المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاقة



مريم خليل الضاني
10/10/2008, 11:31 PM
علاقـــــة

تململَت في مقعدها الملتصق بمقعده ، وحدجته بنظرات متوجسة حين أخرج السكين من جيبه و قذفها في الهواء إلى أعلى ، وقبل أن تسقط التقطها بخفة مدهشة ، وقلّبها بين أصابعه بطريقة بهلوانية ، ثم قذفها تارة أخرى إلى أعلى .
سرت في جسدها تلك الرعدة المعتادة ، تصبّب العرق منها غزيرا، تجمدت الكلمات في حلقها الشديد الجفاف. صمْت موحش سبق كلماتها المقطعة :
ألن ..... تكف ... عن إيذائي ؟ ! .
رماها بنظرات فاترة قائلا :
أنا لا أؤذيك ...أنا ألعب ! .
ـ انظر إلى جسدي المثخن بالجراح من جرّاء لعبك .
ـ أنا لا أتعمد إيذاءك ، أنا ألعب فحسب .
ـ ولكنك أقرب الناس إليّ ، ويجدر بك أن تتجنب إيذائي .
رد بحنق:
إن عليك أن تعي أنها مجرد لعبة أجد متعة في ممارستها .
ـ ولكنها تؤذيني .
ـ أف ! قلت لك أنني لا أتعمد إيذاءك .
قذف السكين إلى أعلى فتبعتها عيناها بوجل ، وما لبثت السكين أن هوت على ذراعها قبل أن يتمكن من التقاطها . انبجس الدم غزيرا من جرحها العميق فقالت :
لا بأس ، سيندمل بعد حين.
جعلت تضغط بأصابعها بقوة على الجرح ، إلا أن الدم ظل يتدفق من الشريان المقطوع !.

يوسف أبوسالم
11/10/2008, 02:00 AM
علاقـــــة

تململَت في مقعدها الملتصق بمقعده ، وحدجته بنظرات متوجسة حين أخرج السكين من جيبه و قذفها في الهواء إلى أعلى ، وقبل أن تسقط التقطها بخفة مدهشة ، وقلّبها بين أصابعه بطريقة بهلوانية ، ثم قذفها تارة أخرى إلى أعلى .
سرت في جسدها تلك الرعدة المعتادة ، تصبّب العرق منها غزيرا، تجمدت الكلمات في حلقها الشديد الجفاف. صمْت موحش سبق كلماتها المقطعة :
ألن ..... تكف ... عن إيذائي ؟ ! .
رماها بنظرات فاترة قائلا :
أنا لا أؤذيك ...أنا ألعب ! .
ـ انظر إلى جسدي المثخن بالجراح من جرّاء لعبك .
ـ أنا لا أتعمد إيذاءك ، أنا ألعب فحسب .
ـ ولكنك أقرب الناس إليّ ، ويجدر بك أن تتجنب إيذائي .
رد بحنق:
إن عليك أن تعي أنها مجرد لعبة أجد متعة في ممارستها .
ـ ولكنها تؤذيني .
ـ أف ! قلت لك أنني لا أتعمد إيذاءك .
قذف السكين إلى أعلى فتبعتها عيناها بوجل ، وما لبثت السكين أن هوت على ذراعها قبل أن يتمكن من التقاطها . انبجس الدم غزيرا من جرحها العميق فقالت :
لا بأس ، سيندمل بعد حين.
جعلت تضغط بأصابعها بقوة على الجرح ، إلا أن الدم ظل يتدفق من الشريان المقطوع !.


الأديبة المبدعة
مريم الضاني
صباح الخزامى

نعرف أسلوبك الجميل العميق في القص
ونعرف سلاسة وجزالة السرد عندك دائما
ونعرف دقتك في اختيار الشخوص والحدث واللقطة المميزة
والمتغير اللافت عندك دائما هو الفكرة
ففي كل مرة تمتعينا بفكرة مختلفة مميزة
وهذه الفكرة أعجبتني لعمق دلالتها وحسن التقاطها كتعبير
شديد الوضوح على العلاقة بين طرفين
تلك العلاقة القائمة على ( مصائب قوم عند قوم فوائد )
علاقة مضطربة استغلالية مصلحية
تبرز فيها ( الأنا ) الذكورية متسلطة لاهية مستهترة
مقابل ( الأنا ) الأنثوية المستسلمة المسحوقة
روعة اللقطة في تمتعه اللامباشر بتعذيبها
وغرابتها في قبولها الإستمرار
ربما ليس لها ملجأ أو بديل إلا هو
وعمقها هو إسقاط حالة مادية أو مطلق مادي فعلي نشاهده كل يوم
على مطلق معنوي
وبذلك لا أملك بعد الإعجاب إلا تثبيتها
شكرا لك وتحياتي

الجمانة
11/10/2008, 02:51 AM
لاحول ولا قوة ألا بالله ..

