المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أ.محمد عبد الله عبد الباري ( ملف شعري)



حسين العفنان
13/11/2008, 10:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أ.محمد عبد الله عبد الباري

أديب و شاعر سعودي ، شارك في عدد من الأمسيات الأدبية والقنوات الإعلامية ، أثنى عليه عدد من النقاد الكبار أمثال محمد شلال الحناحنة وحسين علي محمد وصابر عبد الدايم وغيرهم ، فازت قصيدته ( طيبة ومهرجان الروح ) بجائزة النادي الأدبي في المدينة المنورة عام1429

حسين العفنان
13/11/2008, 10:37 PM
متى تعودين ؟

مر على فراقهما عامان فكتب إليها



///

عامان ِ...جرحان ِ في الأعماق ِ ما التأمـا
والبعـد ُ يشـعـل ُ فــي وجـدانـي َ الألـمـا

عامان ِ..ما افتـرت ْ النُعمـى.. ولا خفقـت
روح ٌ ..ولا السعـد ُ فـي أحداقنـا ارتسمـا

منـذ ُ ارتحـلـت ِ وهــذا الأفــق ُ أشـرعـة ٌ
من الأسـى ضـج ّ فيهـا الحـزن ُ وازدحّمـا

هــل تذكـريـن َ الليـالـي حـيـن تجمـعُـنـا
ونحـن ُ ننسـج ُ مــن أشواقـنـا حُلُـمـا ؟؟

نتيـه ُ فـي مـدن ِ الأحـلام ِ.. نبـحـر ُ فــي
مـشـاعــر ٍ مـوجُـهــا مــــازال مـلـتـطـمـا

وكـم ركضنـا إلـى الميـعـاد ِ فــي جــذل ٍ
والشوق ُ فـي خاطرينـا بالحنيـن ِ همـى

وكــم عزفـنـا لـحـون َ الصـمـت ِ أغـنـيـة ً
عذراء َ لم تبـق ِ فـي أذن ِ المـدى صممـا

أتـذكـريـن َ زمــــان َ الــوصــل ِ يُـمـطـرُنـا
حـبــا ً..ويـنـثــر ُ فــــي أيـامـنــا الـنـعـمـا

هنـا لعبـنـا ..هـنـا طـرنـا ..هـنـا رقـصـت ْ
أرواحُـنـا ..وهـنـا الـحــب ُ الـبــريء نـمــا

هـنــا شـكـونـا إلـــى الظـلـمـاء ِ غربـتـنـا
وحزنـنـا ..وشـكـونـا لـلـسـراب ِ ظـمــا !!

هـنــا بـكـيـنـا وجــفــت ْ كــــل ُ أمـنـيــة
هـنـا شـدونـا وسلسلـنـا الـهـوى نـغـمـا

يـا فتنـتـي ـوأنــا المقـتـول ُ مــن زمــن ٍـ
يـداك ِ مـن جـرح ِ قلـبـي تقـطـران ِ دمــا

ظلمتـنـي وظلـمـت ِ الذكـريـات ِ..وهـــل
من راحل ٍ في دروب ِ العشق ِ ما ظلما ؟

أنـا المسـافـر ُ فــي عينـيـك ِ مــا تعـبـت
مـراكـبـي وشـراعــي ـبـعــد ُ ـمـاهُـزمـا

أنـا الـذي صـاغ َ نـور َ الشمـس ِ أسـورة ً
علـى يديـك ِ التـي لوحـت ِ لــي بهـمـا !!

أنـا دفـنـت ُ الليـالـي فــي ضفـائـرك ِ ال
سـوداء ِ أسكنـت ُ فـي أطرافِهـا الظُلـمـا

فــرشــت ُ دربــــك ِ أحــلامــا ً مـنـضــرة ً
وقلـت ُ: يــا أنجـمـي كـونـي لـهـا خَـدمـا

وكـم عـزفـت ُ لــك ِ الأشــواق َ ملحـمـة ً
مــن الحنـيـن ِ وصّـيــرت ُ الـزمــان َ فـمــا

أنــا الـــذي قـــال َ لـلأقـمـار ِ مـعــذرة ً!!!
فما عشقت ُ سواهـا ..مـا عشقـت ُ ومـا

