المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رباب



ابودعاء
21/11/2008, 07:53 PM
رباب(حب على الطريقةالبدوية)
لأنّي ياحبيبتي بدوي التكوين والتعبير، نائلي العشيرة تتعذبين..لأنّي جلف الكلمات، قاسي التعابير، أمارس الرجولة بمعاني القبيلة في طقوس عصبية، عصاتية تتعذبين. معذرة ياحلوتي التي نبتت في المدينة زهرة مدلّلة ، تحب الّلمسات اللطيفة والهمسات الخفيفة..ما أنت إلا سنبلة صفراء يداعبها منجلي..منذ نبتت أول شعرة على وجهي السهوبي أوصتني القبيلة أنّ (المرأة دابة..العصا ثم العصا..) رباب يا بطيخ الصيف الشهي في بساتين(مطيريحة)*..أنا ما تعودت هذا الجمال والدلال وهذه الرّقة والعذوبة..ماذا أقول؟! ماذا أفعل؟! وأنا الأرعن ما حفظت إلا خطابات المواخير وأحاديث الرعاة في ليالي السمر الماجنة..كنّا نناجي أشباح النساء السابحات في إتساع البادية..ننتظر أيام السوق الأسبوعية لنقتحم المدينة..فالمدينة كانت تسوقا..ونساء..كانت أعزّ اللحظات ننتظرها بلهفة ونرسم خططها بطرق مختلفة..وحين نعود نروي بطولاتنا وفتوحاتنا للمحرومين.. آه كم تعذبت حين تأخّر شاربي في البروز..قد كنت موضوع تهكّم وسخرية أترابي..وأمّي بلباسها التقليدي ووشم السنين وراء منسجها تقول: -"هذي عين أصابتك يا ولدي عليك بالمرابط فلان وعلاّن" كل يوم تخترع وصفة جديدة تلتقطها أذنها اليسرى..وأبي الذي أحرقت الشمس وجهه ونفخ شاربه(كالة شمّه) يومئ موافقا ، ويتحاشى إصطحابي إلى المدينة كما وصفني في عاصفة غضب: -"أنت عاري فلتزم أمّك!.." أيّامي بلا شارب في عشيرة لا تؤمن إلاّ بالشارب علّمتني أنّ الرجولة شارب وقسوة تجاه النساء..وحين أدركت السّر وراء حرماني التسوّق ووقفت على ما كان يفتخر به الرجال ويميزهم عنّا في أربعاء ذلك الخريف تقيأت أول الأمر لتصير عادة لا بدّ منها.. كانت يا رباب يا نجمتي البيضاء أيّام وولت ..ها أنا في غمرة النزوح ومضايقات ومذابح الإرهاب أسكن المدينة ،حاملا عاداتي ومتاعي،ليأسرني وجهك بين الثانية والرابعة زوالا..أنت يا إبنة المدارس ، يا عسلية العينين، يا رائعة القوام..تمرين أمامي في غنج أفقدني كل تعاليم ومبادئ العشيرة..لا أذكر إلاّ أنّي صحت حين لمحتك في ذهول: -"ياه..الجمال والنظافة..الجمال والنظافة..ياه ياه.." إبتسامة وحيدة جعلتني "دون خوانا" يحرق كل المراحل وكل أبراج المراقبة..رباب يا حبيبتي تتعذبين..أعرف لأنّك عود طري وبذرة لا بدّ أن أرعاها وأسقيها بأحلى الكلمات.. -" أنت..أنت لا تعرف المجاملة والملاطفة" تنفجرين ذات لقاء في غضب وسذاجة تحاولين تحريك حجر مثلي.. -"أنت جامد..من أي طين صنعت؟!!." من طين الرعاع والفلاحين والمكبوتين..أعذريني هذا ما علّمت.. لن تجدي فيّ أبطال الروايات المصرية والمكسيكية ولا حرارة الأغاني العاطفيّة، ولا روائع غزل نزار قباني إلاّ ذاك الرجل الذي نصحه(نيتشه) أن لا ينس عصاه إن كان قاصدا إمرأة.. رباب يا قدري معذرة فهل تقبليني كما أنا بعمامتي وبرنوسي وعصاتي ورائحة التبغ والريف القاسي؟!! فكّري يا حلوتي فلن تجدي عندي غير رجولتي العشائرية..وفحولتي...فكري فأنا هنا أنتظر ، على الجدار أنتظر.. -"قد كرهت الحب أسرقه من ثقوب الخيام"* لم يكن (مفتاح) يفقه شيئا مما كتبه صديقة المثقف..أخذ الرسالة ..قدّمها لرباب وأنصرف..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*منطقة فلاحية بالقرب من مكان إقامة الكاتب..
*بيت شعري للشاعر الكبير نزار قبّاني.


