المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : امرأة بفروة ذئب..



دجلة الناصري
25/02/2009, 09:02 PM
يصدح صوت امرأة من بعيد بزئير اسد, قائلة ….

: لاتندهش يا اوراس ,أن يكون أسمي فروة الذئب , وكيف اتلحف بها كعباءة لاتفارقني ، أنها أمانة ستعلق في عنقك الآن كما علقتها منذ اعوام امرأة عظيمة في جيدي , ستستورثها الآن , , ليصدح صوتٌ من بعيد , معلنا ً تفسير معنى الثائر الذي يكمن في ارجائنا, الذي خلقته فينا امرأة, فسرته أنه ذلك الذي لاينس الثار ابداً مهما سحقته عجلات السنين , وانه الغد الذي تنتزعه من فم الذئاب , في عتمة المستحيل ,لتشرق فجر شمس ليوم جديد ….

:ولكن ياعمتي كيف تكون امرأة ما،بهيئة الذئاب؟ لم تخفين ضفائرك دائماً وتلبسين فروة الذئاب هذه , كرداء لتكوني كجبل صيوان يخفي الحجر كل معالمك, لم اطلقوا عليك أسمها واسمك أميمة أجمل , أسئلة حان حل طلاسمها ؟أن دائرة ضوء عيني تراكِ نضرة تنطق بالجمال الذي تخفينه تحت هذه الفروة المخيفة جمالك يعجب القلب قبل أن تراه العين”. ، ” أنك امرأة لا تشبهين أسمك ابداً، “.

:يااوراس عودك اليوم يريد أن يصلب ياقامة الرجال الباشقة , أنت تراني بقلب عيونك , كنت انتظر هذه اللحظة منذ سبعة عشر عاماً, فتهيا لحزم أمتعتك فان أمامنا طريق طويل, ساقلب اوراق دفتري, لتقراء ماسطرته ام محرز بن هارون ,أمي ,جدتك بين اسطره ……

ذاتُ ليلةٍ من ليالي زمن أيامه كغثاء السيل ,من وهنٍاً مطرزٌ بقلة حيلة, وضعفاً بغفلة ,كنت واعوامي الغضة كعمرك اليوم ياأبن اخي , طريةٌ لااعرف من هموم طواحين الحياة شيءٌ , اركض الى حضن أمي اتشبثُ به, من بردٍ وخوف ,كانت ملجئي ,الذي يقينني عاصفات الرياح, تصدها من أمام وجهي بقوةٍ ,ويغمرني حضنها بالآمان من نائبات الزمان ,في تلك الليلة , ورياحها العاصفة تقلع الخيام واوتادها, جائني صوت أم محرز هامساً …

:أميمة , لقد حل موعد سفرنا فهيئي نفسك للدرب ياصغيرتي …

كنت كعصفور ارتجف من نسائم الصيف ضعفاً لظئالة ورقة جسدي, ولكني امتثلت لاامرها طائعة, فهي قائد سربي, ومعلمتي, ومضيت معها ,تتكى هي على عصى غليظة لاتبرح يديها ابداً , واتكى أنا على ضياء عيون النسر في مقلتيها ,لينير لنا دربٍ موحشاً اشتدت عواصف سمائه, وارتجفت اشجاره حتى خلتُ أنه محارب يطلب المبارزة ليتوشح بالآنتصار على عزيمة أمي ,ولكنها كانت الآقوى, ترفع يديها من تحت عبائتها, تتقلد بسيف الآصرار وتنازله به , اقفلت صناديقها , ووضعت مفاتيحها في سلسة في عنقها وقالت:…

أزف الموعد , وقرب , ولابد من بدء المسير …؟

:فام محرز, ضياء أمرأة قوية , , وبقلب ايوب قلبها قادرة على العطاء للجميع، ضمن قانون واحـد لاتتنازل عنه ابداً,, بان الحياة ليس لها ديمومة بغير منابع ..

