PDA

View Full Version : قصيدتان من الشارع العربي( الناسخ والمنسوخ)



طارق شفيق حقي
21/02/2004, 11:23 AM
القصيدة الأولى للشاعر أحمد مطر في إرهاصاته التي ربما أتعبته كثيرا وهو يترجمها لكن لم تتعبه بالقدر الذي آلمت الشارع العربي المقهور
بشعره ترك كل المآسي والمصائب وانصرف إلى السباب والشماتة كحال كثير من الشعراء الكبار المعروفين .
ومن جعلهم كبارا لا اعرف آن لنا أن نراجع حساباتنا وذوقنا

وتاريخ شعرائنا الذين ضللوا أو فرغوا عواطف الشارع العربي المقهور وعلموه السباب والشتم والبحث عن شماعة الأخطاء، بدل من مواجه الواقع هي سياسة الضعفاء التي تؤلم أكثر من ضربات العدو.

ينتابني يأس عارم حين أقرا ضياع الفكر العربي المتبلور في لسان الحال الشاعر .


أيها الشاعر العربي لا تهرب من قضيتك لضعف تحس ونحس به إلى شتم رجل قد لا يختلف حوله اثنان, القضية أكبر من رجل إنها حضارة تنتهك محارمها ويقتل أطفالها ونسائها وعلمائها وشيبها وشبابها وتدنس مقدساتها


واليكم ما كتب الشاعر الكبير وسننقدها فنيا في حينه:
************************************************** **************************


إذَنْ..

هذا هو النَّغْلُ الذّي

جادَتْ به (صبَحه)

وأَلقَتْ مِن مَظالمِهِ

على وَجْهِ الحِمى ليلاً

تَعذّرَ أن نَرى صُبحَه.

ترامى في نهايَتهِ

على مَرمى بدايتهِ

كضَبْعٍ أَجرَبٍ.. يُؤسي

بقَيحِ لِسانهِ قَيحَهْ!

إذَنْ.. هذا أخو القَعقاعِ

يَستخفي بِقاعِ القاعِ

خَوْفاً مِن صَدَى الصّيَحَهْ!




وَخَوفَ النَّحْر

يَستكفي بِسُكَنى فَتحةٍ كالقَبْرِ

مَذعوراً

وَقد كانَتْ جَماجِمُ أهِلنا صَرحَهْ.

وَمِن أعماقِ فَتحتهِ

يُجَرُّ بزَيفِ لِِِحَيتهِ

لِيدًخُل مُعْجَمَ التّاريخِ.. نَصّاباً

عَلامَةُ جَرٍّهِ الفَتَحهْ!

إذَنْ.. هذا الّذي

صَبَّ الرَّدي مِن فَوقِنا صَبّاً

وَسَمّى نَفسَهُ ربّاً..

يَبولُ بثَوبهِ رُعْباً

وَيمسَحُ نَعْلَ آسِرهِ

بذُلَّةِ شُفْرِ خِنجَرهِ

وَيركَعُ طالباً صَفحَهْ!

وَيَرجو عَدْلَ مَحكمةٍ..

وكانَ تَنَهُدُ المحَزونِ

في قانونهِ: جُنحَهْ!

وَحُكْمُ المَوتِ مقروناً

بِضِحْكِ الَمرءِ لِلمُزحَهْ!

إذَنْ.. هذا هُوَ المغرورُ بالدُّنيا

هَوَى لِلدَّرْكةِ الدُّنيا

ذَليلاً، خاسِئاً، خَطِلاً

يَعافَ الجُبنُ مَرأى جُبنهِ خَجَلاً

وَيَلعَنُ قُبحُهُ قُبحَهْ!

إلهي قَوِّنا.. كَي نَحتوي فَرَحاً

أتي أعتى مِنَ الطُّوفانِ

أقوى مِن أذَى الجيرانِ

أكبرَ مِن صُكوكِ دمائنا المُلقاةِ

في أيدي بَني (القَحّهْ).

عِصابة حاملي الأقدامِ

مَن حَفروا بسُمِّ وسائل الإعدامِ

باسْمِ العُرْبِ والإسلامِ

في قَلبِ الهُدى قُرحَهْ.

وَصاغُوا لَوحةً للمَجدِ في بَغدادْ

بريشةِ رِشوَةِ الجلادْ

وقالوا لِلوَرى: كونوا فِدى اللّوحَهْ!

