المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النخلة ......من أصالة العربي



يوسف أبوسالم
15/10/2008, 12:34 PM
النخلة

في التعريف بأمة العرب ، انصب اهتمام علماء التاريخ والإجتماع والجغرافيا ، على الدين واللغة والتقاليد ، دون الإنتباه الكافي للنخلة ، هذه السامقة الشامخة المتأودة مع النسيم والمقاومة للريح على شواطىء النيل ، ودجلة والفرات والعاصي ، وعلى سواحل البحرين والكويت وعمان حتى المغرب وموريتانيا ..( وفي الإحساء السعودية ) وهي أكبر واحة نخيل في العالم
( وحديثا في العقبة الأردنية ) ..
ولا يخلو بلد عربي من غابة لها أو أجمة أو عدة أفراد تتراقص بين الحقول وعمق الصحارى .
شهدت بكور العقل ، وتفاعل الأساطير مع الخرافات ، ومولد الأديان وحكمة السماء ، واجتياح الطوفان وظهور السجون والحدود والكتب والكتاتيب ، لترى العيال وقد جلسوا يتلقون العلوم على قفص من ( جريد ) ، وتحت سقيفة من ( الفلق ) المنشف من سيقانها .
ورغم تعدد الأنواع من عائلة النخيل في الهند وجنوب آسيا وأمريكا وإسبانيا وبعض مناطق وسط وجنوب أفريقيا ، إلا أن ( النخلة العربية ) متفردة في صفاتها وثمارها ..!!
وحتى وقت قريب لم يكن يخلو بيت ( كوخا كان أو قصرا ) ، من أثر في بنائه من أجزاء النخلة ، ولأمة العرب دراية في شق جذوعها لتصبح أفلاقا ( جمع فلق ) ، تعالج في الماء وتجفف فترات طويلة حتى تكتسب صلابة ومناعة ضد التسوس والحشرات لتصبح ركائز وسقوفا ...
ويعالج الجريد ليصبح سقفا قابلا للتحمل والضغوط ، لكن أمر ( الجريد ) دون أغصان بقية أشجار العالم ، تسلل من أحقاب إلى الأقفاص وألأسرة والكراسي والموائد ، وقرى الشواطىء الراقية الآن لا تزال تتعامل بشكل فني رقيق مع عناصر الجريد ، لخفته وقدرته على إذكاء نوع من التشكيل الفني البديع ، لكن ( السعف ) يتفرد وحده ليصبح صلبانا يحملها المحتفلون في أعياد الأقباط ، يومي أحد السعف وسبت النور استحضارا لموعظة محاولة صلب النبي عيسى بن مريم ( عليهما السلام ) ، تلك التي أجاءها المخاض إلى جذع النخلة ، والتي أكلت منها رطبا جنيّا ، كما جاء في القرآن الكريم .
والرطب الجني ذلك الذي لا مثيل لحلاوته وليونته وقدراته الشفائية ، يقودنا إلى الأتواع المتعددة من بلح النخل ...
اللين والخشن والأخضر والرطب والأصفر والأحمر واليابس والتمر والرملي والعجوة والأمهات والزغلول
هي الثمرة الوحيدة التي تتعدد بتعدد النخيل وتعدد مناطق زراعته ، على غير ما ألفنا من جميع النباتات التي قد لا يزيد تعدد أنواعها عن أربعة في أكثر الحالات كالبرتقال مثلا ...
ويحصي ابن البيطار وأبو زكريا ابن العوام وداود الإنطاكي في كتبهم عن النباتات والعلاج بالأطايب والثمار ، ما قد يصل إلى ثلاثمائة نوع من بلح النخيل ، ومع ذلك فإن النخلة تستعصي على التطعيم أو التلقيح مزجا بينها وبين أي نبات آخر كما حدث في البرتقال ، ولذا فإن النخلة تظل شجرة أمينة مخلصة ، لا تمنح نفسها إلا لذكر النخيل ، وتجد ذكر النخيل واقفا وسط إناث النخيل شامخا غليظ الرقبة ، وكأنه ديك وسط الدجاجات .
وفي الحالات التي تشاء الظروف فيها أن يبقى الذكر وحيدا دون إناثه ، فإنه لا يلبث أن يضطرب ويحتقن ويتجهم ويصبح وكرا للثعابين والزنابير والغربان الضالة .....!!
وهو ما يصف به الناس فاقد التواصل مع الغير ، ( يعيش قلقا ويموت فلقا ) .
وأصحاب المأثور من الطب العربي يعتبرون البلح غذاء له قدرته على تقوية جهاز المناعة ضد الأمراض ، وخصوصا إذا ما تم تناوله مع اللبن ، ويؤثر المسلمون عادة أن يفتتحوا صوم إفطار رمضان ، بتناول البلح أو التمر ، خالصا أو مخلوطا بالأشربة ، ولا يزال كثيرون يعتبرونه خير زاد للسفر ، وللذهاب للمدارس ، وخير مفتتح لتكريم الضيف .
لكن المثلبة الكبرى للنخلة كانت في هذه الوقائع المؤلمة التي ربط فيها الجبابرة الفقراء والمناوئين لهم في جذوع النخل وسقوهم الويل حتى الهلاك .
حدث هذا في عصر الوليد بن عبد الملك والحجاج بن يوسف الثقفي ، وفي عصور المماليك والمداهمين ومحطمي الأوطان وذوي القدرة على الإجتياح قديما وحديثا ، حتى أن قاذفات اللهب وحاملات الصواريخ لم توقفهم عن ولعهم بهذا الفعل .
لكن النخيل سوف يظل نخيلا ، فيه كثير من صفات هذه الأمة التاريخية ، يمتزج بأخلاقها ، وبأغنيها وفولوكلورها ، وبقدرتها على الصمود والإستمرار ....