:عمتي أين الآن جدتي أم محرز , واين هو أبي ؟

: دعني أرتب اوراق ذاكرتي بالتفاصيل, وكم اتمنى أن لاتتبعثر في طريق دربنا هذا , الذي نسلكه الآن لقد سلكتهُ ولااول مرةٍ معها , وفي مثل ليلتنا الموحشة هذه ايضاً وسوف أروي لك الحكاية ,وادلك في نهايته على مكانها , رغم كثرة أشجارالحزن على جوانبه , حزني أنا على رحيلها ! على قلادة الآزمنة التي كانت راياتها مطرزة بالعز, أمسك بمقبض يدي رافعة راياتها بأمل المقاتل الذي احيته في داخلي ذلك الذي لايعترف بالياس على ابواب الجراح ابداً !!.. صدقني رغم حجم كل هذا الوجع والضياع !!فانني سااقودك الى ذلك الكنز الذي جعلته جدتك كنبع الحياة متى ارتشفنا قطراته دبت في اوصالنا التعبة رعشة الحياة بعز …..

:يالله ياعمتي ان عطر كلماتك تنعش الذاكرة, وكانها مارد يصارع الآقدار تبحثين عن الخلود من داخل الآسوار ….. انكِ كثائر يرفض الآستسلام وهو على عتبة الجرح !! -ماهو هذا الكنزواسراره ياعمتي ؟؟؟

: ياوراس , حتى لو غامت الذاكرة , أين المفر من ثأر لاينس في عنق اصحابه .. ومحرز بحجم القبيلة قد اضحى , وهاأنت تسلك الدروب على وقع خطاه !! !!

سنواصل المسيرمعاً , يالطول الطريق ووحشته ,اكملي لي البقية ياعمتي ..

:سرنا معاً طويلاً , أنا أتبع ظلها , على حافة الرمال الملتهبة , اقتربت منها , رفعت رأسي نحوها قائلة ….

:هذاجذع شجرة يابس, تعالي نجلس قليلاً عليه أمي ,نظرت الى يدي المرتجفة وقالت: سنجلس قليلاً يابنيتي فان منابع أخيك قريبة , رغم عظيم المحن التي تحيط بها وتترقبه ,حفيت حوافر أعدائه في البحث عنه , واصدروا امر قتله , وعلقوا مقصلة لشنقه , لانهم يعرفون أنه يحمل السر , السر ..الذي سيبديهم أجمعين مثل عصا موسى التي ازاحت كيد كل الساحرين !!. هذا ما يرتجفون منه , لانه مستودع الغد لكل الآبناء , وهذا ماجئت سائرة بك اليه , لتوردي من مياهه الآن , فلا حياة لي لو لم اجده ياابنتي ,,أنهم يريدون ان افقد البوصلة في الوصول اليه, انهم يريدون قتل الذاكرة حتى لايكون لها مزار :

: ولكن ياأمي أين نبحث عن هارون ومنبعه , ونحن لا نعرف له مكان . ولاخبرا , تقولين لي انك ستهتدين اليه , كيف والريح تمحي وقع الخطى من التراب , كيف سنصل الى المنابع والرويا عاتمة , أنه المستحيل او اضغات اوهام لااكثر :

بعناد مؤمن قالت: … أنها ليست رؤيا حلم , ولا اوهام واقع , ياصغيرتي أنه الغد المدثر بالرجاء, لم يكن محرز أبن هارون يتلوا الآمس عبثاً ,ويطلب منا أن لاننساه , فلا تدفنين الآمل في قبور حفرتها مخالب , أنها قبور خاوية , فدعيني أنهض اواصل المسير في ظلمة الليلة, ووحشة الدرب هذا, الذي فرض علينا بالاكراه أن نمشيه :
:إلى أين يا أماه ,اجلسي ارجوك هاهنا بجابني, لقد هزني التعب كورقه خريف, وصرخت امعائي من الجوع , وتيبست شفتاي من الظمى .. انتظري لحظة .. اجلسي ، ..؟ مالي لااراك متعبة مثلي تسابقين الريح وتتحلفين بها , فقط لو اعرف الى اين وجهتنا,,؟؟
:أعرف أنك تعبة, وان يديك ترتجف , ولكن يجب أن نواصل المسيرة, أنا ابحث عن المصب لتوردي منه , أنه حسن الختام,ودليلي لايكذبني, سيقودني اليه ياصغيرتي .,