يـا أنــت ِ ياحـلـوة َ العينـيـن ِ فــي ألــق ٍ
كم كنت ُ أعشـق مـن عينيـك ِ سحرَهمـا

تعبت ُ مـن لفحـة ِ الحرمـان ِ.. وانطفـأت ْ
مواسـمـي .. وأنــا أستـنـطـق ُ الـعـدمـا

والليل ُ يخنق ُ لحن َ الفجر ِ فـي شفتـي
ويـزرع ُ الـيـأس َ فــي عيـنـي ّ والسـأمـا

معـذب ٌ وجـنـون ُ الـجـرح ِ يعـصـف ُ بــي
سئمـت ُ...والقـلـق ُ الـمـوار ُ ماسئـمـا !!

أخبـئ ُ الـدمـع َ فــي الأعـمـاق ِ أكتـمـه ُ
وأصـدق ُ الدمـع ِ ـيـا حسنـاء ُ ـمــا كُتـمـا

أبكي الأماسي التي بالعطر كم خفقـت ْ
والجرح َ والحـزن َ والعمـر َ الـذي انصرمـا

متى تعودين ؟؟ كم طّاف َ السؤال ُ على
مـدائــن ِ الـوهــم ِ ثـــم ارتّــــد مـنـهـزمـا

ما زلت ُ في شرفـة ِ الأشـواق ِ منتصبـا ً
أسـائــل ُ الأمــــل َ الـمـذبــوح َ والألــمــا

عـامــان ِ أستـمـطـر ُ الأقــــدار َ أرقـبُـهــا
والوعـد ُ فـي شفـة ِ الأقـدار ِ قــد هـرمـا

