المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَجْهٌ عَزِيزٌ



أبو شامة المغربي
12/02/2009, 03:13 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050413135244660951e87.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
وَجْهٌ عَزِيزٌ
... حتى إذا حقق مبتغاه، وأدرك الغاية التي سعى من أجلها حثيثاً، ولقي في سبيلها نصباً شديداً، وكله رغبة أكيدة في معرفتها تامة غير منقوصة، لم يظفر بالسكينة التي انتظر حلول هدوئها في قلبه منذ يوم بعيد، ولم يهنأ براحة البال التي اشتاق إلى إشراقة شمسها في ذهنه من جديد، وكل ما أسفرت عنه رحلته المضنية الطويلة لم يكن سوى شعوراً حاداً بالندم، وإحساساً عميقاً بالألم...
كم أرقه التفكير في شأنها، وكثيرا ما انتابه الشرود وتملكته الحيرة، وكم سهر الليالي الطوال من أجلها، فلم يذق لصفاء الذهن وطمأنينة الفؤاد طعماً، ولا استطاع إلى شفاء ما ألم به من داء سبيلاً، ثم كم أجال حولها من الأسئلة في ذهنه، فكان يبدو له الدنو من المرام في كل مرة نأياً مضاعفاً وسراباً عزيز المنال، وهو الذي ظل يلح على إزالة النقاب عن الجواب بقدر ما حرص على طرح السؤال...
وجد نفسه معها ذات يوم وجها لوجه، وبعد أن أمعن النظر فيها، أوجس منها خيفة، وشق عليه أن يحرك لسانه بكلمة واحدة، فجثم ثقل اللقاء المفاجئ على صدره، وغشيت الرهبة ما تبقى لديه من رباطة جأش، ثم ما إن استجمع بالجهد فضل جهده حتى أغمض عينيه، وأشاح عنها بوجهه...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
12/02/2009, 03:19 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050413135244660951e87.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
نِهَايَةٌ
... وأخيرا أحاطوا به من كل جانب في أوج منامه مقطبين، وفي جوف عينيه أشعلوا وجوههم الصغيرة الدامية نارا حامية مندفعين، فحاصروه بزفراتهم الملتهبة اللافحة غير مقصرين، ولم يتركوا له بسياج حريتهم منفذا للهروب حازمين، ثم بشدة آلامهم صاحوا عليه صيحة واحدة واثبين، فصموا سمعه غير مقصرين، وأمسكوه بأيديهم الصغيرة المبتورة النازفة أجمعين، فطرحوه ببراءتهم المقهورة أرضاً غير مشفقين، وصار ممددا تحت أقدامهم الحافية الدامية من الصاغرين، وقد كان معدوداً لديهم مذ خبروه من السافلين، ثم في لمح البصر شلوا حركته بنظراتهم الحادة النافذة متمكنين، وبثقل عزتهم جثموا على صدره وبجبل حزنهم الدفين، فزادوا عليه بعد ذلك ثقلاً على ثقلٍ بجلمود صخر كرامتهم وبشديد كرههم المتين، وبأعينهم المطفأة الساكبة دمعاً والفائضة دماً قيدوه موثقين، ورموه بحجارة جراحهم العنيدة الحارقة موجعين، فرجموه رجماً لا يليق إلا بإبليس اللعين، ثم انهالوا عليه ضربا بعصي صراخهم القوية الصلبة غير آبهين، فحطموا بشموخهم أركانه صارمين، وبتحديهم دقوا عظامه متنافسين، فتناوبوا عليه بسياط أناتهم الخافتة المديدة متهافتين، وبأساهُم المرُّ جلدوه دون عد غير مبطئين، وبغير حساب اخرجوا سهام غصتهم الحادة من كناناتها فرشقوه بها ناقمين، وسحبوا سيوف كربهم المسنونة من أغمادها فطعنوه متسابقين، ثم أرسلوا عليه لهيب نيران غضبهم المشتعل فأحرقوه حانقين، وما تبقى منه أغرقوه في دماء مصابهم المسفوحة الغزيرة مقتصين...
لم يكن يقيم لهم وزنا في ميزان جبروته، وكان يعدهم صفرا في حسابه وقفرا في طاغوته، وفضلا متطفلاً على مائدته، واسماً مجهولاً غير مثبت في معجمه المعتم بسيئاته، ولا مذكوراً حتى في خزي يومياته، وليس مخطوطاً على أي صفحة مشينة من مذكراته، ورآهم سراباً ونفياً منفياً في مناماته، وعدما ونسيا منسياً في يقظاته...
ثم إنهم في مخيلته القطران وفي ناظريه الفحم الأسود، وهو الشمس الساطعة لوحده والفرقد، وغيره فراغ ممل وظلام موحش وهباء أجردُ، وهم في ظنه أهل الشقاء وعلى أديم الأرض زوائدُ، ولا أحق بالوجود سواه وهو الحي الوحيد الأسعدُ، فتوهم أنه المصطفى بين بني جنسه وأن خلقه أوحد، ثم سعى في الأرض فسادا وظن واهماً أنه كريم غير شحيح بالإصلاح جوادٌ أفيدُ، بل هو من صناع الإحسان عمادٌ مفردُ، وأن لا رأي يعلو على رأيه وجنس حكمته علَمٌ أوحدُ، فادعى الاستقامة بما أباح لنفسه من آثام حسبها ظلما بخير الزاد له تشهدُ، وزعم ساخرا متكبراً أن فعله أرشدُ، فسولت له نفسه أن يرى الأحياء من حوله عبيداً ووحده نعم السيدُ، وأنه فريد العصر ويتيم الدهر في النعيم لا ريب مخلدُ، وأن الشقاء يقيناً على من سواه سرمدُ، وهم أجدر بالذل المقيم والهوان الجاثم والعذاب الدائم وأنكدُ، والفناء بهم لا به أليق واللعنة عليهم أوكدُ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

