المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خيول من ورق / قصيدة جديدة مصافحة



أحمد حسين أحمد
29/10/2008, 05:41 PM
خيول من ورق
أحمد حسين أحمد
1
من هنا مرّت خيولي ذات صبحٍ



فتلقّفتُ خيوط الضوء، فانسلَّ الصباح



فإذا بالزهرةِ الإكليلِ تحملها الرياح



ترصفُ الإسفنجَ في قلبي على مرمى البصر



لتداري النزفَ والحمّى،



وأشياء أُخر



آه .. يا درب المحطّاتِ،



وناقوس الخطر



كيف لم تُقرعَ قبلَ الغوصِ في الحمّى ،



وتـنّّين السفر..



كنتُ حينا أرتمي عند الفرات



لأغنّي..



لحمام الدوح أو حتّى صغار القبّرات..



منذ أن كنّا صغاراً ،



نكتبُ اللحنَ ونحيا الأغنيات..



ونغنّي ،



للبساتينِ نغنّي ولحملانِ الحقول..



مرّةً كنتُ أناجي الطير ،



مرّاتٍ على مهري أصول..



باحثاً عن وجهها الحلو الخجول



نافضاً عنها حبيبات المطر..



آه.. يا دوامة الدرب الطويل ،



كيف أسّستِ على صدريَ متراساً ثقيلْ



في عصور السبي والإرهاب والوطن البديلْ .



2



بدّدتني سبلُ العشقِ لبعضِ الملكات



فتهالكتُ على جرفِ السطور



أجلدُ الظلمةَ بالشعرِ،



وحيناً بالبخور..



ملكٌ للحبِّ مخلوعٌ وتاجي ترّهات..



فمتى يستيقظ الصبح الجسور



فأداري خيبتي مع خيطِ نور



ومتى يحملني الثور الخرافي المجنّح،



طائراً بي ساعةً في أرض " أور"



ملقياً بي بين حضن الأمّهات..؟



3



منذُ أزمانٍ يحطُّ الموتُ في وادي الفرات



عبثاً تحتجّ، أو تُبعثَ في الأرضِ الحياة



فالثرى نارٌ وتحت الأرضِ مخزون زيوت



وإذا ما انشقَّ نبتٌ ،



بادرتهُ الريحُ بالعصفِ ، وأشداقٌ لحوت..



مَنْ تُرى يقوى على الصبرِ،



ويحيا في بيوت العنكبوت؟



سقطَ الفارسُ في الميدانِ،



وانفكت مهاميز الخيول



وأنا ما بين جرفيها أغنّي وأصول،



بثيابِ الكهنوت



مرّةً وحدي،



وأحيانا معي بعض العجول..



حضروا من كلِّ صوبٍ من ألوف السنوات



كلّما زالوا تجّددِ نسلهم،



أو كلّما زيلوا تناسخت الفلول



آه.. من عقمِ التراتيلِ وصمت الكلمات



لم يزل حلمي وسحر الشرقِ أعمى،



وبقايا الكائنات..



4



أسرتني حلوتي حتّى القشورْ..



منذ أنْ كنتُ وإياها نغّني للعصافيرِ وللنهرِ الطهورْ



بين نهديها تدثّرتُ طويلاً،



والمها حولي يدورْ



قبل أنْ يهبط في ليلٍ هبوط الصاعقةْ،



مَلكُ الموت وجرذان جنود المحرقةْ



جلّهم من أرضِ "سامٍ" و خنازيرِ البلادِ المارقةْ



سقطوا في المدنِ الكبرى ، وبركانٌ يثورْ



فاستباحوا صفوةَ الطيرِ وثوبَ العاشقةْ..



حاضراً كان المساء



والتوابيتُ وحفّارُ القبور



والأفاعي والطيورُ الباشقةْ..



وحدها الحلوةُ،



كانت تتدلّى بحبالِ المشنقة..



وتديرُ العينَ للنهرِ ومَنْ قدْ يسرقهْ



وأنا كنتُ بعيداً،



في سهوب الغربِ ملتفّاً كخيطِ الشرنقة




5



وحشةُ الليلِ ، ومنفايَ، وأكوامُ جليد..



وبقايا أمنياتٍ سافرتْ عبرَ حدودِ النفسِ،



للزمنِ البعيد..



