المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فهم مصطلح الحديث



عبد المنعم جبر عيسي
26/11/2008, 04:16 PM
تعريفه :
هو علم بأصول الحديث وقواعده ، يعرف به أحوال السند والمتن ، من حيث القبول أو الرد ، ويمكن من خلاله التمييز بين الحديث الصحيح والسقيم .
وهذا العلم العظيم له قواعده وأصوله ، وكان الصحابة - رضوان الله عليهم - يتثبتون في قبول الأخبار ونقلها أو ردها .. ففي مقدمة صحيح مسلم ، عن ابن سيرين قال ( لم يكونوا يسألون عن الإسناد ، فلما وقعت الفتنة قالوا : سموا لنا رجالكم ، فينظر إلي أهل السنة فيؤخذ جديثهم ، وينظر إلي أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم ) .
ولما كان الخبر لا يقبل إلا بعد معرفة سنده ، فقد ظهر علم الجرح والتعديل ، والحديث عن الرواة ، ومعرفة المتصل أو المنقطع من الأسانيد ، ومعرفة العلل الخفية ، وظهر الكلام في بعض الرواة علي قلة ؛ لقلة الرواة المجروحين في بادئ الأمر ، ثم توسع العلماء في ذلك ، حتي ظهر البحث في علوم كثيرة تتعلق بالحديث ؛ من ناحية ضبطه وكيفية تحمله وأدائه ، ومعرفة ناسخه من منسوخه وغريبه وغير ذلك ، إلا أن هذا العلم كان يتناقل بين العلماء شفاهة .. ثم تطور الأمر ، وصار هذا العلم يكتب ويسجل ، في صفحات متفرقة من الكتب ، ممزوجة بغيرها من العلوم ، مثل ( الأصول ) و ( الفقه ) و ( الحديث ) ، في كتب مثل ( الأم ) للإمام الشافعي وغيره .
ثم نضج هذا العلم وتحددت معالمه وثبتت قواعده ، واستقل عن غيره من العلوم والفنون ، في القرن الرابع الهجري ، حيث أفرد العلماء علم المصطلح في كتب مستقلة ، وكان أول من أفرده بالتصنيف هو القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ، المتوفي سنة ٣٦٠ هجرية ، في كتابه ( المحدث الفاصل بين الراوي والواعي ) ( *) .
الحديث :
هو الجديد لغة ، واصطلاحا يعني : ما أضيف إلي النبي صلي الله عليه وسلم ؛ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .. وهو غير الخبر ، الذي يعني لغة : النبأ . جمعه : أخبار . ومعناه الإصطلاحي : أنه قد يكون مرادفا للحديث في المعني ، وقد يكون مغايرا له : فالحديث هو ما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم ، والخبر ما جاء عن غيره ، وقد يكون أعم منه ، أي أن الحديث ما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم ، والخبر ما جاء عنه أو عن غيره .. وهو أيضا غير ( الأثر ) .. ومعناه اللغوي : بقية الشئ .. والأصطلاحي : قد يكون مرادفا لمعني الحديث ، وقد يختلف عنه ، بأنه ما أضيف للصحابة والتابعين ، من أقوال وأفعال .
الإسناد :
له معنيان :
الأول : عزو الحديث إلي قائله مسندا .
الثاني : سلسلة الرجال الموصلة للمتن ، وهو بهذا المعني مرادف للسند .
السند :
يعني لغة : المعتمد ، وسمي كذلك لأن الحديث يستند إليه ، ويعتمد عليه .
واصطلاحا : سلسلة الرجال الموصلة للمتن .
المتن :
لغة : ما صلب وارتفع من الأرض .
اصطلاحا : ما ينتهي إليه السند من الكلام .
المسند ( بفتح النون ) :
ما اسند إليه الشئ ، بمعني عزاه ونسبه له .
وله ثلاثة معان اصطلاحية :
- كل كتاب جمع فيه مرويات كل صحابي علي حده .
- الحديث المرفوع المتصل سندا .
- أن يراد به ( السند ) ، فيكون بهذا المعني مصدرا ميميا .
المسند ( بكسر النون ) :
هو من يروي الحديث بسنده ، سواء عنده علم ، أم ليس له إلا مجرد الرواية .
المحدث :
هو من يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية ، ويطلع علي كثير من الرويات وأحوال رواتها .
الحافظ :
قيل هو أرفع درجة من المحدث ، بحيث يكون ما يعرفه في كل طبقة أكثر مما يجهله .
الحاكم :
هو من أحاط علما بجميع الأحاديث ، حتي لا يفوته منها إلا اليسير ، علي رأي بعض أهل العلم .
( يتبع )
---------
( * ) ‏(‏ تيسير مصطلح الحديث - للدكتور / محمود الطحان ) .

روان أم المثنى
26/11/2008, 07:13 PM
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif

الأستاذ الكريم

عبد المنعم جبر

أشكرك على هذا الموضوع الطيب المبارك إن شاء الله

وأرجو أن يكون سلسلة متتابعة

حتى يستفيد منه الجميع

فكثير منا يحتاج فهم هذا العلم فهما دقيقا

حتى لا يقع في الخطأ بنسبة حديث إلى

سيد الأنام عليه الصلاة والسلام

دون دليل أو حجة

والأستاذ الفاضل محمود الطحان أستاذ قدير

استطاع أن يقرب علم المصطلح إلى الأذهان

بأسلوبه البسيط

على الرغم من صعوبته وكثرة ما في طرق تعلمه من دقائق معضلة

وإشكالات مرهقة لطالبه

لكن لاشك أن مثل هذا العمل

سيترك في قلب قارئه أثرا

فإن لم يفد كثيرا أفاد قليلا

وهو خير كله إن شاء الله تعالى

تقبل احترامي وتقديري لاختيارك البديع

ونحن بإذن المولى متابعون



http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif

عبد المنعم جبر عيسي
27/11/2008, 07:24 PM
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif



الأستاذ الكريم


عبد المنعم جبر


أشكرك على هذا الموضوع الطيب المبارك إن شاء الله


وأرجو أن يكون سلسلة متتابعة


حتى يستفيد منه الجميع


فكثير منا يحتاج فهم هذا العلم فهما دقيقا


حتى لا يقع في الخطأ بنسبة حديث إلى


سيد الأنام عليه الصلاة والسلام


دون دليل أو حجة


والأستاذ الفاضل محمود الطحان أستاذ قدير


استطاع أن يقرب علم المصطلح إلى الأذهان


بأسلوبه البسيط


على الرغم من صعوبته وكثرة ما في طرق تعلمه من دقائق معضلة


وإشكالات مرهقة لطالبه


لكن لاشك أن مثل هذا العمل


سيترك في قلب قارئه أثرا


فإن لم يفد كثيرا أفاد قليلا


وهو خير كله إن شاء الله تعالى


تقبل احترامي وتقديري لاختيارك البديع


ونحن بإذن المولى متابعون





http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif

باذن الله أختى الفاضلة ..
نكمل سباحتنا بين دفتى الكتاب حتى النهاية ..
لتعمنا فائدته .
تحياتى وتقديرى .

عبد المنعم جبر عيسي
01/12/2008, 03:28 AM
تقسيم الخبر باعتبار وصوله الينا
ينقسم الخبر باعتبار وصوله إلينا إلي قسمين :
١ - فإن كان له طرق بلا حصر عدد معين فهو المتواتر .
٢ - وإن كان له طرق محصورة بعدد معين فهو الآحاد .
الخبر المتواتر
هو الحديث أو الخبر الذي يرويه في كل طبقة من طبقات سنده رواة كثيرون ، يحكم العقل عادة باستحالة أن يكون أولئك الرواة قد اتفقوا علي اختلاق هذا الخبر .
شروطه
يتبين من شرح التعريف أن التواتر لا يتحقق في الخبر إلا بشروط أربعة ، هي :
١ - أن يرويه عدد كثير ، وقد اختلف في أقل الكثرة علي أقوال المختار أنه عشرة أشخاص .
٢ - أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند .
٣ - أن تحيل العادة تواطئهم علي الكذب ( كأن يكونوا من بلاد مختلفة ، وأجناس مختلفة ، ومذاهب مختلفة ، وما شابه .. فقد يكثر عدد المخبرين ولا يثبت للخبر حكم التواتر ، وقد يقل العدد نسبيا ويثبت للخبر حكم التواتر ، علي حسب أحوال الرواة ) .
٤ - أن يكون مستند خبرهم الحس ، ( كقولهم سمعنا أو رأينا أو لمسنا أو .... ) .
حكمه
المتواتر يفيد العلم الضروري ، أي اليقيني ، الذي يضطر انسان إلي التصديق به تصديقا جازما كمن شاهد الأمر بنفسه ، فالمتواتر كله مقبول ، ولا حاجة للبحث عن أحوال رواته .
أقسامه
ينقسم الخبر المتواتر إلي قسمين ، هما : لفظي ومعنوي .
١ - المتواتر اللفظي : هو ما تواتر لفظه ومعناه .. مثل حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) رواه بضعة وسبعون صحابيا .
٢ - المتواتر المعنوي : هو ما تواتر معناه دون لفظه .. مثل أحاديث رفع اليدين في الدعاء ، فقد ورد عنه صلي الله عليه وسلم نحو مائة حديث ، كل حديث منها فيه أنه رفع يديه في الدعاء ، لكنها في قضايا مختلفة لم تتواتر ، والقدر المشترك بينها هو الرفع عند الدعاء ، تواتر بإعتبار مجموع الطرق .
من أشهر الأحاديث المتواترة : حديث الحوض ، وحديث المسح علي الخفين ، وحديث رفع اليدين في الصلاة ، وحديث نصر الله امرأ ، وغيرها كثير .. لكن الملاحظ أن الأحاديث المتواترة قليلة جدا بالقياس إلي أحاديث الآحاد .

روان أم المثنى
01/12/2008, 02:41 PM
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com16.gif



الأستاذ الكريم

عبد المنعم جبر

بارك الله فيك على هذا البيان المفيد

والنقل الممتاز المنتقى بعناية

أسأل الله أن يثيبك عليه خير الجزاء

اسمح لي أن أبين لمن يقرأ أول مرة هذه المصطلحات

معنى كلمة (طبقة)

فكثير من الناس يظن أن الطبقة هي الفترة الزمنية التي يعيشها الرواة

وهو فهم خاطئ، فمثلا الطبقة لا تحدد بعدد محدد من الأعوام

إذن فهي ليست فترة زمنية

مثال ذلك: أن محمدا وعبد الله يرويان عن علي وعلي يروي عن الحسن

الشيخ الأول هنا هو الحسن، والرواي عنه تلميذه علي

إذن علي طبقة والحسن طبقة قبله

بينما محمد وعبد الله كلاهما من طبقة واحدة لأنهما :

1- التقيا 2- سمعا من شيخ واحد

يمكن طبعا أن يختلف شيوخ عبد الله عن شيوخ محمد

لكن اشتراكهما في السماع عن شيخ أو عدد من الشيوخ

يجعلنا نقول أنهما من طبقة واحدة

ويسمون (الأقران) وهم بشكل عام متقاربون سنا

وأمثلة الطبقات

1/ طبقة الصحابة

2/ طبقة التابعين

3/ طبقة تابعي التابعين

وهذه الطبقات الثلاث هي أعلى الطبقات جميعا

نسأل الله أن ينفعنا بهذا الموضوع وأمثاله

وجزيت كل خير أستاذنا الكريم



http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com16.gif

عبد المنعم جبر عيسي
01/12/2008, 05:37 PM
وجزيت كل خير استاذة روان
شكرا للاضافة الرائعة ..
راجيا أن تبقى دائما بالجوار..
وبكل تأكيد وصلت دعوتك لاستاذنا للدكتور محمود..
تحياتى وتقديرى
أخوك

عبد المنعم جبر عيسي
06/12/2008, 04:36 AM
خبر الآحاد
قال الدكتور محمود الطحان :
الآحاد لغة جمع أحد بمعني الواحد ، وخبر الواحد هو ما يرويه شحص واحد . واصطلاحا : هو ما لم يجمع شروط المتواتر .
حكمه
يفيد العلم النظري ، أي العلم المتوقف علي النظر والإستدلال .
أقسامه بالنسبة إلي عدد طرقه
يقسم خبر الآحاد بالنسبة إلي عدد طرقه إلي ثلاثة أقسام :
١ - مشهور .
٢ - عزيز .
٣ - غريب .
وسأتكلم علي كل منها ببحث مستقل .

عبد المنعم جبر عيسي
07/12/2008, 10:23 AM
( أ ) - المشهور :
معناه لغة : اسم مفعول من " شهرت الأمر " إذا أعلنته وأظهرته ، وسمي بذلك لظهوره .
واصطلاحا : ما رواه ثلاثة فأكثر - في كل طبقة - ما لم يبلغ حد التواتر .
ومن أمثلته ، حديث : { إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه ... } " أخرجه الشيخان والترمذي وابن ماجه وأحمد " .
( ب ) - المستفيض :
معناه اللغوي : اسم فاعل من ( استفاض ) ، مشتق من " فاض الماء " وسمي بذلك لإنتشاره .
ومعناه الإصطلاحي : اختلف العلماء في تعريفه علي ثلاثة أقوال ، وهي :
١ - هو مرادف للمشهور .
٢ - هو أخص منه ، لأنه يشترط في المستفيض أن يستوي طرفا اسناده ، ولا يشترط ذلك في المشهور .
٣ - هو أعم منه ، أي عكس القول الثاني .
( ج ) - المشهور غير اصطلاحي :
ويقصد به ما اشتهر علي الألسنة ، من غير شروط تعتبر ، فيشمل :
١ - ما له اسناد واحد .
٢ - ما له أكثر من اسناد .
٣ - ما لا يوجد له اسناد أصلا .
أنواعه :
للمشهور غير اصطلاحي أنواع كثيرة ، أشهرها :
١ - مشهور بين أهل الحديث خاصة ، ومن أمثلته حديث أنس : { أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قنت شهرا بعد الركوع يدعو علي رعل وذكوان } " أخرجه الشيخان " .
٢ - مشهور بين أهل الحديث والعلماء والعوام ، ومن أمثلته : { المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده } " متفق عليه " .
٣ - مشهور بين الفقهاء ، ومثاله : { أبغض الحلال إلي الله الطلاق } " صححه الحاكم في المستدرك ، وأقره الذهبي لكن بلفظ : { ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق } " .
٤ - مشهور بين الأصوليين ، ومثاله حديث : { رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه } " صححه ابن حبان والحاكم " .
٥ - مشهور بين النحاة ، ومثاله حديث : { نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه } " لا أصل له " .
٦ - مشهو بين العامة ، ومثاله حديث : { العجلة من الشيطان } " أخرجه الترمذي وحسنه " .
حكم المشهور :
المشهور الإصطلاحي وغير الإصطلاحي لا يوصف بكونه صحيحا أو غير صحيح ، بل منه الصحيح ومنه الحسن والضعيف بل والموضوع ، ولكن إن صح المشهور الإصطلاحي تكون له ميزة ترجحه علي العزيز والغريب .

عبد المنعم جبر عيسي
15/12/2008, 03:20 PM
العزيز
نواصل قرائتنا لكتاب ( تيسير مصطلح الحديث ) للدكتور / محمود الطحان ، فنتحدث اليوم عن الحديث العزيز ، وهو ثاني أقسام خبر الآحاد ، فنقول :
تعريفه :
١ - لغة : هو صفة مشبهة من ( عز يعز ) ، بالكسر أي قل وندر ، أو من ( عز يعز ) بالفتح ، أي قوي واشتد ، وسمي بذلك : إما لقلة وجوده وندرته ، وإما لقوته بمجيئه من طريق آخر .
٢ - اصطلاحا : أن لا يقل رواته عن اثنين في جميع طبقات السند ( يعني أن لا يوجد في كل طبقة من طبقات السند أقل من اثنين ، فإن وجد في بعض طبقات السند ثلاثة فأكثر فلا يضر ، بشرط أن تبقي ولو طبقة واحدة فيها اثنان ، لأن العبرة لأقل طبقة من طبقات السند ( * ) ، وقال بعض العلماء : إن العزيز هو رواية اثنين أو ثلاثة ، فلم يفصلوه عن المشهور في بعض صوره ) .
من أمثلته :
ما رواه الشيخان من حديث أنس ، والبخاري من حديث أبي هريرة ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قال : { لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب اليه من والده وولده والناس أجمعين } " رواه البخاري ومسلم " .
ورواه عن أنس قتادة وعبد العزيز بن صهيب ، ورواه عن قتادة شعبة وسعيد ، ورواه عن عبد العزيز اسماعيل بن علية وعبد الوارث ، ورواه عن كل جماعة .
---------------
( * ) هذا هو الراجح كما قال الحافظ ابن حجر في مصنفه ( النخبة وشرحها ) ص ٢١ - ٢٤ .