فجاءة تظللني قامتها كالنخيل الباسق , تمضي لتواصل السير في وحشة عتمة الليل , وتزيح ستائر الظلام بعصى الآمل , في لقائه التي تتكى بتحد عليه
أميمة :اعاننا الله ياامي على ذلك .. ولكني اقول لك ان حزنك هو الذي يقونا الى اغوار هذه الصحراء المهلكة , انظري الى اشجارها دب الياس الى ارجائها , ودروبها متربة وعرة , ورياحها عواصف , كم أتمنى ان تغيري وجهتنا, لتفعلي ذلك ياأمي , ارجوك كيف سنجده في وحشة القفار هذه ؟؟

ام مجرز: يااخت هارون صبراً علي من طراوة عودك , فمحرزكان يحدثني قائلاً :أن ماجئنا نبحث عنه أغلى من حياته , انها اثمن شيء تستحق ان ندخرها في الحياة لو قررنا المضي قدماً في سرادبيها , أنها السر الذي يحاولون الاستيلاء عليه اعدائنا ,كنبع متى مانضب تيبست كل الحياة , يعني الفناء و الموت. “كان يرى بان كل قطيع الذئاب الظالمة ترتجف منه, ولهذا يامرون بقتل كل من يعرفه,,, حق علية الموت,

أميمة : صدقتي والله ياامي ولكن الخوف من عدم ايجاده يعصرني .. أنا اشعر وكانني امضي الى سراب اموت حزناً وخوفاً من ذلك ؟
أم محرز :لكن لابد من السير اليه وايجاده الآن , ارى بعيني عمق رعبك ولكن تاكدي أننا على مقربة منه …. سالتقي به ساجده .. كوني مؤمنة وواثقة من ذلك .. نعم ساجده …

أميمة وابتسامه تعتلي شفتاها المتعبة : يا قلب أيوب ولهفة ادريس. لقد مضى هارون من زمن بعيد , محارباً كل هذا القطيع , لانعرف له اى وجهة ياامي والآخرين رفاقه الذين سئلتي عنهم لااثر لهم من زمن ليس بالقصير .

:نعم محرز , ورفاقه جرحي , ونزفي , ولكنهم هناك يصدون كل هذه الهجمة الضارية بارواحهم وقد اقسم لي بالعوده, وان الف الف اوراس قادماً بالتحدي .. أبني الذي نذر دمه للبطولة , لايكذب يااميمة ستتحدث عنه كل الآساطير كما تحدثت من قبل عن جده .

: كم اخاف أن يكون ميت ياأمي ؟

ترفع بعناء الآحزان وجهها قائلة : لا ,, أنه لايزال حياً .. من قال أنه ميت يااخت هارون ,كيف صدقتي تلك الآكذوبة , اما رايتي ألف محرز على الدرب سائراً , ما يزال كلامه يرن كناقوس وسط جدران الذاكرة , ليعيد للحياة كرامتها أن ذكر أسمه وحده يرعب اعدائه , أنه ايقونة الصابرين.. يا ابنتي .. لا حاجة أن تغزلي من خوفك أشباح ,أعرف أن الليل مظلم وعواصفه هوجاء ,ولكن لا تجشمي منها موت رغم قوتها .