محمد مستجاب
كتاب نبش الغراب ( سلسلة كتاب العربي )
الصادر في 15 أكتوبر 2008 _ الجزء الثالث

روان أم المثنى
16/10/2008, 01:11 PM
http://up3.m5zn.com/get-10-2008-c0rwbsr7wfl.GIF

سيــد البيــان

الشاعر المبدع

يوسف أبو سالم

موضوع جميل للغاية هز جناني طربا

فالنخيل جزء لا ينفصل من حياتي

لأن مدينتي (الأحساء) واحة المملكة وجنة قلبي

ولو قدّر لك أن تشاهد مدينة الأحساء من خلال برنامج غوغل إيرث

لوجدت بقعة سوداء تظللها النخيل

وهذا المشهد يذكرني بقول الله عز وجل في جنتي المتقين

(مدهامّتان) وهو تعبير لوني فريد عن شدة الخضرة المائلة إلى السواد

والحق أن النخلة كائن بذاته ليس كسائر النبات

فمن عايشها عرف أنها روحا ناطقة تحس وتعي

ولست أبالغ في ذلك..

فهي شبيهة بالإنسان في كافة أحوالها أو أغلبها على الأقل

فهي لا تثمر في الوحشة، وتأنس بالمجاورة، وتفتقد الأليف

كما أن النخلة تعشق كابن آدم، وترى بعض النخيل يميل على بعض

والفلاحون إذا لاحظوا أن هذا الميل صاحبه هزال النخلة، شدوها إلى النخلة التي مالت عليها

فتعود رية كما كانت وتثمر كما كانت تثمر

كما أنه من العجيب أن النخلة إذا قطع فحلها لم تثمر

وما زرع من نوى النخلة يخرج نخلا يشبهها

وثمر النخل دواء من السموم وغني بفيتامينات عديدة

قال خاتم النبيين عليه صلاة الله وسلامه

"في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم "

وهو حديث صحيح

والعامة عندنا يقولون (خَرَف فلان النخلة) إذا جناها رطبا

و (صَرَم فلان النخلة) إذا جناها تمرا

والنخل (جمع نخلة) لفظ يذكر ويؤنث

فتقول هذا نخل، وهذه نخل

يقول عز وجل: والنخل باسقات لها طلع نضيد

وهناك فائدة صغيرة في تذكير أعجاز النخل في سورتي القمر والحاقة

ففي القمر أوردها رب العزة مذكرة

(كأعجاز نخل منقعر)

وفي الحاقة أوردها مؤنثة

(أعجاز نخل خاوية)

وقد قرأت فيما مضى فائدة لهذا المعنى جميلة

وهي أن التذكير في القمر كان بسبب أن ريح العذاب استمرت يوما واحدا

(في يوم نحس مستمر) فجعلت الأجساد يابسة شديدة وهي صفة تناسب الذكورة

أما في الحاقة فكانت الريح (سبع ليال وثمانية أيام حسوما)