عبد المنعم جبر عيسي
21/12/2008, 02:49 PM
الغريب
تعريفه اللغوي : هو صفة مشبهة بمعني المنفرد ، أو البعيد عن أقاربه .. والإصطلاحي : هو ما ينفرد بروايته راو واحد ( أي هو الحديث الذي يستقل بروايته شخص واحد ، اما في كل طبقة من طبقات السند ، أو في بعض طبقات السند ولو في طبقة واحدة ، ولا تضر الزيادة في باقي طبقات السند ، لأن العبرة للأقل ) .
أيضا يطلق كثير من العلماء علي الغريب اسما آخر هو ( الفرد ) علي أنهما مترادفان ، وفرق بعض العلماء بينهما ، فجعل كلا منهما نوعا مستقلا عن الآخر .. لكن الحافظ ابن حجر يعتبرهما مترادفان لغة واصطلاحا ، إلا أنه قال : ( إن أهل الإصطلاح غايروا بينهما من حيث كثرة الإستعمال وقلته ، ف ( الفرد ) أكثر ما يطلقونه علي ( الفرد المطلق ) ، و ( الغريب ) أكثر ما يطلقونه علي ( الفرد النسبي ) .
أقسامه :
يقسم الغريب بالنسبة لموضع التفرد فيه إلي قسمين ، هما : ( غريب مطلق ) و ( غريب نسبي ) .
١ - الغريب أو الفرد المطلق : هو ما كانت الغرابة في أصل سنده ، أي ما ينفرد بروايته شخص واحد في أصل سنده .. ( أصل السند هو طرفه الذي فيه الصحابي ، والصحابي حلقة من حلقات السند .. أي إذا تفرد الصحابي برواية الحديث ؛ فإن الحديث يسمي غريبا غرابة مطلقة ) .. ( * ) .
ومن أمثلته : حديث { إنما الأعمال بالنيات } " أخرجه الشيخان " تفرد به عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .. وقد يستمر هذا التفرد إلي آخر السند ، وقد يرويه عن ذلك المتفرد عدد من الرواة .
٢ - الغريب أو الفرد النسبي : هو ما كانت الغرابة في أثناء سنده ، أي أن يرويه أكثر من راو في أصل السند ؛ ثم ينفرد بروايته راو واحد عن أولئك الرواة .
ومن أمثلته : حديث مالك عن الزهري عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي صلي الله عليه وسلم { دخل مكة وعلي رأسه المغفر } " أخرجه الشيخان " ، تفرد به مالك عن الزهري .
وقد سمي هذا القسم باسم ( الغريب النسبي ) لأن التفرد وقع فيه بالنسبة إلي شخص معين .
أنواع الغريب النسبي :
هناك أنواع من الغرابة أو التفرد يمكن اعتبارها من الغريب النسبي ، لأن الغرابة فيها ليست مطلقة ، وإنما حصلت الغرابة فيها بالنسبة إلي شئ معين ، وهذه الأنواع هي :
( أ ) تفرد ثقة برواية الحديث ، كقولهم : لم يروه ثقة إلا فلان .
( ب ) تفرد راو معين عن راو معين ، كقولهم : تفرد به فلان عن فلان ، وإن كان مرويا من وجوه أخري عن غيره .
( ج ) تفرد أهل بلد أو أهل جهة ، كقولهم : تفرد به أهل مكة أو أهل الشام .
( د ) تفرد أهل بلد أو جهة عن أهل بلد أو جهة أخري ، كقولهم : تفرد به أهل البصرة عن أهل المدينة ، أو تفرد به أهل الشام عن أهل الحجاز .
تقسيم آخر له :
قسم العلماء الغريب من حيث غرابة السند أو المتن إلي :
( أ ) غريب متنا وإسنادا : وهو الحديث الذي تفرد برواية متنه راو واحد .
( ب ) غريب إسنادا لا متنا : كحديث روي متنه جماعة من الصحابة ، انفرد واحد بروايته عن صحابي آخر ، وفيه يقول الترمذي : غريب من هذا الوجه .
--------------------------------------------------------
( * ) يقول الدكتور / محمود الطحان : ( وأما ما فهمه الملا علي القاري من كلام الحافظ بن حجر عندما شرح أصل السند : " الموضع الذي يدور الإسناد عليه ويرجع ولو تعددت الطرق إليه ، وهو طرفه الذي فيه الصحابي ؛ من أن تفرد الصحابي لا يعد غرابة ، وتعليله ذلك بأنه ليس في الصحابة ما يوجب قدحا ، أو أن الصحابة كلهم عدول .. فما أظن أن ابن حجر أراد ذلك .. والله أعلم ، بدليل أنه عرف الغريب بقوله : " هو ما ينفرد بروايته شخص واحد في أي موضع وقع التفرد به من السند " أي ولو وقع التفرد في موضع الصحابي ، لأن الصحابي حلقة من حلقات السند .. والعلم عند الله تعالي ) ا . هـ .

عبد المنعم جبر عيسي
26/12/2008, 08:22 AM
ينقسم خبر الآحاد بأقسامه ( المشهور والعزيز والغريب ) بالنسبة إلي قوته وضعفه إلي قسمين :
( أ ) مقبول :
وهو ما ترجح صدق المخبر به ، وحكمه : وجوب الإحتجاج والعمل به .
( ب ) مردود :
وهو ما لم يترجح صدق المخبر به ، وحكمه : أنه لا يحتج به ولا يجب العمل بمقتضاه .
أقسام المقبول :
يقسم ( المقبول ) بالنسبة إلي تفاوت مراتبه إلي قسمين رئيسيين هما : صحيح وحسن ، وكل منهما يقسم إلي قسمين هما : لذاته ولغيره .. فتئول أقسام المقبول في النهاية إلي أربعة أقسام ، هي :
( ١ ) صحيح لذاته .
( ٢ ) حسن لذاته .
( ٣ ) صحيح لغيره .
( ٤ ) حسن لغيره .
أقسام ( المردود ) :
لقد قسم العلماء الخبر المردود إلي أقسام كثيرة ، بلغ بعضهم نيفا وأربعين قسما ، وأطلقوا علي كثير من تلك التقسيمات أسماء خاصة بهم ، ومنها ما لم يطلقوا عليها اسما خاصا بها ، بل سموها باسم عام هو ( الضعيف ) .. أما أسباب رد الحديث فكثيرة ، ترجع بالجملة إلي أحد سببين رئيسيين ، هما :
( أ ) سقط في الإسناد .
( ب ) طعن في الراوي .
وتحت كل من هذين السببين أنواع متعددة .
وسوف نتناول كل تلك الأقسام - بإذن الله تعالي - بشئ من التفصيل ؛ في قراءاتنا التالية .

عبد المنعم جبر عيسي
02/01/2009, 05:00 PM
الصحيح

تعريفه اللغوي : الصحيح مضاد السقيم ، وهو حقيقي في الأجسام ، مجاز في الحديث وسائر المعاني .. والإصطلاحي : ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلي منتهاه من غير شذوذ ولا علة .


شروطه :
هناك أمور يجب توافرها في الحديث حتي يكون صحيحا ، لو اختل شرط منها فلا يسمي الحديث صحيحا عندئذ .. وهذه الأمور هي :
( أ ) اتصال السند : أي أن يكون كل راو قد أخذه مباشرة عمن فوقه من أول السند وحتي منتهاه .
( ب ) عدالة الرواة : أي أن كل راو من رواته اتصف بكونه مسلما بالغا عاقلا غير فاسق وغير متهم في مروءته .
( ج ) ضبط الرواة : أي أن كل راو من رواته كان تام الضبط ، اما ضبط صدر أو ضبط كتاب .
( د ) عدم الشذوذ : أي أن لا يكون حديثا شاذا ، والشذوذ هو : مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه .
( هـ ) عدم العلة : أي أن لا يكون الحديث معلولا ، والعلة سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث ، مع أن ظاهره السلامة منه .


ومن أمثلة الحديث الصحيح :
ما أخرجه البخاري في صحيحه ، قال : ( حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : حدثنا مالك عن ابن شهاب ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالطور ) .


فهذا الحديث صحيح لأن :
( ١ ) سنده متصل : إذ أن كل راو من رواته سمعه من شيخه ، وأما عنعنة مالك وابن شهاب وابن جبير فمحمولة علي الإتصال لأنهم غير مدلسين .. ( العنعنة : رواية الحديث عن الشيخ بلفظ " عن " ، وسيأتي تفصيل حكمها بإذن الله تعالي ) .


( ٢ ) و ( ٣ ) ولأن رواته عدول ضابطون ، وهذه أوصافهم عند علماء الجرح والتعديل :
( أ ) عبد الله بن يوسف : ثقة متقن .
( ب ) مالك بن أنس : امام حافظ .
( ج ) ابن شهاب الزهري : فقيه حافظ متفق علي جلالته واتقانه .
( د ) محمد بن جبير : ثقة .
( هـ ) جبير بن مطعم : صحابي .


( ٤ ) ولأنه غير شاذ : إذ لم يعارضه ما هو أقوي منه .
( ٥ ) ولأنه ليس فيه علة من العلل .

حكمه :
وجوب العمل به بإجماع أهل الحديث ومن يعتد بهم من الأصوليين والفقهاء ، فهو حجة من حجج الشرع لا يسع المسلم ترك العمل به .

وردة أسماعيل أبوالحسن
02/01/2009, 10:01 PM
الاستاذ الكبير عبدالمنعم جبر

بداية احييك على هذا العمل الرائع

والشرح الوافى بعلم الحديث

وبرغم دراستى لهذا العلم وفقه السنة

الا اننى زادت معرفتى اكثر من خلال موضوعك الجميل

اعانك الله وأثابك على عملك

وتقبل منك ومنا خير العمل

عبد المنعم جبر عيسي
03/01/2009, 10:30 AM
الاستاذ الكبير عبدالمنعم جبر

بداية احييك على هذا العمل الرائع

والشرح الوافى بعلم الحديث

وبرغم دراستى لهذا العلم وفقه السنة

الا اننى زادت معرفتى اكثر من خلال موضوعك الجميل

اعانك الله وأثابك على عملك

وتقبل منك ومنا خير العمل

آمين ..
أرحب بك بمربدك استاذة وردة ..
وشكرا لمرورك الكريم ..
و ..

http://www.sa30di.com/vb/imgcache/10994.imgcache

عبد المنعم جبر عيسي
12/01/2009, 01:47 PM
ماذا يعني قولهم ( هذا حديث صحيح ) .. و ( هذا حديث غير صحيح ) .. ؟


١ - المراد بقولهم ( هذا حديث صحيح ) : أي أن الشروط الخمسة السابقة قد تحققت فيه ، لا أنه مقطوع بصحته في نفس الأمر ، لجواز النسيان والخطأ علي الثقة .
٢ - المراد بقولهم ( هذا حديث غير صحيح ) : أنه لم تتوفر فيه شروط الصحة الخمسة السابقة كلها أو بعضها ، لا أنه كذب في نفس الأمر ، لجواز اصابة من هو كثير الخطأ .


هل يمكن الجزم في اسناد ؛ أنه أصح الأسانيد مطلقا ؟


المختار أنه لا يجزم في اسناد أنه أصح الأسانيد مطلقا ، لأن تفاوت مراتب الصحة مبني علي تمكن الإسناد من شروط الصحة ، ويندر تحقق أعلي الدرجات في جميع شروط الصحة ، فالأولي الإمساك عن الحكم لإسناد أنه أصح الأسانيد مطلقا ، ومع ذلك فقد نقل عن بعض الأئمة قولهم في أصح الأسانيد ، والظاهر أن كل امام رجح ما قوي عنده .. ( أورد الدكتور محمود الطحان بعضا منها كنماذج ) .


أول مصنف في الصحيح المجرد :


أول مصنف في الصحيح المجرد صحيح البخاري ، ثم صحيح مسلم ، وهما أصح الكتب بعد القرآن ، وقد أجمعت الأمة علي تلقي كتابيهما بالقبول .


أيهما أصح ؟


البخاري أصحهما ، وأكثرهما فوائد ، لأن أحاديث البخاري أشد اتصالا وأوثق رجالا ، ولأن فيه من الإستنباطات الفقهية والنكت الحكمية ما ليس في صحيح مسلم .. وكون صحيح البخاري أصح من صحيح مسلم انما هو باعتبار المجموع ، وإلا فقد يوجد في بعض أحاديث مسلم ما هو أقوي من بعض الأحاديث في البخاري .. وقيل : صحيح مسلم أصح .. والصواب هو القول الأول .


هل استوعب المصنفان الصحيح ، كل الصحيح ؟


لا .. لم يستوعباه .. قال البخاري : " ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول " .. وقيل في بعض الروايات " لملال الطول " .. والمعني ( أنه ترك رواية كثير من الأحاديث الصحيحة في كتابه خشية أن يطول الكتاب فيمله الناس ) .
وقال مسلم : " ليس كل شئ عندي صحيح وضعته هاهنا ، إنما وضعت ما أجمعوا عليه " .


هل فاتهما - البخاري ومسلم - الكثير من الصحيح في مصنفيهما ؟


قال الحافظ ابن الأخرم : لم يفتهما إلا القليل .. وأنكر هذا القول عليه .
والصحيح أنهما فاتهما من الحديث الصحيح الشئ الكثير ، فقد نقل عن البخاري أنه قال : " ما تركت من الصحاح أكثر .. " وقال : " أحفظ مائة ألف حديث صحيح ، ومائتي ألف حديث غير صحيح " .


أين نجد بقية الأحاديث الصحيحة التي فاتت البخاري ومسلما ؟


نجدها في الكتب المعتمدة المشهورة كصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم والسنن الأربعة وسنن الدارقطني والبيهقي وغيرها .
يقول الدكتور محمود الطحان : " ولا يكفي وجود الحديث في هذه الكتب ، بل لابد من التنصيص علي صحته ، إلا في كتاب من شرط الإقتصار علي اخراج الصحيح كصحيح ابن خزيمة " .

عبد المنعم جبر عيسي
28/01/2009, 06:15 AM
الكلام علي مستدرك الحاكم وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان :

مستدرك الحاكم :
هو كتاب ضخم من كتب الحديث ، وذكر مؤلفه فيه الأحاديث الصحيحة التي علي شرط الشيخين أو علي شرط أحدهما ، ولم يخرجاها ، كما ذكر الأحاديث الصحيحة عنده وإن لم تكن علي شرط أحدهما ، معبرا عنها بأنها صحيحة الإسناد ، وربما ذكر بعض الأحاديث التي لم تصح لكنه نبه عليها ، وهو متساهل في التصحيح .. فينبغي أن يتتبع ويحكم علي أحاديثه بما يليق بحالها ، ولقد تتبعه الذهبي وحكم علي معظم أحاديثه بما يليق بحالها ، ولا يزال الكتاب بحاجة إلي تتبع وعناية .
صحيح ابن حبان :
هذا الكتاب ترتيبه مخترع ، فليس مرتبا علي الأبواب ولا علي المسانيد ولهذا أسماه ( التقاسيم والأنواع ) ، والكشف علي الحديث في هذا الكتاب عسير جدا ، وقد رتبه بعض المتأخرين ( * ) ومصنفه متساهل في الحكم علي الحديث بالصحة لكنه أقل تساهلا من الحاكم ( تدريب الراوي ١ / ١٠٩ ) .
صحيح ابن خزيمة :
هو أعلي مرتبة من صحيح ابن حبان لشدة تحريه ، حتي أنه يتوقف في التصحيح لأدني كلام في الإسناد ( المصدر السابق ونفس الصفحة ) .
--------------------------------------------
( * ) هو الأمير علاء الدين أبو الحسن علي بن بلبان المتوفي سنة ٧٣٩ هـ وسمي ترتيبه ( الإحسان في تقريب ابن حبان ) .

عبد المنعم جبر عيسي
30/01/2009, 06:08 PM
المستخرجات علي الصحيحين

١ - موضوع المستخرج :
هو أن يأتي المصنف إلي كتاب من كتب الحديث فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب ، فيجتمع معه في شيخه أو من فوقه .
٢ - أشهر المستخرجات علي الصحيحين :
( أ ) المستخرج لأبي بكر الإسماعيلي علي البخاري .
( ب ) المستخرج لأبي عوانة الاسفراييني علي مسلم .
( ج ) المستخرج لأبي نعيم الأصبهاني علي كل منهما .
٣ - هل التزم أصحاب المستخرجات فيها موافقة الصحيحين في الألفاظ ؟
لم يلتزم مصنفوها موافقتهما في الألفاظ ، لأنهم انما يروون الألفاظ التي وصلتهم من طريق شيوخهم ، لذلك فقد حصل تفاوت قليل في بعض الألفاظ .
كذلك ما أخرجه المؤلفون القدامي في تصانيفهم المستقلة كالبيهقي والبغوي وشبههما قائلين : " رواه البخاري " أو " رواه مسلم " فقد وقع في بعضه تفاوت في المعني وفي الألفاظ ، فمرادهم من قولهم : " رواه البخاري ومسلم " أنهما رويا أصله .
٤ - هل يجوز أن ننقل منها ( المستخرجات ) حديثا ونعزوه إليهما ( البخاري ومسلم ) ؟
أجاب الدكتور محمود الطحان علي هذا السؤال ، قال فضيلته :
بناء علي ما تقدم ؛ فلا يجوز لشخص أن ينقل من المستخرجات أو الكتب المذكورة آنفا ويقول : رواه البخاري أو مسلم إلا بأحد أمرين :
١ - أن يقابل الحديث بروايتهما .
٢ - أو يقول صاحب المستخرج أو المصنف : ( أخرجاه بلفظه ) .
٥ - فوائد المستخرجات علي الصحيحين :
للمستخرجات علي الصحيحين فوائد كثيرة تقارب العشرة ، ذكرها السيوطي في تدريبه ( ١ / ١١٥ و ١١٦ ) ، لخصها الدكتور الطحان كما يلي :
( أ ) علو الإسناد : لأن مصنف المستخرج لو روي حديثا من طريق البخاري مثلا لوقع أنزل من الطريق الذي رواه به في المستخرج .
( ب ) الزيادة في قدر الصحيح : لما يقع من ألفاظ زائدة وتتمات في بعض الأحاديث .
( ج ) القوة بكثرة الطرق : وفائدتها الترجيح عند المعارضة .
٦ - ما هو المحكوم بصحته مما رواه الشيخان ؟
مر بنا أن البخاري ومسلما لم يدخلا في صحيحيهما إلا ما صح ، وأن الأمة تلقت كتابيهما بالقبول .. فما هي الأحاديث المحكوم بصحتها ، والتي تلقتها الأمة بالقبول يا تري ؟
والجواب هو :
أن ما روياه بالإسناد المتصل فهو المحكوم بصحته ، وأما ما حذف من مبدأ اسناده راو أو أكثر - ويسمي المعلق ( سيأتي تفصيله فيما بعد ) ، وهو في البخاري كثير ، لكنه في تراجم الأبواب ومقدماتها ، ولا يوجد شئ منه في صلب الأبواب البتة ، أما في مسلم فليس فيه من ذلك إلا حديث واحد في باب التيمم لم يصله في موضع آخر - فحكمه كما يلي :
( أ ) فما كان منه بصيغة الجزم : كقال وأمر وذكر ، فهو حكم بصحته عن المضاف اليه .
( ب ) وما لم يكن فيه جزم : كيروي ويذكر ويحكي ، وروي وذكر ، فليس فيه حكم بصحته عن المضاف اليه ، ومع ذلك فليس فيه حديث واه لإدخاله في الكتاب المسمي بالصحيح .