: أرجو ذاك ياامي ؟
:قلت لك من قبل ان الآرض التي نسير عليها الآن , تعرف وقع اقدامنا وهي التي ستزف خبرنا اليه , فأنها دليلنا تقودنا اليه ,فذراتنا ملتحمة في هذا التراب معجونة لاتتجزاء منه , وكذلك هو ,فانه جذوري الراسخات تمتد الى اغوار الآرض السحيقة ,تعرف ندى طيبته من عطره أنه كالريحان , ينبع بعبق ساحر, فحينما ارضعته قطراتها علمته أول هجاء بحروف أسمها, وتعلم بالفطرة أنه نبوءة اسطورة , تحكي اصرار بطل لايستكين هكذا ارضعته وربيته ياأميمة…
:ولكن ياامي لم اكن اعرف أن هارون أخي نبوءة أسطورة , نقشتيها أنت على مسامات جسده يتنفسها كل ثانية, اصريتي عليها أنت منذ البدء , الم تخافي فراقه , ضياعه , كيف تجلد قلبك ياأمي على نذره ,,,؟

: لا,,, الخوف هو ماساة الحياة , ولعنتها الآبدية , وأنا كاأبي كنت اؤمن بان من يريد أن يرفع الراية, علية ان ينذرالدم على محراب الحياة , وتذرف غاليات دموع كنت أغذيه, وهو بين احشائي باكسير ورثته من أيمان ,احساسي كان يقول ,بانه شمس يوم جديد سيكون له شأن عظيم ,خنقت الخوف في اوصاله وفي عقله استئصلته ومحيت اثره فيه , فلا يوجد شيء أخطر واقوى من الخوف ياابنتي , لهذا لم يعد يخيفني اجتماع مجلس اركان الذئاب لو اجتمع , أنه الجسر , محرز الشجاعة و الجراءة و الشهامة ,اتعرفين ياأميمة كنت صغيرة في العاشرة من عمري كانت جدتي تجلس في خيمتها تسرد علينا الحكايات , كل مساء ,ولكن احداها فقط لم تزل تحفر في ذاكرتي لاتزول ابداًً ؟
أميمة :ماهذه الحكاية التي لاتبرح ذاكرتك , لابد أنها عن الجن والعفاريت ؟
لا يابنتي , أنما عن رجل أرضعته أمه قطرات ظلم , وانشئته على الوهم بانه سيصبح اله يعبد , ويحكم الآرجاء الآربعة , وأن سر قوته يكمن في مفاتيح مدينة عظيمة , فمتى ماوصل الى قصورها ,وفتح ابوابها واستولى على جنائنها ,سيشع نوره وتسجد له الآجناس , وترتل باسمه الآفاعي خوفاً من جبروت قوته , شد الرحال من بلاده البعيدة خلف الجبال وعبر البحار , لانه اراد ان يحقق وهماً بالقوة العمياء يصبح سيد ارض بابل ليحكم العالم شرقه وغربه ,ومضت خيوله تدك المدن تلو الآخرى حتى وصل الى اسوار حلمه بابل الرائعة ,ولكن جياده كبت , وجنوده تبعثرت سيوفها , وامبراطوريتة تمزقت وتلاشت, ولا يزال لغاية الآن يبحثون عن قبره فيها ,دهشوا حينما علموا بان ترابها ترفض فتح قبور يتواري بها اجساد اعدائها وانها لاتصبر على ظلم , تقلعهم ,تلفظهم على قارعة النسيان حتى ترابها عجيب نسيجه لاتلتحم به الا اجساد ابنائها…كم كانت جدتي حكيمة فهي تعرف الآمور اكثر منا , وتعطينا بسردها تجليات المواقف واشراقتها ,رغم أنها كانت تسرد لنا الماضي, فانها كانت تريد صلب عودنا به , لتجعله كالبنيان السميك لاينهار من هزات واعاصير , لان من يعرف حقائق الآمور يكون على بينة وقوة .

