رزان
19/10/2008, 02:09 PM
http://www.image.gostshare.com/files/yjt07kw9ejycbage7n9b.jpg
تميل اللغة العربية إلى التخلص من توالي المقاطع المتماثلة ، فتحذف واحداً منها ؛ وذلك ما يسميه الألمان
(( Haplologische Silbenellipse )) ويسميه اللغويون العرب بكراهة توالي الأمثال ..
ونقصد بالمقاطع المتماثلة هنا ، ما يشمل المقاطع ذات الأصوات الصامتة المتماثلة أو المتقاربة في المخارج .
ويحدث ذلك في أول الكلمة أو في وسطها أو في آخرها ، كما أن العربية تميل أحياناً إلى التخلص من توالي الأصوات المتماثلة سواء كانت حركات أم أصواتاً صامتة ، وإن لم تكن المقاطع متماثلة .
والسبب في هذا صعوبة تتابع المقاطع والأصوات المتماثلة في النطق .
ويقول (( بروكلمان )) : " إذا توالى مقطعان ، أصواتهما الصامتة متماثلة أو متشابهة جداً ، الواحد بعد الآخر في أول الكلمة ، فإنه يكتفى بواحد منهما بسبب الارتباط الذهني بينهما " .
ويعد (( برجشتراسر )) هذه الظاهرة من الترخيم ؛ فيقول : " ومن الترخيم ما هو جنس من التخالف ، وهو حذف أحد مقطعين متتاليين ، أولهما حرفان مثلان أو شبهان " .
وفيما يلي شرح لهذه الظاهرة في العربية :
http://www.image.gostshare.com/files/v7o6p6fulogbno0tmu6f.jpg
1. صيغ تَفَعَّلَ وتَفَاعَلَ وتَفَعْلَلَ مع تاء المضارعة :
يتكرر فيها المقطع (ta) في بدايتها مثل : (( تتقدم )) و (( تتقاتل )) ...
وحذف أحد هذين المقطعين كثير الورود في العربية وقول ابن مالك في ألفيته :
وما بتاءين ابتدى قد يقتصر ..... فيه على تا كتبيَّنُ العبر
( قد ) فيه للتحقيق ، أو للتقليل النسبي ، وقد ذكر الأشموني في شرح البيت أن " هذا الحذف كثير جداً " .
وهذه الظاهرة شائعة في القرآن الكريم ؛ فقد وردت كلمة (( تَذَكَّرُون )) 17 مرة بالحذف في مقابل (( تَتَذَكّرُون )) 3 مرات بدون حذف .
قال تعالى : (( أفلا تذكَّّرُون )) في سورة يونس في مقابل قوله تعالى : ((أفلا تتذكَّرُون)) في سورة الأنعام .
وفيه المضارع (( تَوَلَّوْا )) خمس مرات ‘ في مقابل (( تَتَوَلَّوا )) أربع مرات .
أمثلة :
من القرآن الكريم :
قوله تعالى : (( وإن تَوَلَّوْا )) في سورة هود ، وقوله تعالى : (( وإن تَتَوَلَّوا )) في سورة محمد .
وفيه إلى جانب ذلك كثير من الأفعال ، التي ذكر كل واحد منها مرة واحدة بالحذف مثل قوله تعالى : (( فَظَلْتُم تَفَكَّهُون )) في سورة الواقعة والأمثلة كثيرة جداً في القرآن الكريم ...
من النثر :
قول ابن هشام في سيرة النبي : " فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم تَصَوَّبُ من العَقَنْقَل " .
وهذا الحذف ضروري عندما تتوالى ثلاثة مقاطع فيها التاء .
من الشعر :
قول كعب بن زهير :
فما تدوم على حـــالٍ تكـــون بها ..... كما تَلَوَّنُ في أثوابها الغـولُ
وما تمَسَّكُ بالوصل الذي زعَمَتْ ..... إلا كما يمسك الماء الغرابيلُ
http://www.image.gostshare.com/files/7i5u006zo0g5kdq03u3s.jpg
2. نون الأفعال الخمسة (( يفعلون وتفعلون ويفعلان وتفعلان وتفعلين )) مع نون الوقاية قبل ياء المتكلم ، أو مع ضمير المتكلمين المنصوب .