وَجُودُوا بالدَّمِ الغالي

لكي يَستكمِلَ الجزّارُ

ما لَمْ يستَطعْ سَفحَهْ!

ومُدّوا نَحْرَكُمْ.. حتّى

يُعاوِدَ، إن أتى، ذَبحَهْ!

أيَا أَوغاد..

هل نَبني عَلَيْنا مأتماً

في ساعةِ الميلادْ؟!

وَهَلْ نأسى لِعاهِرةٍ

لأنَّ غَريمها القَوّادْ؟!

وَهلْ نبكي لكَلْبِ الصَّيدِ

إنْ أوْدَى بهِ الصَّيادْ؟!

ذَبَحْنا العُمْرَ كُلَّ العُمرِ

قُرباناً لِطَيحَته..

وَحانَ اليومَ أن نَسمو

لِنَلثَمَ هامَةَ الطيْحَهْ!

وأظمَأْنا مآقينا

بنارِ السجنً والمنفى

لكي نُروي الصّدى من هذه اللمحة.

خُذوا النّغْلَ الذي هِمتُمْ بهِ

مِنّا لكُمْ مِنَحهْ.

خُذوه لِدائِكُمْ صِحّهْ!

أعدُّوا مِنهُ أدويةً

لقطع النسل

أوشمْعاً لكتْم القَولِ

أوحَباً لمنع الأكل

أو شُرباً يُقوّي حدة الذبحه!

شَرَحْنا من مزايا النغْل ما يكفي

فان لم تفهموا منّا

خُذوه.. لتفهموا شَرحَه.

وخلُّونا نَموتُ ببُعْده.. فرحاً

وبالعَبراتِ نقلبُ فوقهُ الصفحهْ.

ونتركُ بعدهُ الصفحات فارغةً

لتكتبنا

وتكتُب نَفْسَها الفَرحهَْ!


أحمد مطر
20-12-2003


************************************************** **************************

بسم الله الرحمن الرحيم

\"ولا تحسبن الذين قتلوا أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون\" صدق الله العظيم


مشروع شهيد مذ ولد، فكان اسمه منتصر للرد على اجتياح لبنان وعدم القبول بالهزيمة وكان حلمه الاستشهاد في فلسطين وطنه الأصلي ولعدم مقدرته للدخول إليها كان حلم الاستشهاد يراوده منذ بدأت ملامح العدوان الأمريكي على العراق فذهب مبكرا جدا للعراق قبل أن يدنس الأمريكي وأذنابه أرض العراق الطاهرة.

هو منتصر صلاح الدين قنيري، ابن قرية كفر لام في حيفا فلسطين، ولد وعاش في حلب واستشهد بالعراق. يتفوق بكل شيء يقوم به حتى الاستشهاد، فهو الطالب المتفوق في مراحل الدراسة المختلفة، حتى أنه في الشهادة الإعدادية كان ينقصه عن المجموع العام خمس علامات فقط،
ولا عجب فهو من عائلة متفوقة دراسياً ومناضلة بل هو الشاعر الملتزم فقد رسم بكلماته طريقة استشهاده(أموت حيا بلا قبر بلا كفن).

كان يدرس الهندسة الكهربائية في سنتها الثانية وكذلك حصل على منحة دراسية للطب بإحدى الدول الإسلامية، عندما وصلت طلائع العلوج إلى الخليج، فاختار ترك دراسته لأن هناك شأن أهم.

عليه واجب استقبال هؤلاء الأوغاد، ورغم شدة و قسوة سقوط بغداد، إلا إن حلمه كان حوريات الجنة ولقاء وجه ربه وأبى إلا متابعة مقاومته حتى
أكرمه الله بالشهادة في الشهر الماضي 10-12-2003، عندما اقتحم بسيارته المفخخة مع استشهادي آخر مقراً لتجمع القوات الأمريكية في الرمادي،
أسفرت حسب المصادر الأمريكية عن إصابة ستين جريحا.وعددا غير محدد من القتلى.


وقد أصدر الاتحاد العام لطلبة فلسطين ملصقاً، نعى الاستشهادي البطل منتصر صلاح الدين قنيري.

