المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشام بيرقنا-قراءةُ شاعر لتحفة فنية



الباز
13/11/2008, 02:56 PM
:bism:







السلام عليكم و رحمة الله و بركاته





هي قراءة بسيطة من شاعر ليس له خبرة بالنقد
لرائعة من روائع الشعر و هي قصيدة أخي الحبيب
الشاعر المطبوع يوسف أبو سالم ..



و القصيدة تستحق الوقوف عندها أكثر من مرة




و لهذا أرجو أن تعذروني إن شابها نقص ..
و يكفي القصيدة جمالا و روعة أنها حركتني
لأكتب عنها مع أني لم يسبق أن فتحت موضوعا من هذا النوع
و ما دفعني إلى ذلك هو روعة القصيدة و قوة مبانيها و معانيها
و صدق شاعرها و غنى ألفاظها ..







القصيدة:



مَنْ أطلَقَ المَوْجَ في سربِ العصافيـرِ
وصاحَ زُخّـي سعيـراً يا نواعيـريِ
ومِـنْ سمـاءٍ بقاسيّـونَ أقْسَـمَ أنْ
لا ينْحني النخْلُ في الفيحاءِ والجوري
ولا تُضـامُ الدمشقيـاتُ من مطــرٍ
ولا الأزاهيرُ تشكـو في القواريــرِ
ففـي دمشـقَ جُـذورٌ من كرامتنـا
فَزّتْ لهـا لُجَـجُ الحـارات والـدورِ
وفي تقاسيمهـا عَصْـفٌ و عاصفـةٌ
وبارقٌ نَـــزَّ أفْلاجـاً من النــورِ
وفي ضُحاهـا يميـدُ الفجرُ متّقِــداً
يفّتّـقُ الشمسَ من ثَغـْرِ الحواكيـرِ
وليس يحلو سوى رمّـانِ غوطتهــا
حبّـاتِ لؤلـؤٍ فـي أقـواسِ بلّــور
مسكونةٌ بصبـاحِ الخـيرِ قهوتُهــأ
وبالحَكايــا الطليــاتِ المعاطيــرِ
بالشــامِ أرواحنــا باتتْ معلقــةً
يا سِدْرةَ المنتهى طيري بنـا طيـري
هنا دمشق هنـا حمـصٌ وخالــدُها
مهنّـدٌ قُــدّ مـن سيـفِ المقاديـر
والخيل في صاهلِ الشهبـاء جامحـةٌ
فيهـا النواصـي و إيقـاعُ الحوافيـر
ثوري على الظلمِ والعدوانِ واشتعلـي
وجَنْدلـي رأسَ أبنــاءِ الخنازيــرِ
يا يوسفَ العظمَ قُمْ وارشقْ قوافلنـا
بمَيْسلونَ وبالجُنْـــدِ المغاويــرِ
صَليلُ سيف صـلاح الدّينِ منهمـرٌ
وبَرقُــهُ وَمَضـاتٌ مِـنْ أساطيـرِ
ويا هَنانو امْتشقْ ما شئتِ من شُهُبٍ
واحْصُدْ زَوانَهُـمُ بالمِنْجَلِ السـوري
داري معتقـةُ الأحـواشِ ما انكسفتْ
فيها شمـوسٌ ولا هـذرُ النوافيــر
والشامُ بيرقنـا العالـي وعِزوَتنــا
نـارٌ على علـمٍ في زنـدِ منصـورِ
مازالَ فوقَ ذُرَى القٍمَّـاتٍ يخْفٍقُــهُ
ومْضُ النجومِ وأرتـالٌ من الحُــور
ويستفـيقُ علـى أصدائــه فـلقٌ
زاهٍ يزقـزقُ في نعمائـهٍ الـدوري
قولـي لهمْ بلسانٍ غيرٍ ذي عِــوجٍ
أنَّ السديـمَ سراجُ البرزَخِ السـوري


الشاعر يوسف أبو سالم







مَنْ أطلَقَ المَوْجَ في سربِ العصافيـرِ
وصاحَ زُخّـي سعيـراً يا نواعيـريِ
ومِـنْ سمـاءٍ بقاسيّـونَ أقْسَـمَ أنْ
لا ينْحني النخْلُ في الفيحاءِ والجوري
ولا تُضـامُ الدمشقيـاتُ من مطــرٍ
ولا الأزاهيرُ تشكـو في القواريــرِ



