المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المحكم والمتشابه في القرآن الكريم



عبد المنعم جبر عيسي
16/10/2008, 07:53 PM
أقوال العلماء حول المحكم والمتشابه :
الحمد لله رب العالمين ، وصلاة وسلاما على إمام الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه وسلم .
ماذا أراد الله بإنزال المتشابه في القرآن ؟
أجاب عنه [ ابن قتيبة ] في " تأويل مشكل القرآن " فقال :
( إن القرآن نزل بألفاظ العرب ومعانيها ، ومذاهبها في الإيجاز والإختصار والإطالة والتوكيد ، والإشارة إلي الشئ ، وإغماض بعض المعاني حتي لا يظهر عليه إلا اللقن ( سريع الفهم ) وإظهار بعضها ، وضرب الأمثال لما خفي ، ولو كان القرآن كله ظاهرا مكشوفا ؛ حتى يستوي في معرفته العالم والجاهل ، لبطل التفاضل بين الناس ، وسقطت المحنة ، وماتت الخواطر ومع الحاجة تقع الفكرة والحيلة ، ومع الكفاية يقع العجز والبلادة .
وقالوا : عيب الغني أنه يورث البله ، وفضيلة الفقر أنه يبعث الحيلة .
وقال [ أكثم بن صيفي ] : ( ما يسرني أني مكفي كل أمر الدنيا .. ) قيل له : ( ولم ؟ ) قال : ( أكره عادة العجز .. ! ) .
وكل باب من أبواب العلم ، من : الفقه والحساب والفرائض والنحو ، فمنه ما يجل ومنه ما يدق ، ليرتقي المتعلم فيه رتبة بعد رتبة ، حتي يبلغ منتهاه ويدرك أقصاه ، ولتكون للعالم فضيلة النظر والإستخراج ، ولتقع المثوبة من الله علي حسن العناية .
ولو كان كل فن من العلوم شيئا واحدا ؛ لم يكن عالم ولا متعلم ، ولا خفي ولا جلي .. لأن فضائل الأشياء تعرف بأضدادها ، فالخير يعرف بالشر ، والنفع بالضر ، والحلو بالمر ، والقليل بالكثير ، والصغير بالكبير ، والباطن بالظاهر .. - تأويل مشكل القرآن ص ٨٦ - ٨٧ ) .
* * *
قال تعالي ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات . فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله . والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا . وما يذكر إلا أولوا الألباب ) .
قال العلامة [ ابن عثيمن ] في الآية السابقة : ( والإشتباه قد يكون اشتباها في المعني ، بحيث يكون المعني غير واضح .. أو اشتباها في التعارض ، بحيث يظن الظان أن القرآن يعارض بعضه بعضا ، وهذا لا يمكن أن يكون .. لأن الله عز وجل قال : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) " النساء - ٨٢ " ، والقرآن يصدق بعضه بعضا ) .
والتعارض الذي يفهمه من قد يفهمه من الناس إنما يكون لأحد الأسباب التالية :
١ - إما لقصور في العلم .
٢ - أو قصور في الفهم .
٣ - أو تقصير في التدبر .
٤ - أو سوء في القصد ؛ بحيث يظن أن القرآن يتعارض ، فإذا ظن هذا الظن لم يوفق للجمع بين النصوص ، فيحرم الخير لأنه ظن بالقرآن ما لا يليق .
تفسير الآية الكريمة :
قوله تعالي :
( منه آيات محكمات )
" الآيات " : جمع آية وهي العلامة ، وكل آية في القرآن فهي علامة علي منزلها ، لما فيها من الإعجاز والتحدي .. وقوله : " محكمات " أي : متقنات في الدلالة والحكم والخبر ، فأخبارها وأحكامها متقنة معلومة ليس فيها إشكال .
وقوله تعالي :
( وأخر متشابهات )
يعني : أن أحكامها غير معلومة ، وأخبارها غير معلومة ، فصار المحكم هو المتقن في الدلالة سواء كان خبرا أو حكما ، والمتشابه هو الذي دلالته غير واضحة ؛ سواء كان خبرا أو حكما .