عبد المنعم جبر عيسي
04/02/2009, 04:01 PM
مراتب الصحيح :

مر بنا أن بعض العلماء ذكروا أصح الأسانيد عندهم ، فبناء علي ذلك وعلي تمكن باقي شروط الصحة يمكن أن يقال ان للحديث الصحيح مراتب :
( أ ) فأعلي مراتبه ما كان مرويا باسناد من أصح الأسانيد ، كمالك عن نافع عن ابن عمر .
( ب ) ودون ذلك رتبة ما كان مرويا من طريق رجال هم أدني من رجال الإسناد الأول ، كرواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس .
( ج ) ودون ذلك رتبة ما كان من رواية من تحققت فيهم أدني ما يصدق عليهم وصف الثقة ، كرواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة .
ويلتحق بهذه التفاصيل تقسيم الحديث الصحيح إلي سبع مراتب ، وهي :
١ - ما اتفق عليه البخاري ومسلم ( وهو أعلي المراتب ) .
٢ - ثم ما انفرد به البخاري .
٣ - ثم ما انفرد به مسلم .
٤ - ثم ما كان علي شرطهما ولم يخرجاه .
٥ - ثم ما كان علي شرط البخاري ولم يخرجه .
٦ - ثم ما كان علي شرط مسلم ولم يخرجه .
٧ - ثم ما صح عند غيرهما من الأئمة كابن خزيمة وابن حبان مما لم يكن علي شرطهما .

شرط الشيخين :

لم يفصح الشيخان عن شرط شرطاه أو عيناه زيادة علي الشروط المتفق عليها في الصحيح ، لكن الباحثين من العلماء ظهر لهم من التتبع والإستقراء لأساليبهما ما ظنه كل منهم أنه شرطهما أو شرط واحد منهما .
وأحسن ما قيل في ذلك أن المراد بشرط الشيخين أو أحدهما أن يكون الحديث مرويا من طريق رجال الكتابين أو أحدهما مع مراعاة الكيفية التي التزمها الشيخان في الرواية عنهم .

معني قولهم ( متفق عليه ) :

إذا قال علماء الحديث عن حديث : ( متفق عليه ) فمرادهم اتفاق الشيخين علي صحته لا اتفاق الأمة ، إلا أن ابن الصلاح قال : ( لكن اتفاق الأمة عليه لازم من ذلك وحاصل معه ، لإتفاق الأمة علي تلقي ما اتفقا عليه بالقبول ) " علوم الحديث ص ٢٤ " .

هل يشترط في الصحيح أن يكون عزيزا ؟

أجاب عن هذا السؤال الأستاذ الدكتور محمود الطحان ، فقال فضيلته :
الصحيح أنه لا يشترط في الصحيح أن يكون عزيزا ، بمعني أن يكون له اسنادان ، لأنه يوجد في الصحيحين وغيرهما أحاديث صحيحة وهي غريبة ، وزعم بعض العلماء ذلك كأبي علي الجبائي المعتزلي والحاكم ، وقولهم هذا خلاف ما اتفقت عليه الأمة . " تيسير مصطلح الحديث ص ٣٦ " .

عبد المنعم جبر عيسي
20/02/2009, 11:47 AM
الحسن

- تعريفه :
لغة : هو صفة مشبهة من ( الحسن ) بمعني الجمال .. واصطلاحا : اختلف العلماء في تعريف الحسن نظرا لأنه متوسط بين الصحيح والضعيف ، ولأن بعضهم عرف أحد قسميه .. ( وقد ذكر الدكتور محمود الطحان بعض تلك التعريفات .. ثم قال : سأذكر ما أراه أوفق من غيره ) .
قلت ( الدكتور الطحان ) : فكأن الحسن عند ابن حجر هو الصحيح اذا خف ضبط رواتة ، أي قل ضبطه ، وهو خير ما عرف به الحسن ، أما تعريف الخطابي فعليه انتقادات كثيرة ، وأما الترمذي فقد عرف أحد قسمي الحسن وهو الحسن لغيره . والأصل في تعريفه أن يعرف الحسن لذاته .. لأن الحسن لغيره ضعيف في الأصل ارتقي إلي مرتبة الحسن لانجباره بتعدد طرقه ..
ثم اختار فضيلته تعريف الحسن بناء علي ما عرفه به ابن حجر فقال : ( هو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه عن مثله إلي منتهاه من غير شذوذ ولا عله ) .
حكمه :
هو كالصحيح في الإحتجاج به ، وإن كان دونه في القوة ، لذلك احتج به جميع الفقهاء وعملوا به .. وعلي الإحتجاج به معظم المحدثين والأصولين ، إلا من شذ من المتشددين .. وقد أدرجه بعض المتساهلين في نوع الصحيح كالحاكم وابن حبان وابن خزيمة ، مع قولهم بأنه دون الصحيح المبين أولا .. ( انظر تدريب الراوي ج ١ ص ١٦٠ ) .
مراتبه :
كما أن للصحيح مراتب يتفاوت بها بعض الصحيح عن بعض ، فإن للحسن مراتب ، جعلها الذهبي مرتبتين :

١ - فأعلي مراتبه : بهز بن حكيم عن أبيه عن جده .. وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده .. وابن اسحاق عن التيمي .. وأمثال ذلك مما قيل أنه صحيح ، وهو من أدني مراتب الصحيح .
٢ - ثم بعد ذلك ما اختلف في تحسينه وتضعيفه : كحديث الحارث بن عبد الله ، وعاصم بن ضمرة وحجاج بن أرطأة ونحوهم .

عبد المنعم جبر عيسي
21/03/2009, 09:22 AM
مرتبة قولهم : ( هذا حديث صحيح الإسناد ) أو ( حسن الإسناد ) :

قال الدكتور / محمود الطحان :
( أ ) قول المحدثين : ( هذا حديث صحيح الإسناد ) دون قولهم ( هذا حديث صحيح ) .
( ب ) وكذلك قولهم : ( هذا حديث حسن الإسناد ) دون قولهم : ( هذا حديث حسن ) ، لأنه قد يصح أو يحسن الإسناد دون المتن لشذوذ أو علة .. فكأن المحدث إذا قال : ( هذا حديث صحيح ) قد تكفل لنا بتوفر شروط الصحة الخمسة في هذا الحديث .. أما إذا قال : ( هذا حديث صحيح الإسناد ) فقد تكفل لنا بتوفر شروط ثلاثة فقط من شروط الصحة ، وهي : اتصال السند وعدالة الرواة وضبطهم ، أما نفي الشذوذ ونفي العلة عنه فلم يتكفل بهما لأنه لم يتثبت منهما .
ولكن لو اقتصر حافظ معتمد علي قوله : ( هذا حديث صحيح الإسناد ) ولم يذكر له علة فالظاهر صحة المتن ، لأن الأصل عدم العلة وعدم الشذوذ .
معني قول الترمذي وغيره : ( حديث حسن صحيح ) :
ان ظاهر هذه العبارة مشكل ، لأن الحسن يتقاصر عن درجة الصحيح ، فكيف يتم الجمع بينهما مع تفاوت مرتبتهما ؟ ولقد أجاب العلماء عن مقصود الترمذي من هذه العبارة بأجوبة متعددة ، أحسنها ما قاله الحافظ ابن حجر وارتضاه السيوطي ، ولخصه الدكتور الطحان فيما يلي :
( أ ) ان كان للحديث اسنادان أو أكثر ، فالمعني " حسن باعتبار اسناد ، صحيح باعتبار اسناد آخر " .
( ب ) وان كان له اسناد واحد فالمعني " حسن عند قوم ، صحيح عند قوم آخرين " .
فكأن القائل يشير إلي الخلاف بين العلماء في الحكم علي هذا الحديث ، أو لم يترجح لديه الحكم بأحدهما .
تقسيم البغوي :
درج الامام البغوي في كتابه ( المصابيح ) ( * ) علي اصطلاح خاص له ، هو أنه يرمز إلي الأحاديث التي في الصحيحين أو أحدهما بقوله ( صحيح ) ، وإلي الأحاديث التي في السنن الأربعة بقوله ( حسن ) .. رأي الدكتور الطحان أنه اصطلاح لا يستقيم مع الاصطلاح العام لدي المحدثين ، لأن في السنن الأربعة الصحيح والحسن والضعيف والمنكر ، لذلك نبّه ابن الصلاح والنووي علي ذلك ، فينبغي علي القارئ في كتاب ( المصابيح ) أن يكون علي علم من اصطلاح البغوي الخاص في هذا الكتاب عند قوله عن الأحاديث ( صحيح ) أو ( حسن ) .
من مظنات ( ** ) الحسن :
لم يفرد العلماء كتبا خاصة بالحديث الحسن المجرد كما أفردوا الصحيح المجرد في كتب مستقلة لكن هناك كتبا يكثر فيها وجود الحديث الحسن ، من أشهر هذه الكتب :
( أ ) جامع الترمذي : المشهور بـ " سنن الترمذي " : ( حسن في معرفة معرفة الحسن ، والترمذي هو الذي شهره في هذا الكتاب وأكثر من ذكره .. لكن ينبغي التنبه إلي أن نسحه تختلف في قوله : ( حسن صحيح ) ونحوه ، فعلي طالب الحديث العناية باختيار النسحة المحققة والمقابلة علي أصول معتمدة .
( ب ) سنن أبي داوود : فقد ذكر في رسالته إلي أهل مكة : أنه يذكر فيه الصحيح وما يشبهه ويقاربه ، وما كان فيه وهن شديد بيّنه ، وما لم يذكر فيه شيئا فهو صالح . فبناء علي ذلك ، إذا وجدنا فيه حديثا لم يبين هو ضعفه ، ولم يصححه أحد من الأئمة المعتمدين فهو حسن عند أبي داوود .
( ج ) سنن الدارقطني : فقد نص الدارقطني علي كثير منه في هذا الكتاب .
------------------------------------------------
( * ) اسم الكتاب الكامل ( مصابيح السنة ) ، وهو كتاب جمع فيه مؤلفه احاديث منتقاة من الصحيحين والسنن الأربعة وسنن الدارمي ، وهو الذي زاد عليه وهذبه الخطيب التبريزي وسماه " مشكاة المصابيح " .
( ** ) مظنات : جمع مظنة بكسر الظاء ، ومظنة الشئ معدنه وموضعه ، فيكون معني العنوان : ( موضع وجود الحسن ) .

روان أم المثنى
02/04/2009, 10:47 AM
http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif
الأخ الفاضل


عبد المنعم جبر


متعك الله بالصحة والإيمان


مجددا أتابع معكم هذا الكتاب الرائع المفيد


فمن الجميل أن تستعاد هذه السطور إلى الذاكرة


وجميل أن نجد من يبذل مثل هذا الجهد ليضيء لنا بعض ما أشكل على الكثير فهمه


ومن ذلك من يخلط بين ما يرويه البخاري في صحيحه أو في الأدب المفرد أو الكبير


ومن يعزو إلى المستخرجات دون فهم أو دراية


لذا فمثل هذه الموضوعات هامة هامة هامة يجدر بنا متابعتها والاستفادة منها


سدد الله خطاك



http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif

عبد المنعم جبر عيسي
07/04/2009, 10:03 AM
http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif

الأخ الفاضل


عبد المنعم جبر


متعك الله بالصحة والإيمان


مجددا أتابع معكم هذا الكتاب الرائع المفيد


فمن الجميل أن تستعاد هذه السطور إلى الذاكرة


وجميل أن نجد من يبذل مثل هذا الجهد ليضيء لنا بعض ما أشكل على الكثير فهمه


ومن ذلك من يخلط بين ما يرويه البخاري في صحيحه أو في الأدب المفرد أو الكبير


ومن يعزو إلى المستخرجات دون فهم أو دراية


لذا فمثل هذه الموضوعات هامة هامة هامة يجدر بنا متابعتها والاستفادة منها


سدد الله خطاك




http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif

الأخت الكريمة الغالية / أم المثنى ..
حضورك ومتابعتك وتوجيهك لى شرف عظيم أفخر به وأعتز ..
شكر الله لك .. وجعله فى ميزان حسناتك ..
قريبا جدا باذن الله تعالى نواصل ما بدأناه ..
أسأل الله العلى القدير أن يتم علينا عملنا ثم يتقبله منا خالصا لوجهه الكريم ..
جزيت الجنة أيتها الكريمة الفاضلة ..
أخوك .

عبد المنعم جبر عيسي
09/05/2009, 09:20 PM
الصحيح لغيره

تعريفه : ( * )
هو الحسن لذاته إذا رُوى من طريق آخر مثله أو أقوى منه .
وسُمى صحيحا لأن الصحة لم تأت من ذات السند ، وإنما جاءت من انضمام غيره له .


مرتبته :
هو أعلى مرتبة من الحسن لذاته ، ودون الصحيح لذاته .


مثاله :
حديث ( محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لولا أن أشق على أُمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ) ( 1 ) .
قال بن الصلاح : ( فمحمد بن عمرو بن علقمة من المشهورين بالصدق والصيانة ، لكنه لم يكن من أهل الإتقان ؛ حتى ضعَّفه بعضهم من جهة سوء حفظه ، ووثَّقه بعضهم لصدقه وجلالته ، فحديثه من هذه الجهة حسن ، فلما انضم اليه كونه رُوى من أوجه أُخر زال بذلك ما كنا نخشاه عليه من جهة سوء الحفظ ، وانجبر به ذلك النقص اليسير فصح هذا الإسناد ، والتحق بدرجة الصحيح ) ( 2 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
( * ) الدكتور / محمود الطحان – فى كتابه ( تيسير مصطلح الحديث ) ص 40 .
( 1 ) أخرجه الترمذى فى كتاب الطهارة ، وأخرجه الشيخان من طريق بن الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة .
( 2 ) علوم الحديث ص 31 ، 32 .

عبد المنعم جبر عيسي
16/05/2009, 12:08 PM
الحسن لغيره :
تعريفه :
هو الضعيف إذا تعددت طرقه ، ولم يكن سبب ضعفه فسق الراوى ، أو كذبه .
قال الدكتور محمود الطحان : ( يستفاد من هذا التعريف أن الضعيف يرتقى إلى درجة الحسن لغيره بأمرين هما :
( أ ) أن يروى من طريق آخر فأكثر ، على أن يكون الطريق الآخر مثله أو أقوى منه .
( ب ) أن يكون سبب ضعف الحديث إما سوء حفظ راويه أو انقطاع فى سنده أو جهالة فى رجاله ) ا.هـ .
مرتبته :
الحسن لغيره أدنى مرتبة من الحسن لذاته .
ويبنى على ذلك أنه لو تعارض الحسن لذاته مع الحسن لغيره ؛ قُدِّم الحسن لذاته .
حكمه :
هو من المقبول الذى يحتج به .
مثاله :
( ما رواه الترمذى وحسنه من طريق شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه : أن امرأة من بنى فزارة تزوجت على نعلين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرضيت عن نفسك ومالك بنعلين ؟ قالت : نعم .. فأجاز ) .
قال الترمذى : ( وفى الباب عن عمر وأبى هريرة وعائشة وأبى حدرد ) .
فعاصم ضعيف لسوء حفظه ، وقد حسَّن له الترمذى هذا الحديث لمجيئه من غير وحه . ( * ) .

( * ) تيسيير مصطلح الحديث : للدكتور محمود الطحان ، ص 41 .

عبد المنعم جبر عيسي
23/05/2009, 02:56 PM
خبر الآحاد المقبول المحتف بالقرائن
قال الدكتور محمود الطحان : ( فى ختام أقسام المقبول المحتف بالقرائن – والمراد بالمحتف بالقرائن أى الذى أحاط به واقترن به من الأمور الزائدة على ما يتطلبه المقبول من الشروط – وهذه الأمور الزائدة التى تقترن بالخبر المقبول تزيده قوة وتجعل له ميزة على غيره من الأخبار المقبولة الأخرى الخالية من تلك الأمور الزائدة ، وترجحه عليه .
أنواعه :
الخبر المحتف بالقرائن أنواع ، أشهرها :
( أ ) ما أخرجه الشيخان فى صحيحيهما مما لم يبلغ حد التواتر ، فقد احتف به قرائن ذكر الشيخ منها :
· جلالتهما فى هذا الشأن .
· تقدمهما فى تمييزالصحيح على غيرهما .
· تلقى العلماء لكتابيهما بالقبول ، وهذا التلقى وحده أقوى فى افادة العلم من مجرد كثرة الطرق القاصرة على التواتر .
( ب ) المشهور اذا كانت له طرق متباينة سالمة كلها من ضعف الرواة والعلل .
( جـ ) الخبر المسلسل بالأئمة الحفاظ المتقنين حيث لا يكون غريبا .. ( كالحديث الذى يرويه الامام أحمد عن الامام الشافعى ويرويه الشافعى عن الامام مالك ويشارك الامام أحمد غيره فى الرواية عن الامام الشافعى ، ويشارك الامام الشافعى كذلك غيره فى الرواية عن الامام مالك .
حكمه :
هو أرجح من أى خبر مقبول من أخبار الآحاد ، فلو تعارض الخبر الحتف بالقرائن مع غيره من الأخبار المقبولة قُدم الخبر المحتف بالقرائن .