صيحة مجلجلة ربطت بين كل كنايات الحرية و الإنطلاق
ربطا شاعريا عميقا أطلقها الشاعر تاركا لقلوبنا بل و حتى لعقولنا
البحث عن هذا الذي حرك هذا المخزون الهائل من القوة و العنفوان .
فمن يستطيع تخيل مشهد الموج في سرب من العصافير ؟؟
الموج قوة و عنفوان و العصافير حرية و انطلاق
مَنْ هنا لعبت دورا قويا في ترك معرفة على من تعود للمتلقي..
فالشاعر هنا لا يسأل و إنما يقرر و يخبر في صيغة ملؤها العنفوان
عن مجد و عظمة هيهات أن تخنع أو تخضع أو تتضعضع ..
ثم ينتقل الشاعر من الموج و العصافير إلى لهيب تطلقه النواعير
(و هذا البيت وحده كاف لنعرف أنه يقصد الشام ..)
كيف استطاع أن يجعل من انسياب الماء بين النواعير
جمرا و سعيرا يلهب كل معتد أثيم؟؟
و كل هذا دون أن نحس أن في هذا غرابةً
و إنما اطمأنت نفوسُنا للمعنى و قبلته و فهمتْه و تفاعلت معه ..
إنه الحرف حين يعرف الشاعر كيف يروضه و يخضعه لخدمة المعنى ..
و لعمري ما يستطيع فعل ذلك إلا شاعر شاعر ..
ثم ينطلق الشاعر متحررا من كل القيود و كأن الألفاظ و المعاني عجين
في يديه يعجنه كيفما يريد فينحت بها أبهى و أجمل الصور ..
فيؤكد على القسم من سماء قاسيون الذي أطلقه النخل
الذي يمثل الشموخ و التاريخ
ليعلم الناس جميعا أنه لا و لن ينحني في الفيحاء و الجوري ..
و ما هذه الاسماء للمناطق و المدن إلا أمثلة للأرض كل الأرض
العربية و لا يقصد بها الشاعر الحصر .
ثم ينتقل إلى عزة و مجد الدمشقيات و بأنهن لا و لن يضمن..
و لا حظ معي هنا المقابلة اللطيفة التي أرى أنها عفوية غير مقصودة من الشاعر و ذلك بالمقابلة بين الدمشقيات و الأزاهير و هو تشبيه عفوي لطيف لا يكاد يتأتى إلا لشاعر مطبوع .
ثم لاحظ معي أخي القارئ في ما سبق من أبيات المقابلة و المطابقة
بين السماء و الأرض .. و كأن بينهما علاقة ود و حب و تعاون:
فالعصافير قابلتها النواعير
و سماء قاسيون قابلها النخل
و الدمشقيات و المطر الذي ينزل من السماء قابلته الأزاهير التي في القوارير .
و كل ما تقدم أتى به الشاعر في قالب عذب فتان و إيقاع مطرب قوي
يحرك المشاعر و العواطف و يربكها و يجبرها على الوقوف مسمّرة
في انتظار ما تجود به بقية الابيات ..



ففـي دمشـقَ جُـذورٌ من كرامتنـا
فَزّتْ لهـا لُجَـجُ الحـارات والـدورِ
وفي تقاسيمهـا عَصْـفٌ و عاصفـةٌ
وبارقٌ نَـــزَّ أفْلاجـاً من النــورِ
وفي ضُحاهـا يميـدُ الفجرُ متّقِــداً
يفّتّـقُ الشمسَ من ثَغـْرِ الحواكيـرِ
وليس يحلو سوى رمّـانِ غوطتهــا
حبّـاتِ لؤلـؤٍ فـي أقـواسِ بلّــور
مسكونةٌ بصبـاحِ الخـيرِ قهوتُهــأ
وبالحَكايــا الطليــاتِ المعاطيــرِ


و هنا تجد الشاعر و كأنه واحد من سكان الشام فعلا يعرف حاراتها
و شمسها و رياحها و رمانها و قهوتها فيمضي متجولا بنا في حاراتها
و بساتينها و مقاهيها ..
أبيات تجعل من لا يعرف الشام يتعرف عليها و كأنه زارها ..
لقد جعلتني هذه الابيات أتعرف على الشام برغم أنه لم يسبق لي
أن زرتها من قبل و جعلتني أتذوق طعم رمانها و نكهة قهوتها ..
و انظر هنا إلى التشبيه البديع للرمان بحبات اللؤلؤ و البلور ..
لكني آخذ على الشاعر هنا لجوءه إلى ضرورة شعرية مستقبحة
بل و مرفوضة عند كثير من المدارس و ذلك بمنعه صرف المنصرف في قوله:
حباتِ لؤلؤَ عوَض حباتِ لؤلؤٍ.
غير أن ما أتحفنا و أطربنا به يشفع له و لا يعيب قصيدته بأي حال.




بالشــامِ أرواحنــا باتتْ معلقــةً
يا سِدْرةَ المنتهى طيري بنـا طيـري


هذا البيت أعلق عليه منفردا لأنه تحفة فنية و تكفيه روعته
لتعلق عن نفسها إذ ليس لدي ما أضيفه لإظهار جماله ..



هنا دمشق هنـا حمـصٌ وخالــدُها
مهنّـدٌ قُــدّ مـن سيـفِ المقاديـر
والخيل في صاهلِ الشهبـاء جامحـةٌ
فيهـا النواصـي و إيقـاعُ الحوافيـر
ثوري على الظلمِ والعدوانِ واشتعلـي
وجَنْدلـي رأسَ أبنــاءِ الخنازيــرِ
يا يوسفَ العظمَ قُمْ وارشقْ قوافلنـا
بمَيْسلونَ وبالجُنْـــدِ المغاويــرِ
صَليلُ سيف صـلاح الدّينِ منهمـرٌ
وبَرقُــهُ وَمَضـاتٌ مِـنْ أساطيـرِ
ويا هَنانو امْتشقْ ما شئتِ من شُهُبٍ
واحْصُدْ زَوانَهُـمُ بالمِنْجَلِ السـوري
داري معتقـةُ الأحـواشِ ما انكسفتْ
فيها شمـوسٌ ولا هـذرُ النوافيــر
والشامُ بيرقنـا العالـي وعِزوَتنــا
نـارٌ على علـمٍ في زنـدِ منصـورِ
مازالَ فوقَ ذُرَى القٍمَّـاتٍ يخْفٍقُــهُ
ومْضُ النجومِ وأرتـالٌ من الحُــور
ويستفـيقُ علـى أصدائــه فـلقٌ
زاهٍ يزقـزقُ في نعمائـهٍ الـدوري
قولـي لهمْ بلسانٍ غيرٍ ذي عِــوجٍ
أنَّ السديـمَ سراجُ البرزَخِ السـوري


ينتقل الشاعر لاستنطاق التاريخ و استحضار الشخصيات البارزة في مسيرة عزة الامة
و جهادها و انتصاراتها و يناديها مناداة الواثق بالنصر تحريكا للهمم و الضمائر
و ليس مناداة اليائس الذي يستحضرها للبكاء على أطلالها ..
و من هنا نخرج بفائدة جليلة هي أن ثقافة الشاعر
(التي لا تتأتى إلا بالمطالعة و في كل المجالات)
تمثِّلُ مَعينًا لا ينضب لتطريز قصائده و إبداعاته و تزيينها ..