منذ متى أصبحت الأجساد عرضة للعب ....


إذا مات القلب كل شيء يصبح لعبا ولهوا ...


بوركت مريم أمتعتني هذه والقصة وأزعجتني في آن واحد ..

بنور عائشة
11/10/2008, 04:00 PM
تحية عطـرة .................


ـ علاقة سادية تؤكد أثر العوامل الاجتماعية والاقتصادية في تشكيـــل هذا النوع من الأمراض النفسيــة واغتراب الانسان عن ذاته وأن القوى الدافعة لسلوك هذه الشخصية هو ذلك التأثير المتبادل بين الظروف والحالة النفسية والتي ساعدت في تكويــــــــــــن الشخصية المريضة التي تتلذذ بتعذيــــــب الآخريـــــــــن ...
والشـــــــــعور بتعذيــــب الآخرين هو الشعـــــــــــــور بالذات وهو جــــــزء من الانتمــاء والارتبـــــــــاط بالعالم وفقـــدان الثقة تحقيقـــه الصـــــــــــراع الداخلي باشبــــــاع الرغبــــات المكبوتة كالقهر ..الاستغـــلال .. الألم ..التعذيب والرتهيب ... ممارســـــات لشخصية غير ســوية مرتبطة بالنزوة التي تحدث نتيجـــة صـــــــراع الميول وتعارض الرغبات نشــــأت تحت ضغــط الرغبات المكبوتــة في اللاوعــــــي والتي تحاول الافراج عن نفسها بهذه الممارسات العنيفـــــــة .....

قصة ذات فكرة دقيقة ..دقيقة في التصوير والمشهد بتلقائية دون تكلف في ذلك مما ساعد على إبراز الجانب النفسي فيها بكل أبعاده الذاتية ..

ــ كنت موفقة إلى حد كبير في تقدير وتقيم هذه الشخصية المريضة وتصويرها كحالة اجتماعية قاهرة . حتى أنها سلطت الضــــوء بدقة غير ملفتة للإنتبـــاه على معانات المرأة و مدى السيطرة الذكورية في تعذيبهــا وممارسة ذلك عليها من خلال لعبة إن قيست على واقعها كانت جـــراح متعددة لحــــــــــــــــــــــــــــالات متعددة في حياتها الإنسانيـــة .............................................


قاصة متمكنة ..رائع أن نقرأ لك ...

دمــــــــــــــت

مريم خليل الضاني
12/10/2008, 07:13 PM
الأديبة المبدعة

مريم الضاني
صباح الخزامى


نعرف أسلوبك الجميل العميق في القص
ونعرف سلاسة وجزالة السرد عندك دائما
ونعرف دقتك في اختيار الشخوص والحدث واللقطة المميزة
والمتغير اللافت عندك دائما هو الفكرة
ففي كل مرة تمتعينا بفكرة مختلفة مميزة
وهذه الفكرة أعجبتني لعمق دلالتها وحسن التقاطها كتعبير
شديد الوضوح على العلاقة بين طرفين
تلك العلاقة القائمة على ( مصائب قوم عند قوم فوائد )
علاقة مضطربة استغلالية مصلحية
تبرز فيها ( الأنا ) الذكورية متسلطة لاهية مستهترة
مقابل ( الأنا ) الأنثوية المستسلمة المسحوقة
روعة اللقطة في تمتعه اللامباشر بتعذيبها
وغرابتها في قبولها الإستمرار
ربما ليس لها ملجأ أو بديل إلا هو
وعمقها هو إسقاط حالة مادية أو مطلق مادي فعلي نشاهده كل يوم
على مطلق معنوي
وبذلك لا أملك بعد الإعجاب إلا تثبيتها
شكرا لك وتحياتي


والله لا أعرف كيف أشكرك كما ينبغي يا أستاذ يوسف على اهتمامك الدائم بنصوصي وتشجيعك لي .
أعتز برأيك في النص وآمل أن أقدم ما ينال استحسانك دوما .
جزاك الله خيرا .