************************************************** **

الشهيد الذي استشهد قبل أن يستشهد
أنه يموت حيا
**************
لا أدري لماذا وكيف تسللت قشعريرة إلى جسدي وانأ أقرا الكلمات الأولى من القصيدة التي ستظل شاهدا حيا على عبقرية وعمق تفكير الشهيد هنا سيعرف كل متأمل لعمق اللحظات التي كان يعيشها الشهيد من الكلمات التي تركها قبل أن يستشهد كم كانت تختلج فيه فوارق الحياة والموت الدقيقة ,لقد رأى موته قبل موته لقد رأى أرتال الشهدا والأرض التي تحييه بل الكون كله وأراه
ينطق بلسان الأمة (و إني لست أتلاشى)

فلسفة عظيمة تتسرب من كلماته نعرفها كلنا لكن

لا نحس بها وهذه القصيدة فرصة لكي تعيش أيها

المواطن العربي لحظات مع روح الشهيد و أنت

تبحر مع كلماته وتعيدها وتعيدها.....


ستبتعد عن قواعد الكتابة لتدخل في ما هو أعلى

من الكتابة ستعيش مع كلمات قادمة من العالم الآخر إنها القصيدة الناسخة


ونرفق قصيدة رثاء للشهيد بقلم : شادي دياب

هنيئا لك أيها الشهيد هنيئا لأهلك و لذويك و إلى

أم الشهيد أينما كانت أهدي في نهاية الموضوع

شيئا لا يذكر و لا يرد البرد.


************************************************** *******



****أموت حياً****


الإستشهادي منتصر صلاح قنيري



أموت حياً


بلا قبرٍ … بلا كفن



وأنسج من غبار الأرض


أغطيةً


ترد البرد عن أمي …



عن الأطفال في وطني …


وأخبز من طحين الموت



أرغفةً …



تسدُّ الجوع في جسدي


وفي روحي … تجوعني


إلى ثأرٍ تجرع حنظل المحن


إلى نصر جنته فيالق الأسرى


و أرتال من الشهدا


فأعظم ذاك من ثمنٍ


وسال دمي


تراه دمي


يحاصر منْ يحاصرني


تراه دمي


يلغمني عبوات


يفجرني


وأقتلهم


فإنَّ العينَ بالعينِ


وإنَّ السنَّ بالسنِّ


وتأتي الأرض … تحييني


ومن عدمٍ … لتخلقني


وعاد دمي … يلغمني


يفجرني


فيا يا أعداءنا انصرفوا


فإني لست توقفني


مجازركم


ودبابات شارون …


وإني لست أتلاشى


ولو بتآكل الزمن …


… أنا حيفا …


… أنا يافا …


وإني زهرة المدن


أنا العربي


وقد أقسمت في سري


وفي علني …


بأن أقضي …


لكي نحيا … وكي نحيا


جموع الشعب في وطني





\"الشهيد منتصر صلاح الدين قنيري\"

6/2002









(كل الشكر إلى كل من ساهم في وصول هذه الملحمة إلى أسواق المربد شاكرين ثقتهم بنا-إدارة موقع أسواق المربد)

طارق شفيق حقي
11/01/2006, 02:35 PM
ـ حكاية بطل ـ


( رثاء للشهيد منتصر صلاح الدين قنيري)
.................................................. .....................................