خليد خريبش
21/02/2009, 10:06 PM
أخي أبو شامة،في هذا النص تجاوز الانزياح ماعهدته في أسلوبك.دمت أخا كريما.

خليد خريبش
21/02/2009, 10:08 PM
أخي هذا النص أدبيته دافقة..دمت أخا كريما.

أبو شامة المغربي
22/02/2009, 07:14 AM
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif

أبو شامة المغربي
22/02/2009, 07:16 AM
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif

أبو شامة المغربي
05/03/2009, 05:56 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
نَكِرَةٌ
... ثم ظلَّ بينهم يتداولونه بالصفع ويتناوبون عليه باللكم حتى أردوه قتيلاً، فنظر كل منهم إلى صاحبه شارداً، وكأنهم أفاقوا من سبات عميق، ثم سرعان ما غرسوا أعينهم جاحظة في جثة من جادوا عليه غير مقصرين بأسباب قتل انتقوها له بعناية شديدة ...
أقبل بعضهم على بعض يتلاومون في شأن ما اقترفته أيديهم الغليظة، وضاقت صدورهم العريضة بما لم يحسبوا له حساباً على الإطلاق، فأشعل كل منهم سيجارة، وشبت في ما بينهم نار غضبهم، ودقوا في أجسادهم سواد عنفهم، فلعن بعضهم بعضاً، وأطبق على أنفاسهم ثقل هذه الجريمة وما سلف من أمثالها، ثم إنهم تدافعوا وتلاطموا، وتجاذبوا وتشاتموا، وفي غمرة سُعارهم داسوا بأقدامهم جثة القتيل وسط تلك الغرفة الضيقة المعتمة إلا من مصباح صغير يتيم خافت الضوء، والذي لا يكاد يبين عن وجوههم الكريهة ...
ظفر كل منهم من أصحابه بنصيب وافر من الضرب وبحظ غير قليل من السبِّ، وبعدما ارتوت قبضات أيديهم من دماء وجوههم، ومكنوها من إطفاء ظمئها، وشبعت أحذية أرجلهم الحادة السوداء من تكسير ضلوعهم، ولم يحرموها من إخماد جوعها، لم يعد يسمع منهم إلا شهيق متقطع وزفير منقبض، وعبثاً حاولوا تمالك أنفسهم المنهارة، وإقامة أجسادهم المحطمة، إلا أنهم نظروا في الآن ذاته إلى القتيل، ولسان أعينهم يقول: ما عساه يكون سوى نكرة ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
05/03/2009, 06:20 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
جَشَعٌ
... ثم أراد بغير حقٍّ أن يخلو له ويصفو وجه التي لم يرثها وحده عن أبيه دون أشقائه وشقيقاته، فحشد ما تراكم لديه من مكر وخداع ليظفر منفرداً بالتي حسب أن عينيه ستقران بها، وبتلك التي ظن واهماً أن باله سيخلد إلى الراحة بعد الاستحواذ عليها، وكذلك راهن عبثاً على أن قلبه سيخفق بالطمأنينة فور وضع يده عليها ...
لم يدخر جهداً من أجل أن تصير خالصة له، وأجهد نفسه كثيراً ليُري بني وبنات أبيه وأمه ما يرى في شأنها، وليقروا له بأنه الأحق بها دونهم، فجادلهم وأكثر جدالهم بمنطق يزعم بينه وبين نفسه سحره ونفاذه، وألح عليهم بنصْبه واحتياله شديدَ الإلحاح طمعاً منه في أن يجيبوا دعوته، ويشاطروه رأيه في الطي السريع للذي بينهم وبينه من أمر حول التي وعد نفسها بها ...
عز عليهم أن تتعالى أصواتهم مستنكرة أذيته لهم في كل مرة يلقاهم فرادى أو يصادفهم مجتمعين، وضاقوا ذرعاً بكل ما يلفظ من كلمات جوفاء تفشي كذبه ونفاقه، وانقبضت قلوبهم ممَّا يواريه من خبث، واشمأزت نفوسهم ممَّا يخفيه من وجه قبيح، ثم ما إن أصابهم منه نصبٌ شديد، وما إن صم أذنيه عن سماع نصحهم، وطمس بصيرته بسوء سيرته بينهم رغبة عن تذكيرهم له بخشية الله، وباتقائه في نفسه وفيهم، حتى صاروا مكتفين بإلقاء نظرة شفقة عليه كلما عرض لهم من قريبٍ أو لاَح لهم من بعيدٍ ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
05/03/2009, 07:29 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
ذَاتُ مَقَامٍ
... فما كان الناس الذين وجدهم فيها مقيمين بأولئك الذين عرفهم، ولا الديار التي عاينها بعد غياب طويل بتلك التي عهدها من قبل، ثم إنه تابع السير شارداً، وقد اتقدت في قلبه شجون لاهبة، وفاضت من عينيه على خديه عبرات دافئة، سرعان ما جمدها برد ذلك الصباح اللاَّسع ...
زادت في ذلك المكان غربته، وتضاعفت فيه وحشته، وما إن سار في طرقاته، واستكشف أرجاءه، وتفحص وجوه القاطنين فيه، حتى ارتد إلى نفسه كسير الخاطر منقبض الصدر، فشلت المشاهد التي التقطتها عيناه الدامعتان تفكيره، وصمت الأصوات المنكرة الجامحة سمعه، فبدا له وكأنه في أرض لم يعرفها في ما مضى من الأيام، وهو الذي يحل بها اليوم كهلاً، بعد أن قضى فيها بالأمس صباه وفتوته، وأنفق فيها زهرة عمره ...
