المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس الأخير



عبدالله الطليان
07/11/2008, 05:43 AM
ضوء الشمس يتسلل ببطء يعلن قدوم النهار وانحسار الظلام لتبدأ معركة البحث عن الرزق وهو متدثر في فراشه غارق في نوم عميق فاقد الإحساس بما حوله، شخيره يتردد في الغرفة بلا انقطاع معزوفة على وتيرة واحدة لا تتغير لا يستمتع بها سوى من ولج إلى تلك الغرفة المظلمة التي تفتقر إلى النظام والترتيب فخزانة الملابس ذات الأبواب الخمسة كان اثنان منها مشرعين تصدران صريرا عند إغلاقهما وفي إحدى الزوايا طاولة مسندة إلى الجدار هجم عليها الغبار فأود بريقها ولمعانها يعلوها مرآة ذات برواز خشبي أصابها شرخ في طرفها فغدت كحال الأرض التي أصابها الجدب، كانت تلك الطاولة تحوي أدواته فهذه صبغة شعر وزجاجتان من العطر إحداهما فارغة والأخرى لا يوجد بها إلا القليل بالقرب منهما نظارته ومشط بلاستيكي مكسور من منتصفه..
جاءت دقات الساعة التي كانت بجانب سريره لتخبره بقرب حلول موعد العمل استيقظ ورفع الغطاء عن وجهه وفتح عينيه ثم أغمضهما وعركهما بعدها نهض بتثاقل وكاد أن يترنح، فالنوم مازال يسيطر عليه والكسل غامر جسده قاوم قليلا وجمع قواه ونهض بسرعة انطلق إلى عمله لكن هذه المرة لم يغلب عليه الحماس والجد بل كان مترددا خطواته بطيئة لا تعرف الجدية في السير زاد عليها عمره الذي زحف نحو الكبر حادا من طاقته التي بدأت في النضوب يدلف إلى المدرسة ويحدث نفسه لقد جاء التقاعد انه اليوم الأخير سوف يغادر المدرسة من غير رجعة يجول ببصره وترسم الذكريات سنوات العمر التي أمضاها فيها ليخرجه من حالته صوت التلميذ الذي أشار إليه من عند باب الفصل يا أستاذ.. يا أستاذ انك عندنا فنحن في انتظارك ادخل إلى الفصل وراح يتفحص وجوه طلبته في صمت كانت نظراته تحمل الوداع سعل وكح وامسك الطباشير ورفعها بالقرب من عينه فقال في نفسه لن أمسكك ولن أكون في حاجة إليك بعد اليوم لقد قضيت معك عمري وأنا كل يوم أداعبك بين أناملي خط درسه على السبورة وشرع في شرحه حتى قرع جرس الحصة معلنا نهايتها.

عابر سبيل
07/11/2008, 11:22 AM
مساء جميل أخي عبدالله

قرأت ما كتب أعلاه وكان البداية جميلة وإن كانت مستهلكة
ولكن ما بعد البداية ليس فيه ما يجذب القارئ ويشد انتباهه.
للأسف عمدت إلى تفصيلات ليس لها ضرورة ولم تخدم القصة بتاتا .
كقولك / فخزانة الملابس ذات الأبواب الخمسة كان اثنان منها مشرعين تصدران صريرا عند إغلاقهما وفي إحدى الزوايا طاولة مسندة إلى الجدار هجم عليها الغبار فأود بريقها ولمعانها يعلوها مرآة ذات برواز خشبي أصابها شرخ في طرفها فغدت كحال الأرض التي أصابها الجدب، كانت تلك الطاولة تحوي أدواته فهذه صبغة شعر وزجاجتان من العطر إحداهما فارغة والأخرى لا يوجد بها إلا القليل بالقرب منهما نظارته ومشط بلاستيكي مكسور من منتصفه .

ماحاجة المتلقي والقصة كذلك ؛ من أبواب الخزانة أكانت خمسة أم عشرة
ومن الطاولة وما تحتويه وزجاجات العطر وحيزه منها .
الحديث عن الفوضى إن كان ذلك مقصدك من تلك التفصيلاتك يكون بإشارات خفيفة موجزة .
على كل حال .. تجاوزت تلك التفصيلات منتظرا عنصر التشويق فلم أجده فقلت لعله سيكتفي بعنصر المفاجأة وكذلك لم أتحصل عليه .

