المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحيل الحاج مدبولي.. بائع الصحف ...



د.ألق الماضي
08/12/2008, 12:40 AM
رحيل الحاج مدبولي.. بائع الصحف الذي أصبح أحد أهم الناشرين العرب
http://www.alriyadh.com/2008/12/07/img/812800.jpg
القاهرة - (أ.ف.ب):
شيع في العاصمة المصرية صباح السبت الحاج محمد مدبولي احد اهم الناشرين العرب الذي رحل عن عالمنا في مستشفى القوات المسلحة الجمعة عن عمر ناهز ال 70عاما بعد صراع مع سرطان اصابه في الكبد.
وجاء رحيل مدبولي بعد ان قدم للمكتبة العربية وللقارىء المصري عشرات الكتب المثيرة للجدل وزود المثقفين المصريين بمئات العناوين لكتب منعت من الدخول الى مصر.

والحاج مدبولي صاحب اشهر مكتبة مطلة على ميدان طلعت حرب وسط العاصمة المصرية من مواليد احدى قرى الجيزة عام 1938وتعود اسرته في اصولها الى محافظة سوهاج في صعيد مصر.

بدأ مدبولي حياته في بيع الصحف وعمره 6سنوات في منطقة الدقي وداير الناحية غرب القاهرة، وبعد ان كبر فتح وشقيقه احمد كشكا لبيع الصحف بالقرب من جامعة القاهرة وانتقل بعدها الى ميدان طلعت حرب الذي كان المثقفون المصريون يقصدون المقاهي المنتشرة حوله وخصوصا منها مقهى ريش.

اتاح له ذلك معرفة المثقفين عن قرب واستطاع ان يجمع عددا منهم حوله وقام في الستينات بشراء متجر حوله الى مكتبة ودار للتوزيع. وسرعان ما لفت انتباهه اهتمام المثقفين والقراء بشكل عام بالكتب الماركسية والوجودية ومسرح العبث فقام بنشر ترجمات لهذه الكتب وكان اول كتاب نشره "دراسات مترجمة عن مسرح العبث" ترجمه عبدالمنعم حفني الذي لازمه مدبولي طوال رحلته في الحياة واشتركا في نشر ما يقارب 80كتابا مترجما.

ورافق ذلك قيامه بنشر الأعمال الأولى لادباء الستينات في مصر وبينهم جمال الغيطاني ويوسف القعيد وبدأ في توزيع الكتب الصادرة عن دار الآداب اللبنانية التي كانت تمثل في حينها اهم دار عربية للنشر. كما قام بتوزيع اعمال نزار قباني وغادة السمان وغيرهما من كتاب دار الآداب.

ومع هزيمة 1967بدأ بتوزيع الكتب الممنوعة من قبل النظام الناصري ومن قبل النظام السعودي وكان ابرز هذه الكتب قصيدة نزار قباني الشهيرة "هوامش على دفتر النكسة" التي صدر قرار بمنعها إلا ان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر اتخذ قرارا يتيح لمدبولي توزيعها.

وفي السبعينات من القرن الماضي اصبحت دار النشر والتوزيع مركزا لمعارضة الرئيس انور السادات، فوزع مدبولي ونشر اشعار احمد فؤاد ونجم وكل الكتب التي كتبها المثقفون المصريون الذين هجروا مصر فتولى توزيع مؤلفاتهم.

وكان مدبولي يعتبر نفسه ناصريا بل جنديا من جنود عبدالناصر إلا ان هذا لم يمنعه من توزيع كتب معارضة لعبدالناصر لانه اعتبر توزيع الكتاب حقا للقارىء. وهو كان يقول انه لو قام كناشر بنشر هذه الكتب لكانت تعبر عن رأيه إنما ان يقوم بتوزيعها فهو يحافظ على حق القارىء.

وكان الراحل يتمتع بقدرات كبيرة في العلاقات الاجتماعية فكان يحدد شخصيات زبائنه ويعرف اذا ما كان عليه ان يفتح لهم خزائنه السرية التي تتضمن الكتب الممنوعة في مصر.