:امي أنت تلبسين رداء حكمة جدتك .. آه .. كم اتمنى أن اكون بصلابة بنيتك شجاعة , وبعقل عيون حكمتك ,تمنيت أن اكون , والآن اتوسل بك أن تجلسين مرة اخرى , فان قامتي تابى النهوض ,هلا جلستي ًقليلاً , لتؤنسي بحلاوة لسانك وحشة المكان , لعل وعس تذهب الرهبة من قلبي بشهد حكاياتك ,,,,,,,

: ياابنتي احلفك بالله أن تكوني عصاتي , ولا تكوني حجراً في الظلمة يعثرني في منتصف الطريق , أن ما ابحث عنه ينتظرني على احر من الجمر ,لا استطيع أن اتاخر اكثر , فان لي موعد اخر قد ازف , سفرٌ يطرق على ابوابي موعده لقد ازف ياابنتي ,ولكني عاهدت نفسي أن لااتركك ِوحدكِ , فاستعدي للفصل الآخير فلقد اوشكنا على الوصول ياابنتي … ..؟

اميمة :عن أي سفر تتحدثين ياأمي افزعني حديثك هذا , ومن هذا الذي ستتركين عنده وتمضين الى أين ياامي ؟ نحن جئنا نبحث عن محرز ومنبعه الذي مابرح أسمه قنينة صبري , وهاأنت الآن تضعين كاساً كالعلقم مذاقه, وتقولين لي اشربي ,أنني لازلت بحاجة الى صدرك الوذ به من الالآم والمحن ,انفاسك مجرى لشرياني ,تعويذتي التي التجا اليها من ضعفي , فكيف ترحلين ,لازالت الآجنحة طريةٌ كيف احلق بها ؟

:“أنه الوقت قد ازف ياصغيرة وعندما تكتمل حكايتك , سارحل عندما تصلب مع النخيل قامتك , وتحلقين باجنحة نسر , وتتوقف يديكِ من الرجيف امام عواء الريح والذئاب , وتضغطين على السهام , بسداد ,أنذاك تتحقق النبوءة يااخت هارون التي نذرت لها عمري منذ زمان سحيق بان تفتحين بيديك اقفال مغلقة بمفتاح الرجاء , ساانام قريرة العين ……؟
أميمة :هل جئتي بي الى هنا لتقتلي الخوف الذي يتملكني , ولتصلبي بدمائه قامتي , ولا اتلوا نشيد هارون .. ما خططتي له منذ عصور سيكون ياامي أني بشوق لكل ذلك اليوم …

وللحظات أسودت خارطة المكان كلياً في عيني , و اختلطت مع اطياف الزمان , وكانت المفاجاءة والحدث الذي غير حتى أسمي , فلقد نظرت خلف أمي من بعيد بين الاشجار , ورايت عيون تتربص بها ,جمرات حمراء شرارات تبرق كوهج النار , ترمي بالموت كلما من يتجاسر بالوقف أمامها والتحديق في اعماقها ,مع عوائين يهزان المكان هزا , الآول عواء الريح المنذرة , التي تكتب على اجنحتها نهاية محتومة لاأمراتان, مع عواء ذئب أبيض اللون أغبر ,وزادت العتمة سمك كثافتها ولم يعد الليل له من اخر , وبدا سلطان الرعب يكتب على الآسطر النهاية , لم تعد للحياة آى طعم ,لو اختطف هذا الذئب أمي , لم اكن اسمع الا دقات قلبي ترصد لي ميزان الحكمة , فان ما ارى أمامي يعلن غطرسة ذئب , دمر وقتل كل من مر به ولكنه لايؤمن الآ بمنطق قطيع الذئاب المعتاد امام حملان وديعة , بالقضاء على الجميع ,فقمة الزهو لاتكتمل الآ بالآنتصار والآبادة , اي خطاٌ في التفكير سيكون كارثياً وتعالى صوت عوائه مزهوا بالغرور , وتنبهت الى أمي وقد اخرجت بندقية من بين عبائتها ورمتها أمامي وقالت :

: اعلمي أن هذا الذئب لايخيفني, فلقد قتلت خوفي منذ كنت صبية في مثل عمرك , ولو اجتمع حولي عشرون من امثاله , فأني اقتل فيهم الآيمان بالنصر , فاقتلي خوفك ولاتشكي ابداً بهزيمته , فان رصاصتك القاتلة يقينك بالنصر , وهللي فوق جثته ,فان كنتِ في شك مما اقول فتذكري مصير ذئاب اقوى منه أين قبورهم الآن , فأين الذئب نمرود واين الاخر فرعون وكيد سحرته , انها قوة طلقة الآيمان التي سحقت كل الذئاب ,عليك به يااميمة ولاتتردي بالشك في النصر , اليوم تيممي بالعزم لتصلي صلاتك , ولترتدي رداء البطولة انه منطق الذئاب الذي نحاربه اليوم ….

