المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صدى الحياة ...



الجمانة
28/10/2008, 12:39 PM
يحكى أن أحد الحكماء ذهب مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جو نقي بعيد عن صخب المدينة وهمومها.

سلك الاثنان واديا عميقا تحيط به جبال شاهقة، وأثناء سيرهما تعثر الطفل في مشيته وسقط على ركبته، صرخ الطفل على إثرها بصوت مرتفع تعبيرا عن ألمه “آآآه"، فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل "آآآه".

نسي الطفل الألم وسارع في دهشة سائلا مصدر الصوت " ومن أنت ؟ “.فإذا الجواب يرد عليه سؤاله "ومن أنت ؟" .

انزعج الطفل من هذا التحدي في السؤال. فرد عليه مؤكداً "بل أنا أسألك من أنت ؟" ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة " بل أنا أسألك من أنت ؟ ".

فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب. فصاح مغضبا " أنت جبان " فهل كان الجواب إلا من جنس العمل.. وبنفس القوة يجئ الرد " أنت جبان ".

أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلا جديدا في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه. قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس.

تعامل الأب -كعادته- بحكمة مع الحدث. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي " إني أحترمك !" . كان الجواب من جنس العمل أيضا، فجاء بنفس نغمة الوقار "إني أحترمك!" ..

عجب الشاب من تغير لهجة المجيب، ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً: " كم أنت رائع!" فلم يقل الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع".

ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب، ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيرا من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية.

علق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة: " أي بني: نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء ( صدى )، لكنها في الواقع هي الحياة بعينها. إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها، ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها.

الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك. إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك، وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك. إذا أردت أن يرحمك أحد فأرحم غيرك، وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك. إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك، وإذا أردت الناس أن يستمعوا لك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولا. لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء.

أي بني.. هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة، وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة.. إنه صدى الحياة.. ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت.!
( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) ومن أصدق من الله قيلا.

منقول.

يوسف أبوسالم
28/10/2008, 11:02 PM
الجمانة
صباح الندى

صدى الحياة
فعلا انعكاس حقيقي لأفعالنا وما نقدمه أولا
فليس من المعقول أن ننتظر احتراما ونحن لا نحترم أولا
أو ننعم بحبٍ دون أن نبذل حبا
ولو انتبه الناس بتمعن قليل حكمة هذه القصة
وطبقوها في حياتهم وتصرفاتهم
لكنا يا جمانة بألف خير
ولطورنا مجتمعاتنا بالحب والود والألفة
بدلا من البغض والنفاق والدسائس
هذه دعوة رائقة بيضاء تقدميها لنا
فلك الشكر كل الشكر
وتحياتي

حنين الذكريات
05/11/2008, 12:41 PM
إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها، ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها.




الله أكبر ..هذا فعلا صدى الحياة..:7_5_133[1


جمانتي قليل في حقكِ الشكر ..


دمتِ في رضى من الرحمن...

رزان
05/11/2008, 01:49 PM
http://www.image.gostshare.com/files/v8evgwvwl85ubie78xa1.gif



الكريــــمة


(( جمــــانة ))


مساؤك ورد


بقدر ما تعطي في هذه الحياة بقدر ما تأخذ ..


وما هو صدى الحياة إلا انعكاس لكل فعل نقوم به ..


ذكرتيني يا جمانة بمن ينتظر رزقه وهو جالسٌ في بيته ..


وأمثالهم كُثر جداً ..


وكأن السماء ستمطر لهم ذهباً ..


وكما قال أخي الكريم يوسف أيضاً ..


نحن ننتظر احترام الآخرين لنا ونحن من قبل لا نحترم غيرنا ..


لابد لنا من تغيير أنفسنا أولاً قبل أن ننتظر أن يتغير الغير ..


هذه حكمة رائعة تهديها لنا جمانة ..


فشكراً جزيلاً لكِ


لكِ تحيتي



........ رزان محمد



http://www.image.gostshare.com/files/v8evgwvwl85ubie78xa1.gif