تمتطي خيلَ "المثنى " ،



وتصلّي في دواوين " الرشيد"..



تحملُ الآمال والآلام للعصر الجديد



عصر "هاروت" و "ماروت" ،



وأفراس السبق..



هكذا مرّت خيولي ذات صبحٍ لتصول



إنّما كانت خيولاً من ورق،



لم تعبر النهر ولم تتبع دقّات الطبول..



آه.. ماذا للأميرةِ ، حين تلقاني، أقول..؟




ألمانيا في



29/10/2008

(منال)
29/10/2008, 09:08 PM
أخي الفاضل الأديب البارع :

أحمد حسين أحمد

في البداية أرحب بك بيننا ، وأرحب وبعمق بهذه الذائقة العالية وهذا البوح الشعري الشفيف الأنيق الذي يتراءى ويتماهى في عذوبة ورقة وجاذبية آسرة ، عبر هذا النص الجميل الأنيق وما فية من كلمات بديعة وتصاوير حسية ساحرة وطبيعة شاخصة ناطقة وتعابير مخملية رائقة أنتثرت في هذه القطعة الجملية كنجوم براقة في ليلة مقمرة وكباقات زهور أختيرت من بستان بديع بهي .

وهل أنت تطلق جياد المجد وخيول الورق وتأخذنا إلى مملكة بوحك حيث جمال الشعر وصفافة الفكر وضفاف الهمس وشاطىء الكلمات ، لتأخذنا في رحلة ونزهة عبر زورق جميل أسمة " خيول من ورق " ، لتنشد لنا هذه اللحن ولتشدو بهذا العزف وتضيء في الروح شمعة من ضياء ونور وصفاء من خلال سطورك المشعة بكل ترانيم الجمال وتراتيل الإبداع ونسائم الأحلام .


ما أجمل الخاتمة في نصك والتي لا زلت ارددها :

هكذا مرت خيولي ذات صبح لتصول

إنما كانت خيولأ من ورق ،

لم تعبر النهر ولم تتبع دقات الطبول ..

آه ..ماذا للأميرة ، حين تلقاني ، أقول ..؟


...

في أنتظار مزيداً من السفن في بحور الشعر .


دمت بود وعطاء وألق .

ثروت سليم
30/10/2008, 04:44 AM
أسرتني حلوتي حتّى القشورْ..
منذ أنْ كنتُ وإياها نغّني للعصافيرِ وللنهرِ الطهورْ
بين نهديها تدثّرتُ طويلاً،
والمها حولي يدورْ
قبل أنْ يهبط في ليلٍ هبوط الصاعقةْ
مَلكُ الموت وجرذان جنود المحرقةْ
جلّهم من أرضِ "سامٍ" و خنازيرِ البلادِ المارقةْ
سقطوا في المدنِ الكبرى ، وبركانٌ يثورْ
فاستباحوا صفوةَ الطيرِ وثوبَ العاشقةْ..
أحمد حسين
أهلاً بك ايها الحبيب في مربد الشِّعرِ العربي
تحية وتقدير
ستعود الطيور لأوكارها الآمنة إن شاء الله
وسيُطردُ الخنازيرُ والطغاةُ مِن ارضنا إن شاء الله
وسيعمُ الأمن والأمانُ وتفرح الحبيبةُ بمقدمك إن شاء الله
تحياتي وتقديري
أخوك

يوسف أبوسالم
30/10/2008, 11:25 AM
أحمد حسين
مساء الخيرات

أهلا بك شاعرا محلقا في مربدنا
وكيف لا يحلق وقد أتى من أرض الفراتين
ومرّ على الرصافة
وتمرغ في الأعظمية والكاظمية
كيف لا يحلق والشعر مجنح في العراق وعن العراق
ما كف العراق عن الشعر ....أبدا
ولن يكف عنه ..
فللشعر في العراق نكهة مميزة
وعطرٌ آخر
أخذتنا بعيدا يا أخي في رحلة حزينة مرّت على أحزان العراق
ولكنها لن تقف عندها بل سوف تتخطاها إلى ذرى النصر
ودحر المحتل البربري
شكرا لك

فارس الهيتي
30/10/2008, 01:50 PM
أهلا بالصديق الحبيب
أحمد حسين
أهلا بالسياب المبعث من جديد
أهلا بالشاعر الشاعر...
قصيدة تقطر شاعرية وجمال وبوح شفيف


تثبت

أحمد حسين أحمد
30/10/2008, 06:48 PM
أول المصافحين، أعذبهم..