وكذلك الفعل المسند إلى نون النسوة قبل هاتين الحالتين ، وهذه الظاهرة كثيرة الورود في الشعر .
أمثلة :
من الشعر :
قول الأعشى :
أبالموتِ الذي لابدَّ أنِّي ..... مُلاقٍ لا أباكِ تُخَوِّفِيني
أي تخوفينني .
من النثر :
قول ابن هشام :
" ما الذي تهنئونا به ؟ " وقوله كذلك : " فقال لهم : أفلا تعطوني ؟ " .
وفي حديث رواه البخاري في الباب الخامس عشر من كتاب الشهادات في صحيحه ، على لسان عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك أنها قالت : " ولئن قلت لكم إني لبريئة ، والله يعلم أني لبريئة ، لا تصدقوني بذلك " .
http://www.image.gostshare.com/files/paf8s8lqnvqhnx4dfmwc.jpg
3. إنَّ وأنَّ ولكنَّ وكأنَّ ولعلَّ مع نون الوقاية قبل ياء المتكلم ، أو ضمير المتكلمين المنصوب :
أمثلة :
قول جميل بن معمر العذري :
فقالت لعَنَّا يا جميل نبيعه ..... وآجالنا من دون ذاك قريبُ
والحذف مع هذه الأحرف هو الشائع في القرآن الكريم ؛ ففيه مثلاً بالحذف لا غير : (( وأنّا )) 8 مرات ، (( فإنّي )) 6 مرات (( أئنّا )) 10 مرات ، (( فإنّا )) 10 مرات ، (( ولكنّي )) 4 مرات ، (( ولكنّا )) مرتين ، (( لعلّي )) 6 مرات.
وفيه كذلك : (( أنّا )) 17 مرات ، في مقابل : (( أنّنا )) مرة واحدة ؛ (( بأنّا )) مرتين ، في مقابل : (( بأنّنا )) مرة واحدة ؛ (( إنّي )) 124 مرة في مقابل : (( إنّني )) 6 مرات ، (( وإنّي )) 13 مرة ، في مقابل (( وإنّني )) مرة واحدة ، (( إنّا )) 53 مرة ، في مقابل : (( إنّنا )) 5 مرات ؛ (( وإنّا )) 33 مرة ، في مقابل : (( وإنّنا )) مرة واحدة .
http://www.image.gostshare.com/files/ipiku1vx8qaxb94wvc1y.jpg
4. الأفعال الخمسة إذا اتصلت بها نون التوكيد :
والحذف هنا لازم مطرد في العربية .
يقول ابن عقيل : " الفعل المؤكد بالنون ، إذا اتصلت به ألف اثنين ، أو واو جمع ، أو ياء مخاطبة – حرك ما قبل الألف بالفتح ، وما قبل الواو بالضم وما قبل الياء بالكسر ، ويحذف الضمير إن كان واواً أو ياءً ويبقى إن كان ألفاً ؛ فتقول : يا زيدان هل تضربانِّ ؟ ، ويا زيدون هل تضربُنَّ ؟ ، ويا هند هل تضرِبِنَّ ؟ ، والأصل : هل تضربانِنِّ ، وهل تضربونَنَّ ، وهل تضربينَنَّ ؛ فحذفت النون لتوالي الأمثال ، ثم حذفت الواو والياء لالتقاء الساكنين فصار : هل تضربُنَّ ، وهل تضربِنَّ ، ولم تحذف الألف لخفتها فصار : هل تضربانِّ .
وبقيت الضمة دالة على الواو ، والكسرة دالة على الياء " .
http://www.image.gostshare.com/files/swf4g7i3zfwliz9p1m4w.jpg
5. كلمة ( بَنو) الداخلة على معرف باللام القمرية :
مثل : بِلْحارث ، وبِلْهجيم ، وبَلْعَنبر ، وبِلْقَين ، يعني : "بنو الحارث وبنو الهجيم وبنو العنبر وبنو القين" .
أمثلة :
ذلك كثير الورود في كتب التراث العربي ؛ ففي تاريخ الطبري :
" وأقبل رجلان أخوان من بَلْقَين ، يقال لهما : ملك وعَقِيل " .