وقد أقيمت ضده 24قضية أمن دولة بسبب توزيعه مثل هذه الكتب الممنوعة وأتهم بالترويج لكتب معارضة لنظام الحكم وكان صدر بحقه حكم قضائي بالسجن لمدة عام في عام 1991لانه أتهم بتوزيع كتاب "مسافة في عقل رجل" لعلاء حامد باعتبارها مسيئة للذات الإلهية.

إلا ان تدخل المثقفين لدى الرئيس مبارك أدى الى وقف تنفيذ الحكم.

وكان كذلك مطلوبا من قبل الجماعات الإسلامية التي اعتبرته موزعا لكتب العلمانيين خصوصا كتب المفكر المصري نصر حامد ابو زيد وكتب نوال السعداوي وعبدالله القصيمي وغيرهم من المثقفيين المصريين.

لكنه في آخر ايامه انتقل الى موقع الرقيب عندما اعدم احدث طبعتين من كتاب "سقوط الإمام" ومسرحية "محاكمة الله امام مؤتمر القمة" لنوال السعداوي لانه وجد انهما يسيئان للذات الإلهة.

وقال حينها "انا رجل متدين وهذه الكتب تسيئ للذات الإلهية"، في مقابلة مع فرانس برس في حزيران (يونيو) 2008.
المصدر (http://www.alriyadh.com/2008/12/07/article393080.html)

فيصل محمد الزوايدي
10/12/2008, 10:33 AM
رحمه الله و غفر له فقد كان من ابرز المساهمين في نشر الكتاب

د.ألق الماضي
12/12/2008, 01:16 AM
رحم الله موتى المسلمين ،،،
ممتنة لحضورك هنا أخي فيصل ،،،

د.ألق الماضي
15/12/2008, 07:35 PM
قبل سنين كان التعبير عن تطابق العمل يُقال له نسخة كربونيّة. ثم جاءت عبارة صورة ضوئية ، تلتها الأحدث وهي الأدق حتى الآن وهى "الصورة الرقميّة".
الحديث اليوم عن مدبولي ومكتبته فى القاهرة. وتحدث المثقفون والعامة عن دوره وعلاقاته الثقافية والاجتماعية برجال القلم والفكر والطبع والنشر ، ولا تنقصه علاقة بديوان رئاسة الجمهورية... ! أيضا. وقيل إن صلاته مُقدّرة مع رقابة المطبوعات(يعرف عناصرها بأسمائهم) وتعرّف على المباحث وضباط السجن

(تردد على السجن والتوقيف أكثر من مرة بقضايا نشر ، ولا غيرها).

لعل الوراقين العرب يجعلون من تفانى هذا الرجل فى المهنة "نسخة رقمية".

أقول إن نشر الكتب المثيرة للجدل ليست بالضرورة عمودا من أعمدة النجاح فى النشر والتوزيع. لا ولا الترداد على غرف التحقيق والسجون وكثرة الاستجوابات ، ففى عالمنا العربى هذه الأمور غير مستغربة ، وتعوّد عليها الناس، ناشرين وغيرهم، لكن المرحوم مدبولي زرع يُعجب القرّاء نباته ، و كذا الكتاب ، لأنه مخلص للمهنة ومكرّس جهده ووقته لها.
موضوعي الذى أُريد أن أصل اليه هو أن الحاج مدبولي لم يصل الى شهرة استحقها بسبب علاقات أو معارف أو صلات بهذا أو ذاك أو تلك. أعتقد أنه اجتذب هذا الخلق الكبير من زبائن مكتبته ومريدى التواصل معه لأنه يعرف المهنة وتعرفه ويعرفهما الناس.

الذين زاروه من السعوديين يقولون إنه لا يملك جهاز تسويق ، أو طاقم علاقات عامة ، أو موظفى سكرتارية لتحديد مواعيده ومقابلاته.

تعج القاهرة بدور نشر ومكتبات بمداخل رخامية وطواقم استقبال وعناصر تسويق. لكن مكتبة مدبولي شيء آخر. يعرفها ويرتادها وينشر بواسطتها أسماء وقامات ثقافية فى التأليف والترجمة.

لو أنصف أهل مصر بل ومثقفو العالم العربى هذا الرجل لشيّدوا باسمه جناحا فى معهد ذي صلة بالحرف والكتاب.
المصدر (http://www.alriyadh.com/2008/12/15/article394939.html)