المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شخصيات إسلاميـــــة



عماد ابو رياض
16/10/2008, 10:17 AM
شهيد يمشي على الأرض

كان طلحة بن عبيد الله منذ اسلامه و هو لا يفارق الرسول صلى الله عليه وسلم و لا ابو بكر , سمى طلحة الفياض و طلحة الخير الانة يوزع ارباح تجارته على الفقراء , و دافع عن النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة احد حتى اصيب في جسده 72 جرحا , وبترت احدى اصابعه , ومسح النبي على جسده يوم احد و قال : " اللهم اشفه و قوة " و قال عنه النبي صلى الله عليى ة سلم " من سره ان ينظر الى شهيد يمشي على الارض , فلينظر الى طلحة بن عبيد الله

وهو احد المبشرين بالجنة , و قال له النبي صلى الله عليه وسلم " ابشر ابا محمد , ان الله غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تاخر " و استشهد في موقعة الجمل .

عماد ابو رياض
16/10/2008, 10:22 AM
غسيل الملائكة
قتل حنظله في بدر , وبعد انتصار المسلمين , تفقد الرسول صلى الله علية وسلم , القتلى فوجد حنظله مقتولا و بالقرب منه ماء , فسال الرسول صلى الله علية و سلم الصحاية من الذي غسل حنظلة ؟ فقالوا له لا احد , فنزل جبريل عليه السلام , وقال : يا محمد , ان حنظلة نائما مع زوجته , و لما سمع المنادي ينادي : هلموا الى الجهاد , خرج و دخل المعركة , وقاتل الى ان قتل , فامر الله الملائكة بان تنزل من السماء , فتغسلة , فسمى " غسول الملائكة ".

عبد المنعم جبر عيسي
16/10/2008, 04:33 PM
جميل ما يسطره قلمك الرشيق استاذ عماد ..
شخوص ورموز وعلامات علي طريقنا الإيماني ..
كم نحن بحاجة إلي مدارسة سيرهم وحياتهم .. أقوالهم وأفعالهم .. جهادهم واجتهادهم ..
في عصر غابت عنه القدوة الصالحة ..
وفقكم الله وجعل عملكم الرائع هذا في ميزان حسناتكم .. يوم تبيض وجوه وتسود وجوه

عماد ابو رياض
17/10/2008, 11:19 AM
اول من سن ركعتين قبل القتل


هو الصحابي الجليل خبيب بن عدي رضى الله عنه , وذلك عندما قدم به المشركين اسيرا الى مكة حيث سيق الى منطقة التنعيم للانتقام و النيل منه , و قتله امام الملأ بعد ان ظفروا به غدرا , فسالوه عما اذا كان يريد شيئا ؟ فقال : ان شئتم ان تتركوني أركع ركعتين قبل مصرعي , ففعلوا , ووقف خبيب و صلى ركعتين , ثم اقبل على زعماء القوم , يقول : و الله لولا ان تظنوا اني اطلت الصلاة جزعا من الموت , لاستكثرت من الصلاة , وعندما ساله عما اذا كان يريد الرجوع عن دينه مقابل العفو عنه , فرفض


وما لبثوا ان صلبوة , واخذوا يمثلون في خبيب حيا و فيقطعون من جسده القطعة تلو القطعة , وهم يقلون له : اتحب ان يكون محمد مكانك و انت ناج ؟ فيقول : و الدماء تنزف منه : و الله ما احب ان اكون امانا و ادعا في اهلي وولدي وان محمد يؤخز بشوكة , فتعالت الاصوات ان اقتلوه 0000


فقتلوة بالسيوف و الحراب و خبيب رافع بصره الى السماء و يقول ., اللهم احصهم عددا , واقتلهم بددا , ولا تغادر منهم احدا , ثم لفظ انفاسه الاخيرة .
http://images.maktoob.com/sport4ever2/images1/square2/statusicon/user_offline.gif

الجمانة
17/10/2008, 05:33 PM
بورك بنقلك أستاذ عماد ....


موضوع قيم ..


يثبت ..

عماد ابو رياض
17/10/2008, 07:02 PM
بورك بنقلك أستاذ عماد ....



موضوع قيم ..



يثبت ..


جزاك الله خيرا أختي العزيزة ، ولنتعاون جميعا فــي
ذكر مثل هؤلاء الرجال الذين قدموا الغالي والنفيس
في سبيل الله تعالى من الصحابه والتابعين والعلماء
العاملين قادة الأمة رضي الله تعالى عنهم أجمعين
مع خالص شكري وتقديري
للجميع

عماد ابو رياض
19/10/2008, 10:38 AM
بلال الحبشي ( رضي الله عنه )

بلال بن رباح الحبشي صحابي جليل كان عبدا من عبيد قريش اعلن اسلامه فعذبه سيده امية بن خلف فابتاعه ابو بكر الصديق واعتقه، اشتهر بصبره على التعذيب وقولته أحد أحد ، كان صوته جميلا فكلفه الرسول عليه الصلاة والسلام بمهمة الاذان .

هو أبو عبد الله ، الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول، الكث الشعر ، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء من توجه اليه ، الا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل :( انما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا )

ذهب يوما -- يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما :( أنا بلال وهذا أخي ، عبدان من الحبشة ، كنا ضالين فهدانا الله ، وكنا عبدين فأعتقنا الله ، ان تزوجونا فالحمد لله ، وان تمنعونا فالله أكبر )

ويختلف الرواة في أنه سافر إلى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا ، ويروي بعضهم أنه قبل رجاء أبي بكر وبقي في المدينة فلما قبض وولى الخلافة عمر ، استأذنه وخرج إلى الشام .

رأى بلال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في منامه وهو يقول :( ما هذه الجفوة يا بلال ؟ ما آن لك أن تزورنا ؟) فانتبه حزيناً ، فركب إلى المدينة ، فأتى قبر النبي وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه ، فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له :( نشتهي أن تؤذن في السحر !) فعلا سطح المسجد فلمّا قال :( الله أكبر الله أكبر ) ارتجّت المدينة فلمّا قال :( أشهد أن لا آله إلا الله ) زادت رجّتها فلمّا قال :( أشهد أن محمداً رسول الله ) خرج النساء من خدورهنّ ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم .

توفي رضي الله عنه سنة عشرين للهجره ودفن تحت ثرى عمان .

محمد الكبيسي
19/10/2008, 04:03 PM
الأخ عماد ابو رياض
سلام الله عليك
موضوع قيم جدير بالأهتمام . هذه الشخصيات نحن بأمس الحاجة لأخذ الدروس والعبر من مواقفهم ووقفاتهم في زمن قل فيه مثل هؤلاء الرجال
تحيتي وتقديري
دمت بخير

رزان
19/10/2008, 07:32 PM
http://www.image.gostshare.com/files/4vnmhu274kw2uqvq5k9m.gif



الأخ الكريم عماد ابو رياض


سلام الله عليك


هؤلاء هم أصحاب النبي صلوات الله وسلامه عليه ..


فمن ذا الذي يدانيهم في إيمانهم ،


ويصل إلى إخلاصهم ..!!؟


نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها ..!!


ونظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها ،


فأماتوا منها ما يخشون أن يشينهم ..


وتركوا ما علموا أن سيتركهم ، فصار استكثارهم منها استقلالاً


وذكرهم إياها فواتاً ...


خلقت الدنيا عندهم فليسوا يجددونها ،


وماتت في صدورهم فليسوا يحيونها بعد موتها


إنهم أكرم خلق الله بعد أنبيائه ورسله ..


رجالٌ مؤمنون صدقوا ما عاهدوا الله عليه


نسأل الله عز وجل التوفيق لأتباعهم


وأن يجعلنا من أتباعهم ..


شكراً لك على هذا الموضوع القيم أيها الكريم


الذي يستحق التقييم


وجزاك الله كل خير


تقبل خالص احترامي

.....



.. (( رزان محمد )) ..



http://www.image.gostshare.com/files/4vnmhu274kw2uqvq5k9m.gif

د.ألق الماضي
20/10/2008, 05:42 AM
الكريم عماد...
لا حرمت الأجر إن شاء الله...

عماد ابو رياض
20/10/2008, 11:18 AM
الصحابي الجليل عباد بن بشر

كان عباد بن بشر الأشهلى حين لآح فى آفاق يثرب أول شعاع من أشعة الهداية المحمدية فتى موفور الشباب , تعرف فى وجهه نظرة العفاف و الطهر و تلمح فى تصرفاته رزانة الكهول على الرغم من أنه لم يكن حينها قد جاوز الخامسة و العشرين من عمره السعيد , و قد التقى مع الداعية المكى الشاب مصعب بن عمير فسرعان ما صار بينهما روابط الأيمان و وحدت بين نفسيهما كريم الشمائل و نبيل الخصال , و قد استمع الى مصعب بن عمير و هو يرتل القرآن بصوته الدافئ و نبرته الشجية فشغف بكلام الله عز و جل حبا و أفسح له سويداء فؤاده مكانا رحبا و جعله شغله الشاغل فكان يردده فى ليله و نهاره و حله و ترحاله حتى عرف بين الصحابة بالأمام و صديق القرآن .
و قد كان الرسول صلى الله عليه و سلم يتهجد ذات ليلة فى بيت عائشة الملاصق للمسجد فسمع صوت عباد بن بشر و هو يقراء القرآن رطبا نديا كما نزل به جبريل على قلبه فقال صلى الله عليه و سلم لأم المؤمنين عائشة : يا عائشة , هذا صوت عباد بن بشر ؟؟؟ . , فقالت ام المؤمنين : نعم يا رسول الله . , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اللهم أغفر له .
يا له من حظ موفور هو حظ سيدنا عباد بن بشر الذى فاز بدعوة الرسول صلى الله عليه و سلم
شهد عباد بن بشر مع الرسول صلى الله عليه و سلم مشاهده كلها , و كان له فى كل منها موقف يليق بحامل القرآن ....
و من مواقفه أنه لما كان الرسول صلى الله عليه و سلم عائدا من غزوة ذات الرقاع نزل بالمسلمين فى شعب من الشعاب ليقضوا ليلتهم فيه , و كان أحد المسلمين قد سبى أثناء الغزوة أمرأة من نساء المشركين فى غيبة زوجها فلما حضر الزوج المشرك و لم يجد زوجته أقسم باللات و العزى ليلحقن بمحمد و أصحابه و ألا يعود الا اذا أراق منهم دما .
فما كاد المسلمون ينيخون رواحلهم فى الشعب حتى قال لهم الرسول صلى الله عليه و سلم : من يحرسنا فى ليلتنا هذه ؟؟؟؟
فقام اليه عباد بن بشر و عمار بن ياسر و قالا : نحن يا رسول الله - و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد آخى بينهما حين هاجر المهاجرون الى المدينة المنورة - فلما خرجا الى فم الشعب قال عباد بن بشر لأخيه عمار بن ياسر : أى شطرى الليل تؤثر أن تنام فيه , أوله أم آخره ؟؟
فقال عمار بن ياسر : بل أنام أوله , ثم أضطجع غير بعيد عنه .
كان الليل ساجيا هادئا وادعا و كان النجم و الشجر و الحجر تسبح بحمد ربها و تقدس له , فتاقت نفس عباد بن بشر الى العبادة و اشتاق قلبه الى القرآن و كان أحلى ما يحلو له القرآن اذا رتله مصليا فيجمع متعة الصلاة الى متعة التلاوة , فتوجه الى القبلة و دخل فى الصلاة و طفق يقراء من سورة الكهف بصوته الشجى النقى العذب , و فيها هو سابح فى هذا النور الألهى غارق فى لألاء ضيائه اذا أقبل الرجل زوج المرأة السبية فلما رأى عباد بن بشر من بعيد يصلى منتصبا على فم الشعب عرف ان النبى صلى الله عليه و سلم و أصحابة بداخل الشعب و أدرك أن هذا الواقف ( عباد بن بشر ) هو حارس القوم فقام بتجهيز قوسه و تناول سهما من كنانته و رماه به فأصابه السهم فانتزعه عباد بن بشر من جسده و مضى مكملا لتلاوته غارقا فى صلاته ... فرماه الرجل بسهم آخر فأصابه ففعل عباد كما فعل فى الأولى فرماه الرجل بسهم ثالث فانتزعه عباد كما انتزع سابقيه و زحف حتى غدا قريبا من صاحبه و أيقظه قائلا : انهض فقد أثخنتنى الجراح .
فلما رآهما الرجل ولى هاربا
و التفت عمار بن ياسر الى عباد بن بشر فرأى الدماء تنزف غزيرة من جراحه الثلاثة فقال له : يا سبحان الله , هلا أيقظتنى عند أول سهم رماك به ؟؟؟؟؟
فقال عباد : كنت فى سورة أقرأها فلم أحب أن اقطعها حتى أفرغ منها و أيم الله لولا خوفى من أن أضيع ثغرا من ثغور المسلمين أمرنى رسول الله صلى الله عليه و سلم بحفظه لكان قطع النفس أحب الىَ من قطعها .
أستشهد رضي الله عنه في حروب الردة ، وبقى ذكره ومقولته
المشهورة درسا لكل مسلم غيور على دينه .
( يا معشر الأنصار تميزوا من الناس ... و حطموا أغماد السيوف .... و لا تتركوا الأسلام يؤتى من قبلكم ) .

عماد ابو رياض
22/10/2008, 04:00 PM
سيد الشهداء
حمزه بن عبدالمطلب رضي الله
عنه وأرضـــــاه

حمزة بن عبد المطلب ( أبو عمارة ) ، عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخوه من الرضاعة فهما من جيل واحد نشأ معا ، ولعبا معا ، وتآخيا معا كان يتمتع بقوة الجسم ، وبرجاحة العقل ، وقوة الارادة ، فأخذ يفسح لنفسه بين زعماء مكة وسادات قريش ، وعندما بدأت الدعوة لدين الله كان يبهره ثبات ابن أخيه ، وتفانيه في سبيل ايمانه ودعوته ، فطوى صدره على أمر ظهر في اليوم الموعود يوم اسلامه


اسلام حمزة


كان حمزة -رضي الله عنه- عائدا من القنص متوشحا قوسه ، وكان صاحب قنص يرميه ويخرج اليه وكان اذا عاد لم يمر على ناد من قريش الا وقف وسلم وتحدث معه ، فلما مر بالمولاة قالت له يا أبا عمارة ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام ، وجده ههنا جالسا فآذاه وسبه ، وبلغ منه مايكره ، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد -صلى الله عليه وسلم-) فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته ، فخرج يسعى ولم يقف على أحد ، معدا لأبي جهل اذا لقيه أن يوقع به ، فلما وصل الى الكعبة وجده جالسا بين القوم ، فأقبل نحوه وضربه بالقوس فشج رأسه ثم قال له أتشتم محمدا وأنا على دينه أقول ما يقول ؟ فرد ذلك علي ان استطعت )
وتم حمزة -رضي الله عنه- على اسلامه وعلى ما تابع عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد عز وامتنع ، وان حمزة سيمنعه ، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه ، وذلك في السنة السادسة من النبوة
حمزة وجبريل
سأل حمزة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يريه جبريلَ في صورته ، فقال إنك لا تستطيع أن تراه قال بلى قال فاقعد مكانك فنزل جبريل على خشبة في الكعبة كان المشركون يضعون ثيابهم عليها إذا طافوا بالبيت ، فقال أرْفعْ طَرْفَكَ فانظُرْ فنظر فإذا قدماه مثل الزبرجد الأخضر ، فخرّ مغشياً عليه .

البكاء على حمزة
مرّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وظَفَر ، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم ، فذرفت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبكى ، ثم قال ولكن حمزة لا بواكي له فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير إلى دار بني عبد الأشهل ، أمرا نساءهم أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ولمّا سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكاءهن على حمزة خرج عليهن وهن على باب مسجده يبكين عليه ، فقال ارجعن يرحمكن الله ، فقد آسيتنّ بأنفسكم .

عماد ابو رياض
25/10/2008, 03:16 PM
عبد الله بن عباس ( حبر الأمة )

عبد الله بن عباس البحر حبر الأمة ، وفقيه العصر ، وإمام التفسير ، أبو العباس عبد الله ، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد

المطلب شيبة بن هاشم ، واسمه: عمرو بن عبد مناف بن قصي بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي الهاشمي المكي الأمير رضي الله عنه.

مولده :
ولد بشعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين. ولما توفي الرسول، صلوات الله وسلامه عليه، كان له ثلاث عشرة سنة فقط.
ومع ذلك فقد حفظ للمسلمين عن نبيهم ألفا وستمائة وستين حديثا أثبتها البخاري ومسلم في صحيحيهما .

صحب النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من ثلاثين شهرا ، وحدث عنه بجملة صالحة ، وعن عمر ، وعلي ، ومعاذ، ووالده ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبي صخر بن حرب ، وأبي ذر ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت وخلق

وأولاده :
الفضل ومحمد وعبيد الله ماتوا ولا عقب لهم ، أما لبابه فلها أولاد من زوجها علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وبنته الأخرى أسماء وكانت عند ابن عمها عبد الله بن عبيد الله بن العباس فولدت له حسنا وحسينا.

صفاته :
وكان وسيما جميلا وسيما مديد القامه مشربا صفرة صبيح الوجه له وفرة يخضب بالحناء مهيبا كامل العقل ذكي النفس من رجال الكمال.

انتقل ابن عباس مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح ، وقد أسلم قبل ذلك ، فإنه صح عنه أنه قال :(كنت أنا وأمي من المستضعفين أمي من النساء وأنا من الولدان.

عماد ابو رياض
30/10/2008, 09:40 AM
أبو عبيدة عامر بن الجراح

لكل أمة أمينا وامين هذه الأمة أبوعبيدة عامر الجراح"
أبوعبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح الفهري يلتقي مع النبي-صلى الله عليه وسلم- في
أحد أجداده (فهر بن مالك) وأمه من بنات عم أبيه أسلمت وقتل أبوه كافرا يوم بدر .
وإشتهر بكنيته ونسبة إلى جده، وأمه "أميمة بنت غنم بن جابر" التى أدركت الإسلام وأسلمت، ولقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمين الأمة، وهو أحد العشرة السابقين فى الدخول إلى الإسلام، وهاجر أبو عبيدة رضى الله عنه الهجرتين، وهو من أبطال الإسلام المشهورين وقادته الكبار.
وكان رضي الله عنه نحيفاً، معروق الوجه، خفيف اللحية، طويل القامة، أثرم الثنيتين، يصبغ رأسه ولحيته بالحناء.

وكان له رضى الله عنه مواقف عظيمة نذكر منها عندما كان فى غزوة بدراً وتصدى له أبوه وكان مشركاً فتجنب أبو عبيده قتالة إلا
ان أباه أصر على قتالة فقاتله أبو عبيدة وقتله، فأنزل الله تعالى فيه:

(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة:22)

مرود المجذوب
30/10/2008, 10:13 PM
فذكر...
شكرا..

عماد ابو رياض
06/11/2008, 09:36 AM
المقداد بن عمرو - أول فرسان الاسلام


تحدث عنه أصحابه ورفاقه فقالوا:

" أول من عدا به فرسه في سبيل الله، المقداد بن الأسود..

والمقداد بن الأسود، هو بطلنا هذا المقداد بن عمرو كان قد حالف في الجاهلية الأسود بن عبد يغوث فتبناه، فصار يدعى المقداد بن الأسود، حتى اذا نزلت الآية الكريمة التي تنسخ التبني، نسب لأبيه عمرو بن سعد..