ولهذا نجد أن بعض الآيات لا تدل دلالة صريحة علي الحكم الذي استدل بها عليه ، وبعض الآيات الخبرية أيضا لا تدل دلالة صريحة علي الخبر الذي استدل بها عليه .
وقوله تعالي :
( هن أم الكتاب )
قدم وصف هذه المحكمات وبيان حالها ليتبادر إلي الذهن أول ما يتبادر : أنه يرد المتشابهات إلي المحكمات لأنها أم ، وأم الشئ مرجعه وأصله ، كما قال تعالي : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) " الرعد - ٣٩ " أي المرجع وهو اللوح المحفوظ الذي ترجع الكتابات كلها إليه ، ومنه سميت الفاتحة أم الكتاب ، لأن مرجع القرآن إليها ، فهذه المحكمات يجب أن ترد إليها المتشابهات .. وينقسم الناس بالنسبة إلي هذه المتشابهات إلي قسمين :
١ - قسم يتبعون المتشابه ويضعونه أمام الناس ويعرضونه عليهم فيقولون كيف كذا وكيف كذا ؟ .
٢ - وقسم آخر يقولون : آمنا به كل من عند ربنا ، فإذا كان من عند ربنا فلا يمكن أن يتناقض ، ولا يمكن أن يتخالف ، بل هو متحد متفق ، فيرد المتشابه منه إلي المحكم ، ويكون كله محكما .
وقوله تعالي :
( ... الذين في قلوبهم زيغ .. )
الزيغ : الميل ، من قولهم : زاغت الشمس إذا مالت عن كبد السماء ( أي وسطها ) .. أي في قلوبهم ميل عن الحق ، فهم لا يريدون الحق ، وإنما يتبعون المتشابه ، فتجدهم - والعياذ بالله - يأخذون آيات القرآن التي فيها اشتباه حتي يضربوا بعضها ببعض وما أكثر هؤلاء ، ليصدوا عن سبيل الله ويشككوا في كلام الله عز وجل ، وأما الراسخون في العلم ، الذين لديهم من العلم ما يمكنهم من الجمع بين الآيات المتشابهة ، وأن يعرفوا معناها .. فيقولون : ( آمنا به كل من عند ربنا ) ، فلا يرون في القرآن شيئا متعارضا متناقضا .. بعكس أهل البدع من الفرق الضالة ، الذين يتبعون ما تشابه لهذين الفرضين أحدهما أو كلاهما :
١ - ( ابتغاء الفتنة ) أي : صد الناس عن دين الله ، لأن الفتنة بمعني الصد عن دين الله .. كما قال تعالي : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ) " البروج - ١٠ " فتنوهم : يعني صدوهم عن سبيل الله .
٢ - ( وابتغاء تأويله ) أي : طلب تأويله لما يريدون ، فهم يفسرونه علي مرادهم لا علي مراد الله .
قال ( أبو بكر الأنباري ) : ( وقد كان الأئمة من السلف ؛ يعاقبون من يسأل عن تفسير الحروف المشكلات في القرآن لأن السائل إن كان يبغي بسؤاله تخليد البدعة وإثارة الفتنة فهو حقيق بالنكير وأعظم التعزير ، وإن لم يكن مقصده ذلك فقد استحق العتب بما أجرم من الذنب ، إذ أوجد للمنافقين الملحدين في ذلك الوقت سبيلا إلي أن يقصدوا ضعفة المسلمين بالتشكيك والتضليل في تحريف القرآن عن مناهج التنزيل وحقائق التأويل .. ) .
وقال ( القرطبي ) وهو ينقل كلام ( أبي بكر الأنباري ) : ( فمن ذلك ما ذكر عن ( سليمان بن يسار ) أن ( صبيغ بن عسل ) قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن وعن أشياء ، فبلغ ( عمر ) - رضي الله عنه - فبعث إليه ( عمر ) فأحضره وقد أعد له عراجين النخل ، فلما حضر قال له ( عمر ) : من أنت ؟ قال : أنا عبد الله ( صبيغ ) ، فقال ( عمر ) رضي الله عنه : وأنا عبد الله ( عمر ) ، فقام اليه فضرب رأسه بعرجون فشجه ، ثم تابع ضربه حتي سال دمه علي وجهه ، فقال : حسبك يا أمير المؤمنين ، فقد والله ذهب ما كنت أجد في رأسي ، ثم إن الله تعالي ألهمه التوبة وقذفها في قلبه فتاب وحسنت توبته .. وقد ذكر ( القرطبي ) قصة ( صبيغ بن عسل ) في تفسير سورتي ( البقرة ) و ( الذاريات ) .