هلاّ روي عن قلب قد هوى
وزاد بعد غربة الأهل ترحال
خرج يبايع بالحبّ يوم الوغى
وكان ندر ندراً فصدقت الآمال
وقال فصدق الوعد و ارتجى
صدق الإيمان يقترن والأفعال
واشتدّ الضّرب فوق الثّرى
وتقدّم الصّحب وقاربت الآجال
طعن الأوّل فيهم فارتمى
فظنّ الجمع تمّ الأمر واختالوا
وعاودهم صاحب له فرمى
فتقلّب الأمر من بعد وصالوا
وآن أوان البطل خلق لها
تبسّم ، إذ ليس غيره خيّال
حالوا يردّوه ، فقال لا
وبشّر بالجنة ، وخلدته الأجيال
لله درّك ، ما فعلت بالعدا
بعثرتهم ، فأحصوا العدّ واحتالوا
وفتّحت لك أبواب السما
اليوم لك والغد، ولغيرك ما نالوا
وبشّروا سبعاً أنجبه ، بما جرى
ففرح الأعمام ، واستبشر الأخوال
واستصبر أخ له، فلا دمعاً ذرى
بل هو العهد ، وكذا هي الحال
ومن ثم أم ٌ ،عجبت لحالها
إذ دمع النّسوة حولها سيّال
قلبي تفطّر، و فؤادها سلى
وصبرها لم يؤت مثله الرجال
يا أمّ ، الله إذا أحب ابتلى
ما فعلت فهانت بناظريك الأهوال
ثم كيف نشأ في ما مضى
شبلاً ، ولما شبّ زانه الجمال
يلاحق الأوغاد، و ما انبرى
يساهر الليل ، وتسامر معه الجبال
يا سائلاً عن حبّ في الخفى
أمثل ذا العشق بعده زوال
أمنتصر’ ،خبرني عن سر الهوى
بربّك ، علّمني كيف ينظم الموال
ولما ودّعت العشيرة ، ما قلت لها
قل ، فقد عزّت في ذهني الأقوال
وما قالت إذ سلّمت الربّ أمرها
لعمري، قولكما للعالمين يتّخذ مثال
ردّ نداي ، أم يرد صداه الفلا
إذ باعدت بيننا الأميال الطوال
اتّعظ يا سامعاً لرّد الصدا
تعال تعلّم ، ماذا يصنع الأبطال
مهما قلت فؤادي ما اكتفى
ولكن ، لمّا يهدّي بعد البال
فيا ربّ إليك الحب وهاهنا النّوى
سبحانك إنك لما شئت فعّال
فسبحانك، تقبّل ذا الفتى
وآتنا مثله حين تقلب الأحوال


بقلم : شادي دياب

************************************************** *****************

الرسالة الأولى


ويرمي منديلاً أبيض في وجهي و ينكفئ باكياً كطفلٍ صغير

...وأهرب كيما يرى في عيني بريق النصر...وأحضنه بكلتا

يدي فيهدأ ويغفو وأبكي لوحدي.


أمام عيني كان يعدو...يلعب بطيارته الورقية ..بأحلامه

الوردية ..يعبث بطين يعلو شجرة أصيح أنزل يضحك وتتابع

عيناي عينيه..أبقى ساعات وساعات انتظر غيابه ...أسائل

نفسي ..أخاف عليه ..اعتقلوه ..لا أضم يدي ليدي الأخرى

لصدري ...يا رب ..تأخر ...وحين يظهر من أخر المنعطف

مغبراً أركض نحوه ..انظر فيه اضربه على يده أتمنى أن تشل

يدي ...يبكي ويرمي نفسه في حضني وقبل أن تنهمل دمعته

,دمعتي كانت تنهمل ..أغسله ..ألبسه وأهرب من عينه التي

ترنو إلى عيني ..أعيد تسخين الطعام له ..أتظاهر بأني لن

أكلمه أؤنبه وعيني تهرب من عينيه التي ترنو لعيني لا

أنظر فيه ... وقبل أن ينام يرمي غطاءه ..أمي ..أضمه

لصدري أقبله ..لا تفعلها ثانيةًًً ...ضياء عيني ضاع أبوك

..وليس لي إلا أنت تكبر وتأخذ بثأر أبيك وتعيد الأرض و

حينها لن أنتظرك على باب البيت .....وكبر الولد واشتد

عوده وذات يوم تأخر كثيرا ..انتظره ..أسائل نفسي أخاف

عليه أسمع صوتا مدوياً.. يداي تعتصران ...فعلها.. أزغرد

..فعلها ولدي.. فعلها.. أركض نحوه أنظر بين الجموع

أشاهده ..أرمي بنفسي أحتضنه ..أنظر فيه ألثمه ...تسيل

دماؤه وعينيه ترنو لعيني تقول :من أجلك يا أمي.


طارق شفيق حقي 9|8|2002

طارق شفيق حقي
11/01/2006, 02:37 PM
نرفع هذا الموضوع الذي نشر في المربد من بدايات ولادة المربد

وكان للمربد شرف احتضان قصدية الشهيد

نعيد على شهيدنا الغالي منتصر صلاح الدين قنيري

طارق شفيق حقي
03/05/2007, 12:15 AM
لا أعرف لما أحب رفع هذا الموضوع الذي يحرك كل ذرة في جسدي

أرجو قراءة هذا الموضوع وقراءة قصيدة شهيد سطر مستقبله بيده

طارق شفيق حقي
15/12/2011, 11:43 PM
ترفع احتفالاً بالنصر على الأمريكان ودحرهم في العراق

هذه دماء شامية بذلة رخيصة على أرض العراق الطاهر

الله أكبر الله أكبر الله أكبر