د.ألق الماضي
08/01/2006, 10:29 PM
لم يكد يشعر بنفسه إلا وهو يتناول تلك العلبة المعدنية ذات الغلاف الأبيض الذي تتوسطه سمكة وخط أزرق متموج . أنتفض فزعا ، يا إلهي كيف وصلت إلى هذا المكان ؟ كيف أخطأت ودخلت هذا القسم ؟ كيف وكيف وكيف ؟ أنا الذي بقيت طوال عشرين سنة أتجنب الوصول إلى هذه المنطقة ! وأعرف جيدا كيف أتخطاها ولو كنت مغمض العينين ! أنا الذي حرم نفسه من متعة تذوقها حتى إن كنت منفردا بنفسي . آآآآآآآآآه نفسي تلك الخزنة التي أقفلتها على أعظم أسراري وهاهي اليوم تخذلني وتهدد بافتضاح سري .
أبي أبي أبي
هاهي غدي تهزني وتناديني وأنا في حمة أفكاري
غدي ما أروع هذا الاسم!!
لقد اخترته بعناية ؛ حرصا مني على مستقبل مشرق ، وتنكر لماض مظلم
لكن هاهو الماضي يهدد بالعودة
تبا لتلك العلبة
بل تبا لقدمي اللتين قادتاني لهذه المنطقة المظلمة من حياتي
نعم مظلمة بكل ما تحمل هذه الكلمة من رهبة وقلق وخوف
أبي ألا تسمعني؟!
يا الله !! غدي مستقبلي المشرق يحاول استعادتي
لكن الماضي أقوى
علبة السردين التي أمسكها بين يدي
علبة السردين التي كنت أعشقها
علبة السردين التي كنت آكلها وفق طقوس معينة
حافي القدمين ، عاري الصدر والكتفين ، منكوش الشعر ، كالح الوجه مغبره ، ممتطيا صهوة حجارة كبيرة من التي توضع في الشوارع لفصلها
ليس هذا فحسب
كنت أجمع أبناء الحي وبناته
ربما هو شعور بالتميز أو رغبة به
ثم ننتظر آذان المغرب
لنفتح العلبة
ونضع فوقها الشطة
ونلتهمها مثل قطط الشوارع الجائعة
أفعل ذلك كل يوم
آلآن أيتها العلبة اللعينة بعد أن أودعتك السجن طيلة عشرين سنة ، وانقطعت عن زيارتك تعودين لمناكفتي ؟!
آآآآآآآآآآآآآآآآآه
أبي أبي ما بك ؟!
غدي أين أنت بل أين هو غدي
وأشباح الماضي تطاردني؟!
سأشتري كل مصانع السردين
وسأعمل على إتلاف كل تلك العلب
لا أريد شيئا يذكرني
بانكساري
بضعفي
بفقري
بهواني
بـ........ 566./,7
أبي أبي أبي
هاهي غدي تهزني وتناديني وأنا في حمة أفكاري
غدي ما أروع هذا الاسم!!
لقد اخترته بعناية ؛ حرصا مني على مستقبل مشرق ، وتنكر لماض مظلم
لكن هاهو الماضي يهدد بالعودة
تبا لتلك العلبة
بل تبا لقدمي اللتين قادتاني لهذه المنطقة المظلمة من حياتي
نعم مظلمة بكل ما تحمل هذه الكلمة من رهبة وقلق وخوف
أبي ألا تسمعني؟!
يا الله !! غدي مستقبلي المشرق يحاول استعادتي
لكن الماضي أقوى
علبة السردين التي أمسكها بين يدي
علبة السردين التي كنت أعشقها
علبة السردين التي كنت آكلها وفق طقوس معينة
حافي القدمين ، عاري الصدر والكتفين ، منكوش الشعر ، كالح الوجه مغبره ، ممتطيا صهوة حجارة كبيرة من التي توضع في الشوارع لفصلها
ليس هذا فحسب
كنت أجمع أبناء الحي وبناته
ربما هو شعور بالتميز أو رغبة به
ثم ننتظر آذان المغرب
لنفتح العلبة
ونضع فوقها الشطة
ونلتهمها مثل قطط الشوارع الجائعة
أفعل ذلك كل يوم
آلآن أيتها العلبة اللعينة بعد أن أودعتك السجن طيلة عشرين سنة ، وانقطعت عن زيارتك تعودين لمناكفتي ؟!
آآآآآآآآآآآآآآآآآه
أبي أبي ما بك ؟!
غدي أين أنت بل أين هو غدي
وأشباح الماضي تطاردني؟!
سأشتري كل مصانع السردين
وسأعمل على إتلاف كل تلك العلب
لا أريد شيئا يذكرني
بانكساري
بضعفي
بفقري
بهواني
بـ........ 566./,7