طارق شفيق حقي
16/10/2008, 09:34 PM
سلام الله عليك

أعتقد فيما أعتقد
أننا بحاجة للغوص في علوم القرآن وتفسيره
ومعرفة المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ والمكي والمدني ومعرفة مجازه وتأويله ومعانيه ومعرفة تفاسيره ودقائقه

ففي ذلك استبانة للقلب ورسوخ للعقل وسلامة للنفس
خاصة فيما سيأتي من الزمان من إساءة استخدام الدين
لعلنا بحاجة لعلم يعصمنا

أو سفينة تمنعنا

الجمانة
16/10/2008, 10:08 PM
أحسنت وأجدت ..


بورك بك موضوع قيم ..


يثبت الموضوع لفائدته..

د.ألق الماضي
17/10/2008, 01:15 AM
موضوع محكم الصياغة...
جزيت الجنة أيها الكريم...
( تم تقييم الموضوع )...

عبد المنعم جبر عيسي
17/10/2008, 09:40 AM
سلام الله عليك

أعتقد فيما أعتقد
أننا بحاجة للغوص في علوم القرآن وتفسيره
ومعرفة المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ والمكي والمدني ومعرفة مجازه وتأويله ومعانيه ومعرفة تفاسيره ودقائقه

ففي ذلك استبانة للقلب ورسوخ للعقل وسلامة للنفس
خاصة فيما سيأتي من الزمان من إساءة استخدام الدين
لعلنا بحاجة لعلم يعصمنا

أو سفينة تمنعنا




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أشارككم الرأي في أننا بحاجة للغوص في علوم القرآن وتفسيره
ومعرفة المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ والمكي والمدني ومعرفة مجازه وتأويله ومعانيه ومعرفة تفاسيره ودقائقه .. وهي كلها قضايا مهمة ينبغي للمثقف العربي فهمها حتي لا يكون صيدا سهلا لأعداء أمتنا ..
شكرا جزيلا - استاذنا - علي اطرائك علي موضوعي ، لكن ليس لي فيه من فضل ؛ إلا النقل من مصادره الأمينة .
شكرا جزيلا .
تحياتي وتقديري

عبد المنعم جبر عيسي
17/10/2008, 09:43 AM
أحسنت وأجدت ..


بورك بك موضوع قيم ..


يثبت الموضوع لفائدته..

جزاكم الله خيرا أختي الفاضلة ..
وشكرا لتبيت الموضوع .
وعلي التعديل الجميل .

عبد المنعم جبر عيسي
17/10/2008, 09:45 AM
موضوع محكم الصياغة...
جزيت الجنة أيها الكريم...
( تم تقييم الموضوع )...

وإياك دكتورة ألق ..
شكرا جزيلا علي كل شئ .
تحياتي .

روان أم المثنى
31/10/2008, 02:26 PM
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com61.gif


الأستاذ الكريم

عبد المنعم جبر

جزيت كل خير على هذا النقل الممتاز

والاختيار البديع

والحق أن الظن بتناقض آيات كتاب الله

أو تناقض الأحاديث الصحيحة الثابتة

أو تناقض القرآن والسنة المطهرة (ما ثبت منها)

هو ظن فاسد لا يطرأ إلا على من في قلبه مرض

نسأل الله السلامة


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com61.gif

عبد المنعم جبر عيسي
05/11/2008, 01:39 PM
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com61.gif


الأستاذ الكريم

عبد المنعم جبر

جزيت كل خير على هذا النقل الممتاز

والاختيار البديع

والحق أن الظن بتناقض آيات كتاب الله

أو تناقض الأحاديث الصحيحة الثابتة

أو تناقض القرآن والسنة المطهرة (ما ثبت منها)

هو ظن فاسد لا يطرأ إلا على من في قلبه مرض

نسأل الله السلامة


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com61.gif



الأخت الفاضلة / روان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتفق معكم تماما ، فمن الخطأ الجسيم أن يبني الإنسان حكمه بناء علي ( ظن ) .. كما أعتقد أن هناك أسبابا كثيرة تتسبب في ذلك أذكر منها : نقص في العلم .. وقصور في الفهم .. وجهل نجتهد في اخفائه .. ووعي ندعيه .. وجدال بغير حق .. أو مرض في القلب كما قلت سيادتكم .. لو ركز كل منا جهوده وعلمه فيما يجيده وترك الخوض في الدين لكانت حياتنا أفضل وأجمل .. لأن الحكم علي النصوص يتطلت إلماما بالكثير من العلوم الشرعية والأمور الفقهية لا تتوفر لدي الكثيرين منا .
أسعدني مرورك العبق وكلماتك الطيبات استاذة روان .

رزان
12/11/2008, 11:28 AM
http://www.image.gostshare.com/files/kq8t9zcemxpr6e1tt6v4.gif


الأستاذ الكريم


(( عبد المنعم جبر عيسى ))


مساؤك ورد


بوركت أخي الكريم على هذا الانتقاء المميز


والحق أن في ورود المحكم والمتشابه حكمة عظيمة تتمثل في :


- أن الله سبحانه وتعالى احتج على العرب بالقرآن ، إذ كان فخرهم


ورياستهم بالبلاغة وحسن البيان والإيجاز ، والكناية ... وهكذا


فقد اشتمل القرآن على هذه الفنون جميعاً تحدياً وإعجازاً لهم ..


- أنزل الله سبحانه الآيات المتشابهات اختباراً ليقف المؤمن عنده


ويرده إلى عالِمِهِ فيَعْظُم به ثوابه ويرتاب بها المنافق فيستحق


العقوبة .. ولقد أشار الله تعالى في كتابه إلى وجه الحكمة في ذلك


بقوله : (( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا


الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا )) ..