أميمة :..لقد بدأ الأمر امامي جلياً كشمس ذهبية , بدا هذا الذئب بالنسبة لي حيوان متهالكاً ضئيلاً , هالكاً احسست باني اكثر شراسة منه من منطلق قانون الحياة وعدالتها بالبقاء . …. فان ماجاء بي الى هنا الا لاانزع جلدي أنا ولاأقتل خوفي بيدي, توقفت في المنتصف , والبندقية بين يدي وبعيون نسر اعتاد الروية حتى في سراديب الظلام , انطلقت اطلاقة واحدة هزت اركان المكان مدويه بصرخة من بين فمه, تبخر عوائه بين ألآطراف وتناثرت هباء منثورا ,,, كيف حلت الشجاعة فجاءة محل الخوف والجبن في قلبي لااعرف لحظتها التفسير ,فقط كنت أميمة اخت محرز ابن هارون من نفس السلالة التي تبيد الذئاب, نعم أنا قتلت بنفسي, قتلت الخوف بالشجاعة , والمهانة بالعز , والذل بالكرامة ……….

اخذتني بين انفاسها باكية : ياابنة المنصور هذا مااليت نفسي اليه لقد اقسمت أن لااناديك بصغيرتي بعد الآن… ان تحفري قبرا لي هنا بيديك أنت واقول لقد اثمر البيدر رجال, لقد صدق أبيك لحظة مولدك حينما قال أنها أخت محرز بحق ..قلبي معك لن يفارقك ابداً , سارحل مطمئنة , ستجوبين الصحراء وحدك , ولكن ستتركين في أعماقها غرس يزهر بالحياة أنك عدة الغد ياأميمة , فجره المضي بالنور يزيل الشقاء والعناء ويجوب صحراء الوجود بالحياة مرفوعة بكرامة .. ياقرة العين .. فلذة كبدي . لن نفترق اعدك . للحياة قانون وانت تسيرين في دروبها برداء علو همة ……

: وذهبت أمي تهلل على جثة الذئب , ونزعت بقوة فروته ووضعته في حفرة وعالجته لاايام بالملح والتراب والبستني اياه عبائة , اتلحف بها ومن يومها اطلق علي أسم فروة الذئب , وبدات رحلة الآلم يااوراس وتصدق نبوءة امي بالرحيل , وتطلب مني أن احفر لها قبراً يظم رفاتها قائلة لي :

يافروة الذئب…. هنا احفري لي قبري ومن ثم واصلي المسير لم اعد اخاف عليك أن المبادى ممنوعة في هذا الزمان , أن اصحابها كالقابضين على الجمر تصلى ايديهم .. لانهم رافضين زمن الذل لم يرضوا بواقعه هذا ولم يستكينوا و يهادنوا ومحرز وصوته كان مدوياً ولكنه ا زمن الغفلة , وآه للغفلة التي تعمي العيون , أستمري في طريق محرز ,حتى تصلي الى اعماق النبع ,فلقد مرر الجميع في نفس الدرب, وتعرفين باني لست تلك الامراة التي تبكي وتولول في رثائه لا والف لا ولكني قررت ان اودعك راية, تلك الراية التي نقشها كل الثوار الأنبياء على مرالعصور بدمائهم . منقوش عليها أن الدماء تهون أمام المبادى , هناك حول حدوده ارفعيها ترفرف ليكون مزار لكل الحالمين ……

وهاانت يااوراس تحتضنها بين يديك …. صمصامة الثائر الذي لاينس ثاره … محرز ابن هارون !!!!!
وتقف أنت َعلى قبرها الآن , وهاأنا اضع البندقية التي قلدتني اسمي بين يديك , وهاهي روحها تحلق في الفضاء مزهوة بك , كعهدها دائماً بالزهو في ذكرأسم ابيك الذي حفر طريقا ًأخر للمجد , وهاانت تحمل نفس رايتة , لكن هذه المرة تعلن بانك قضيت على كل مكامن “الذئاب”..”"..

