الخبزقبل شيء

[مصطفى طاهري]

الخبزقبل شيء


جاؤوا قريتنا مساء من جهة الشرق،بلحاهم الكثة الشديدة السواد،وعباءاتهم البيضاء الناصعة البياض ، تجمهرنا حولهم ،فعانقواالكباروقبلوا الصغار...
بالدار الكبيرة لشيخ القبيلة ، جلسوا وجلسنا ، فقال كبيرهم : نحن ضيوفكم ، اتيناكم بمفاتيح الخير، ولكن لاتتعبوا انفسكم ،طعامنا جاهز ،ولن ناكل شيئا اخر،فلا تحرجوننا..
و ظننا ان مائدة ستنزل عليهم من السماء، فالقوم قدموا خفافا طوالا...
ثم طلب كبيرهم وكان شابا طويلا عريض المنكبين ان تفرش ساحة القرية وان يحضر الاهالي الكبار والصغار، النساء والرجال، وباتوا يحدثوننا عن الخير والشروالحلال والحرام والصبر والاحسان والعفو والموت وظلمات القبر وعذاب السعير...
ولما حان النوم تركناهم ولا نعرف ماذا اكلوا...
وبعد صلاة الفجر والدعاء ،قام كبيرهم وخاطبنا :من يخرج معنا لزرع الخير ومحاربة الشيطان ؟ من يخرج معنا بماله ونفسه ؟من يخرج معنا بنفسه وزوجه؟
سكتنا ، فانبرى عبد الله ابو الذئاب قائلا : لو تضمنون لابنائي الستة كسرة خبز لخرجت معكم ولا اعود ..
وقال نفس الكلام احمد الشراد وعباس الصراف و...
لحظتها شدوا على لحاهم ،ولم نعد نسمع منهم الا الحوقلة والاستعاذة من الشيطان ،ثم احنوا رؤوسهم وانسحبوا في صمت تتبعهم نسوتهم المتشحات بالسواد...

[عبد المنعم جبر عيسي]

ا / مصطفى طاهري
لا أستطيع أن أتفق معك في أن الخبز يجب أن يكون قبل كل شيء ، وأستطيع أن أضرب لك العديد من الأمثلة علي أن هناك أشياء كثيرة تسبقه ، مثلا : القلب والعقل والروح .. وكلنا يعرف ذلك .
ثم إن هؤلاء جاءوا - حسبما فهمت مما كتبت - يدعونكم إلي الخير : ( وباتوا يحدثوننا عن الخير والشروالحلال والحرام والصبر والاحسان والعفو والموت وظلمات القبر وعذاب السعير ... ) فما هي الرسالة التي تريد إيصالها إلي متلقيك ؟ أن يقبل دعوة الداعي - أيا كانت - فقط إذا ضمن له كسرات الخبز لأولاده ؟! مع أنك ذكرت أن معهم طعامهم ولم يكلفوا أهل القرية شئ ، وهذا يعني بكل تأكيد أنهم سيوفرونها لمن يخرج معهم : ( لزرع الخير ومحاربة الشيطان ) !
شكرا لسعة صدرك .

[يوسف أبوسالم]

أخي مصطفى
مساء الخيرات

أما أنا فمع كل ما ذكرت تماما
وأوافقك على هدف هذه القصة الجميل
وهو أن الوعظ زالإرشاد المجاني الذي صار مهنة للكثيرين يتكسبون منها
هو أمر شكلي لا طائل من ورائه
وأن أية دعوة لأية فكرة يجب أن تقترن بالعمل الفعلي
وأن لا تكون على حساب قوت الناس ومعاشهم وخصوصا في هذا العصر
ودليلي على فقدان هذا اسلوب الوعظي لأهميته هو ما تيثه الفضائيات
هذه الأيام من كلمات وخطب وفتاوى لوعاظ تلفزيونيين
صاروا يتقاضون أموالا طائلة على برامجهم تلك
فضلا عن تناقض ما يقوله أحدهم مع الآخر
وفي كثير من الأحيان بعده عن جوهر الدين واهتمامه بالشكليات
اقد حارب عمر بن الخطاب مثل هذه الأساليب
وطلب أن بتم تقديم قيمة العمل أولا
وهو الذي روي عنه أن السماء تمطر ذهبا ولا فضة
وأن المعيار هو العمل قبل الخطب الوعظية
شكرا لك
وتحياتي

[عبد المنعم جبر عيسي]