قوادري علي

ابو مريم
24/11/2008, 11:04 PM
رباب(حب على الطريقةالبدوية)

لأنّي ياحبيبتي بدوي التكوين والتعبير، نائلي العشيرة تتعذبين..لأنّي جلف الكلمات، قاسي التعابير، أمارس الرجولة بمعاني القبيلة في طقوس عصبية، عصاتية تتعذبين. معذرة ياحلوتي التي نبتت في المدينة زهرة مدلّلة ، تحب الّلمسات اللطيفة والهمسات الخفيفة..ما أنت إلا سنبلة صفراء يداعبها منجلي..منذ نبتت أول شعرة على وجهي السهوبي أوصتني القبيلة أنّ (المرأة دابة..العصا ثم العصا..) رباب يا بطيخ الصيف الشهي في بساتين(مطيريحة)*..أنا ما تعودت هذا الجمال والدلال وهذه الرّقة والعذوبة..ماذا أقول؟! ماذا أفعل؟! وأنا الأرعن ما حفظت إلا خطابات المواخير وأحاديث الرعاة في ليالي السمر الماجنة..كنّا نناجي أشباح النساء السابحات في إتساع البادية..ننتظر أيام السوق الأسبوعية لنقتحم المدينة..فالمدينة كانت تسوقا..ونساء..كانت أعزّ اللحظات ننتظرها بلهفة ونرسم خططها بطرق مختلفة..وحين نعود نروي بطولاتنا وفتوحاتنا للمحرومين.. آه كم تعذبت حين تأخّر شاربي في البروز..قد كنت موضوع تهكّم وسخرية أترابي..وأمّي بلباسها التقليدي ووشم السنين وراء منسجها تقول: -"هذي عين أصابتك يا ولدي عليك بالمرابط فلان وعلاّن" كل يوم تخترع وصفة جديدة تلتقطها أذنها اليسرى..وأبي الذي أحرقت الشمس وجهه ونفخ شاربه(كالة شمّه) يومئ موافقا ، ويتحاشى إصطحابي إلى المدينة كما وصفني في عاصفة غضب: -"أنت عاري فلتزم أمّك!.." أيّامي بلا شارب في عشيرة لا تؤمن إلاّ بالشارب علّمتني أنّ الرجولة شارب وقسوة تجاه النساء..وحين أدركت السّر وراء حرماني التسوّق ووقفت على ما كان يفتخر به الرجال ويميزهم عنّا في أربعاء ذلك الخريف تقيأت أول الأمر لتصير عادة لا بدّ منها.. كانت يا رباب يا نجمتي البيضاء أيّام وولت ..ها أنا في غمرة النزوح ومضايقات ومذابح الإرهاب أسكن المدينة ،حاملا عاداتي ومتاعي،ليأسرني وجهك بين الثانية والرابعة زوالا..أنت يا إبنة المدارس ، يا عسلية العينين، يا رائعة القوام..تمرين أمامي في غنج أفقدني كل تعاليم ومبادئ العشيرة..لا أذكر إلاّ أنّي صحت حين لمحتك في ذهول: -"ياه..الجمال والنظافة..الجمال والنظافة..ياه ياه.." إبتسامة وحيدة جعلتني "دون خوانا" يحرق كل المراحل وكل أبراج المراقبة..رباب يا حبيبتي تتعذبين..أعرف لأنّك عود طري وبذرة لا بدّ أن أرعاها وأسقيها بأحلى الكلمات.. -" أنت..أنت لا تعرف المجاملة والملاطفة" تنفجرين ذات لقاء في غضب وسذاجة تحاولين تحريك حجر مثلي.. -"أنت جامد..من أي طين صنعت؟!!." من طين الرعاع والفلاحين والمكبوتين..أعذريني هذا ما علّمت.. لن تجدي فيّ أبطال الروايات المصرية والمكسيكية ولا حرارة الأغاني العاطفيّة، ولا روائع غزل نزار قباني إلاّ ذاك الرجل الذي نصحه(نيتشه) أن لا ينس عصاه إن كان قاصدا إمرأة.. رباب يا قدري معذرة فهل تقبليني كما أنا بعمامتي وبرنوسي وعصاتي ورائحة التبغ والريف القاسي؟!! فكّري يا حلوتي فلن تجدي عندي غير رجولتي العشائرية..وفحولتي...فكري فأنا هنا أنتظر ، على الجدار أنتظر.. -"قد كرهت الحب أسرقه من ثقوب الخيام"* لم يكن (مفتاح) يفقه شيئا مما كتبه صديقة المثقف..أخذ الرسالة ..قدّمها لرباب وأنصرف..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*منطقة فلاحية بالقرب من مكان إقامة الكاتب..
*بيت شعري للشاعر الكبير نزار قبّاني.



