديقي الجميل
وأخي الحبيب
أنس عبد الهادي
أشكر لك كمال ذوقك وجمال مرورك العاطر
حياك الله فيمن عنده
ودمت بكل خير

محمد الكبيسي
28/03/2009, 08:44 AM
الحلية النبويّة الشّريفة

*****


رَفَّ الحَمَامُ ، على ثَنِيّاتِ الحِمَى
فَتَأَوَّدَتْ ، رَمْلِيَّةَ الأَعْطَافِ


وذَكرْتُ بعضَ الحيِّ ، في حَيٍّ بِمَنْـ
ـبِجَ ، لَفَّنا ، بِمَشاعِرٍ وعفافِ


خلَّفْتُ بعضَ النَّفسِ في أحنائھِ
وكغيمةٍ ، بِرِدائھا الشَّفَّافِ


بَيْضَاءَ ، بينَ الياسمينِ ، ومِثْلِھِ
خَضْراءَ تَحكي لھْفَةَ الصَّفْصافِ


تھفو ، إلى النَّھْرِ النَّوارِ ، كأنَّما
أسَرَ الفؤادَ ، بِخصْرِهِ الھفْھافِ


ويقولُ لي أھلُ الْمَودَّةِ ، ھاتفاً
والنَّفْسُ ، بينَ شواطئٍ وضِفافِ


: ( متِّعْ بھاتيكَ الرّبُوعِ نواظراً
واھنأْ بسعْيٍ ، عندھا ، وطَوافِ )


فَبَرِئْتُ ، من كلِّ المفاتِحِ دُفْعَةً
ولبسْتُ أبْيَضَ ، دونَما أفْوافِ


وشقَقْتُ أطباقَ العَنانِ محلِّقاً
فإذا أنا ، في ھالةٍ الأضيافِ


أُمَمٌ مَعي تَصِلُ الْمَدارَ الْمُبْتَغى
مَجْذُوبَةً ، بِحَنِينِھا اللفَّافِ


بالحمْدِ والتَّوحيدِ ، تَلھَجُ كلھا
مَوْجٌ يُدافعُ مَوجةً ، بعفافِ


وبكلِّ لَوْنٍ ، كلِّ لَحْنٍ طارِفٍ
بَحْرٌ يُفيضُ ، بأدمُعِ الأُلاّفِ


شفَّ الْحنينُ العذْبُ كلَّ مُشَوَّقٍ
فمضى يطوفُ ، بخافقٍ وَجَّافِ


ومُشوَّقٍ كانَ اطمأنَّ ، على الرِّضا
يدعو الإلھَ ، بِدَمْعِھِ الْمِسْعافِ


ھابَ الْجلالَ ، وشفَّھُ حُسْنٌ بھا
فانْسابَ رُوحاً في الْجمالِ الصّافي


إنَّ انْعِدامَ الذّاتِ ، عنْد جنابھا
لَھُوَ الوِصالُ ، ورَوْعةُ الإزْلافِ


( يا ربِّ لا تَحْرِمْ فُؤادَ مُتَيَّمٍ )
مِنْ نُورِھا ، الْمُتلأْلئِ ، الرَّفَّافِ


يا رَبِّ وارْحَمْ ضَعْفَنا ، بحبيبكمْ
والْطُفْ بِنا يَوْمَ الوغى الرَّسَّافِ


* * *


ولقدْ سَكِرْتُ ، بغيرِ خمرةِ ماجنٍ
ھيمانَ أنشُدُ عَن خُطى الأسْلافِ


والبدْرُ مِنْ خَلْفِ الغُيُومِ يُمِيطُ عَنْ
آيِ البَھاءِ ، ورَوْعَةِ الألطافِ


سُبْحانَ مَنْ خَلاّهُ يَجري ، دائباً
وعلى مَدارِ النُّورِ ، أيَّ طوافِ


فإذا النَّصيفُ انزاحَ أسفرَ ضاحكاً
ياليت شعراً ، جادَ بالإنصافِ


ولَكَمْ تَحَيَّرَ شاعِرٌ ، في وصفِھِ
ياحُسْنَھُ ، من كاملِ الأوصافِ


إنْ قُلْتُ ھذا بعضُ نُورِ المُصطفى
أبْديْتُ عُذْرَ مَطالِعٍ ، وقوافِ


أغليْتُ حُسْنَ الحُسْنِ ، في أنوارِهِِ
حتَّى أضاءَ مَحابري ، وشغافي


( فَھتفْتُ من فَرْطِ السُّرُورِ ) ملبِّياً
دعواكَ أدْخُلُ لائذاً ، بھُتافي :