خيل إليه كل ما يتحرك حوله وكأنه يتربص به، وأن ثمة ما هوعلى وشك الانقضاض عليه والبطش به، ورأى نفسه فريسة بين فكي وحش كاسر، وطريدة في ساحة جرداء تتخطفها الطيور الجوارح ...
لم يصدق ناظريه عندما رآها منتصبة شامخة على الجانب الأيمن من أحد المسالك، فخفق فؤاده لحسنها الآسر، وأقبل عليها مشتاقاً يحث خطواته كما كان حاله معها في أيام نائية، وهي ترفل حيثُ ألفَ رؤيتها في حلتها الخضراء، إذ لم يأنس قلبُه إزاءها في ما خلا من الزمن إلا بذات النبض، وبصره لم يكن ليرتوي إلا من قوامها الرشيق، وأغصانها المورقة، وظلالها الوارفة، مثلما ظل يروي ظمأ سمعه من همس حفيفها، ويجني الحكمة من وقارها ...
طاف حولها مبتسماً منشرحاً مرة ومرتين وثلاث، ثم وقف يملأ صدره بعبقها وبالنسيم المنساب بين أوراقها، فأطلق العنان للطفل الذي يسكن أعماقه، وانبجست ذكرياته معها نبع ماء رقراق، ثم انبعث جمال اللقاء بها شلالاً دافقاً، وما كان منه إلاَّ أن ارتمى في حضنها وأجهش بالبكاء ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
05/03/2009, 07:44 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
قِرَاءَةٌ
... حتى دخل عليه في يوم شاتٍ، فوجده جالساً يقرأ في كتاب، ثم أعاد النظر إليه ثانية، فأبصر يديه ترتعشان، وداهمته عينا صاحبه وقد أثقلهما دمع جاثم، وقذفت جِلستهُ الرهبة في قلبه، فلما هم بالسلام عليه والتحدث إليه في الذي جاء من أجله، لاح له عنوان الكتاب الذي كان يضطرب بين يديه، فما إن قرأ حروفه حتى انعقد لسانه في فمه، وجمدت قدماه حيث وقف ينظر ...
على مقربة منه جلس صامتاً لا يحرك ساكناً، وأخذ يترقب الذي سيكون من شأن صاحبه عندما يفرغ من القراءة، لكن انتظاره طال وصبره نفد، وما إن فتح عينيه بعد أن أغمضهما هنيهة لإراحتهما من تعب الانتباه، حتى رأى صاحبه قد وضع الكتاب جانباً، وأمسك برأسه مطرقاً، وهو يميل به ذات اليمين وذات الشمال ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
06/03/2009, 07:30 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050413135244660951e87.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
وَعْدٌ
... ثم قطع لهم على نفسه وعداً غير مكذوب، ولم يزد فوق قوله: ليكن لقائي بكم غداً إن شاء الله تعالى في هذا المكان، وعند حلول مثل هذا الوقت ...
كان يعلم جيداً أن ما وعدهم به ليس بالأمر السهل، ولم يكن يجهل حقيقة الذي سيثيره في نفوسهم من ألم وندم، ولم تكن خلاصة ما سيخلفه من نزيف في أفئدتهم لتخفى عليه، إلا أنهم على الرغم مما بصر به وعمي عليهم، استصغروا شأنه، وتحدوه أجمعين بما بدا له من جهلهم وظهر من عنادهم أن يأتيهم بالذي يزعم إن كان من الصادقين ...
أعمل النظر في ما هو مقبل عليه، وقلب سريعاً كل فكرة خطرت له لبلوغ ضالته وإدراك غايته، فلم يعر للمشقة التي سيتجشمها في سبيل الوفاء بوعده لهم أي اهتمام، ولم يدع للشك في فلاحه منفذا يتسرب منه إلى نفسه ...
جاء إليهم بما وعدهم في الغد، فما إن وقعت عليه أعينهم، حتى أطرقوا برءوسهم منكسرين نادمين، وألجمت رؤيتهم له ألسنتهم، فشرد ذهن كل منهم في ما تعمد من إساءة، ثم ساد المجلسَ صمتٌ لم ينعم بمثله من قبل ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
06/03/2009, 07:48 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050413135244660951e87.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
عَبَثٌ
... فلما حلَّ اليوم الموالي، جاءهم يسعى بطارئ جديد، وحذرهم كعادته من مغبة التقليل من شأن الذي أتاهم به هذه المرة على جناح السرعة، أو صرف عقولهم وقلوبهم عن النظر السديد في ما يعنيه ويدل عليه، ثم أشعرهم بأن الأمر بالغ الخطورة، بقدر ما أن الخطب القادم جلل، وختم الكلام الذي ديل به بلاغه المبين مذكراً إياهم بالسوء الذي آل إليه حالهم في ظرف شبيه مضى، وبالوبال الذي ذاقوا طعمه في موقف مماثل قد سلف، عندما صموا آذانهم، وعموا بصرهم وبصيرتهم، ثم نبههم إلى أنه بريء مما يلاقون به تحذيره عابثين ...