و ما زالت المطابقة و المقابلة بين السماء و الارض قائمة
في جل أبيات القصيدة بطريقة عفوية غير مقصودة ..
و ما زالت التشبيهات و الكنايات مختلفة و متنوعة و رائعة
في كل أبيات القصيدة بطريقة لا تتأتى إلا لشاعر مطبوع متمكن ..




أخي الشاعر يوسف أبو سالم


أرجو أن تعذرني على هذه القراءة السريعة التي قد تكون سطحية
و غير علمية ..
لكن عذري في ذلك أني قرأتها كشاعر ليس له باعٌ في النقد أو التحليل.
و شكرا لك على هذا الفيض الشعري المتفرد..



تحيتي و تقديري للجميع .

يوسف أبوسالم
14/11/2008, 09:09 AM
:bism:








السلام عليكم و رحمة الله و بركاته





هي قراءة بسيطة من شاعر ليس له خبرة بالنقد
لرائعة من روائع الشعر و هي قصيدة أخي الحبيب
الشاعر المطبوع يوسف أبو سالم ..



و القصيدة تستحق الوقوف عندها أكثر من مرة




و لهذا أرجو أن تعذروني إن شابها نقص ..
و يكفي القصيدة جمالا و روعة أنها حركتني
لأكتب عنها مع أني لم يسبق أن فتحت موضوعا من هذا النوع
و ما دفعني إلى ذلك هو روعة القصيدة و قوة مبانيها و معانيها
و صدق شاعرها و غنى ألفاظها ..







القصيدة:



مَنْ أطلَقَ المَوْجَ في سربِ العصافيـرِ
وصاحَ زُخّـي سعيـراً يا نواعيـريِ
ومِـنْ سمـاءٍ بقاسيّـونَ أقْسَـمَ أنْ
لا ينْحني النخْلُ في الفيحاءِ والجوري
ولا تُضـامُ الدمشقيـاتُ من مطــرٍ
ولا الأزاهيرُ تشكـو في القواريــرِ
ففـي دمشـقَ جُـذورٌ من كرامتنـا
فَزّتْ لهـا لُجَـجُ الحـارات والـدورِ
وفي تقاسيمهـا عَصْـفٌ و عاصفـةٌ
وبارقٌ نَـــزَّ أفْلاجـاً من النــورِ
وفي ضُحاهـا يميـدُ الفجرُ متّقِــداً
يفّتّـقُ الشمسَ من ثَغـْرِ الحواكيـرِ
وليس يحلو سوى رمّـانِ غوطتهــا
حبّـاتِ لؤلـؤٍ فـي أقـواسِ بلّــور
مسكونةٌ بصبـاحِ الخـيرِ قهوتُهــأ
وبالحَكايــا الطليــاتِ المعاطيــرِ
بالشــامِ أرواحنــا باتتْ معلقــةً
يا سِدْرةَ المنتهى طيري بنـا طيـري
هنا دمشق هنـا حمـصٌ وخالــدُها
مهنّـدٌ قُــدّ مـن سيـفِ المقاديـر
والخيل في صاهلِ الشهبـاء جامحـةٌ
فيهـا النواصـي و إيقـاعُ الحوافيـر
ثوري على الظلمِ والعدوانِ واشتعلـي
وجَنْدلـي رأسَ أبنــاءِ الخنازيــرِ
يا يوسفَ العظمَ قُمْ وارشقْ قوافلنـا
بمَيْسلونَ وبالجُنْـــدِ المغاويــرِ
صَليلُ سيف صـلاح الدّينِ منهمـرٌ
وبَرقُــهُ وَمَضـاتٌ مِـنْ أساطيـرِ
ويا هَنانو امْتشقْ ما شئتِ من شُهُبٍ
واحْصُدْ زَوانَهُـمُ بالمِنْجَلِ السـوري
داري معتقـةُ الأحـواشِ ما انكسفتْ
فيها شمـوسٌ ولا هـذرُ النوافيــر
والشامُ بيرقنـا العالـي وعِزوَتنــا
نـارٌ على علـمٍ في زنـدِ منصـورِ
مازالَ فوقَ ذُرَى القٍمَّـاتٍ يخْفٍقُــهُ
ومْضُ النجومِ وأرتـالٌ من الحُــور
ويستفـيقُ علـى أصدائــه فـلقٌ
زاهٍ يزقـزقُ في نعمائـهٍ الـدوري
قولـي لهمْ بلسانٍ غيرٍ ذي عِــوجٍ
أنَّ السديـمَ سراجُ البرزَخِ السـوري


