المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لحاف الحسرة



صلاح الحسن
24/12/2005, 10:19 AM
في هموم الكتابة ومعايير النشر

كتب حسن النيفي(*)
في مقدمة دراسته النقدية لمجموعة ( لحاف الحسرة ) القصصية وهي للقاص محمد حسن المنلا يضع الناقد والشاعر حسن النيفي يده على جرح الكتابة النازف : أسطر قليلة تقول شيئاً كبيراً ومهماً

أن تشرع في تجسيد ما هو مجرد , فذلك يعني أنك تؤنسن الموجودات وتجعل من الشرط الإنساني شرطاً محايثاً لعملية إنتاج المعرفة أو حيازتها , وأن تشرع في تجسيد ماهو محسوس . فهذا يعني انك تخطو خطوةً متقدمة على صعيد الوعي المعرفي .
إذاً : عملية التجريد والتجسيد هي عملية جد خطيرة بقدر ما هي هامة . وتنبع خطورتها من كونها تجسد فضاءً رحباً اجترح حرماته العديد والعديد جداً ممن لا يملكون إلا العبث والتخريب والتهويم الأجوف في فضاءات الإبداع الأدبي . ولعل عدم وضوح أو بلورة مفاهيم إبداعية وفنية ناصعة الملامح هو الذي جعل من سفينة الكتابة مرتعاً سهلاً ورخيصاً يمتطيه كل من ليس أهلاً له ، الأمر الذي جعلنا نلحظ في المشهد الأدبي مفارقات عجيبة غريبة لعل من أبرزها ظهور العديد من الأسماء والشخصيات التي مارس عليها الإعلام التلميع والترصيع , فغدت بين عشية وضحاها تفرد لها الصفحات والعناوين العريضة في المجلات والصحف , دون أن يكون لها – على مستوى الإبداع الحقيقي – أي رصيد ذي شأن . في حين أننا نجد في الطرف المقابل العديد من المبدعين الذين يتدثرون بأوجاعهم ويكتبون بدماء قلوبهم , ولأن قيمهم الإنسانية – التي هي الشرط الأساسي لكل إبداع – تملي عليهم عدم الابتذال و التزييف , فقد ضرب الإعلام صفحاً عنهم وترك الباب مفتوحاً أمام أنصاف المواهب . هذا لا يعني بالطبع أنني أتهم وسائل الإعلام بالانحراف . ولكنني أرجو أن يعاد النظر في مسألة معايير النشر وإنصاف المبدع الحقيقي وإتاحة الفرصة ليس للذين يريدون أن يصبحوا كتاباً وحسب . بل للكتاب الحقيقين الذين كانت الكتابة قدرهم الأوحد .
.................................................. .................................................. .................................................. ..................

حسن النيفي(*) : شاعر وناقد منبجي , له : هواجس وأشواق(شعر ) – ورماد السنين ( شعر )

مصطفى معروفي
24/12/2005, 03:32 PM
ما قاله الأستاذ حسن النيفي قلناه سابقا وما زلنا نقوله ،فكثير من الأسماء الحلية في الأدب برزت لأسباب غير أدبية ،وبات معها الأدباء والمبدعون الحقيقيون يعانون الأمرين .
ففي الصحف والمجلات ،وفي الملتقيات والمهرجانات التي تعقد هنا وهناك لا تجد من الأسماء الأصيلة في ميدان الأدب إلا النادر جدا ،وما عداه فقد قدمت له الدعوة لسبب من الأسباب وجاء مشمرا على ساعديه للإسهام في مزيد من الرداءة والإفلاس الذي يشهده الأدب عموما. وهنا أسوق مقتطفا من إحدى مقالاتي نشرتها سابقا بإحدى الجرائد المحلية تحت عنوان:"متى تعود للشعر هيبته؟":
[وكما يمكن أن نقول إن كثرة الأطباء ليست علامة على وجود الصحة ،كذلك يمكن أن نقول في مجال الشعر إن كثرة الشعراء ليس علامة على وجود الشعر ،حتى ولو ادعى هؤلاء أنهم شعراء فنحن نصدق القصائد ولا نصدق المدعين،لأن القصائد لها لسان أفصح ودليل أقوى و مرجح.وأنا هنا لا أجازف وأرسل الأحكام على عواهنها،فلسان الواقع يقول هذا ،وقد قال أحدهم في هذا الشأن:
ندر القريض كأهله وإذا عدد ***ت المدعين له وجدت كثيرا]
تحية للأستاذ صلاح الحسن،وللأستاذ حسن النيفي.

صلاح الحسن
29/12/2005, 08:18 AM
نعم نعم
صدقت : إن كثرة الشعراء ليس دليلاً على وجود الشعر
والقصيدة هي التي تدل على شاعرها
وقديماً قالت العرب ك البعرة تدل البعير