المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملحمة انتظار



اسماعيل الصياح
14/03/2009, 03:54 PM
ملحمة انتظار

وسأنتظرْ

إن جاءَ طيفٌ أو هَجَرْ

إن جفَّ مِنْ عَيني انسكابُ البوحِ

أو منها انهمرْ

إنْ ردّدَ الليلُ الكَدرْ

أو راحَ مَوجُ الشَكِ يَعلو فاسْتـَمرْ

فسأنتظرْ

حتى تعودي يا ربوعَ الجنةِ الجَذلى

ويا أحلى

ويا بوحَ الهزارِ الى الشجرْ

يا أجملَ الأحزانِ في قيثارتي ،
يا لوعتي

وأفولَ آخرِ نجمةٍ للعشقِ
في كينونتي

يا رُقـْيَتي من كل شَرْ

يا هيكلَ الإحساسِ

كمَْ أثملتُ في أعتابه سُكري

وكَمْ قَدّمتُ أشعاري نُذُوراً للسَمَـــرْ

يا أنتِ يا أُنثاي
يا أمثولةَ الحُسنِ الأغَرْ

عودي إليّ
فإنَّ قلبيَ طفلةٌ

قَدْ لا تَعِي حُكمَ القَدرْ

عودي فأنَّ الأرضَ لا تَسعُ البكاء

ورفيفَ أجنِحتي
- الخضيبةُ من دموع الوجد-

تَـرفُضهُ السماء

فأسيرُ في زمني الكسيحِ
من الصباحِ
إلى المساء

حتى يُداهِمُني السحرْ

وسأنتظرْ

حتى أطالَ الصُبحَ في أبهى الصِورْ

حتى تُجنَّ جَداولي شَغَفاً بهِ

وأُوارُ نيراني العَتيدةُ يَستقرْ

حتى أُداعبَ خِصلَتين مِنْ القَمَرْ

أو أنْ تَـنالَ أناملي مأوى الدُرَرْ

لَنْ أَنْثَـــني

حتى يَضوعَ قُدومُهُ عِطراً
يُصيّرنُي بَدَدْ

ويَلمُّـني في ضِحكةٍ

غجريةِ الإغواءِ فيها
غَمزُ خَدْ

وأنا أناشِدَهُ
مَدَدْ

والحُرُّ تَكفيهِ الإشارَةْ

حتى يَعودَ النايُ يُلهمَني البِشارةْ

حتى وحتى أنتشي
من ليلهِ السَكران

إذْ يُلقي خِمارَهْ

وحَدائقُ النارِنجِ
مُرخاةِ السِتارَةْ

والتوتُ،
والمَكبوتُ في الشَفتين
يوقِدُهُ إثارَة

وتَنفسُ الآهاتِ قُدّاسٌ
تـُفَجّرُهُ نَضارَةْ

وجَدائلُ الغَسقِ المُرصّعِ بالعبيرْ

وخَمائلُ النَسرينِ تَجذُبُ رَاحتيّ إلى الحَريرْ

إذْ تَستَدلُّ أصابعي العميا
إلى عَرشِ الإمارَةْ

وشقائقُ النُعمانِ
تَحتَضِنُ المَنارَةْ

حتّى إنغراس مَخالِبِ الشوقِ العَتي
بِمنْ أَثارَهْ
فكأنما البُركانُ لمْ يأخُذْ قَرارَهْ

إذْ نستوي بحراً وبرْ

فسأنتظر

يا آخر الأملاكِ لا تتجلدي

فذري الصُدودَ ،

تنزّلي في خافقي

حسناً نَدِيّْ

أنا سنديانيُ الهوى

مَنْ يا تُرى مِثلي صَبَرَ

فسأنتظر