الشاعر يوسف أبو سالم







مَنْ أطلَقَ المَوْجَ في سربِ العصافيـرِ
وصاحَ زُخّـي سعيـراً يا نواعيـريِ
ومِـنْ سمـاءٍ بقاسيّـونَ أقْسَـمَ أنْ
لا ينْحني النخْلُ في الفيحاءِ والجوري
ولا تُضـامُ الدمشقيـاتُ من مطــرٍ
ولا الأزاهيرُ تشكـو في القواريــرِ



صيحة مجلجلة ربطت بين كل كنايات الحرية و الإنطلاق
ربطا شاعريا عميقا أطلقها الشاعر تاركا لقلوبنا بل و حتى لعقولنا
البحث عن هذا الذي حرك هذا المخزون الهائل من القوة و العنفوان .
فمن يستطيع تخيل مشهد الموج في سرب من العصافير ؟؟
الموج قوة و عنفوان و العصافير حرية و انطلاق
مَنْ هنا لعبت دورا قويا في ترك معرفة على من تعود للمتلقي..
فالشاعر هنا لا يسأل و إنما يقرر و يخبر في صيغة ملؤها العنفوان
عن مجد و عظمة هيهات أن تخنع أو تخضع أو تتضعضع ..
ثم ينتقل الشاعر من الموج و العصافير إلى لهيب تطلقه النواعير
(و هذا البيت وحده كاف لنعرف أنه يقصد الشام ..)
كيف استطاع أن يجعل من انسياب الماء بين النواعير
جمرا و سعيرا يلهب كل معتد أثيم؟؟
و كل هذا دون أن نحس أن في هذا غرابةً
و إنما اطمأنت نفوسُنا للمعنى و قبلته و فهمتْه و تفاعلت معه ..
إنه الحرف حين يعرف الشاعر كيف يروضه و يخضعه لخدمة المعنى ..
و لعمري ما يستطيع فعل ذلك إلا شاعر شاعر ..
ثم ينطلق الشاعر متحررا من كل القيود و كأن الألفاظ و المعاني عجين
في يديه يعجنه كيفما يريد فينحت بها أبهى و أجمل الصور ..
فيؤكد على القسم من سماء قاسيون الذي أطلقه النخل
الذي يمثل الشموخ و التاريخ
ليعلم الناس جميعا أنه لا و لن ينحني في الفيحاء و الجوري ..
و ما هذه الاسماء للمناطق و المدن إلا أمثلة للأرض كل الأرض
العربية و لا يقصد بها الشاعر الحصر .
ثم ينتقل إلى عزة و مجد الدمشقيات و بأنهن لا و لن يضمن..
و لا حظ معي هنا المقابلة اللطيفة التي أرى أنها عفوية غير مقصودة من الشاعر و ذلك بالمقابلة بين الدمشقيات و الأزاهير و هو تشبيه عفوي لطيف لا يكاد يتأتى إلا لشاعر مطبوع .
ثم لاحظ معي أخي القارئ في ما سبق من أبيات المقابلة و المطابقة
بين السماء و الأرض .. و كأن بينهما علاقة ود و حب و تعاون:
فالعصافير قابلتها النواعير
و سماء قاسيون قابلها النخل
و الدمشقيات و المطر الذي ينزل من السماء قابلته الأزاهير التي في القوارير .
و كل ما تقدم أتى به الشاعر في قالب عذب فتان و إيقاع مطرب قوي
يحرك المشاعر و العواطف و يربكها و يجبرها على الوقوف مسمّرة
في انتظار ما تجود به بقية الابيات ..



ففـي دمشـقَ جُـذورٌ من كرامتنـا
فَزّتْ لهـا لُجَـجُ الحـارات والـدورِ
وفي تقاسيمهـا عَصْـفٌ و عاصفـةٌ
وبارقٌ نَـــزَّ أفْلاجـاً من النــورِ
وفي ضُحاهـا يميـدُ الفجرُ متّقِــداً
يفّتّـقُ الشمسَ من ثَغـْرِ الحواكيـرِ
وليس يحلو سوى رمّـانِ غوطتهــا
حبّـاتِ لؤلـؤٍ فـي أقـواسِ بلّــور
مسكونةٌ بصبـاحِ الخـيرِ قهوتُهــأ
وبالحَكايــا الطليــاتِ المعاطيــرِ


و هنا تجد الشاعر و كأنه واحد من سكان الشام فعلا يعرف حاراتها
و شمسها و رياحها و رمانها و قهوتها فيمضي متجولا بنا في حاراتها
و بساتينها و مقاهيها ..
أبيات تجعل من لا يعرف الشام يتعرف عليها و كأنه زارها ..
لقد جعلتني هذه الابيات أتعرف على الشام برغم أنه لم يسبق لي
أن زرتها من قبل و جعلتني أتذوق طعم رمانها و نكهة قهوتها ..
و انظر هنا إلى التشبيه البديع للرمان بحبات اللؤلؤ و البلور ..
لكني آخذ على الشاعر هنا لجوءه إلى ضرورة شعرية مستقبحة
بل و مرفوضة عند كثير من المدارس و ذلك بمنعه صرف المنصرف في قوله:
حباتِ لؤلؤَ عوَض حباتِ لؤلؤٍ.
غير أن ما أتحفنا و أطربنا به يشفع له و لا يعيب قصيدته بأي حال.




بالشــامِ أرواحنــا باتتْ معلقــةً
يا سِدْرةَ المنتهى طيري بنـا طيـري


هذا البيت أعلق عليه منفردا لأنه تحفة فنية و تكفيه روعته
لتعلق عن نفسها إذ ليس لدي ما أضيفه لإظهار جماله ..