روان أم المثنى
23/05/2009, 07:21 PM
http://img411.imageshack.us/img411/8938/65020911181141528qg8.gif


الأستاذ الكريم

عبد المنعم جبر

بارك الله فيك

على هذه المثابرة الطيبة

وأسأل الله أن يجعل هذه السطور في ميزان حسناتك

أود الإشارة (في باب خبر الآحاد المحتف بالقرائن)

إلى مراجعة القارئ

لأنواع خبر الآحاد (كالعزيز والمستفيض والغريب)

حتى يتبين شرط قبول خبر الآحاد على وجهه الصحيح

بارك الله في كاتبه وقارئه آمين


http://img411.imageshack.us/img411/8938/65020911181141528qg8.gif

عبد المنعم جبر عيسي
27/05/2009, 03:36 PM
http://img411.imageshack.us/img411/8938/65020911181141528qg8.gif




الأستاذ الكريم


عبد المنعم جبر


بارك الله فيك


على هذه المثابرة الطيبة


وأسأل الله أن يجعل هذه السطور في ميزان حسناتك


أود الإشارة (في باب خبر الآحاد المحتف بالقرائن)


إلى مراجعة القارئ


لأنواع خبر الآحاد (كالعزيز والمستفيض والغريب)


حتى يتبين شرط قبول خبر الآحاد على وجهه الصحيح


بارك الله في كاتبه وقارئه آمين




http://img411.imageshack.us/img411/8938/65020911181141528qg8.gif

وأسأل الله لك مثل ما سألت لى ..
وأزيد عليه أن يبارك لنا فيك .. علما وقلما ..
ومعك كل الحق أختاه ..
فقد تناولت هذا الأمر فى المشاركات 8 و 9 و 10 من قرائتى للكتاب ، وتناولى لأقسام خبر الآحاد .. ويمكن للقارىء الكريم مراجعتها ..
ولمن أراد التفصيل .. يمكنه مراجعة كتاب ( تيسيير مصطلح الحديث ) للأستاذ الدكتور محمود الطحان .. أو غيره من المصادر ..
تحيتى وتقديرى .
أخوك

عبد المنعم جبر عيسي
27/05/2009, 03:44 PM
الخبر المقبول
قسَّم الأستاذ الدكتور / محمود الطحان فى كتابه ( تيسيير مصطلح الحديث ) الخبر باعتبار وصوله الينا – من حيث القوة والضعف - إلى ثلاثة أقسام ، مقبول ومردود وخبر مشترك بين المقبول والمردود .. وفى الفصل الثانى من كتابه المذكور قسَّمَ فضيلته الخبر المقبول الى قسمين ، وتناوله فى مبحثين .
فى المبحث الأول ذكر أقسام الخبر المقبول وأنه يتفاوت فى مراتبه الى قسمين رئيسيين ؛ هما : الصحيح و الحسن ، وقسَّمَ كل منهما الى قسمين آخرين ، هما : لذاته و لغيره .. وقد تناولنا هذه الأقسام الأربعة فى قراءاتنا السابقة للكتاب ، فذكرنا تعريفا لكل قسم منها وشروطه وأمثلته وحكمه .
وفى المبحث الثانى ؛ ذكر فضيلته أن الخبر المقبول ينقسم الى قسمين ؛ من حيث حكم العمل به ، هما معمول به وغير معمول .. وما ينبثق عن ذلك من نوعين آخرين من علوم الحديث ، هما : ( المحكم ومختلف الحديث ) و ( الناسخ والمنسوخ ) .
وهذا هو موضوع قراءاتنا القادمة بإذن الله تعالى للمبحث الثانى من الفصل الثانى للكتاب ..


والله المستعان .

عبد المنعم جبر عيسي
01/06/2009, 10:58 PM
المحكم ومختلف الحديث
قال الدكتور محمود الطحان :
ينقسم الخبر المقبول إلى قسمين : معمول به وغير معمول ، وينبثق عن ذلك نوعان من أنواع الحديث هما : ( المحكم ومختلف الحديث ) و ( الناسخ والمنسوخ ) .

* * * * *
1- تعريف المحكم :
( أ ) لغة : اسم مفعول من أحكم بمعنى أتقن .
( ب ) اصطلاحا : هو الحديث المقبول الذى سلم من معارضة مثله .
وأكثر الأحاديث من هذا النوع ، وأما الأحاديث المتعارضة فهى قليلة بالنسبة لمجموع الأحاديث .
2 – تعريف مختلف الحديث :
( أ ) لغة : هو اسم فاعل من الإختلاف ، ضد الإتفاق .. ومعنى مختلف الحديث أى الأحاديث التى تصلنا ويخالف بعضها بعضا فى المعنى .
( ب ) اصطلاحا : هو الحديث المقبول المعَارَض بمثله ؛ مع امكان الجمع بينهما .
أى هو الحديث الصحيح أو الحسن الذى يجىء حديث آخر مثله فى المرتبة والقوة ويناقضه فى المعنى ظاهرا ، ويمكن لأولى العلم والفهم الثاقب الجمع بين مدلوليهما بشكل مقبول .
3 – مثال المختلف :
( أ ) حديث : ( لا عدوى ولا طيرة ) الذى أخرجه مسلم ... مع :
( ب ) حديث : ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) الذى رواه البخارى .
فهذان حديثان صحيحان ظاهرهما التعارض ، لأن الأول ينفى العدوى والثانى يثبتها .. وقد جمع العلماء بينهما ووفقوا بين معناهما على وجوه متعددة .. ذكر منه الدكتور محمود الطحان ما اختاره الحافظ بن حجر ، ومفاده مايلى :
1 – كيفية الجمع :
وكيفية الجمع بين هذين الحديثين أن يقال : ان العدوى منفية وغير ثابتة ، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يعدى شىء شيئا .. ) ( * ) ، وقوله لمن عارضه بأن البعير الأجرب يكون بين الابل الصحيحة فيخالطها فتجرب : ( فمن أعدى الأول ) ؟ ( ** ) يعنى أن الله تعالى ابتدأ ذلك المرض فى الثانى كما ابتدأه فى الأول .. وأما الأمر بالفرار من المجذوم فمن باب سد الذرائع ، أى لئلا يتفق للشخص الذى يخالط ذلك المجذوم حصول شىء له من ذلك المرض بتقدير الله تعالى ابتداء لا بالعدوى المنفية ، فيظن أن ذلك كان سبب مخالطته له ، فيعتقد صحة العدوى ، فيقع فى الإثم ، فأمر بتجنب المجذوم دفعا للوقوع فى هذا الإعتقاد ؛ الذى يسبب الوقوع فى الإثم .
4 – ماذا يجب على من وجد حديثين مقبولين متعارضين ؟
قال الدكتور الطحان :
عليه ( *** ) أن يتبع المراحل الآتية :
( أ ) اذا أمكن الجمع بينهما : تعين الجمع ، ووجب العمل بهما .
( ب ) اذا لم يمكن الجمع بوجه من الوجوه :
1 – فإن علم أحدهما ناسخا : قدمناه وعملنا به وتركنا المنسوخ .
2 – وان لم يعلم ذلك : رجحنا أحدهما على الآخر بوجه من وجوه الترجيح التى تبلغ خمسين وجها أو أكثر ، ثم عملنا بالراجح .
3 – وان لم يترجح أحدهما على الآخر - وهو نادر - توقفنا عن العمل بهما حتى يظهر لنا مرجح .
5 - أشهر المصنفات فيه :
1 – اختلاف الحديث : للأمام الشافعى ، وهو أول من تكلم وصنف فيه .
2 - تأويل مختلف الحديث : لابن قتيبة ، عبد الله بن مسلم .
3 – مشكل الآثار : للطحاوى ، أبى جعفر أحمد بن سلامة .
-------------------------
( * ) الترمذى فى كتاب القدر جـ 4 ص 450 وأخرجه أحمد .
( ** ) البخارى فى كتاب الطب جـ 10 ص 171 مع فتح البارى ، وأخرجه مسلم وأبو داوود وأحمد .
( *** ) ثم استطرد الدكتور الطحان قائلا :
وهذا الفن من أهم علوم الحديث ، اذ يضطر الى معرفته جميع العلماء ، وانما يكمل له ويمهر فيه الأئمة الجامعون بين الحديث والفقه والأصوليون الغواصون على المعانى الدقيقة ، وهؤلاء هم الذين لا يشكل عليهم منه الا النادر .. وتعارض الأدلة قد شغل العلماء ، وفيه ظهرت موهبتهم ودقة فهمهم وحسن اختيارهم ، كما زلت فيه أقدام من خاض غماره من بعض المتطفلين على موائد العلماء .

عبد المنعم جبر عيسي
09/06/2009, 08:11 PM
ناسخ الحديث ومنسوخه
قال الدكتور محمود الطحان :
النسخ لغة له معنيان : الإزالة ؛ ومنه نسخت الشمس الظل أى أزالته .. والنقل ؛ ومنه نسخت الكتاب ، اذا نقلت ما فيه .
فكأن الناسخ قد أزال المنسوخ أو نقله الى حكم آخر .
واصطلاحا : رفع الشارع حكما منه متقدما بحكم منه متأخر .
ثم استطرد فضيلته قائلا :
ومعرفة ناسخ الحديث من منسوخه فن مهم صعب .. قال الزهرى : ( أعيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ الحديث من منسوخه ) .. وأشهر من تميز فى هذا الفن هو الامام الشافعى وكانت له اليد الطولى والسابقة الأولى .. قال الأمام أحمد لابن وارة - وقد قدم من مصر - : كتبت كتب الشافعى ؟ قال : لا ، قال فرطت ، ما علمنا المجمل من المفسر ، ولا ناسخ الحديث من منسوخه حتى جالسنا الشافعى ) أ . بتصرف يسير .
معرفة الناسخ من المنسوخ :
وواصل فضيلته :
يعرف ناسخ الحديث من منسوخه بأحد هذه الأمور :
1 – بتصريح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كحديث بريدة فى صحيح مسلم : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة ) .
2 – بقول صحابى : كقول جابر بن عبد الله رضى الله عنه ، : ( كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار ) أخرجه أصحاب السنن .
3 – بمعرفة التاريخ : كحديث شداد بن أوس : ( أفطر الحاجم والمحجوم ) رواه أبو داود ، نسخ بحديث ابن عباس ( ان النبى صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم صائم لله ) أخرجه مسلم .. فقد جاء فى بعض طرق حديث شداد أن ذلك كان زمن الفتح ، وأن ابن عباس صحبه فى حجة الوداع .
4 – بدلالة الإجماع : كحديث ( من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فى الرابعة فاقتلوه ) رواه أبو داود والترمذى .. قال النووى : ( دل الإجماع على نسخه ) .. وقال الدكتور الطحان : ( والإجماع لا يَنْسَخ ، لا يُنْسَخ ، ولكن يدل على ناسخ ) أ . هـ .
أشهر المصنفات فيه :
( أ ) الإعتبار فى الناسخ والمنسوخ من الآثار ، لأبى بكر محمد بن موسى الحازمى .
( ب ) الناسخ والمنسوخ للأمام أحمد .
( جـ ) تجريد الأحاديث المنسوخة لابن الجوزى .

عبد المنعم جبر عيسي
29/06/2009, 04:30 AM
الخبر المردود

فى الفصل الثالث من كتابه ( تيسيير مصطلح الحديث ) ، تناول الدكتور محمود الطحان الخبر المردود فى ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : الضعيف .
المبحث الثانى : المردود بسبب سقط فى الإسناد .
المبحث الثالث : المردود بسبب طعن فى الراوى .
وبدأ قبل أى شىء بذكر تعريف الخبر المردود وأسباب رده ، فقال فضيلته :
تعريفه :
هو الذى لم يترجح صدق المخبر به ، وذلك بفقد شرط أو أكثر من شروط القبول التى مرت بنا فى بحث الخبر الصحيح .
أقسامه وأسباب رده :
قال الدكتور الطحان : لقد قسَّم العلماءُ الخبر المردود الى أقسام كثيرة ؛ بلغ بعضها نيفا وأربعين قسما .. وأطلقوا على كثير من تلك الأقسام أسماء خاصة بها ، ومنها ما لم يطلقوا عليها اسما خاصا بها ؛ بل سموها باسم عام هو ( الضعيف ) .
أما أسباب رد الحديث فكثيرة ، لكنها ترجع بالجملة إلى أحد سببين رئيسيين هما :
( أ ) سقط فى الإسناد .
( ب ) طعن فى الراوى .
وتحت كل من هذين السببين أنواع متعددة ، تكلم الدكتور ( محمود الطحان ) عن كل منها ببحث مستقل ؛ مبتدأ ببحث ( الضعيف ) الذى يعتبر الإسم العام لنوع المردود .

عبد المنعم جبر عيسي
07/08/2009, 12:26 PM
الضعيف
1 – تعريفه :
( ا ) لغة : ضد القوى ، والضعيف حسِّى ومعنوى ، والمراد به هنا هو الضعيف المعنوى .
( ب ) اصطلاحا : هو ما لم يجمع صفة الحسن ، بفقد شرط من شروطه .
2 – تفاوته :
قال الدكتور محمود الطحان : ويتفاوت ضعفه بحسب شدة ضعف رواته وخفته كما يتفاوت الصحيح ، فمنه الضعيف ومنه الضعيف جدا ومنه الواهى ومنه المنكر ، وشر أنواعه الموضوع .
3 – أوهى الأسانيد :
بناء على ما تقدم فى الصحيح ؛ من ذكر أصح الأسانيد ، فقد ذكر العلماء فى بحث الضعيف ما يسمى بـ ( أوهى الأسانيد ) ، وقد ذكر الحاكم النيسابورى ( فى كتابه معرفة علوم الحديث ) جملة كبيرة من ( أوهى الأسانيد ) بالنسبة إلى بعض الصحابة أو بعض الجهات والبلدان .. ذكر الدكتور الطحان البعض منها من كتاب الحاكم وغيره :
( أ ) أوهى الأسانيد بالنسبة لأبى بكر الصديق رضى الله عنه ( صدقة بن موسى الدقيقى عن فرقد السبخى عن مرة الطيب عن أبى بكر ) .
( ب ) أوهى أسانيد الشاميين ( محمد بن قيس المصلوب عن عبد الله بن زحر عن على بن يزيد عن القاسم عن أبى أمامة ) .
( 3 ) أوهى أسانيد بن عباس رضى الله عنهما ( السدى الصغير محمد بن مروان عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس ) قال الحافظ بن حجر ( هذه سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب – تدريب الراوى جـ 1 ص 181 ) .
( 4 ) مثاله :
ما أخرجه الترمذى من طريق ( حكيم الأثرم ) عن أبى تميمة الهجيمى عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم ، قال : ( من أتى حائضا أو امرأة فى دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد ) ثم قال الترمذى بعد اخراجه : ( لا نعرف هذا الحديث الا من حديث حكيم الأثرم عن أبى تميمة الهجيمى عن أبى هريرة ) ثم قال : ( ضعَّف محمد – أى البخارى – هذا الحديث من قبل اسناده ) قال الدكتور الطحان : ( لأن فى اسناده حكيم الأثرم ، وقد ضعَّفه العلماء ، وقال عنه الحافظ بن حجر : ( فيه لين ) .... ) .
5 – حكم روايته :
قال الدكتور محمود الطحان :
يجوز عند أهل الحديث وغيرهم ؛ رواية الأحاديث الضعيفة ، والتساهل فى أسانيدها من غير بيان ضعفها ، بخلاف الأحاديث الموضوعة فإنه لا يجوز روايتها إلا مع وضعها بشرطين :
( أ ) أن لا تتعلق بالعقائد ، كصفات الله تعالى .
( ب ) أن لا تكون فى بيان الأحكام الشرعية ؛ مما يتعلق بالحلال والحرام .
بمعنى أنه يجوز روايتها فى مثل المواعظ والترغيب والترهيب والقصص وما أشبه ذلك .. وممن رُوى عنه التساهل فى روايتها سفيان الثورى وعبد الرحمن بن مهدى وأحمد بن حنبل .. ثم قال الدكتور محمود الطحان : ( وينبغى التنبه الى أنك إذا رويتها من غير اسناد فلا تقل فيها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ..... وإنما تقول : رُوى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ... أو بلغنا عنه كذا .... وما أشبه ذلك ، لئلا يجزم بنسبة ذلك الحديث للرسول وأنت تعرف ضعفه ) .
6 – حكم العمل به :
اختلف العلماء فى العمل بالحديث الضعيف ، والذى عليه جمهور العلماء أنه يستحب العمل به فى فضائل الأعمال ، ولكن بشروط ثلاثة أوضحها الحافظ بن حجر :
( أ ) أن يكون الضعف غير شديد .
( ب ) أن يندرج الحديث تحت أصل معمول به .
( جـ ) أن لايعتقد عند العمل به ثبوته ، بل يعتقد الإحتياط .
ولمن أراد التوسع فى دراسة هذا العلم ، تفضل الدكتور الطحان بذكر عدد من الكتب التى صنفت فى الضغفاء مثل : ( الضعفاء لابن حبان ، وميزان الإعتدال للذهبى ) ، حيث ذكر المؤلفان أمثلة للأحاديث التى صارت ضعيفة بسبب رواية أولئك الضعفاء لها .. أيضا ذكر الدكتور الطحان بعض الكتب التى صنفت فى أنواع من الضعيف ، مثل كتب : المراسيل والعلل والمدرج وغيرها .