والمقداد من المبكّرين بالاسلام، وسابع سبعة جاهروا باسلامهم وأعلنوه، حاملا نصيبه من أذى قريش ونقمتها، فيس شجاعة الرجال وغبطة الحواريين..!!

ولسوف يظل موقفه يوم بدر لوحة رائعة كل من رآه لو أنه كان صاحب هذا الموقف العظيم..

يقول عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله:

" لقد شهدت من المقداد مشهدا، لأن أكون صاحبه، أحبّ اليّ مما في الأرض جميعا".
في ذلك اليوم الذي بدأ عصيبا.ز حيث أقبلت قريش في بأسها الشديد واصرارها العنيد، وخيلائها وكبريائها..

في ذلك اليوم.. والمسلمون قلة، لم يمتحنوا من قبل في قتال من أجل الاسلام، فهذه أول غزوة لهم يخوضونها..

ووقف الرسول يعجم ايمان الذين معه، ويبلوا استعدادهم لملاقاة الجيش الزاحف عليهم في مشاته وفرسانه..

وراح يشاورهم في الأمر، وأصحاب الرسول يعلمون أنه حين يطلب المشورة والرأي، فانه يفعل ذلك حقا، وأنه يطلب من كل واحد حقيقة اقتناعه وحقيقة رأيه، فان قال قائلهم رأيا يغاير رأي الجماعة كلها، ويخالفها فلا حرج عليه ولا تثريب..



وخاف المقدادا أن يكون بين المسلمين من له بشأن المعركة تحفظات... وقبل أن يسبقه أحد بالحديث همّ هو بالسبق ليصوغ بكلماته القاطعة شعار المعركة، ويسهم في تشكيل ضميرها.

ولكنه قبل أن يحرك شفتيه، كان أبو بكر الصديق قد شرع يتكلم فاطمأن المقداد كثيرا.. وقال أبو بكر فأحسن، وتلاه عمر بن الخطاب فقل وأحسن..

ثم تقدم المقداد وقال:

" يا رسول الله..

امض لما أراك الله، فنحن معك..

والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى

اذهب أنت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون..

بل نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون..!!

والذي بعثك بالحق، لو سرت بنا الى برك العماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه. ولنقاتلن عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك حتى يفتح الله لك".. انطلقت الكلمات كالرصاص المقذوف.. وتلل وجه رسول الله وأشرق فمه عن دعوة صالحة دعاها للمقداد.. وسرت في الحشد الصالح المؤمن حماسة الكلمات الفاضلة التي أطلقها المقداد بن عمرو والتي حددت بقوتها واقناعها نوع القول لمن أراد قولا.. وطراز الحديث لمن يريد حديثا..!!

عماد ابو رياض
10/11/2008, 04:30 PM
مصعب بن عمير ( رضي الله عنه )

جاء في (الاصابة) اسمه: مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار بن قصي بن كلاب ، أحد السابقين إلى الاسلام، يكنى أبا عبدالله ـ قال أبوعمر أسلم قديما والنبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم وكتم اسلامه خوفا من أمه وقومه، فعلمه عثمان بن طلحة ـ وهو من بني عبدالدار كذلك ـ فأعلم أهله فأوثقوه فلم يزل محبوساً، إلى أن هرب مع من هاجر إلى الحبشة ثم رجع إلى مكة فهاجر إلى المدينة، وشهد بدراً ثم شهد أحدا ومعه اللواء فاستشهد..!
ان قصة مصعب في الاسلام، هي درس من دروس السماء الغالية لبني البشر، ليتعلموا حياة الرجال مع مبادئهم، واستعلائهم على الدنيا بما فيها من متاع مبهر أخاذ، بل والاكثر من هذا، أن يتقدم الولاء للعقائد قبل وفوق كل علائق وقرابات الدنيا..!

عماد ابو رياض
12/11/2008, 03:23 PM
http://www2.0zz0.com/2008/07/20/13/880447772.gif

عماد ابو رياض
12/11/2008, 03:28 PM
الحسن بن علي السبط
رضي الله تعالى عنه

كان السبطان الكريمان الحسن و الحسين ريحانتي رسول الله صلى الله عليه و سلم روى الطبراني عن جابر قال " كنا مع رسول الله صلى الله و عليه وسلم فدعينا الى طعام فاذا الحسين رضي الله عنه يلعب في الطريق مع صبيان فاسرع النبي صلى الله عليه و سلم امام القوم ثم بسط يده فجعل الحسين يفر ههنا و ههنا فيضاحكه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى اخذه فجعل احدى يديه في ذفنه و الاخرى بين راسه و اذنيه ثم اعتنقه وقبله ثم قال " حسين مني و انا منه احب الله من احبه الحسن و الحسين سبطان من الاسباط"
اخرج البخاري في كتاب "الفتن" عن الحسن البصري قال " لما سار الحسن بن علي رضي الله عنهما الى معاوية بالكتائب- وذلك بعد استشهاد الامام علي عليه السلام- قال عمرو بن العاص لمعاوية ارى كتيبة لا تولى حتى تدبر اخراها -اي حتى تقتل اقرانها و مقابليها من الجيش الاخر- قال معاوية من لذراري المسلمين فقال انا فقال عبد الله بن عامر و عبد الرحمان بن سمرة نلقاه فنقول له الصلح قال الحسن ولقد سمعت ابا بكرة قال بينما النبي صلى الله عليه و سلم يخطب جاء الحسن فقال النبي صلى الله عليه و سلم ابني هذا سيد و لعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين"
طلب معاوية اذن الصلح فاجاب الامام و شرط ان يقام كتاب الله و سنة رسوله وكانت خطبته يوم الصلح برهانا على سيادته التي شهد بها جده صلى الله عليه و سلم.اخرج سعيد بن منصور و البيهقي في الدلائل بسندهما الى الشعبي قال " لما صالح الحسن ابن علي معاوية قال له معاوية قم فتكلم فقام فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد فان اكيس الكيس التقى و ان اعجز العجز الفجور الا وان هذا الامر الذي اختلفت فيه انا ومعاوية حق لامر يستقيم هكذا ما امرؤ-كان احق به مني او حق لي تركته لارادة اصلاح المسلمين و حقن دمائهم و ان ادري لعله فتنة لكم و متاع الى حين ثم استغفر و نزل"
تنازل عليه السلام من موقف قوة فقد كانت كتائبه كما وصفها عمر بن العاص واثقة من امرها مصممة على نصر المشروعية و كانت نية الامام سامية حين ترك حقه لاصلاح المسلمين لكنهم عاجلوه بعد ذلك فسموه فمات شهيدا
__________________

عماد ابو رياض
15/11/2008, 02:41 PM
حسّان بن ثابت



حسّان بن ثابت بن المنـذر الأنصاري الخزرجي النجاري المدنـي وكنيته أبو الوليد، شاعر رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- اشتهر بمدحه للغساسنة والمناذرة قبل الإسلام، وثم بعد الإسلام منافحاً عنه وعن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لم يشترك بأي غزاة أو معركة لعلّة أصابته فكان يخاف القتال.


مرَّ عمر بن الخطاب على حسّان وهو ينشد في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فانتهره عمر، فأقبل حسّان فقال: (كنتَ أنشد وفيه مَن هو خيرٌ منك)... فانطلق عمر حينئذٍ، وقال حسان لأبي هريرة: أنشدك الله هل سمعتَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يا حسّان! أجبْ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، اللهم أيّده بروح القُدُس)... قال: (اللهم نعم).

كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لحسان بن ثابت: (اهجهم وهاجهم وجبريلُ معك)... وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تسبّوا حسّاناً، فإنه ينافحُ عن الله وعن رسوله).


وفاة الرسول

وبكى حسّان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال:
بطَيْبـةَ رسـمٌ للرسولِ ومعهـد ... منيـرٌ وقد تعفو الرسومُ وتَهْمُـدُ
ولا تمتحي الآياتُ من دارِ حُرْمَةٍ ... بها منبر الهادي الذي كان يَصْعَدُ
وواضـحُ آثارٍ وبـاقي معـالمٍ ... ورَبـعٌ له فيه مُصلّىً ومسجـدُ
بها حُجُـراتٌ كان ينزلُ وسْطَها ... من الله نـورٌ يُستضاءُ ويوقـدُ
معارفُ لم تُطمَس على العهدِ آيُها ... أتاها البِلـى فالآيُ منها تجَـدَّدُ
عرفتُ بها رسمَ الرسول وعهدَه ... وقبراً بها واراهُ في الترب مُلْحِدُ
فبورِكتَ يا قبرَ الرسولِ وبوركتَْ ... بلادٌ ثوى فيها الرشيـدُ المسـدد
وبوركَ لحـدٌ منك ضُمّـِن طيّبـاً ... عليه بنـاءٌ من صَفيـحٍ منضَّـدُ
تهيـلُ عليه التربَ أيـدٍ وأعيـنٌ ... عليـه وقـد غارت بذلك أسعُـدُ
لقد غيّبـوا حلماً وعِلْماً ورحمـةً ... عشيـة عَلَّوه الثـرى لا يُوسّـدُ
وراحوا بحـزنٍ ليس فيهم نبيّهـم ... وقد وهنَتْ منهم ظهورٌ وأعضُـد
يُبَكّونَ مـن تبكي السمواتُ يومَـه ... ومن قد بكتْه الأرضُ فالناسُ أكْمد
وهـل عَدَلَـتْ يوماً رزيةُ هالـك ... رزيـةَ يـومٍ ماتَ فيـه محمـدُ؟
فبكيِّ رسولَ الله يا عينُ عبرةً ... ولا أعرفنْك الدهرَ دمعُك يجمد
ومالك لا تبكين ذا النعمة التي ... على الناس منها سابغٌ يُتَغَمّـدُ
فجودي عليه بالدموعِ وأعولي ... لفقد الذي لا مثلُه الدهرَ يوجَـدُ
وما فقـدَ الماضون مثلَ محمد ... ولا مثلُـه حتى القيامـة يُفْقَـدُ

عماد ابو رياض
18/11/2008, 09:34 AM
أنــس بن مـــالك
رضي الله عنه


أنس بن مالك بن النَّضر الخزرجي الأنصاري، ولد بالمدينة، وأسلم صغيراً وهو أبو ثُمامة الأنصاري النّجاري، وأبو حمزة كنّاه بهذا الرسـول الكريم
وخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد أخذته أمه (أم سليم) الى رسـول الله وعمره يوم ذاك عشر سنين، وقالت: (يا رسـول الله، هذا أنس غلامك
يخدمك فادع الله له)...
فقبله الرسـول بين عينيه ودعا له: (اللهم أكثر ماله وولده وبارك له، وأدخله الجنة)... فعاش تسعا وتسعيـن سنة، ورزق من البنين والحفـدة الكثيريـن كما أعطاه الله فيما أعطاه من الرزق بستانا رحبا ممرعا كان يحمل الفاكهة في العام مرتين، ومات وهو ينتظر الجنة...


خدمة الرسول

يقول أنس -رضي الله عنه-: أخذت أمّي بيدي وانطلقت بي الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: (يا رسول الله إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتْك بتحفة، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك)...
فخدمتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما ضربني ضربةً، ولا سبّني سبَّة، ولا انتهرني، ولا عبسَ في وجهي، فكان أول ما أوصاني به أن قال: (يا بُنيّ أكتمْ سرّي تك مؤمناً)...
فكانت أمي وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألنني عن سِرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا أخبرهم به، وما أنا مخبر بسرِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحداً أبداً ...


الطيب

دخل الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- على أنس بن مالك فقال عنده (من القيلولة) فعرق، فجاءت أمه بقارورة فجعلت تُسْلِتُ العرقَ فيها، فاستيقظ النبـي -صلى الله عليه وسلم- بها، فقال: (يا أم سُلَيْم، ما هذا الذي تصنعين ؟)...
قالت: (هذا عَرَقُك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب من ريح رسول الله -صلى الله عليه وسلم -)...
وقد قال أنس: ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً أطيبَ ولا مسسْتُ شيئاً قط ديباجاً ولا خزّاً ولا حريراً ألين مسّاً من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...


الغزو

خرج أنس مع النبي -صلى الله عليه وسلم ـ إلى بدر (http://www.masrawy.com/Islameyat/seera/Hyat/38.aspx) وهو غلام يخدمه، وقد سأل اسحاق بن عثمان موسى بن أنس: (كم غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)...
قال: (سبع وعشرون غزوة، ثمان غزوات يغيب فيها الأشهر، وتسع عشرة يغيب فيها الأيام)... فقال: (كم غزا أنس بن مالك؟)... قال: (ثمان غزوات)...


الحديث عن الرسول

كان أنس -رضي الله عنه- قليل الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فكان إذا حدّث يقول حين يفرغ: أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد حدّث مرة بحديثٍ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رجلٍ: (أنت سمعته من رسول الله؟)...
فغضب غضباً شديداً وقال: (والله ما كلُّ ما نحدِّثكم سمعناه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن كان يحدِّث بعضنا بعضاً، ولا نتّهِمُ بعضنا)...
قال أبو غالب: (لم أرَ أحداً كان أضنَّ بكلامه من أنس بن مالك) .


عِلْمه

لمّا مات أنس -رضي الله عنه- قال مؤرق العجلي: (ذهب اليوم نصف العِلْم)... فقيل له: (وكيف ذاك يا أبا المُغيرة؟)...
قال: (كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلنا له: تعالَ الى مَنْ سمعَهُ منه)... يعني أنس بن مالك...
قال أنس بن مالك لبنيه: (يا بنيَّ قَيّدوا العلمَ بالكتاب)...


فضله

دخل ثابـت البُنَاني على أنس بن مالك -رضي اللـه عنه- فقال: (رأتْ عيْناك رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم- ؟!)... فقال: (نعم)...
فقبّلهما ثم قال: (فمشت رجلاك في حوائج رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ؟!)... فقال: (نعم)...
فقبّلهما ثم قال: (فصببتَ الماء بيديك؟!)... قال: (نعم)... فقبّلهما ثم قال له أنس: (يا ثابت، صببتُ الماءَ بيدي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لوضوئه فقال لي: (يا غلام أسْبِغِ الوضوءَ يزدْ في عمرك، وأفشِ السلام تكثر حسناتك، وأكثر من قراءة القرآن تجيءْ يوم القيامة معي كهاتين)... وقال بأصبعيه هكذا السبابة والوسطى)...


الأرض


قال ثابت: (كنت مع أنس فجاءه قَهْرمانُهُ -القائم بأموره- فقال: (يا أبا حمزة عطشت أرضنا)... فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية، فصلى ركعتين ثم دَعا، فرأيت السحاب يلتئم، ثم أمطرت حتى ملأت كلّ شيءٍ، فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال: (انظر أين بلغت السماء)... فنظر فلم تَعْدُ أرضه إلا يسيرا)...
وفاته

توفي -رضي الله عنه- في البصرة، فكان آخر من مات في البصرة من الصحابة، وكان ذلك على الأرجح سنة (93 هـ) وقد تجاوز المئة...
ودُفِنَ على فرسخين من البصرة، قال ثابـت البُنانـي: (قال لي أنس بن مالك: هذه شعرةٌ من شعر رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فضعها تحت لساني)... قال: (فوضعتها تحت لسانه، فدُفن وهي تحت لسانه)...
كما أنه كان عنده عُصَيَّة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمات فدُفنت معه بين جيبه وبين قميصه، وقال أنس بن سيرين: (شهدت أنس بن مالك وحضره الموت فجعل يقول: لقِّنُوني لا إله إلا الله، فلم يزل يقولوها حتى قُبِضَ)...

عماد ابو رياض
20/11/2008, 07:05 PM
البراء بـــــــــن مالك
رضي الله عنه

البراء بن مالك أخو أنس بن مالك، خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ولقد تنبأ له الرسول الكريم بأنه مستجاب الدعوة، فليس عليه إلا أن يدعو وألا يعجل وكان شعاره دوما (الله و الجنة)، لذا كان يقاتل المشركين ليس من أجل النصر وإنما من أجل الشهادة، أتى بعض إخوانه يعودونه فقرأ وجوههم ثم قال: (لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي، لا والله، لن يحرمني ربي الشهادة)...


كان البراء -رضي الله عنه- بطلا مقداما، لم يتخلف يوما عن غزوة أو مشهد، وقد كان عمر بن الخطاب (http://www.masrawy.com/Islameyat/sahaba/sahaba_10/Omar.aspx) يوصي ألا يكون البراء قائدا أبدا، لأن إقدامه وبحثه على الشهادة يجعل قيادته لغيره من المقاتلين مخاطرة كبيرة، وفي يوم اليمامة تجلت بطولته تحت أمرة خالد بن الوليد، فما أن أعطى القائد الأمر بالزحف، حتى انطلق البراء والمسلمون يقاتلون جيش مسيلمة الذي ما كان بالجيش الضعيف، بل من أقوى الجيوش وأخطرها، وعندما سرى في صفوف المسلمين شيء من الجزع، نادى القائد (خالد) البراء صاحب الصوت الجميل العالي: (تكلم يا براء)... فصاح البراء بكلمات قوية عالية: (يا أهل المدينة، لا مدينة لكم اليوم، إنما هو الله، والجنة)... فكانت كلماته تنبيها للظلام الذي سيعم لا قدر الله...
وبعد حين عادت المعركة الى نهجها الأول، والمسلمون يتقدمون نحو النصر، واحتمى المشركون بداخل حديقة كبيرة، فبردت دماء المسلمون للقتال، فصعد البراء فوق ربوة وصاح: (يا معشر المسلمين، احملوني وألقوني عليهم في الحديقة)... فهو يريد أن يدخل ويفتح الأبواب للمسلمين ولو قتله المشركون فسينال الشهادة التي يريد، ولم ينتظر البراء كثيرا فاعتلى الجدار وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب واقتحمته جيوش المسلمين، وتلقى جسد البطل يومئذ بضعا وثمانين ضربة ولكن لم يحصل على الشهادة بعد، وقد حرص القائد خالد بن الوليد على تمريضه بنفسه ...


وفي إحدى الحروب في العراق لجأ الفرس إلى كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محماة بالنار، يلقونها من حصونهم، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا، وسقط أحد هذه الكلاليب فجأة فتعلق به أنس بن مالك (http://www.masrawy.com/Islameyat/sahaba/sahaba/Anas.aspx)، ولم يستطع أنس أن يمس السلسلة ليخلص نفسه، اذ كانت تتوهج نارا، وأبصر البراء المشهد، فأسرع نحو أخيه الذي تصعد به السلسلة على سطح جدار الحصن.

وقبض البراء على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قطعها، ونجا أنس -رضي الله عنه- وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما، لقد ذهب كل ما فيها من لحم، وبقى هيكلها العظمي مسمرا محترقا، وقضى البطل فترة علاج بطيء حتى برئ...