فتركت الأجساد لطول المدة يابسة ثم أنتنت وضعفت

والضعف صفة تناسب الإناث

والله أعلم

أستاذنا الكريم

أعتذر عن هذا الرد الطويل

لكن النخلة لها في قلوبنا مكان كمنزلة الأرض والدم


http://up3.m5zn.com/get-10-2008-jvnr4ll3yix.GIF

يوسف أبوسالم
19/10/2008, 11:26 AM
http://up3.m5zn.com/get-10-2008-c0rwbsr7wfl.GIF

سيــد البيــان

الشاعر المبدع

يوسف أبو سالم

موضوع جميل للغاية هز جناني طربا

فالنخيل جزء لا ينفصل من حياتي

لأن مدينتي (الأحساء) واحة المملكة وجنة قلبي

ولو قدّر لك أن تشاهد مدينة الأحساء من خلال برنامج غوغل إيرث

لوجدت بقعة سوداء تظللها النخيل

وهذا المشهد يذكرني بقول الله عز وجل في جنتي المتقين

(مدهامّتان) وهو تعبير لوني فريد عن شدة الخضرة المائلة إلى السواد

والحق أن النخلة كائن بذاته ليس كسائر النبات

فمن عايشها عرف أنها روحا ناطقة تحس وتعي

ولست أبالغ في ذلك..

فهي شبيهة بالإنسان في كافة أحوالها أو أغلبها على الأقل

فهي لا تثمر في الوحشة، وتأنس بالمجاورة، وتفتقد الأليف

كما أن النخلة تعشق كابن آدم، وترى بعض النخيل يميل على بعض

والفلاحون إذا لاحظوا أن هذا الميل صاحبه هزال النخلة، شدوها إلى النخلة التي مالت عليها

فتعود رية كما كانت وتثمر كما كانت تثمر

كما أنه من العجيب أن النخلة إذا قطع فحلها لم تثمر

وما زرع من نوى النخلة يخرج نخلا يشبهها

وثمر النخل دواء من السموم وغني بفيتامينات عديدة

قال خاتم النبيين عليه صلاة الله وسلامه

"في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم "

وهو حديث صحيح

والعامة عندنا يقولون (خَرَف فلان النخلة) إذا جناها رطبا

و (صَرَم فلان النخلة) إذا جناها تمرا

والنخل (جمع نخلة) لفظ يذكر ويؤنث

فتقول هذا نخل، وهذه نخل

يقول عز وجل: والنخل باسقات لها طلع نضيد

وهناك فائدة صغيرة في تذكير أعجاز النخل في سورتي القمر والحاقة

ففي القمر أوردها رب العزة مذكرة

(كأعجاز نخل منقعر)

وفي الحاقة أوردها مؤنثة

(أعجاز نخل خاوية)

وقد قرأت فيما مضى فائدة لهذا المعنى جميلة

وهي أن التذكير في القمر كان بسبب أن ريح العذاب استمرت يوما واحدا

(في يوم نحس مستمر) فجعلت الأجساد يابسة شديدة وهي صفة تناسب الذكورة

أما في الحاقة فكانت الريح (سبع ليال وثمانية أيام حسوما)

فتركت الأجساد لطول المدة يابسة ثم أنتنت وضعفت

والضعف صفة تناسب الإناث

والله أعلم

أستاذنا الكريم

أعتذر عن هذا الرد الطويل

لكن النخلة لها في قلوبنا مكان كمنزلة الأرض والدم




http://up3.m5zn.com/get-10-2008-jvnr4ll3yix.GIF


روان يوسف
مساء النخل

وتعتذرين عن هذا التوحد والتماهي مع النخلة
ولو كنت أدري أنك ابنة النخيل في الإحساء لوضعت هذا الموضوع منذ زمن بعيد
حتى استمتع ويستمتع معي المربد كله بهذه الإضافات الرائعة التي أضفتها
والتي لا تقل أصالة وعمقا وتلقائية عن المقال الأصيل
بل إن ما ذكرتيه نابع من معايشة وتوحد وبالتالي كان شرحا رقيقا صادقا
والصدق والتلقائية دائما ما يدخلان القلب بلا استئذان
وأي نص يتميز بالصدق والتلقائية سيكون مرهفا وجميلا بلا أدنى شك
وجعلتنا نحب النخيل أكثر وأكثر
وخصوصا أننا بلد محلروم منه ومن هذه النعمة العظيمة إلا كميات بسيطة
في العقبة الأردنية وهي بعيدة عنا كثيرا
بارك الله بك
وحفظ الله الإحساء ونخيل الإحساء