عبد المنعم جبر عيسي
24/09/2009, 09:05 PM
المردود بسبب سقط فى الإسناد
( 1 ) المراد بالسقط من الإسناد :
المراد بالسقط من الإسناد انقطاع سلسلة الإسناد بسقوط راو أو أكثر عمدا من بعض الرواة أو غير عمد ، من السند أو من آخره أو أثنائه ، سقوطا ظاهرا أو خفيا .
( 2 ) أنواع السقط :
يتنوع السقط من الإسناد بسبب ظهوره وخفائه إلى نوعين هما :
( أ ) سقط ظاهر : وهذا النوع من السقط يشترك فى معرفته الأئمة وغيرهم من المشتغلين بعلوم الحديث ، ويعرف هذا السقط من عدم التلاقى بين الراوى وشيخه ، اما لأنه لم يدرك عصره أو أدرك عصره ولم يجتمع به ( وليست له منه اجازة ولا وجادة ) ( 1 ) لذلك يحتاج الباحث فى الأسانيد إلى معرفة تاريخ الرواة لأنه يتضمن بيان مواليدهم ووفياتهم وأوقات طلبهم وارتحالهم وغير ذلك .
وقد اصطلح علماء الحديث على تسمية السقط الظاهر بأربعة أسماء بحسب مكان السقط أو عدد الرواة الذين أُسقطوا وهذه الأسماء هى :
( 1 ) المعلق .
( 2 ) المرسل .
( 3 ) المعضل .
( 4 ) المنقطع .
( ب ) سقط خفى :
وهذا لا يدركه إلا الأئمة الحذاق المطلعون على طرق الحديث وعلل الأسانيد وله تسميتان هما :
( 1 ) المدلس .
( 2 ) المرسل الخفى .
-----------------
( 1 ) الاجازة : الإذن بالرواية ، وقد يحصل الراوى عليها من شيخ لم يلتق به ، كأن يقول الشيخ أحيانا : أجزت رواية مسموعاتى لأهل زمانى . والوجادة ( بكسر الواو ) : أن يجد الراوى كتابا لشيخ من الشيوخ يعرف خطه ، فيروى ما فى هذا الكتاب عن الشيخ ، وسيأتى تفصيل بحث الاجازة والوجادة فى باب طرق التحمل وصيغ الأداء .

عبد المنعم جبر عيسي
24/09/2009, 09:57 PM
المعلق

قال الدكتور محمود الطحان :
1 ـ تعريفه :
لغة : هو اسم مفعول من ( علق ) الشىء بالشىء أى ناطه وربطه به وجعله معلقا ، وسمى هذا السند معلقا بسبب اتصاله بالجهة العليا فقط ، وانقطاعه من الدنيا ، فصار كالشىء المعلق بالسقف ونحوه .
اصطلاحا : ما حذف من مبدأ اسناده راو فأكثر على التوالى .
2 ـ من صوره :
( أ ) أن يحذف جميع السند ثم يقال مثلا : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذا .... ) .
( ب ) ومنها أن يحذف كل الإسناد إلا الصحابى ، أو إلا الصحابى والتابعى ( 1 ) .
3 ـ مثاله :
ما أخرجه البخارى فى مقدمة باب ما يذكر فى الفخذ : ( وقال أبو موسى : غطى النبى صلى الله عليه وسلم ركبتيه حين دخل عثمان ) ( 2 ) .
فهذا حديث معلق ، لأن البخارى حذف جميع اسناده إلا الصحابى وهو أبو موسى الأشعرى .
4 ـ حكمه :
الحديث المعلق : مردود لأنه فقد شرطا من شروط القبول وهو اتصال السند وذلك بحذف راو أو أكثر من اسناده مع علمنا بحال ذلك المحذوف .
5 ـ حكم المعلقات فى الصيحين :
هذا الحكم ـ وهو أن المعلق مردود ـ هوللحديث المعلق مطلقا ، لكن ان وجد المعلق فى كتاب التزمت صحته ـ كالصحيحين ـ فهذا له حكم خاص ؛ قد مر بنا فى بحث الصحيح ، ولا بأس بالتذكير به هنا وهو أن :
( ا ) ما ذكر بصيغة الجزم كـ : ( قال ) و ( ذكر ) و ( حكى ) فهو حكم بصحته عن المضاف اليه .
( ب ) وما ذكر بصيغة التمريض كـ : ( قِيل ) و ( ذُكر ) و ( حُكى ) فليس فيه حكم عن المضاف اليه ، بل فيه الصحيح والحسن والضعيف ، لكن ليس فيه حديث واه لوجوده فى الكتاب المسمى بالصحيح ، وطريق معرفة الصحيح من غيره هو البحث عن اسناد هذا الحديث والحكم عليه بما يليق به ( 3 ) .
---------------
( 1 ) شرح النخبة ص 42 .
( 2 ) البخارى ، كتاب الصلاة ، ج 1 ص 90 .
( 3 ) بحث العلماء فى المعلقات التى فى صحيح البخارى ، وذكروا أسانيدها المتصلة ، وأحسن من جمع ذلك هو الحافظ ابن حجر فى كتاب سماه ( تعليق التعليق ) .

عبد الكريم الجاسم
01/10/2009, 07:58 PM
الاستاذ الفاضل
علم الحديث كما ذكرت

من المواضيع المهمه حيث يعرف بها الصحيح من السقيم
فليست كل الروايات التي تذكر هنا وهناك صحيحه
وان سمحت لي أستاذي العزيز ان أتقدم باقتراح وهو ان هناك كثير من الاحاديث الموضوعه التي تدور على السن الناس
فمن أستطاع منا أن يجمع بعض الاحاديث الموضوعه

فلينشرها في هذا الموقع حتى تعم الفائده الجميع

ونتعرف على جمع من الاحاديث الموضوعه حتى يخف ضررها

على الاسلام والمسلمين

ونكون قد وفقنا بخدمة ديننا الكريم

..........................
مـــــــــــع خالــــــــــــص دعـــواتي

عبد المنعم جبر عيسي
02/10/2009, 08:17 PM
الاستاذ الفاضل

علم الحديث كما ذكرت


من المواضيع المهمه حيث يعرف بها الصحيح من السقيم
فليست كل الروايات التي تذكر هنا وهناك صحيحه
وان سمحت لي أستاذي العزيز ان أتقدم باقتراح وهو ان هناك كثير من الاحاديث الموضوعه التي تدور على السن الناس
فمن أستطاع منا أن يجمع بعض الاحاديث الموضوعه


فلينشرها في هذا الموقع حتى تعم الفائده الجميع


ونتعرف على جمع من الاحاديث الموضوعه حتى يخف ضررها


على الاسلام والمسلمين


ونكون قد وفقنا بخدمة ديننا الكريم


..........................

مـــــــــــع خالــــــــــــص دعـــواتي


الأديب الكريم / عبد الكريم الجاسم .
فكرتك جديرة بالتنفيذ .. وتحتاج إلى جهد كبير .. ونحن نحتاجها بكل تأكيد لتوعية جمهور القراء بمثل هذه الأحاديث ، التى تفنن أعداؤنا فى وضعها .. للنيل من ديننا والكيد لنا .. بورك فيك أخى الكريم ..
الفكرة فكرتك .. ننتظر منك البداية ..
والكل هنا يسعد بالتفاعل معك .. ومشاركتك أجر هذا العمل ..
تمنياتى بالتوفيق .

عبد الكريم الجاسم
03/10/2009, 07:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.alfrasha.com/up/6954033771797478898.gif
الأستاذ الفاضل عبد المنعم عيسى

أستجابة لطلبكم بأن تكون البداية منـــي

فقد تمت كتابتي لموضوع ماذاتعرف عن الحديث الموضوع

حيث تطرقت فيه الى تعريف الحديث الموضوع وحكمه واسباب وضعه

وذكرت اربع امثله لعدد من الاحاديث الموضوعه
وهذا هو الرابط

http://www.merbad.net/vb/showthread.php?t=15167 (http://www.merbad.net/vb/showthread.php?t=15167)

فبارك الله فيك
والى مزيد من العطاء
http://www.alfrasha.com/up/31622827072331580.gif

عبد المنعم جبر عيسي
11/10/2009, 08:42 PM
المرسل
1 ـ تعريفه :
( 1 ) لغة : اسم مفعول من أرسل بمعنى ( أطلق ) فكأن المرسل أطلق الإسناد ولم يقيده براو معروف .
( ب ) اصطلاحا : هو ما سقط من آخر اسناده من بعد التابعى ( 1 ) .
2 ـ صورته :
وصورته أن يقول التابعى ـ سواء أكان صغيرا أو كبيرا ـ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ، أو فعل كذا أو فُعِلَ بحضرته كذا ، وهذه صورة المرسل عند المحدثين .
3 ـ مثاله :
ما أخرجه مسلم فى صحيحه فى كتاب البيوع قال : ( حدثنى محمد بن رافع ، ثنا حجين ، ثنا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المزاينة ) ( 2 ) .
فسعيد بن المسيب تابعى كبير روى هذا الحديث عن النبى صلى الله عليه عليه وسلم بدون أن يذكر الواسطة بينه وبين النبى صلى الله عليه وسلم ، فقد أسقط من اسناد هذا الحديث آخره وهو من بعد التابعى ، وأقل هذا السقط أن يكون قد سقط الصحابى ، ويحتمل أن يكون قد سقط معه غيره كتابعى مثلا .
4 ـ المرسل عند الفقهاء والأصوليين :
ما ذكرته من صورة المرسل هو المرسل عند المحدثين ، أما المرسل عند الفقهاء والأصوليين فأعم من ذلك ، فعندهم أن كل منقطع مرسل على أى وجه كان انقطاعه ، وهذا مذهب الخطيب أيضا .
5 ـ حكمه :
المرسل فى الأصل ضعيف مردود ، لفقده شرطا من شروط المقبول وهو اتصال السند ، وللجهل يحال الراوى المحذوف لاحتمال أن يكون المحذوف غير صحابى ، وفى هذا الحال يحتمل أن يكون ضعيفا .
لكن العلماء من المحدثين وغيرهم اختلفوا فى حكم المرسل والإحتجاج به ، لأن هذا النوع من الإنقطاع يختلف عن أى انقطاع آخر فى السند ، لأن الساقط منه غالبا ما يكوبى صحابيا ، والصحابة كلهم عدول ، لا تضر عدم معرفتهم .
ومجمل أقوال العلماء فى المرسل ثلاثة أقوال هى :
( أ ) ضعيف مردود : عند جمهور المحدثين وكثير من أصحاب الأصول والفقهاء ، وحجة هؤلاء هو الجهل بحال الراوى المحذوف لاحتمال أن يكون غير صحابى .
( ب ) صحيح يحتج به : عند الأئمة الثلاثة ـ أبو حنيفة ومالك وأحمد فى المشهور عنه ـ وطائفة من العلماء بشرط أن يكون المرسل ثقة ولا يرسل إلا عن ثقة ، وحجتهم أن التابعى الثقة لا يستحل أن يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا سمعه من ثقة .
( جـ ) قبوله بشروط : أى يصح بشروط ، وهذا عند الشافعى وبعض أهل العلم .
وهذه الشروط أربعة ، ثلاثة فى الراوى المرسل وواحد فى الحديث المرسل ، وإليك هذه الشروط :
1 ـ أن يكون المرسِل من كبار التابعين .
2 ـ وإذا سمى من أرسل عنه سمى ثقة .
3 ـ وإذا شاركه الحفاظ المأمونون ولم يخالفوه .
4 ـ وأن ينضم إلى هذه الشروط الثلاثة واحد مما يلى :
( أ ) أن يروى الحديث من وجه آخر مسندا .
( ب ) أن يروى من وجه آخر مرسلا أرسله من أخذ العلم عن غير رجال المرسل الأول .
( جـ ) أو أن يوفق قول صحابى .
( د ) أو يفتى بمقتضاه أكثر أهل العلم . ( 3 ) .
فإذا تحققت هذه الشروط تبين صحة مخرج المرسل وما عضده ، وأنهما صحيحان أو عارضهما صحيح صحيح من طريق واحد رجحتهما عليه بتعدد الطرق إذا تعذر الجمع بينهما .
6 – مرسل الصحابى :
هو ما أخبر به الصحابى عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله ، ولم يسمعه أويشاهده أما لصغر سنه أو تأخر إسلامه أو غيابه ، ومن هذا النوع أحاديث كثيرة لصغار الصحابة كابن عباس وابن الزبير وغيرهما .
7 – حكم مرسل الصحابى :
الصحيح المشهور الذى قطع به الجمهور أنه صحيح يحتج به لان رواية الصحابة عن التابعين نادرة ، وإذا رووا عنهم بينوها ، فإذا لم يبينو ، وقالوا : قال رسول الله : فالاصل أنهم سمعوعها من صحابى آخر ، وحذف الصحابى لايضر ، كما تقدم .
وقيل : أن مرسل الصحابى كمرسل غيره فى الحكم : وهذا القول ضعيف مردود .
--------------------------------
( 1 ) – نزهة النظر ص93 - والتابعى : هو من لقى الصحابى مسلما .
( 2 ) مسلم : كتاب البيوع .
( 3 ) انظر الرسالة ) للشافعى ص 461 .

عبد المنعم جبر عيسي
18/10/2009, 07:00 PM
ما زلنا فى هذه السباحة المباركة بين دفتى كتاب ( تيسير مصطلح الحديث ) للأستاذ الدكتور / محمود الطحان – رحمه الله تعالى – حيث وصلنا الى المبحث الثانى من الفصل الثالث للكتاب الذى يحمل عنوان ( الخبر المردود وأسباب رده ) .. وكنا قد تناولنا فى قراءتنا للمبحث الأول من الفصل نفسه ( الضعيف ) ، ونواصل اليوم قراءتنا للمبحث الثانى من الفصل الثالث وهو بعنوان ( المردود بسبب سَقْط من الإسناد ) وعرفنا منه أن السقط نوعان : ( ظاهر وخفى ) .. فأما الظاهر فقد اصطلح علماء الحديث على تسميته بأربعة أسماء بحسب مكان السقط أو عدد الرواة الذين أٌسقطوا .. وهذه الأسماء هي :
1- المٌعَلَّق .
2- المٌرْسَل .
3- المٌعْضَل .
4- المٌنْقَطِع .
وقد تعرفنا فى حلقتين سابقتين على كل من ( المعلق ) و ( المرسل ) .. واليوم نتعرف على النوعين الآخرين ( المعضل ) و ( المنقطع ) :

المُعْضَل
1- تعريفه :
أ ) لغة : اسم مفعول من " أعضله " بمعني أعياه .
ب ) اصطلاحاً : ما سقط من إسناده اثنان فأكثر على التوالي .
2- مثاله :
" ما رواه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " بسنده إلى القَعْنَبي عن مالك أنه بلغه أن أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : للمَمْلوك طعامُهُ وكسوتُهُ بالمعروف . ولا يُكَلَّف من العمل إلا ما يٌطيق . قال الحاكم :هذا مٌعْضَل عن مالك ، أعضله هكذا في الموطأ " ( 1 )
فهذا الحديث معضل لأنه سقط منه اثنان متواليان بين مالك وأبي هريرة وقد عرفنا أنه سقط منه اثنان متواليان من رواية الحديث خارج الموطأ هكذا "... عن مالك عن محمد بن عَجْلان عن أبيه عن أبي هريرة " ( 2 )
3- حكمه :
المعضل حديث ضعيف ، وهو أسوأ حالا من المرسل والمنقطع ( 3 ) ، لكثرة المحذوفين من الإسناد ، وهذا الحكم على المعضل بالاتفاق بين العلماء .
4- اجتماعه مع بعض صور المعلقَّ :
أن بين المعضل وبين المعلق عموماً وخصوصاً من وجه .
أ‌ ) فيجتمع المعضل مع المعلق في صورة واحدة وهي : إذا حُذف من مبدأ إسناده راويان متواليان . فهو معضل ومعلق في آن واحد .
ب‌) ويفارقه في صورتين :
1- إذا حُذف من وسط الإسناد راويان متواليان ، فهو معضل وليس بمعلق .
2- إذا حذف من مبدأ الإسناد راو فقط ، فهو معلق وليس بمعضل .
5 - من مظان المعضل :
قال السيوطي ( 4 ) : من مظان المعضل والمنقطع والمرسل :
أ‌) كتاب السنن لسعيد بن منصور .
ب‌) مؤلفات ابن أبي الدنيا .

المُنقَطِع
1- تعريفه :
أ ) لغة : هو اسم فاعل من " الانقطاع " ضد الاتصال .
ب ) اصطلاحاً : ما لم يتصل إسنادُه ، على أي وجه كان انقطاعه .
2- شرح التعريف :
يعني أن كل إسناد انقطع من أي مكان كان ، سواء كان الانقطاع من أول الإسناد أو من آخره أو من وسطه ، فيدخل فيه ـ على هذا ـ المرسل والمعلق والمعضل ، لكن علماء المصطلح المتأخرين خصوا المنقطع بما لم تنطبق عليه صورة المرسل أو المعلق أو المعضل ، وكذلك كان استعمال المتقدمين في الغالب . ولذلك قال النووي : " وأكثر ما يستعمل في رواية مَنْ دون التابعي عن الصحابي ، كمالك عن ابن عمر " ( 5 )
3- المنقطع عند المتأخرين من أهل الحديث :
هو ما لم يتصل إسناده مما لا يشمله اسم المرسل أو المعلق أو المعضل . فكأنَّ المنقطع اسم عام لكل انقطاع في السند ما عدا صوراً ثلاثاً من صور الانقطاع وهي : حذف أول الإسناد ، أو حذف آخره ، أو حذف اثنين متواليين من أي مكان كان ، وهذا هو الذي مشي عليه الحافظ ابن حجر في النخبة وشرحها . ( 6 )
ثم انه قد يكون الانقطاع في مكان واحد من الإسناد ، وقد يكون في أكثر من مكان واحد ، كأن يكون الانقطاع في مكانين أو ثلاثة مثلا ً.
4- مثاله :
" ما رواه عبدالرزاق عن الثوري عن أبي اسحق عن زيد بن يٌثيع عن حٌذيفة مرفوعاً : إنْ وليتموها أبا بكر فقوي أمين " ( 7 )
فقد سقط من هذا الإسناد رجل من وسطه وهو " شريك " سقط من بين الثوري وأبي اسحق ، إذ أن الثوري لم يسمع الحديث من أبي اسحق مباشرة وإنما سمعه من شريك ، وشريك سمعه من أبي اسحق .
فهذا الانقطاع لا ينطبق عليه اسم المرسل ولا المعلق ولا المعضل فهو منقطع .
5- حكمه :
المنقطع ضعيف بالاتفاق بين العلماء ، وذلك للجهل بحال الراوي المحذوف .
--------------------
( 1 ) معرفة علوم الحديث ص 46 .
( 2 ) المصدر السابق ص 47 .
( 3 ) انظر الكفاية ص 21 والتدريب جـ1 – ص 295.4
( 4 ) تدريب الراوي جـ1 ـ ص 214 .
( 5 ) التقريب مع التدريب جـ 1 ـ ص 208 .
( 6 ) النخبة وشرحها ص 44 .
( 7 ) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 36 ، وأخرجه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط بمعناه . أنظر مجمع الزوائد جـ 5 ـ ص 176
أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث ص36، وأخرجه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط بمعناه ، أنظر مجمع الزوائد جـ5 ـ ص 176 .