احتشد أهل الأهواز والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين، وكتب أمير المؤمنين عمر إلى سعد بن أبي وقاص (http://www.masrawy.com/Islameyat/sahaba/sahaba_10/Saad.aspx) -رضي الله عنهما- بالكوفة ليرسل إلى الأهواز جيشا، وكتب إلى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل إلى الأهواز جيشا على أن يجعل أمير الجند سهيل بن عدي وليكون معه البراء بن مالك، والتقى الجيشان ليواجهوا جيش الأهواز والفرس، وبدأت المعركة بالمبارزة، فصرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس، ثم التحمت الجيوش وراح القتلى يتساقطون من الطرفين...
واقترب بعض الصحابة من البراء ونادوه قائلين: (أتذكر يا براء قول الرسول عنك: (رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك)... يا براء اقسم على ربك، ليهزمهم وينصرنا)...
ورفع البراء ذراعيه الى السماء ضارعا داعيا: (اللهم امنحنا أكتافهم، اللهم اهزمهم، وانصرنا عليهم، وألحقني اليوم بنبيك)... وألقى على أخيه أنس الذي كان يقاتل قريبا منه نظرة كأنه يودعه، واستبسل المسلمون استبسالا كبيرا، وكتب لهم النصر...
ووسط شهداء المعركة، كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة كضوء الفجر، وتقبض يمناه على حثية من تراب مضمخة بدمه الطهور، وسيفه ممدا الى جواره قويا غير مثلوم، وأنهى مع إخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم...

عماد ابو رياض
24/11/2008, 09:48 AM
خالد بـــــن الوليــد
رضي الله عنه

خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي، أبو سليمان، أحد أشراف قريش في الجاهلية وكان إليه القبّة وأعنّة الخيل، أمّا القبة فكانوا يضربونها يجمعون فيها ما يجهزون به الجيش وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدّم على خيول قريش في الحرب... كان إسلامه في شهر صفر سنة ثمان من الهجرة، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك إلا إلى الخير).
ورأى خالد في منامه كأنه في بلادٍ ضيّقة جديبة، فخرج إلى بلد أخضر واسع، فقال في نفسه: (إن هذه لرؤيا)... فلمّا قدم المدينة ذكرها لأبي بكر الصديق فقال له: (هو مخرجُكَ الذي هداك الله للإسلام، والضيقُ الذي كنتَ فيه من الشرك

سقطت منه قلنسوته يوم اليرموك، فأضنى نفسه والناس في البحث عنها فلما عوتب في ذلك قال: (إن فيها بعضا من شعر ناصية رسول الله وإني أتفائل بها وأستنصر)... ففي حجة الوداع ولمّا حلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأسه أعطى خالداً ناصيته، فكانت في مقدم قلنسوته، فكان لا يلقى أحداً إلا هزمه الله تعالى...

فضله

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (نِعْمَ عبد الله خالد بن الوليد، سيْفٌ من سيوف الله).
قال خالد -رضي الله عنه-:(ما ليلة يهدي إليّ فيها عروسٌ أنا لها محب، أو أبشّرُ فيها بغلامٍ أحبَّ إلي من ليلة شديدة الجليد في سريّةٍ من المهاجرين أصبِّحُ بها العدو).
وأمَّ خالد الناس بالحيرة، فقرأ من سُوَرٍ شتى، ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال: (شغلني عن تعلّم القرآن الجهادُ).
نزل خالد بن الوليد الحيرة على أمير بني المرازبة فقالوا له: (احذَرِ السُّمَّ لا يسقيكهُ الأعاجم)... فقال: (إئتوني به)... فأتِيَ به فأخذه بيده ثم اقتحمه وقال: (بسم الله)... فلم يُضرَّه شيئاً.
وأخبِرَ خالد -رضي اللـه عنه- أنّ في عسكره من يشرب الخمر، فركب فرسـه، فإذا رجل على مَنْسَـجِ فرسِـهِ زِقّ فيه خمر، فقال له خالد: (ما هذا؟)... قال: (خل)... قال: (اللهم اجعله خلاّ)... فلمّا رجع الى أصحابه قال: (قد جئتكم بخمر لم يشرب العربُ مثلها)... ففتحوها فإذا هي خلّ قال: (هذه والله دعوة خالد بن الوليد).

عماد ابو رياض
25/11/2008, 03:55 PM
معلم الخير
عبادة بن الصامت
إنه الصحابي الجليل أبو الوليد عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-، أحد أفراد وفد الأنصار الذين جاءوا إلى مكة ليبايعوا رسول الله ( بيعة العقبة الأولى، وكان أحد الاثني عشر نقيبًا الذين اتخذهم الرسول ( نقباء على أهليهم وعشائرهم.
وواحد من أولئك الذين قال فيهم رسول الله (: (لو أن الأنصار سلكوا واديًا أو شعبًا، لسلكت في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار) [البخاري].
وقد شهد بدرًا وأحدًا والخندق والغزوات كلها مع رسول الله (، ولم يتخلف عن مشهد، وهو أحد الذين ساهموا في جمع القرآن زمن النبي (.
وقد كان ولاؤه لله ورسوله عظيمًا، حيث يُروى أن قومه كانوا مرتبطين بعهد مع يهود بني قينقاع بالمدينة قبل مجيء النبي ( إليها، ولما هاجر الرسول ( وأصحابه واستقروا بها، وتجمعت قبائل اليهود عقب غزوة بدر، وافتعلت إحدى قبائلهم وهم بنو قينقاع أسبابًا للفتنة والصدام مع المسلمين، فلما رأى عبادة موقفهم هذا نبذ إليهم عهدهم قائلا: إنما أتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ إلى الله ورسوله من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم.
فنزل القرآن مؤيدًا موقفه هذا قائلاً: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} إلى أن قال: {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} [المائدة: 51-56].
لقد سمع عبادة بن الصامت رسول الله ( يومًا وهو يتحدث عن مسئولية الأمراء والولاة، والمصير الذي ينتظر من يفرط منهم في حق من حقوق المسلمين، قائلاً: (والذي نفس محمد بيده، لا ينال أحد منكم منها شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه) [مسلم]، فأقسم عبادة بالله ألا يكون أميرًا على اثنين.
ولما فتح المسلمون الشام أرسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عبادة ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء إلى أهلها؛ ليعلموهم القرآن ويفقهوهم في الدين، فأقام عبادة بحمص، ثم انتقل منها إلى فلسطين؛ حيث تولى القضاء بها، فكان بذلك أول من تولى قضاء فلسطين.
وفي سنة (34 هـ) توفي عبادة بالرَّمْلَة من أرض الشام -وقيل ببيت المقدس-، فرضي الله عنه وأرضاه

عماد ابو رياض
28/11/2008, 04:39 PM
الأرقم بن أبي الأرقم

الأرقم بن أبي الأرقم القرشي صحابي جليل من السابقين إلى الإسلام أسلم بمكة، وكان سابع سبعة في الإسلام، وهو الذي استخفى رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم- في داره والمسلمون معه، فكانت داره أول دار للدعوة إلى الإسلام..

كانت داره على الصفا، وهي الدار التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجلس فيها في الإسلام، وبقي الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى الإسلام في دار الأرقم حتى تكاملوا أربعين رجلاً، خرجوا يجهرون بالدعوة إلى الله، ولهذه الدار قصة طويلة، وأن الأرقم أوقفها، وأن أحفاده بعد ذلك باعوها لأبي جعفر المنصور...

شهد الأرقم بن أبي الأرقم بدراً (http://www.masrawy.com/Islameyat/seera/Hyat/38.aspx) وأحُداً (http://www.masrawy.com/Islameyat/seera/Hyat/44.aspx) والمشاهد كلها، واقطعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- داراً بالمدينة، في بني زريق...


تجهّز الأرقم -رضي الله عنه- يريد البيت المقدس، فلمّا فرغ من جهازه جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يودّعه، فقال: (ما يُخرجك؟ أحاجة أم تجارة؟)... قال: (لا يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ولكنّي أريد الصلاة في بيت المقدس)...
فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام)... فجلس الأرقم...

توفي الأرقم بالمدينة وصلى عليه سعد بن أبي وقاص (http://www.masrawy.com/Islameyat/sahaba/sahaba_10/Saad.aspx)، وكان عمر الأرقم بضعاً وثمانين سنة، رضي الله تعالى عنه...

عماد ابو رياض
01/12/2008, 02:05 PM
زيد بـــــــــن حارثة
رضي الله عنه

هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى، وكان طفلا حين سبي ووقع بيد حكيم بن حزام بن خويلد حين اشتراه من سوق عكاظ مع الرقيق، فأهداه الى عمته خديجة، فرآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندها فاستوهبه منها فوهبته له، فأعتقه وتبناه، وصار يعرف في مكة كلها (زيد بن محمد). وذلك كله قبل الوحي.
قصة التبنى

منذ أن سلب زيدا -رضي الله عنه- ووالده يبحث عنه، حتى التقى يوما نفر من حي (حارثة) بزيد في مكة، فحملهم زيد سلامه وحنانه لأمه و أبيه، وقال لقومه: (أخبروا أبي أني هنا مع أكرم والد)... فلم يكد يعلم والده بمكانه حتى أسرع اليه، يبحث عن (الأمين محمد) ولما لقيه قال له: (يا بن عبد المطلب، يا بن سيد قومه، أنتم أهل حرم، تفكون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ولدنا، فامنن علينا وأحسن في فدائه).
فأجابهم -صلى الله عليه وسلم-: (ادعوا زيدا، وخيروه، فان اختاركم فهو لكم بغير فداء، وان اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء).
أقبل زيد رضي الله عنه- وخيره الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقال زيد: (ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت الأب و العم)... ونديت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدموع شاكرة وحانية، ثم أمسك بيد زيد، وخرج به الى فناء الكعبة، حيث قريش مجتمعة ونادى: (اشهدوا أن زيدا ابني ... يرثني وأرثه)... وكاد يطير قلب (حارثة) من الفرح، فابنه حرا، وابنا للصادق الأمين، سليل بني هاشم.

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة، فقلت: لمن أنت ؟)... قالت: (لزيد بن حارثة)... كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لا تلومونا على حبِّ زيدٍ)... وآخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين زيد بن حارثة وبين حمزة بن عبد المطلب.
بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعثاً فأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمارته فقال -صلى الله عليه وسلم-:(إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيمُ الله إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده).
استشهاد زيد

في جمادي الأول من العام الثامن الهجري خرج جيش الإسلام إلى أرض البلقاء بالشام، ونزل جيش الإسلام بجوار بلدة تسمى (مؤتة) حيث سميت الغزوة باسمها ... ولأدراك الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأهمية هذه الغزوة اختار لها ثلاثة من رهبان الليل وفرسان النهار، فقال عندما ودع الجيش: (عليكم زيد بن حارثة، فان أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة)... أي أصبح زيد الأمير الأول لجيش المسلمين، حمل راية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واقتحم رماح الروم ونبالهم وسيوفهم، ففتح باب دار السلام وجنات الخلد بجوار ربه.
قال حسان بن ثابت:
عين جودي بدمعك المنزور ... واذكري في الرخاء أهل القبور
واذكري مؤتة وما كان فيها ... يوم راحوا في وقعة التغوير
حين راحوا وغادروا ثم زيدا ... نعم مأوى الضريك و المأسور
بُكاء الرسول
حزن النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- على زيد حتى بكاه وانتحب، فقال له سعـد بن عبادة: (ما هذا يا رسـول الله ؟!)... قال: (شوق الحبيب إلى حبيبه).

عماد ابو رياض
07/12/2008, 08:42 AM
أسامة بــــــــــن زيــد
رضي الله عنه


أسامـة بن زيـد بن حارثة بن شراحيـل الكَلْبي، أبو محمد، من أبناء الإسلام الذين لم يعرفوا الجاهلية أبدا، ابن زيد خادم الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- الذي آثـر الرسـول الكريم على أبيه وأمه وأهله والذي وقف به النبـي على جموع من أصحابه يقول: (أشهدكم أن زيدا هذا ابني يرثني وأرثه).
وأمه هي أم أيمن مولاة رسـول الله وحاضنته، ولقد كان له وجه أسود وأنف أفطس ولكن مالكا لصفات عظيمة قريبا من قلب رسول الله.


حب الرسول له

عن السيدة عائشة (http://www.masrawy.com/Islameyat/Omahat/Omahat/Aisha.aspx) -رضي الله عنها- قالت: عثَرَ أسامة على عتبة الباب فشَجَّ جبهتَهُ، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمصُّ شجّته ويمجُّه ويقول: (لو كان أسامة جارية لكسوتُهُ وحلّيتُهُ حتى أنفِقَهُ).
كما قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (ما ينبغي لأحد أن يُبغِضَ أسامة بن زيد بعدما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من كان يُحِبُّ الله ورسوله، فليحبَّ أسامة).
وقد اشترى الرسول -صلى الله عليه وسلم- حَلّةً كانت لذي يَزَن، اشتراها بخمسين ديناراً، ثم لبسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلس على المنبر للجمعة، ثم نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكسا الحُلّة أسامة بن زيد.
بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعثاً فأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمارته فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيمُ الله إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده).


نشأته وايمانه


على الرغم من حداثة سن أسامة -رضي الله عنه- الا أنه كان مؤمنا صلبا، قويا، يحمل كل تبعات دينه في ولاء كبير لقد كان مفرطا في ذكائه، مفرطا في تواضعه، وحقق هذا الأسود الأفطس ميزان الدين الجديد ان أكرمكم عند الله أتقاكم

فها هو في عام الفتح يدخل مكة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أكثر ساعات الاسلام روعة


الدروس النبوية

قبل وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعامين خرج أسامة أميرا على سرية للقاء بعض المشركين، وهذه أول امارة يتولاها، وقد أخذ فيها درسه الأكبر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهاهو يقول: فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد أتاه البشير بالفتح، فاذا هو متهلل وجه، فأدناي منه ثم قال: (حدثني).
فجعلت أحدثه، وذكرت له أنه لما انهزم القوم أدركت رجلا وأهويت اليه بالرمح، فقال: (لا اله الا الله) فطعنته فقتلته، فتغير وجه رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- وقال: (ويحك يا أسامة!... فكيف لك بلا اله الا اللـه؟... ويحك يا أسامة!... فكيف لك بلا اله الا الله ؟)...
فلم يزل يرددها علي حتى لوددت أني انسلخت من كل عمل عملته، واستقبلت الاسلام يومئذ من جديد، فلا والله لا أقاتل أحدا قال لا اله الا الله بعد ماسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).
أهمَّ قريش شأن المرأة التي سرقت، فقالوا: (من يكلّم فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)... فقالوا: (ومن يجترىء عليه إلا أسامة بن زيد حبّ رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ؟)...
فكلّمه أسامة فقال رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم-: (لم تشفعْ في حدّ من حدود الله ؟)... ثم قام النبـي -صلى الله عليه وسلم- فاختطب فقال: (إنّما أهلك الله الذين من قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيْمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يَدَها)...

وعندما نشبت الفتنة بين علي ومعاوية التزم أسامة حيادا مطلقا، كان يحب عليا كثيرا ويبصر الحق بجانبه، ولكن كيف يقتل من قال لا اله الا الله... وقد لامه الرسول في ذلك سابقا!...
فبعث الى علي يقول له: (انك لو كنت في شدق الأسد، لأحببت أن أدخل معك فيه، ولكن هذا أمر لم أره)... ولزم داره طوال هذا النزاع، وحين جاءه البعض يناقشونه في موقفه قال لهم: (لا أقاتل أحدا يقول لا اله الا الله أبدا)...
فقال أحدهم له: (ألم يقل الله: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ؟)... فأجاب أسامة: (أولئك هم المشركون، ولقد قاتلناهم حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله)...


وفاته


وفي العام الرابع والخمسين من الهجرة، وفي أواخر خلافة معاوية، أسلم -رضي الله عنه- روحه الطاهرة للقاء ربه، فقد كان من الأبرار المتقين... فمات بالمدينة وهو أبن 75 عام .

احمد خميس
08/12/2008, 02:12 PM
http://i5.tagstat.com/image02/5/9e80/000g00bNpW0.jpg

عماد ابو رياض
10/12/2008, 04:17 PM
الزبيـر بن العوام
رضي الله عنه



الزبير بن العوام يلتقي نسبه مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-في (قصي بن كلاب)... كما أن أمه (صفية) عمة رسول الله، وزوجته أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين، كان رفيع الخصال عظيم الشمائل، يدير تجارة ناجحة وثراؤه عريضا لكنه أنفقه في الإسلام حتى مات مدينا...
الزبير وطلحة

يرتبط ذكر الزبيـر دوما مع طلحة بن عبيد الله، فهما الاثنان متشابهان في النشأة والثراء والسخاء والشجاعة وقوة الدين، وحتى مصيرهما كان متشابها فهما من العشرة المبشرين بالجنة وآخى بينهما الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويجتمعان بالنسب والقرابة معه.
وتحدث عنهما الرسول قائلا: (طلحة والزبيـر جاراي في الجنة)، و كانا من أصحاب الشورى الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب لإختيار خليفته ...
كان للزبير -رضي الله عنه- نصيبا من العذاب على يد عمه، فقد كان يلفه في حصير ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه، ويناديه: (اكفر برب محمد أدرأ عنك هذا العذاب)... فيجيب الفتى الغض: (لا والله، لا أعود للكفر أبدا)... ويهاجر الزبير الى الحبشة الهجرتين، ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-...

وصيته
كان توكله على الله منطلق جوده وشجاعته وفدائيته، وحين كان يجود بروحه أوصى ولده عبد الله بقضاء ديونه قائلا: (إذا أعجزك دين، فاستعن بمولاي)... وسأله عبد الله: (أي مولى تعني؟)... فأجابه: (الله، نعم المولى ونعم النصير)... يقول عبدالله فيما بعد: (فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقضي دينه، فيقضيه)...

الشهادة

لمّا كان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله و سارع قاتل الزبير الى علي يبشره بعدوانه على الزبير ويضع سيفه الذي استلبه بين يديه، لكن عليا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن وأمر بطرده قائلا: (بشر قاتل ابن صفية بالنار)... وحين أدخلوا عليه سيف الزبير قبله الإمام وأمعن في البكاء وهو يقول: (سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله)...
وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات انهاها قائلا: (اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمان من الذين قال الله فيهم: (ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين)... ثم نظر الى قبريهما وقال: (سمعت أذناي هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (طلحة و الزبير، جاراي في الجنة)...