شاعرنا الجميل
مساء الورد ..
بداية أحب أن أسجل اعجابي بقراءاتك لأعمال الزملاء ، حيث تتناول في غالبها زوايا بنائية وأبعاد تشكيلية تتعلق بالعمل الأدبي ( القصة ) ، كما لا تغفل بعض الجوانب النفسية المهمة للشحوص ..
ولكن اسمح لي :


أخي مصطفى
مساء الخيرات

أما أنا فمع كل ما ذكرت تماما
وأوافقك على هدف هذه القصة الجميل
وهو أن الوعظ زالإرشاد المجاني الذي صار مهنة للكثيرين يتكسبون منها
هو أمر شكلي لا طائل من ورائه
وأن أية دعوة لأية فكرة يجب أن تقترن بالعمل الفعلي
وأن لا تكون على حساب قوت الناس ومعاشهم وخصوصا في هذا العصر
ودليلي على فقدان هذا اسلوب الوعظي لأهميته هو ما تيثه الفضائيات
هذه الأيام من كلمات وخطب وفتاوى لوعاظ تلفزيونيين
صاروا يتقاضون أموالا طائلة على برامجهم تلك
فضلا عن تناقض ما يقوله أحدهم مع الآخر
وفي كثير من الأحيان بعده عن جوهر الدين واهتمامه بالشكليات
اقد حارب عمر بن الخطاب مثل هذه الأساليب
وطلب أن بتم تقديم قيمة العمل أولا
وهو الذي روي عنه أن السماء تمطر ذهبا ولا فضة
وأن المعيار هو العمل قبل الخطب الوعظية
شكرا لك
وتحياتي

أرجو أن تحدد لي من النص ما يفيد كل ما قلت ..
ثم ما علاقة ( نصنا ) بما تبثه الفضائيات ؟ وما يشير إلي ذلك منه ؟
أذكر أيضا أن الأبطال اشترطوا لإتباع الدعاة أن يوفروا الخبز لأولادهم .. وهم يحملون خبزهم معهم - وبالتالي - لمن يتبعهم .. فكان لا داعي لشرط الأبطال بتوفيره .. ألا تحس معي بوجود خلل - بنائي - هنا ؟!
وهذا ما أردت قوله .
أيضا : الأستاذ الكاتب لم يحدد رأيه في حقيقة دعوة الدعاة .. فقط .. أحسست بسخريته من بعض تصرفاتهم .. ثم جاء شرط الابطال الوحيد - لإتباع الدعاة - وهو : توفير كسرات الخبز - المتوفرة أصلا - دون أن يحددوا موقفهم من ( الدعوة ) نفسها .. فجاء شرطهم الوحيد علي إطلاقه .. ليوحي للقارئ - من زاوية ما - بقبول الدعوة - أيا كانت - فقط إذا تحقق ذلك الشرط .
شكر جزيلا .

[مصطفى طاهري]

ا / مصطفى طاهري
لا أستطيع أن أتفق معك في أن الخبز يجب أن يكون قبل كل شيء ، وأستطيع أن أضرب لك العديد من الأمثلة علي أن هناك أشياء كثيرة تسبقه ، مثلا : القلب والعقل والروح .. وكلنا يعرف ذلك .
ثم إن هؤلاء جاءوا - حسبما فهمت مما كتبت - يدعونكم إلي الخير : ( وباتوا يحدثوننا عن الخير والشروالحلال والحرام والصبر والاحسان والعفو والموت وظلمات القبر وعذاب السعير ... ) فما هي الرسالة التي تريد إيصالها إلي متلقيك ؟ أن يقبل دعوة الداعي - أيا كانت - فقط إذا ضمن له كسرات الخبز لأولاده ؟! مع أنك ذكرت أن معهم طعامهم ولم يكلفوا أهل القرية شئ ، وهذا يعني بكل تأكيد أنهم سيوفرونها لمن يخرج معهم : ( لزرع الخير ومحاربة الشيطان ) !
شكرا لسعة صدرك .
العزيز عبد المنعم
سعدت بقراءتك للنص ومقاربتك له
وارى انني مطالب بتوضيحات في المضوع
وفي هذا الاطار ارجوك ان تتمعن في هذه القولة:(لو تضمنون لابنائي الستة كسرة خبز لخرجت معكم ولا اعود .. )واضع سؤالا كبيرا :ما هي الوسائل التي يوظفها الارهابيون لتجنيد اتباعهم؟
اليس المال وغسيل الدماغ؟
الا ترى اخي ان قائل هذه القول على اتم الاستعداد ليكون قنبلة تنفجر في اي مكان يريده
الارهابيون؟ الا ترى ان هناك الكثيرين امثاله ؟
الا ترى ان خطاب اولائك الشيوخ اكل الدهر عليه وشرب؟
اكتفي اخي بهذا القدر وارجو منك ان تعيد قراءة النص على ضوء هذه الملاحظات ، وانا على استعداد لنزيد في النقاش من اجل الفائدة
وتقبل مرة اخرى فائق تقديري واحترامي