وفي طبقات ابن سعد : " قالوا : إنَّ بَلْمُصْطَلق من خزاعة " .
http://www.image.gostshare.com/files/5iq882b9kvxntias8kqz.jpg
6. دخول حرف الجر ( على ) على معرف بأل القمرية :
أمثلة :
قول الفرزدق :
وما سبق القيسىُّ من ضعف حِيلة ..... ولكن طَفَت عَلْمَاءِ قُفْلَة خالدِ
وقول شاعر :
وللْمَوْتُ خيرٌ لامرئٍ من حياته ..... بِدَارَة ذُلٍّ عَلْبَلايَا يُوقَّرُ
يُراد في الأولى : على الماء ، وفي الثانية على البلايا
http://www.image.gostshare.com/files/8j2kw2kwdt0ipi8p7b5t.jpg
7. دخول حرفي الجر ( من ) و ( عن ) على معرف بأل القمرية :
قال ابن منظور : " قال أبو اسحاق : ويجوز حذف النون من ( من ) و( عن ) عند اللف واللام ، لالتقاء الساكنين ، وحذفها من ( من ) أكثر من حذفها من ( عن ) ؛ لأن دخول ( من ) في الكلام أكثر من دخول ( عن ) . "
أمثلة :
قول ابن ميادة :
وما أنس مِلْأَشْياء لا أنس قولها ..... وأدْمُعُها يُذْرِينَ حَشْوَ المكاحلِ
وقد كثر ذلك في شعر عمر بن أبي ربيعة ومن ذلك قوله :
فما أنس مِلْأَشْياء لا أنس موقفي ..... وموقفها وَهْناً بقارعة النخل
مِلْأَشْياء : أصلها من الأشياء ..
http://www.image.gostshare.com/files/l95x5vqam8ua030f6b91.jpg
8. الفعل ( استطاع ) ومضارعه :
أمثلة :
من القرآن الكريم قوله تعالى :
((ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا )) سورة الكهف ، آية ( 82 ) .
وقوله تعالى :
(( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا )) سورة الكهف ، آية ( 97 ) .
من الشعر :
قول عدي بن زيد العبادي :
ولا تُقْصِرَنْ عن سعى من قد ورِثْتَهُ ..... فما اسْطَعْتُ من خير لنفسك فازْدَدِ
http://www.image.gostshare.com/files/5w7evvwj5vcbgs1r4ij3.jpg
9. مصغر ( ابن ) عند إضافته إلى ياء المتكلم :
وهذا الحذف لازم إذ يقال دائماً :
(( بُنَيٌّ )) وأصله : (( بُنَيِّيٌ )) ..
http://www.image.gostshare.com/files/6p0a3nw5na5vvrnpzd6q.jpg
10. مثال : ميّت ، وهيّن ، وليّن ونحوهما :
إذ تخفف أحياناً فيقال :
مَيْت ، هَيْن ، لَيْن . وهذا معناه حذف المقطع : (yi) فراراً من تكرار الياء .
مثال :
وردت كلمة (( أَيِّم )) بالتخفيف في بيت العجاج :
وبطن أَيْمٍ وقواما عُسلجا .
http://www.image.gostshare.com/files/sta7dni2z8hbdhiot55j.jpg
11. عبارة أَيْمُنُ الله :
يقال فيها :
(( أَيْمُ الله )) ..
http://www.image.gostshare.com/files/3kbplt2f1vuyo8ycgbbd.jpg
12. كلمة (( لله )) :
يقال فيها : (( لاهِ )) ؛
مثال :
قول ذي الإصبع العدواني :
لاهِ ابنُ عمك لأفضلت في حسب ..... عنِّي ولا أنت ديِّاني فتَخْزُوني
http://www.image.gostshare.com/files/44uhnit9qo6n0ty88gs7.jpg
13. الفعل المضارع إذا كان نوني الفاء وهو مسند لجماعة المتكلمين :
مثال :
من القرآن الكريم :
قوله تعالى : (( وكذلك نُجِّي المومنين )) .
أصله نُنَجّي بفتح النون الثانية وقيل الأصل : نُنْجِي بسكونها فأدغمت كإجّاصة وإدغام النون في الجيم لا يكاد يعرف ..
http://www.image.gostshare.com/files/9tbbeiuxhdvdq00sydde.jpg
14. مضارع وزن ( أفعل ) :
وأصل كراهة توالي الأمثال هنا في المضارع المسند إلى ضمير المتكلم ؛ إذ الأصل فيه :
(( أُؤَكْرِمُ )) فصار بعد حذف أحد المقطعين المتماثلين : (( أُكْرِمُ )) ثم حملت باقي المضارعة على هذه الصيغة ، طرداً للباب على وتيرة واحدة .