عبد المنعم جبر عيسي
24/10/2009, 06:17 PM
كنا قد ذكرنا قول الدكتور الطحان عن نوعى المردود بسبب سقط فى الإسناد ، وأن فضيلته قسمه إلى قسمين : سقط ظاهر وهو ينقسم إلى أربعة أنواع : المعلق والمرسل والمعضل والمنقطع .. واليوم نواصل قراءتنا للنوع الثانى من السقط وهو الخفى ؛ الذى قسمه فضيلته إلى قسمين هما : المدلس و المرسل الخفى .

المٌدَلَّس
1- تعريف التدليس :
أ‌) لغة : المدلس اسم مفعول من " التدليس " والتدليس في اللغة : كِتْمان عَيْبِ السلعة عن المشتري ، وأصل التدليس مشتق من " الدَّلس " وهو الظلمة أو اختلاط الظلام كما في القاموس ( 1 ) ، فكأن المدلَّس لتغطيته على الواقف على الحديث أظلم أمره فصار الحديث مٌدلَّسا .
ب‌) اصطلاحاً : إخفاء عيب في الإسناد . وتحسين لظاهره .
2- أقسام التدليس :
للتدليس قسمان رئيسيان هما : تدليس الإسناد ، وتدليس الشيوخ .
3- تدليس الإسناد :
لقد عرف علماء الحديث هذا النوع من التدليس بتعريفات مختلفة ، وسأختار أصحها وأدقها ـ في نظري ـ وهو تعريف الإمامين أبي أحمد بن عمرو البزار وأبي الحسن بن القطان . وهذا التعريف هو :
أ‌) تعريفه : أن يَرْوِيَ الراوي عمن قد سمع منه ما لم يسمع منه من غير أن يذكر سمعه منه ( 2 ) .
ب‌) شرح التعريف : ومعنى هذا التعريف أن تدليس الإسناد أن يروي الراوي عن شيخ قد سَمِعَ منه بعض الأحاديث ، لكن هذا الحديث الذي دلسه لم يسمعه منه ، وإنما سمعه من شيخ آخر عنه ، فيٌسْقِطٌ ذلك الشيخَ ويرويه عنه بلفظ محتمل للسماع وغيره ، كـ " قال " أو " عن " ليوهم غيره أنه سمعه منه ، لكن لا يصرح بأنه سمع منه هذا الحديث فلا يقول : " سمعت " أو " حدثني " حتى لا يصير كذاباً بذلك ، ثم قد يكون الذي أسقطه واحداً أو أكثر .
ت‌) الفرق بيه وبين الإرسال الخفي : قال أبو الحسن بن القطان بعد ذِكْرهِ للتعريف السابق : " والفرق بينه وبين الإرسال هو : أن الإرسال روايته عمن لم يسمع منه " وإيضاح ذلك أن كلا من المدلِّس والمرسل إرسالا خفياً يَرْوِي عن شيخ شيئاً لم يسمعه منه ، بلفظ يحتمل السماع وغيره ، لكن المدلَّس قد سمع من ذلك الشيخ أحاديث غير التي دلسها ، على حين أن المرسل إرسالا خفياً لم يسمع من ذلك الشيخ أبداً ، لا الأحاديث التي أرسلوها ولا غيرها لكنه عاصره أو لقيه .
ث‌) مثاله : ما أخرجه الحاكم ( 3 ) ، بسنده إلى على بن حَشْرَم قال : " قال لنا ابن عيينة : عن الزهري ـ فقبل له: سمعته من الزهري ؟ فقال : لا ، ولا ممن سمعه من الزهري ، حدثني عن عبد الرزاق عن مَعْمَر عن الزهري " ففي هذا المثال أسقط ابنُ عُيينة اثنين بينه وبن الزهري .
4- تدليس التسوية :
هذا النوع من التدليس هو في الحقيقة نوع من أنواع تدليس الإسناد .
أ‌) تعريفه : هو رواية الراوي عن شيخه ، ثم إسقاط راو ضعيف بين ثقتين لقي أحدهما الآخر ، وصورة ذلك أن يروي الراوي حديثاًَ عن شيخ ثقة ، وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة ، ويكون الثقتان قد لقي أحدهما الآخر ، فيأتي المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول ، فيُسْقِط الضعيف الذي في السند ، ويجعل الإسناد عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل ، فيُسَوْي الإسناد كله ثقات .
وهذا النوع من التدليس شر أنواع التدليس ، لأن الثقة الأول قد لا يكون معروفاً بالتدليس ، ويجده الواقف على السند كذلك بعد التسوية قد رواه عن ثقة آخر فيحكم له بالصحة ، وفيه غرور شديد .
ب‌) أشهر من كان يفعله :
1- بَقّية بن الوليد . قال أبو مُسْهر : " أحاديث بَقِيَّة ليست نَقَيَّه فكنْ منها على تٌَِقِيَّة ( 4 ) .
2- الوليد بن مسلم .
3- مثاله : ما رواه ابن أبي حاتم في العلل قال : " سمعت أبي ـ وذَكَرَ الحديث الذي رواه اسحق بن راهويه عن بقية حدثني أبو وهب الأسدي عن نافع عن ابن عمر حديث لا تحمدوا إسلام المرء حتى تعرفوا عُقْدَةَ رأيه ـ قال أبي : هذا الحديث له أمر قل من يفهمه ، روى هذا الحديث عبيد الله بن عمرو ( ثقة ) عن اسحاق بن أبي فروة ( ضعيف ) عن نافع ( ثقة ) عن ابن عمر عن النبي صلي الله عليه وسلم . وعبيد الله ابن عمرو ، كنيته أبو وهب ، وهو أسدى ، فكناه بقيةُ ونسبه إلى بن أسد كي لا يفطن له ، حتى إذا ترك اسحق بن أبي فروة لا يٌهْتَدَى له " ( 5 ) .
5- تدليس الشيوخ :
أ) تعريفه : هو أن يَرْوي الراوي عن شيخ حديثاً سمعه منه ، فيُسَمِّيهُ أو يَكْنَيِهُ أو يَنْسِبَهُ أو يَصِفهٌ بما لا يُعْرَفُ به كي لا يُعْرَفُ ( 6 ) .
ب) مثاله : قول أبي بكر بن مجاهد أحد أئمة القراء : " حدثنا عبدالله بن أبي عبدالله ، يريد به أبا بكر بن أبي داود السجستاني "
6- حكم التدليس :
أ) أما تدليس الإسناد : فمكروه جداً. ذمة أكثر العلماء وكان شعبة من أشدهم ذماً له فقال فيه أقوالا منها : " التدليس أخو الكذب ".
ب) وأما تدليس التسوية : فهو أشد كراهة منه ، حتى قال العراقي :" أنه قادح فيمن تَعَمَّدَ فعله "
ج) وأما تدليس الشيوخ : فكراهته أخف من تدليس الإسناد لأن المدلس لم يٌسقط أحداً ، وإنما الكراهة بسبب تضييع المروي عنه ، وتوعير طريق معرفته على السامع وتختلف الحال في كراهته بحسب الغرض الحامل عليه .
7- الأغراض الحاملة على التدليس :
أ) الأغراض الحاملة على تدليس الشيوخ أربعة هي :
1- ضعف الشيخ أو كونه غير ثقة .
2- تأخر وفاته بحيث شاركه في السماع منه جماعة دونه .
3- صغر سنه بحيث يكون أصغر من الراوي عنه .
4- كثرة الرواية عنه ، فلا يحب الإكثار من ذكر اسمه على صورة واحدة .
ب) الأغراض الحاملة على تدليس الإسناد خمسة وهي :
1- توهيم عُلُوِّ الإسناد .
2- فَوَات شيء من الحديث عن شيخ سمع منه الكثير .
3- 4- 5 ـ الأغراض الثلاثة الأولي المذكورة في تدليس الشيوخ.
8- أسباب ذم المدلس : ثلاثة هي
أ) إيهامه السماع ممن لم يسمع عنه .
ب) عدوله عن الكشف إلى الاحتمال .
ج) علمه بأنه لو ذكر الذي دلس عنه لم يكن مَرْضِيّا ( 7 ) .
9- حكم رواية المدلِّس :
اختلف العلماء في قبول رواية المدلَّس على أقوال، أشهرها قولان.
أ‌) رد رواية المدلس مطلقا وإن بين السماع ، لأن التدليس نفسه جرح. ( وهذا غير معتمد ).
ب‌) التفصيل : ( وهو الصحيح ).
1- إن صرح بالسماع قبلت روايته ، أي إن قال " سمعت" أو نحوها قبل حديثه .
2- وان لم يصرح بالسماع لم تقبل روايته ، أي إن قال " عن " ونحوها لم يقبل1حديثه ( 8 ) .
10- بم يعرف التدليس ؟
يعرف التدليس بأحد أمرين :
أ‌) إخبار المدلس نفسه إذا سئل مثلا ، كما جرى لابن عيينة .
ب‌) نَصُّ إمام من أئمة هذا الشأن بناء على معرفته ذلك من البحث والتتبع .
11 - أشهر المصنفات في التدليس والمدلسين :
هناك مصنفات في التدليس والمدلسين كثيرة أشهرها :
أ‌) ثلاثة مصنفات للخطيب البغدادي ، واحدا في أسماء المدلسين ، واسمه ( التبيين لأسماء المدلسين ) ( 9 ) . والآخران أفرد كلا ً منهما لبيان نوع من أنواع التدليس ( 10 ) .
ب‌) التبيين لأسماء المدلسين : لبرهان الدين بن الحلبي (وقد طبعت هذه الرسالة ) .
ت‌) تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس للحافظ ابن حجر ( وقد طبعت أيضا).
----------------------------------
( 1 ) القاموس جـ2 ـ ص 224 .
( 2 ) شرح ألفية العراقي له جـ1 ـ ص 180.
( 3 ) في معرفة علوم الحديث ص 130 .
( 4 ) ميزان الاعتدال جـ1 ـ ص 332.
( 5 ) شرح الألفية للعراقي جـ1 ـ ص 190 والتدريب جـ1 ـ ص 225 .
( 6 ) علوم الحديث ص 66.
( 7 ) راجع الكفاية ص 358.
( 8 ) علوم الحديث ص 67 و 68 .
( 9 ) ( الكفاية ) ص 361 .
( 10 ) المصدر السابق ص 357 .

عبد المنعم جبر عيسي
31/10/2009, 06:58 PM
المُرْسَلُ الخَفِيُّ
قال الدكتور محمود الطحان :
1- تعريفه :
أ‌) لغة : المرسل لغة اسم مفعول من الإرسال بمعنى الإطلاق ، كأن المرسل أطلق الإسناد ولم يصله ، والخفي : ضد الجلي ، لأن هذا النوع من الإرسال غير ظاهر ، فلا يدرك إلا بالبحث .
ب‌) اصطلاحاً : أن يَرْوِيَ عمن لقيه أو عاصره ما لم يسمع منه بلفظ يحتمل السماع وغيره كـ " قال " .
2- مثاله :
" ما رواه ابن ماجه من طريق عمر بن عبد العزيز عن عقبة ابن عامر مرفوعاً : رحم الله حارس الحرس ( 1 ) " فان عمر لم يطلق عقبة كما قال المزي في الأطراف .
3- بم يعرف ؟
يُعرف الإرسال الخفي بأحد أمور ثلاثة وهي :
أ‌) نَصُّ بعض الأئمة على أن هذا الراوي لم يلق من حدث عنه أو لم يسمع منه مطلقاً .
ب‌) إخباره عن نفسه بأنه لم يلق من حدث عنه أو لم يسمع منه شيئاً .
ت‌) مجيء الحديث من وجه آخر فيه زيادة شخص بين هذا الراوي وبين من روي عنه ، وهذا الأمر الثالث فيه خلاف للعلماء ، لأنه قد يكون من نوع " المزيد في متصل الأسانيد " .
4- حكمه :
هو ضعيف ، لأنه من نوع المنقطع ، فإذا ظهر انقطاعه فحكمه حكم المنقطع .
5- أشهر المصنفات فيه :
ـ كتاب التفصيل لمبهم المراسيل للخطيب البغدادي .
------------------------------
( 1 ) ابن ماجه – كتاب الجهاد – جـ 2 ص 925 رقم الحديث / 2769 / 4 .

عبد المنعم جبر عيسي
10/11/2009, 10:46 AM
المعَنْعنُ والمؤَنَنُ
قال الدكتور / محمود الطحان :
( انتهت أنواع المردود الستة التي سبب ردها سَقْطَ من الإسناد ، لكن لما كان المعنعن والمؤنن مُخْتَََلفَاً فيهما ، هل هما من نوع المنقطع أو المتصل ، لذا رأيت إلحاقهما بأنواع المردود بسبب سقط من الإسناد ) .
تعريف المعنعن :
أ‌) لغة : المعنعن اسم مفعول من " عَنْعَن " بمعنى قال " عَنْ ، عَنْ " .
ب‌) اصطلاحاً : قول الراوي : فلان عن فلان .
مثاله :
ما رواه ابن ماجه قال : " حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن أسامة بن زيد عن عثمان بن عروة عن عروة عن عائشة . قالت قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن الله وملائكته يصلون على مَيَامِنِ الصفوف " ( 1 )
هل هو من المتصل أو المنقطع ؟ :
اختلف العلماء فيه على قولين:
أ‌) قيل أنه منقطع حتى يتبين اتصاله .
ب‌) والصحيح الذي عليه العمل ، وقاله الجماهير من أصحاب الحديث والفقه والأصول أنه متصل بشروط ، اتفقوا على شرطين منها ، واختلفوا في اشتراط ما عداهما ، أما الشرطان اللذان اتفقوا على أنه لا بد منهما ـ ومذهب مسلم الاكتفاء بهما ـ فهما :
1- أن لا يكون المُعَنْعِنُ مُدَلِّساً .
2- أن يمكن لقاء بعضهم بعضا ، أي لقاء المُعَنْعِن بمن عَنْعَنَ عنه .
وأما الشروط التي اختلفوا في اشتراطها زيادة على الشرطين السابقين فهي :
1- ثبوت اللقاء : وهو قول البخاري وابن المديني والمحققين .
2- طول الصحبة : وهو قول أبي المظفر السمعاني .
3- معرفته بالرواية عنه : وهو قول أبي عمرو الداني .
تعريف المٌؤنَّن :
أ) لغة : اسم مفعول من " أَنَّن " بمعني قال " أن ، أن " .
ب) اصطلاحاً : هو قول الراوي : حدثنا فلان أن فلاناً قال ...
حكم المٌؤَنَّن :
أ) قال احمد وجماعة هو منقطع حتى يتبين اتصاله .
ب) وقال الجمهور : " أَنَّ " كـ " عَنْ " ومطلقه محمول على السماع بالشروط المتقدمة .
--------------------------
( 1 ) ابن ماجه ـ كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها جـ1 ـ ص 321 رقم الحديث / 1005.

عبد المنعم جبر عيسي
19/11/2009, 09:13 PM
المردود بسبب طعن في الراوي
1- المردود بالطعن في الراوي :
المراد بالطعن في الراوي جرحه باللسان ، والتكلم فيه من ناحية عدالته ودينه ومن ناحية ضبطه وحفظه وتيقظه .
2- أسباب الطعن في الراوي :
أسباب الطعن في الراوي عشرة أشياء ، خمسة منها تتعلق بالعدالة ، وخمسة منها تتعلق بالضبط .
أ‌) أما التي تتعلق بالطعن في العدالة فهي :
1- الكذب .
2- التهمة بالكذب .
3- الفسق .
4- البدعة .
5- الجهالة .
ب ) أما التي تتعلق بالطعن في الضبط فهي :
1- فٌحْشٌ الغلط .
2- سوء الحفظ .
3- الغفلة .
4- كثرة الأوهام .
5- مخالفة الثقات .
قال الدكتور الطحان :
وسأذكر أنواع الحديث المردود بسبب من هذه الأسباب على التوالي مبتدئاً بالسبب الأشد طعناً .