///

حسين العفنان
13/11/2008, 10:39 PM
طيبة ومهرجان الروح

على بوابة المدينة المنورة انهمرت هذه الأحرف المتواضعة

هنا ينبض ُ التاريخ ُ ...يأتلق ُ المجد ُ = ويزهرُ في روضات ِ إحساسِنا الورد

هنا الحب ُ في أسمى معانيه ..لا الذي= تتيه ُ به سلمى وتـُــكبرُه هندُ

تغني هنا البشرى ..وينساب ُ جدول ٌ= من النور ِ في قلب ِ الزمان ِ ويمتد ُ

وتندى من الماضي الوريف ِ مدائن ٌ= معطرة ُ الأطياف ِ لم تندثرْ بعد ُ

هنا طيبة ُ الأرواح ِ... ما ثــّــم ظامئ ٌ=على الدهر ِ إلا وهْي للظامئ ِ الوِرد ُ

تنام ُ على حضن ِ السماء ِ مدينة ً=منورة ً ..والشهبُ في ركبها تحدو

منائرُها الجذلى تـُـشيع ُ حدائقا ً=من العطر ِ إن رّفت بألحانها تشدو

على بابها أشرفت ُ... والروح ُ مركب ٌ= يهدهدُه جزر ٌ ويلهو به مد ُ

فيا رعشة َ الإحساس ِ لما تدافعت= مواكب ُ ذكرى ..ما طوى حسنـَـها البعد ُ

تروح ُ وفي جفن ِ الوجود ِ ضياءُها= وتغدو..وشمس ُ المجد ِ في إثرها تغدو

مواسم ُ من نـُـعمى تمر ُ بخاطري = إذا الذكريات ُ البيض ُ أيقظها الوجد ُ

هنا وقف َ الأنصارُ.... يهمي حنينـُـهم= وللشوق ِ في أعماق ِ أعماقهم وقد ُ

ضلوعهم ُ ذابت..وأرواحُهم ذوت= وأعينهم يسري بأجفانها السهد ُ

فلما تناهى الصبرُ... أوفى محمدٌ=وللفجر ِ في عينيه وعد ٌ..هو الوعد ُ

وطارت فراشات ُ الضلوع ِ تحفـُه=ويقطر ُمن أفراحِها الحب ُ والود ُ

محمد ُ ...وافتـّـر الزمان ُ مغردا ً=وأشرق عهد ٌ لا يشابهُه عهد ُ

أطّلَ..فيا لِلشرك ِ لما تناثرت= أمانيه ..واسودّت تقاسيمُه الرُبُدُ

وأزهر َ من قلب ِ (الثنيات ِ) موعد ٌ= مع الخلد ِ..يزهو من بشائره الخلد ُ

وجاء َ وأعراس ُ الضياء ِ تـّـزفـُـه= لطيبة َ..والأقمارُ من حوله ِ وفد ُ

مشى في مغانيها فأعشبت ِ الرؤى= وغنت لياليها ورف ّ بها السعدُ

تكحلت الأرجاء ُ من فيض ِ نوره ِ= وعانقت الأضواء َ أجفانـُـها الرمُدُ

ومن مُدن ِ الأحلام ِ أقبل َ موسما ً= من الحب ِ ..في دنيا يمور ُ بها الحقد ُ

وأطفأ نيران َ القلوب ِ ببسمة ٍ= سماوية ٍ ينهـّــل ُ من طيفها الشهد ُ

وأخرج َجيلا ً مشرق َ الفكر ِ مؤمنا ً= وضيئ الرؤى والروح ِ ..ليس َ له ند ُ

إذا هّزت الأمجاد ُ ـ يوما ً ـ لواءها= تلقفه ُ (عمرو) وسار به (سعد ُ)

هم ُ الأنهر ُ البيضاء ُ تجري هداية ً= وإن خفقت راي ُ الجهاد ِ هم ُ الأسُد ُ

إذا ابتسموا ..سال الصباح ُ على الرُبى= وإن غضبوا ..دوّى بأفقِهمُ الرعد ُ

هم ُ القمم ُ الشماء ُ طاروا إلى العلا= وطارت بهم للفتح ِ خيلـُـهم ُ الجرُدُ

يهّتـّـك ُ أستار َ الفضاء ِ صهيلـُها = ونحو بروق ِ النصر ِ ـ في لهفة ٍـ تعدو

سمت راية ُ التوحيد ِ تجرح ُ جبهة َ الـــ=ـــثريا.. وهم في ظل ِ خفقتها جند ُ

وفي خاطر ِ التاريخ ِ مازال نبضـُـهم = يدّوي ...وفي جيد الزمان ِ هم ُ العقد ُ

**
فيا حرف ُ أورقْ.. أنت في طيبة َ التي=بها تفخر ُ الأمجاد ُ..والدهر ُ يعتد ُ

هنا دوحة ُ الإسلام ِ ينساب ُ من ندى= أزاهيرها الإيمان ُ والبرُ والرشدُ

هنا مهرجان ُ الروح ..أشرقَ بالمنى=فللنفس ِ أن تحيا ..وللقلب ِ أن يشدو

حسين العفنان
13/11/2008, 10:40 PM
فارس المستحيل


إلى كل من تنبض بين جوانحه ( كيمياء ُ الكلمة ) …إلى الشعراء في كل زمان ومكان
الدمام
26/4/1429هـ
///
غن ِ ... ينساب ُ كل ُ حـرف ٍ رحيقـا
واشتعل ْ ... يشتعـل ْ مدانـا حريقـا
كلمـا زل ّ عـن شفاهـك ِ لـحـن ٌ
تضحـك ُ البيـد ُ نرجسـا ً وشقيقـا
ونجـاواك َ يخطـر ُ العطـر ُ فيـهـا
وتغـنـي عـرائـس ُ الموسيـقـى
كيفَ علقت َ في السُها كـل َ معنـى ً
كان َ في لجـة ِ الظنـون ِ غريقـا ؟!
حيـن َ يمتـد ُ مـن خيالـك َ أفـق ٌ
الفضاء ُ الرحيب ُ يصـرخ ُ ضيقـا !!
يعجب ُ الفكر ُ حين َ تنزف ُ شعـرا ً!!
وتُجلـي مـن الغـروب ِ شروقـا !!
تغزل ُ النار َ !!..تعزف ُ الرعدَ شدوا !!ً
وتربـي فـي مقلتيـك َ البـروقـا!!
لم ترَ الروح ُ قبل َ سحـرك َ سحـرا ً
يهزم ُ المستحيل َ ...يمحـو الفروقـا
حين َ وافيـت َ مـن مرايـا التجلـي
حجبتـك َ الغيـوب ُ سـرا ً عميـقـا
ثـم أهدتـك َ للـوجـود ِ نشـيـدا ً
نابضـا ً بالحيـاة ِ يهـمـي رقيـقـا
أتمـلاك َ فـي البـدور ِ السـهـارى
حيـن َ تفتـر ُ روعــة ً وبريـقـا
في رفيـف ِ المنـى وعـذب الحكايـا
في ارتعاش ِ المشوق ِ ناجى المشوقـا
أنـت َ أسكرتنـا ..وللحـرف ِ خمـر ٌ
تستثيـر ُ النُهـى وتغـزو العـروقـا
كم تمنت ْ أرواحُنـا - وهـي سكـرى
من سُـلاف ِ الفتـون ِ - أن لا تفيقـا
أي ُ رمـل ٍ قـد عانقتـه ُ النشـاوى
من أغانيك َ مـا استحـال َ عقيقـا ؟؟