ملاحظة :
قد يضطر بعض الشعراء إلى استخدام الأصل الذي لا تتوالى فيه الأمثال مثل :
قول ليلى الأخيلية :
تَدَلّت على حُصٍّ ظِماء كأنها ..... كُراتُ غلام في كساء مُؤّرْنَبِ
ومثل قول آخر :
وصالياتٍ ككما يُؤَثْفَيْنْ
وقول ثالث :
فإنه أهلٌ لأن يُؤَكْرَمَا
http://www.image.gostshare.com/files/fhiyndd1pnt86nviwt32.jpg
15. عبارة : (( وَعَبَدَ الطاغوت )) :
في قوله تعالى :
(( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ )) .
فقد عد لها ابن جني عشر قراءات مختلفة إحداها من جهة أحمد بن يحيي ثعلب ، مبنية على كراهة توالي المقاطع المتقاربة في المخارج والصفات ؛ يقول : " ومن جهته ( أحمد بن يحيي ) أيضاً : وعَبَدَ الطاغوت ، وقال : أراد عَبَدَةَ الطاغوت فحذف الهاء . قال : ويقال : عَبَدَةَ الطاغوت والأوثان ، ويقال للمسلمين : عُبّاد " .
http://www.image.gostshare.com/files/l5e1roylj1ye888u3f09.jpg
16. (( عِدَا الأمر )) :
في قول زهير :
إن الخليط أجَدُّا البَيْنَ فانجردوا ..... وأخلفوك عِدَا الأمرِ الذي وعدوا
فقد قال فيه الجوهري :
(( أراد : عِدَةَ الأمر ، فحذف الهاء عند الإضافة )) ..
تلك هي معظم أمثلة ظاهرة كراهية توالي الأمثال في العربية ..
المرجع الرئيس :
كتاب بحوث ومقالات في اللغة ..
د. رمضان عبد التواب
تميل اللغة العربية إلى التخلص من توالي المقاطع المتماثلة ، فتحذف واحداً منها ؛ وذلك ما يسميه الألمان
(( Haplologische Silbenellipse )) ويسميه اللغويون العرب بكراهة توالي الأمثال ..
ونقصد بالمقاطع المتماثلة هنا ، ما يشمل المقاطع ذات الأصوات الصامتة المتماثلة أو المتقاربة في المخارج .
ويحدث ذلك في أول الكلمة أو في وسطها أو في آخرها ، كما أن العربية تميل أحياناً إلى التخلص من توالي الأصوات المتماثلة سواء كانت حركات أم أصواتاً صامتة ، وإن لم تكن المقاطع متماثلة .
والسبب في هذا صعوبة تتابع المقاطع والأصوات المتماثلة في النطق .
ويقول (( بروكلمان )) : " إذا توالى مقطعان ، أصواتهما الصامتة متماثلة أو متشابهة جداً ، الواحد بعد الآخر في أول الكلمة ، فإنه يكتفى بواحد منهما بسبب الارتباط الذهني بينهما " .
ويعد (( برجشتراسر )) هذه الظاهرة من الترخيم ؛ فيقول : " ومن الترخيم ما هو جنس من التخالف ، وهو حذف أحد مقطعين متتاليين ، أولهما حرفان مثلان أو شبهان " .
وفيما يلي شرح لهذه الظاهرة في العربية :
http://www.image.gostshare.com/files/v7o6p6fulogbno0tmu6f.jpg
1. صيغ تَفَعَّلَ وتَفَاعَلَ وتَفَعْلَلَ مع تاء المضارعة :
يتكرر فيها المقطع (ta) في بدايتها مثل : (( تتقدم )) و (( تتقاتل )) ...
وحذف أحد هذين المقطعين كثير الورود في العربية وقول ابن مالك في ألفيته :
وما بتاءين ابتدى قد يقتصر ..... فيه على تا كتبيَّنُ العبر
( قد ) فيه للتحقيق ، أو للتقليل النسبي ، وقد ذكر الأشموني في شرح البيت أن " هذا الحذف كثير جداً " .