عبد المنعم جبر عيسي
01/12/2009, 06:03 PM
المَوضُوع
قال الدكتور / محمود الطحان فى كتابه ( تيسير مصطلح الحديث ) :
إذا كان سبب الطعن في الراوي هو الكذب على رسول الله صلي الله عليه وسلم فحديثه يسمي الموضوع .
1- تعريفه :
أ) لغة : هو اسم مفعول من " وَضَعَ الشيء " أي " حَطَّهُ " سُمي بذلك لانحطاط رتبته .
ب) اصطلاحا ً: هو الكذب المٌخْتَلَق المصنوع المنسوب إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم .
2- رتبته :
هو شر الأحاديث الضعيفة وأقبحها . وبعض العلماء يعتبره قسماً مستقلا وليس نوعاً من أنواع الأحاديث الضعيفة .
3- حكم روايته :
أجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد عَلِمَ حالَه في أي معنى كان إلا مع بيان وضعه ، لحديث مسلم : " مَنْ حَدَّثَ عني بحديث يُرَى أنه كَذِبُ فهو أحد الكاذبين " ( 1 )
4- طرق الوضاعين في صياغة الحديث :
أ) إما أن يُنْشئ الوضاع الكلام من عنده ، ثم يضع له إسنادا ويرويه .
ب) وإما أن يأخذ كلاماً لبعض الحكماء أو غيرهم ويضع له إسنادا .
5- كيف يُعْرَفُ الحديث الموضوع ؟
يعرف بأمور منها :
أ‌) إقرار الواضع بالوضع : كإقرار أبي عِصْمَة نوحِ بن أبي مريم بأنه وضع حديث فضائل سور القرآن سورة سورة عن ابن عباس .
ب‌) أو ما يَتَنَزَّلُ منزلة إقراره : كأَنْ يُحَدِّثَ عن شيخ ، فَيُسْألَ عن مولده ، فيذكرَ تاريخا تكون وفاةُ ذلك الشيخ قبلَ مولده هو ، ولا يُعْرَف ذلك الحديث إلا عنده .
ت‌) أو قرينة في الراوي : مثل أن يكون الراوي رافضياً والحديث في فضائل أهل البيت .
ث‌) أو قرينة في المَرْوِي : مثل كون الحديث ركيك اللفظ ، أو مخالفاً للحس أو صريح القرآن .
6- دواعي الوضع وأصناف الوضاعين :
‌أ) التقرب إلى الله تعالى : بوضع أحاديث ترغب الناس في الخيرات ، وأحاديث تخوفهم من فعل المنكرات ، وهؤلاء الوضاعون قوم ينتسبون إلى الزهد والصلاح ، وهم شر الوضاعين لأن الناس قَبِلَتْ موضوعاتهم ثقة بهم ، ومن هؤلاء مَيْسَرَةٌ بن عبد ربه ، فقد روي ابن حبان في الضعفاء عن ابن مهدي قال : قلت لميسرة بن عبد ربه : من أين جئت بهذه الأحاديث ، من قرأ كذا فله كذا ؟ قال : وضعتُها أُرَغِّب الناسَ " ( 2 )
‌ب) الانتصار للمذهب : لا سيما مذاهب الفرق السياسية بعد ظهور الفتنة وظهور الفرق السياسية كالخوارج والشيعة ، فقد وضعت كل فرقة من الأحاديث ما يؤيد مذهبها ، كحديث " علىُّ خير البشر ، من شكَّ فيه كفر "
‌ج) الطعن في الإسلام : وهؤلاء قوم من الزنادقة لم يستطيعوا أن يَكيدوا للإسلام جهاراً ، فعمدوا إلى هذا الطريق الخبيث ، فوضعوا جملة من الأحاديث بقصد تشويه الإسلام والطعن فيه ، ومن هؤلاء محمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة ، فقد رَوَى عن حُمَيْد عن أنس مرفوعاً " أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي إلا أن يشاء الله " ( 3 ) ولقد بين جهابذة الحديث أمر هذه الأحاديث ولله الحمد والمنة .
‌د) التَّزَلٌّف إلى الحكام : أي تقرب بعض ضعفاء الإيمان إلى بعض الحكام بوضع أحاديث تناسب ما عليه الحكام من الانحراف ، مثل قصة غياث بن إبراهيم النَّخَعي الكوفي مع أمير المؤمنين المهدي ، حين دخل عليه وهو يلعب بالحَمَام ، فساق بسنده على التوّ ِإلى النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : " لا سَبَق إلا في نَصْل أو خُفٍ أو حافر أو جَنَاح " فزاد كلمة " أو جَنَاح " لأجل المهدي ، فعرف المهدي ذلك ، فأمر بذبح الحَمَام، وقال : أنا حملته على ذلك .
‌ه) التكسب وطلب الرزق : كبعض القُصَّاص الذين يتكسبون بالتحدث إلى الناس ، فيوردون بعض القصص المسلية والعجيبة حتى يستمع إليهم الناس ويعطوهم ، كأبي سعيد المدائني .
‌و) قصد الشهرة : وذلك بإيراد الأحاديث الغريبة التي لا توجد عند أحد من شيوخ الحديث ، فيقبلون سند الحديث ليُستَغربَ ، فيرغب في سماعه منهم ، كابن أبي دحية وحماد النَّصِيبي " ( 4 )
7- مذاهب ( الكَرَّامِِِيَّة ) في وضع الحديث :
زعمت فرقة من المبتدعة سٌمٌّوا بـ ( الكرامية ) جواز وضع الأحاديث في باب الترغيب والترهيب فقط ، واستدلوا على ذلك بما رٌوي في بعض طرق حديث " من كذب على متعمداً " من زيادة جملة " ليضل الناس " ولكن هذه الزيادة لم تثبت عند حفاظ الحديث .
وقال بعضهم " نحن نكذب له لا عليه " وهذا استدلال في غاية السخف ، فان النبي صلي الله عليه وسلم لا يحتاج شرعه إلى كذابين ليروجوه .
وهذا الزعم خلاف إجماع المسلمين ، حتى بالغ الشيخ أبو محمد الجويني فجزم بتكفير واضع الحديث .
8- خطأ بعض المفسرين في ذكر الأحاديث الموضوعة :
لقد أخطأ بعض المفسرين في ذكرهم أحاديث موضوعة في تفاسيرهم من غير بيان وضعها ، لا سيما الحديث المروي عن أٌبَيّ ابن كعب في فضائل القرآن سورة سورة ، ومن هؤلاء المفسرين :
أ‌) الثعلبي .
ب‌) الواحدي .
ت‌) الزمخشري .
ث‌) البيضاوي .
ج‌) الشوكاني .
9-أشهر المصنفات فيه :
أ) كتاب الموضوعات : لابن الجوزي ، وهو من أقدم ما صنف في هذا الفن ، لكنه متساهل في الحكم على الحديث بالوضع ، لذا انتقده العلماء وتعقبوه .
ب) اللآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة : للسيوطي ، هو اختصار لكتاب ابن الجوزي وتعقيب عليه ، وزيادات لم يذكرها ابن الجوزي .
ج) تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة : لابن عراق الكناني ، وهو كتاب تلخيص لسابقيه ، وهو كتاب حافل مهذب مفيد .

-------------------------------------------
( 1 ) مقدمة مسلم بشرح النووي جـ 1 ـ ص 62 .
( 2 ) تدريب الراوي جـ1 ـ ص 283.
( 3 ) تدريب الراوي جـ 1 ـ ص 284.
( 4 ) المصدر السابق جـ1 ـ ص 286 .

عبد المنعم جبر عيسي
06/12/2009, 01:53 PM
المَتْروك


إذا كان سبب الطعن في الراوي هو التهمة بالكذب ـ وهو السبب الثاني ـ سمي حديثه بالمتروك .
1- تعريفه :
أ) لغة : اسم مفعول من " التَّركِ " وتسمي العرب البيضة بعد أن يخرج منها الفرخ " التَّرِيكة " أي متروكة لا فائدة منها . ( 1 )
ب) اصطلاحاً : هو الحديث الذي في إسناده راو متهم بالكذب .
2- أسباب اتهام الراوي بالكذب أحد أمرين وهما :
أ) أن لا يُروي ذلك الحديث إلا من جهته ، ويكون مخالفاً للقواعد المعلومة . ( 2 )
ب) أن يُعْرَف بالكذب في كلامه العادي ، لكن لم يظهر منه الكذب في الحديث النبوي .
3- مثاله :
حديث عمرو بن شَمِر الجُعْفي الكوفي الشيعي ، عن جابر عن أبي الطفيل عن علي وعمار قالا : كان النبي صلي الله عليه وسلم يقنت في الفجر ، ويكبر يوم عرفة من صلاة الغَداة ، ويقطع صلاة العصر آخر أيام التشريق "
وقد قال النسائي والدارقطني وغيرهما عن عمرو بن شَمِر : " متروك الحديث " . ( 3 )
4- رتبته :
مر بنا أن شر الضعيف الموضوع ، ويليه المتروك ، ثم المنكر ثم المعلل ، ثم المدرج ، ثم المقلوب ، ثم المضطرب ، كذا رتبه الحافظ ابن حجر . ( 4 )

-------------------------------------------

( 1 ) انظر القاموس جـ 3 – ص 306
( 2 ) القواعد العامة: هي القواعد العامة التي استنبطها العلماء من مجموع نصوص عامة صحيحة مثل قاعدة " الأصل براءة الذمة "
( 3 ) ميزان الاعتدال جـ 3 ـ ص 268.
( 4 ) انظر التدريب جـ 1 ـ ص 295 والنخبة وشرحها ص 46 وما بعدها .

عبد المنعم جبر عيسي
19/12/2009, 01:13 PM
المُنْكَر

قال الدكتور الطحان :
إذا كان سب الطعن في الراوي فحش الغلط أو كثرة الغفلة أو الفسق ـ وهو السبب الثالث والرابع والخامس ـ فحديثه يسمي المنكر .
1- تعريفه :
أ ) لغة : هو اسم مفعول من " الإنكار " ضد الإقرار .
ب ) اصطلاحاً : عرف علماء الحديث المنكر بتعريفات متعددة أشهرها تعريفان وهما :
1- هو الحديث الذي في إسناده راو فَحُشَ غلطُه أو كثرت غفلته أو ظهر فسقه .
وهذا التعريف ذكره الحافظ ابن حجر ونسبه لغيره . ( 1 )
ومشي على هذا التعريف البيقوني في منظومته فقال :
ومنكر الفرد به راو غدا تعديله لا يحمل التفردا
2- هو ما رواه الضعيف مخالفاً لما رواه الثقة.
وهذا التعريف هو الذي ذكره الحافظ ابن حجر واعتمده ، وفيه زيادة على التعريف الأول وهي قيد مخالفة الضعيف لما رواه الثقة .
2- الفرق بينه وبين الشاذ :
أ ) أن الشاذ ما رواه المقبول ( 2 ) مخالفاً لمن هو أولى منه .
ب ) أن المنكر ما رواه الضعيف مخالفاً للثقة .
فيُعْلَم من هذا أنهما يشتركان في اشتراط المخالفة ويفترقان في أن الشاذ رَاوِيْه مقبول ، والمنكر راويه ضعيف . قال ابن حجر : " وقد غفل من سَوَّى بينهما " . ( 3 )
3- مثاله :
أ) مثال للتعريف الأول : ما رواه النسائي وابن ماجة من رواية أبي زُكَيْر يحيي بن محمد بن قيس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً " كلوا البَلَح بالتمر فان ابن آدم إذا أكله غضب الشيطان "
قال النسائي : " هذا حديث منكر ، تفرد به أبو زٌكَيْر وهو شيخ صالح ، أخرجه له مسلم في المتابعات ، غير أنه لم يبلغ مبلغ من يُحْتَمَل تَفَرُّدُهُ " ( 4 )
ب‌) مثال للتعريف الثاني : ما رواه ابن أبي حاتم من طريق حُبيب بن حَبِيب الزيات عن أبي اسحق عن العيزار بن حُرَيْث عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " من أقام الصلاة وآتي الزكاة وحج البيت وصام وقَرَى الضيف دخل الجنة " .
قال أبو حاتم : " هو منكر لأن غيره من الثقات رواه عن أبي اسحق موقوفاً ، وهو المعروف "
4- رتبته :
يتبين من تعريفي المنكر المذكورين آنفاً أن المنكر من أنواع الضعيف جداً لأنه إما راويه ضعيف موصوف بفحش الغلط أو كثرة الغفلة أو الفسق ، وإما راويه ضعيف مخالف في روايته تلك لرواية الثقة ، وكلا القسمين فيه ضعف شديد ، لذلك مر بنا في بحث " المتروك " أن المنكر يأتي في شدة الضعف بعد مرتبة المتروك .

----------------------------------------------
( 1 ) انظر النخبة وشرحها ص 47 .
( 2 ) المراد بالمقبول هنا ما يشمل راوي الصحيح وراوي الحسن ( أي العدل التام الضبط ـ أو العدل الذي خف ضبطه ) .
( 3 ) انظر النخبة وشرحها ص 37 ويعني بقوله هذا ابن الصلاح ، فقد سوى بين الشاذ والمنكر في " علوم الحديث " ص 72 إذ قال " المنكر ينقسم قسمين على ما ذكرناه في الشاذ فأنه بمعناه "
( 4 ) التدريب جـ 1 ـ ص 240 .

صادق الشوق
12/01/2010, 09:32 PM
جهد كبير وعمل صالح بأذن الله ..

تقبل الله عملك وجعلة في موازين حسناتك ،
وكما قيل شرف التعلم بشرف العلم كيف لايكون ذلك وهو مثعلق بسنة رسول الله صلى الله علية وسلم بتنقية الصحيح منها والسقيم
الحمد الله أن هيئ لنا رجالاً سخرهم الله لخدمة دينة جعلنا الله منهم .

عبد المنعم جبر عيسي
14/01/2010, 07:51 PM
جهد كبير وعمل صالح بأذن الله ..

تقبل الله عملك وجعلة في موازين حسناتك ،
وكما قيل شرف التعلم بشرف العلم كيف لايكون ذلك وهو مثعلق بسنة رسول الله صلى الله علية وسلم بتنقية الصحيح منها والسقيم
الحمد الله أن هيئ لنا رجالاً سخرهم الله لخدمة دينة جعلنا الله منهم .


للهم آمين ..
وتقبل منك أخى ..
سعدت بالمرور الكريم ..

عبد المنعم جبر عيسي
18/01/2010, 07:38 PM
المَعروف ( 1 )
1- تعريفه :
أ) لغة : هو اسم مفعول من " عَرَفَ "
ب) اصطلاحاً : ما رواه الثقة مخالفاً لما رواه الضعيف فهو بهذا المعنى مقابل للمنكر ، أو بتعبير أدق ، هو مقابل لتعريف المنكر الذي اعتمده الحافظ ابن حجر .
2- مثاله :
أما مثاله فهو المثال الثاني الذي مر في نوع المنكر ، لكن من طريق الثقات الذين رووه موقوفاً على ابن عباس . لأن ابن أبي حاتم قال : ـ بعد أن ساق حديث حُبَيِّب المرفوع ـ " هو منكر ، لأن غيره من الثقات رواه عن أبي اسحق موقوفاً ، وهو المعروف ".
-----------------------------------------
( 1 ) لم يذكر المعروف هنا لأنه من أنواع المردود ، وإنما ذكر هنا لمناسبة قسيمه " المنكر " هذا و "المعروف " من أقسام المقبول الذي يحتج به كما هو معروف .

