المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( بلا أكمام )) عائده ممد نادر



عائده محمد نادر
03/02/2009, 09:29 PM
امرأة من كوكب آخر.. رأيت نفسي.. وأنا أغوص في حلمي الذي طالما راودني.. ليال كثيرة.
فصار يطاردني .. حتى في يقظتي.. ويتلبسني.
لم تكن لي ملامح بريئة.. كملامح تلك الطفلة الساكنة بيَّ.. وجسدي لم يكن سوى امتداد لثوبيَّ الأبيض الطويل.
وأشرع ألملم أطرافه.. لئلا.. يتسخَ.
تمتد يديّ نحو أذياله.. تطول .. تطول..أخاف..أخاف.. فأسحبها.
أنظر إليها.. أجدها يداي.. كما هي .. لم تتغير.. وملامحي الغارقة بأوصافك.. تدهشني.. تستفزني..!
ترى كيف أصبحت.. تشبهني.. وكأنك أنا.
وكأننيّ.. أنت..؟
هاهي أنا..
أشبهك!!
أشبه ملامحك التي أعشقها!!
تعتريني رغبة عارمة بأن أغوص بحلمي.. كي أعرفني أكثر.. مادمتني .. أنت..ويدي تمتد لآخر مرة.. تسحب أذيال ثوبيّ اللعين.. الأبيض.
تبا.. لقد اتسخ..!!
صارت البقع الصغيرة المبعثرة.. تتناثر على أذياله بسرعة لم أستطع .. تداركها.. أصابني الهلع.. وأنا أراها..وسؤال يراود ذهني.. كيف سأنظفها..؟
استفقت مرعوبة من حلمي.. مذهولة.. لأجدني غافية على كرسيّ شرفتي المهجورة.
يهتز الكرسيّ.. دون إرادتي..أحاول إيقافه.. لكنه يستمر بالاهتزاز.
أجفل وأنهض فزعة.. أنظر إليه.
مازال يهتز..يهتز.. أمامي.
أمسك بمسنده وأوقفه بكل ماأوتيت من قوة.. يتوقف بتلكؤ.. لكن.. رأسي لم يتوقف بعد .. عن الدوران..!
أتهالك مرتمية على سريري الأبيض.. وعيناي تجولان بأرجاء الغرفة المسكونة باللهاث المستمر..والصراخ.. ويداي ملتفتان حول جسدي.. لاأستطيع تخليصهما.. تكاد تخنقني.
لاأستطيع الفكاك منهما.
أصرخ بأعلى صوتي المبحوح.. المتحشرج.. بلوعة أقول لك.
- ساعدني.. فك قيدي
فكني مني.
فكني منك!
يملأ صراخي المكتوم جدران غرفتي المعزولة.. أستفيق من حلمي هذه المرة.. لأجدني مقيدة بأطراف أكمامي.. بإحكام .. وعينان تشبه عينيَّ.. تنظران إليَّ.. باشفاق.. من شباكٍ صغيِرٍ .. مسورٍ بأسيجة صغيرة مربعة بباب الغرفة..
تكاد أن تخترقني.

يوسف أبوسالم
04/02/2009, 08:20 AM
امرأة من كوكب آخر.. رأيت نفسي.. وأنا أغوص في حلمي الذي طالما راودني.. ليال كثيرة.



فصار يطاردني .. حتى في يقظتي.. ويتلبسني.
لم تكن لي ملامح بريئة.. كملامح تلك الطفلة الساكنة بيَّ.. وجسدي لم يكن سوى امتداد لثوبيَّ الأبيض الطويل.
وأشرع ألملم أطرافه.. لئلا.. يتسخَ.
تمتد يديّ نحو أذياله.. تطول .. تطول..أخاف..أخاف.. فأسحبها.
أنظر إليها.. أجدها يداي.. كما هي .. لم تتغير.. وملامحي الغارقة بأوصافك.. تدهشني.. تستفزني..!
ترى كيف أصبحت.. تشبهني.. وكأنك أنا.
وكأننيّ.. أنت..؟
هاهي أنا..
أشبهك!!
أشبه ملامحك التي أعشقها!!
تعتريني رغبة عارمة بأن أغوص بحلمي.. كي أعرفني أكثر.. مادمتني .. أنت..ويدي تمتد لآخر مرة.. تسحب أذيال ثوبيّ اللعين.. الأبيض.
تبا.. لقد اتسخ..!!
صارت البقع الصغيرة المبعثرة.. تتناثر على أذياله بسرعة لم أستطع .. تداركها.. أصابني الهلع.. وأنا أراها..وسؤال يراود ذهني.. كيف سأنظفها..؟
استفقت مرعوبة من حلمي.. مذهولة.. لأجدني غافية على كرسيّ شرفتي المهجورة.
يهتز الكرسيّ.. دون إرادتي..أحاول إيقافه.. لكنه يستمر بالاهتزاز.
أجفل وأنهض فزعة.. أنظر إليه.
مازال يهتز..يهتز.. أمامي.
أمسك بمسنده وأوقفه بكل ماأوتيت من قوة.. يتوقف بتلكؤ.. لكن.. رأسي لم يتوقف بعد .. عن الدوران..!
أتهالك مرتمية على سريري الأبيض.. وعيناي تجولان بأرجاء الغرفة المسكونة باللهاث المستمر..والصراخ.. ويداي ملتفتان حول جسدي.. لاأستطيع تخليصهما.. تكاد تخنقني.
لاأستطيع الفكاك منهما.
أصرخ بأعلى صوتي المبحوح.. المتحشرج.. بلوعة أقول لك.
- ساعدني.. فك قيدي
فكني مني.
فكني منك!
يملأ صراخي المكتوم جدران غرفتي المعزولة.. أستفيق من حلمي هذه المرة.. لأجدني مقيدة بأطراف أكمامي.. بإحكام .. وعينان تشبه عينيَّ.. تنظران إليَّ.. باشفاق.. من شباكٍ صغيِرٍ .. مسورٍ بأسيجة صغيرة مربعة بباب الغرفة..


