المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنيَّة" من قلبِ النار بشَّرنا



طارق شفيق حقي
08/01/2009, 06:47 PM
هنيَّة" من قلبِ النار بشَّرنا, و"القسَّـام" يؤكِّد!!



"أتشرف بالانتماء لحركة المقاومة الإسلامية حماس" خالطت هذه الكلمات العذبة أسماع كلّ الذين ترقَّبوا خطاب رئيس الوزراء الفلسطيني القائد المجاهد إسماعيل هنية, على قناة الأقصى المقاومة بتاريخ 31-12-2008. و كُنَّا نظُنُّ أننا لن نجده بذات الروح التي هتف بها تلك الكلمات المُشرِّفة؛ لكنَّ ثباته كان مُذهلاً وقَّاداً بنبرة صوتٍ حنونةٍ على أهل غزة, غليظة وقوية ضد آلة الحرب الصهيونية.

" الحمد لله", بدأ الشيخ هنية خطابه بحمدِ الله وثنائه على كلِّ نعمهِ التي عدَّ منها: "ثبات المجاهدين و نصر الموحدين, وعزَّة الإسلام والمسلمين"؛ في إشارة عظيمة تزيدنا ثباتاً ويقيناً بأن النصر محسوم لنا وأنَّه مسألة وقتٍ لا أكثر." يمكننا القول أن مشهد الصمود انتصر في هذه الأيام الأولى على مشهد الدمار". هذا ما قاله أبو العبد هنية, وأكدته جباليا في يوم الجمعة 2-1-2009؛ حيث شارك الآلاف من أبناء المعسكر في جنازة الشهيد العالم نزار ريان, وبدأت تلك الحشود جمعها بكلمةِ ناريَّة للأسد الهصور معلِّم عماد عقل, المجاهد فتحي حمَّاد, تحدى فيها الصهاينة و غرس معاني النصر الأكيد في قلوب السامعين, في منظرٍ يعجَب المشاهد منه؛ فكيف بهؤلاء المستهدفين أن يخرجوا بكلِ ثباتٍ وعزيمة مُتحدين بصدورهم العارية طائراتٍ محمَّلة بالمتفجرات المدمِّرة!؟
إنهم أبناء غزَّة وأهل حماس وأسود جباليا, الذين حامت فوق رؤوسهم الطائرات الخبيثة على ارتفاعات قريبة في أثناء تأديتهم لصلاةِ الجمعة, لكنَّ أحداً منهم لم يتحرَّك له جفن, في تحدٍ واستهتار واضح بأسلحةِ يهود الإرهابية. وهذه هي الرسالة التي أراد الشيخ المجاهد نزار ريَّان, أن يوصلها لنا بدمائه الزكيَّة الطاهرة؛ أن نخرج ونتحدى آلة الحرب الصهيونية, نحن على الأرض وهي في السماء, ونحن الذين نصمد وهي التي تهرب! درسٌ يزرع القوَّة في النفوس ويزيدها يقيناً بالله وثقةً بقضائه وقدره؛ مشهدٌ صدَّق ما جرى من الحقِّ على لسان المجاهد إسماعيل هنية؛ حيث انتصر الصمود والفداء على الدمار والاغتيال.


" كما قال السيد العمري إن الجيش مصمم وجاهز لتحقيق أهدافه", قال هذه الجملة "أفيخاي أدرعي" مُتحدثاً إلى قناة الجزيرة الفضائية التي استضافته ليُعلل موقف الجيش الصهيوني من الاجتياح البرّي للقطاع يوم السبت 3-1-2009. وبالرغم من أنّ "أدرعي" أشار في استضافته بأنه لا يحب ذكر أشخاص معينين في أثناء كلامه؛ وبالرغم من أنَّ الصهاينة يحقدون على الفلسطيني منذ ولادته- وقتلهم للأطفال يُوضح ذلك- إلا أنَّه قد استدلَّ برواية " السيد وليد العمري". فكم هو عظيم دور المراسل الفلسطيني الذي يستعين بروايته المتحدثون باسم جيش الدفاع الصهيوني حينما تنتهي حججهم!

هدَف الكيان الصهيوني من الحرب المسعَّرة ضد غزة كما صرَّح قادة الكيان: القضاء على حركة حماس وإنهاء وجودها, ثم تراجع الهدف إلى أن أصبح تغيير الواقع الأمني في جنوب "إسرائيل". وبعد أن كان همّ الصهاينة الأول إيقاف الصواريخ القسامية, أصبح الهدف تخفيف حدَّة هذه الصواريخ!
ويستمر العدو بالتراجع والتذبذب في أهدافه دون أن يُحقق أياً من الأهداف التي سعى للوصول إليها؛ بينما تظلُّ حركة المقاومة الإسلامية حماس شامخة الرأس عاليةَ الهامة, ثابتة الكلمة: " ألا إن نصر الله قريب".

" دعونا ننتظر ليس طويلاً, حتى ساعات الصباح", هذا ما قاله الدكتور أسامة حمدان, تعليقاً على بدأ الهجوم البري, والذي كان من خسائره في الساعات الأولى "مقتل 5 جنود صهاينة وجرح 30 من بينهم قائد لواء غولاني, ولا يوجد في المقابل أي شهيد من مجاهدي القسام- مع استمرار رجم المستوطنات الصهيونية بصواريخ المقاومة التي سقطت على تجمَّعات صهيونية في كل من سديروت وكيبوتس رعيم ونتيف وبعض المستوطنات الأخرى المحاذية للقطاع.
وأن يقع هذا الكم من الخسائر في أول ساعات من الهجوم البري لجيش مُدجج بأحدث أنواع الأسلحة تُسانده الطائرات الحربية- يُعدُّ نصراً مُؤزراً للقسام, وهزيمةً واضحة المعالم للعدو الصهيوني الجبان.


