المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزة تحيينا



محمد محمد البقاش
14/01/2009, 10:40 PM
غزة تحيينا
...............

فلسطينُ هانتْ علينا بأهْلهــا........ بِمسْجدها الأقصى وأوَّل قبلـةِ
يبارَك فيما حول قدْسٍ فيمجدُ........ بنجْم صلاح الدّين صاحب همَّة
وأين صلاح الدين؟ أين المحرر؟.........فما أحوج القدْس إليه وأُمَّتي
نشاهد ما يجري ولا شيء نفعل..........فماذا دهانا؟ أم طربنا لفُرْجة؟
تعالتْ يهودُُ باقتراف الجرائـم..........قعودُُ كهذا بات شـرَّ جريمـة
على رسلكم أطفالنا هم رجالنا..........وقادتنا الأكفاء نحو الكرامـة
فهاماتنـا مرفوعـة تتطلَّـعُ.........إلى الغد حيث النصر أشفى لقلة
تراءى لنا الغرْقد يبكي هلاكهم..........فلـن يفلتوا عند آخر جولـة
تحقّـق تدميرهـم في قلوبنـا.........وقد هشّموا الأيدي بكل بشاعة
يعيثون في الأرض الفساد يشرِّدو.......نَ أهل فلسطين بكـلّ وقاحـة
يقيمـون مستوطنـات كأنّهـا........معاقل للدّيـدان عنـد المنيـة
إذا كان تحريرها اليـوم قد بطـؤ......فموعدها الصبح أو في الظهيرة
مقاومة الأبطـال بدْء لصاعقـهْ......وطاغيّـة جبّـارة عند ضربـة
تسيرون وفق رؤى من يريدكـم......نعاجا وأكباشا لتقديـم فديـة
إذا لم يكونوا بشرا حـقّ ذبْحكم.....فكيف استساغوا ذبْح طفل وطفلة؟
أرامل غزَّهْ مـن رجـال حمايـة.....ولكنهـن يـذُدْن بصِـبْـيـة
إذا غاب حامي الثغّور وأسْدهـا.....تسرب منها الخصم مُحدث ثغرة
فيا خالدا انفضْ تـراب ضريحـك.....وأقدم بقَعْقاع وخيْل وخولـة
دمـاء اليـهـود دمـاء زكيـة.....فأسرع لتشربهـا في الصبيحـة
وإنك سيـف الله هاجـر غمـده.....وسيفك ترياق لـروح خبيثـة
تخـاذل كـل المسلمـين وهالهم......بروز المنايا رغـم ذُلٍّ وخِسَّـة
رضـوا تبعيـة غـرب كأنهـم .....بلا خَلَـدٍ أو قـرودا بغابـة
متى كان فينا من يـوالي عـدوّه؟......يحـادد ربّـاً بتأويـل آيـة
وجيء بكامب ديفيد وزعم الحديبيهْ......لتعزل مصر عن دخول القضية
أتنتظرون الحل من شر غاصب ؟.......أتنتـظرون انعقـادا لقمـة؟
أتعتبـرون التنـازل حكمـة؟.......إلى أين؟ هل لا زال شيء كزوجـة
يريدون أن يمكروا مكر ثعلـب........سيخْدعُهم خِبُّنـا في دقيقـة
وسائل إعلامٍ تقـول فتفْتـري.......بتغطية الأحْداث قصْد الوقيعـة
وتندر أقـلام بصـدق مقالهـا.......بحجْر وحظْر عن ركوب السياسة
فلسطين ما مسْرى الرسول تزيَّني.......ليوم الزِّفاف وبُشرى وبَهْجـة
ولا تيئسي مـن شـباب محمـد......فلا زال فيهم خَيِّرون كطلحـة
وعـكـرمةٍ وعـليٍّ وثـابـتٍ......وزيدٍ ومقدادٍ وسعـدٍ وعتْبـة
سيُبْعث مـجدُُ كمجْـد الصّحابة.....سيُصْنع مِن أهل الجهاد بقـدرة
أيعجز ذلك رب الخـلـيـقـة؟.....وقد وهبوا الأرْواح بُغْية جنّـة
فلسطين في القلب أذكت حماسنـا......وأشعلت النار فـي كل فكرة
وبتْنا نعاني مـن معانـاة أهلهـا......فلن تغمض الأجفان في أيّ ليلة
تظلُّمها تـرْكُ الجهـاد وجعْلـهِ.....دفاعاً عن النفس ثـم لبلْـدة
