المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : *حسان بلا عصر النبوة*



د.مقبل العمري
18/02/2009, 10:32 PM
*حسان بلا عصر النبوة*
أما تجدوا لنا يا قوم عصراً
ينوءُ بهِ الطموحُ ولا يميلُ؟
فلا يحنيهِ ثقلُ بني تميمِ
وجورُ بني كلابِ ولا بكيلُ؟!
ولا ذو سلطةٍ يطغى عليهِ
فيحني هامةً صارت تطولُ
ولا يمضي «أبو جهلٍ» فنلقى
مثالاً منهُ في صلفٍ يجولُ
ولا يقضي «أبولهبٍ» ببدرٍ
فلا ندري و قد بُعث القتيلُ
***
أما تجدوا لنا عصراً وليداً
يفصِّلُ ثوبهُ فكرٌ أصيلٌ؟؟
فلا يبدوا بهِ قصرٌ معيبٌ
ولا طولٌ له ذنبٌ طويلٌ
أما من طفرةٍ يا قوم تأتي
فنرقى ثم يطربنا الوصولُ؟!
مع حريةٍ وصفاء عيشٍ
لنختصر النهوض ولا نطيلُ
أما من منبرٍ حرٍ بليغٍ
وتنويرٍ تجود بهِ العقولُ؟؟
فإني إن صعدت عليه يوماً
بلا كمامةٍ ودمٍ يسيلُ
رسمت لقومي الأمجاد رسماً
بليغاً لا يخالطه فضولٌ
وألجمتُ الفساد لجام مُهرٍ
خطيرٍ في مرابعنا يصولُ
* * * * *
ألا لا يحسبُ الشعراءُ أنَّي
زعمتُ وأن زعمي مستحيلُ
أنا بغزيَّةٍ عضوٌ نبيلٌ
وما بغزيةٍ إلاّ النبيلُ
أنا في الشِّعرِ بحرٌ من ضياءٍ
تفيض إليكمُ منه السيولُ
فتسقي القوم ماءاً من سناءٍ
إذا شربوا –دعوا – مما نقولُ
أنا الشعرُ الذي فيه القوافي
كحقل القمحِ زينْتَهُ السَّبولُ
أنا ضد الحديث إذا أُسيئت
حداثتهُ وأرهقهُ الخمُولُ
أنا «حسّان» إلاّ أن عصري
تأخر لم يشرفه الرسولُ
* * * * *
أنا «متنبيُ» الشعراء طرَّاً
ولكنَّ الزمان لهُ فصولُ
أنا «الشَّابِّي» أكرع من رؤاهُ
ومن قبساتهِ بدمي جميلُ
ومن ذكرى «أبي الأحرار» روحٌ
وأني من فصاحتهِ قبيلُ
ولي في موطن الأحرار حقٌ
أمارسه وليس له بديلُ
أسوق لقومي الزلاَّت سَوقاً
وأرشدهم إذا خفي الدليلُ
وأقرضهم إذا عزّوا مديحاً
وأصرخ أن يخالطهم ذليلُ
ولا أرضى بأن يهنوا لفدمٍ
ويحكم عصرهم شيخٌ وقيلُ
إذا غرفوا العلوم لكي يعزّوا
ففيم يستبِّدُ بهم جهولُ؟
ويرقى في حكومتهم أناسٌ
مساطيلٌ لهم شرفٌ عليلُ؟
وأبكي إن أشاهدهم جياعاً
وفي ثرواتهم ذهبٌ يسيلُ
وللوطن العزيز عليّ دينٌ
أُوفِّيهِ بمكيال يكيلُ
أذود عن الحياض إذا شجاهُ
عميلٌ داخليٌ أو دخيلُ
* * * * *
أما تجدوا لنا يا قوم عصراً
نفوهُ ولا يحاسبنا وكيلُ؟
ويسكتنا الهوى والجوع دهراً
لننطق بعدهُ كفراً يهولُ
وهل من منبرٍ حرٍ بليغٍ
يشيد بناه في الأجيال جيلُ
ويسطع فيه شان الرأي حتى
تباريه النجومُ فيستطيلُ
هنا سأقدم البشرى إليكم
بأن البدرَ منتصفٌ جميلُ
* * * * *
فيا من كبّلوا قلمي بقيدٍ
وفي طياته قفلٌ ثقيلُ
وساقوا الجوع واقتطعوا لساني
فصام فمي وفي فمهِ قتيلُ
أفيقوا أننا نرنو لعصرٍ
جديدٍ لا يعكره شمولُ
ونرجو فسحةً للفكر حتى
يضيء ويستنير بنا السبيلُ

