المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل لديك أم وأب ؟



الجمانة
24/10/2008, 07:04 PM
هل لديك أم و أب ؟
هذه مقالة للشيخ الأديب على الطنطاوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في كتابه الذكريات الجزء الثاني .

وو الله أنني مكثت ثلاثة أيام لم أستطع تجاوزها وأتم الكتاب لأنني عندما أشرع في قراءتها يتملكني شعور بالتقصير العظيم تجاه الوالدين فأحزن وأدع الكتاب .

لذا أسوق لكم هذه المقالة لنتذكر فضلهما الذي لا ينسى ولنستغل فرصة وجودهما قبل أن يأتي يوم لا يجدي فيه الندم فأسأل الله أن يمد في عمري أبي وأمي على طاعته وأن يمد في أعمار والديكم ويرحم من توفي منهم ، فإلى المقالة :

إني أكتب اليوم عن أمي ، ولكن كل واحد منكم سيقرأ فيه الحديث عن أمه هو .

ألم يقل سبنسر : إن الجميع يبكون في المآتم ولكن كلا يبكي على ميته ؟

فمن قعد يقرأ هذه الحلقة وله أم فليتدارك ما بقي من أيامها لئلا يصبح يوماً فلا يجدها ولا يجد ما يعوضه عنها .

وإن كانت عجوزاً أوكانت مريضة أو كانت مزعجة بكثرة طلباتها فاذكر أنها إن احتاجت إليك اليوم فلقد كنت يوماً أحوج إليها ، وإن طالبتك أن تقدم لها من مالك فقد قدمت لك من نفسها ومن جسدها ، وأنها حملتك في بطنها فكنت عضواً من أعضائها يتغذى من دمها ، ثم وضعتك كرهاً عنها ، انتزعت منها انتزاع روحها .

أما أبصرت يوماً حاملاً في شهرها التاسع بطنها إلى حلقها لا تستطيع أن تمشي من ثقل حملها ولا تستطيع أن تنام ؟

وإن لم تر بعينك امرأة تلد أفما سمعت صراخها من ألمها ؟

ألم يبلغك ما تقاسي وما تتعذب ؟

لوسبب لك إنسان عشر هذا العذاب لأعرضت عنه ولهجرته هذا إن أنت رفقت به فما انتقمت منه ولا آذيته ولكن الأم تنسى بعد لحظات من خروج الولد ألمها ثم تضمه إلى صدرها فتحس كأن روحها التي كادت تفارقها قد ردت إليها ، وتلقمه ثديها ليمتص حياتها فيقوى بضعفها ويسمن بهزالها أو يمدها الله بقوة من عنده فلا تضعف ولا تهزل ويقوى هو ويسمن .

وإن ضقت بطول حياة أمك ، تخفي ذلك في أعماق نفسك وتنكره بلسانك فقد كانت ترى فيك حياتها ، إن تبسمت أحست أن الدنيا تبسم لها والأماني قد واتتها ، وإن بكيت بكى قلبها واسود نهارها ، وإن مرضت هجرت منامها ونسيت طعامها ، ترعاك ساهرة حتى تصبح ، فإن أصبحت ظلت ترعاك حتى تمسي .

إنك لو أحببتها بقلبك كله لم توفها إلا واحداً بالمئة مما أولتك هي من حبها .

وإن كان لك أب شيخ كبير محتاج إليك ، فاذكر أنه طالما تعب لتستريح أنت وشقي لتسعد ، ماجمع المال إلا لك وما خسر ماضيه إلا ليضمن مستقبلك ، وأنه كان يعود من عمله محطماً مكدوداً فتثب إلى حجره وتقول له : بابا ، وتمد يديدك الصغيرتين لتعانقه ، فينسى بك التعب والنصب ، ويرى المسرات كلها قد جمعت له والمتاعب كلها قد نأت عنه .

واذكر أنه مازاد من عمرك يوم حتى نقص من عمريهما مثله ، ولا بلغت شبابك حتى ذهب شبابهما ، ولا نلت هذه القوة حتى نالهما الضعف .

أفئن بلغت مبلغ الرجال كان جزاؤهما منك الصدود والنكران !

إن الإنسان يربي كلباً فيفي له ، وحماراً فلا يرفسه ، ويطعم القط فلا يعضه ، بل إن من الناس من يتألف صغار الأسود والنمور وأنواع الوحش فتأنس به وتأوي إليه وتلحس يده ـ.

ويفني الوالدان نفسيهما في الولد فينسى فضلهما ويجحد يدهما ؟

يا عجــــبـــا ً ! !

