المقاومة في غزة إلى أين؟

[طارق شفيق حقي]

لنتكلم قليلاً عن الربح والخسارة


في الواقع نحن كأمة تؤمن بالله وتقر بالشهادة
نحن كسبنا الشهداء


ما هي خسائر حماس
وهل تستطيع الآلة العسكرية الصهيونية الانتصار على حماس
قدرة هذه الآلة العسكرية هي كبيرة من الناحية المادية:


يحصون كل شبر في غزة ، ويعرفون كل بيت ومن يقطنه وماذا يعمل وما هاتفه
يعرفون كل شىء عن غزة ويملكون أحدث الأسلحة في العالم
تحميهم أمريكا والغرب
تحالفهم دول عربية جارة ودول نفطية تمدهم بالنفط والمال والقرار السياسي


بالمقابل ماذا تملك حماس
مئات الصواريخ
مئات المقاتلين
ولنقل الإيمان إضافة لذلك


ماذا ينفع الإيمان في مثل هذه المعادلة ؟؟



ربما نخدع بهذه المعادلة والتي صدعنا منها كل يوم من قبل الآلة الإعلامية والتي تبثها بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر وتحمل خطابها القائل سلموا أمركم وكونوا واقعيين


والحل المبادرة العربية التي قدمتها السعودية


ونحن وكل العرب براء منها



في الواقع الحقيقي لا الواقع المزيف الذي تنقله قناة العبرية وقناة الجزيرة و كل القنوات العربية بشكل عام


هذا الإيمان لدى حماس أركع كل العالم وأجبرهم وسيجبرهم على الاعتراف بها وبشرعيتها


هذا الإيمان هز أمريكا وهز الغرب وهز كل الكراسي العربية


اليوم ملوك العرب وملوك النفط والفراعنة الجدد يهتزون هزاً عنيفاً


وحمى الانقلاب عليهم من قبل شعوبهم قد أشعل فتيلها


من أشعل هذا الفتيل


والله إنه هذا الإيمان


ماذا ستربح إسرائيل


هي قتلت المدنيين نعم
ودمرت البيوت نعم


لكن الهدف الحقيقي لهذه الحرب لم يتحقق
ولو تحقق سنقول ونعترف أن حماس هزمت وأن الصهاينة انتصروا وعلينا القبول بهذه الهزيمة


الهدف هو سحق حماس كما قالت ليفني وأبو الغيط
وايقاف اطلاق الصواريخ


في اليوم التالي من وقف الحرب لو سقط صاروخ واحد سيقول الصهاينة أنفسهم لقد فشلنا


في الواقع لن تقدر هذه الآلة على ايقاف الصواريخ الخفيفة المنهكة للصهاينة
وكل قوتهم تصب على المدنيين العزل


ومن سقط من حماس كلهم يعدون أفراد شرطة وليسوا مقاتلين في جيش حماس


بكل الأحوال لازالت الصواريخ تتساقط على المستعمرات ولو كانت هناك تغطية حقيقية لعرفنا حجم الخسائر الحقيقية


هذا الاستنزاف سيقود للنصر المؤكد
وهذه الطريقة في القتال مع الصبر الطويل ستأتي نتائجها


الحل ما هو للصهاينة : الحل هو الدخول البري واحتلال القطاع مرة أخرى ومراقبة كل شارع وكل طريق وكل بيت وقتل عناصر حماس والمقاتلين هنا وهناك
وتسليم السلطة لتنظيم فتح


وقتها ستهزم حماس



لكن هل هؤلاء الجبناء قادرين على مثل هذا الفعل
وقد هربوا منه في لبنان وكل محاولة للاجتياح البري كلفتهم أثمان باهظة ، دمرت بها آلة الردع وكشفت حقيقة ضعفها


أعتقد بعد هذا أن وزن حماس دولياً
بات أكبر من عدة دول عربية مجتمعة
وإلا لما كنا رأينا هذا التواطىء من قبل النظم العربية الخائنة




لا بد أن نؤمن بما لدى حماس
ولا بد أن نقف معها


ولا بد أن ننتصر مع هذا الإيمان


النصر لنا والجنة لشهدائنا
والموت لهم وجنهم مثواهم