**
صنعاء / 1995م

هـوامــش:
(*) ما بين الأقواس على التوالي حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبو الطيب المتنبي الشاعر الشهير، وأبو القاسم الشابي الشاعر العربي الخالد، وأخيراً أبو الأحرار والشعراء محمد محمود الزبيري وهم مصابيح من القديم والحديث أضاءت هذه القصيدة بوهجهم وتجلياتهم حتى سكبته أملاً وفخراً وشوقاً في صفحةٍ من الوجد.

محمد الكبيسي
21/02/2009, 10:08 AM
الأخ الحبيب الدكتور مقبل العمري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طريقة جديدة في اسلوبك الشعري جمالية القصيدة واضحة ولا تحتاج الى مناقشة
وأنا من المعجبين بشعرك الجميل الذي يشد القارئ ويجعله يعيش المتعة الحقيقية
ربما لاحظت معي أخي الحبيب د مقبل ان الأعضاء لم يضعوا ردودا على القصيدة
رغم ماتحمله من جمال ربما لأن القصيدة عليها ملاحظات بخصوص الأنا ولمعرفة
الأخوة الأعضاء بانك تقسو في ردودك عندما يكون هناك نقد ولا اخفيك بأنني قد
ترددت في كتابة الرد كثيرا ولاكن اهتديت في اخر الأمر الى ان اكتب الرد وليكن
مايكون حتى وان قسوت علي بالرد فأنت الأخ الكبير وأتقبله منك
كثرة الأنا ضيعت جمالية القصيدة وكم كنت اتمنى أن تنشر القصيدة دون هذه الأنا
اخي الدكتور مقبل
أتمنى ان تتقبل مني هذه العبارات التي ربما كنت فيها قاسيا ولكن نحن هنا في المنتدى
اخوان يوجه احدنا الاخر
ولي همسه فيما يخص البيت والذي يبدأ ب
مع حرية احسست وكأنه ثقيل وأتمنى أن اكون خاطئا فيما احسست فلربما كانت قرائتي
له بطريقة غير صحيحة
تقبل تقديري وأحترامي أيها الكبير قدرا وشاعريتا وأرجو المعذرة ان كنت مخطئا فيما
ابديت من ملاحظات
اكرر تحيتي لك أيها الأصيل وأنت تنير منتديات اسواق المربد من جديد
دمت بخير

الفتحي
22/02/2009, 07:04 PM
العنوان رائع رائع
والنص يرتفع حتى يبلغ عنان السماء
ثم تنحط منه أبيات حتى تلامس العادي المكرور
طوله جنى عليه .. وظنك بالقليل منه قسى على كثيره
وهو على عمومه جميل جميل
تحيتي وتقديري

سكينة جوهر
24/02/2009, 01:43 AM
فيا من كبّلوا قلمي بقيدٍ
وفي طياته قفلٌ ثقيلُ
وساقوا الجوع واقتطعوا لساني
فصام فمي وفي فمهِ قتيلُ
أفيقوا أننا نرنو لعصرٍ
جديدٍ لا يعكره شمولُ
ونرجو فسحةً للفكر حتى
يضيء ويستنير بنا السبيلُ

