المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستيقاظ من حلم



أحمد غانم عبد الجليل
14/03/2009, 10:00 AM
الاسـتـيـقاظ مـن حـلـم ...
ـ قصة قصيرة ـ

يستيقظ فزعا من نومه, ينير المصياح المنضدي القريب منه, ينقَل نظراته بين أركان غرفة النوم الأنيقة, المرتبة بعناية, و كأنهما يمضيان فيها أولى لياليهما, مرآة التسريحة المواجهة للسرير, شماعة الملابس التي تصر زوجته ألا تعلق عليها سوى مناشفهما, الستائر المزركشة, و التي اختارت ألوانها و نقشاتها و نوع قماشها بعد بحث طويل في الأسواق, كاد يدفعها إلى تأجيل موعد الزفاف, تغيظه دقتها الشديدة, ولعها بالتفاصيل, رغبتها بأن يكون كل شيء في مكانه دوما, مما قد يدفعه أحيانا إلى اتهامها بالوسوسة و الجنون, بينما تتهمه هي بالفوضوية و اللامبالاة و حدة المزاج التي سوف يرثها أولادهما عنه ... اختلاف طباعهما كان سببا في نشوب مشاكل كثيرة لم تدر في خلد أي منهما قبل الزواج, بعد عدة سنوات من حبٍ صاخب, حفزه على النجاح في تجارته التي بدأ بمزاولتها منذ أن كان في الكلية ... استرجت نظراته من جسدها المستلقي بجانبه في سكونٍ جميل إعانته على نسيان ذلك الحلم الغريب الطويل, تلك الأعوام, و تلك الحياة التي رحَلته إلى أقدار أخرى, لا صلة لها بحياتهما, و لا بأي شيء يخصه على الإطلاق ...
لم يستطع منع يديه من الزحف نحوها و احتضانها, التمسك بها بقوة, معتذرا عن كل حماقة و نزوة عابرة جمحت به بعيدا عنها, رغم معرفته شدة مقتها طريقته تلك في إيقاظها, لمجرد أن شهوةً ألمت به فجأة نحوها, و إن كان شيء منها يحب تلك المباغتة الدهماء, ظل يعانقها بشغفٍ عنيف, صار استيقاظه المفاجئ يشهق لهفته ... صداعٌ شرس يثقل رأسه, تتحرك يده ببطءٍ متثاقل نحو سلك المصباح, تدحج نظراته الغائرة أرجاء غرفته الصغيرة الموحشة, أثاثها البسيط القديم, ستائر الشباك حائلة اللون, يواجهه شيب شعر رأسه في ذات المرآة التي شهدت بؤس ملامحه يوم سماع خبر ارتباطها بشخصٍ آخر, وجهها المزدان بفرحة العروس يتلاشى شيئا فشيئا أمامه .... يفتح عينيه فجأة على ظلام دامس يلف الغرفة بالكامل, بلا أن يتجرأ على إشعال المصباح القريب ...

.....................................

19 ـ 11 ـ 2008 عَمان

خليد خريبش
15/03/2009, 12:57 PM
أخي أحمد ،حياك الله تبدو القصة في أول وهلة من خلال الوصف أنها إلى السرد الواقعي أميل ،وجدت نفسي في الأخير أني في أوج خيالي،كما أن حدث الفزع في الاستيقاظ والحلم يوحي بعمق تأثير الأحداث ،وفقك الله وأدام صحتك حتى تقوم بأداء رسالتك على أحسن وجه.

أحمد غانم عبد الجليل
16/03/2009, 06:15 PM
الأخ و الصديق العزيز خليد ...
تسعدني دوما بإطلالتك الجميلة و قراءاتك الفطنة الواعية لنصوصي, التي تحثني نحو الأفضل ...
آمل أن أكون عند حسن الظن دوما, كما أرجو أن نلتقي في مواقع و منتديات أدبية أخرى ...
دمت في إبداع و تميز