هنا دمشق هنـا حمـصٌ وخالــدُها
مهنّـدٌ قُــدّ مـن سيـفِ المقاديـر
والخيل في صاهلِ الشهبـاء جامحـةٌ
فيهـا النواصـي و إيقـاعُ الحوافيـر
ثوري على الظلمِ والعدوانِ واشتعلـي
وجَنْدلـي رأسَ أبنــاءِ الخنازيــرِ
يا يوسفَ العظمَ قُمْ وارشقْ قوافلنـا
بمَيْسلونَ وبالجُنْـــدِ المغاويــرِ
صَليلُ سيف صـلاح الدّينِ منهمـرٌ
وبَرقُــهُ وَمَضـاتٌ مِـنْ أساطيـرِ
ويا هَنانو امْتشقْ ما شئتِ من شُهُبٍ
واحْصُدْ زَوانَهُـمُ بالمِنْجَلِ السـوري
داري معتقـةُ الأحـواشِ ما انكسفتْ
فيها شمـوسٌ ولا هـذرُ النوافيــر
والشامُ بيرقنـا العالـي وعِزوَتنــا
نـارٌ على علـمٍ في زنـدِ منصـورِ
مازالَ فوقَ ذُرَى القٍمَّـاتٍ يخْفٍقُــهُ
ومْضُ النجومِ وأرتـالٌ من الحُــور
ويستفـيقُ علـى أصدائــه فـلقٌ
زاهٍ يزقـزقُ في نعمائـهٍ الـدوري
قولـي لهمْ بلسانٍ غيرٍ ذي عِــوجٍ
أنَّ السديـمَ سراجُ البرزَخِ السـوري


ينتقل الشاعر لاستنطاق التاريخ و استحضار الشخصيات البارزة في مسيرة عزة الامة
و جهادها و انتصاراتها و يناديها مناداة الواثق بالنصر تحريكا للهمم و الضمائر
و ليس مناداة اليائس الذي يستحضرها للبكاء على أطلالها ..
و من هنا نخرج بفائدة جليلة هي أن ثقافة الشاعر
(التي لا تتأتى إلا بالمطالعة و في كل المجالات)
تمثِّلُ مَعينًا لا ينضب لتطريز قصائده و إبداعاته و تزيينها ..


و ما زالت المطابقة و المقابلة بين السماء و الارض قائمة
في جل أبيات القصيدة بطريقة عفوية غير مقصودة ..
و ما زالت التشبيهات و الكنايات مختلفة و متنوعة و رائعة
في كل أبيات القصيدة بطريقة لا تتأتى إلا لشاعر مطبوع متمكن ..




أخي الشاعر يوسف أبو سالم


أرجو أن تعذرني على هذه القراءة السريعة التي قد تكون سطحية
و غير علمية ..
لكن عذري في ذلك أني قرأتها كشاعر ليس له باعٌ في النقد أو التحليل.
و شكرا لك على هذا الفيض الشعري المتفرد..




تحيتي و تقديري للجميع .



أخي الشاعر المبدع
الصقر
مساء الورد


كان غدقك علي وعلى قصيدتي كبيرا وكثيرا

وكانت قراءتك لها
( حتى وإن كانت سريعة كما تقول )

لكنها لم تخل من عمق وأصالة في كثير من مراحلها

ولعل وقوفك وإشارتك للمكان في القصيدة هي إشارة لافتة حقا

ثلك أننا كأردنيين ومن شمال الأردن تحديدا ( مدينة إربد ) عاصمة الشمال

تربطنا بالشام علاقات تاريخية وشيجة

فالمنطقة التي تتألف الآن من

( درعا وبصرى الشاميتان وما حولهما ) ...و( إربد وعجلون ) الأردنيتان وما حولهما

و( طبريا..الفلسطينية وما حولها ) ...كل هذه المنطقة كانت قبل أقل من ثمانين عاما

إقليما سوريا واحدا يدعى ( حوران )

وكان هذا الإقليم هو سلة غذاء الوطن العربي

وبالذات القمح ...

لذلك لا عجب أن يعبق المكان في القصيدة ويسمو

فدمشق بالنسبة لنا هي عمان ..ولا فرق بينهما

وعمان هي دمشق

أخي الصقر

أن تفرد موضوعا لقراءة قصيدتي هذه أمر كبير ومعطاء

لا أدري كيف أشكرك عليه

وخصوصا أنك تفعل هذا للمرة الأولى

وهذا ما يدل ويعبر على أصالتك وذوقك

أما ( واعذرني هنا ) بمثل ما أخذت علي استعمالي ( لأمر مستقبح ) كما تقول

فإنني آخذ عليك استعمالك لهذه الكلمة ( مستقبح )

والله يا أخي العزيز إن اللغة العربية فيها من المرونة الكثير الكثير

كان أمامك كلمات ( مكروهة ...غير متداولة ....لا تجوز ...غير مفضلة )

أليست أجمل وقعا من كلمة مستقبحة ...السيئة المخارج واللفظ هذه

ثم ألا يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره لضرورات شعرية

اعذرني أخي فكما قلت أن هذا الإستعمال لا يقلل من جماليات القصيدة

وأكرر أنا أن هذا العتب لا يقلل أبدا من أهمية قراءتك الجميلة والرائعة في آن معا

وهنا تعال معي واسمع هذه القصة ....