قوادري علي

سرد جميل بقلم صديق مفتاح ،أتى ببوح وفضح لواقع بطل القصة، على صفحات الرسالة
السؤال اخي أبو دعاء ، هل مفتاح على علم يما تحتويه الكتابة؟؟؟؟؟
بداية موفقة ننتظر منك المزيد بوركت أخي..
أبو مريم.

ابودعاء
26/11/2008, 06:02 PM
سرد جميل بقلم صديق مفتاح ،أتى ببوح وفضح لواقع بطل القصة، على صفحات الرسالة
السؤال اخي أبو دعاء ، هل مفتاح على علم يما تحتويه الكتابة؟؟؟؟؟
بداية موفقة ننتظر منك المزيد بوركت أخي..
أبو مريم.

الأخ أبومري
بداية اقول أني قديم هنا
وعندي مايقارب 5 قصص
لكن للأسف فانا غير معروف...
اشكرك أستاذي العزيز على الملاحظات
واقول أن مفتاح بدوي أمي إستعان بصدثق مثقف
لينقل احاسيسه الجميلة لأبنة المدينة المتعلمة
سلامي الحار

أحمد غانم عبد الجليل
30/12/2008, 04:50 PM
القاص العزيز أبو دعاء ...
قصة سلسة الإسلوب و ذات جمال خاص ينبع من بساطة و تلقائية الشخصية القروية بما تحيطها من أفكار و مسار حياة منعزلة عن أجواء المدينة ذات القيم كثيرة الاختلاف, إلا أن إقحام صاحبه المثقف رؤيته أو بعض وجهات نظره في الرسالة قد أفسدت من عذوبتها و عفويتها الجميلة بعض الشيء ...

تقديري

ابودعاء
01/01/2009, 11:17 AM
القاص العزيز أبو دعاء ...
قصة سلسة الإسلوب و ذات جمال خاص ينبع من بساطة و تلقائية الشخصية القروية بما تحيطها من أفكار و مسار حياة منعزلة عن أجواء المدينة ذات القيم كثيرة الاختلاف, إلا أن إقحام صاحبه المثقف رؤيته أو بعض وجهات نظره في الرسالة قد أفسدت من عذوبتها و عفويتها الجميلة بعض الشيء ...

تقديري
الأخ احمد غانم
مرحبا بك في المربد
شكرا لملاحظاتك الجميلة
الحق ان رؤية المثقف لم تفسد شيئا مع احترامي لرايك
لكن انت تعرف لغة المثقفين وتميزها
سعدت كثيرا بالمصافحة
تحايا