تكاد أن تخترقني.





المبدعة عائدة نادر
صباح الورد


لابد للمرأة التي تعجُّ بالحلم وتناقضاته
والتي تتقافز مفردات الطموح ويقظة الضمير في جنباتها
والتي تذبحها سوداوية الواقع المنعكس على كل آمالها وأحلامها
الواقع المرير في العراق والأمَرُّ في غزة وفلسطين
والأكثر عجبا في النظام الرسمي العربي
لابد لهذه المرأة وقد تداخل حلمها وتشعبت مفرداته واعتورها كثير من التناقض
أن تكون من كوكب آخر حقا
فتراها منقسمة بين ذاتها وحلمها وواقعها
وهو أمر يفرده الحلم ذاته
عائدة نادر
بشاعرية رقيقة ...ولغة دافئة ....وسرد رخيم
تغلفه مرارات كثيرة ومعاناة متنوعة
قرأت قصتك هذه .....
فأعجبتني الفكرة وتناغمات السرد مع هطول اللغة
وتداخل الهم العام والخاص
والذاتية التي لا تستطيع أن تخلو إلى نفسها
لكثرة ما يتناقض الواقع حولها
قصة جميلة ياعائدة
ما زلت تنفثين في قلمك مزيدا من البروق
وغيرقليل من لظى الإحتراق فيها
ومازال قلمك يهطل مدرارا
فبارك الله بك وبقلمك
وتحياتي

عائده محمد نادر
05/02/2009, 02:39 AM
المبدعة عائدة نادر

صباح الورد


لابد للمرأة التي تعجُّ بالحلم وتناقضاته
والتي تتقافز مفردات الطموح ويقظة الضمير في جنباتها
والتي تذبحها سوداوية الواقع المنعكس على كل آمالها وأحلامها
الواقع المرير في العراق والأمَرُّ في غزة وفلسطين
والأكثر عجبا في النظام الرسمي العربي
لابد لهذه المرأة وقد تداخل حلمها وتشعبت مفرداته واعتورها كثير من التناقض
أن تكون من كوكب آخر حقا
فتراها منقسمة بين ذاتها وحلمها وواقعها
وهو أمر يفرده الحلم ذاته
عائدة نادر
بشاعرية رقيقة ...ولغة دافئة ....وسرد رخيم
تغلفه مرارات كثيرة ومعاناة متنوعة
قرأت قصتك هذه .....
فأعجبتني الفكرة وتناغمات السرد مع هطول اللغة
وتداخل الهم العام والخاص
والذاتية التي لا تستطيع أن تخلو إلى نفسها
لكثرة ما يتناقض الواقع حولها
قصة جميلة ياعائدة
ما زلت تنفثين في قلمك مزيدا من البروق
وغيرقليل من لظى الإحتراق فيها
ومازال قلمك يهطل مدرارا
فبارك الله بك وبقلمك

وتحياتي


أيها المتوشح بعطر التألق
العزيز يوسف إبن سالم
كل الود لك زميلي وأنت تدخل قصتي (( بلا أكمام))
وتغوص فيها
بكل مفرداتها الغيبية
وكل ذاك الغموض الذي يعتريها
أسعدني إنك أو ل المداخلين لها
أسعدني إنك أول من قرأ جرعات الإزدواجية
كنت رائعا وأنت تبوح
كنت مخضرما
تحياتي وودي لقراءة غير تقليدية
دمت بكل ود أبو سالم
تحياتي لك أيها الرائع
والجنون صار سمة العاقلين.. لأننا نعيش في زمن لايعلم به إلا الله