رزان
22/10/2008, 09:06 PM
***** ***** ***** *****


شاعرنا الفنان


(( يوسف أبو سالم ))


مساء الشموخ


لم يقدر لي أن أتم قراءة هذا الموضوع المتميز عن


(( النخل )) رمز الشموخ إلا الآن


وهذا بحق تقصير مني أعتذر كثيراً لذلك


أيها الكريم لاشك أن للنخلة مكانة عظيمة فى قلوبنا ..


تلك الشجرة السامقة الشامخة حينما نأتي على ذكرها أول


ما يتبادر إلى أذهاننا قصة سيدتنا (( مريم )) عليها السلام


حينما سخر الله لها النخلة حينما كانت على وشك أن تضع مولودها


عيسى عليه السلام حيث يقول الله تعالى في سورة (( مريم ))


مخاطباً سيدتنا مريم :


(( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي


وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا )) ..


كما ذكر الله تعالى النخلة في مواضع متعددة كثيرة منها قوله


سبحانه وتعالى في سورة النحل :


(( وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا


إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ))


كما وذكرها سبحانه في سورة الرحمن إذ يقول :


(( فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ))


وفي آية أخرى في سورة الرحمن أيضاً يقول سبحانه وتعالى :


(( فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ )) ..


وهناك الكثير من الآيات الأخرى التي تتحدث عن تلك الشجرة العظيمة


المباركة التي كرمها الله تعالى ..


وإذا ما انتقلنا للسنة النبوية نجد نبينا محمد صلوات الله


وسلامه عليه قد حثنا على تناول تلك الثمار المباركة لما لها


من فوائد جمّة حيث يقول صلى الله عليه وسلم :


" من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره فى ذلك اليوم سم


ولا سحر "


ومن سننه صلى الله عليه وسلم (( ما يعرف بالتحنيك ))


وهو مضغ التمر وتحنيك الطفل حديث الولادة به وهذه السنة


تمارس إلى يومنا هذا ..


وحينما ننتقل إلى النخلة في التراث العربي نجد أن العديد من


القصائد ذكرت فيها هذه الشجرة المباركة ..


والله لقد أطربتنا أيها الكريم بهذا الموضوع الأكثر من رائع ..


وبحق لو تحدثت عن النخلة وذكريات الطفولة معها لن أنتهي


فالحديث عن تلك الشجرة المباركة يطول ..


في جعبتي الكثير عن النخل ولكنني أكتفي بهذا القدر وأعتذر كثيراً


على هذه الإطالة نسيت نفسي حقاً ..


لك خالص التقدير والاحترام أيها الكريم


وبانتظار الجديد من اختياراتك المميزة الماتعة


تقبل تحيتي لشخصك الكريم



....... رزان محمد



http://www.image.gostshare.com/files/42628qt8plsm53mok0uq.gif

رزان
22/10/2008, 09:11 PM
**



(( يثبت الموضوع لروعته ))



**

يوسف أبوسالم
23/10/2008, 01:09 AM
***** ***** ***** *****



شاعرنا الفنان


(( يوسف أبو سالم ))


مساء الشموخ


لم يقدر لي أن أتم قراءة هذا الموضوع المتميز عن


(( النخل )) رمز الشموخ إلا الآن


وهذا بحق تقصير مني أعتذر كثيراً لذلك


أيها الكريم لاشك أن للنخلة مكانة عظيمة فى قلوبنا ..


تلك الشجرة السامقة الشامخة حينما نأتي على ذكرها أول


ما يتبادر إلى أذهاننا قصة سيدتنا (( مريم )) عليها السلام


حينما سخر الله لها النخلة حينما كانت على وشك أن تضع مولودها


عيسى عليه السلام حيث يقول الله تعالى في سورة (( مريم ))


مخاطباً سيدتنا مريم :


(( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي


وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا )) ..


كما ذكر الله تعالى النخلة في مواضع متعددة كثيرة منها قوله


سبحانه وتعالى في سورة النحل :


(( وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا


إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ))


كما وذكرها سبحانه في سورة الرحمن إذ يقول :


(( فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ))


وفي آية أخرى في سورة الرحمن أيضاً يقول سبحانه وتعالى :


(( فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ )) ..