رشقوه بنظراتهم عابسين، ولم يكلفوا أنفسهم تحري حقيقة ما خلص به إليهم، ولا تقصوا الصواب في ما نثره أمامهم، فاكتفوا بثلاث كلمات ردَّ بها عليه أحدهم قائلاً: هون عليك يا صاح، ثم عادوا وزجوا بأنفسهم في عقم ما كانوا يتجاذبونه ويتنافسون فيه من حديث ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
06/03/2009, 08:13 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050413135244660951e87.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
مَقَالَةٌ
... فاقتصر لهم على ما ذكر، واختصر مخافة أن يملوه ويسأموه، إلا أنهم لم يفقهوا شيئا مما حدثهم به، وكرهوا أن يعترفوا له بقصور فهمهم، وشق عليهم أن يقروا أمامه بعجزهم عن بلوغ الغاية في الإحاطة بفحوى الذي بسطه في مجلسهم، فأنكروا عليه مقالته جهلاً منهم بحقيقتها، وخبطوا فيها بلَغوهِم خبط عشواء، ثم نعتها أحدهم بالبتراء، ووصفها ثان بالشوهاء، ووسمها الباقون بالهذيان والهراء ...
نظر إليهم مشفقاً عليهم، إذ سمع منهم ما سمع من منكر الأقوال، ونظروا إليه حاقدين حاسدين، إذ رأوه آثر الإمساك عن الكلام، ونأى بنفسه عما انغمسوا فيه من قبح، وغاصوا فيه من الأوحال ...
ظنوا بطيشهم أنهم قد أفحموه بالحجة والبرهان، وباجتماع رأيهم في مقالته قد ألزموه حدَّه وعرفوه قدره، وأيقنوا واهمين أنهم قد أحسنوا صنعاً إذ بادروه بما حسبوه دواءً شافياً له من داءٍ نسبوه إليه، وبالذي وصفوه كياً فاصلاً بين عتمته وضيائه ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
09/03/2009, 07:26 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050413135244660951e87.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
شَرَاسَةٌ
... ثم إنهم منذ أن قست قلوبُهم، وانحطت أخلاقهم أسفل سافلين، وهم يتربصون بها الدوائر، وينصبون لها الكمائن، لكنهم عجزوا من بداية تآمراتهم الدنيئة إلى نهاية مكائدهم الوضيعة عن النيل من أنفتها وشموخها، وفشلوا في مس كرامتها بأي سوء، وإطفاء نورها في قلوب من أحبوها مخلصين، بقدر ما فشلوا في إصابة سمعتها بأي مكروه، واجتثات جذورها الراسخة من عقول من قدروها حق قدرها صادقين، ولم يزهدوا فيها يوماً مقابل ثمن مرتفع مهما علا شأنه، أو ثمن بخسٍ لا تذكر في الثروة والغنى قيمته، بل كرهوا كل من ظل يساومهم عليها كرهاً شديداً، وناصبوه أشد العداء ...
عبثاً أجهدوا انفسهم طلباً لكسر شوكتها، وعندما تمكن اليأس من عزمهم، وأحكم الإحباط قبضته على إصرارهم، والفشل الذريع شقَّ سائر محاولاتهم، واخترق الحق صفوف باطلهم، والحقيقة كشفت زيف أمرهم، وهدم الصدق أسوار كذبهم، خاب سعيهم خيبة شنيعة، إلا انهم التمسوا لحلمهم تحقيقاً في مخيلتهم، واقتفوا دون جدوى أثر الماء في سرابهم، فتوهموا انتصارهم عليها، وأوهموا أنفسهم بهزيمتها، ثم حشدوا لاحتفالهم بالنصر صوراً لم يستحوا من صياغتها وتركيبها، ومن ذواتهم لم يخجلوا إذ اقدموا على شغل أذهانهم بها ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
09/03/2009, 07:45 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050413135244660951e87.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
هُدُوءٌ
... وكان له عجباً أن رأى ما لم يشاهده في حياته من قبل، وسمع الذي لم يطرق قطُّ أذنيه في هذه الدنيا، فلم يكن منه إلا أن انزوى في ركن قصي من تلك الحديقة، وألقى بجسده النحيف المنهك على كرسي طويل من خشب سميك ...
أغمض عينيه، وأرسل زفرة مديدة، فسرت قشعريرة حادة في سائر أوصال جسمه، وإذا بعرق خفيف ينبعث من جبهته، وبنبضات قلبه تتلاحق سريعاً بإيقاع لم يعهد له وجوداً في صدره ...
فتح عينيه فحيته الشمس بأشعتها، وعاد ثانية فأغمضهما، فخيلت إليه خيوط الضوء منسابة إلى قلبه بخفة ورشاقة، لتصير نسيجاً وضيئاً خافقاً بما افتقده ذلك اليوم أكثر من أي وقت مضى، ولتصبح حديثاً مهموساً يجري في عروق أجمل حكاية تروى بلسان دمه الدافق الفصيح ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