احمد خميس
11/12/2008, 04:29 AM
http://i0.tagstat.com/image01/5/9e80/000u00bNpW0.jpg

عماد ابو رياض
17/12/2008, 05:37 PM
أبو أمامه الباهلــــــــــي
رضي الله عنه
الذي أطعمه الله وسقاه
إنه أبو أمامة الباهلي صدى بن عجلان -رضي الله عنه-، وعندما أسلم، وبعثه رسول الله ( إلى قومه باهلة يدعوهم إلى الله عز وجل، ويعرض عليهم شرائع الإسلام، فلما جاءهم قالوا له: سمعنا أنك صبوت (أسلمت) إلى هذا الرجل الذي يدعى محمدًا، فقال أبو أمامة لهم: لا ولكن آمنت بالله ورسوله، وقد أرسلني رسول الله إليكم أدعوكم إلى عبادة الله الواحد الأحد، وأعرض عليكم الإسلام، ثم أخذ أبو أمامة يحدثهم عن الإسلام ويدعوهم إليه، ولكنهم أصروا على الشرك وعبادة الأوثان.
فلما أطال الحديث معهم، ويئس منهم، قال لهم: ويحكم، ايتوني بشربة ماء، فإني شديد العطش وكان عليه عمامة، فقالوا له: لا، ولكن ندعك تموت عطشًا، فحزن أبو أمامة وضرب رأسه في عمامته ونام، وكان الحر شديدًا، فأتاه آت في منامه حسن المنظر بإناء فيه شراب، لم ير الناس أجمل منه لونًا وطعمًا، فأخذه منه، وشرب حتى ارتوى.
فلما شبع من الشراب، استيقظ من نومه، فلما رآه القوم قد استيقظ قال رجل منهم: يا قوم أتاكم رجل من سراة القوم فلم تتحفوه (أي تعطوه ما يريد)، فأتوني بلبن، فقال له أبو أمامة: لا حاجة لي به، إن الله أطعمني وسقاني، ثم أظهر لهم بطنه، فلما رأوا بطنه مملوءة، وليس به عطش ولا جوع قالوا له: ماذا حدث يا أبا أمامة، فحكى لهم ما رآه في منامه فأسلموا جميعًا.
وقال أبو أمامة بعد تلك الشربة: فوالله ما عطشت، ولا عرفت عطشًا بعد تيك (تلك) الشربة) [الطبراني والحاكم والبيهقي].
وكان -رضي الله عنه- يحب الجهاد في سبيل الله، وفي يوم بدر أراد أن يخرج مع رسول الله (، فقال له خاله أبو بردة بن نيار: ابق مع أمك العجوز؛ لتقض حاجتها، فقال له أبو أمامة: بل ابق أنت مع أختك. وظل كل منهما يريد أن يخرج مع الرسول ( للجهاد، فاحتكما إلى رسول الله ( في ذلك، فأمر رسول الله ( أبا أمامة أن يبقى مع أمه.
وظل -رضي الله عنه- ملازمًا النبي ( في جميع غزواته لا يتخلف عن غزوة ، ولا يتقاعس عن جهاد. وشارك -رضي الله عنه- في جميع الحروب مع خلفاء الرسول (.
وتوفي أبو أمامة الباهلي بحمص في الشام سنة (81هـ)، وقيل سنة (86هـ)، وكان عمره (91) سنة، وقيل: إنه آخر من مات بالشام من صحابة رسول الله .

عماد ابو رياض
25/12/2008, 02:11 PM
أسيَـد بن الحُضيَِر

أسَيْد بن الحُضَير بن سمّاك الأوسي الأنصاري أبوه حضير الكتائب زعيم الأوس، وكان واحدا من أشـراف العـرب في الجاهلية وورث أسيد عن أبيـه مكانته وشجاعته وجـوده، فكان قبل إسلامه من زعماء المدينة وأشـراف العـرب، ورماتها الأفذاذ، كان أحد الاثني عشـر نقيباً حيث شهد العقبـة الثانية، وشهد أحداً وثبت مع الرسـول الكريم حيث انكشف الناس عنه وأصيب بسبع جراحات...

إسلامه

أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير إلى المدينة ليعلم المسلمين الأنصار الذين بايعوا الرسول في بيعة العقبة الأولى، وليدعو غيرهم إلى الإيمان، ويومئذ كان يجلس أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وكانا زعيمي قومهما يتشاوران بأمر الغريب الآتي، الذي يدعو لنبذ دين الأباء والأجداد وقال سعد: (اذهب إلى هذا الرجل وازجره)...
وحمل أسيد حربته وذهب إلى مصعب الذي كان في ضيافةأسعد بن زرارة (http://www.masrawy.com/islameyat/sahaba/sahaba/Asaad.aspx) وهو أحد الذين سبقوا في الإسلام، ورأى أسيد جمهرة من الناس تصغي باهتمام لمصعب -رضي الله عنه-، وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته، فقال له مصعب: (هل لك في أن تجلس فتسمع، فان رضيت أمرنا قبلته، وان كرهته كففنا عنك ما تكره)... فقال أسيد الرجل الكامل بعد غرس حربته في الأرض: (لقد أنصفت، هات ما عندك)...
وراح مصعب يقرأ من القرآن، ويفسر له دعوة الدين الجديد، حتى لاحظ الحاضرين في المجلس الإسلام في وجه أسيد قبل أن يتكلم، فقد صاح أسيد مبهورا: (ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف تصنعون اذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟)... فقال له مصعب: (تطهر بدنك، وثوبك وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي)... فقام أسيد من غير إبطاء فاغتسل وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين...

عن أنس بن مالك (http://www.masrawy.com/islameyat/sahaba/sahaba/Anas.aspx) قال: (كان أسيد بن حضير وعبّاد بن بشر عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة ظلماء حِنْدِس، فتحدّثنا عنده حتى إذا خرجا أضاءتْ عَصَا أحدهما فمشيا في ضوئها، فلمّا تفرَّق لهما الطريق أضاءت لكلّ واحدٍ منهما عَصَاه فمشى في ضوئها)...

عماد ابو رياض
30/12/2008, 05:00 PM
زيد بن الخطـــــــــاب
رضي الله عنه

زيد بن الخطاب هو الأخ الأكبر لعمر بن الخطاب (http://www.masrawy.com/Islameyat/sahaba/sahaba_10/Omar.aspx)، سبقه إلـــــــى الإسلام، وسبقه إلى الشهادة، كان إيمانه بالله تعالى إيمانا قويا، ولم يتخلف عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مشهد ولا في غزاة...
يوم اليمامة


لقد كان زيد بن الخطاب يتحرق شوقا للقاء (الرّجال بن عنفوة) وهو المسلم المرتد الذي تنبأ به الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوما حين كان جالسا مع نفر من المسلمين حيث قال: (إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد)... وتحققت النبوة حين ارتد (الرّجال) ولحق بمسيلمة الكذاب، وكان خطره على الإسلام أكبر من مسيلمة نفسه، لمعرفته الجيدة بالإسلام والقرآن والمسلمين...
وفي يوم اليمامة دفع خالد بن الوليد بلواء الجيش الى زيد بن الخطاب، وقاتل أتباع مسيلمة قتالا مستميتا، ومالت المعركة في بدايتها على المسلمين، وسقط منهم شهداء كثيرون، ورأى زيد مشاعر الخوف عند المسلمين فعلا ربوة وصاح: (أيها الناس، عَضُوا على أضراسكم، واضربوا في عدوكم، وامضوا قدما، والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله، أو ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي)... ونزل من فوق الربوة عاضا على أضراسه، زاما شفتيه لايحرك لسانه بهمس، وتركز مصير المعركة لديه في مصير (الرّجال)... وهناك راح يأتيه من يمين ومن شمال حتى أمسكه بخناقه وأطاح بسيفه رأسه المغرور، وهذا أحدث دمارا كبيرا في نفوس أتباع مسيلمة، وقوّى في الوقت ذاته عزائم المسلمين...


استشهاده


رفع زيد بن الخطاب يديه الى السماء مبتهلا لربه شاكرا نعمته، ثم عاد الى سيفه وصمته، وتابع القتال والنصر بات للمسلمين، هنالك تمنى زيد-رضي الله عنه- أن يختم حياته بالشهادة، وتم له ما أراد فقد رزقه الله بالشهادة... وبينما وقف عمر بن الخطاب يستقبل مع أبو بكر العائدين الظافرين، دنا منه المسلمون وعزّوه بزيد، فقال عمر: (رحم الله زيدا، سبقني إلى الحسنين، أسلم قبلي، واستشهد قبلي

احمد خميس
04/01/2009, 05:19 AM
http://www.moeforum.net/vb1/uploaded/89957_1183210197.gif

وردة أسماعيل أبوالحسن
09/01/2009, 04:35 PM
حباك الله بحمايته

استاذ عماد وجعلك

من هؤلاء الصحابة والصديقين

واكرمنا الله بجوارهم فى الجنة

سلم قلمك وسلمت يداك

التى تخط حياة افضل خلق الله

شهداء الجنة واحباب رسول الله

وردشان

عماد ابو رياض
12/01/2009, 03:32 PM
جزاك الله خيرا وردشان .. وجعلك مع أصحاب الجنان
وأثقل عملك الصالح الميزان
مع خالص شكري وتقديري

عماد ابو رياض
12/01/2009, 04:01 PM
سالم ، مولى أبى حذيفة
رضي الله عنه

كان رقيقـا وأعتـق، وآمن بالله وبرسوله إيمانا مبكرا، وأخذ مكانه بين السابقيـن الأولين، هذا هو الصحابي سالم بن معقل أو سالم مولى أبى حذيفة، لأنه كان رقيقا ثم ابنا ثم أخاً ورفيقاً للذي تبناه وهو الصحابي الجليل أبو حذيفـة بن عتبة،
فضله

كان سالم -رضي الله عنه- إمامـاً للمهاجريـن من مكة الى المدينة طوال صلاتهم في مسجد قباء وكان فيهم عمر بن الخطاب وذلك لأنه أقرأهم، وأوصى الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- أصحابه قائلا: (خذوا القـرآن من أربعـة: عبدالله بن مسعـود، وسالم مولى أبى حذيفـة وأبي بن كعب ومعـاذ بـن جبـل).
وعن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (احتبستُ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ما حَبَسَكِ ؟)... قالت: (سمعت قارئاً يقرأ)... فذكرتُ من حُسْنِ قراءته، فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رِداءَ ه وخرج، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة فقال: (الحمدُ لله الذي جعل في أمتي مثلك)... وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(إن سالماً شديد الحبِّ لله، لو كان ما يخاف الله عزَّ وجلّ، ما عصاه).
وقد كان عمر -رضي الله عنه- يجلّه، وقال وهو على فراش الموت: (لو أدركني أحدُ رجلين، ثم جعلت إليه الأمرَ لوثقت به: سالم مولى أبي حذيفة، وأبو عبيدة بن الجراح).
كان فزعٌ بالمدينة فأتى عمرو بن العاص على سالم مولى أبي حذيفة وهو مُحْتَبٍ بحمائل سيفِه، فأخذ عمرو سيفه فاحتبى بحمائله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(يا أيها الناس! ألا كان مفزعكم إلى الله وإلى رسوله)... ثم قال: (ألا فعلتم كما فَعَل هذان الرجلان المؤمنان).

يوم اليمامة
تعانق الأخوان سالم و أبو حذيفة، وتعاهدا على الشهادة وقذفا نفسيهما في الخضم الرهيب، كان أبو حذيفة يصيح: (يا أهل القرآن، زينوا القرآن بأعمالكم)... وسالم يصيح: (بئس حامل القرآن أنا لو هوجم المسلمون من قِبَلِي)... وسيفهما كانا يضربان كالعاصفة، وحمل سالم الراية بعد أن سقط زيد بن الخطاب شهيدا، فهوى سيف من سيوف الردة على يمناه فبترها، فحمل الراية بيسراه وهو يصيح تاليا الآية الكريمة: {وكأيّ من نبي قاتل معه ربيّون كثير، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين}.


الشهادة
وأحاطت به غاشية من المرتدين فسقط البطل، ولكن روحه ظلت في جسده حتى نهاية المعركة، ووجده المسلمون في النزع الأخير، وسألهم: (ما فعل أبو حذيفة ؟)... قالوا: (استشهد)... قال: (فأضجعوني الى جواره)... قالوا: (إنه إلى جوارك يا سالم، لقد استشهد في نفس المكان !)... وابتسم ابتسامته الأخيرة وسكت، فقد أدرك هو وصاحبه ما كانا يرجوان، معا أسلما، ومعا عاشا، ومعا استشهدا، وذلك في عام (12 هـ).

مروان قدري عثمان مكانسي
13/01/2009, 07:47 AM
بارك الله في الأقلام الصادقة
والأفكار البناءة
وامقاصد الحسنة .
لك شكري وتقديري .

عماد ابو رياض
14/01/2009, 04:25 PM
مروركم أسعدني
ودعاؤكم نورني
تعارفت الأرواح وأتلفت .. وأن شاءالله القلوب
ماأختلفت
تحياتي وامنياتي لك أخي مروان.. مع فائق شكري وتقديري

عماد ابو رياض
25/01/2009, 02:35 PM
ثابت بن قيـــــــــــــــــــس
رضي الله عنه


لمّا نزلت الآية الكريمة: {ان الله لا يحب كل مختال فخور}... أغلق ثابت باب داره وجلس يبكي... وطال مكثه على هذه الحال، حتى دعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وسأله عن حاله، فقال ثابت: (يا رسول الله، اني أحب الثوب الجميل، والنعل الجميل وقد خشيـت أن أكون بهذا من المختاليـن)... فأجابه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يضحك راضيا: (انك لست منهم.. بل تعيش بخير.. وتموت بخير.. وتدخل الجنة).
ولما نزل قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي * ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض، أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون}.
أغلق ثابت -رضي الله عنه-عليه داره، وطفق يبكي، وافتقده الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسأل عنه، ثم أرسل من يدعوه، وجاء ثابت ،وسأله النبي عن سبب غيابه، فأجابه: (اني امرؤ جهير الصوت، وقد كنت أرفع صوتي فوق صوتك يا رسول الله، واذن فقد حبط عملي، وأنا من أهل النار).
وأجابه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (انك لست منهم... بل تعيش حميدا... وتقتل شهيدا... ويدخلك الله الجنة) ... فقال: (رضيتُ ببُشرى الله ورسوله، لا أرفعُ صوتي أبداً على رسول الله)... فنزلت الآية الكريمة: قال تعالى: {إنَّ الذينَ يغُضُّونَ أصواتَهُمْ عند رسولِ الله أولئِكَ الذَّينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلوبَهُم للتَّقْوَى، لهم مَّغْفِرةٌ وِأجْرٌ عَظِيمٌ}.
شهد ثابت -رضي الله عنه- مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- غزوة أحد والمشاهد بعدها، ولم يشهد بدراً، وشهد بيعة الرضوان، وكانت فدائيته من طراز فريد.
في حروب الردة، كان في الطليعة دائما، يحمل راية الأنصار، ويضرب بسيف لا يكبو... وفي موقعة اليمامة، رأى ثابت -رضي الله عنه- وقع الهجوم الذي شنه جيش مسيلمة الكذاب على المسلمين أول المعركة فصاح بصوته: (والله، ما هكذا كنا نقاتل مع رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم-)... ثم ذهب غير بعيد، وعاد وقد تحنط، ولبس أكفانه.
وصاح مرة أخرى: (اللهم اني أبرأ اليك مما جاء به هؤلاء -يعني جيش مسيلمة- وأعتذر اليك مما صنع هؤلاء)... يعني تراخي المسلمين في القتال... وانضم اليه سالم مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان يحمل راية المهاجرين، وحفر الاثنان لنفسيهما حفرة عميقة ثم نزلا فيها قائمين، وأهالا الرمال عليها حتى غطت وسط كل منهما.
وهكذا وقفا طودين شامخين، نصف كل منهما غائص في الرمال مثبت في أعماق الحفرة، في حين نصفهما الأعلى -صدرهما وجبهتهما وذراعاهما- يستقبلان جيوش الوثنية والكذب، وراحا يضربان بسيفيهما كل من يقترب منهما من جيش مسيلمة حتى استشهدا في مكانهما، وكان مشهدهما -رضي الله عنهما- هذا أعظم صيحة أسهمت في رد المسلمين الى مواقعهم، حيث جعلوا من جيش مسيلمة ترابا تطؤه الأقدام.

عماد ابو رياض
06/02/2009, 06:33 PM
صهيب الرومــــي
رضي الله عنه

لقد كان والده حاكم (الأبله) ووليا عليهـا لكسرى، فهو من العرب الذين نزحوا الى العراق قبل الإسلام بعهد طويل، وله قصـر كبير على شاطئ الفرات، فعاش صهيب طفولة ناعمة سعيدة، إلى أن سبي بهجوم رومي، وقضى طفولته وصدر شبابه في بلاد الروم، وأخذ لسانهم ولهجتهم، وباعه تجار الرقيق أخيرا لعبد اللـه بن جدعان في مكة وأعجب سيده الجديد بذكائه ونشاطه وإخلاصه، فاعتقه وحرره، وسمح له بالاتجار معه
إسلامه
يقول عمار بن ياسر -رضي الله عنه-: (لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها ... فقلت له: ماذا تريد؟ ...
فأجابني: ماذا تريد أنت؟ ...
قلت له: أريد أن أدخل على محمد، فأسمع ما يقول...
قال: وأنا أريد ذلك...فدخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرض علينا الإسلام، فأسلمنا ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا، ثم خرجنا، ونحن مستخفيان)... فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلاً...عندما هم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة، علم صهيب بها، وكان من المفروض إن يكون ثالث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، ولكن أعاقه الكافرون، فسبقه الرسول -صلى الله عليه وسلم-وأبو بكر، وحين استطاع الانطلاق في الصحراء، أدركه قناصة قريش، فصاح فيهم:(يا معشر قريش، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا، وأيم الله لا تصلون إلى حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي، حتى لا يبقى في يدي منه شيء، فأقدموا ان شئتم، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني)...فقبل المشركين المال وتركوه قائلين: (أتيتنا صعلوكا فقيرا، فكثر مالك عندنا، وبلغت بيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك و بمالك؟؟)... فدلهم على ماله وانطلق الى المدينة، فأدرك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قباء ولم يكد يراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى ناداه متهللا: (ربح البيع أبا يحيى... ربح البيع أبا يحيى)... فقال: (يا رسول الله، ما سبقني إليك أحدٌ، وما أخبرك إلا جبريل)...فنزل فيه قوله تعالى: {ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفسَهُ ابتغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ، واللهُ رءُوفٌ بالعِبادِ}... (البقرة آية 207)...يتحدث صهيب -رضي الله عنه- عن ولائه للإسلام فيقول: (لم يشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشهدا قط، إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزاة قط، أول الزمان وآخره، إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خاف -المسلمون- أمامهم قط، إلا كنت أمامهم، ولا خافوا وراءهم، إلا كنت وراءهم، وما جعلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبين العدو أبدا حتى لقي ربه)...وكان إلى جانب ورعه خفيف الروح، حاضر النكتة، فقد رآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأكل رطبا، وكان باحدى عينيه رمد، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ضاحكا: (أتأكل الرطب وفي عينيك رمد)... فأجاب قائلا: (وأي بأس... ؟ اني آكله بعيني الأخرى!!)...قال عمرلصهيب: (أيُّ رجلٍ أنت لولا خصالٍ ثلاث فيك)... قال: (وما هُنّ؟)... قال: (اكتنيتَ وليس لك ولد، وانتميت إلى العرب وأنت من الروم، وفيك سَرَفٌ في الطعام)... قال صهيب: أمّا قولك: اكتنيتَ ولم يولد لك، فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كنّاني أبا يحيى، وأمّا قولك: انتميت إلى العرب وأنت من الروم، فإنّي رجل من النّمر بن قاسط، سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي، وأمّا قولك: فيك سرفٌ في الطعام، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (خياركم من أطعم الطعام)... قال رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليُحبَّ صُهيباً حُبَّ الوالدة لولدها)... وقال: (لا تُبغضوا صُهيباً)... وقال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم-: (السُّبّاق أربعة، أنا سابقُ العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبش)...... وكان ممن اعتزل الفتنة وأقبل على شأنه...

عماد ابو رياض
22/02/2009, 04:46 PM
حذيفة بن اليمان
رضي الله عنه

حذيفة بن اليَمان بن جابر العبسي وكنيته أبا عبد الله وكان صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، جاء حذيفة هو وأخـوه ووالدهمـا الى رسـول الله واعتنقوا الإسلام ولقد نما -رضي الله عنه- في ظل هذا الديـن، وكانت له موهبـة في قراءة الوجوه و السرائر، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن ومسالك الشرور ليتقيها، فقد جاء الى الرسول يسأله: (يا رسول الله ان لي لسانا ذربا على أهلي وأخشى أن يدخلني النار)... فقال له النبي: (فأين أنت من الاستغفار ؟؟... اني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة)... هذا هو حذيفة -رضي الله عنه-.