أيكون الكلب والحمار والقط والنمر أوفى من الإنسان ؟ !

وقد تجد في الناس من يظهر لك من حبه أكثر مما تظهر الأم ويظهر الأب ، ولكن منهم من يحبك لمالك أو لجمالك أو لجاهك وصلاح حالك ، فإن ساءت الحال أو ذهب الجمال أو قل المال أعرض عنك ولم يعد يعرفك .

أما الذي يحبك لذاتك ويبقى على حبك مهما تبدلت الحال بك فهو أمك وأبوك ، لاتجد مثلهما .

فمن كانت له أم أو كان له أب فقد فتح له باب الجنة ، فمن الذي يمر بباب الجنة مفتوحاً فلا يدخلها ؟ !

إني أكتب اليوم عن موت أمي ، وقد كتبت من قبل عن موت أبي ، وإن كنت أتمنى أن أخسر تسعة أعشار ما أملك من مال أقتنيته وكتب ألفتها ، وشهرة نلتها ومناصب تقلدتها ، وأن تكون بقيت لي أمي وبقي لي أبي )


منقول ..

الناصري
24/10/2008, 07:21 PM
.......
.
.
بارك الله فيك..........
.
.

محمد الكبيسي
24/10/2008, 09:38 PM
جزاك الله كل خير
وبارك الله بك أختي العزيزه
قرأت الموضوع أكثر من مرة فوجدت فيه فائدة كبيرة
لك شكري وتقديري
دمت بخير

رزان
24/10/2008, 10:37 PM
http://www.image.gostshare.com/files/xnzfkp9dvzqdo57knk2d.gif

الغاليـــة


(( جمــــــانة ))


صباحُكِ معطر بعبق البنفسج


أيتها الغالية


جزيتِ كل خير على نقل هذه المقالة الرائعة


والحق أننا مهما فعلنا


فلن نفي آباءنا وأمهاتنا حقوقهم مطلقاً


أشكرك جزيل الشكر أختي جمانة


على هذا الموضوع المميز


ودي وعبير وردي



...... رزان محمد


http://www.image.gostshare.com/files/xnzfkp9dvzqdo57knk2d.gif

رزان
24/10/2008, 10:42 PM
**


يثبت الموضوع



**

حنين الذكريات
25/10/2008, 03:46 AM
أسال الله الكريم رب العرش العظيم


أن يهبنا بر والدينا وإياكِ وجميع المسلمين,,


بوركت مساعيكِ غاليتي جمانة


وجزيتِ جنة عرضها السماوات والأرض,,

الجمانة
25/10/2008, 04:48 AM
.......
.
.
بارك الله فيك..........
.
.



بورك بك وبمرورك العبق ...

عابر سبيل
25/10/2008, 10:25 AM
رحمك الله أيها العظيم

ترك لنا الكنوز الثمينة بلا ثمن ولا منة
جدير بمن أراد أن يثقف نفسه أو يسليها أو يصقل موهبته أو ينميها أن يطلع على مؤلفات الشيخ علي الكثيرة وخصوصا موسوعته الذكريات التي تقع في ثمانية أجزاء حوت العلم والأدب والتربية .


يقول الشيخ رحمه الله عن موت ومقتل أبنته في مذكراته:
"إن كل أب يحب أولاده، ولكن ما رأيت ، لا والله ما رأيت من يحب بناته مثل حبي بناتي، ما صدقت إلى الآن وقد مر على استشهادها أربع سنوات ونصف السنة وأنا لا أصدق بعقلي الباطن أنها ماتت، إنني أغفل أحيانا فأظن إن رن جرس الهاتف، أنها ستعلمني على عادتها بأنها بخير لأطمئن عليها، تكلمني مستعجلة، ترصّف ألفاظها رصفاً، مستعجلة دائما كأنها تحس أن الردى لن يبطئ عنها، وأن هذا المجرم، هذا النذل .... هذا .......يا أسفي ، فاللغة العربية على سعتها تضيق باللفظ الذي يطلق على مثله، ولكن هذه كلها لا تصل في الهبوط إلى حيث نزل هذا الذي هدّد الجارة بالمسدس حتى طرقت عليها الباب لتطمئن فتفتح لها، ثم اقتحم عليها على امرأة وحيدة في دارها فضربها ضرب الجبان والجبان إذا ضرب أوجع، أطلق عليها خمس رصاصات تلقتها في صدرها وفي وجهها، ما هربت حتى تقع في ظهرها كأن فيها بقية من أعراق أجدادها"