أنهيت القصة مثل ما بدأتها .
لعل القادم يكون أفضل تقبل تحياتي المعطرة أخوك العابر

يوسف أبوسالم
07/11/2008, 03:48 PM
ضوء الشمس يتسلل ببطء يعلن قدوم النهار وانحسار الظلام لتبدأ معركة البحث عن الرزق وهو متدثر في فراشه غارق في نوم عميق فاقد الإحساس بما حوله، شخيره يتردد في الغرفة بلا انقطاع معزوفة على وتيرة واحدة لا تتغير لا يستمتع بها سوى من ولج إلى تلك الغرفة المظلمة التي تفتقر إلى النظام والترتيب فخزانة الملابس ذات الأبواب الخمسة كان اثنان منها مشرعين تصدران صريرا عند إغلاقهما وفي إحدى الزوايا طاولة مسندة إلى الجدار هجم عليها الغبار فأود بريقها ولمعانها يعلوها مرآة ذات برواز خشبي أصابها شرخ في طرفها فغدت كحال الأرض التي أصابها الجدب، كانت تلك الطاولة تحوي أدواته فهذه صبغة شعر وزجاجتان من العطر إحداهما فارغة والأخرى لا يوجد بها إلا القليل بالقرب منهما نظارته ومشط بلاستيكي مكسور من منتصفه..
جاءت دقات الساعة التي كانت بجانب سريره لتخبره بقرب حلول موعد العمل استيقظ ورفع الغطاء عن وجهه وفتح عينيه ثم أغمضهما وعركهما بعدها نهض بتثاقل وكاد أن يترنح، فالنوم مازال يسيطر عليه والكسل غامر جسده قاوم قليلا وجمع قواه ونهض بسرعة انطلق إلى عمله لكن هذه المرة لم يغلب عليه الحماس والجد بل كان مترددا خطواته بطيئة لا تعرف الجدية في السير زاد عليها عمره الذي زحف نحو الكبر حادا من طاقته التي بدأت في النضوب يدلف إلى المدرسة ويحدث نفسه لقد جاء التقاعد انه اليوم الأخير سوف يغادر المدرسة من غير رجعة يجول ببصره وترسم الذكريات سنوات العمر التي أمضاها فيها ليخرجه من حالته صوت التلميذ الذي أشار إليه من عند باب الفصل يا أستاذ.. يا أستاذ انك عندنا فنحن في انتظارك ادخل إلى الفصل وراح يتفحص وجوه طلبته في صمت كانت نظراته تحمل الوداع سعل وكح وامسك الطباشير ورفعها بالقرب من عينه فقال في نفسه لن أمسكك ولن أكون في حاجة إليك بعد اليوم لقد قضيت معك عمري وأنا كل يوم أداعبك بين أناملي خط درسه على السبورة وشرع في شرحه حتى قرع جرس الحصة معلنا نهايتها.


أخي عبدالله
مساء الورد

لعلي قرأت القصة يغير الطريقة التي قرأها أخي عابر سبيل
فأنا لا أحفل بالمفاجآت المصطنعة وأجدها إقحاما للسرد الطبيغي للقصة
وهل يجب أن تكون القصة حافلة بالمفاجآت حتى تكون مشوقة
القصة أخذت جمالياتها من كونها تسرد حالة عادية كما تبدو للمتلقي
وهي حالة تحدث كل يوم
لكنها حالة شديدة الإيلام والمفاجأة والصعوبة على بطلها
هذا الإحساس بالعجز والتثاقل وعدم الحماس
وحديثه الحزين لنفسه
والنهاية الطبيعية بقرع الجرس التي أسقطها القاص على نهاية الرجل ونهاية خدمته
وكأنما يقول هذا جرس حياته يقرع أنه انتهى وليس الدرس هو الذي انتهى
إن السرد الطبيعي غير الحافل بالمفاجآت وغير الحافل بالعقد المصنوعة هو تماما
ذروة إبداع القصة كما أرى
فقد خلق القاص من أمر يبدو عاديا حالة غير عادية بتركيزه على الألم والصدمة والحزن
والتثافل الذي اعترى الرجل صبيحة يوم تقاعده
أما التفاصيل هنا فلعلها شاهده على حالته النفسية
ولعله أخذ يحدق في كل شيء بالغرفة بطريقة لم يفعلها سابقا بفعل تأمله بحياته الجديدة واسترجاعه بطبيعة الأمر لشريط حافل بالذكريات
تماما كمن يتذكر شريط حياته أثناء مروره بحادث أو مرض عضال يقترب من الموت هنا تستدعي النفس كثيرا من التفاصيل وتتذكر مالم تكن تتذكره بالأمس
هذه قصة ممتازة من وجهة نظري وتتضمن إبداعا لا يغتمد إلا على طبيعية ظواهر الأحداث وعلاقة ذلك بالوضع الداخلي النفسي الحقيقي للرجل أو البطل
بوركت أخي
وتحياتي

عبدالله الطليان
09/11/2008, 04:27 PM
أخي الفاضل عابر سبيل

اشكرك جزيل الشكر على مرورك

اقدر لك رأيك لكن ذكر الاشياء التي تحويها غرفة
المعلم اسقاط لوضعه الذي يعيشه وهو في حالة
الانهزام امام واقع الحياة .

تقبل تقديري

عبدالله الطليان
09/11/2008, 04:31 PM
اشكرك اخي يوسف ابوسالم

وتبقى سنة الحياة في النهاية وتقدم العمر

نجد ان هناك الم يظل غائر في الداخل

يجلب لصحابه الممل والفتور

هذا هو المغزى في القصة