مقاومة لا إرهاب

[مريم خليل الضاني]

لا ينبغي لأبو مازن أن يصطاد في الماء العكر حين يقول : لا نريد مقاومة إذا كان الثمن قتل المدنيين !!! .
وبهذا التصريح يجعل حماس مسؤولة عن مذابح غزة.
سبحان الله ، هل يوجد مقاومة بالقبلات والتربيت على الأكتاف والتقاذف مع العدو بباقات الورد والبالونات الملونة !. ماذا يريدون من قطاع غزة الذي أنهكه الحصار لفترة طويلة جدا وتعاملت معه حكومات العالم منذ انتخاب حماس كحظيرة من الحيوانات مسلوبي الحرية والإرادة يتصدق عليهم العالم من فتات موائده لكي يبقى شعب غزة على قيد الحياة !. أي حياة ذليلة تلك ! ، ثم يستنكرون على أهل غزة أن يقاوموا وينتفضوا ضد تكالب العالم عليهم . يطالبون أهل غزة بالتهدئة وهم أصلا محاصرون ومخنوقون يعانون من أوضاع مأساوية لا يوجد شعب في العالم يعاني منها .وصدق الدكتور عزمي بشارة حين قال في محاضرته في الدوحة : هل تريدون من شعب غزة التهدئة أي أنكم تطالبونه بممارسة رياضة اليوجا والصمت حتى يتغلب على إحساسه بالعذاب والألم ، كما قال أيضا أن صواريخ المقاومة التي تطلقها على إسرائيل هي صيحات يطلقها شعب منهك للعالم لكي يكف عن ظلمه .
لقد ضربت إسرائيل الحصار على غزة منذ اليوم الثاني لفوز حماس في الانتخابات ،ولكن المؤسف أن حكومات عربية مسملة تواطأت في الحصار ضد حماس لأنها ترى فيها امتدادا لفكر ونهج الإخوان المسلمين الذين تعج بهم السجون في البلاد العربية . وسواء كانت حماس امتدادا للإخوان المسلمين أم لا ، فإنها أولا وأخيرا حركة مقاومة شرعية على أرضها المحتلة ، تسعى إلى الحرية ومواجهة عدوها الصهيوني باللغة الوحيدة التي يفهمها و تردعه وهي لغة القوة ، ومن حق أي شعب محتل ومظلوم أن يقاوم بالسلاح وأن لا يستنكر عليه إخوته وأشقاؤه هذا الحق المشروع في القرآن الكريم بل وحتى في شرائع و مواثيق الدول كلها . إن النظام العربي يتعامل مع حماس على أنها حركة إرهابية ظلما وبهتانا ،فبماذا أجرمت حماس ؟ . وما سبب حقد الأنظمة العربية عليها ؟ ،هل قامت بعمليات تخريب في دول عربية ؟ هل فجرت سفارات أو وزارات عربية خارج فلسطين ؟ . إذا كان النظام الرسمي العربي ومنهم السلطة في رام الله لا يدعمون مقاومة حماس إذن فليكفوا شرهم عنها وليوقفوا تصريحاتهم التي تظهرهم كحمائم سلام وديعة وتظهر حماس كعصابة من مصاصي الدماء .