المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عرس مبتور



هٍٍي عبدالرحيم
04/11/2008, 10:45 PM
عرس مبتور




أصاخت "عبير"السمع للحوار الدائر في غرقة الضيوف،في مثل هذه الوضعية تفرح الفتيات،تُحيط بهن صويحباتهن للتشجيع والتبريك،لكن عبير مهمومة،وهي تسمع للحوار الدائر بين إخوانها والعريس القادم.

عبير كمثل أغلب الفتيات في سنها،شباب يفيض حيوية،تحلم بشاب يكافؤها سنا ،وثقافة،وفكراً.
عبير الليلة بين نارين،إما قبول العريس المُختار لها،أوالحكم عليها بالأشغال الشاقة في البيت.حين ناقشت الفكرة،تم حرمانها من مُتابعة الدراسة،واليوم ترى وتسمع مُداولات في غرفة محكمة الأسرة بالبيت،ولا تستطيع أن تنبس ببنت شفة.
عبير،سندها الذي كان يحميها نام نومة أبدية،والدها الرجل الحنون،ذو القلب المتسع،المتفهم لظروف العصر والتغيير رحل،ومعه رحل السرور والإنشراح،ولم يمر على رحيله سوى بضعة شهور حتى التحقت به الوالدة.
مَنْ لعبير اليوم؟
من يُطبطب على كتفيها ويوصيها؟
من يختار لها فستان العرس اللائق؟
من يُزينها؟بل من يقف في صفها ليحميها من ذئاب تشحذ أنيابها للإفتراس؟...
وأنتهى كل شيء،خرج المأذون(العدول)،وحكم على عبير باغتصاب زهرة شبابها مع شيخ في سن أبيها،غني،يملك من الثروة المادية ما لا يُعدُّ ولا يُحصى،ولكن الأمية تضرب أطنابها في مُخه، كل شيءٍ في مفهومه يستطيع الحصول عليه بواسطة المال،حتى الحب.
عبير تتألم داخليا،ألفُ مطرقة تهوي على رأسها،ألفُ حلٍّ تراءى لها،وبين إمكانية التطبيق والمنطق،هناك مسافة للصراع مع الدات.
لم يحضر الحفلة-حفلة الزفاف-إلا أفراد الأسرة،رغم البذخ الذي بُذل،كل من حضر كان مسرورا فرحا بالمُصاهرة مع الحاج.
وحدها عبير تتألم،دموعها غطت وجهها،وبللت صدرها.لم تجد لمن تشكو همَّها،ولم يكن بجانبها من يُخفف من وطأة النار الملتهبة في أعماقها.
كان حوار بين العريس والعروسة في مخدع النوم،لم تكن عبير لِتُسلّم نفسها لِمن تُحسُّ أنه لن يُحقق لها الإستقرار النفسي،حاورته،أفهمته أن نفسيتها لم تَرُقْ بعد، وعليه أن ينتظر لبضعة أيام حتى يهدأ خاطرها،فتصير له نِعْمَ الزوجة.
صدّقَ الحاج كلام عبير المعسول ،وجاراها في ما تريد،حيثُ تركها في الغرفة تنام وحدها علَّ الصبح يكون لها مفتاحاً للطمانينة،واتخذ لنفسه مكانا قصيا عنها في غرفة أخرى من غرف المنزل الكبير.
في الصباح،أفاق المدعوون،ومعهم الحاج،هيئوا طعام الإفطار كعادة الناس هنا،حملوه بالزغاريد إلى غرفة النوم. دقاتٌ على الباب، لم يُجبهم أحد،لعل عبير لا زالت مستغرقة في النوم.دقات أخرى،ودقات،لا مِنْ مُجيب.
قرر الحاج فتح الباب.
-صباح الخير عزيزتي عبير...
لم يكن في الغرفة أحد ليرد التحية،كانت فارغة إلا من الأثاث.

عبق صبر
05/11/2008, 09:08 PM
أستاذ عبد الرحيم
مساءك ورد

القصة تعالج موضوعا مهما وهو الإجبار في الزواج،
و المثل يقول: " كل شيء بالإجبار إلا الزواج بالإختيار"
وأنا أجدالمبررات لفعلة عبير وهروبها..
ولكن!

هي عالجت الخطأ بالخطأ والواجب أن ترضى بما كتب الله بها ليكون الفرج ،الجميل أن نصنع من الفشل نجاحا خصوصا وأن الزوج الكبير أبد\ى تفهما ولم يكن متعنترا معها

أين ستذهب بعد هروبها؟
للشارع ال......


مجرد وجهة نظر

ولكنها قصة ممتعة وجميلة