فما بالك والمصافحة الأولى جاءت بلسان متذوقة جيدة وصاحبة حس عال..


منال..


لقد أسرني هذا الحديث الجميل وأنا ممتن لك أبدا


ولا تقلقي سوف أكون قريبا ويأتي جديدي أولا بأول




شكري وتقديري ومودتي يا سيدة المكان..

أحمد حسين أحمد
31/10/2008, 11:07 AM
أسرتني حلوتي حتّى القشورْ..



منذ أنْ كنتُ وإياها نغّني للعصافيرِ وللنهرِ الطهورْ
بين نهديها تدثّرتُ طويلاً،
والمها حولي يدورْ
قبل أنْ يهبط في ليلٍ هبوط الصاعقةْ
مَلكُ الموت وجرذان جنود المحرقةْ
جلّهم من أرضِ "سامٍ" و خنازيرِ البلادِ المارقةْ
سقطوا في المدنِ الكبرى ، وبركانٌ يثورْ
فاستباحوا صفوةَ الطيرِ وثوبَ العاشقةْ..
أحمد حسين
أهلاً بك ايها الحبيب في مربد الشِّعرِ العربي
تحية وتقدير
ستعود الطيور لأوكارها الآمنة إن شاء الله
وسيُطردُ الخنازيرُ والطغاةُ مِن ارضنا إن شاء الله
وسيعمُ الأمن والأمانُ وتفرح الحبيبةُ بمقدمك إن شاء الله
تحياتي وتقديري


أخوك





الشاعر الجميل ثروت سليم




ألف شكر يا ابن النيل الخالد على ترحيبك العذب وكلماتك الدافئة التي تبعث الطمأنينة وتبث العزم في النفوس وتقوي الهمم


نعم أيها الحبيب ، لابد ويعود الحق لأصحابه ويهزم كل غازٍ ويسقط كل جبار متسلط





تحيتي ومودتي أيها الغالي

أحمد حسين أحمد
05/11/2008, 09:36 AM
أحمد حسين

مساء الخيرات


أهلا بك شاعرا محلقا في مربدنا
وكيف لا يحلق وقد أتى من أرض الفراتين
ومرّ على الرصافة
وتمرغ في الأعظمية والكاظمية
كيف لا يحلق والشعر مجنح في العراق وعن العراق
ما كف العراق عن الشعر ....أبدا
ولن يكف عنه ..
فللشعر في العراق نكهة مميزة
وعطرٌ آخر
أخذتنا بعيدا يا أخي في رحلة حزينة مرّت على أحزان العراق
ولكنها لن تقف عندها بل سوف تتخطاها إلى ذرى النصر
ودحر المحتل البربري
شكرا لك



الجميل يوسف أبو سالم

ذكرتنا يأخي بمرابع الصبا والشباب ، لا بل حتى تمكنا من شم عبق تلك التربة المعطاء التي أنجبت ذلكم الشعراء العظماء وكما يقال في العراق : تحت كل نخلة شاعر
أما الغازي المحتل الذي دنس المكان، فإلى زوال لا محالة وهذا خبرتنا به كتب التريخ على مر الزمان

أشكر تفاعلك هنا أيها الغالي بهذا الترحيب الثر

مودتي واعتزازي

أحمد حسين أحمد
05/11/2008, 09:41 AM
أهلا بالصديق الحبيب


أحمد حسين
أهلا بالسياب المبعث من جديد
أهلا بالشاعر الشاعر...
قصيدة تقطر شاعرية وجمال وبوح شفيف



تثبت


الصديق الرائع فارس الهيتي

جميل أنت كما عهدتك أيها الحبيب
تأتي ومعك الوطن وأهله وأنا يشرفني تشبيهك العزيز بشاعر العراق الفذوليتنا نكون قطرة من بحر ابداعه

أشكرك من القلب على ترحيبك الجميل وعلى تثبيت القصيدة
ونلتقي لابد أيها الغالي

مودتي وخالص تقديري