إنَّ الرّسولَ ولو جميعُ الخلقِ أنْـ
ـكَرَهُ ، سيبقى سيِّدَ الأشرافِ


كلُّ الرَّسائلِ ، قَدْ تكامَلَ عِنْدَهُ
وھو الْمُتَمِّمُ ، شِرْعةَ الأحنافِ


وھو الْمُحَمَّدُ في السّمواتِ العُلى
ما ضَرَّهُ التَّصويرُ ، باستخْفافِ


لكنَّ مَوقِفَنا : دِفاعُ نُفُوسِنا
إذْ قُوبِلَ الإيمانُ ، بالإرْجافِ


وحضارةٍ ! كشفتْ حظيرةَ أھلھا
فانْظُرْ لَھمْ ، في رِبْقةِ الأعلافِ


لو كان قوم شنّعوا ، في رسْمِھِ
عَرَفُوهُ ، لَمْ يَتَفَنَّنُوا ، بِخلافِ


إنّي رضيت الدّرب موصولاً
بِمَنْ أسر القلوب ، مكرِّمِ الأضيافِ


الصحب كم حلاّه ، في وصفٍ
لنا يا طيبھا , من حلية الأوصافِ


فعليّ كم قد قال ، في أوصافِھِ
والكل أجْمَعَ ، دون أي خِلافِ


البدر يَحْكي , في البھاء جبينَھُ
والشّمس تحكي ، بالسّنا الرّفّافِ


من ليس يعرفھ ، يھاب جنابَھُ
فإذا تَعَرَّفَ قَرَّ ، بالأكنافِ


قد كان ألينَھم ، وأكْرَمَ عِشْرَةً
سھلَ العريكةِ ، لم يكنْ بالجافي


ھو سيِّدُ الكرماءِ ، لَم يقبضْ يداً
كَمْ كان يُعطي ، دونَما إسرافِ


سَكَنَتْ جَوارِحُھُ ، فإن رغب التلفْـ
ـفُتَ كان مشتملَ الْحيا ، بعِطافِ


قد كان ينقل خطوه ، متقلِّعاً
كالسّيل في صبب , وفي استئناف


فَخْمٌ ، عَظِيمٌ ، خَلْقُھُ ، ومقصَّدٌ
وكذاك قالوا : لَيِّنَ الأطراف


وإذا تعرّق فھو مسكٌ مائزٌ
أنّى تَمشّى ، فاغمَ الآنافِ


ختم النُّبُوَّةِ ، بين كتْفيھ انْجَلَى
وكذاك قولُ ( بَحيرةَ ) المِنصافِ


وجَميع من وصفوه قالوا :لنْ و لَم
نر مثْلھ , في حُسْنِھِ الْمُتَوافي


حاز الْمَحاسِنَ ، في الشمائل كلھا
حَسَنُ الخصائل ليس بالخِصْلافِ


لِمكارم الأخلاقِ كم أعلى ، ومن
أھدى لَھا ثوبَ الكمالِ الضّافي


أَسَفُ القَصيدِ ، فكم يظلُّ مقصّراً
في حقّھِ ، وھَلِ الكلامُ ، بكافِ


يا رَبِّ صَلِّ , على الحبيبِ ، وآلھِ
ما شئتَ مِن عددٍ ، ومِنْ أضعافِ


وارْضَ السَّلامَ على الصَّحابةِ كُلِّھِمْ
والْمُسلمينَ ، أعِزَّةٍ ، وضِعافِ


* * *


عبد الجليل عليان

سورية ، منبج ، ربيع الأنور 1427


الأخ الشاعر الكبير عبد الجليل عليان
( منبج ) سمعت بها كثيرا ولم أتشرف بزيارتها رغم وجودي في
الجمهورية العربية السورية من سنين
ربما هي مستودع الشعراء الكبار في سوريا بل هي نبع الشعراء
فكلما اقرأ شعر جميل يكون الشاعر من مدينة منبج
القصيدة رائعة يحمل كاتبها قريحة خصبة وذهن متقد وخيال وثاب ينطلق الشعر من قلبه ولسانه بعفوية وانسجام
فرح غمر قلبي وأفعم صدري وأنا أقرأ هذا الحرف الجميل
تقبل تحيتي وتقديري

عماد اليونس
30/03/2009, 09:22 PM
الاخ الشاعر عبد الجليل
الشيخ الجليل احمد الرفاعي قدس سره قال مخاطبا الحضره النبويه:
في حالة البعد روحي كنت ارسلها
................تقبل الارض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الاشباح قد حضرت
...............فامدد يديك لكي تحضى بها شفتي