, واستمريت ياأبن أخي اواصل الطريق .. اتأوّه ساعة وافرح ساعات , واهلل على جحيم الآعداء من اثر عظم الحسام المرفوعه فوق روؤسهم ..وانفض ما علق من تراب في ثنايا فروتي واوصل المسير ” لتدوم انفاس امي طيبة تنام قريرة العين هنا ” ..

لم اعد صغيرة حزينة ياأمي , فلقد ضمدت الثانية بالرجاء ,واما الآولى فانني اجوب الصحراء ولي نشيد صولات فخر , ووجهك ينير لي الدرب مشعاً في احداقه ارى حدود الخيام , لقد كنتِ العين التي رات اعماقي وبددت خوفي , وارتني بعيونها منبع الشمس ,فكانت ضيائها حدود وطني بعد رحيلك ازف اليك مولد شموس, فلقد اضاء دم الثائر الدروب اجمعها رغم كل المحن, نعم لقد وضع يديه على الداء وعرف الدواء عرفه !!! الثائر: من لاينس حتى يدرك ثأره ,مازال صدى كلامك تراتيلي في الحب ومازال وجه محرز في كل العيون مسكوناً ,,,سيصل اوراس والراية بين يديه ليزرعها هناك , كما كان قلبك ياحزينة يحفر هذه الصحراء من اجل ان لاتنضب منابع المياة لااستمرار الحياة ولكن بالكرامة موردها …..

يااوراس ياأبن محرز ابن هارون لامستحيل أمام مانريد ولاحدود تمنعنا لما نريد …..

خليد خريبش
01/03/2009, 01:31 PM
النص يحتاج أكثر من قراءة حتى نستجلى كثافة انزياحيته وأبعاده ورمزيته ونسقية بنائه.وهذا مقطع أعجبتني سرديته.


وللحظات أسودت خارطة المكان كلياً في عيني , و اختلطت مع اطياف الزمان , وكانت المفاجاءة والحدث الذي غير حتى أسمي , فلقد نظرت خلف أمي من بعيد بين الاشجار , ورايت عيون تتربص بها ,جمرات حمراء شرارات تبرق كوهج النار , ترمي بالموت كلما من يتجاسر بالوقف أمامها والتحديق في اعماقها ,مع عوائين يهزان المكان هزا , الآول عواء الريح المنذرة , التي تكتب على اجنحتها نهاية محتومة لاأمراتان, مع عواء ذئب أبيض اللون أغبر ,وزادت العتمة سمك كثافتها ولم يعد الليل له من اخر , وبدا سلطان الرعب يكتب على الآسطر النهاية , لم تعد للحياة آى طعم ,لو اختطف هذا الذئب أمي , لم اكن اسمع الا دقات قلبي ترصد لي ميزان الحكمة , فان ما ارى أمامي يعلن غطرسة ذئب , دمر وقتل كل من مر به ولكنه لايؤمن الآ بمنطق قطيع الذئاب المعتاد امام حملان وديعة , بالقضاء على الجميع ,فقمة الزهو لاتكتمل الآ بالآنتصار والآبادة , اي خطاٌ في التفكير سيكون كارثياً وتعالى صوت عوائه مزهوا بالغرور , وتنبهت الى أمي وقد اخرجت بندقية من بين عبائتها ورمتها أمامي وقالت :

تحياتي الأخوية.

دجلة الناصري
05/03/2009, 03:45 PM
النص يحتاج أكثر من قراءة حتى نستجلى كثافة انزياحيته وأبعاده ورمزيته ونسقية بنائه.وهذا مقطع أعجبتني سرديته.