يوم أحد

لقد كان في ايمانه -رضي الله عنه- وولائه قويا، فها هو يرى والده يقتل خطأ يوم أحد (http://www.masrawy.com/Islameyat/seera/Hyat/44.aspx)بأيدي مسلمة، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه: (أبي، أبي، انه أبي !!)... ولكن أمر الله قد نفذ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن والوجوم، لكنه نظر اليهم اشفاقا وقال: (يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين).
ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة... وبعد انتهاء المعركة علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فأمر بالدية عن والد حذيفة (حسيل بن جابر) ولكن تصدق بها حذيفة على المسلمين، فزداد الرسول له حبا وتقديرا.


عندما دب الفشل في صفوف المشركين وحلفائهم واختلف أمرهم وفرق الله جماعتهم، دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- حذيفة بن اليمان، وكان الطقس باردا والقوم يعانون من الخوف والجوع، وقال له: (يا حذيفة، اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يصنعون، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا!)... فذهب ودخل في القوم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء.
فقام أبو سفيان فقال: (يا معشر قريش، لينظر امرؤ من جليسه؟)... قال حذيفة: (فأخذت بيد الرجل الذي كان الى جنبي فقلت: من أنت؟.. قال: فلان بن فلان)... فأمن نفسه في المعسكر، ثم قال أبو سفيان: (يا معشر قريش، انكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنوقريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فاني مرتحل).
ثم نهض فوق جمله، وبدأ المسير، يقول حذيفة: (لولا عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الي الا تحدث شيئا حتى تأتيني، لقتلته بسهم)... وعاد حذيفة الى الرسول الكريم حاملا له البشرى.

كان حذيفة -رضي الله عنه- يرى أن الخير واضح في الحياة، ولكن الشر هو المخفي، لذا فهو يقول: كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني.
قلت: (يا رسول الله، انا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟)... قال: (نعم).
قلت: (فهل من بعد هذا الشر من خير؟)... قال: (نعم، وفيه دخن).
قلت: (وما دخنه؟)... قال: (قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر).
قلت: (وهل بعد ذلك الخير من شر؟)... قال: (نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم اليها قذفوه فيها).
قلت: (يا رسول الله، فما تأمرني ان أدركني ذلك؟)... قال: (تلزم جماعة المسلمين وامامهم).

قلت: (فان لم يكن لهم جماعة ولا امام؟)... قال: (تعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).

عماد ابو رياض
03/03/2009, 06:55 PM
تميم الداري ( رضي الله عنه )

تميم بن أوس بن خارجة بن سُود بن جَذيمة بن وداع الدَّاري، أسلم في السنة التاسعة من الهجرة، وروى عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كانت له ابنة اسمها رقية ...
إيمانه
كان من علماء الكتابين (نصرانياً)، وكان يختم في ركعة، وكان كثير التهجّد، وقام ليلة بآية حتى أصبح وهي قوله تعالى: {أم حَسِبَ الذين اجترحوا السّيئات} سورة الجاثية...
كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أقْطَعه بيت حَبْرون عندما سكن في فلسطين، وهو أول من أسْرَج السِّراج في المسجد، وأول من قصّ القصص في عهد عمر...


حديث تميم الكبير


نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الصلاة جامعة)... فخرج المسلمون الى المسجد وصلوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلمّا قضى رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- صلاتـه جلس على المنبـر وهو يضحـك فقال: (ليلْزَمْ كلُ إنسانٍ مصّلاه)... ثم قال: (أتدرون لِمَ جمعتُكم؟)... قالوا: (الله ورسوله أعلم)... قال: (إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا رهبة، ولكن جمعتكم لأنّ تميماَ الداري كان رجلاً نصرانياً، فجاء فبايعَ وأسلمَ، وحدّثني حديثاً وافقَ الذي كنتُ أحدّثكم عن المسيح الدَّجال...
حدّثني أنه ركب في سفينة بحرية، مع ثلاثين رجلاً من لخم وجُذام، فلعب بهم الموجُ شهراً في البحر، ثم ارْفَؤوا إلى جزيرةٍ في البحر، حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أقْرُب السفينة -أي في السفن الصغيرة تكون مع السفينة الكبيرة- فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابّةٌ أهلب -أي غليظة الشعر- كثيرة الشعر، لا يدرون ما قُبُلُـه من دُبـُره، من كثرة الشعـر، فقالوا: (ويلك ما أنتِ؟!)... فقالت: (أنا الجسّاسة)... قالوا: (وما الجسّاسة؟)... قالت: (أيها القوم! انطلقوا إلى هذا الرجل في الدّير، فإنه إلى خبركم بالأشواق)... قال: لمّا سمّتْ لنا رجلاً فرِقْنا منها -أي خِفنا منها- أن تكون شيطانة...
قال: فانطلقنا سْرَاعاً، حتى دخلنا الدّير، فإذا فيه أعظمُ إنسانٍ رأيناه قطّ خَلْقاً، وأشدُّهُ وِثاقاً، مجموعةٌ يداه إلى عُنقه، ما بين رُكبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: (وَيْلَك! ما أنت؟)... قال: (قد قَدَرْتُم على خبري! فأخبروني ما أنتم؟)... قالوا: (نحن أناس من العرب، ركبنا في سفينة بحريّة، فصادفنا البحر حين اغتَلم -أي هاج- فلعب بنا الموجُ شهراً، ثم أرفانا إلى جزيرتِكَ هذه، فجلسنا في أقرُبها، فدخلنا الجزيرة، فلقِيَتْنا دابّة أهلبُ كثير الشعر، لا يُدرى ما قُبُلُهُ من دُبِرِه من كثرة شعره، فقلنا: (ويلك! ما أنتِ؟)... فقالت: (أنا الجسّاسة)... قلنا: (وما الجسّاسة؟)... قالت: (اعمِدُوا إلى هذا الرجل في الدّير فإنّه إلى خبركم بالأشواق)... فأقبلنا إليك سْرَاعاً، وفزِعْنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة؟)...
فقال: (أخبروني عن نخـل بَيْسَـانَ -قرية بالشام-)... قلنا: (عن أيِّ شأنها تَسْتَخْبـِر؟)... قال: (هل في العيـن ماءٌ؟ وهل يزرع أهلهـا بماء العيـن؟)... قلنا له: (نعم، هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها)... قال: (أخبروني عن نبيِّ الأمّيّين ما فَعل؟)... قالوا: (قد خرج من مكة ونزل يثرب)... قال: (أقاتله العرب؟)... قلنا: (نعم)... قال: (كيف صنع بهم؟)... فأخبرناه أنّه قد ظهرَ على من يليه من العرب وأطاعوه)... قال لهم: (قد كان ذلك؟)... قلنا: (نعم)...
قال: (أما أنّ ذاك خيرٌ لهم أن يطيقوهُ، وإني مخبركم عني... إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يُؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدعُ قريةً إلاّ هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة فهما محرّمتان عليّ كلتاهما، كلّما أردت أن أدخل واحدةً أو واحداً منها، استقبلني مَلَكٌ بيده السيفُ صلْتاً، يصدُّني عنها، وإنّ على كلِّ نقبٍ منها ملائكةً يحرسونها)...
فقال رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- وطعَنَ بمخْصرتِهِ في المنبـر: (هذه طَيْبَةٌ! هذه طَيْبَةٌ! هذه طَيْبَةٌ -يعني المدينة-، ألا هلْ كنتُ حدّثتكم ذلك؟)... فقال الناس: (نعم)... قال: (فإنّه أعجبني حديثُ تميمٍ أنّه وافق الذي كنت أحدّثكم عنه وعن المدينة ومكة: ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قِبَلِ المشرق ما هو، من قِبَلِ المشرق ما هو، من قِبَلِ المشرق ما هو)... وأوْمَأ بيدِهِ إلى المشرق...

محمد عبدالله
11/03/2009, 07:36 PM
نعم ايها الأخ الرائع علينا بأعادة القاء الضوء على الشوامخ والأنجاد وذكر تجليات نفوسهم الطاهره من اجل اجيالنا القادمة
الأخ الكريم الرائع
تذكيرك لنا بالسلف الصالح عمل جليل جعله الحق فى ميزان حسناتك
شكرا لك وتقبل مرورى المتواضع

عماد ابو رياض
24/03/2009, 06:26 PM
شجاع بن وَهْب بن ربيعة بن أسد

رضي الله عنه


صاحب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ، من السابقين الى الإسلام

الهجرة
هاجر الى الحبشة ، الهجرة الثانية ثم عاد الى مكة لمّا بلغهم أن أهل مكة أسلموا ، ثم هاجر الى المدينة ، وآخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين أوس بن خَوْليّ

جهاده
شهد شجاع بن وهب بدراً هو و أخوه عقبة بن وهب ، وشهد المشاهد كلّها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وأرسله الرسول الكريم الى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغسّاني ، وإلى جبلة بن الأيهم الغسّاني
وقد بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم-شجاع بن وهب في سريّة في أربعة وعشرين رجلاً الى جمع هوازن بالسِّيّ من أرض بني عامر ناحية ركيّة ، وأمره أن يُغيرَ عليهم ، فصبّحهُم وهم غارّون ، فأصابوا نَعَماً وشاءً كثيرا

الشهادة
استشهد شجاعُ -رضي الله عنه- يوم اليمامة ، وهو ابن بضع وأربعين سنة

عماد ابو رياض
09/04/2009, 06:01 PM
الإمام محمد الباقر ( 57 هـ - 114 هـ ).


مارس الإمام الباقر و في تلك الظروف العصيبة بثّ المعارف والعلوم الإلهية وحلّ المعضلات العلمية وأحدث حركة علمية عظيمة مهدت لتأسيس جامعة إسلامية ضخمة بلغت ذروتها في عصر ابنه الإمام الصادق ، فقد كان الإمام الباقر أبرز وجهاء بني هاشم في العلم والزهد والفضل وعلو المنزلة، وقد اعترف العدو والصديق بمنزلته العلمية والأخلاقية الكبيرة، ولم يخلف أحد من أبناء الإمام الحسن والإمام الحسين عليمها السَّلام إلى ذلك الحين بقدر ما خلفه الإمام الباقر من الروايات في مجال الأحكام الإسلامية والتفسير و تاريخ الإسلام والمعارف الأُخرى.
و قد أفاد رجال وشخصيات علمية كبيرة وأيضاً بعض من أصحاب الرسول الذين كانوا على قيد الحياة من نمير علومه، منهم:
جابر بن يزيد الجعفي وكيسان السجستاني (من التابعين) وفقهاء أمثال: ابن المبارك، الزهري، الأوزاعي، أبو حنيفة، مالك، الشافعي، وزياد بن منذر النهدي كلّهم قد أفادوا من معارفه ونقلوا أحاديثه بشكل مباشر تارة وبغير مباشر مرة أُخرى وانّ كتب ومؤلفات علماء أهل السنّة ومؤرّخيهم مثل :الطبري، البلاذري، السلامي ،الخطيب البغدادي، أبو نعيم الاصفهاني وكتب مثل موطأ مالك، سنن أبي داود، مسند أبي حنيفة، مسند المروزي، تفسير النقاش، تفسير الزمخشري والعشرات من أمثالها فيقولون :قال محمد بن علي، أو قال محمد الباقر.
كتب ابن حجر الهيتمي: «أظهر من مخبئات كنوز المعارف و حقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فاسد الطويةوالسريرة، و من ثمّ قيل فيه هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه».
و قال عبد اللّه بن عطاء ،أحد الشخصيات البارزة ومن العلماء الكبار المعاصرين للإمام: ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنّه صبيٌ بين يدي معلمه.

عماد ابو رياض
22/04/2009, 11:00 AM
الأمام جعفر الصادق
رضي الله عنه

تميز عصر الإمام الصادق بأنه عصر النمو والتفاعل العلمي والحضاري بين الثقافة والتفكير الإسلامي من جهة, وبين ثقافات الشعوب ومعارف الأمم وعقائدها من جهة أخرى. ففي عصره نمت الترجمة, ونقلت كثير من العلوم والمعارف والفلسفات من لغات أجنبية إلى اللغة العربية, وبدأ المسلمون يستقبلون هذه العلوم والمعارف وينقحّونها أو يضيفون إليها, ويعمقون أصولها, ويوسعون دائرتها. فنشأت في المجتمع الإسلامي حركة علمية و فكرية نشطة.
وسط هذه الأجواء والتيارات والمذاهب والنشاط العلمي والثقافي, عاش الإمام الصادق ومارس مهماته ومسؤولياته العلمية والعقائدية كإمام وأستاذ, وعالم فذّ لا يدانيه أحد من العلماء, ولا ينافسه أستاذ أو صاحب معرفة, فقد كان قمة شامخة ومجدا فريدا فجّر ينابيع المعرفة, وأفاض العلوم والمعارف على علماء عصره وأساتذة زمانه فكانت أساسا وقاعدة علمية وعقائدية متينة ثبت عليها البناء الإسلامي, و اتسعت من حولها آفاقه ومداراته. وقد اشتهر الإمام الصادق بغزارة العلوم ولا سيما في الطب والكيمياء وخلف آثارا عجيبة من ذلك (طب الصادق) و(أماليه). هذا بالإضافة إلى علم الكلام والفقه والحديث و قد روى جابر بن حيان الكيمياوي العربي الشهير الشيء الكثير من الآراء الكيمياوية في مؤلفاته عن الإمام جعفر الصادق .

ومن أقواله رضي الله عنه :
في (حليه الأولياء) لأبي نعيم بعد ما جاء بأسماء أعلام الإسلام روايتهم عنه قال, واخرج عنه مسلم في صحيحه محتجا بحديثه, وكان ان قدرت على أن لا تخرج من بيتك فافعل، فان عليك في خروجك ان لا تغتاب ولا تكذب ولا تحسد ولا ترائي ولا تتصنع ولا تداهن، ثم قال : نعم صومعة المسلم، بيته، يكفُّ فيه بصره ولسانه ونفسه وفرجه.)
قال لحمران :( يا حمران انظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة فان ذلك أقنع لك بما قسم لك، واحرى ان تستوجب الزيادة من ربك، واعلم ان العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند اللّه من العمل الكثير على غير يقين واعلم انه لا ورع أولى من تجنب محارم اللّه والكف عن اذى المؤمنين واغتيابهم، ولا عيش أهنأ من حسن الخلق، ولا مال انفع من القنوع باليسير المجزي، ولا جهل اضر من العجب.)
من أنصف الناس من نفسه رُضي به حكما لغيره
(لا تسخطوا الله برضى أحد من خلقه, ولا تتقربوا إلى الناس بتباعد من الله)
(أحب أخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي).
(من سرته حسنته وساءته سيئته فهو المؤمن).
الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض.
(من أعطي ثلاثا لم يمنع ثلاثا، من أعطي الدعاء أعطي الإجابة، ومن أعطي الشكر أعطي الزيادة، ومن أعطي التوكّل أعطي الكفاية)
(هل الإيمان إلا الحب والبغض).
من أقواله : (ما منا إلا مقتول أو مسموم)، ويقصد أن الأئمة كلهم مقتولون أو مسمومون وقد ثبت ذلك في التاريخ بأن الأئمة إحدى عشر من مات مقتولا أو مسموم مالك بن انس إذا حدث عنه قال "حدثني الثقة بعينه" و"ما رأت عين, و لا سمعت أذن, ولا خطر على قلب بشر, أفضل من جعفر الصادق, فضلاً وعلماً وعبادةً وورعاً".

عماد ابو رياض
04/06/2009, 07:24 PM
الأمام الحسن البصــــري
رضي الله عنه

كان مولده في بيت أم سلمة رضي الله عنها ، إذ كانت أمه مولاة لها ، وزاده قدر الله ميزة أخرى ، فلم يكن بيت أم سلمة رضي الله عنها مولده فحسب ، بل لقد كان حجرها غطاءه ، وصدرها سقاءه ، فأدفته بصدرها ، وأرضعته لبنها ، وشاء الله أن يدر له منها لبنـًا ، فكان لبنـًا مباركـًا ، غدى به ذرب اللسان ، قوي الحجة والبيان ، إن تحدث فجدير لأن يسمع له ، وإن سئل فجدير بأن يجيب ، إن وعظ علا صوته ، وجرى دمعه ، وبدا إخلاصه ، فيظهر على الناس الأثر ، يسبق فعله كلامه ، كما يسبق ضوء الفجر وهج الشمس .
هو أبو سعيد ، الحسن بن أبي الحسن بن يسار ، كان أبوه مولى لزيد بن ثابت الأنصاري ، وكان يسار من سبي حسان ، سكن المدينة ، وأعتق وتزوج في خلافة عمر رضي الله عنه بأم الحسن وأسمها خيرة، كانت مولاة لأم المؤمنين أم سلمة المخزومية .

