المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المتنبي على مائدة سيف الدولة



مروان قدري عثمان مكانسي
29/12/2005, 02:46 PM
المتنبي على مائدة سيف الدولة

كان أمير دولة بني حمدان سيف الدولة ذواقاً للشعر العربي ، وكان يقرب من مجلسه صفوة الشعراء وعلى رأسهم الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ، وكان لسيف الدولة رجال القصر الذين يعتمد عليهم في إدارة حكمه ، وكان يلبسهم ألبسة خاصة كلٌّ حسب مهمته ، فرجال البشارة يرتدون الأبيض ، أما رجال النذارة فلباسهم الأسود ، وقد اعتاد الشاعر أن يأتيه في المساء المبشرون يدعونه إلى حفلة سمر في قصر الخليفة لينشده أجمل شعره ثم يعود بالهدايا والعطايا .
لكن حصل مرة خلاف ذلك ، فماذا حصل ؟
مرَّ موكب سيف الدولة أمام بيت المتنبي وألقى الأمير على الشاعر التحية لكن الأخير كان غارقاً في أحلامه التي لا تنتهي فلم ينتبه على الموكب و بالتالي فلم يردَّ على الأمير تحيَّته ولما رجع الأمير إلى قصره والغضب يتملكه ، أرسل رجال النذارة إلى الشاعر وأمرهم أن يقتادوه إليه في الحال .
ولما مثل المتنبي بين يدي الأمير عاجله قائلاً : ويحك و ويح أمك وأبيك ، بلغت بك الجرأة أن تتجاهلني ولا تردَّ عليَّ السلام ؟
دُهِشَ المتنبي وقال : جُعِلْتُ فداك ، متى حصل ذلك مني ؟
أجابه : قبل قليل .
قال المتنبي في سره : ليس لك إلا الشعر لينقذك ، فارتجل على الفور :
أنا عاتبٌ لِتَعَتُّبِكْ مُتعجبٌ لِتعجبكْ
قد كنتُ حين لقيتني متوجعاً لِتغيُّبكْ
فشُغِلْتُ عن ردِّ السلا م ، وكان شغلي عنكَ بكْ
تبسم سيف الدولة وقال له : بارك الله فيك ، ولا حرمنا من فيك ، ثم ناوله كيساً من الدراهم .
تصنَّع المتنبي العفَّةَ والنزاهة وقال : سيدي ، لم أقل فيك شيئاً أستحق عليه المكافأة ، فقال سيف الدولة : هذا لقاء ما روَّعناك .
وكان قرب سيف الدولة ابن عمه الشاعر أبو فراس ،فقال له : والله إنه لكاذب .
فقال الأمير : والله إنك لصادق ، ولكنني كافأت النبوغ فيه .

طارق شفيق حقي
29/12/2005, 04:44 PM
أنا عاتبٌ لِتَعَتُّبِكْ مُتعجبٌ لِتعجبكْ
قد كنتُ حين لقيتني متوجعاً لِتغيُّبكْ
فشُغِلْتُ عن ردِّ السلا م ، وكان شغلي عنكَ بكْ


دهاء المتنبي جميلة هذه هذه القصة
لكن نطب منك حيث المقام هنا مقام الشعر

قصيدة له مما تحب أدامك الله اخي الكريم

مروان قدري عثمان مكانسي
29/12/2005, 07:16 PM
أخي الأستاذ طارق أشكرك على عبورك هذا وستأتيك القصيدة قريبا