المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سياحه ولكن...



ريمه عبد الإله الخاني
09/11/2008, 12:42 PM
سياحة ولكن...

http://travel.maktoob.com/photo/data/500/maison.jpg


أخذت المفاتيح من الدرج,مازالت متعجبة , كيف آل الأمر لها بهذه السهولة, وهي التي حاربت طويلا وطويلا جدا , ورغم هذا كان حزنها في قلبها ينخر العظام.

وصلت ومازال حزنها بلفها بقسوة, خوف خفي يجعلها تفتح الباب ببطء شديد..

رائحة العفن وصلتها أولا,وعتمة صباحيه تلف المكان, تذكرت أوجاع مفاصلها ورطوبة الجو الخانقة هنا.

فتحت الشبابيك فقد شعرت بقرف وضيق, عجت الغبار في المكان, سعال جرح حلقها.

بدأت جولتها بفضول,ليلفت نظرها أولا ذاك العود القابع في غلافه الجلدي المتهالك,رفعته عنه, أمسكته بحنان,

جلست على هذه الكنبة التعيسة,لتتذكر ألحانا طالما كانت تعزفها بتعثر واضح, ورغم ذلك كانت ابنة الخادمة تأتيها لتبكي ..هنا بقربها , ذلك أنه مرة بكيت بكاء مرا لتقول لها سيدكم آذاني كما آذى أمي وصمتت طويلا...

لم تكن تع حينها ذاك العالم الصعب..ولا أوجاع هؤلاء..الفقراء..

تركته لتدخل غرفا أخرى...صورا كثيرة بدأت تتزاحم في مخيلتها بقسوة...

أخرجت من الخزانة الخشبية علبة بنية اللون فتحتها لترى صورا أكلتها السنون..لكنها عرفتها حتما...

ظهرت لها صورته وأمها وهي....!!

أمسكت المقص الذي فيها قصت صورتها, ثم قصته من شاربه..فملأ الصدأ الصورة....

تركتها فجميع ما فيها أكله الغش....

مازالت شجرة البرتقال صامدة رغم مظهرها الحزين...برتقاله واحده كانت تحملها لها...هديه...

أخذتها ,قشرتها بأظافرها أكلتها بنهم شديد وقسوة.....

هناك تحت السرير في تلك الغرفة قبع دفتر قديم لونته السنين....بفيضانات عمر لم يكن ليكتمل....

جملا متناثرة لم تبينها تماما, رغم أن خطها تعرفه تماما....هو والدفتر مازال هنا رغم بؤسه الشديد...

-كان قد أهمل أخته , تلك المتسولة المشهورة على باب المسجد الكبير....

-ترك والدتي نهب المرض...ماتت في حجري..

-سرق عمري............لم ينقذ حياتي .............من عقم..

-صرخ كثيرا رافضا تزويجي وتعليمي..........

-شيد القصور ونهض على بقايا من رفعوه......



-في عصرنا.......... يتجدد عالم العبيد....

خرجت من المنزل الكبير باكية, قفلت الباب بقوة , لترمي المفتاح في ساقية قريبه....

وتمضي دون التفات للوراء....

ليركض خلفها طفل صغير...

-خاله:سقط منك مفتاحك ...خذيه ولا تضيعيه مرة أخرى...سوف أكون هنا بالجوار فلا تترددي بطلب المساعدة, أنا رجل .......

-.......................







أم فراس 1/11-2008


أم فراس 1/11-2008

عابر سبيل
09/11/2008, 06:49 PM
والله لا أدري ماذا أكتب
قرأت قصة رائعة .
سرد جميل وأسلوب حزين .

أرى أن القصة أختزلت في عبارة شدتني كثيرا وتوقفت عندها طويلا .

في عصرنا ... يتجدد عالم العبيد .

قرأت االعبارة وتفتحت أمامي نوافذ كثيرة .
العبودية في عصرنا ... نعم عبودية
ولكنها عبودية شعوب و أمم وليس أفراد .

شكرا جزيلا يا أم فراس على القصة وفكرتها الرائعة .

يوسف أبوسالم
09/11/2008, 07:17 PM
ريما الخاني
مساء الخيرات

عصر العبيد

هي الصرخة وهي الوجع المتراكم

أتراه وحده سبب الشعور بهذا العصر البائس
أم تراه المجتمع بتقاليده البالية وكثير من مفاهيمه المختزنة
أم تراه قمع المجتمع أساسا لبعض أبنائه وعلى الأصح بناته بألف حجة وحجة
وعلى رأسها الدين أو المفاهيم المشوهة للدين
والعادات والتقاليد والعصر الرجولي الذي بناه الرجل ليتطابق مع مصالحه
كل هذا لا يزال مستقرا في الوجدان الجمعي للمجتمع
وإلى أن يتخلص منه
ستمر سنوات عديدة
وتتقلب عصور عبيد عديدة أكثر
شكرا لك
وتحياتي

ريمه عبد الإله الخاني
13/11/2008, 12:06 PM
والله لا أدري ماذا أكتب
قرأت قصة رائعة .
سرد جميل وأسلوب حزين .

أرى أن القصة أختزلت في عبارة شدتني كثيرا وتوقفت عندها طويلا .

في عصرنا ... يتجدد عالم العبيد .

قرأت االعبارة وتفتحت أمامي نوافذ كثيرة .
العبودية في عصرنا ... نعم عبودية
ولكنها عبودية شعوب و أمم وليس أفراد .

شكرا جزيلا يا أم فراس على القصة وفكرتها الرائعة .

اشكؤ قراءتك العميقه
اهلا بك دوما

ريمه عبد الإله الخاني
13/11/2008, 12:08 PM
ريما الخاني
مساء الخيرات

عصر العبيد

هي الصرخة وهي الوجع المتراكم

أتراه وحده سبب الشعور بهذا العصر البائس
أم تراه المجتمع بتقاليده البالية وكثير من مفاهيمه المختزنة
أم تراه قمع المجتمع أساسا لبعض أبنائه وعلى الأصح بناته بألف حجة وحجة
وعلى رأسها الدين أو المفاهيم المشوهة للدين
والعادات والتقاليد والعصر الرجولي الذي بناه الرجل ليتطابق مع مصالحه
كل هذا لا يزال مستقرا في الوجدان الجمعي للمجتمع
وإلى أن يتخلص منه
ستمر سنوات عديدة
وتتقلب عصور عبيد عديدة أكثر
شكرا لك
وتحياتي

نعم هذا صحيح
نحن عبيد اله عبيد اسر الحضارة والمجتمع الزائف
كل الشكر