ولد الحسن رحمه الله لسنتين بقيتا من خلافه عمر رضي الله عنه وذهب به إلى عمر فحنكه ، ولما علمت أم المؤمنين أم سلمة بالخبر أرسلت رسولاً ليحمل إليها الحسن ، وأمه لتقضي نفاسها في بيت أم سلمة رضي الله عنها ، فلما وقعت عينها على الحسن وقع حبه في قلبها ، فقد كان الوليد الصغير قسيمـًا وسيمـًا ، بهي الطلعة ، تام الخلقة ، يملأ عين مجتليه ، ويأسر فؤاد رائيه ، ويسر عين ناظريه ، وسمته أم المؤمنين رضي الله عنها بالحسن ، ولم تكن البشرى لتقتصر على بيت أم سلمة رضي الله عنها فحسب ؛ بل عمت الفرحة دار الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه ، فهو مولى أبيه .
وكان كرم الله على الحسن أن نشأ في بيت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ، وكانت أمه تتركه عند أم المؤمنين ، وتذهب لقضاء حوائجها ، فكان الحسن إذا بكى ألقمته أم المؤمنين ثديها ، فيدر عليه لبنـًا بأمر الله ، على الرغم من كبر سنها فضلا عن أنه لم يكن لها ولد وقتها ، فكانت أم سلمة رضي الله عنها أمـًا للحسن من جهتين : الأولى كونها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فهي أم له وللمؤمنين ، والثانية كونها أمـًا له من الرضاعة .
عاش الحسن رضي الله عنه دنياه غير آبه بها ، غير مكترث لها ، لا يشغله زخرفها ولا يغويه مالها ، فكان نعم العبد الصالح ، حليف الخوف والحزن ، أليف الهم والشجن، عديم النوم والوسن، فقيهـًا زاهدًا، مشمرًا عابدًا، وفي هذا يقول : إن المؤمن يصبح حزينـًا ويمسي حزينـًا وينقلب باليقين في الحزن، ويكفيه ما يكفي العنيزة، الكف من التمر والشربة من الماء، وقال عنه إبراهيم بن عيسى اليشكري : ما رأيت أحدًا أطول حزنـًا من الحسن، وما رأيته قط إلا حسبته حديث عهد بمصيبة، وقال عنه علقمة بن مرثد : انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين ، فمنهم الحسن .
ولقد شهد له أهل البصرة بذلك، حدث خالد بن صفوان، وكان من فصحاء العرب، فقال لقيت مسلمة بن عبد الملك فقال لي : أخبرني عن حسن البصرة ، فقال خالد : أنا خيرٌ من يخبرك عنه بعلم، فأنا جاره في بيته وجليسه في مجلسه وأعلم أهل البصرة به، إنه امرؤٌ سريرته كعلانيته ، وقوله كفعله، إذا أمر بمعروف كان أعمل الناس به ، وإذا نهى عن منكر كان أترك الناس له، ولقد رأيته مستغنيـًا عن الناس زاهدًا بما في أيديهم، ورأيت الناس محتاجين إليه طالبين ما عنده، فقال مسلمة : حسبك يا خالد حسبك ‍‍ كيف يضل قوم فيهم مثل هذا ؟‍‍!!
الحسن والحكام :
لما كان الحسن رضي الله عنه قد طلّق الدنيا برمتها ، وقد رخصت في عينه، فقد هان عنده كل شيء، فلم يكن يعبأ بحاكم ظالم، ولا أمير غاشم، و لا ذي سلطة متكبر، بل ما كان يخشى في الله لومة لائم، ومن ذلك أن الحجاج كان قد بنى لنفسه قصرًا في " واسط " فلما فرغ منه نادى في الناس أن يخرجوا للفرجة عليه، وللدعاء له، فخرج الحسن، ولكن لا للدعاء، بل انتهازًا للفرصة حتى يذكر الناس بالله ويعظ الحجاج بالآخرة، فكان مما قال : ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه، وأن أهل الأرض غروه، ولما حذره أحد السامعين من بطش الحجاج رد عليه الحسن قائـلاً : لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليبيننه للناس ولا يكتمونه، وفي اليوم التالي وجه الحجاج إلى الحسن بعض شرطه ثم أمر بالسيف والنطع( البساط من الجلد يوضع تحت المحكوم عليه بقطع الرأس)، فلما جاء الحسن أقبل على الحجاج وعليه عزة المسلم، وجلال المسلم، ووقار الداعية إلى الله، وأخذ يحرك شفتيه يدندن بكلام ويتمتم ببعض الحروف، فلما رآه الحجاج هابه أشد الهيبة، وما زال يقربه حتى أجلسه على فراشه، وأخذ يسأله في أمور الدين، ثم قال له : أنت سيد العلماء يا أبا سعيد، ثم طيبه وودعه، فتعجب الناس من صنيع الحجاج فقالوا : يا أبا سعيد ماذا قلت حتى فعل الحجاج ما فعل؟ وقد كان أحضر السيف والنطع، فقال الحسن : لقد قلت : يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي ، اجعل نقمته بردًا وسلامـًا علي كما جعلت النار بردًا وسلامـًا على إبراهيم .
وكتب إلى عمر بن عبد العزيز لما ولي كتابـًا جاء فيه : إن الدنيا دار مخيـفة ، إنما أهبط آدم من الجنة إليها عقوبة ، واعلم أن صرعتها ليست كالصرعة، من أكرمها يهن، ولها في كل حين قتيل، فكن فيها يا أمير المؤمنين كالمداوي جرحه يصبر على شدة الدواء خيفة طول البلاء .

ودعاه يومـًا ابن هبيرة ،وكان يزيد بن عبد الملك قد ولي ابن هبيرة العراق وخراسان ، وكان مع الحسن الشعبي ،فسألهما ابن هبيرة في كتب تصل إليه من أمير المؤمنين فيها ما يغضب الله ؛فتكلم الشعبي فتلطف في الكلام، فلما تكلم الحسن زأر كالأسد ،وانطلق كالسهم ،وانقض كالسيف ، قائلاً : يا ابن هبيرة :خف الله في يزيد، ولا تخف يزيد في الله، واعلم أن الله يمنعك من يزيد، وأن يزيد لا يمنعك من الله، يا ابن هبيرة إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لا يعصي الله ما أمره، فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، حيث لا تجد هناك يزيد، وإنما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد، يا ابن هبيرة، إنك إن تك مع الله وفي طاعته، يكفك بائقة ( أذى ) يزيد، واعلم يا ابن هبيرة أنه لا طاعة لمخلوقٍ كائنـًا من كان في معصية الخالق .
لزومه حلقة ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ ، فقد أخذ عنه الفقه والحديث والتفسير والقراءات واللغة .
ولوعه بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فقد راعه فيه صلابته في الدين وإحسانه في العبادة، وزهده في الدنيا، وقوته في الفصاحة والبيان .
وفاته رضي الله عنه :
في العام العاشر بعد المائة الأولى وفي غرة رجب ليلة الجمعة وافقت المنية الحسن رضي الله عنه ،فلما شاع الخبر بين الناس ارتجت البصرة كلها رجـًا لموته رضي الله عنه ، فغسل وكفن ، وصلى عليه في الجامع الذي قضى عمره فيه ؛داعيـًا ومعلمـًا وواعظـًا ، ثم تبع الناس جنازته بعد صلاة الجمعة ، فاشتغل الناس في دفنه ولم تقم صلاة العصر في البصرة لانشغال الناس بدفنه .
رحم الله أبا سعيد ، وتقبله في الصالحين ، وجمعنا الله به في دار كرامته .

عماد ابو رياض
29/06/2009, 10:27 AM
داود الطائـــي ( رضي الله عنه )


قال الخطيب في تاريخه: داود بن نصير أبو سليمان الطائي الكوفي، سمع عبدالملك بن عمير وحبيب بن أبي عمرة وسليمان الأعمش ومحمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى.
وروى عنه إسمعيل بن علية، ومصعب بن المقدام، وأبو نعيم الفضل بن دكين.
وكان داود ممن شغل نفسه بالعلم ودرس الفقه وغيره من العلوم ذم اختار بعد ذلك العزلة، وءاثر الانفراد والخلوة، ولزم العبادة، واجتهد فيها إلى آخر عمره.
قال أبو سليمان الداراني: ورث داود الطائي من أمه دارا فكان يتنقل في بيوت الدار كلما تخرب بيت من الدار انتقل منه إلى ءاخر ولم يعمره، حتى أتى على عامة بيوت الدار.
قال: وورث من أبيه دنانير فكان يتقوت بها حتى كُفِّنَ بآخرها.
وقال داود مرة: إن كنت لا أشرب إلا باردا ولا ءاكل إلا طيبا ولا ألبس إلا لينا فما أبقيت لآخرتي!؟
وقال: صم الدنيا، واجعل إفطارك الموت، وصاحب أهل التقوى ولا تدع الجماعة

احمد خميس
29/06/2009, 01:04 PM
http://loleeta0111.jeeran.com/%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A%D9%83.gif

عماد ابو رياض
17/08/2009, 06:49 PM
الأمام أبو حنيفة النعمان
رضي الله تعالى عنه
أبو حنيفة أو أبو حنيفة النعمان أو النعمان بن ثابت بن النعمان المولود سنة (80هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/80_%D9%87%D9%80)/699م (http://ar.wikipedia.org/wiki/699)). واصل اجداده من كابول في أفغانستان فهوافغاني الاصل غيرفارسي حيث يؤكدالعلامة المرحوم مؤرخ العراق الدكتورمصطفى جواد ذلك ويقول ان ابوحنيفة أفغاني لافارسي ولكن العرب تعودو ان يطلقو كلمة فارسي على كل من سكن شرق بلادالعراق وهذاخطا شائع يجب التنبه لة لانه امانة علمية وتاريخية واكدهذا القول الدكتور حسان حلاق في كتابه تاريخ الشعوب الإسلامية والدكتورعلي الوردي والدكتورفاروق عمر والباحث جمال الدين فالح الكيلاني ولقداشتهر بورعه، وكان تاجــراً مشهوراً بالصدقِ والأمانة والوفاء، أخذ عنهُ الاشتغال بالتجارة أبنهِ النعمان والذي ولد في الكوفة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%81%D8%A9) وكانت آنذاك حاضرة من حواضر العلم، تموج بحلقات الفقه (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%82%D9%87_%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85% D9%8A) والحديث والقراءات واللغة والعلوم، وتمتلئ مساجدها بشيوخ العلم وأئمته، وفي هذه المدينة قضى النعمان معظم حياته متعلماً وعالماً، وتردد في صباه الباكر بعد أن حفظ القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9%84% D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85) على هذه الحلقات، لكنه كان منصرفاً إلى مهنة التجارة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A9) مع أبيه، فلما رآه عامر الشعبي (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%B1_%D8%A7%D9 %84%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A&action=edit&redlink=1) الفقيه (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%82%D9%8A%D9%87) الكبير ولمح ما فيه من مخايل الذكاء ورجاحة العقل أوصاه بمجالسة العلماء والنظر في العلم، فاستجاب لرغبته وانصرف بهمته إلى حلقات الدرس وما أكثرها في الكوفة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%81%D8%A9)، فروى الحديث ودرس اللغة والأدب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AF%D8%A8)، وكان من كثرة اهتمامهِ بأن لا يضيع عنه ما يتلقاه من العلم يقضي الوقت في الطواف على المجالس حاملاً أوراقه وقلمه و حنيفة الحبر، فاشتهر بها وكني أبا حنيفة، واتجه إلى دراسة علم الكلام حتى برع فيه براعة عظيمة مكّنته من مجادلة أصحاب الفرق المختلفة ومحاجّاتهم في بعض مسائل العقيدة، ثم انصرف إلى الفقه (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%82%D9%87_%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85% D9%8A) ولزم دروس الفقه عند حماد بن أبي سليمان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8 %D9%8A_%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86).

حسن العويس
17/08/2009, 07:06 PM
الإمام ، فقيه الملّة ، عالم العراق ، أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى التيمي ، الكوفي ، مولى بني تيمُ الله ، بن ثعلبة يقال : إنه من أبناء الفرس . رأى أنس بن مالك لما قَدِمَ عليهم الكوفة .
عُنِيَ بطلبِ الآثار ، وارتحل في ذلك ، وأما الفقه والتَّدقيق في الرأي وغوامضهِ ، فإليه المنتهى والناس عليه عيال في ذلك .

احمد خميس
17/08/2009, 09:50 PM
http://ar.netlogstatic.com/p/oo/011/397/11397766.jpg

عبد المنعم جبر عيسي
17/08/2009, 10:40 PM
عودا حميدا أستاذ عماد ..
افتقدناك طويلا على صفحات المربد .
حمدا لله على سلامتك .

عماد ابو رياض
20/08/2009, 12:40 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم عبدالمنعم على هذه المبادرة
الكريمة ... مع خالص شكري وتقديري ..
(( تقبل الله صيامكم وقيامكم ))

طارق شفيق حقي
20/08/2009, 10:56 PM
حمداً لله على سلامتك أستاذ عماد أبو رياض
عودة حميدة ورمضان كريم

عماد ابو رياض
21/08/2009, 12:15 PM
جزاك الله خيرا أستاذي الفاضل الكريم
طارق شفيق
ورمضان كريم وكل عام وانتم بالف خيرا .

عماد ابو رياض
21/08/2009, 12:30 PM
الأمام مالك بن أنس
رض الله عنه
إمام دار الهجرة


قال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم


يروى في فضله ومناقبه الكثير ولكن أهمها ما روي [عن أبي هريرة يبلغ به النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة]
إنه الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة، وصاحب أحد المذاهب الفقهية الأربعة في الإسلام وهو المذهب المالكي، وصاحب كتب الصحاح في السنة النبوية وهو كتاب الموطأ .
شيخ الإسلام حجة الأمة إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك ابن أنس بن مالك بن أبى عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني حليف بني تيم من قريش فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة.
وأمه هي عالية بنت شريك الأزدية وأعمامه هم أبو سهل نافع وأويس والربيع والنضر أولاد أبي عامر.
ولد مالك على الأصح في سنة 93هـ عام موت أنس خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

عماد ابو رياض
25/08/2009, 09:09 AM
الأمام الشافعـــــــــــي
رضي الله عنه
تطرق احمد تمام في كتابه (الشافعي ملامح وآثار ) كيفية ظهور شخصية الشافعـــــــي ومنهجه في الفقه . هذا المنهج الذي هو مزيج من فقه الحجاز وفقه العراق ، هذا المنهج الذي انضجه عقل متوهج ، عالم بالقران والسنة ، بصير بالعربية وادابها خبير باحوال الناس وقضاياهم ، قوي الرأي والقياس .
فلو عدنا الى القرن الثاني الميلادي لوجدنا انه ظهر في هذا القرن مدرستين اساسيتين في الفقه الاسلامي هما مدرسة الراي ، ومدرسة الحديث ، نشأت المدرسة الاولى في العراق وهي امتداد لفقه عبدالله بن مسعود الذي اقام هناك ، وحمل اصحابه علمه وقاموا بنشره . وكان ابن مسعود متأثرا بمنهج عمر بن الخطاب في الاخذ بالرأي والبحث في علل الاحكام حين لا يوجد نص من كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ومن أشهر تلامذة ابن مسعود الذين أخذوا عنه : علقمة بن قيس النخعي ، والاسود بن يزيد النخعي ، ومسروق بن الاجدع الهمداني ، وشريح القاضي ، وهؤلاء كانوا من ابرز فقهاء القرن الاول الهجري . ثم تزعم مدرسة الرأي بعدهم ابراهيم بن يزيد النخعي فقيه العراق بلا منازع وعلى يديه تتلمذ حماد بن سليمان ، وخلفه في درسه ، وكان اماما مجتهدا وكانت له بالكوفة حلقة عظيمة يؤمها طلاب العلم وكان بينهم ابو حنيفة النعمان الذي فاق أقرانه وانتهت اليه رئاسة الفقه ، وتقلد زعامة مدرسة الرأي من بعد شيخه ، والتف حوله الراغبون في تعلم الفقه وبرز منهم تلاميذ بررة على رأسهم ابو يوسف القاضي ، ومحمد بن الحسن ، وزفر والحسن بن زياد وغيرهم ،وعلى يد هؤلاء تبلورت طريقة مدرسة الرأي واستقر امرها ووضح منهجها .
وأما مدرسةالحديث فقد نشأت بالحجاز وهي امتداد لمدرسة عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعائشة وغيرهم من فقهاء الصحابة الذين أقاموا بمكة والمدينة ، وكان يمثلها عددكبير من كبار الائمة منهم سعد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، والقاسم بن محمد ، وابن شهاب الزهري ، والليث بن سعد ، ومالك بن انس . وتمتاز تلك المدرسة بالوقوف عند نصوص الكتاب والسنة ، فان لم تجد التمست اثار الصحابة ، ولم تلجئهم مستجدات الحوادث التي كانت قليلة في الحجاز الى التوسع في الاستنباط بخلاف ما كان عليه الحال في العراق .
وجاء الشافعي والجدل مشتعل بين المدرستين فأخذ موقفا وسطا ، وحسم الجدل الفقهي القائم بينهما بما تيسر له من الجمع بين المدرستين بعد ان تلقى العلم وتتلمذ على كبار اعلامهما مثل مالك بن انس من مدرسة الحديث ومحمد بن الحسن الشيباني من مدرسة الرأي .
دون الشافعي الاصول التي اعتمد عليها في فقهه ، والقواعد التي التزمها في اجتهاده في رسالته الاصولية "الرسالة " وطبق هذه الاصول في فقهه ، وكانت اصولا عملية لا نظرية ، ويظهر هذا واضحا في كتابه " الام " الذي يذكر فيه الشافعي الحكم مع دليله ، ثم يبين وجه الاستدلال بالدليل وقواعد الاجتهاد واصول الاستنباط التي اتبعت في استنباطه ، فهو يرجع اولا الى القران وما ظهر له منه ، الا اذا قام دليل على وجوب صرفه عن ظاهره ،ثم الى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى الخبر الواحد الذي ينفرد راو واحد بروايته ، وهو ثقة في دينه ، معروف بالصدق ، مشهور بالضبظ . وهو يعد السنة مع القران في منزلة واحدة ، فلا يمكن النظر في القران دون النظر في السنة التي تشرحه وتبينه ، فالقران يأتي بالاحكام العامة والقواعد الكلية ، والسنة هي التي تفسر ذلك ،فهي التي تخصص عموم القران او تقيد مطلقه ، او تبين مجمله .
ولم يشترط الشافعي في الاحتجاج بالسنة غير اتصال سند الحديث وصحته ، فاذا كان كذلك صح عنده وكان حجة عنده ، ولم يشترط في قبول الحديث عدم مخالفته لعمل اهل المدينة مثلما اشترط الامام مالك ، او ان يكون الحديث مشهورا ولم يعمل راويه بخلافه . ووقف الشافعي حياته على الدفاع عن السنة ، واقامة الدليل على صحة الاحتجاج بالخبر الواحد ، وكان هذا الدفاع سببا في علو قدر الشافعي عند اهل الحديث حتى سموه ( ناصر السنة ) . ولعل الذي جعل الشافعي يأخذ بالحديث اكثر من أبي حنيفة حتى انه يقبل خبر الواحد متى توافرت فيه الشروط ، انه كان حافظا للحديث بصيرا بعلله ، لايقبل منه الا ما ثبت عنده ، وربما صح عنده من الاحاديث ما لم يصح عند أبي حنيفة واصحابه . وبعد الرجوع الى القران والسنة يأتي الاجماع ان لم يعلم له مخالف ، ثم القياس شريطة ان يكون له اصل من الكتاب والسنة ، ولم يتوسع فيه مثلما توسع الامام أبو حنيفة .

عماد ابو رياض
31/08/2009, 12:34 PM
الأمام أحمد بن حنبـــــل
رضي الله عنه
مذهب ابن حنبل من أكثر المذاهب السنية محافظة على النصوص وابتعاداً عن الرأي. لذا تمسّك بالنص القرآني ثم بالبيّنة ثم بإجماع الصحابة، ولم يقبل بالقياس إلا في حالات نادرة.


منهجه العلمي ومميزات فقهه : إشتُهِرَ الإمام أنه محدِّث أكثر من أن يشتهر أنه فقيه مع أنه كان إماماً في كليهما. ومن شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط وذلك لأنه كان محدِّث عصره وقد جُمِعَ له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره، فقد كتب مسنده من أصل سبعمائة وخمسين حديث، و كان لا يكتب إلا القرآن والحديث من هنا عُرِفَ فقه الإمام أحمد بأنه الفقه بالمأثور، فكان لا يفتي في مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل صحابياً كان أو تابعياً أو إماماً. وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحداً من هذه الأقوال وقد لا يترجَّح عنده قول صحابي على الآخر فيكون للإمام أحمد في هذه المسألة قولين.



وهكذا فقد تميز فقهه أنه في العبادات لا يخرج عن الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحد ربه بالقياس أو بالرأي و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " صلوا كما رأيتموني أصلي "، ويقول في الحج: " خذوا عني مناسككم ". كان الإمام أحمد شديد الورع فيما يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حق لله على عباده وهذا الحق لا يجوز مطلقاً أن يتساهل أو يتهاون فيه.



أما في المعاملات فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة و الصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التي غلب عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك: " الأصل في العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص "، بينما عند بعض الأئمة الأصل في العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص.



