المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسيار ( ق ق ج )



مريم خليل الضاني
24/10/2008, 10:32 PM
مِســــــيار


نَهَشَها البَرْد في العراء ، فآوت إلى بيت فوجدته ثلاجة لحفظ الموتى ! .

ابو مريم
24/10/2008, 11:16 PM
مِســــــيار



نَهَشَها البَرْد في العراء ، فآوت إلى بيت فوجدته ثلاجة لحفظ الموتى ! .
سلام الله عليك أخت مريم
قصتك قصيرة جدا ،ورغم ذلك تتعدد قراءات سطورها ، مقارنة بين العراء والبيت ..فتعظم المعاناة ويزداد حجمها ،هل فقد البيت الدفء هو كذلك ؟؟؟؟؟
فلعل بطلة القصة بين المطرقة والسندان، أ يكون الشارع أرحم إليها من البيت ؟؟؟؟
أتمنى أن أكون قد لا مست صلب النص أختي ..
وبالتوفيق دائما..
أبو مريم

الجمانة
25/10/2008, 04:49 AM
قليلة المبنى عميقة المعنى ..

بورك بك وبفكرك النير ..

مريم خليل الضاني
31/10/2008, 08:33 PM
إن المسيار ليس حلا على الإطلاق لأي مشكلة اجتماعية بل إنه بحد ذاته مصيبة عظيمة إن استشرت في المجتمع فستقوض دعائمه وتهدم نظام الأسرة الطبيعي . إن المسيار علاقة غير متكافئة قائمة على طرفين أحدهما له حقوق كاملة مصانة ( الرجل ) والطرف الآخر ( المرأة ) لا حقوق لها على الإطلاق لا مادية ولا معنوية ولا عاطفية ، فالرجل المسياري متى ما اشتاق إليها زارها عند أهلها أو في فندق أو أي مكان آخر مظلم ، فالمرأة في زواج المسيار تتنازل عن كثير من حقوقها المشروعة طوعا تحت وطأة بعض الظروف الاجتماعية والأسرية أملا بالوصول إلى إشباع عاطفي واستقرار نفسي ولكن الواقع يدل على أنها تجري وراء سراب وعلى أنها جنت على نفسها مراقش ، فعلاقة المسيار منوطة بمزاج وهوى الزوج وظروفه فإن ملأت الزوجة المسيارية عينه وخلبت لبّه أعطاها حقوقها ، وإن لم تنل إعجابه فلتشرب البحر أو تنطح الصخر، ألم تتنازل عن حقوقها منذ البداية ؟ !.
من خلال معايشة وقراءة واقع المرأة التي ترضى بالزواج المسياري نجد أن تلك المرأة إما أن تكون ذات دخل مادي جيد لا تحتاج معه إلى زوج ينفق عليها أو أنها مطلقة أو أرملة ولديها والدان مسنان و أبناء يقيمون معها في بيت واحد فهي تود البقاء معهم لرعايتهم ولا تريد السكنى في بيت آخر منفصل عنهم. لماذا ترضى تلك المرأة أو تبحث عن زواج مسياري ؟ . أليس لدافع الإشباع العاطفي أو لصيانة نفسها من التعرض للفتنة ولأمور تغضب الله عز وجل ، ولكن هل يوجد أي قانون يضمن للمرأة هذا الحق الوحيد في المسيار( حق الإشباع العاطفي) ؟ بالطبع لا ، لأن علاقة المسيار علاقة ضبابية ليست لها حدود وضوابط معروفة ومحترمة منذ بداية عقد الزواج المسياري .
فالزوج المسياري يمر على زوجته المسيارية بحسب ظروفه وبحسب رغبته بها وليس لها إلزامه بما تريده منه إذ أنه غير ملزم بمبيت أو بالأحرى ليس ملزما بشيء .
إن أغلب حالات زواج المسيار تكون سرية فإذا ما عرف الآخرون وخصوصا ( الزوجة الأولى الشرعية الرسمية للزوج المسياري ) بذلك فقد ينسحب الزوج من حياة زوجته المسيارية بهدوء وسهولة حتى لا يتعرض لمشاكل زوجته الأولى وبذلك تظل كالمعلقة أو تشتكي للقضاء ، ولكنها تنفصل بدون حقوق مادية .
ـ في أغلب حالات زواج المسيار يشترط الزوج على زوجته عدم الإنجاب لأنه تزوجها للمتعة فقط وليس لإنشاء أسرة ، فإذا ما أخلّت الزوجة المسيارية بشرطه وضعفت أمام رغبتها في الأمومة وحَمَلَت فقد يطلقها أو يهجرها وبعد ذلك تتحمل المرأة تبعات وليدها وحياته التي سيحياها بدون أب .
أي إشباع عاطفي أو استقرار نفسي سيتحقق للمرأة في ظل غياب الزوج وعدم التزامه بمواعيد محددة أو أيام محددة وترقب الزوجة لمجيئه ، أي أنها ستظل في حالة انتظار مستمرة ! .
إن المسيار طوفان يكتسح المجتمعات المسلمة وينذر بفوضى عارمة وبانهيار وتدمير لحقوق المرأة ويهدد بإيجاد طبقة من النساء هن أسوأ حالا من العبيد في زمن الرق ، نساء لا حقوق لهن .هن أدوات لمتعة الرجال فحسب ، ويهدد أيضا بإيجاد أجيال من أبناء المسيار أوضاعهم الاجتماعية تشبه إلى حد كبير أوضاع اللقطاء . كما أن انتشار المسيار يغري بعض الرجال العزاب بالإعراض عن الزواج الطبيعي الذي يستلزم مسؤولية مادية ومعنوية ونفقة وقوامة وأبناء وتربية فيلجئون إلى بديل سهل رخيص طالما أنهم يبحثون عن المتعة والشهوات فقط .
للأسف يستغل بعض الرجال فتاوى بعض العلماء التي تحلل المسيار فينطلقون بحثا عن نساء يعاملونهن كالعشيقات وبنات الهوى بدون أي تقدير أو احترام لإنسانيتهن . ولو فرضنا أن المسيار حلال في الشرع ـ لقول بعض العلماء بأن أركان الزواج وشروطه إن توفرت في المسيار فهو حلال ـ إلا أن كون المسيار حلالا لا يعني انتشاره دون ضوابط شرعية وقانونية تكفل حقوق المرأة في حال هجرها الزوج أو طلقها .
أنا لا أخاطب تلك الفئة المسيارية من الرجال أو أناقشها لأنها فئة أعماها هواها الذي يسيرها ، ولكنني أخاطب النساء اللاتي يعتقدن بأن رجلا مسياريا سيوفر لهن أمنا عاطفيا.
إن المسيار لا يوجد فيه تحقيق لأهداف الزواج التي ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم ( والله خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) فأين السكن والمودة والرحمة في علاقة مثل المسيار ! ؟.
في السابق كنا نسمع كثيرا من العلماء المسلمين يتغنون بنظام الأسرة في الإسلام ومدى متانته وعدله إذ كفل حق المرأة وحق الرجل في العلاقة الزوجية ، وأوضح دور كل من الزوج والزوجة في الأسرة مقارنة بحقوق المرأة الغربية التي ليس لها ولي يقوم على رعايتها ويتحمل مسؤوليتها المادية ويحميها ، فما بال أولئك العلماء صامتون اليوم وهم يرون بأعينهم بداية انهيار الأسرة المسلمة و تداعيها أمام طوفان الأنماط الغريبة من أشكال الارتباط بين المرأة والرجل وهي علاقات قائمة على أساس الشهوات فقط .