عندما أصدر القاص الكبير ( يوسف إدريس ) مجموعته القصصية ( أرخصْ ليالي )

احتار في الإسم الذي يطلقه عليها

كان في ذهنه إسم ( أرخص ليال ) وهو النطق اللغوي الصحيح كما قال له النحويون

لكنه وجد نطق العنوان ليس موسيقيا ولا رخيما كما يريد

فعدّله إلى ( أرخصْ ليالي ) ...رغم الخطأ النحوي أو اللغوي

وقال سأعتمد هذا العنوان رغم أنف سيبويه

أخي الصقر

لا يسعني إلا أن أشكرك كل الشكر على قراءتك الرائعة هذه

وأن أثمن مبادرتك جدا

وأن يكون لها وقع أثير في نفسي

ولا تتوقف عند العتب الأخوي فما هو إلا دعابات

وفي هذا المربد ..نريد لكثير من القصائد

أن يتم إلقاء الضوء عليها كما فعلت

ففي ذلك إنصاف للقصيدة وشاعرها وتفرد للمربد وتجربة جديدة وغنية لدارسها

كل الشكر

وتحياتي

ثروت سليم
14/11/2008, 02:49 PM
الصقر الجميل
قراءة بعمق الحب وحروفٌ بنبض القلب
تُحلِّقُ صقراُ إذا قُلتَ شِّعراً
تُحلِّقُ نَسراً إذا قُلتَ نثراً
جميل أيها الحبيب
ورائعة أخي يوسف تستحق الثناء
لك
وليوسف
ولدمشق
وعمَّان
كلُ الحب والتحية
ثروت سليم

الباز
14/11/2008, 03:35 PM
أخي الحبيب الشاعر يوسف ابو سالم

أشكر لك هذا المرور العبق الجميل
أما قراءتي لقصيدتك فلا تمثل سوى
غيض من فيض ما فيها من الجماليات و الروعة ..

و قد يكون لي مستقبلا إن شاء الله عزو جل
عودة إليها فهي حقا قصيدة لا تُمل بجمالها
و جرسها المطرب و كثافة ألفاظها و معانيها ..

أما مؤاخذتك لي على كلمة مستقبحة فعلى عيني راسي
و أعتذر إن كانت قد ضايقتك ..


مع أن المفروض أن لا تضايقك لأنك تعرف أخي ابو سالم أن كل النقاد
أو العروضيين حين يشيرون إلى ما هو مقبول يقولون حسن أو صالح
و حين يشيرون إلى ما هو مرفوض أو فيه عيب يقولون قبيح غالبا..
و قليلا ما يقولون مستقبح .
الحمد لله أني لم أقل قبيحة مثلما يقولون
و إلا لكنتَ غضبت مني حقا
و أنا لا أقدر على زعلك أخي أبو سالم
(فمستقبحة على الأقل تشير إلى قول العروضيين عنها أنها قبيحة).

أما الكاتب الكبير يوسف إدريس
فلا ضير إن خالف قواعد اللغة و اختار عنوانا عاميا
لأنه أصلا يخالفها داخل نصوصه و قصصه
و ذلك بتجوزه في استخدام كثير من الالفاظ
و العبارات العامية و خصوصا في الحوارات ..

المهم اخي أبو سالم أنه قال برغم أنف سيبويه
ولم يأت على ذكر أنفي ههههههههه
وأشكرك على هذه المعلومة الجديدة بالنسبة لي

أشكرك من كل قلبي أخي الشاعر الكبير
طيب القلب يوسف أبو سالم



ولن نتوقف عند العتب الأخوي فما هو إلا دعابات
و تبادل خبرات و معلومات






تحيتي و تقديري

عابر سبيل
14/11/2008, 04:07 PM
الأخ العزيز الصقر
مساؤك سعيد
لا أخفيك أني أسعد كثيرا جدا عندما أرى مثل تلك القراءات التي تظهرلنا جماليات عدة .
جمال النص " المقروء " وجمال الذائقة " القارئقة " وجمال التعبير في كتابة القراءة .
وهذا مما يعطي زخما للعمل الأدبي الجيد ويحدث تواصلا بين المتذوق المحترف وبين المبتدئ .
قراءة رائعة وجهد تشكر عليه .
بوركت وبورك قلمك . العابر

الباز
14/11/2008, 06:30 PM
الصقر الجميل

قراءة بعمق الحب وحروفٌ بنبض القلب
تُحلِّقُ صقراُ إذا قُلتَ شِّعراً
تُحلِّقُ نَسراً إذا قُلتَ نثراً
جميل أيها الحبيب
ورائعة أخي يوسف تستحق الثناء
لك
وليوسف
ولدمشق
وعمَّان
كلُ الحب والتحية

ثروت سليم




أخي الحبيب الشاعر ثروت الشعر سليم
ما أسعدني بهذا المرور العبق بكل معاني الجمال و الحب
ألف شكر لك
محبتي و تقديري

يوسف أبوسالم
14/11/2008, 08:36 PM
الصقر الجميل

قراءة بعمق الحب وحروفٌ بنبض القلب
تُحلِّقُ صقراُ إذا قُلتَ شِّعراً
تُحلِّقُ نَسراً إذا قُلتَ نثراً
جميل أيها الحبيب
ورائعة أخي يوسف تستحق الثناء
لك
وليوسف
ولدمشق
وعمَّان
كلُ الحب والتحية