ثم يجيبهم فيقول : (( يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا )) فأما أهل


السعادة فيعملون بمحكمه ، ويؤمنون بمتشابهه ، فيستوجبون الرحمة


والفضل ، وأما أهل الشقاوة فيجحدونها ، فيستوجبون الملامة ..


- أراد الله عز وجل أن يشغل أهل العلم بردّه إلى المحكم فيطول بذلك


فكرهم ويظهر بالبحث اهتمامهم ولو أنزله محكماً لاستوى فيه العالم


والجاهل ، فشغل العلماء به ليعظم ثوابهم وتعلو منزلتهم ..


- أنزل الله المتشابه لتشغل به القلوب وتتعب الجوارح وتنعدم في البحث


عنه أوقاتهم ومدد أعمارهم فيجوزوا من الثواب حسبما كابدوا من مشقة


- الحث على النظر والبحث والتأمل في آيات الله سبحانه وتعالى ..


- إثبات التفاضل والتفاوت في العلم بين العباد ، فلو كان القرآن


كله محكماً لاستوت منازل الخلق ولم يظهر فضل العالم على غيره ..


- ابتلاء العباد بالوقوف عند المتشابه من الآيات دون الخوض في


تأويلها بما لا تحتمله من وجوه التأويل ..


وهكذا كانت المتشابهات ميدان سباق تنقدح فيها الأفكار والعلوم ..


أشكرك ثانيةً أيها الكريم وجعل الله ما خطته يداك في ميزان حسناتك


تقبل احترامي وتقديري لشخصك الكريم



......... رزان محمد



http://www.image.gostshare.com/files/kq8t9zcemxpr6e1tt6v4.gif

عبد المنعم جبر عيسي
13/11/2008, 08:19 PM
http://www.image.gostshare.com/files/kq8t9zcemxpr6e1tt6v4.gif




الأستاذ الكريم


(( عبد المنعم جبر عيسى ))


مساؤك ورد


بوركت أخي الكريم على هذا الانتقاء المميز


والحق أن في ورود المحكم والمتشابه حكمة عظيمة تتمثل في :


- أن الله سبحانه وتعالى احتج على العرب بالقرآن ، إذ كان فخرهم


ورياستهم بالبلاغة وحسن البيان والإيجاز ، والكناية ... وهكذا


فقد اشتمل القرآن على هذه الفنون جميعاً تحدياً وإعجازاً لهم ..


- أنزل الله سبحانه الآيات المتشابهات اختباراً ليقف المؤمن عنده


ويرده إلى عالِمِهِ فيَعْظُم به ثوابه ويرتاب بها المنافق فيستحق


العقوبة .. ولقد أشار الله تعالى في كتابه إلى وجه الحكمة في ذلك


بقوله : (( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا


الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا )) ..


ثم يجيبهم فيقول : (( يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا )) فأما أهل


السعادة فيعملون بمحكمه ، ويؤمنون بمتشابهه ، فيستوجبون الرحمة


والفضل ، وأما أهل الشقاوة فيجحدونها ، فيستوجبون الملامة ..


- أراد الله عز وجل أن يشغل أهل العلم بردّه إلى المحكم فيطول بذلك


فكرهم ويظهر بالبحث اهتمامهم ولو أنزله محكماً لاستوى فيه العالم


والجاهل ، فشغل العلماء به ليعظم ثوابهم وتعلو منزلتهم ..


- أنزل الله المتشابه لتشغل به القلوب وتتعب الجوارح وتنعدم في البحث


عنه أوقاتهم ومدد أعمارهم فيجوزوا من الثواب حسبما كابدوا من مشقة


- الحث على النظر والبحث والتأمل في آيات الله سبحانه وتعالى ..


- إثبات التفاضل والتفاوت في العلم بين العباد ، فلو كان القرآن


كله محكماً لاستوت منازل الخلق ولم يظهر فضل العالم على غيره ..


- ابتلاء العباد بالوقوف عند المتشابه من الآيات دون الخوض في


تأويلها بما لا تحتمله من وجوه التأويل ..


وهكذا كانت المتشابهات ميدان سباق تنقدح فيها الأفكار والعلوم ..


أشكرك ثانيةً أيها الكريم وجعل الله ما خطته يداك في ميزان حسناتك


تقبل احترامي وتقديري لشخصك الكريم



......... رزان محمد




http://www.image.gostshare.com/files/kq8t9zcemxpr6e1tt6v4.gif


رائع استاذة رزان
كتبت فأجدت .. وأضفت فأبدعت وأكملت ..
وتبقى أهمية الموضوع قائمة ، وتحتاج الى مزيد من البحث والدراسة ، للالمام بجوانبه والوقوف على أبعاده - ان استطعنا - وفهم طرائقه .
تحياتى وتقديرى
أخوك