وهذه الظاهرة شائعة في القرآن الكريم ؛ فقد وردت كلمة (( تَذَكَّرُون )) 17 مرة بالحذف في مقابل (( تَتَذَكّرُون )) 3 مرات بدون حذف .
قال تعالى : (( أفلا تذكَّّرُون )) في سورة يونس في مقابل قوله تعالى : ((أفلا تتذكَّرُون)) في سورة الأنعام .
وفيه المضارع (( تَوَلَّوْا )) خمس مرات ‘ في مقابل (( تَتَوَلَّوا )) أربع مرات .
أمثلة :
من القرآن الكريم :
قوله تعالى : (( وإن تَوَلَّوْا )) في سورة هود ، وقوله تعالى : (( وإن تَتَوَلَّوا )) في سورة محمد .
وفيه إلى جانب ذلك كثير من الأفعال ، التي ذكر كل واحد منها مرة واحدة بالحذف مثل قوله تعالى : (( فَظَلْتُم تَفَكَّهُون )) في سورة الواقعة والأمثلة كثيرة جداً في القرآن الكريم ...
من النثر :
قول ابن هشام في سيرة النبي : " فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم تَصَوَّبُ من العَقَنْقَل " .
وهذا الحذف ضروري عندما تتوالى ثلاثة مقاطع فيها التاء .
من الشعر :
قول كعب بن زهير :
فما تدوم على حـــالٍ تكـــون بها ..... كما تَلَوَّنُ في أثوابها الغـولُ
وما تمَسَّكُ بالوصل الذي زعَمَتْ ..... إلا كما يمسك الماء الغرابيلُ
http://www.image.gostshare.com/files/7i5u006zo0g5kdq03u3s.jpg
2. نون الأفعال الخمسة (( يفعلون وتفعلون ويفعلان وتفعلان وتفعلين )) مع نون الوقاية قبل ياء المتكلم ، أو مع ضمير المتكلمين المنصوب .
وكذلك الفعل المسند إلى نون النسوة قبل هاتين الحالتين ، وهذه الظاهرة كثيرة الورود في الشعر .
أمثلة :
من الشعر :
قول الأعشى :
أبالموتِ الذي لابدَّ أنِّي ..... مُلاقٍ لا أباكِ تُخَوِّفِيني
أي تخوفينني .
من النثر :
قول ابن هشام :
" ما الذي تهنئونا به ؟ " وقوله كذلك : " فقال لهم : أفلا تعطوني ؟ " .
وفي حديث رواه البخاري في الباب الخامس عشر من كتاب الشهادات في صحيحه ، على لسان عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك أنها قالت : " ولئن قلت لكم إني لبريئة ، والله يعلم أني لبريئة ، لا تصدقوني بذلك " .
http://www.image.gostshare.com/files/paf8s8lqnvqhnx4dfmwc.jpg
3. إنَّ وأنَّ ولكنَّ وكأنَّ ولعلَّ مع نون الوقاية قبل ياء المتكلم ، أو ضمير المتكلمين المنصوب :
أمثلة :
قول جميل بن معمر العذري :
فقالت لعَنَّا يا جميل نبيعه ..... وآجالنا من دون ذاك قريبُ
والحذف مع هذه الأحرف هو الشائع في القرآن الكريم ؛ ففيه مثلاً بالحذف لا غير : (( وأنّا )) 8 مرات ، (( فإنّي )) 6 مرات (( أئنّا )) 10 مرات ، (( فإنّا )) 10 مرات ، (( ولكنّي )) 4 مرات ، (( ولكنّا )) مرتين ، (( لعلّي )) 6 مرات.
وفيه كذلك : (( أنّا )) 17 مرات ، في مقابل : (( أنّنا )) مرة واحدة ؛ (( بأنّا )) مرتين ، في مقابل : (( بأنّنا )) مرة واحدة ؛ (( إنّي )) 124 مرة في مقابل : (( إنّني )) 6 مرات ، (( وإنّي )) 13 مرة ، في مقابل (( وإنّني )) مرة واحدة ، (( إنّا )) 53 مرة ، في مقابل : (( إنّنا )) 5 مرات ؛ (( وإنّا )) 33 مرة ، في مقابل : (( وإنّنا )) مرة واحدة .
http://www.image.gostshare.com/files/ipiku1vx8qaxb94wvc1y.jpg
4. الأفعال الخمسة إذا اتصلت بها نون التوكيد :
والحذف هنا لازم مطرد في العربية .