ثروت سليم




والله يا أخي ثروت

لقد غمرتموني بالكثير الكثير

وشكل هذا وسيشكل دافعا لي وجذوة حافز

نتمنى أن نبدع فيه أنا وأنت وكل شعراء المربد

أحسن ما يستطيعون

شكرا
لذوقكم الرفيع وكلماتكم الرائعة

وتحياتي

الباز
14/11/2008, 10:52 PM
الأخ العزيز الصقر
مساؤك سعيد
لا أخفيك أني أسعد كثيرا جدا عندما أرى مثل تلك القراءات التي تظهرلنا جماليات عدة .
جمال النص " المقروء " وجمال الذائقة " القارئقة " وجمال التعبير في كتابة القراءة .
وهذا مما يعطي زخما للعمل الأدبي الجيد ويحدث تواصلا بين المتذوق المحترف وبين المبتدئ .
قراءة رائعة وجهد تشكر عليه .
بوركت وبورك قلمك . العابر



و مساؤك أسعد أخي الحبيب عابر سبيل
(و كلنا ذلك العابر)

مرور عبق بكل الود و الحب نثرته كالورد و العطر بين أخوانك

أسعدتني كلماتك الطيبة الكريمة ..

و الجمال ما كان ليشعّ لولا مرورك الكريم ..

و جمال قراءتي مستوحى من جمال القصيدة ..

فكل ما عملته هو أني عبرت عن جمالها بقليل من النثر ..


أشكر لك هذا المرور العبق أخي العابر


تحيتي و تقديري

يوسف أبوسالم
16/11/2008, 10:31 AM
[quote=الصقر;66946]







أما مؤاخذتك لي على كلمة مستقبحة فعلى عيني راسي
و أعتذر إن كانت قد ضايقتك ..



مع أن المفروض أن لا تضايقك


أخي الصقر
مساء الورد

ليس هناك لا زعل ولا مضايقة
كانت مجرد ملاحظة فضلت فيها استعمال كلمة أخرى فقط
مرة أخرى شكرا لك على هذه القراءة
التي أسعدتني وأضاءت أبعاد جديدة في القصيدة

تحياتي

روان أم المثنى
16/11/2008, 10:53 AM
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com13.gif




الأستاذ الشاعر



الصقر




أشكرك على إمتاعنا بهذه القراءة الجميلة


أعجبتني فكرة المطابقة بين السماء والأرض


وإلقاؤك الضوء عليها


ففي هذه القصيدة الكثير من المعاني العميقة


للأستاذ يوسف أبي سالم


وفي قولك:





فمن يستطيع تخيل مشهد الموج في سرب من العصافير ؟؟
الموج قوة و عنفوان و العصافير حرية و انطلاق



أحسنت تصور المشهد الرائع


ووفقت إلى لفت أنظارنا إلى جماليته


وبقولك:


أتى به الشاعر في قالب عذب فتان و إيقاع مطرب قوي



تكون قد لمست روعة جديدة تفردت بها القصيدة


هي قوة نغمها وتأليف حروفها ومخارج موسيقاها


ويتضح هذا جليا في كثير من المقاطع كقول أبي سالم:


فزّت لها لجج الحارات والدور


مركزا على صوت الجيم والدال القويتان


والزاي المشدد الصافرة


والراء ذات الرنين


عجز البيت هذا وحده فيه نغم معبر بشكل جميل مدروس


وأكاد أقسم من ملاحظتي لشعر أبي سالم


أنه من الشعراء الذين يدرسون إيقاعاتهم


وينقحون القصيدة مرات ومرات حتى تظهر بالشكل الذي يرضيهم


وهو أمر نفتقده كثيرا إذا تسرع الشاعر في النشر


...


اقبل خالص احترامي لقراءتك الجميلة



http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com13.gif

يوسف أبوسالم
18/11/2008, 06:26 AM
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com13.gif





الأستاذ الشاعر



الصقر




أشكرك على إمتاعنا بهذه القراءة الجميلة



أعجبتني فكرة المطابقة بين السماء والأرض




وإلقاؤك الضوء عليها




ففي هذه القصيدة الكثير من المعاني العميقة




للأستاذ يوسف أبي سالم




وفي قولك:






فمن يستطيع تخيل مشهد الموج في سرب من العصافير ؟؟
الموج قوة و عنفوان و العصافير حرية و انطلاق



أحسنت تصور المشهد الرائع


ووفقت إلى لفت أنظارنا إلى جماليته


وبقولك:


أتى به الشاعر في قالب عذب فتان و إيقاع مطرب قوي



تكون قد لمست روعة جديدة تفردت بها القصيدة


هي قوة نغمها وتأليف حروفها ومخارج موسيقاها


ويتضح هذا جليا في كثير من المقاطع كقول أبي سالم:


فزّت لها لجج الحارات والدور


مركزا على صوت الجيم والدال القويتان


والزاي المشدد الصافرة


والراء ذات الرنين


عجز البيت هذا وحده فيه نغم معبر بشكل جميل مدروس


وأكاد أقسم من ملاحظتي لشعر أبي سالم


أنه من الشعراء الذين يدرسون إيقاعاتهم


وينقحون القصيدة مرات ومرات حتى تظهر بالشكل الذي يرضيهم


وهو أمر نفتقده كثيرا إذا تسرع الشاعر في النشر


...