الجمانة قليل في حقك الشكر . العابر

بسمة أمل
25/10/2008, 12:12 PM
رعااااااااااااااااااااك المولى
ياجمانتنا الراااااااااائعة

(منال)
25/10/2008, 08:54 PM
العزيزة الغالية المتألقة :

الجمانة

موضوعك جميل وشيق ، وفيه عدة فوائد وقيم وعبر وتذكير بهذه الشفافية والعفوية والصدق من كاتبنا الكبير ، فقد عن مشاعره تجاة أعظم من في الكون ، بل هم من نرى الكون من خلال عيونهم وتجاربهم ، فهم مدرسة الحياة ونحن تلاميذ عندهم ، ونحن مهما فعلنا نظل مقصرين معهم .

اسأل الله العلي القدير أن يمن عليهم بالعمر والطويل والعيش الرغيد
وأن نراهم دوماً في سعادة وأمان وهناء ، وأن يجعلنا في سجل من بروا وأحسنوا إلى الآباء والأمهات .


أشكرك غاليتي على هذه الذائقة السامية في الإختيار .


دمت بخير ودامت شموعك مضاءة نيرة
في فلك هذا المربد المبارك .

يوسف أبوسالم
26/10/2008, 05:51 PM
الجمانة
مساء الورد

لا يعرف يا جمانة قيمة الوالدين
أو يقدرهما حق قدرهما إلا من فقد أحدهما
أترين الدار العتيقة
وشجرة الليمون
أو الدالية التي تعرش بظلالها في مدخل الدار
أترين الفيء والرحمة والحب النقي الخالي من أي غرض
أترين رائحة الجنة ..ونسيم الفردوس الأعلى
هؤلاء جميعا هم الأم والأب
فما أعظم تلك المنحة من رب العزة
أن جعلنا نعيش في ظل والدينا
وننعم تحت جناحهما
وبارك الله فيك على هذا الموضوع
وتحياتي

الجمانة
28/10/2008, 11:52 AM
جزاك الله كل خير

وبارك الله بك أختي العزيزه
قرأت الموضوع أكثر من مرة فوجدت فيه فائدة كبيرة
لك شكري وتقديري

دمت بخير



جزيت خيرا لمرورك الكريم ...

لك شكري وتقديري ...

الجمانة
28/10/2008, 11:54 AM
http://www.image.gostshare.com/files/xnzfkp9dvzqdo57knk2d.gif



الغاليـــة


(( جمــــــانة ))


صباحُكِ معطر بعبق البنفسج


أيتها الغالية


جزيتِ كل خير على نقل هذه المقالة الرائعة


والحق أننا مهما فعلنا


فلن نفي آباءنا وأمهاتنا حقوقهم مطلقاً


أشكرك جزيل الشكر أختي جمانة


على هذا الموضوع المميز


ودي وعبير وردي



...... رزان محمد



http://www.image.gostshare.com/files/xnzfkp9dvzqdo57knk2d.gif





وأشكرك كل الشكر لمرورك يا غالية ...


دمت في رضا وسرور ...

الجمانة
28/10/2008, 11:55 AM
**




يثبت الموضوع




**





أسأل الله أن يثبت قدميك يوم تزل الأقدام ..

الجمانة
28/10/2008, 11:57 AM
أسال الله الكريم رب العرش العظيم



أن يهبنا بر والدينا وإياكِ وجميع المسلمين,,


بوركت مساعيكِ غاليتي جمانة



وجزيتِ جنة عرضها السماوات والأرض,,




اللهم آمين ...


سررت جدا حين أبصرت بريق اسمك هنا ..


دمت لمن تحبين يا حنين ..

الجمانة
28/10/2008, 12:00 PM
رحمك الله أيها العظيم

ترك لنا الكنوز الثمينة بلا ثمن ولا منة
جدير بمن أراد أن يثقف نفسه أو يسليها أو يصقل موهبته أو ينميها أن يطلع على مؤلفات الشيخ علي الكثيرة وخصوصا موسوعته الذكريات التي تقع في ثمانية أجزاء حوت العلم والأدب والتربية .