يقول ابن عقيل : " الفعل المؤكد بالنون ، إذا اتصلت به ألف اثنين ، أو واو جمع ، أو ياء مخاطبة – حرك ما قبل الألف بالفتح ، وما قبل الواو بالضم وما قبل الياء بالكسر ، ويحذف الضمير إن كان واواً أو ياءً ويبقى إن كان ألفاً ؛ فتقول : يا زيدان هل تضربانِّ ؟ ، ويا زيدون هل تضربُنَّ ؟ ، ويا هند هل تضرِبِنَّ ؟ ، والأصل : هل تضربانِنِّ ، وهل تضربونَنَّ ، وهل تضربينَنَّ ؛ فحذفت النون لتوالي الأمثال ، ثم حذفت الواو والياء لالتقاء الساكنين فصار : هل تضربُنَّ ، وهل تضربِنَّ ، ولم تحذف الألف لخفتها فصار : هل تضربانِّ .
وبقيت الضمة دالة على الواو ، والكسرة دالة على الياء " .
http://www.image.gostshare.com/files/swf4g7i3zfwliz9p1m4w.jpg
5. كلمة ( بَنو) الداخلة على معرف باللام القمرية :
مثل : بِلْحارث ، وبِلْهجيم ، وبَلْعَنبر ، وبِلْقَين ، يعني : "بنو الحارث وبنو الهجيم وبنو العنبر وبنو القين" .
أمثلة :
ذلك كثير الورود في كتب التراث العربي ؛ ففي تاريخ الطبري :
" وأقبل رجلان أخوان من بَلْقَين ، يقال لهما : ملك وعَقِيل " .
وفي طبقات ابن سعد : " قالوا : إنَّ بَلْمُصْطَلق من خزاعة " .
http://www.image.gostshare.com/files/5iq882b9kvxntias8kqz.jpg
6. دخول حرف الجر ( على ) على معرف بأل القمرية :
أمثلة :
قول الفرزدق :
وما سبق القيسىُّ من ضعف حِيلة ..... ولكن طَفَت عَلْمَاءِ قُفْلَة خالدِ
وقول شاعر :
وللْمَوْتُ خيرٌ لامرئٍ من حياته ..... بِدَارَة ذُلٍّ عَلْبَلايَا يُوقَّرُ
يُراد في الأولى : على الماء ، وفي الثانية على البلايا
http://www.image.gostshare.com/files/8j2kw2kwdt0ipi8p7b5t.jpg
7. دخول حرفي الجر ( من ) و ( عن ) على معرف بأل القمرية :
قال ابن منظور : " قال أبو اسحاق : ويجوز حذف النون من ( من ) و( عن ) عند اللف واللام ، لالتقاء الساكنين ، وحذفها من ( من ) أكثر من حذفها من ( عن ) ؛ لأن دخول ( من ) في الكلام أكثر من دخول ( عن ) . "
أمثلة :
قول ابن ميادة :
وما أنس مِلْأَشْياء لا أنس قولها ..... وأدْمُعُها يُذْرِينَ حَشْوَ المكاحلِ
وقد كثر ذلك في شعر عمر بن أبي ربيعة ومن ذلك قوله :
فما أنس مِلْأَشْياء لا أنس موقفي ..... وموقفها وَهْناً بقارعة النخل
مِلْأَشْياء : أصلها من الأشياء ..
http://www.image.gostshare.com/files/l95x5vqam8ua030f6b91.jpg
8. الفعل ( استطاع ) ومضارعه :
أمثلة :
من القرآن الكريم قوله تعالى :
((ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا )) سورة الكهف ، آية ( 82 ) .
وقوله تعالى :
(( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا )) سورة الكهف ، آية ( 97 ) .