وقد مد الرسول الاعظم يده الشريفة فعلا وامام انضار
الحجيج في تلك السنه ليحضى بها الشيخ احمد ويقبلها
وكانت معجزة نبويه للمصطفى وكرامة للشيخ احمد الرفاعي
وما ارى قصيدتك الجميلة هذه الا امتداد لقصيد اولائك السلف المحبين الصادقين من امثال حسان بن ثابت والفرزدق والرفاعي وصاحب البردة وغيرهم من الشعراء الذين مدحوا خير الورى
ومنقذ البشريه حبيب رب السماء الرسول الهادي ابا القاسم
محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

تحياتي اخي وتقديري واعجابي

ماضي عبد الغني
31/03/2009, 08:56 PM
قصيدة لها وزنها الثقيل من ناحية الغرض وهي في سلاسة وتركيب لغوي عجيب لا يمل منها من يقراها حتلى تاخذه الى نهايتها
تقبل اعجابي

الامير الصيادي
12/04/2009, 07:35 PM
عنصر التشويق واضح في العنوان (الجلية النبوية الشريفة) وهو الذي أغراني وشدني للمرور
ولكي لاأجامل أقول :الشاعر كان تقليديا في هذه القصيدة ، حبث أنه لم بأت بجديد ،وأغلب ما جاء به مطروق سابقا .
إن نبل الفكرة لايغني عن الشعرية ,
ولكي لاأغمط الشاعر حقه أقول :انه كان موفقا في ثلث القصيدة ويجر قريحته جرا في الثلثين ،وان القافية قد اتعبته
جدا - أحيي هذه الروح الصوفية عند الشاعر ، وهذا الحب العارم لشخص النبي الكريم ،وهذه العاطفة الصادقة في الحب 0

روان أم المثنى
12/04/2009, 08:38 PM
http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif


صلى الله وسلم وزاد وبارك على خير الأنام

سيد ولد آدم وخير من طلعت عليه الشمس

..........

الشاعر القدير

عبد الجليل عليان

بوركت على هذه القصيدة الجميلة

التي تدمع لها العين حقا

أسأل الله أن تكون في ميزانك يوم تخف موازين

أما من الناحية الفنية فأنا أوافق

الأخ الأمير الصيادي

غير أن القصيدة أعجبتني حقا

لكم جميعا خالص الاحترام


http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif

يوسف أبوسالم
14/04/2009, 08:50 AM
عبد الجليل عليان
مساء الورد



لعل قصيدتك الرائعة هذه أخي


واحدة من أرق وأعذب المدائح النبوية التي قرأت


فهي تنهمر بعذوبة لافتة


ولا ينقصها سلاسة السرد الشعري


ولا جزالة الكلمات


ولا وميض الصور المتألقة


ولعلها ازدانت شرفا وألقا على ألق بمدحها


لأشرف الخلق


فبدت وكأنها لؤلؤة مشعة في سماء الشعر


بارك الله بك
تثبت لروعتها ونبل مقصدها


دمت شاعرا كبيرا

عبد الجليل عليان
06/05/2009, 10:42 AM
أخي الحبيب الغالي
الأديب الأريب
الشاعر الجميل
ثروت سليم
لكم زدتني بلطفك وفيض ذوقك وحسك العالي
حبا على حب لأرض الكنانة الطيبة
فتقبل كل شكر على حضورك النبيل
ولا زال يحف بك القريض
أجمله

عبد الجليل عليان
21/05/2009, 11:03 PM
ھابَ الْجلالَ ، وشفَّھُ حُسْنٌ بھا
فانْسابَ رُوحاً في الْجمالِ الصّافي

إنَّ انْعِدامَ الذّاتِ ، عنْد جنابھا
لَھُوَ الوِصالُ ، ورَوْعةُ الإزْلافِ

الشاعر المبدع عليان

أرى هنا أن كلماتى ستقصر عن التعبير لك

عن جمال قصيدتك وروعة بيانها

وخير لى الصمت إذ : الصمت فى حرم الجمال جمالُ

وحسبك مديحك بها سيد البشر وإمام البلغاء

وصدقا : أَسَفُ القَصيدِ ، فكم يظلُّ مقصّراً
في حقّھِ ، وھَلِ الكلامُ ، بكافِ

- صلى الله عليه وسلم -

وبارك فيك أيها المبدع المُجيد







الأديبة الأريبة
الأخت الفاضلة سكينة جوهر
كم أسعدتني قراءة حضرتك المتأنية
فلك الشكر على حضورك الجميل
والغبطة على جمال تذوقك
دمت بكل خير