بنت الشهباء
10/03/2009, 08:12 PM
وإن ما قرأته هنا يا أستاذنا الفاضل أبو شامة المغربي
قد أوحى لنا بأن هذا الشاب الذي عانى من صروف الدنيا وآلامها وهمومها لم يكن له من بد إلا أن يستلقي بجسده المنهك النحيف على الكرسي لعلّه يرى نور الأمل من جديد على قلبه الجريح ..
ومجرد أن نظر إلى أشعة الشمس وخيوطها المنسابة إلى قلبه رواده إحساس بالأمل لينهض ويداوي جراحاته المهيضة بالعزيمة والإيمان والإرادة التي تصنع المعجزات ...

أبو شامة المغربي
11/03/2009, 05:41 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050413135244660951e87.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
إشْتبَاكٌ
... وما هي إلا دقائق معدودة من السير الحثيث على الأقدام، وتنقل خاطف من زقاق إلى زقاق بهتافات منثورة مسلية، وبشعارات منظومة مدوية، وتوزيع لأوراق مطبوعة من مختلف الأحجام، وطرق عنيف للأبواب بالأيادي الباطشة، وطبل مقروع ومزمار منفوخ ورقص بأرجل طائشة، حتى التقى الجمعان، وارتفعت الأصوات بالشتم المتبادل وبالهجاء الذي يحار في بلاغته كل بيان، وإذا بالصفير قد احتد من هذه الفئة ومن تلك الفئة فصم الآذان، فتراشقوا بالحجارة والبصاق وبديوان سفاهة مجرد من الغلاف وليس له أي عنوان، وغدوا فرجة كريهة لأهل الحي ولعابري السبيل بالمجان، ثم حمي الوطيس، وصار الحشد مشهداً موسوماً ببئس المنظر البئيس، ومتبوعاً بقول: سحقاً لمن كان لهؤلاء خير جليس، واللعنة على ما يحتويه هذا الكيسُ ...
التحق بهم ركضاً من كل حدب وصوب جمع كبير، ولم ينأ بنفسه عنهم في الحين إلا رهط يسير، فتلاطمت الأجساد بالأجساد، وغاصت النفوس في وحل البغضاء والشحناء وفي مستنقع الأحقاد، ثم اصطدمت العصي الغليظة بالعصي مائلة مرعدة، وتطاير الشرر من ارتطام السكاكين بالسكاكين لامعة مبرقة، فهوى إلى الأرض كثيرون، وداستهم الأقدام والغبار علاهم وهم يستغيثون، حتى خيل لمن حضر الوقيعة أنها معركة ضروس، وكادوا يجمعون على أنها تكملة لحرب البسوس، وأوشكوا على الجزم بأن صوتاً قد نادى قبيل اندلاعها واشتداد أوارها: حي على الجهاد، وأن صوتاً آخر رد عليه دون تأخير: لكم اليوم منا الموت الزؤام يا أوغاد ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