[مصطفى طاهري]

أخي مصطفى

مساء الخيرات


أما أنا فمع كل ما ذكرت تماما
وأوافقك على هدف هذه القصة الجميل
وهو أن الوعظ زالإرشاد المجاني الذي صار مهنة للكثيرين يتكسبون منها
هو أمر شكلي لا طائل من ورائه
وأن أية دعوة لأية فكرة يجب أن تقترن بالعمل الفعلي
وأن لا تكون على حساب قوت الناس ومعاشهم وخصوصا في هذا العصر
ودليلي على فقدان هذا اسلوب الوعظي لأهميته هو ما تيثه الفضائيات
هذه الأيام من كلمات وخطب وفتاوى لوعاظ تلفزيونيين
صاروا يتقاضون أموالا طائلة على برامجهم تلك
فضلا عن تناقض ما يقوله أحدهم مع الآخر
وفي كثير من الأحيان بعده عن جوهر الدين واهتمامه بالشكليات
اقد حارب عمر بن الخطاب مثل هذه الأساليب
وطلب أن بتم تقديم قيمة العمل أولا
وهو الذي روي عنه أن السماء تمطر ذهبا ولا فضة
وأن المعيار هو العمل قبل الخطب الوعظية
شكرا لك

وتحياتي


اخي العزيز يوسف ابو سالم
احييك اخي واشد على يديك بحرارة على مقاربتك العميقة للنص
وفعلا يا اخي الناس في واد والوعاظ في واد اخر
انهم يتركون الواقع الذي يجب عليهم ان ينطلقوا منه لوعظ الناس
(الناس يا اخي العزيز لا ينفصلون عن واقعهم)
وهؤلاء الوعاظ واستثني البعض لا يستطيعون ابدا ان يتناولوا الواقع بعمق منطلقا
لوعظهم لان ذلك من الخطوط الحمراء التي لا يجب ان يقربوها
محبتي وتقديري

[يوسف أبوسالم]

أخي عبد المنعم
مساء الورد

أخي النص عندما ينشر بأي وسيلة نشر
يصبح ملكا للقارىء
وللقارىء أن يقرأه من الزاوية التي يحب
وتعدد القراءات يثري النص ويجعله حيويا أكثر
وأنا قرأت النص من زاوية الوعاظ الذين ينسون الواقع
ويبتعدون عنه
أو أسقطت على الحكاية هذا المعنى
وياأخي لماذا نذهب بعيدا
وكاتب النص نفسه الأخ مصطفى لم يعترض على قراءتي لنصه
كل الشكر لك وتحياتي

[مصطفى طاهري]

أخي عبد المنعم

مساء الورد


أخي النص عندما ينشر بأي وسيلة نشر
يصبح ملكا للقارىء
وللقارىء أن يقرأه من الزاوية التي يحب
وتعدد القراءات يثري النص ويجعله حيويا أكثر
وأنا قرأت النص من زاوية الوعاظ الذين ينسون الواقع
ويبتعدون عنه
أو أسقطت على الحكاية هذا المعنى
وياأخي لماذا نذهب بعيدا
وكاتب النص نفسه الأخ مصطفى لم يعترض على قراءتي لنصه
كل الشكر لك وتحياتي



اخي العزيز يوسف ابو سالم

اشكرك اخي على هذا التوضيح الهام

وفعلا ما ان ينشر النص الا ويصبح ملك القارئ يقرؤه كيف يريد

ولكن باستعمال مفاتيحه (مفاتيح النص)التي هي الرموز الموظفة

فيه ،اذ هي التي تمنع تحميل النص ما لا يحتمل وتجعل القارئ داخل النص .

وفي هذا الاطار اشيد بقراءتك للنص والتي كانت صائبة مئة بالمئة ،

كما اشيد بقراءة العزيز عبد المنعم وبالاسئلة التي طرحها والتي يرجع لها الفضل في

اغناء النقاش..

محبتي وتقديري لكما