وكان شديد الورع في الفتاوى وكان ينهى تلامذته أن يكتبوا عنه الأحاديث فإذا رأى أحداً يكتب عنه الفتاوى، نهاه وقال له: " لعلي أطلع فيما بعد على ما لم أطلع عليه من المعلوم فأغير فتواي فأين أجدك لأخبرك؟.من شيوخه سفيان بن عيينة والقاضي أبو يوسف ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي والشافعي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A5%D8%AF %D8%B1%D9%8A%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%81% D8%B9%D9%8A) وخلق كثير.وروى عنه من شيوخه عبد الرزاق والشافعي ومن تلاميذه البخاري (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A5%D8%B3 %D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A8% D8%AE%D8%A7%D8%B1%D9%8A) و مسلم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD_%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85) وابو داود .ومن أقرانه علي بن المديني ويحيى بن معين. رحمهم الله


محنته


اعتقد المأمون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7% D8%B3_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_ %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A3%D9%85%D9%88%D9%86) برأي المعتزلة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%AA%D8%B2%D9%84%D8%A9) في مسألة خلق القرآن (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AE%D9%84%D9%82_%D8%A7%D9%84%D9 %82%D8%B1%D8%A2%D9%86&action=edit&redlink=1)، وطلب من ولاته في الأمصار عزل القضاة الذين لا يقولون برأيهم. وقد رأى أحمد بن حنبل أن رأي المعتزلة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%AA%D8%B2%D9%84%D8%A9) يحوِّل الله إلى فكرة مجرّدة لا يمكن تعقُّلُها فدافع ابن حنبل عن الذات الإلهية ورفض قبول رأي المعتزلة، فيما أكثر العلماء والأئمة أظهروا قبولهم برأي المعتزلة خوفاً من المأمون وولاته عملا بقوله تعالي :" إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان".. وألقي القبض على الإمام ابن حنبل ليؤخذ إلى الخليفة المأمون. وطلب الإمام من الله أن لا يلقاه ، لأنّ المأمون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7% D8%B3_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_ %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A3%D9%85%D9%88%D9%86) توعّد بقتل الإمام أحمد. وفي طريقه إليه، وصل خبر وفاة المأمون، فتم ردّ الإمام أحمد إلى بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF) وحُبس ووَلِيَ الخلافة المعتصم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A5%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D9%82_ %D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9% D8%AA%D8%B5%D9%85_%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87)، الذي امتحن الإمام، وتمّ تعرضه للضرب بين يديه ، وقد ظل الإمام محبوساً طيلة ثمانية وعشرين شهراً . ولما تولى الخلافة الواثق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1_%D9%87 %D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7% D8%AB%D9%82_%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87)، وهو أبو جعفر هارون بن المعتصم، أمر الإمام أن يختفي، فاختفى إلى أن توفّي الواثق . وحين وصل المتوكّل (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%88%D9% 83%D9%91%D9%84&action=edit&redlink=1) ابن المعتصم و الأخ الأصغر للواثق إلى السلطة، خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد بخلق القرآن، ونهى عن الجدل في ذلك. وأكرم المتوكل الإمام أحمد ابن حنبل، وأرسل إليه العطايا، ولكنّ الإمام رفض قبول عطايا الخليفة.
توفي الأمام يوم الجمعة 12 ربيع الاول سنة احدى واربعين ومائتين للهجرة وله من العمر سبع وسبعون سنة .

طارق شفيق حقي
31/08/2009, 07:58 PM
ماشاء الله ردود متجددة جميلة
بارك الله بك

مروان قدري عثمان مكانسي
02/09/2009, 10:44 PM
جزاك الله خيراً .
وقد قرأنا عن الخليفة المتوكل بالله أنه عندما آلت الخلافة إليه
دخل عليه أحد أصحابه ( وكان قد اصطفاه وزيراً )وقال له : عظم الله أجركم يا إمامنا
فقال المتوكل : فيمن ؟
قال : في القرآن الكريم
قال الخليفة : ويلك استغفر الله ، فإن القرآن باق إلى قيام الساعة .
قال الوزير ( الصاحب ) كل مولود يموت .
فاقتنع الخليفة بكلام وزيره وأبدل رأيه وأكرم ابنَ حنبل .

عماد ابو رياض
08/09/2009, 09:50 AM
الأمام مالك بن دينار

رضي الله عنه
مالك بن دينار هو العارف بالله أبو يحيى مالك بن دينار البصري. قال الذهبي: علم العلماء الأبرار، معدود في ثقات التابعين. ومن أعيان كتبة المصاحف، كان من ذلك بلغته... ولد في أيام عبد الله بن عباس وسمع من أنس بن مالك في بلاده، وحدث عنه سعيد بن جبير والحسن البصري وآخرين. وحدث عنه سعيد بن أبي عروبة
في يوم من الأيام اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله فتزوجت وأنجبت طفله سميتها فاطمة أحببتها حباً شديدا وكلما كبرت فاطمه زاد الايمان في قلبي وقلت المعصيه في قلبي ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر فاقتربت مني فازاحته وهي لم تكمل السنتين .. وكأن الله يجعلها تفعل ذلك وكلما كبرت فاطمه كلما زاد الايمان في قلبي .. وكلما اقتربت من الله خطوه وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي حتى اكتمل سن فاطمه 3 سنوات فلما اكملت الــ 3 سنوات ماتت فاطمه يقول: فانقلبت أسوأ مما كنت ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء فعدت أسوا مما كنت وتلاعب بي الشيطان حتى جاء يوما فقال لي شيطاني : لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!! فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب فرأيتني تتقاذفني الأحلام .. حتى رأيت تلك الرؤيا رأيتني يوم القيامه وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار.. وزلزلت الأرض ... واجتمع الناس إلى يوم القيامه والناس أفواج وأفواج وأنا بين الناس وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان هلم للعرض على الجبار يقول: فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار يقول: فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤيه) وكأن لا أحد في أرض المحشر ثم رأيت ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً فقلت : آه: أنقذني من هذا الثعبان فقال لي: يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحيه لعلك تنجو فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي فقلت: أاهرب من الثعبان لأسقط في النار فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون: يافاطمه أدركي أباك أدركي أباك يقول: فعلمت أنها ابنتي ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات تنجدني من ذلك الموقف فأخذتني بيدها اليمنى ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده الخوف ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا وقالت لي يا أبت ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله يقول: يابنيتي .. أخبريني عن هذا الثعبان!! قالت هذا عملك السئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامه..؟ يقول:وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيره ماكان هناك شئ ينفعك يقول: فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب.. قد آن يارب, نعم ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله يقول: واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التوبه والعوده إلى الله يقول: دخلت المسجد فإذا بالامام يقرأ نفس الاية ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله .

عماد ابو رياض
07/10/2009, 05:01 PM
الأمام الحاكم النيسابوري
هو محمد بن عبد الله بن حمدون أو (حمدويه) ابن نعيم بن الحكم الضبي النيسابوري. أبو عبد الله ، الشهير بالحاكم النيسابوري والمعروف بابن البيع.
قال عنه الحافظ ابن كثيرفي البداية والنهاية: وكان من أهل العلم والحفظ والحديث...وقد كان من أهل الدين والأمانة والصيانة والضبط والتجرد والورع...
أفضل من صنف الصحابة هو الحاكم النيسابوري، فهو يرى أن الصحابة ينقسمون إلى اثنتي عشرة درجة: 1- قوم تقدم إسلامهم بمكة كالخلفاء الأربعة. 2- الصحابة الذين أسلموا قبل تشاور أهل مكة في دار الندوة. 3- مهاجرة الحبشة. 4- أصحاب العَقَبة الأولى. 5- أصحاب العَقَبة الثانية وأكثرهم من الأنصار. 6- أول المهاجرين الذين وصلوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم بقباء قبل أن يدخل المدينة. 7- أهل بدر. 8- الذين هاجروا بين بدر والحُديبية. 9- أهل بيعة الرضوان في الحُديبية. 10- من هاجر بين الحُديبية وفتح مكة كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص. 11- مسلمة الفتح الذين أسلموا بعد فتح مكة. 12- صبيان وأطفال رأوا النبي صلى الله عليه و سلم يوم الفتح وفي حجة الوداع وغيرهما.

عماد ابو رياض
13/10/2009, 05:35 PM
الأمام أبو يزيد البسطامي

اسمه طيفور بن عيسى بن سروشان - وكان سروشان مجوسياً فأسلم وكان لعيسى ثلاثة أولاد: أبو يزيد وهو أوسطهم، وآدم، وهو أكبرهم، وعلي وهو أصغرهم، وكانوا كلهم عباداً زهاداً.
إبراهيم الهروي قال: سمعت أبا يزيد البسطامي يقول: غلطت في ابتدائي في أربعة أشياء: توهمت أني أذكره، وأعرفه، وأحبه، وأطلبه. فلما انتهيت رأيت ذكره سبق ذكري، ومعرفته تقدمت معرفتي، وطلبه لي أولاً حتى طلبته.
قال منصور وسمعت أبا عمران موسى بن عيسى يقول: سمعت أبي يقول: قال أبو يزيد عملت في المجاهدة ثلاثين سنة فما وجدت شيئاً أشد علي من العلم ومتابعته، ولولا اختلاف العلماء لتعبت، واختلاف العلماء رحمة إلا في تجريد التوحيد.
وقال أبو يزيد: لا يعرف نفسه من صحبته شهوته.
إبراهيم الهروي قال: سمعت أبا يزيد البسطامي، وسئل ما علامة العارف ؟ قال: أن لا يفتر من ذكره، ولا يمل من حقه، ولا يستأنس بغيره .
وقال: إن الله أمر العباد ونهاهم فأطاعوا فخلع من خلعه فاشتغلوا بالخلع عنه، وإني لا أريد من الله إلا الله .
وقال منصور: وسمعت موسى بن عيسى يقول: سمعت عمي يقول: سمعت أبا يزيد يقول: لو صفت لي تهليلة ما بليت بعدها بشيء .
إبراهيم الهروي قال: سمعت أبا يزيد يقول: هذا فلاحي بك وأنا أخافك فكيف فرحي بك إذ أمنتك ؟ وسئل بما نالوا المعرفة? قال: بتضييع مالهم والوقوف مع ما له.
وقال: اطلع الله على قلوب أوليائه، فمنهم من لم يكن يصلح لحمل المعرفة صرفاً، فأشغلهم بالعبادة .
العباس بن حمزة قال: صليت خلف أبي يزيد البسطامي الظهر، فلما أراد أن يرفع يديه ليكبر لم يقدر إجلالاً لاسم الله، وارتعدت فرائصه حتى كنت أسمع تقعقع عظامه، فهالني ذلك .
عن أبي موسى عن أبي يزيد البسطامي قال: ليس العجب من حبي لك وأنا عبد فقير؛ بل إنما العجب من حبك لي وأنت ملك قدير.
قال: وقال أبو يزيد: لم أزل ثلاثين سنة كلما أردت أن أذكر الله أتمضمض وأغسل لساني إجلالاً لله أن أذكره .
قال: وقال أبو يزيد: إن في الطاعات من الآفات ما لا يحتاجون إلى أن يطلبوا في المعاصي .
قال: وقال أبو يزيد: ما دام العبد يظن أن في الخلق من هو شر منه فهو متكبر .
قال: وقال أبو يزيد أشد المحجوبين عن الله ثلاثة بثلاثة، أولهم: الزاهد بزهده، والثاني: العابد بعبادته، والثالث: العالم بعلمه. ثم قال: مسكين الزاهد، لو علم أن الله عز وجل سمى الدنيا كلها قليلاً فكم ملك من الدنيا؟ وفي كم زهد مما ملك? وأما العابد فلو رأى منه الله عليه في العبادة عرف عبادته في المنة، وأما العالم فلو علم أن جميع ما أبدى الله عز وجل من العلم سطر واحد من اللوح المحفوظ فكم علم هذا العالم من ذلك السطر? وكم عمل مما علم؟ قال: سمعت أبا يزيد يقول: ما ذكروه إلا بالغفلة ولا خدموه إلا بالفترة.
وقال: أكثر الناس إشارة إليه أبعدهم منه.
وسأله رجل: من أصحب ؟ فقال: من لا تحتاج أن تكتمه شيئاً مما علمه الله منك.

عبد المنعم جبر عيسي
13/10/2009, 07:38 PM
الأمام أبو يزيد البسطامي






نشأ أبو يزيد في القرن الثالث الهجري ، وهو القرن الذي بدأ بـ ( العشق الإلهي ) على نسق جديد ، وانتهى بأكاذيب ( الاتحاد ) و ( وحدة الأديان ) .
وقد كان للبسطامي دور كبير في إظهار عدة بدع منها على سبيل المثال :
1 ـ فكرة وحدة الوجود : وهذه الفكرة التي ترجع بأصلها إلى عقائد الهند القديمة عرفها الصوفية من أولئك الذين أسلموا في بلاد فارس ، وبلاد السند ، وبلاد مابين النهرين ، بصورة عامة وذلك إثر الفتوحات الإسلامية لها ، أما دخولها إلى العالم الإسلامي وظهورها فيه فقد كان في القرن 3 هـ عندما اعتنقها أبو يزيد البسطامي والحلاج والجنيد ، إلى أن تكرست بشكل عقيدة صوفية ثابتة على أيدي ابن عربي وابن سبعين وأمثالهما .
2 ـ الشطحات : وهي عبارة عن أحوال يزعم المتصوفة أنهم يطلعون أثناءها على عالم يختلف تماماً عن عالمنا الحسي ، عالم كله جمال وجلال ونورانية ، لاتحده حدود ولاتقيده قيود ؛ وفيه يزعمون أنهم يشهدون جلال الله سبحانه ، ويشعرون بالصلة الوصيلة بينهم وبينه ، صلة تبلغ بهم مرتبة ( الاتحاد) به ـ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً- وقد كان لأبي يزيد الجرأة على إذاعتها والجهر بها لأول مرة .. حتى لقد قيل عنه أنه كان ذا تأثير كبير على تطور التصوف نحو فكرة وحدة الوجود .
3 ـ فكرة الحلول : وكما اعتنق البسطامي فكرة ( وحدة الوجود ) في مثل تلك الشطحات فقد أخذ أيضاً بالحلول ، كما يتبين في كتابه ( الإنسان الكامل ) حيث شرح كيفية حلول الله – تعالى الله عن ذلك – فيه ، فيقول : ( رفعني – أي الله سبحانه وتعالى – مرة فأقامني بين يديه .. إلى أن قال : فَزِّيِنِّي بوحدانيتك ، وألبسني أنانيتك ، وارفعني إلى أحديَّتك حتى إذا رآني خلقك قالوا : رأيناك.. ففعل بي ذلك ) .
ويزعم أهل التصوف أن أبا يزيد البسطامي تلقى هذه الطريقة الصوفية عن عدة سلاسل ترتقي إلى آل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – وصحابته الأكرمين ، والهندوسية ، وذلك من خلال تأثره بجده ( شروسان ) الذي كان مجوسياً فأسلم .
يرى بعض الباحثين ، أنه دخلت عليه عدة أفكار ـ الشطحات وغيرها ـ أدت به إلى احتقار العلماء والتعالي عليهم ، فيصتورهم مجموعة من البسطاء ، الذي يدعون العلم والتعلم ، فيخاطبهم قائلاً : ( أخذتم علمكم ميتاً عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لايموت )
يقصد أن علماء الشريعة يأخذون علمهم عن النبين والمرسلين ، وهؤلاء ماتوا جميعاً ، بينما الصوفية لايقبلون بما حمله المبعوثون من الله عز وجل إلى أهل الأرض ، بل يتجاوزونه حتى يتلقوا علمهم عن الله تعالى مباشرة ، ولم ؟ لأنهم يزعمون أنهم وحدهم أصحاب العلم اللدني ، وأولياء الله المخلصين ، الذين خصهم الله تعالى بهذه الميزة على كل من عداهم من الخلق !!.
فيعتقدون أن الصوفية وعلم التصوف فوق كل علم ، بل فوق علم الأنبياء فيقولون : ( لقد خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله )
لذلك كان أبو يزيد البسطامي يعتقد أن للأنبياء على حد زعمه رسالات محدودة ، تقف عند ساحل بحر التصوف ولاتتعداه ، بينما الصوفية يخوضون غمار هذا البحر بمالهم من ميزات خراقة ، ومقامات عالية .
ثم يتجاوز أبو يزيد البسطامي مقام النبوة حتى يصل إلى مقام الألوهية ، فيزعم أن الإله حل فيه واتحد فكانت هذه الثمرة الخبيثة نتاج لما تقدمها من قوله بالعشق ، ثم فكرة الحلول والقول أخيراً بوحدة الوجود ، وهذا مما جعله ينطق بكلامٍ ، يدعي فيه الألوهية وهي كلمات كثيرة أذكرمنها :
أ ) قوله : ( أنا هو، وهو أنا ، وهو هو … ) .
ب ) قوله : ( سبحاني ما أعظم شاني )
وإن كان الإمام الذهبي – رحمه الله – قال إن مثل هذه الكلمات تطوى ولايحتج بها ، لكن خروج هذه الكلمات منه في حالة السكر لايعد عذرا ً، لأنه المتسبب في ذلك ، بل نجد أن الصوفية يستفرغون وسعهم وجهدهم للوصول لمثل هذه الحالة التي يبدأ صاحبها بالسكر وإخراج ألفاظ وعبارات كفرية وفيها اعتداء على الذات الإلهية .

إن بطشي أشد من بطش الله
تحت هذا العنوان العجيب والمثير ؛ كتب الأستاذ / نبيل هلال ( كاتب صحفي مصري ) :
( هذا ما قاله الصوفي الشهير أبو يزيد البسطامي أحد أئمة الصوفيين قاتله الله ,. وإليك طرفا من معتقداتهم واسأل نفسك بعدها هل الصوفيون زهاد أبرار وعٌبَّاد أطهار أم زنادقة فجار ونصابون كفار ؟
التصوف عقيدة تختلف عن الإسلام ( اختلافا ) جذرياً ولا تمت لديننا الحنيف بصلة ، ومن يطالع كتب الصوفيين التى سجلوا فيها ديانتهم وبهتانهم يكشف بيسر مدى ما هم عليه من ضلال وإفك مبين ، ولما كان المرء مخبوءا تحت لسانه ، فذلك قولهم ، اسمع قول إبراهيم الدسوقي المدفون في دسوق : " أنا بيدي أبواب النار أغلقتها ، وبيدي جنة الفردوس فتحتها ، ومن زارني أسكنته جنة الفردوس " . ويقول : " لقد وليت القطبائية – أي أصبح قطباً – فرأيت المشرقيْن والمغربيْن وما تحت النجوم ، وصافحت جبريل عليه السلام " .
ويقول الحسن الشاذلي ( شيخ المرسى أبى العباس ) فى حزبه : ( اللهم أدرج أسمائي تحت أسمائك ، وصفاتي تحت صفاتك ، وأفعالي تحت أفعالك ، وأغنني حتى تغنى بي ، وأحيني حتى تحيا بي ) . تعالى الله عما يصفون . ويقول المرسى أبو العباس المدفون فى الإسكندرية : لو كٌشف عن حقيقة الولي لعٌبد ، لأن أوصافه من أوصافه - أي أوصاف الله – ونعوته من نعوته . ويقول الصوفي الشهير أبو يزيد البسطامي : ( طاعتك لي يا رب أعظم من طاعتي لك ) ، كما يقول ( بطشي أشد من بطش الله بي ، وذلك لما سمع قارئاً يقرأ ( إن بطش ربك لشديد ). وقال لبعض مريديه : ( لأن تراني مرة خير لك من أن ترى ربك ألف مرة ). ويقول الشبلى : ( ما فى الجبة إلا الله ) ، يقصد أنه هو الله ) ا . هـ .
ونسأل الله العفو والعافية .