وهناك الكثير من الآيات الأخرى التي تتحدث عن تلك الشجرة العظيمة


المباركة التي كرمها الله تعالى ..


وإذا ما انتقلنا للسنة النبوية نجد نبينا محمد صلوات الله


وسلامه عليه قد حثنا على تناول تلك الثمار المباركة لما لها


من فوائد جمّة حيث يقول صلى الله عليه وسلم :


" من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره فى ذلك اليوم سم


ولا سحر "


ومن سننه صلى الله عليه وسلم (( ما يعرف بالتحنيك ))


وهو مضغ التمر وتحنيك الطفل حديث الولادة به وهذه السنة


تمارس إلى يومنا هذا ..


وحينما ننتقل إلى النخلة في التراث العربي نجد أن العديد من


القصائد ذكرت فيها هذه الشجرة المباركة ..


والله لقد أطربتنا أيها الكريم بهذا الموضوع الأكثر من رائع ..


وبحق لو تحدثت عن النخلة وذكريات الطفولة معها لن أنتهي


فالحديث عن تلك الشجرة المباركة يطول ..


في جعبتي الكثير عن النخل ولكنني أكتفي بهذا القدر وأعتذر كثيراً


على هذه الإطالة نسيت نفسي حقاً ..


لك خالص التقدير والاحترام أيها الكريم


وبانتظار الجديد من اختياراتك المميزة الماتعة


تقبل تحيتي لشخصك الكريم



....... رزان محمد




http://www.image.gostshare.com/files/42628qt8plsm53mok0uq.gif



رزان
صباح النخيل

ماشاء الله
إضافاتك جميلة ورائعة
ولا أدري لماذا نهمل كل أصالتنا ونبحث في الغرب عن بدع
ما أنزل الله بها من سلطان
لدينا في أرض العروبة المباركة كل شيء عظيم ورائع ومبارك
النخل والتين والزيتون
ومهبط الأنبياء والرسل
ومكة ومقدساتها والقدس والأزهر والقيروان
وما لايعد ولا يحصى
أفلا نفتخر بكل هذا
ثم ننتظر من زار معبدا مهشما في بلد غربي حتى يأتي ويحدثنا عن روعته وما هو برائع
ولكنه البعد عن الأصالة والتغرب المجاني
كان كثير من المتشدقين يتبارون في مديح النظام الرأسمالي
وهاهو هذا النظام يتهاوى
وما عرفنا عن انهياره المالي والإقتصادي أقل بكثير مما سنعرفه لاحقا
صدق والله ( ماو تسي تونغ ) وهو يقول ويصف أمريكا في عز جبروتها أنها ( نمر من ورق )
وهاهو يتحقق هذا القول
شكرا لك يا رزان
وتحياتي

عماد ابو رياض
27/10/2008, 02:53 PM
والله لاأعرف ماذا أقول ..
عساني أوفق وترضى عني أخي العزيز إن قلت
شعرا منثور ودرر تلمع في حق النخل ذات الأكمام
بالموضوع وتعليقات الأخوات روان ورزان
والله تبقى النخلة شامخة ، قاومت الأحتلال ، وتقصفت
سعفاتها
وضحت بقلبها
ولم يبق منها غير الجذع الشامخ ، فأراد الله تعالى
أن يذل جبروتهم
فأثمر هذا الجذع الشامخ الصامد وصورته ونشرته
في منتدانا الغالي
تحياتي لك اخي العزيز يوسف وحفظك الله تعالى .

يوسف أبوسالم
27/10/2008, 06:26 PM
والله لاأعرف ماذا أقول ..

عساني أوفق وترضى عني أخي العزيز إن قلت
شعرا منثور ودرر تلمع في حق النخل ذات الأكمام
بالموضوع وتعليقات الأخوات روان ورزان
والله تبقى النخلة شامخة ، قاومت الأحتلال ، وتقصفت
سعفاتها
وضحت بقلبها
ولم يبق منها غير الجذع الشامخ ، فأراد الله تعالى
أن يذل جبروتهم
فأثمر هذا الجذع الشامخ الصامد وصورته ونشرته
في منتدانا الغالي
تحياتي لك اخي العزيز يوسف وحفظك الله تعالى .





