المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الضيعة الضائعة (نداء إلى كلّ الـ.. ..ـرب)



أحمد عبد الحميد ديب
03/01/2009, 09:11 AM
الضيعة الضائعة

حدّثنا صاحبُنا بقصّة غريبة ومُبْهرهْ
حدّثنا عمّا رآه وأزاغ بَصَرَهْ
حدّثنا عن ضَيعَةٍ عابثةٍ مستهترهْ
قد ملّتْ مِن سكّانها
وملّها سكّانُها
فأصبحتْ .. وأصبحوا
كخصلة من عنبٍ مبعثرهْ
شبابُها في اللهْوِ قد انغمسوا
وشيخُها نضَّ لنومٍ مئزرَهْ
وأمُّهم .. تخاطبُ المرآةَ إذْ لا غيرَها..
في رأيِها ..
لما لها من الجمالِ مُظْهِرَهْ
* * *
حدّثنا صاحبنا عن ضَيعةٍ
سُكّانها كالهررهْ
واحِدُهُم إذا رأى سواهُ في مَهْلَكَةٍ
قالَ : إلهي لك شكري
ثمَّ غضَّ بَصَرَهْ
واحدهمْ تكادُ تلمسُ الغيومُ مِنخَرَهْ
كأنّه خالدٌ أو صلاحُ الدينِ
أو . . تقولُ عنترهْ
يوماً إذا ما اجتمعوا
تراهم الصغيرُ والكبيرُ منهم عندهُ مغامرهْ
أوّلهم يقولُ : قد أذْلَلْتُهُ
وآخرٌ يقولُ : مَنْ مِثلي أنا ؟ ؟
وثالثٌ صنيعُهُ ما أحدٌ مِنْ قبْلِهِ قدْ ذكَرَهْ
ويضحكونَ . . يضحكونَ .. يضحكونْ
كأنّما قد رجعت ضيعتُهم مُنْتَصِرهْ
* * *

حدّثنا صاحبنا بقصّة غريبة ومُبْهرَهْ
حدّثنا...
عن جارِهِمْ في البلدة المجاورهْ
مرتقِبٌ .. وشامتٌ ..
وفَرِحٌ باللحظةِ المُنْتَظَرهْ
يُعِدُّ عدّةَ الزمانِ
والزمانُ .. يا أُخَيَّ دائرهْ
* * *
ذاتَ ليلٍ
والظلامُ فيه أخفى قمرَهْ
داهَمَهم جارُهمُ السفّاحُ ..
يُزْجِي الموتَ ..
يَقْفُو أَثَرَهْ
نَخْلَتَهم أحرقَها
وزهرَهم قطّعهُ
وحقلَهم .. بذَرَهُ بالملحِ والبارودِ
أمّا بيتُهم .. فدمّره
* * *
حدّثنا صاحبنا بقصّة غريبةٍ ومبهرهْ
حدّثنا عن مجزرهْ
حدّثنا عن عبوة ناسفةٍ
في علبةِ الحليب قد تفجّرتْ
وغيرِها في مبْخَرَهْ
حدّث عن زجاجةِ العطرِ التي إنْ شمّها مَنْ شمّها
تُضيعُ حتّى خَبَرَهْ
حدّثنا عن جثّةٍ قد فارقتْ عيونَها ..
وشَعرَها ..
وأنْفَها ..
وكفَّها ..
ورِجْلَها
حدَّثنا ...
حتّى التي في قبرِها
قد هربت فزِعةً مستنفِرهْ
حدَّثنا قبل ضَياعِ فمهِ
عن عُصْبةِ الناجينَ منهم
تَنبُشُ الأرضَ
لتبني جُحْرَها
تحتَ ترابِ المقبرهْ ...........

ثروت سليم
03/01/2009, 02:21 PM
نعم أيها الشاعر الفذ
هذا هو حال العرب
تذكرتُ بقصيدك الهادف هذا قصيدة عباس لأحمد مطر
(عباس وراء المتراس ..يقظٌ منتبهٌ حسَّاس)
أصبحنا نقول أنا ونفسي حتى ضاعت الأنا و النفس معا
أخي الحبيب أحمد بوركت وألهمك اللهُ كل جميل
تحيتي وتقديري

أحمد عبد الحميد ديب
04/01/2009, 03:47 AM
نعم أيها الشاعر الفذ
هذا هو حال العرب
تذكرتُ بقصيدك الهادف هذا قصيدة عباس لأحمد مطر
(عباس وراء المتراس ..يقظٌ منتبهٌ حسَّاس)
أصبحنا نقول أنا ونفسي حتى ضاعت الأنا و النفس معا
أخي الحبيب أحمد بوركت وألهمك اللهُ كل جميل
تحيتي وتقديري


أخي الحبيب ثروت

حقّاً هذه هي حال العرب، ولكن...

إلى متى ستبقى كذلك يا ترى؟

سؤال أقضّ مضاجعنا جميعاً

فهل من جواب؟