أين المواقف والإجراءات الحازمة للقضاة والفقهاء والمفتين وأولي الأمر من هذه المصائب التي تمزق المجتمع المسلم ؟ ! .

مصطفى طاهري
31/10/2008, 09:02 PM
مِســــــيار








نَهَشَها البَرْد في العراء ، فآوت إلى بيت فوجدته ثلاجة لحفظ الموتى ! .

نص عميق الدلالة ابهرني كثيرا ببنائه على مستوى العنوان والعرض
فالعنوان هنا يلعب دور البوصلة التي توجه القارئ في صحراء النص
لييجد ماءه وظلاله والا تاه وضاع ، اذن بعد القراءة الاولية ثم القراءة
الثانية والربط بين العنوان والعرض تاتي المرحلة الثانية وهي الدخول
الى عالم اخر هو عالم معاناة المراة هذا المخلوق الذي يجعل منه الرجل
وسيلة لمتعته فيتحكم في رقبتها كما يشاء وبالطريقة التي تعجبه وتريحه
ما ابشع الرجل حين يتصرف بهذا الشكل وينسى او يتناسى ان المراة
التي يمارس عليها جبروته وشدوده هي امه وابنته واخته ووووووووو.....
محبتي وتقديري على هذا النص الجميل والذي يحقق المقولة (ما قل ودل)

يوسف أبوسالم
01/11/2008, 09:43 AM
مِســــــيار



نَهَشَها البَرْد في العراء ، فآوت إلى بيت فوجدته ثلاجة لحفظ الموتى ! .


مريم الضاني
مساء الورد

ليس أبلغ من تعبير ثلاجة حفظ الموتى
عن هذا النوع من الزواج والعلاقات الإجتماعية
ولعل كان جموابا شديد القسوة على البرد الذي نهشها
كعادتك أيتها المبدعة
تكتبين بعق على الدوام
وتسبرين بنصوصك غور الفساد المجتمعي
ضمن التقاط شرائح عميقة الدلالة
كان يمكن لهذه الومضة أن تكون قصة قصيرة مظولة
لكنها في النهاية ستصل إلى نفس النتيجة التي اختصرتها
فبهرتنا بقلمك الذي صاحت منه الدلالة بصوت صاخب صارخ
أشكرك يا مريم كل الشكر على نصك البليغ الجميل

تحياتي

مريم خليل الضاني
22/11/2008, 07:07 PM
أبو مريم
الجمانة
مصطفى طاهري
يوسف أبوسالم :
تشجيعكم لي يملأ قلمي بمداد الأمل والتفاؤل بكتابات قادمة أفضل بإذن الله .
جزاكم الله عني كل خير .

فيصل محمد الزوايدي
24/11/2008, 12:22 PM
أخت مريم .. من بين مهام القلم ان يكون معبرا بصدق عن البيئة التي ينشأ فيها دون وقوع في الوقائعية او في الوعظية المباشرة و قد اتقنت ذلك في المسيار
دمت متألقة

مريم خليل الضاني
24/11/2008, 10:01 PM
شكرا جزيل لك فيصل على اهتمامك الدائم بنصوصي .
دمت بخير .