وزَعْـمٍٍ كهـذا لا يقـوم بحُجّـة......ويبطله الشرع نصّـاً بسنـة
ويدحضه التاريخ بالحـرب مبـدأ......كما كان حرب الروم في يوم مؤتة
يكيدون كيْداً عظيماً فهـل ترى؟......لكيْـد اليهود نفـاذاً لحيلـة
بنـو قَيْنُقـاعٍ أَخْضَـعٍ بالجِبِلّـة.......وأهلك يا خيْبر من نفس طينة
قُريْظةُ رامت نقْضَ عهْـد محمّـدٍ......فأدَّبـها ابْن معـاذٍ بقُسـوة
ومن نسلهـم هـؤلاء جميعهـم......فلن يصدر الخير عنهـم لمـرة
فصابْرا وشاتيـلا لبيغـنْ كطُرْفـة.....وللخَوَنَهْ عرض لفيلْم بشاشـة
وقبلهمـا ديـر ياسيـن وغيـره.....وفي مصر بالعدوان يوم الثلاثة
وتدمـيـرهـا لمفاعـل إخـوة......وقصف مقـر لفتـح بغـارة
ولبنـان حوصـر حتـى المجاعـة......وقتل خليـل الوزيـر لغايـة
تسـلُّلهـم كـان عبْـر بُحيْـرة.....وقد شهدت تونس غيبة عقبة
مئاتُُ وآلاف الجرائـم لـم تكـن......لتُحْصـر في كتـب مدرسيَّة
أأحفاد مـن قتلـوا الأنبيـاء غيـ......لةً يستسيغـون أوْباً لحكمـة
لقد غضـب الله عنهـم فما نـجوْا....وها هو ذا القرآن شاهد غضْبة
مخططهـم إفسـاد كـل البريئـة......وفي البروتوكولات كل دلالة
من النيل حتى الفـرات شعارهـم......وإجلاؤهم للشعب خير أمارة
تجبُّرهـم طغيـانُهـم وعلـوُّهـم......مقدِّمة الحتف وأجلى علامـة
فأُلمرْتُ أو بـاراكُ أو أيّ حُبْـحب......سيوطأ بالأقدام عند الهزيمة
ولا تهنـوا أو تحـزنـوا للدعايـة......فإنّكم الأعْلون أهل السعـادة
فلسطيـن تشهـد هجْـر المحجـة.....وفقْد إمـامٍ ونُكـران بيعـة
وتبـدي أنينـا يستفـزّ صغيرنـا......ويخْلدْ إلى الأرض عديم المروءة
ويمشـي الهوينـا لإثـارة رحمـة......فيرضى بذلك أهل الصفاقـة
يصـادف جُبْنـاً وأنانيـةً كمـا......يصادف قتلْاً ودبْحاً بغــزّة
فلسطين تُبْـدي جروحـاً لطعنـة......من الخلف جاءتها بأيدٍ أثيمـة
ولكنهـا ليسـت أيـاد الأديـرة.....ولا أيْد شرقٍ أو أياد الكنيسة
فطعنتهم كانـت عليهـا شديـدة.....وفي مستوى تمثيل هند بحمـزة
وتشكـو وتبْـكي كـأن شعوبنا......هي الخصم مادامت بأذن وقيرة
وأمّتنـا كـلّ فكيـف تجـزأت؟.....وسارت إلى صدع بأسرع خطوة
طغت في حياة المسلمـين الأنانيـهْ.....فلم يصلوا شعبا بشعب بوحدة
وأيّ اعتـداء لا اهتمـام لـرده.....وأيّ انشغال به موضـع تهمـة
متى كان في قومية جمـع شملكـم؟.....وتدعوننـا دعـوة الجاهليـة
فلسطين ظلـت أسيـرة دعـوة......إلى القوم، ثم إلـى الوطنيـة
لقـد فـاح نُتْنُـهُـما فتقـزَّزوا......بعقـل رشيـد ولـيس بحاسة
ألا أيهـا المسلـمـون تقدمـوا.......إلى عمل التحرير، ثم لنهضـة
هلمّوا إلى جنّـات عـدْن وإنّها......لزُلْفى وحسن مآبٍ خُلاصـة
هلموا إلى تحريـر أرض ومقْدس......بلبّيْـك، لبّيْك بالمـدفعـيـة.
.....................
محمد محمد البقاش
....................
ملاحظة:
هذه الأبيات مأخوذة من كتاب: تائية الانتفاضة (ديوان شعري بقصيدة واحدة في ألف بيت) الطبعة الثانية سنة: 2002. ولقد تصرفت بها تصرفا من ضمن حقي كمؤلف للديوان.