من الشعر :
قول عدي بن زيد العبادي :
ولا تُقْصِرَنْ عن سعى من قد ورِثْتَهُ ..... فما اسْطَعْتُ من خير لنفسك فازْدَدِ
http://www.image.gostshare.com/files/5w7evvwj5vcbgs1r4ij3.jpg
9. مصغر ( ابن ) عند إضافته إلى ياء المتكلم :
وهذا الحذف لازم إذ يقال دائماً :
(( بُنَيٌّ )) وأصله : (( بُنَيِّيٌ )) ..
http://www.image.gostshare.com/files/6p0a3nw5na5vvrnpzd6q.jpg
10. مثال : ميّت ، وهيّن ، وليّن ونحوهما :
إذ تخفف أحياناً فيقال :
مَيْت ، هَيْن ، لَيْن . وهذا معناه حذف المقطع : (yi) فراراً من تكرار الياء .
مثال :
وردت كلمة (( أَيِّم )) بالتخفيف في بيت العجاج :
وبطن أَيْمٍ وقواما عُسلجا .
http://www.image.gostshare.com/files/sta7dni2z8hbdhiot55j.jpg
11. عبارة أَيْمُنُ الله :
يقال فيها :
(( أَيْمُ الله )) ..
http://www.image.gostshare.com/files/3kbplt2f1vuyo8ycgbbd.jpg
12. كلمة (( لله )) :
يقال فيها : (( لاهِ )) ؛
مثال :
قول ذي الإصبع العدواني :
لاهِ ابنُ عمك لأفضلت في حسب ..... عنِّي ولا أنت ديِّاني فتَخْزُوني
http://www.image.gostshare.com/files/44uhnit9qo6n0ty88gs7.jpg
13. الفعل المضارع إذا كان نوني الفاء وهو مسند لجماعة المتكلمين :
مثال :
من القرآن الكريم :
قوله تعالى : (( وكذلك نُجِّي المومنين )) .
أصله نُنَجّي بفتح النون الثانية وقيل الأصل : نُنْجِي بسكونها فأدغمت كإجّاصة وإدغام النون في الجيم لا يكاد يعرف ..
http://www.image.gostshare.com/files/9tbbeiuxhdvdq00sydde.jpg
14. مضارع وزن ( أفعل ) :
وأصل كراهة توالي الأمثال هنا في المضارع المسند إلى ضمير المتكلم ؛ إذ الأصل فيه :
(( أُؤَكْرِمُ )) فصار بعد حذف أحد المقطعين المتماثلين : (( أُكْرِمُ )) ثم حملت باقي المضارعة على هذه الصيغة ، طرداً للباب على وتيرة واحدة .
ملاحظة :
قد يضطر بعض الشعراء إلى استخدام الأصل الذي لا تتوالى فيه الأمثال مثل :
قول ليلى الأخيلية :
تَدَلّت على حُصٍّ ظِماء كأنها ..... كُراتُ غلام في كساء مُؤّرْنَبِ
ومثل قول آخر :
وصالياتٍ ككما يُؤَثْفَيْنْ
وقول ثالث :
فإنه أهلٌ لأن يُؤَكْرَمَا
http://www.image.gostshare.com/files/fhiyndd1pnt86nviwt32.jpg
15. عبارة : (( وَعَبَدَ الطاغوت )) :
في قوله تعالى :
(( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ )) .
فقد عد لها ابن جني عشر قراءات مختلفة إحداها من جهة أحمد بن يحيي ثعلب ، مبنية على كراهة توالي المقاطع المتقاربة في المخارج والصفات ؛ يقول : " ومن جهته ( أحمد بن يحيي ) أيضاً : وعَبَدَ الطاغوت ، وقال : أراد عَبَدَةَ الطاغوت فحذف الهاء . قال : ويقال : عَبَدَةَ الطاغوت والأوثان ، ويقال للمسلمين : عُبّاد " .
http://www.image.gostshare.com/files/l5e1roylj1ye888u3f09.jpg
16. (( عِدَا الأمر )) :
في قول زهير :
إن الخليط أجَدُّا البَيْنَ فانجردوا ..... وأخلفوك عِدَا الأمرِ الذي وعدوا
فقد قال فيه الجوهري :
(( أراد : عِدَةَ الأمر ، فحذف الهاء عند الإضافة )) ..
تلك هي معظم أمثلة ظاهرة كراهية توالي الأمثال في العربية ..
المرجع الرئيس :
كتاب بحوث ومقالات في اللغة ..
د. رمضان عبد التواب