مروان قدري عثمان مكانسي
11/11/2005, 10:55 AM
قلت : يبحث الملحن عن المقام الذي يصلح للكلمات ، وقد سألني مذيع قناة ( أقرأ) في المقابلة التي أجريت معي في صيف 2002 هذا السؤال فأجبته : كل نوع من الكلمات يصلح له مقام من المقامات ، فإذا كان الملحن يعدُّ لحناً لكلمات ( ابتهال ) مثلاً فحريٌّ به أن ينكسر إلى الله بلحن يوافق الكلمة فيلجأ إلى مقام الصبا أو الحجاز ، أما إذا كان يلحن نشيداً وطنياً أو عسكرياً فليس له إلا مقام العجم أو مقام النهاوند .. إذن لكل نوع من الكلام مقام خاص يناسبه ، بل أكثر من ذلك سأذكر حادثة قد يظن القارئ أنها غريبة .
في مدينة حلب مساجد كبيرة لا يؤذن فيها إلا جهابذة الفن والطرب ، ولا يتم ترشيح المؤذن إلا بعد مقابلة واختبار ( هذا في الستينات أما الآن فالأمور تغيرت ) وأراد أحد المطربين المشهورين وقتها أن يؤذن في واحد منها ، فذهب إلى الأوقاف ليقدم أوراقه ويتسلم العمل مباشرة وقد أغرته شهرته واستقبال الناس له بترحيب زائد ، أنجز صاحبنا المطرب المشهور كل أوراقه بلمح البصر ولم يبق له سوى مقابلة اللجنة التي تختبره ، فغضب وزمجر وقال أنا فلان وأحتاج إلى مثل هذه المقابلة ؟؟ اعتذر الموظف منه بلطف وقال : يا سيدي ، مدير الديوان لا يعتمد كل هذه الأوراق مالم تكن موقعة من لجنة الاستماع .
دخل صاحبنا إلى اللجنة ( وقد بلغهم غضبه وهيجانه ) وتمالك نفسه واصطنع الأدب وقدم أوراقه قائلاً : هذه الأوراق تحتاج إلى توقيعاتكم . نظر إليه أحدهم من تحت النظارة وقال : ليس قبل أن نختبرك . قال : فيم تختبرونني ؟ أجاب : في الأذان طبعاً . قال : ألا تعرفون من أنا ؟ لم يرد عليه وقاطعه : ارفع لنا أذان الظهر . الظهر ؟؟؟ وهل يختلف أذان الظهر عن غيره ؟ ( قالها في نفسه ) لكن صاحبنا المطرب تمالك نفسه ، وكتم غيظه ، وأخذ نفساً طويلاً ملأ به رئته ثم رفع عقيرته بـ الله أكبر الله أكبر ولكن على مقام (الحجاز) أوقفه عضو اللجنة قائلاً : نأسف لعدم قبولك ، أنت راسب ، اذهب وتعلم ما يناسب كل وقت ثم عد إلينا .
يتبــــــــــع
في مدينة حلب مساجد كبيرة لا يؤذن فيها إلا جهابذة الفن والطرب ، ولا يتم ترشيح المؤذن إلا بعد مقابلة واختبار ( هذا في الستينات أما الآن فالأمور تغيرت ) وأراد أحد المطربين المشهورين وقتها أن يؤذن في واحد منها ، فذهب إلى الأوقاف ليقدم أوراقه ويتسلم العمل مباشرة وقد أغرته شهرته واستقبال الناس له بترحيب زائد ، أنجز صاحبنا المطرب المشهور كل أوراقه بلمح البصر ولم يبق له سوى مقابلة اللجنة التي تختبره ، فغضب وزمجر وقال أنا فلان وأحتاج إلى مثل هذه المقابلة ؟؟ اعتذر الموظف منه بلطف وقال : يا سيدي ، مدير الديوان لا يعتمد كل هذه الأوراق مالم تكن موقعة من لجنة الاستماع .
دخل صاحبنا إلى اللجنة ( وقد بلغهم غضبه وهيجانه ) وتمالك نفسه واصطنع الأدب وقدم أوراقه قائلاً : هذه الأوراق تحتاج إلى توقيعاتكم . نظر إليه أحدهم من تحت النظارة وقال : ليس قبل أن نختبرك . قال : فيم تختبرونني ؟ أجاب : في الأذان طبعاً . قال : ألا تعرفون من أنا ؟ لم يرد عليه وقاطعه : ارفع لنا أذان الظهر . الظهر ؟؟؟ وهل يختلف أذان الظهر عن غيره ؟ ( قالها في نفسه ) لكن صاحبنا المطرب تمالك نفسه ، وكتم غيظه ، وأخذ نفساً طويلاً ملأ به رئته ثم رفع عقيرته بـ الله أكبر الله أكبر ولكن على مقام (الحجاز) أوقفه عضو اللجنة قائلاً : نأسف لعدم قبولك ، أنت راسب ، اذهب وتعلم ما يناسب كل وقت ثم عد إلينا .
يتبــــــــــع