اقتباس:
وللحظات أسودت خارطة المكان كلياً في عيني , و اختلطت مع اطياف الزمان , وكانت المفاجاءة والحدث الذي غير حتى أسمي , فلقد نظرت خلف أمي من بعيد بين الاشجار , ورايت عيون تتربص بها ,جمرات حمراء شرارات تبرق كوهج النار , ترمي بالموت كلما من يتجاسر بالوقف أمامها والتحديق في اعماقها ,مع عوائين يهزان المكان هزا , الآول عواء الريح المنذرة , التي تكتب على اجنحتها نهاية محتومة لاأمراتان, مع عواء ذئب أبيض اللون أغبر ,وزادت العتمة سمك كثافتها ولم يعد الليل له من اخر , وبدا سلطان الرعب يكتب على الآسطر النهاية , لم تعد للحياة آى طعم ,لو اختطف هذا الذئب أمي , لم اكن اسمع الا دقات قلبي ترصد لي ميزان الحكمة , فان ما ارى أمامي يعلن غطرسة ذئب , دمر وقتل كل من مر به ولكنه لايؤمن الآ بمنطق قطيع الذئاب المعتاد امام حملان وديعة , بالقضاء على الجميع ,فقمة الزهو لاتكتمل الآ بالآنتصار والآبادة , اي خطاٌ في التفكير سيكون كارثياً وتعالى صوت عوائه مزهوا بالغرور , وتنبهت الى أمي وقد اخرجت بندقية من بين عبائتها ورمتها أمامي وقالت :

تحياتي الأخوية.

الاخ الفاضل خليد خريبش ....
قرات ماكتبته حول النص حتى تستجلي انزياحيته , وابعاده , ورمزيته , ونسقية بناءه ,....الخ
اشكرك وافر الشكر للقراءة ورغم اني لم افهم كلمة انزياحته ماتعني بالظبط ...
لقد شاهدت هجمة شرسة على امرأة عراقية, وباقلام كتاب اجانب متمرسين في كتابة السير الذاتية ,كتب بطباعة فاخرة , تنتشر على الارصفة هنا وبارخص الاثمان ,وافلام باخراج هوليودي وممثلين اجانب معروفين , وكذلك باشتراك بعض الممثلين العرب مع الاسف , حتى وصلت الى اخراج مسلسل بخمسة اجزاء صرفت عليه ميزانية باهظة تعادل خطة خماسية لدول نامية , استوقفني هذا الامر لم هذه الشراسة في تشويه سيرتها , فتتبعت خطاها بعناية فعرفت السبب لذلك ....
لانهم من منطلق قانون المنتصر و القوة , يكتبون التاريخ ليزيفوا الحقائق , ولكن التاريخ كان له رايه الذي لايجادل به ولايقبل النقاش, فلقد قال بان ليس كل مايكتب يورخ , ولكن مايقوله هو سيكون القول الفاصل للحقيقة ......
انها حقيقة ملحمة امرأة منذ نشاتها حتى سنوات عمرها وهي على اعتاب الرحيل , سطرت بايمانها بالمبادى التي تربت عليها ووهبت اعز مافي الحياة من ابناء , وزوج , واحفاد في سبيلها ,,,
وهي لاتزال مدرسة تتعلم منها الاجيال القادمة نشيد العراق الذي يرفرف شامخا على الافق بعز وشموخ .....
ورغم اني لم اتشرف لقاء هذه السيدة الفاضلة لكني اتمنى ان اقول .....
سيخلدك الابناء ايتها الماجده الصابرة كما خلد الشهداء......
ان في نزف العراق حكايات تفوق الاساطير والاوديسه والملاحم المعروفة ......
وفيها ابطال حقيقون سيخلدهم الخلود عنوان .......
هذه الاسطر محاولة بسيطة جمعتها على شكل باقة من خمسة عشرة قصة قصيرة عنوانها معلقات امرأة على استار العراق ....
والاهداء الى كل الصابرين المتعبين والى ام العراقيين معلمة مدرسة السجود للابطال .....
مع وافر الاحترام لك استاذ خليد لقلمكم وقرائته .....
دجلة .........