يقول الشيخ رحمه الله عن موت ومقتل أبنته في مذكراته:
"إن كل أب يحب أولاده، ولكن ما رأيت ، لا والله ما رأيت من يحب بناته مثل حبي بناتي، ما صدقت إلى الآن وقد مر على استشهادها أربع سنوات ونصف السنة وأنا لا أصدق بعقلي الباطن أنها ماتت، إنني أغفل أحيانا فأظن إن رن جرس الهاتف، أنها ستعلمني على عادتها بأنها بخير لأطمئن عليها، تكلمني مستعجلة، ترصّف ألفاظها رصفاً، مستعجلة دائما كأنها تحس أن الردى لن يبطئ عنها، وأن هذا المجرم، هذا النذل .... هذا .......يا أسفي ، فاللغة العربية على سعتها تضيق باللفظ الذي يطلق على مثله، ولكن هذه كلها لا تصل في الهبوط إلى حيث نزل هذا الذي هدّد الجارة بالمسدس حتى طرقت عليها الباب لتطمئن فتفتح لها، ثم اقتحم عليها على امرأة وحيدة في دارها فضربها ضرب الجبان والجبان إذا ضرب أوجع، أطلق عليها خمس رصاصات تلقتها في صدرها وفي وجهها، ما هربت حتى تقع في ظهرها كأن فيها بقية من أعراق أجدادها"

الجمانة قليل في حقك الشكر . العابر



صدقت والله أيها العابر ..

فهو موسوعة علمية جميلة ...


دمت في رضا وسعادة لا تزول ...

الجمانة
31/10/2008, 04:09 AM
رعااااااااااااااااااااك المولى


ياجمانتنا الراااااااااائعة




حياك الباري يايسمة ..


دمت ودامت بسمتك ..

الجمانة
31/10/2008, 04:11 AM
العزيزة الغالية المتألقة :


الجمانة


موضوعك جميل وشيق ، وفيه عدة فوائد وقيم وعبر وتذكير بهذه الشفافية والعفوية والصدق من كاتبنا الكبير ، فقد عن مشاعره تجاة أعظم من في الكون ، بل هم من نرى الكون من خلال عيونهم وتجاربهم ، فهم مدرسة الحياة ونحن تلاميذ عندهم ، ونحن مهما فعلنا نظل مقصرين معهم .


اسأل الله العلي القدير أن يمن عليهم بالعمر والطويل والعيش الرغيد
وأن نراهم دوماً في سعادة وأمان وهناء ، وأن يجعلنا في سجل من بروا وأحسنوا إلى الآباء والأمهات .



أشكرك غاليتي على هذه الذائقة السامية في الإختيار .



دمت بخير ودامت شموعك مضاءة نيرة
في فلك هذا المربد المبارك .






مرحبا بستا المنال هنا ...


مداخلة جد قيمة ومفيدة ..


أشكرك من أعماق قلبي لمرورك المورق هنا ..


دمت ..

الجمانة
31/10/2008, 04:15 AM
الجمانة

مساء الورد


لا يعرف يا جمانة قيمة الوالدين
أو يقدرهما حق قدرهما إلا من فقد أحدهما
أترين الدار العتيقة
وشجرة الليمون
أو الدالية التي تعرش بظلالها في مدخل الدار
أترين الفيء والرحمة والحب النقي الخالي من أي غرض
أترين رائحة الجنة ..ونسيم الفردوس الأعلى
هؤلاء جميعا هم الأم والأب
فما أعظم تلك المنحة من رب العزة
أن جعلنا نعيش في ظل والدينا
وننعم تحت جناحهما
وبارك الله فيك على هذا الموضوع
وتحياتي



حياك الله أستاذ يوسف في هذا المتصفح .

وأشكرك على مداخلتك الجميلة فصدقت لا يعرف

قيمة الوالدين إلا من ذاق ألم فراقهما ..


دامت أيامك وحفظك الباري ..

قارئة
01/11/2008, 06:24 PM
جزاك الله كل خير أختي الجمانة على هذا
الاختيار الموفق.
وفي حق الغاليين لا أجد أبلغ من قوله تعالى:
{وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}
أسأل الله أن يعيننا على برهما والإحسان إليهما.
فالوالدان قضية جوهرية في ديننا الحنيف.
وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتوحيد.
أليس الله عز وجل القائل:
{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}
هل ربط سبحانه بين العبودية الخالصة له والإحسان
للوالدين عبثا؟!
تعالى سبحانه عن ذلك علوا كبيرا.

عبد المنعم جبر عيسي
01/11/2008, 07:49 PM
بكل تأكيد موضوع رائع جمان ..
ولي عودة قريبة بإذن الله تعالي أكتب فيها عن أمي رحمها الله .. طبعا إذا سمحت لي ..

رغد
27/11/2008, 07:44 PM
عزيزتي الجمانة....


شكرا لك ع الموضوع الهادف......


الوالدين شئ عظيم ، فمنذ وفاة والدي أشعر بفراغ كبير لا يستطيع أحد سدة ، او تعويض لحظة


واحدة معة.......


تحياتي