محمد ابراهيم سلطان
11/03/2009, 05:53 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif

http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050413135244660951e87.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
إشْتبَاكٌ
... وما هي إلا دقائق معدودة من السير الحثيث على الأقدام، وتنقل خاطف من زقاق إلى زقاق بالهتافات المدوية وبأوراق مطبوعة موزعة من مختلف الأحجام، وطرق عنيف للأبواب بالأيادي الباطشة، وطبل مقروع ومزمار منفوخ ورقص بارجل طائشة، حتى التقى الجمعان، وارتفعت الأصوات بالشتم المتبادل وبالهجاء الذي يحار في بلاغته كل بيان، وإذا بالصفير قد احتد من هذه الفئة ومن تلك الفئة فصم الآذان، فتراشقوا بالحجارة والبصاق وبديوان سفاهة مجرد من الغلاف وليس له أي عنوان، وغدوا فرجة كريهة لأهل الحي ولعابري السبيل بالمجان، ثم حمي الوطيس، وصار الحشد مشهداً موسوماً ببئس المنظر وسحقاً لما يحتويه الكيسُ ...
التحق بهم ركضاً من كل حدب وصوب جمع كبير، ولم ينأى بنفسه عنهم في الحين إلا رهط يسير، فتلاطمت الأجساد بالأجساد، وغاصت النفوس في وحل البغضاء والشحناء وفي مستنقع الأحقاد، ثم اصطدمت العصي الغليظة بالعصي مائلة مرعدة، وتطاير الشرر من ارتطام السكاكين بالسكاكين لامعة مبرقة، فهوى إلى الأرض كثيرون، وداستهم الأقدام والغبار علاهم وهم يستغيثون، حتى خيل لمن حضر الوقيعة أنها معركة ضروس، وكادوا يجمعون على أنها تكملة لحرب البسوس، وأوشكوا على الجزم بأن صوتاً قد نادى قبيل اندلاعها واشتداد أوارها: حي على الجهاد، وأن صوتاً آخر رد عليه دون تأخير: لكم اليوم منا الموت الزؤام يا أوغاد ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif

aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)





سرد شعرى متناغم للأذن استطاع ان يوصل الفكرة ببراعة .
أشكرك كل الشكر على هذه اللقطة الرائعة

معذرةً :
لم ينأى/لم ينأ

أبو شامة المغربي
11/03/2009, 06:00 AM
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif

أبو شامة المغربي
11/03/2009, 06:07 AM
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif

أبو شامة المغربي
11/03/2009, 07:48 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050413135244660951e87.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
رَجْعُ أقدَام
... إذ لم يكن بالنسبة إليه كنزاً ثميناً يطمع أن يظفر به بعد سفر قاصد وحفر غير عميق، أو يداً ممدودة إليه على وشك أن يصافح صاحبها في لقاء قريب وسير نحوه حثيث، بل كان حلماً شق عليه تحقيقه في اليقظة والمنام، وأفقاً يراه بعيداً صعب المنال ...
قبل أعوام جلس مرهفاً السمع في مكان عزيز عليه، وقد لاحت منه سمة الوقار، وكسى الهدوء وجهه، والدمع أضاء عينيه بعد عصر يوم اثار لديه بما حفل به من أحداث ولقاءات ذكريات ذات شجون، وبعثه كل ما كان يجري حوله يومها على تذكر أناس قضوا يعرفهم حق المعرفة، كثيراً ما جالسهم وجالسوه، وألفهم مستأنساً بهم وألفوه ...
أرسل نظرة أولى من مكانه إلى دار عتيقة هناك، فتمثل أهلها واحداً واحداً، وهم مجتمعون في فنائها الواسع يتحدثون بما لذ وطاب من الكلام، ويقصون ما أورق وأزهر من الحكايات النادرة ...
بعث العائد من جديد بنظرة ثانية إلى شجرة معمرة هنالك، فذكره ظلها الوارف بأحاديث طريفة كان يتقاسمها مع شيخ ظريف جليل، ثم امتد بنظرة ثالثة إلى مسجد صغير، فعادت صومعته القصيرة بسمعه إلى صوت أذان شجي، كان يسحر قلبه، ويأسر لُبه، وظل يشرق كل يوم في أعماقه خمس مرات، فلازمه صداه منذ أن استقبلته أذناه، ولم يفارقه قط حتى بعد هجرته إلى تلك البلاد القصية، التي انفق فيها أعواماً طويلة ...
عرج بنظرة رابعة على بئر ماء قديمة عميقة، ودلو أسود مائل قد وضع على حافتها، وشد وثاقه بإحكام إلى حبل غليظ، فاستيقظت في ذهنه ذكريات له مع تلك البئر، ومع من كانوا يترددون عليها مرات كل يوم يستسقون ماءها العذب الزلال، ثم إنه لم يبخل بنظرات أخر على أطلال لها في قلبه نبض متفرد ومعزة خاصة، فما كاد يفرغ من سياحته الخاطفة ببصره فيها، حتى تقاطرت العبرات صامتة من عينيه، وتدفق في سمعه رجع أقدام على الطريق الماثلة أمامه لأحباء عز عليه فراقهم ورحيلهم منذ زمن بعيد ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
14/03/2009, 12:07 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050413135244660951e87.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
قصة حَيَاة
... فبدل من أجل انتقاء كلماتها كل جهده، ولم يستبق من خلاصة حنكته الأدبية وعصارة خبراته البيانية شيئاً في سبيل الفراغ من كتابتها وقد صارت مخطوطة نفيسة فصيحة، ثم أنفق من المال كثيراً قصد إخراجها مطبوعة في أبهى حلة، ورؤيتها بين أيدي القراء مقروءة في أجمل صورة ...
كان قد فكر كثيراً، قبل أن يبلغ الغاية المرجوة، في صياغتها بأسلوب يليق بها وتليق به، وكان قد أطال التأمل في النهج الذي سيعتمده، قبل أن يحقق هدفه المنشود، طلباً للتوفيق في كيفية عرضها دالة موحية، فاستقر الرأي به على التحدث عن نفسه بضمير الغائب، إذ تبادر الموت إلى ذهنه أثناء تأمله، وخيل إليه وكأن جمعاً من الناس قد ساروا في جنازته، وشيعوه إلى مثواه الأخير في الحياة الدنيا منذ زمن بعيد، وأن أحدهم أمهم ونادى فيهم: الصلاة على الجنازة .. جنازة رجل ...
ثم هداه إعمال النظر إلى نسج خيوطها الدقيقة، وربط أجزائها المتكاملة بوحي من فصول العام الأربعة، فارتأى أن يقرن الشتاء بطفولته وصباه، والربيع بفتوته وشبابه، والصيف بأشده وكهولته، والخريف بشيخوخته وهرمه، فقطع للقراء وعداً على نفسه أن يصدقهم الحديث عن ذاته في كل كلمة يخطها بيمينه، وأن يتحرى الحقيقة في ما يسرد عليهم، وينأى بنفسه وبهم عن كل ما من شأنه أن يخدش الحياء، أو يزيغ به وبهم عن المروءة والعفة والخلق الرفيع ...
أخذت الأيام تطلب الأيام حثيثاً، واقتفت الشهور أثر الشهور فلحقت بها سريعاً، ومر عام ثم عام آخر بعد مضي عام، فختم ما كان بدأ بأن سأل الله حسن العاقبة وخير الجزاء في الدار الآخرة ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

خليد خريبش
15/03/2009, 01:06 PM
أخي الكريم أبو شامة ،هذه القصة أوجزت الحياة في سطور فلا هي من المختصر الشديد و لا من المسهب غير المفيد،أدام الله صحتك وجعلك نبراسا ينير هذا المنبر .