"العملية العسكرية تسير كما خططنا لها" هذا الهراء والدجل قاله براك بوجهٍ أسود وقاتم ومُحبط يشاركه فيه كل من ليفني وأولمرت. ونحن نسأله إن كان من ضمن المُخطط للعملية العسكرية أن تضع الجنود بين فكي كماشة المقاومة, وتحت مقصلة القسام!؟ وهل كان من ضمن المُخطط استدراج القسام لقصف مغتصبات ومواقع صهيونية برِّية وجوِّية, لم يُعلَن عنها للرأي العام الصهيوني إلى الآن!؟ وهل من ضمن المُخطط تمكين القسام من أسر جنود صهاينة لمواساة وحشة شاليط!؟ وهل كان من ضمن المخطط مساعدة القسام في تدمير ناقلة جند ودبابة ميركافا وإصابة طائرة مروحية وإجبارها على الهبوط اضطرارياً!؟
يبدو إذاً انَّ باراك "قسامي" ونحن لا نعلم!؟ فإن كان هذا الموت والجحيم الذي يعيش فيه الصهاينة هو ما خططت له العملية العسكرية, فمرحباً بعملياتكم العسكرية يومياً!

المحاولات الفاشلة لترقيع الثوب الصهيوني المملوء خرقاً بصواريخ القسام؛ لم تعد مُجدية, فقد اتَّسع الخرْقُ على الرَّاقع, وعلى الصهاينة الهرولة لتحقيق شروط حماس قبل أن " تَسقط رؤوس كبيرة في شباط القادم" كما قال الناطق باسم كتائب عز الدين القسام (و"للسقوط" معاني عدَّة؛ خاصةً في لغة القسام)!

"ماذا يريدوننا أن نفعل" هذا ما قاله شمعون بيريس 5-1-2009 في حديثه عبر قناة الجزيرة الفضائية التي صبَّ عليها جام غضبه وحقده - حيث أنَّها أظهرت الحقيقة بصورتها المؤلمة, وأظهرت الحقيقة عندما فتحت مجالاً لكلمة الحق أن تُقال عبر منبرها, وعندما وقفت مع مطالب الشعوب, وأبقت موضوع الحرب على غزة؛ تحت المجهر وقضية الساعة- قال بيريس جملته تلك في موقف ضعفٍ هزيل, يُجبرنا على الضحك سخريةً من رئيس اعترف بضعفه أمام العالم, بين سيل من الكلمات التي يُحاول أن يظهر من خلالها بأنَّه الأقوى والمُنتصر والمظلوم! فقد احتار بيريس -وظهر ذلك عليه عندما اشتدت معالم وجه و ازداد حمرةً واضطراباً وعصبية- بأيِّ الوسائل يمكنه وقف صواريخ القسام؛ وقال بأنه يعرف أنَّ ضرب حماس قد يزيد التفاف الشعوب حولها, ولكنه لم يجد أفضل من الخيار الذي لجأت إليه حكومته الفاشلة!

في الخطاب الذي تلاه أبو عبيدة اليوم 5-1-2009, انتصر مُجدداً مشهد التضحية والفداء على مشهدِ الدمار والقصف. وبدا القسام سيِّد الموقف والحكم, حيث هدَّد الصهاينة من وحي وفائه بالتهديد الأول: "لقد حذرناكم في خطابنا السابق بأننا سنضرب مناطق أبعد ومدنا أخرى؛ ولكنكم لم تفهموا؛ ونقول اليوم أما وان العدوان الذي يطال مليون ونصف المليون فلسطيني لم يتوقف، فإننا قررنا أن ندخل أضعاف هذا العدد في مرمى صواريخنا".
الجيش الذي -كان- لا يُقهر, صار أضحوكة؛ فكلما وُعدوا بأن يُذاقوا كأساً من الذلِّ؛ تجرَّعوها! وحماقات القادة تُكابر, و أطفال غزَّة ما زالوا ينتظرون أشلاء الجنود ليلعبوا بها يا قسَّام!


"بتنا إلى النصر أقرب" بعزيمة الرجال و ثبات الأبطال وعدنا رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بالنصر؛ مستمداً هذا اليقين من قول الحق, "إن تنصروا الله ينصركم ويُثبِّت أقدامكم", وقد بذل المجاهدون في غزة كل ما بوسعهم ليحفظوا دين الله ودعوته المتمثلة في حركة المقاومة الإسلامية حماس. ولن يخذل الله أكُفاً رجته النصر والنجاة, بعدما ظُلمت وخذلها القريب والبعيد.

"أليس الله بكافٍ عبده"!؟ بلا فقد استجاب الله لهم كما استجاب لمن قبلهم من الصحابة والصالحين, وجعل استجابته قرآناً يُتلى آناء الليل وأطراف النهار { وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً}, فهذا وعدٌ من الله في كتابٍ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. لن يُفلح قادة العدو في حربهم التي يشنوها وهم في قمَّة الارتباك والتردد! ولن يُفلح المدافعون عن رواية جيش الدفاع الصهيوني, ولن تُفلح كلُّ القوى والأطراف في مواجهة حقيقة هذه الآية. فسيندحر الصهاينة لا يحملون معهم إلا أذيال الهزيمة والعار, وسيصبح الوضع قبل الحرب مختلفاً عن الوضع بعدها.
حفظ الله من أطلق على هذه المعركة "حرب الفرقان" قبل أن يبدأ بإحصاء خسائر العدو, وانتصارات حماس والقسام.