أخي عماد
مساء شموخ النخيل

ليتنا أخي عماد نبلغ جزءا واحدا من شموخ النخل
ليتنا نصمد كما يصمد النخل
ولايكون لنا هدف إلا كهدفه وهو الذرى
ومعانقة السحاب والآفاق
ولأن النخل عريق وكبير وشامخ
فإنه كالعربي الأصيل
يموت واقفا ولا يعرف الإنحناء
لهذا سيصمد نخل العراق
ويهزم المحتل
ويظل النخل مختزنا هزيمة العدو إلى الأبد

تحياتي

محمد الكبيسي
28/10/2008, 07:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي يوسف ابو سالم رعاك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت موضوعك الجميل واستذكرت حادثة أنا شاهد عليها وهي تتعلق بموضوعك
في سنة 1978 ذهبت برفقة والدي رحمه الله الى منطقة زراعية تبعد حوالي الخمسة عشر كيلو متر عن بيتنا وفي هذه المنطقة صديق لوالدي يمتلك بستانا كبيرا فيه اغلب انواع التمور وبما ان والدي اصوله من منطقة كبيسه وهذه المدينة مشهورة بوفرة النخيل وعيون الماء فقد أدمن التجوال في يستان صديقه يتفحص النخيل وأنواع التمور وذات مرة لفتت نظره نخلة تحمل تمرة فريدة بحجمها وحلاوتها وكان هذه اول سنة تحمل فيها فلم يخف والدي اعجابه بها لصديقه عندها أقسم صديقه صاحب البستان بأن هذه النخلة اصبحت من نصيب والدي وقال كل عام تأتي ياحاج لتأخذ ما حملته هذه النخلة وأنها من نصيبك الى اخر تمرة فيها واصبحت النخلة تسمى بأسم والدي وفي كل عام نذهب انا ووالدي لجلب ناتج النخلة حيث يتسابق اولاد صاحب البستان على قطف تمورها فنعطي لهم منها بعض الحاصل لأنها وكما اسلفت نوع مميز ونوزع على الأقارب والأصدقاء وأستمر الحال الى ما قبل حرب 1990 بسبعة عشر يوم وهو اليوم الذي توفى فيه والدي هنا حدث الأمر الغريب
ثاني يوم التعزية جاء صاحب البستان الينا ليعزي وبعد أن قدم لنا التعزية بوفاة الوالدقال :أتدرون ما الذي حصل أمس وهو يوم الوفاة قلنا والله لانعلم قال والله الذي رفع السماء وبسط الأرض أن النخلة التي اهديتها للمرحوم سنة 1978سقطت امس وتمددت في البستان دون كل النخيل وقال لقد ماتت بموته رحمه الله فوالله بكسر الهاء حدث هذا مع نخلة والدي ولا أعلم هل هي موافقة ان تموت بمثل هذا اليوم ام ان هناك سر في الأمر
ملاحظه : كانت هذه النخلة تأخذ حيز كبير من حياة والدي وقد كان يعشقها ولا يمر اسبوع الا ويراها عند زيارته لصديقه وقد كان يتندر بها لأصحابه وجلاسه في ديوانه حيث كان لوالدي رحمه الله ديوان يجتمه فيه الناس كل مساء
موضوعك الجميل أخي يوسف ذكرني بهذه الحادثة فأحببت أن اكتبها
لك تحيتي وأشواقي أيها العزيز

يوسف أبوسالم
29/10/2008, 10:33 AM
شاعرنا محمد الكبيسي

والله أن ذكر النخل في القرآن الكريم لم يأت عبثا
وأن إيحاء الله عز وجل لمريم البتول أن تهز إليها جذع النخلة
لم يأت من فراغ
وأن تهديد فرعون للذين آمنوا مع النبي موسى عليه السلام
بصلبهم إلى جذوع النخل له دلالاته
وأن صمود نخيل العراق في وجه كل تلك الغارات الهمجية
بمثابة رسائل لأمة العرب أن أنظروا وتعلموا كيف يكون الثبات على الحق
وكيف يكون السمو في أحلك الظروف
ويا أخي لا أستغرب القصة
فالنخلة كائن حي مميز لها من الأسرار ما لا نعرفه بعد
وكما أن الخيل تمرض وربما تموت لموت صاحبها
فلماذا لا يفعل النخل ذلك
كل الشكر لك
ورحم الله الوالد ونخلته
تحياتي

رزان
01/11/2008, 08:42 PM
http://www.image.gostshare.com/files/21a4xavhsy0tm8e2spvo.gif


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صباح الورد


رداً على كلام الكريم


(( محمد الكبيسي ))


أولاً رحم الله والدك وأسكنه فسيح جنانه


أيها الكريم أجل لموت النخلة التي عهدها والدك صلة بموته - رحمه الله -


الأشجار كالإنسان تماماً تحس وتشعر وتتألم إن فقدت شخصاً عزيزاً


وهذا ما ثبت بتجارب عدة ..