أبو شامة المغربي
16/03/2009, 07:02 AM
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 02:55 PM
http://alasha56.maktoobblog.com/files/2009/07/0435611.jpg

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 02:56 PM
http://alasha56.maktoobblog.com/files/2009/07/0435611.jpg

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 02:57 PM
http://alasha56.maktoobblog.com/files/2009/07/0435611.jpg

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 02:58 PM
http://alasha56.maktoobblog.com/files/2009/07/0435611.jpg

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 02:59 PM
http://alasha56.maktoobblog.com/files/2009/07/0435611.jpg

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 03:00 PM
http://alasha56.maktoobblog.com/files/2009/07/0435611.jpg

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 03:00 PM
http://alasha56.maktoobblog.com/files/2009/07/0435611.jpg

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 03:01 PM
http://alasha56.maktoobblog.com/files/2009/07/0435611.jpg

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 03:01 PM
http://alasha56.maktoobblog.com/files/2009/07/0435611.jpg

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 03:02 PM
http://alasha56.maktoobblog.com/files/2009/07/0435611.jpg

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 03:02 PM
http://alasha56.maktoobblog.com/files/2009/07/0435611.jpg

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 03:03 PM
http://alasha56.maktoobblog.com/files/2009/07/0435611.jpg

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 03:04 PM
http://alasha56.maktoobblog.com/files/2009/07/0435611.jpg

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 03:05 PM
http://alasha56.maktoobblog.com/files/2009/07/0435611.jpg

عماد اليونس
26/07/2009, 07:25 PM
الاخ ابوشامه
ارجو ان لايستبدن بك الطمع والغرور فتنشر كل هذه القصص دفعة واحدة لتستحوذ على حقنا في الصفحة كجمهور.
لوان احدا غير فعلها لما استغربت ولكن الغريب والعجيب انك وانت صاحب الخبرة والمكانة وطول الباع وكثرة المشاركات في فن القص والصراع الم تاخذ بالحسبان الوقت والجهد اللذان قد لايملكهما القاريء ليغطي كل هذه المشاركات ام انك قد رايت في منامك من اخبرك بقصور المطية وقرب المنية فرحت تفرغ اخر مافي جعبتك وتعصر اخر قطرة من زمزميتك وهذا لعمري فعل العوام وماهو بفعل الخواص.
اخي ابو شامه تقبل مااستعرضت من النقد ومن الملامه.

اخوكم المحب والناصح
القاص عماد اليونس

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 07:59 PM
http://img252.imageshack.us/img252/917/12032jm3.gif
*
سلام الله عليك أخي الكريم عماد ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
أضحكت سني أضحك الله سنك أخي الكريم بما نثرته على هذه الصفحة من تخمينات حول الذي بعثني على الذي أقدمت عليه قاصداً متعمداً، لكن بمنأى عما ذهبت إليه متسائلاً مستفهماً ...
وبإيجاز شديد جداً، أرى أني قصدت بما صنعت تذكير نفسي بما كتبت من قصص منذ زمن غير قريب، ويكفي أني قرأت لك في رحاب هذه الصفحة ما أثلج صدري، وإن كنت أرى في ما يرى اليقظان أن الحق معك والصواب حليفك في الذي أثارك، فعذراً ألتمسه منك ومن أهل المربد الأزاهر ...
حياك الله
أبو شامة المغربي

http://www.nakaf.com/up/image/16957.jpeg
http://img403.imageshack.us/img403/5192/4f8902a65dfy5.gif

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 08:38 PM
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif

عماد اليونس
26/07/2009, 08:39 PM
الاخ عبد الفتاح
ردك الجمبل خير شفيع لك عند الجليل
قصتك هذه درس لكل من تسول له نفسه غمط حقوق الاخرين.

عماد اليونس

أبو شامة المغربي
26/07/2009, 09:00 PM
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif

أبو شامة المغربي
08/08/2009, 10:39 PM
http://i43.tinypic.com/jpam2f.jpg

أبو شامة المغربي
20/09/2009, 09:12 AM
http://www.icemaroc.com/vb/3idsaid.gif

أبو شامة المغربي
18/10/2009, 05:21 PM
http://arabicnadwah.com/artgallery/114.jpg

أبو شامة المغربي
05/11/2009, 07:58 PM
http://dl3.glitter-graphics.net/pub/1034/1034143fzmnnpnumg.gif

أبو شامة المغربي
26/11/2009, 07:38 AM
http://dl3.glitter-graphics.net/pub/1034/1034143fzmnnpnumg.gif
http://up.johina.net/up/9432/rma9.gif