عماد ابو رياض
14/10/2009, 11:02 AM
تحت هذا العنوان العجيب والمثير ؛ كتب الأستاذ / نبيل هلال ( كاتب صحفي مصري ) :
( هذا ما قاله الصوفي الشهير أبو يزيد البسطامي أحد أئمة الصوفيين قاتله الله ,. وإليك طرفا من معتقداتهم واسأل نفسك بعدها هل الصوفيون زهاد أبرار وعٌبَّاد أطهار أم زنادقة فجار ونصابون كفار ؟
إتق الله .. من هذا نبيل هلال ( قاتله الله )
هذا مافي جعبتك
لترم بها المسلمين .. ولكن ليس من العجب هذا ..!!
إن من تعود على تكفير المسلمين عامتهم عدا فرقته المشبوهة
( القائلة بقول الحق وارادت به باطلا )
يرى كل الناس كفارا ومشركين ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
لقد أثبت العلماء من خلال بحوثهم إن هذه

عماد ابو رياض
14/10/2009, 11:14 AM
تحت هذا العنوان العجيب والمثير ؛ كتب الأستاذ / نبيل هلال ( كاتب صحفي مصري ) :
( هذا ما قاله الصوفي الشهير أبو يزيد البسطامي أحد أئمة الصوفيين قاتله الله ,. وإليك طرفا من معتقداتهم واسأل نفسك بعدها هل الصوفيون زهاد أبرار وعٌبَّاد أطهار أم زنادقة فجار ونصابون كفار ؟
إتق الله .. من هذا نبيل هلال ( قاتله الله )
هذا مافي جعبتك
لترم بها المسلمين .. ولكن ليس من العجب هذا ..!!
إن من تعود على تكفير المسلمين عامتهم عدا فرقته المشبوهة
( القائلة بقول الحق وارادت به باطلا )
يرى كل الناس كفارا ومشركين ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
لقد أثبت العلماء من خلال بحوثهم إن هذه الأفتراءات باطلة مدسوسة
ليس لها صحة ..
الأجدر بنا لم شمل المسلمين ولكن هيهات بمثل هذه العقليات أن تقوم قائمة لنترك اليهود تخطط والنصارى تقتل ونحن مختلفين
غدا نقف عراة حفاة أمام الله تعالى
بماذا نجيب تكفيركم .. بحججكم الواهية ..
أنا نقلت الحكم والأقوال التي لاتمس العقيدة لا من قريب ولا بعيد
ما كل هذه السموم
إن منبر المربد ليس للقذف والشتم أيها الفاضل .. !

عبد المنعم جبر عيسي
14/10/2009, 04:25 PM
سبحان الله العظيم !
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ..
بداية .. اللهم اجعلنى من المتقين ..
وأعجب لك أستاذ عماد : تتساءل من ( نبيل هلال هذا ) ، ثم تخاطبنى بـ :
( هذا مافي جعبتك
لترم بها المسلمين .. ولكن ليس من العجب هذا ..!!
إن من تعود على تكفير المسلمين عامتهم عدا فرقته المشبوهة
( القائلة بقول الحق وارادت به باطلا )
يرى كل الناس كفارا ومشركين ..
حسبنا الله ونعم الوكيل ).
فعلى أى الأسس تقول مثل هذا الكلام ؟
وعلى أى وجه تقول :
( ما كل هذه السموم ) ؟ ولمن ؟
وأين فيما كتبته ما يدل على تكفيرى لأى من الناس ؟ عدا ما نقلته من كلام الأستاذ نبيل ؛ لأثبت لك أن فى أبى اليزيد اختلفت الآراء ، وهو كلام يمكنك الوصول إليه لو كنت كلفت نفسك عناء البحث !
وعن أى فرقة تتحدث ؟
أنت عندما تكتب عن الإسلام يجب أن تكتب عن الإسلام الذى نعرفه ونرتبط به ؛ ما نُزِّل على محمد صلى الله عليه وسلم ، واعتنقه الصحابة الكرام والتابعين الطيبيين ومَنْ تبعهم بإحسان ونشروه كما هو وحملوه لنا .. وعندما تكتب عن شخصية اسلامية ؛ يجب أن تعنى ذلك بالفعل ، بمعنى أن تقدمه كقدوة وأسوة يقتدى بها ، يتلمس خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم ويسير على نهجه يأتمر بأمره وينتهى بنهيه .. أما عن قولك أنك نقلت كلاما لا يتعلق بالعقيدة فهذا غير صحيح ، لأن أغلب ما نقلتَه من كلام الرجل يمس العقيدة بل هو فى صميمها ، يخالف شريعتنا السمحاء ؛ بما فيه من تكلف وتنطع ، لا يخلو من مغالطات عقدية وشرعية بمخالفته لآى الذكر الحكيم والسنة المشرفة .. وأستطيع عرضه الآن أمامك وأمام القارىء الكريم ..
لكنى سأتركك تفكر فى هذه الدرة الثمينة من أقواله ، لعلك تصل إلى شىء : ( رأيت ذكره سبق ذكري ، ومعرفته تقدمت معرفتي ، وطلبه لي أولاً حتى طلبته ) ، ألا تخالف نصا قرآنيا شهيرا يأمر الناس بالذكر ؟ وما رأيك فى هذه أيضا : ( واختلاف العلماء رحمة إلا في تجريد التوحيد ) هل ترى أنت أيضا أن التوحيد توحيل ؟!
وهل هذا هو الإسلام الذى تريد تقديمه للقارىء ؟!
ثم إن ما نسب إلى أبى اليزيد وغيره من كبار الصوفية وصغارهم من أقوال تعج به كتبهم ، ويستطيع كل قارىء أن يرجع إليها .. ولدى المصادر التى نقلت منها وهى مصادر صوفية حتى لاتتصور غير ذلك .. ولو راجعت بعضها وقرأتها بعين مسلم منصف غيور على دينه يكره تفرقهم وتحزبهم ويتمنى توحدهم تحت اسم واحد سماهم به رب العزة { هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ } لرأيت عجبا .. ولما وقفت الآن تدافع عمن لا يستحق دفاعك ، ولعلمت أن ما فرَّق المسلمين إلا من غيَّر وبدَّل ، وما غيرتُ وما بدلتُ .
أما قولك :
( لقد أثبت العلماء من خلال بحوثهم إن هذه الأفتراءات باطلة مدسوسة ليس لها صحة .. )
فهذا يقيم الحجة عليك ، ويدفعنى لمطالبتك بالدليل على صدق ما تقول ..
فكتبهم كما أخبرتك تفضحهم ..
والأجدر بك ككاتب أن تحسن جمع مادتك من أكثر من مصدر عن شخصياتك قبل أن تكتب عنهم ، حرصا على مصداقيتك ومصداقية المنتدى ، وعدم الإكتفاء بالنقل غير الواعى من أى مكان لا يلتزم الدقة فيما يقدمه للقرَّاء .
ختاما .. أرجو منك الإلتزام بمسمى موضوعك ( شخصيات اسلامية ) ورسالته التى قبلناها منك ، وأن تلتزم بأدبيات وأخلاقيات الحوار معى بأن تتحدث معى كما أتحدث معك .. بهدوء وعقل وموضوعية .. تميزنا نحن الأدباء حملة الأقلام .
شكرا جزيلا .

عبد المنعم جبر عيسي
14/10/2009, 04:25 PM
سبحان الله العظيم !
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ..
بداية .. اللهم اجعلنى من المتقين ..
وأعجب لك أستاذ عماد : تتساءل من ( نبيل هلال هذا ) ، ثم تخاطبنى بـ :
( هذا مافي جعبتك
لترم بها المسلمين .. ولكن ليس من العجب هذا ..!!
إن من تعود على تكفير المسلمين عامتهم عدا فرقته المشبوهة
( القائلة بقول الحق وارادت به باطلا )
يرى كل الناس كفارا ومشركين ..
حسبنا الله ونعم الوكيل ).
فعلى أى الأسس تقول مثل هذا الكلام ؟
وعلى أى وجه تقول :
( ما كل هذه السموم ) ؟ ولمن ؟
وأين فيما كتبته ما يدل على تكفيرى لأى من الناس ؟ عدا ما نقلته من كلام الأستاذ نبيل ؛ لأثبت لك أن فى أبى اليزيد اختلفت الآراء ، وهو كلام يمكنك الوصول إليه لو كنت كلفت نفسك عناء البحث !
وعن أى فرقة تتحدث ؟
أنت عندما تكتب عن الإسلام يجب أن تكتب عن الإسلام الذى نعرفه ونرتبط به ؛ ما نُزِّل على محمد صلى الله عليه وسلم ، واعتنقه الصحابة الكرام والتابعين الطيبيين ومَنْ تبعهم بإحسان ونشروه كما هو وحملوه لنا .. وعندما تكتب عن شخصية اسلامية ؛ يجب أن تعنى ذلك بالفعل ، بمعنى أن تقدمه كقدوة وأسوة يقتدى بها ، يتلمس خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم ويسير على نهجه يأتمر بأمره وينتهى بنهيه .. أما عن قولك أنك نقلت كلاما لا يتعلق بالعقيدة فهذا غير صحيح ، لأن أغلب ما نقلتَه من كلام الرجل يمس العقيدة بل هو فى صميمها ، يخالف شريعتنا السمحاء ؛ بما فيه من تكلف وتنطع ، لا يخلو من مغالطات عقدية وشرعية بمخالفته لآى الذكر الحكيم والسنة المشرفة .. وأستطيع عرضه الآن أمامك وأمام القارىء الكريم ..
لكنى سأتركك تفكر فى هذه الدرة الثمينة من أقواله ، لعلك تصل إلى شىء : ( رأيت ذكره سبق ذكري ، ومعرفته تقدمت معرفتي ، وطلبه لي أولاً حتى طلبته ) ، ألا تخالف نصا قرآنيا شهيرا يأمر الناس بالذكر ؟ وما رأيك فى هذه أيضا : ( واختلاف العلماء رحمة إلا في تجريد التوحيد ) هل ترى أنت أيضا أن التوحيد توحيل ؟!
وهل هذا هو الإسلام الذى تريد تقديمه للقارىء ؟!
ثم إن ما نسب إلى أبى اليزيد وغيره من كبار الصوفية وصغارهم من أقوال تعج به كتبهم ، ويستطيع كل قارىء أن يرجع إليها .. ولدى المصادر التى نقلت منها وهى مصادر صوفية حتى لاتتصور غير ذلك .. ولو راجعت بعضها وقرأتها بعين مسلم منصف غيور على دينه يكره تفرقهم وتحزبهم ويتمنى توحدهم تحت اسم واحد سماهم به رب العزة { هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ } لرأيت عجبا .. ولما وقفت الآن تدافع عمن لا يستحق دفاعك ، ولعلمت أن ما فرَّق المسلمين إلا من غيَّر وبدَّل ، وما غيرتُ وما بدلتُ .
أما قولك :
( لقد أثبت العلماء من خلال بحوثهم إن هذه الأفتراءات باطلة مدسوسة ليس لها صحة .. )
فهذا يقيم الحجة عليك ، ويدفعنى لمطالبتك بالدليل على صدق ما تقول ..
فكتبهم كما أخبرتك تفضحهم ..
والأجدر بك ككاتب أن تحسن جمع مادتك من أكثر من مصدر عن شخصياتك قبل أن تكتب عنهم ، حرصا على مصداقيتك ومصداقية المنتدى ، وعدم الإكتفاء بالنقل غير الواعى من أى مكان لا يلتزم الدقة فيما يقدمه للقرَّاء .
ختاما .. أرجو منك الإلتزام بمسمى موضوعك ( شخصيات اسلامية ) ورسالته التى قبلناها منك ، وأن تلتزم بأدبيات وأخلاقيات الحوار معى بأن تتحدث معى كما أتحدث معك .. بهدوء وعقل وموضوعية .. تميزنا نحن الأدباء حملة الأقلام .
شكرا جزيلا .

عماد ابو رياض
14/10/2009, 04:48 PM
أرجو منك الإلتزام بمسمى موضوعك ( شخصيات اسلامية ) ورسالته التى قبلناها منك ، وأن تلتزم بأدبيات وأخلاقيات الحوار معى بأن تتحدث معى كما أتحدث معك .. بهدوء وعقل وموضوعية .. تميزنا نحن الأدباء حملة الأقلام ..

صاحب الفضل .. لأنك قبلت موضوعي .. أترك
العقل لك والموضوعية ..
الغي ماكتبته أنا .. وأفوض أمري الى الله .. لأنك
أنت الآمر والناهي ..أو أنقلها الى العوابر ........
لاأريد أن أعكر مزاجك ويأخذ الموضوع اكثر..
فينا مايكفينــــــــــــــــــا .

عماد ابو رياض
14/04/2010, 05:57 PM
أبن سينا العالم المسلم

ابن سينا هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، عالم مسلم ا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85)شتهر بالطب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%A8) والفلسفة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9) واشتغل بهما. ولد في قرية (أفشنة) بالقرب من بخارى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D9%89) (في أوزبكستان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B2%D8%A8%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D 9%86) حاليا) من أب من مدينة بلخ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%AE) (في أفغانستان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D 9%86) حاليا) وأم قروية سنة 370هـ (980م (http://ar.wikipedia.org/wiki/980)) وتوفي في مدينة همدان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D9%87%D9%85%D8%AF% D8%A7%D9%86) (في إيران (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86) حاليا) سنة 427هـ (1037م (http://ar.wikipedia.org/wiki/1037)). عرف باسم الشيخ الرئيس وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث. وقد ألّف 200 كتاب في مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب. إن ابن سينا هو من أول من كتب عن الطبّ في العالم ولقد اتبع نهج أو أسلوب أبقراط (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7) وجالينوس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%88%D8%B3). وأشهر أعماله كتاب الشفاء (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9 %84%D8%B4%D9%81%D8%A7%D8%A1&action=edit&redlink=1) وكتاب القانون في الطب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86_%D9%81% D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8).

عماد ابو رياض
17/04/2010, 12:05 PM
أنجازات أبن سينا الطبيـــــه



اعتمد ابن سينا في الطبّ على الملاحظة في وصفه للعضو المريض وصفاً تشريحيا" وفيزيولوجياً، واستفاد من هذا الوصف التشريحي في تشخيص المرض.

اعتمد في ممارسته الطبية على التجربة والاستفادة من تجارب من سبقوه، وهو أول من قال بالعدوى وانتقال الأمراض المعدية عن طريق الماء والتراب، وبخاصة عدوى السل الرئوي.

وهو أوَّل من وصف التهاب السحايا، وأظهر الفرق بين التهاب الحجاب الفاصل بين الرئتين والتهاب ذات الجنب.

وهو أوَّل من اكتشف الدودة المستديرة أو دودة الإنكلستوما قبل الطبيب الإيطالي روبنتي بأكثر من ثمانمائة سنة.

وهو أوَّل من اكتشف الفرق بين إصابة اليرقان الناتج من انحلال كريات الدم، وإصابة اليرقان الناتج من انسداد القنوات الصفراوية.

وهو أوَّل من وصف مرض الجمرة الخبيثة وسماها النار المقدسة.

وأوَّل من تحدَّث وبشكل دقيق عن السكتة الدماغية، أو ما يسمى بالموت الفجائي.

ومن بين إنجازات ابن سينا وإبداعاته العلمية، اكتشافه لبعض العقاقير المنشّطة لحركة القلب.

واكتشافه لأنواع من المرقدات أو المخدّرات التي يجب أن تعطى للمرضى قبل إجراء العمليّات الجراحية لهم تخفيفاً لما يعانونه من ألم أثناء الجراحات وبعدها.

وابن سينا هو الذي اكتشف الزرقة التي تعطى للمرضى تحت الجلد لدفع الدواء منها إلى أجسام المرضى.

كذلك وصف ابن سينا الالتهابات والاضطرابات الجلدية بشكل دقيق في كتابه الطبي الضخم "القانون"، وفي هذا الكتاب وصف ابن سينا الأمراض الجنسية وأحسن بحثها، وقد شخَّص حمّى النفاس التي تصيب النساء، وتوصَّل إلى أنها تنتج من تعفن الرحم.

وكان أحد أوائل العلماء المسلمين الذين اهتموا بالعلاج النفسي، وبرصد أثر هذا العلاج على الآلام العصبية وآلام مرض العشق خاصةً، وقد مارس ابن سينا ما اهتدى إليه من علاجات وطبّقه على كثير من المرضى.


الموضوع القادم .... آراء ابن سينا التربوية ...........

عماد ابو رياض
17/06/2010, 12:03 PM
الحسن بن الهيثم

في البصره كان مولد أبي علي الحسن بن الهيثم سنة (354هـ= 965م)، وبها نشأ وتعلم، ولا يعرف شيء عن نشأته الأولى سوى أنه عاش في فترة مزدهرة، ظهر فيها أساطين العلم في الفلسفة والطب والكيمياء والرياضيات والفلك، فجذبته هذه العلوم فأقبل عليها بهمة لا تعرف الكلل وعزيمة لا يتطرق إليها وهن، فقرأ ما وقع تحت يديه من كتب المتقدمين والمتأخرين، ولم يكتفِ بالاطلاع عليها والقراءة فيها، وإنما عني بتخليصها ووضع مذكرات ورسائل في موضوعات تلك العلوم وظل مشتغلا بهذه العلوم، وبالتصنيف فيها فترة طويلة حتى ذاعت شهرته، وسمع بها الخليفة الفاطمي الحاكم بامر الله فتاقت نفسه إلى الاستعانة به، وزاد من رغبته ما نمي إليه ما يقوله ابن الهيثم: "لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملا يحصل به النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقص"، وكان ابن الهيثم في هذه الفترة قد تجاوز الستين من عمره، اشتهر في العالم الإسلامي باعتباره عالمًا في الهندسة له فيها آراء واجتهادات.



رغّب الحاكم إلى ابن الهيثم الحضور إلى مصر والاستقرار فيها، فلما وصل أكرمه، وطلب منه تنفيذ ما قاله بخصوص النيل، فذهب الحسن إلى اسوان ومعه جماعة من الصناع المحترفين في أعمال البناء ليستعين بهم على تنفيذ فكرته التي خطرت له، غير أنه لما عاين الموقع الذي اختاره لتنفيذ مشروعه وجده لا يصلح مع ما فكر فيه، وأن تنفيذه يكاد يكون مستحيلا، فبناء جسم على النيل في ذلك الوقت تفوق إمكانات عصره وفوق طاقة رجاله، فعاد الحسن بن الهيثم خجلا إلى القاهرة، واعتذر للخليفة الحاكم، فتظاهر بقبول عذره، وولاه بعض الدواوين، فتولاها ابن الهيثم رهبة لا رغبة، ولو أنصف الحاكم لجعله في زمرة من جمعهم من العلماء في دار الحكمة ولصرفه عن الوظيفة، فما كان لمثله أن يصلح لهذا العمل، وهو الذي اعتاد حياة البحث والدراسة.
غير أن توليه هذا المنصب لم يكن ليجعله في مأمن من نزوات الحاكم الطائشة، وهو متقلب المزاج، سريع البطش والعقاب، وخشي ابن الهيثم من هذه التقلبات، وفي الوقت نفسه لم يكن قادرًا على التخلي عن عمله والانسحاب منه؛ خوفًا من غدر الحاكم بأمر الله، فلم يجد وسيلة للتخلص مما فيه إلا ادعاء الجنون وإظهار البله والعته، فلما بلغ الحاكم ذلك عزله عن منصبه وصادر أمواله، وأمر بحبسه في منزله، وجعل عليه من يخدمه، وظل العالم النابه على هذه الحالة التعسة حتى تُوفي الحاكم بأمر الله، فعاد إلى الظهور والاشتغال بالعلم، واستوطن دارًا بالقرب من الجامع الأزهر، وأقام بالقاهرة مشتغلا بالعلم والتصنيف ونسخ الكتب القديمة حتى توفي سنة (430هـ= 1038م) تقريبًا.