اقبل خالص احترامي لقراءتك الجميلة




http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com13.gif




روان
صباح الورد

شكرا لك على هذه المداخلة

ولعلي أقول جازما

أن أي عمل إبداعي لا يمكنه التطور مالم ترافقه حركة نقدية ناشطة

ذلك أن المبدع يرى الأمور دائما من زاويته وهو منغمس فيها

بينما الناقد ينظر إليها بحياد أكبر وموضوعية

ومن هنا فإن النقد يضيء الجوانب الإبداعية ويثري القراءات

ويشير إلى الإيجاب والسلب في النص

الأمر الذي ينبه المبدع

أين عليه أن يركز وأين عليه أن يعدل وهكذا

النقد تقييم للعمل الإبداعي بكافة جوانبه

ولكن لا زالت معظم المنتديات تتخوف من هذه العملية وتتدخل الإدارات

بين حين وآخر بإيقاف هذه العملية حفاظا ( من وجهة نظرهم ) على منتدياتهم

وربما نجد لهم العذر ..ذلك أننا لم نتعود بعد على التغريد خارج السرب

وإلى أن يتوسع هامش الحرية النقدية

آمل بمزيد من القراءات لنصوص كثيرة ما زالت بحاجة إلى ذلك

تحياتي

الباز
19/11/2008, 08:09 PM
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com13.gif





الأستاذ الشاعر
الصقر
أشكرك على إمتاعنا بهذه القراءة الجميلة



أعجبتني فكرة المطابقة بين السماء والأرض




وإلقاؤك الضوء عليها




ففي هذه القصيدة الكثير من المعاني العميقة




للأستاذ يوسف أبي سالم




وفي قولك:






فمن يستطيع تخيل مشهد الموج في سرب من العصافير ؟؟
الموج قوة و عنفوان و العصافير حرية و انطلاق



أحسنت تصور المشهد الرائع


ووفقت إلى لفت أنظارنا إلى جماليته


وبقولك:


أتى به الشاعر في قالب عذب فتان و إيقاع مطرب قوي



تكون قد لمست روعة جديدة تفردت بها القصيدة


هي قوة نغمها وتأليف حروفها ومخارج موسيقاها


ويتضح هذا جليا في كثير من المقاطع كقول أبي سالم:


فزّت لها لجج الحارات والدور


مركزا على صوت الجيم والدال القويتان


والزاي المشدد الصافرة


والراء ذات الرنين


عجز البيت هذا وحده فيه نغم معبر بشكل جميل مدروس


وأكاد أقسم من ملاحظتي لشعر أبي سالم


أنه من الشعراء الذين يدرسون إيقاعاتهم


وينقحون القصيدة مرات ومرات حتى تظهر بالشكل الذي يرضيهم


وهو أمر نفتقده كثيرا إذا تسرع الشاعر في النشر


...


اقبل خالص احترامي لقراءتك الجميلة




http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com13.gif




الأديبة الأريبة روان يوسف

سعدت بهذا المرور و التعليق الجميل و المثري..
ألف شكر لك و لنبض حروفك المبدعة البناءة

تحيتي و تقديري

صلاح الحسن
09/12/2008, 11:57 AM
شكراً لك أيها الصقر

ولكن صديقي ألا تعتقد أن استحضار هذه الشخصيات التاريخية تعبي عن ؤيا معلقة في الهواء تنتكس نحو الماضي

فلا يمكن لصلاح الدين أو غيره ان يعودوا

يوسف أبوسالم
09/12/2008, 01:33 PM
شكراً لك أيها الصقر

ولكن صديقي ألا تعتقد أن استحضار هذه الشخصيات التاريخية تعبي عن ؤيا معلقة في الهواء تنتكس نحو الماضي

فلا يمكن لصلاح الدين أو غيره ان يعودوا



أخي صلاح
مساء العيد
وكل عام وأنتم بخير


رغم أنك وجهت الكلام لصديقي الشاعر الصقر

باعتبار أنه هو الذي يقرأ القصيدة هنا فاسمح لي أن أرد

استحضار الشخصيات التاريخية لا يقصد بها أبدا عودتها

فهذا أمر بديهي

ولكن استلهام التاريخ واستنهاضه للهمم أمر ضروري وخصوصا للأجيال القادمة

فإن أمة لا ماضي لها لا مستقبل لها

وإن أمة لا تستحضر أبطالها وتستلهم منهم العزم والهمة والعنفوان

ستتلاشى في صراعات العولمة ومفردات الحداثة البعيدة كل البعد عن أصالتها

شكرا لك أخي

وتحياتي

الباز
11/12/2008, 10:54 PM
شكراً لك أيها الصقر
ولكن صديقي ألا تعتقد أن استحضار هذه الشخصيات التاريخية تعبر عن رؤيا معلقة في الهواء تنتكس نحو الماضي
فلا يمكن لصلاح الدين أو غيره ان يعودوا



شكرا لك أخي الفاضل على هذا المرور السريع و المتقصي ..

إضافة لما تفضل به اخي يوسف أبو سالم مشكورا
أرجو أن تتمعن جيدا في ما كتبتُ و هذا هو الإقتباس :


ينتقل الشاعر لاستنطاق التاريخ و استحضار الشخصيات البارزة في مسيرة عزة الامة
و جهادها و انتصاراتها و يناديها مناداة الواثق بالنصر تحريكا للهمم و الضمائر
و ليس مناداة اليائس الذي يستحضرها للبكاء على أطلالها ..


و اعتقد ما اقتبسته يغني عن الإطناب في الرد ..

شكرا جزيلا

فارس الهيتي
13/12/2008, 09:53 AM
الصقر
متألق دائما
فالفضاء كله لك !!
محبتي

الباز
13/12/2008, 08:44 PM
الصقر


متألق دائما
فالفضاء كله لك !!

محبتي




أخي الحبيب فارس الحرف الجميل
الألق في مرورك الكريم و ذوقك الرفيع
تحيتي و تقديري