**

الفاضل الدكتور مقبل العمرى

نص جميل معبر عن فكرته الهادفة بجلاء


خاصة مقطعه الأخير هذا الذى اختزل كل ما وددت

طرحه فى أسلوب سلس وتصوير رائع وبلاغة


تشيد بامتلاككم ناصية الإبداع


ولكن إلى جانب ملحوظات الأخوين الشاعرين


الفتحى ومحمد الكبيسى أتساءل بملحوظتى


أما تجدوا00أم " أما تجدون "

وكذلك " دعوا " فى البيت

فتسقي القوم ماءاً من سناءٍ
إذا شربوا –دعوا – مما نقولُ


ماذا تعنى فى سياقها ولو أن لها بديلا ألا يستحسن ؟؟



بكل الحق أقول : لا فض فوك شاعرنا الفاضل

هذه الأبيات استأثرت بمشاعرى الوطنية جدا


وامتزجت بأفكارى لروعتها اللغوية وقوة جرسها

وبيانها الساحر حقا

وللوطن العزيز عليّ دينٌ
أُوفِّيهِ بمكيال يكيلُ
أذود عن الحياض إذا شجاهُ
عميلٌ داخليٌ أو دخيلُ

ولكن هل يتفق معنى حب الوطن الرائع هذا

مع المعنى الذى فى قولكم

أسوق لقومي الزلاَّت سَوقاً
وأرشدهم إذا خفي الدليلُ ؟؟؟؟

أو ربما أنا الذى تباعد بى المعنى الذى تقصدونه

دكتورنا الفاضل000أو ربما هى آثار الغبطة منا عليك

إزاء نص شعرى بديع كهذا يحلق بنا حقا فى أجواء

عربيتنا الأصيلة حيث كل من اعتززت بذكرهم من

شوامخ شعرائها 0000ربما

هذا 000مع تكرار شكرى على ما أمتعتنا به

من سحر بيان وجماليات لغة 00ومزيد تقديرى

سكينة جوهر

د.مقبل العمري
25/02/2009, 11:04 PM
الأخ الحبيب الدكتور مقبل العمري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طريقة جديدة في اسلوبك الشعري جمالية القصيدة واضحة ولا تحتاج الى مناقشة
وأنا من المعجبين بشعرك الجميل الذي يشد القارئ ويجعله يعيش المتعة الحقيقية
ربما لاحظت معي أخي الحبيب د مقبل ان الأعضاء لم يضعوا ردودا على القصيدة
رغم ماتحمله من جمال ربما لأن القصيدة عليها ملاحظات بخصوص الأنا ولمعرفة
الأخوة الأعضاء بانك تقسو في ردودك عندما يكون هناك نقد ولا اخفيك بأنني قد
ترددت في كتابة الرد كثيرا ولاكن اهتديت في اخر الأمر الى ان اكتب الرد وليكن
مايكون حتى وان قسوت علي بالرد فأنت الأخ الكبير وأتقبله منك
كثرة الأنا ضيعت جمالية القصيدة وكم كنت اتمنى أن تنشر القصيدة دون هذه الأنا
اخي الدكتور مقبل
أتمنى ان تتقبل مني هذه العبارات التي ربما كنت فيها قاسيا ولكن نحن هنا في المنتدى
اخوان يوجه احدنا الاخر
ولي همسه فيما يخص البيت والذي يبدأ ب
مع حرية احسست وكأنه ثقيل وأتمنى أن اكون خاطئا فيما احسست فلربما كانت قرائتي
له بطريقة غير صحيحة
تقبل تقديري وأحترامي أيها الكبير قدرا وشاعريتا وأرجو المعذرة ان كنت مخطئا فيما
ابديت من ملاحظات
اكرر تحيتي لك أيها الأصيل وأنت تنير منتديات اسواق المربد من جديد
دمت بخير


أخي : محمد الكبيسي
حياك الله وبياك
هذه قصيدة قديمة لي منشورة في ديواني " فجر من ظلام"
ولا أجد غباراً في ملا حظاتك القيمة عليها
وأشكرك كثيراً عليها وأتمنى المزيد من الملاحظات الهادفة
صحيح أن "الأنا" غالبة عليها ولكنها تود إرسال رسالة لمن يهمهم الأمر
وحاشا صاحبها أن يصاب بالغرور يوماً
شكراً لتواجدك البهي أخي محمد