وأقوال كُثر حصل معهم نفس الموقف تؤكد ذلك ..


حينما فقدت إحدى الأشجار في منزلنا


أخي الذي عهدها بالرعاية ماتت حزناً على فراقه ..


أذكر أيضاً أن خالتي كانت تسكن في مدينة مجاورة


وكان بمنزلها شجرة تين ثتمر ثماراً لم أتذق في حياتي أطيب منها


لكن حينما اضطرت خالتي لمغادرة ذلك المنزل حدث ما لم يتوقعه أحد


لم تعد تلك الشجرة تنتج ولو تينة واحدة ..


وبدأت تهزل وتضعف شيئاً فشيئاً إلى أن ماتت ...


فسبحان الله ..


لك شكري أيها الكريم


ولا أنسى أن أكرر شكري للكريم يوسف أبو سالم


الذي أمتعنا بهذا الموضوع الأكثر من رائع


لكم خالص الاحترام



...... رزان محمد


http://www.image.gostshare.com/files/21a4xavhsy0tm8e2spvo.gif

يوسف أبوسالم
02/11/2008, 07:52 AM
http://www.image.gostshare.com/files/21a4xavhsy0tm8e2spvo.gif



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صباح الورد


رداً على كلام الكريم


(( محمد الكبيسي ))


أولاً رحم الله والدك وأسكنه فسيح جنانه


أيها الكريم أجل لموت النخلة التي عهدها والدك صلة بموته - رحمه الله -


الأشجار كالإنسان تماماً تحس وتشعر وتتألم إن فقدت شخصاً عزيزاً


وهذا ما ثبت بتجارب عدة ..


وأقوال كُثر حصل معهم نفس الموقف تؤكد ذلك ..


حينما فقدت إحدى الأشجار في منزلنا


أخي الذي عهدها بالرعاية ماتت حزناً على فراقه ..


أذكر أيضاً أن خالتي كانت تسكن في مدينة مجاورة


وكان بمنزلها شجرة تين ثتمر ثماراً لم أتذق في حياتي أطيب منها


لكن حينما اضطرت خالتي لمغادرة ذلك المنزل حدث ما لم يتوقعه أحد


لم تعد تلك الشجرة تنتج ولو تينة واحدة ..


وبدأت تهزل وتضعف شيئاً فشيئاً إلى أن ماتت ...


فسبحان الله ..


لك شكري أيها الكريم


ولا أنسى أن أكرر شكري للكريم يوسف أبو سالم


الذي أمتعنا بهذا الموضوع الأكثر من رائع


لكم خالص الاحترام



...... رزان محمد



http://www.image.gostshare.com/files/21a4xavhsy0tm8e2spvo.gif



فعلا كما تقولين يا رزان

وكما سبق أن ذكر صديقنا الشاعر محمد الكبيسي
وزميلتنا روان
فالأشجار كائنات حية تحس وتتألم وتفرح وتنتعش
وفي حديقة منزلي أعمل أحيانا على رعاية بعض الأشجار
ومن طول التعامل تصبح الشجرة كالإبن تماما
أشعر أنها تفرح لقدومي وتغضب لمغادرتي
لذلك فإن الله يبارك في الشعب الذي يأكل مما يزرع
وهذه خيرات الأرض التي إن أعطيناها أعطتنا أكثر
ونتذكر بألم وغضب شديد
كيف سلط برابرة القرن الواحد والعشرين جام غضبهم على الزيتون في فلسطين
وأخذوا يقطعونه ويدمرونه بلا رحمة
ووالله كانت كل شجرة تقتلع كأنها جزء من قلوبنا
وليس بغريب أبدا على الذين ينكلون بشعبنا في فلسطين والعراق أن يدمروا الأشجار أيضا
وسيأتي يوم يذوقون فيه نتيجة شر أعمالهم
فإن الله يمهل ولا يهمل

تحياتي