///

حسين العفنان
13/11/2008, 10:42 PM
رجال في أزمنة الرماد



إلى الصامدين الأكابر من أبناء الإسلام في فلسطين المرابطة ..





يا قدس ُ ..من أذهل َ الأيام َ إصرارا؟؟=وفجر ّ الرمل َ فرسانا ً وأحرارا؟؟



بنوك ِ من تزهر ُ الأمجاد ُ في دمهم=هم من سروا في سكون ِ الوهم ِ تيارا



النازفون َ شذى ً ..والمبهرون رؤى ً= والمرخصون – فداء َ المجد ِ – أعمارا



من قلب (حطين َ) جاءوا فجر َ تضحية ٍ=وأقبلوا من ذرا (اليرموكِ) أنصارا



تلألأت ألف ُ شمس ٍ في ضمائرهم =لاغرو إن غمروا الأنوار َ أنوارا



من ومضة ِ السيف ِ شعوا كالصهيل ِ مضوا=وسافروا في ضلوع ِ الليل ِ أقمارا



الثائرون لهيبا ً ..كلما بردت =ثاراتنا أوقدوا في صدرها النارا



وما هوى بطلٌُ إلا سمى بطل ٌ=تشع ُ عيناه ُ إيمانا ً وإيثارا



هذي فلسطين ُ من نعمى جراحهمُ =تلملم ُ الطيب َ ريحانا ونوارا



تسلسل ُ الوعد َ من أسرار ِ دعوتهم =وتظفر ُ النصرَ من أشلائهم غارا



توضأت همم ُ الأجيال ِ من دمهم =وكبرّت ..فانحنى التاريخ ُ إكبارا



كم فجروا اليأس َ عزما ً ..والجفاف َ ندى ً=والموت َ أغنية ً والجدب َ أنهارا



الطاهرونَ ولو أنفاسُهم هطلتْ =على القفار ِ لرف ّ القفر ُ أزهارا



تبرجتْ فتنُ الدنيا تغازُلهم =فما رأتْ مثلهم قد عف ّ أبصارا



ليسوا كمن سرق َ الأشذاء َمن وطني = وباع َ سيف َ جدودي واشترى العارا



المبرقون وعودا ً أمطرتْ كذبا ً=وما رعوا ذمة ً أو حرروا دارا



كم عربدت شهوات ُ الطين ِ نازفة ًً =على قلوبهم ُ السوداء ِ أقذارا



تغضي المروءاتُ خجلى كلما ضحكت=أطماعُهم ويُشيح ُ المجد ُ إنكارا



**

لا لن نذل َ وملء ُ الساح ِ فتيتـُـنا=الطالعون َ مع الأقدار ِ أقدارا



كتائب ٌ من لهيب ِ الثأر ِ قد وثبت =وأشعلت ْ كل َ شبر ٍ ساكن ٍ ثارا



ناداهم ُ المسجد ُ المأسور ُ فانطلقوا =كالبرق ِ مشتعلا ً ..كالسيل ِ هدارا



وسيف ُ (خالد َ) في أيمانهم وهَج ٌ=يُعمي .. وتلمح ُ في الرايات ِ (عمارا )



ساروا وللبغي أضغان ٌ معتقة ٌ=والدرب ُ ينزف ُ أحقادا ً وأخطارا



ورغم َ عربدة ِ الأسوار ِ قد هتفوا:=يا قدس َُ لا تعرف ُ الأشواق ُ أسوارا



عدنا وقد زغردت ْ أعراس ُ عزتنا=ومارد ُ النار ِ شق ّ الأفق َجبارا



هذي قوافلنا – يا ظلم ُ- صارخة ٌ:=إن كنت َ ريحا ً فقد لاقيت إعصارا