د.مقبل العمري
25/02/2009, 11:13 PM
العنوان رائع رائع
والنص يرتفع حتى يبلغ عنان السماء
ثم تنحط منه أبيات حتى تلامس العادي المكرور
طوله جنى عليه .. وظنك بالقليل منه قسى على كثيره
وهو على عمومه جميل جميل
تحيتي وتقديري

ل
ك خالص التقدير أخي الفتحي...
شكراًعلى مرورك
وأكاد أوافقك الرأي فيما قلت
تقبل محبتي

د.مقبل العمري
25/02/2009, 11:39 PM
فيا من كبّلوا قلمي بقيدٍ
وفي طياته قفلٌ ثقيلُ
وساقوا الجوع واقتطعوا لساني
فصام فمي وفي فمهِ قتيلُ
أفيقوا أننا نرنو لعصرٍ
جديدٍ لا يعكره شمولُ
ونرجو فسحةً للفكر حتى
يضيء ويستنير بنا السبيلُ

**

الفاضل الدكتور مقبل العمرى

نص جميل معبر عن فكرته الهادفة بجلاء


خاصة مقطعه الأخير هذا الذى اختزل كل ما وددت

طرحه فى أسلوب سلس وتصوير رائع وبلاغة


تشيد بامتلاككم ناصية الإبداع


ولكن إلى جانب ملحوظات الأخوين الشاعرين


الفتحى ومحمد الكبيسى أتساءل بملحوظتى


أما تجدوا00أم " أما تجدون "

وكذلك " دعوا " فى البيت

فتسقي القوم ماءاً من سناءٍ
إذا شربوا –دعوا – مما نقولُ


ماذا تعنى فى سياقها ولو أن لها بديلا ألا يستحسن ؟؟



بكل الحق أقول : لا فض فوك شاعرنا الفاضل

هذه الأبيات استأثرت بمشاعرى الوطنية جدا


وامتزجت بأفكارى لروعتها اللغوية وقوة جرسها

وبيانها الساحر حقا

وللوطن العزيز عليّ دينٌ
أُوفِّيهِ بمكيال يكيلُ
أذود عن الحياض إذا شجاهُ
عميلٌ داخليٌ أو دخيلُ

ولكن هل يتفق معنى حب الوطن الرائع هذا

مع المعنى الذى فى قولكم

أسوق لقومي الزلاَّت سَوقاً
وأرشدهم إذا خفي الدليلُ ؟؟؟؟

أو ربما أنا الذى تباعد بى المعنى الذى تقصدونه

دكتورنا الفاضل000أو ربما هى آثار الغبطة منا عليك

إزاء نص شعرى بديع كهذا يحلق بنا حقا فى أجواء

عربيتنا الأصيلة حيث كل من اعتززت بذكرهم من

شوامخ شعرائها 0000ربما

هذا 000مع تكرار شكرى على ما أمتعتنا به

من سحر بيان وجماليات لغة 00ومزيد تقديرى

سكينة جوهر








سيدتي الفاضلة:
سكينة جوهر
أشهد أن كلامك درر تتساقط على قصيدتي المتواضعه لتزيدها بهاءً على بهاءٍ قليل كانت تحمله من ذي قبل..
أما تجدوا لنا أما تجدون لنا (هذه الأخيرة ستخل بوزن القصيدة) كما اعتقدتُ
وما عدا ذلك لا استطيع أن اباريك فيما نثرت من بديع الدرر وما أصبت من بعد النظر
اتفق معك ومعي ..
وأرجح رأيك في كثير من الأحيان على رأيي
إلا ما كان معناه في بطني
سحرني والله أسلوبك الرائع البديع في النقد الأدبي
وهو اسلوب يدل على منبتك الطيب وعلمك الغزير وتواضعك الكبير وأدبك الجم
جعلك الله من الساكنات بجوار الله
وملأ الله نفسك بالأمن والسكينة
ودمتِ