عبد المنعم جبر عيسي
21/01/2010, 12:33 PM
المعلَل
إذا كان سبب الطعن في الراوي هو " الوهم " فحديثه يسمي المعلل وهو السبب السادس .
1- تعريفه :
أ) لغة : اسم مفعول من " أَعَلَّهُ " بكذا فهو " مُعَلٌّ " وهو القياس الصرفي المشهور ، وهو اللغة الفصيحة ، لكن التعبير بـ " المعلل " من أهل الحديث جاء على غير المشهور في اللغة ( 1 ) ، ومن المحدثين من عبر عنه بـ " المعلول " وهو ضعيف مرذول عند أهل العربية واللغة ( 2 ) .
ب) اصطلاحاً : هو الحديث الذي اُطُّلِعَ فيه على علة تقدح في صحته مع أن الظاهر السلامة منها .
2- تعريف العلة :
هي سبب غامض خفي قادح في صحة الحديث . فيؤخذ من تعريف العلة هذا أن العلة عند علماء الحديث لا بد أن يتحقق فيها شرطان وهما .
أ‌) الغموض والخفاء.
ب‌) والقدح في صحة الحديث .
فان اختل واحد منهما ـ كأن تكون العلة ظاهرة أو غير قادحة ـ فلا تسمى عندئذ علة اصطلاحاً .
3- قد تطلق العلة على غير معناها الاصطلاحي :
إن ما ذكرته من تعريف العلة في الفقرة السابقة هو المراد بالعلة في اصطلاح المحدثين لكن قد يطلقون العلة أحياناً على أي طعن موجه للحديث وان لم يكن هذا الطعن خفياً أو قادحاً :
أ‌) فمن النوع الأول : التعليل بكذب الراوي ، أو غفلته ، أو سوء حفظه ، أو نحو ذلك. حتى لقد سمي الترمذي النسخ علة .
ب‌) ومن النوع الثاني : التعليل بمخالفة لا تقدح في صحة الحديث ، كإرسال ما وصله الثقة ، وبناء على ذلك قال بعضهم : من الحديث الصحيح ما هو صحيح معل .
4- جلالته ودقته ومن يتمكن منه :
معرفة علل الحديث من أجلَّ علوم الحديث وأدقها ، لأنه يحتاج إلى كشف العلل الغامضة الخفية التي لا تظهر إلا للجهابذة في علوم الحديث ، وإنما يتمكن منه ويقوي على معرفته أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب ، ولهذا لم يَخُضْ غماره إلا القليل من الأئمة كابن المديني وأحمد والبخاري وأبي حاتم والدارقطني
5- إلى أي إسناد يتطرق التعليل ؟
يتطرق التعليل إلى الإسناد الجامع شروط الصحة ظاهراً ، لأن الحديث الضعيف لا يحتاج إلى البحث عن علله إذ أنه مردود لا يعمل به .
6- بِمَ يُسْتَعان على إدراك العلة ؟
يُستعان على إدراك العلة بأمور منها :
أ‌) تفرُّد الراوي .
ب‌) مخالفة غيره له .
ت‌) قرائن أخرى تنضم إلى ما تقدم في الفقرتين ( أ ، ب ) .
هذه الأمور تنبه المعارف بهذا الفن على وهم وقع من راوي الحديث ، إما بكشف إرسال في حديث رواه موصولاً أو وقف في حديث رواه مرفوعاً أو إدخاله حديثاً في حديث أو غير ذلك من الأوهام ، بحيث يغلب على ظنه ذلك فيحكم بعدم صحة الحديث .
7- ما هو الطريق إلى معرفة المُعَلَّل ؟
الطريق إلى معرفته هو جمع طرق الحديث ، والنظر في اختلاف رواته ، والموازنة بين ضبطهم وإتقانهم ، ثم الحكم على الرواية المعلولة .
8- أين تقع العلة ؟
أ) تقع في الإسناد ـ وهو الأكثر ـ كالتعليل بالوقف والإرسال .
ب) وتقع في المتن ـ وهو الأقل ـ مثل حديث نفي قراءة البسملة في الصلاة .
9- هل العلة في الإسناد تقدح في المتن ؟
أ) قد تقدح في المتن مع قدحها في الإسناد ، وذلك مثل التعليل بالإرسال .
ب) وقد تقدح في الإسناد خاصة ، ويكون المتن صحيحاً مثل حديث يَعْلَي بن عُبَيْد ، عن الثوري عن عمرو بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً " الَبَيِّعَان بالخِيار " فقد وهم يَعْلَي على سفيان الثوري في قوله " عمرو بن دينار " إنما هو عبدالله بن دينار ، فهذا المتن صحيح ، وان كان في الإسناد علة الغَلَط ، لأن كُلّاً من عمرو وعبد الله بن دينار ثقة . فإبدال ثقة بثقة لا يضر صحة المتن ، وان كان سياق الإسناد خطأ .
10 - أشهر المصنفات فيه :
أ) كتاب العلل لابن المديني .
ب) علل الحديث لابن أبي حاتم .
ج) العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل .
د) العلل الكبير ، والعلل الصغير ، للترمذي .
هـ) العلل الواردة في الأحاديث النبوية للدارقطني ، وهو أجمعها وأوسعها .
-------------------------------------
( 1 ) لأن المعلل اسم مفعول من " علله " بمعني ألهاه ، ومنه تعليل إلام ولدها .
( 2 ) لأن اسم المفعول من الرباعي لا يكون على وزن مفعول، وانظر علوم الحديث ص 81 .

عبد المنعم جبر عيسي
31/01/2010, 05:18 AM
المخالفة للِثقات


قال الدكتور / محمود الطحان :

إذا كان سبب الطعن في الراوي مخالفته للثقات ـ وهو السبب السابع ـ فينتج عن مخالفته للثقات خمسة أنواع من علوم الحديث ، وهي : " المُدْرَج ، والمَقْلوب ، والمَزِيْد في متصل الأسانيد والمُضطَّرِب والمُصَحَّف "
1- فان كانت المخالفة بتغيير سياق الإسناد أو بدمج موقوف بمرفوع فيسمي " المُدْرَج ".
2- وان كانت المخالفة بتقديم أو تأخير فيسمي " المقلوب ".
3- وان كانت المخالفة بزيادة راوٍ فيسمي " المزيد في متصل الأسانيد "
4- وان كانت المخالفة بإبدال راو براو أو بحصول التدافع في المتن ولا مُرَجِّح فيسمي "المُضْطَّرب "
5- وان كانت المخالفة بتغيير اللفظ مع بقاء السياق فيسمي " المُصَحَّف " ( 1 ) .
وإليك تفصيل البحث فيها على التوالي .
-----------------------
( 1 ) انظر النخبة وشرحها ص 48-49 .

عبد المنعم جبر عيسي
07/02/2010, 01:24 PM
المُدْرَج

1- تعريفه :
أ) لغة : اسم مفعول من " أدرجت " الشيء في الشيء ، إذا أدخلته فيه وضمنته إياه .
ب) اصطلاحا ً: ما غُير سياق إسناده ، أو أدخل في متنه ما ليس منه بلا فصل .
2- أقسامه :
المدرج قسمان ، مٌدْرَج الإسناد ، ومٌدْرَج المتن .
أ‌) مدرج الإسناد :
1- تعريفه :هو ما غير سياق إسناده .
2- من صوره : أن يسوق الراوي الإسناد ، فيعرض له عارض ، فيقول كلاماً من قبل نفسه ، فيظن بعض من سمعه أن ذلك الكلام هو متن ذلك الإسناد ، فيرويه عنه كذلك .
3- مثاله : قصة ثابت بن موسى الزاهد في روايته : " من كثرت صلاته بالليل حَسُنَ وجهه بالنهار ( 1 ) " وأصل القصة أن ثابت بن موسى دخل على شريك بن عبدالله القاضي وهو يُمْلِي ويقول : " حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .... " وسكت ليكتب المُسْتَمْلِي ( 2 ) ، فلما نظر إلى ثابت قال : " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار " وقصد بذلك ثابتاً لزهده وورعه ، فظن ثابت أنه متن ذلك الإسناد ، فكان يحدث به .
ب‌)مدرج المتن :
1- تعريفه : ما أُدْخِلَ في متنه ما ليس منه بلا فَصْل .
2- أقسامه : ثلاثة وهي :
أ‌) أن يكون الإدراج في أول الحديث ، وهو القليل ، لكنه أكثر من وقوعه في وسطه .
ب‌) أن يكون الإدراج في وسط الحديث ، وهو أقل من الأول .
ت‌) أن يكون الإدراج في آخر الحديث ، وهو الغالب .
3- أمثلة له :
أ) مثال لوقوع الإدراج في أول الحديث : وسببه أن الراوي يقول كلاماً يريد أن يستدل عليه بالحديث فيأتي به بلا فصل ، فيتوهم السامع أن الكل حديث ، مثل " ما رواه الخطيب من رواية أبي قَطَن وشَبَابَةَ ـ فَرَّقَهُما ـ عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " أَسْبِغوا الوضوء ، ويل للأعقاب من النار " فقوله :" أسبغوا الوضوء " مُدْرَج من كلام أبي هريرة كما بُيِّنَ في رواية البخاري عن آدم عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال : " أسبغوا الوضوء ، فإن أبا القاسم صلى الله عليه وسلم قال : " ويل للأعقاب من النار " .
قال الخطيب : " وهم أبو قَطَنٍ وشَبَابَةٌ في روايتهما له عن شعبة على ما سقناه ، وقد رواه الجَمٌّ الغَفير عنه كرواية آدم " ( 3 ) .
ت‌) مثال لوقوع الإدراج في وسط الحديث : حديث عائشة في بدء الوحي : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يَتَحَنَّثُ في غار حراء ـ وهو التَعَبُّدُ ـ الليالي ذوات العدد ( 4 ) " فقوله : " وهو التعبد " مدرج من كلام الزهري رحمه الله .
ث‌) مثال لوقوع الإدراج في آخر الحديث : حديث أبي هريرة مرفوعاً " للعبد المملوك أجران ، والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبِرُّ أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك " ( 5 ) .
فقوله : " والذي نفسي بيده .... الخ " من كلام أبي هريرة ، لأنه يستحيل أن يصدر ذلك منه صلى الله عليه وسلم . لأنه لا يمكن أن يتمني الرَّقَّ ، ولأن أمه لم تكن موجودة حتى يَبَرَّها .
3- دواعي الإدراج :
دواعي الإدراج متعددة أشهرها ما يلي :
أ‌) بيان حكم شرعي .
ب‌) استنباط حكم شرعي من الحديث قبل أن يتم الحديث.
ت‌) شرح لفظ غريب في الحديث .
4- كيف يُدْرَك الإدراج ؟
يُدَرك الإدراج بأمور منها .
أ‌) وروده منفصلا في رواية أخري .
ب‌) التنصيص عليه من بعض الأئمة المطلعين .
ت‌) إقرار الراوي نفسه أنه أدرج هذا الكلام .
ث‌) استحالة كونه صلي الله عليه وسلم ذلك.
5- حكم الإدراج :
الإدراج حرام بإجماع العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم ، ويستثني من ذلك ما كان لتفسير غريب ، فانه غير ممنوع ، ولذلك فعله الزهري وغيره من الأئمة .
6- أشهر المصنفات فيه :
أ) " الفَصْلُ للوَصْل المُدْرَج في النََّقْل " للخطيب البغدادي .
ب) " تقريب المَنْهَج بترتيب المُدْرَج " لابن حجر، وهو تلخيص لكتاب الخطيب وزيادة عليه .
--------------------------
( 1 ) أخرجه ابن ماجة ـ باب قيام الليل ـ جـ1 ص 422 رقم الحديث / 1333/ .
( 2 ) المستملي هو الذي يبلغ صوته المحدث إذا كثر الطلاب في المجلس .
( 3 ) تدريب الراوي جـ 1 ـ ص 270
( 4 ) البخاري ـ باب بدء الوحي .
( 5 ) البخاري في العنق .

عبد المنعم جبر عيسي
03/05/2010, 11:39 AM
المَقلوب

ما زلنا نتصفح كتاب ( تيسيير مصطلح الحديث ) للدكتور / محمود الطحان .. حيث نواصل قرائتنا للمبحث الثالث من الفصل الثالث من الكتاب ( الخبر المردود بشسبب طعن فى الراوى ) .. وقد ذكر فضيلته أن أسباب رد هذا النوع من الأحاديث عشرة ، تتعلق خمسة منها بعدالة الراوى .. وخمسة أخرى تتعلق بالضبط .. كما ذكر فضيلته أنواع الحديث المردود بسبب طعن فى الراوى مبتدئا بالسبب الأشد .. وهو ( الموضوع ) .. ثم ( المتروك ) .. ثم ( المنكر ) .. ثم ( المعروف ) .. ثم ( المعلل ) .. ثم ( المخالفة للثقات ) .. فقسَّم فضيلتة أسباب رد الحديث بسبب طعن فى الراوى لمخالفته للثقات إلى خمسة أقسام .. هي : " المُدْرَج ، والمَقْلوب ، والمَزِيْد في متصل الأسانيد والمُضطَّرِب والمُصَحَّف " ..
وعن القسم الثانى من أقسام الحديث المردود بسبب طعن فى الراوى لمخالفته للثقات .. المقلوب .. قال الدكتور محمود الطحان :
1- تعريفه :
أ) لغة : هو اسم مفعول من " القَلْب " وهو تحويل الشيء عن وجهه ( 1 )
ب) اصطلاحا ً: إبدال لفظ بآخر في سند الحديث أو متنه ، بتقديم أو تأخير ونحوه.
2- أقسامه:
ينقسم المقلوب إلى قسمين رئيسيين هما :
مقلوب السند ، ومقلوب المتن .
أ) مقلوب السند : وهو ما وقع الإبدال في سنده ، وله صورتان .
1- أن يُقَدَّم الراوي ويؤخر في اسم أحد الرواة واسم أبيه ، كحديث مروي عن " كعب بن مُرَّة " فيرويه الراوي عن " مُرَّة بن كعب " .
2- أن يُبْدِل الراوي شخصاً بآخر بقصد الإغراب : كحديث مشهور عن " سالم " فيجعله الراوي عن " نافع "
وممن كان يفعل ذلك من الرواة " حماد بن عمرو النصيبي " وهذا مثاله : حديث رواه حماد النصيبي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً : " إذا لقيتم المشركين في طريق فلا تبدءوهم بالسلام " فهذا حديث مقلوب ، قلبه حماد ، فجعله عن الأعمش ، وإنما هو معروف عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة . هكذا أخرجه مسلم في صحيحه .
وهذا النوع من القلب هو الذي يُطْلَق على راويه أنه يسرق الحديث .
ب) مقلوب المتن : وهو ما وقع الإبدال في متنه ، وله صورتان أيضاً .
1- أن يُقَدَّم الراوي ويؤخر في بعض متن الحديث .
ومثاله : حديث أبي هريرة عند مسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، ففيه " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله " فهذا مما انقلب على بعض الرواة وإنما هو : " حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " ( 2 ) .
2- أن يَجعل الراوي متن هذا الحديث على إسناد آخر، ويجعل إسناده لمتن آخر، وذلك بقصد الامتحان وغيره .
مثاله : ما فعل أهل بغداد مع الإمام البخاري ، إذ قلبوا له مائة حديث ، وسألوه عنها امتحاناً لحفظه ، فرَدَّها على ما كانت عليه قبل القلب ، ولم يخطئ في واحد منها ( 3 ) .
3- الأسباب الحاملة على القَلْب :
تختلف الأسباب التي تحمل بعض الرواة على القلب ، وهذه الأسباب هي :
‌أ) قصد الإغراب ليرغب الناس في رواية حديثه والأخذ عنه .
‌ب) قصد الامتحان والتأكد من حفظ المحدث وتمام ضبطه .
‌ج) الوقوع في الخطأ والغلط من غير قصد .
4- حكم القلب :
أ) إن كان القلب بقصد الإغراب فلا شك في أنه لا يجوز لأن فيه تغييراً للحديث ، وهذا من عمل الوضاعين .
ب) وإن كان بقصد الامتحان ، فهو جائز للتثبت من حفظ المحدث وأهليته ، وهذا بشرط أن يُبَيَّنَ الصحيح قبل انفضاض المجلس .
ج) وان كان عن خطأ وسهو ، فلا شك أن فاعله معذور في خطئه ، لكن إذا كثر ذلك منه فانه يُخِلُّ بضبطه ، ويجعله ضعيفاً .
أما الحديث المقلوب فهو من أنواع الضعيف المردود كما هو معلوم .
5- أشهر المصنفات فيه :
أ) كتاب " رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والألقاب " للخطيب البغدادي ، والظاهر من اسم الكتاب أنه خاص بقسم المقلوب الواقع في السند فقط .

--------------------------
( 1 ) انظر القاموس جـ 1 ـ ص 123 .
( 2 ) البخاري في الجماعة ، ومسلم في الزكاة ـ باب فضل إخفاء الصدقة حـ7 ـ ص 120 من شرح النووي على مسلم ، ومالك في الموطأ ـ كتاب الشعر باب ما جاء في المتحابين في الله ، جـ2 ـ 952 .
( 3 ) انظر تفاصيل القصة في تاريخ بغداد جـ2 ـ ص 20

عبد المنعم جبر عيسي
26/11/2010, 09:06 PM
المَزِيد في مٌتَّصِل الأسانيد

1- تعريفه:
أ) لغة : المزيد اسم مفعول من " الزيادة " ، والمتصل ضد المنقطع ، والأسانيد جمع إسناد .
ب) اصطلاحاً : زيادة راوٍ في أثناء سند ظاهره الاتصال .
2- مثاله :
ما روي ابن المبارك قال : حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن يزيد ، حدثني بُسْر بن عُبيد الله ، قال سمعت أبا إدريس قال سمعت واثلة يقول سمعت أبا مَرْثد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تجلسوا على القبور ولا تُصَلُّوا إليها " ( 1 ) .
3- الزيادة في هذا المثال :
الزيادة في هذا المثال في موضعين ، الموضع الأول في لفظ " سفيان " والموضع الثاني في لفظ " أبا إدريس " وسبب الزيادة في الموضعين هو الوهم .
أ‌) أما زيادة " سفيان " فوهم ممن دون ابن المبارك ، لأن عدداً من الثقات رووا الحديث عن ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد ، ومنهم من صرح فيه بالإخْبار.
ب‌) وأما الزيادة " أبا إدريس " فوهم من ابن المبارك ، لأن عدداً من الثقات رووا الحديث عن عبد الرحمن بن يزيد فلم يذكروا أبا إدريس ، ومنهم من صرح بسماع بُسْر من واثلة .
4- شروط رد الزيادة:
يشترط لِرَدَّ الزيادة واعتبارها وهماً ممن زادها شرطان وهما :
أ‌) أن يكون من لم يزدها أتقن ممن زادها .
ب‌) أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة .
فان اختل الشرطان أو واحد منهما ترجحت الزيادة وقُبِلَتْ ، واعتبر الإسناد الخالي من تلك الزيادة منقطعاً ، لكن انقطاعه خَفٍيُّ وهو الذي يسمى " المرسل الخفي " .
5- الاعتراضات الواردة على ادَّعاء وقوع الزيادة :
يُعْتَرَض على ادعاء وقوع الزيادة باعتراضين هما :
أ‌) إن كان الإسناد الخالي عن الزيادة بحرف "عن " في موضع الزيادة ، فينبغي أن يٌجْعَل منطقاً .
ب‌) وان كان مصرََّحا فيه بالسماع ، أُحْتُمِل أن يكون سَمِعَهُ من رجل عن أولاً ، ثم سمعه منه مباشرة ، ويمكن أن يُجاب عن ذلك بما يلي :
أ‌) أما الاعتراض الأول فهو كما قال المعترض .
ب‌) وأما الاعتراض الثاني ، فالاحتمال المذكور فيه ممكن لكن العلماء لا يحكمون على الزيادة بأنها وهم إلا مع قرينة تدل على ذلك .
6- أشهر المصنفات فيه :
كتاب " تمييز المزيد في متصل الأسانيد " للخطيب البغدادي .
------------------------------------
( 1 ) رواه مسلم ـ كتاب الجنائز جـ7 ـ ص 38 والترمذي جـ3 ـ ص 367 كلاهما بزيادة أبي ادريس وحذفها .