مريم خليل الضاني
12/10/2008, 07:15 PM
لاحول ولا قوة ألا بالله ..



منذ متى أصبحت الأجساد عرضة للعب ....



إذا مات القلب كل شيء يصبح لعبا ولهوا ...




بوركت مريم أمتعتني هذه والقصة وأزعجتني في آن واحد ..


أيتها الجمانة الفريدة :
كم أنا سعيدة لأنني ألتقي بك في عدة أماكن في الفضاء الالكتروني .
سررت كثيرا بمرورك .
دمت لأختك المحبة .:?:

مريم خليل الضاني
12/10/2008, 07:18 PM
تحية عطـرة .................


ـ علاقة سادية تؤكد أثر العوامل الاجتماعية والاقتصادية في تشكيـــل هذا النوع من الأمراض النفسيــة واغتراب الانسان عن ذاته وأن القوى الدافعة لسلوك هذه الشخصية هو ذلك التأثير المتبادل بين الظروف والحالة النفسية والتي ساعدت في تكويــــــــــــن الشخصية المريضة التي تتلذذ بتعذيــــــب الآخريـــــــــن ...
والشـــــــــعور بتعذيــــب الآخرين هو الشعـــــــــــــور بالذات وهو جــــــزء من الانتمــاء والارتبـــــــــاط بالعالم وفقـــدان الثقة تحقيقـــه الصـــــــــــراع الداخلي باشبــــــاع الرغبــــات المكبوتة كالقهر ..الاستغـــلال .. الألم ..التعذيب والرتهيب ... ممارســـــات لشخصية غير ســوية مرتبطة بالنزوة التي تحدث نتيجـــة صـــــــراع الميول وتعارض الرغبات نشــــأت تحت ضغــط الرغبات المكبوتــة في اللاوعــــــي والتي تحاول الافراج عن نفسها بهذه الممارسات العنيفـــــــة .....

قصة ذات فكرة دقيقة ..دقيقة في التصوير والمشهد بتلقائية دون تكلف في ذلك مما ساعد على إبراز الجانب النفسي فيها بكل أبعاده الذاتية ..

ــ كنت موفقة إلى حد كبير في تقدير وتقيم هذه الشخصية المريضة وتصويرها كحالة اجتماعية قاهرة . حتى أنها سلطت الضــــوء بدقة غير ملفتة للإنتبـــاه على معانات المرأة و مدى السيطرة الذكورية في تعذيبهــا وممارسة ذلك عليها من خلال لعبة إن قيست على واقعها كانت جـــراح متعددة لحــــــــــــــــــــــــــــالات متعددة في حياتها الإنسانيـــة .............................................


قاصة متمكنة ..رائع أن نقرأ لك ...

دمــــــــــــــت
بنور عائشة أيتها الأديبة الرائعة :
لا تتخيلين مدى فرحي بتعليقك أو بالأحرى قراءتك النفسية للقصة وهي قراءة تدل على قدرتك على التحليل النفسي الدقيق لشخوص القصص .
أعتز كثيرا برأيك في القصة ويسعدني دوما التواصل معك وإهداؤك مجموعتي على عنوانك البريدي .
أنتظرك :?:

مصطفى طاهري
12/10/2008, 09:30 PM
علاقـــــة

تململَت في مقعدها الملتصق بمقعده ، وحدجته بنظرات متوجسة حين أخرج السكين من جيبه و قذفها في الهواء إلى أعلى ، وقبل أن تسقط التقطها بخفة مدهشة ، وقلّبها بين أصابعه بطريقة بهلوانية ، ثم قذفها تارة أخرى إلى أعلى .
سرت في جسدها تلك الرعدة المعتادة ، تصبّب العرق منها غزيرا، تجمدت الكلمات في حلقها الشديد الجفاف. صمْت موحش سبق كلماتها المقطعة :
ألن ..... تكف ... عن إيذائي ؟ ! .
رماها بنظرات فاترة قائلا :
أنا لا أؤذيك ...أنا ألعب ! .
ـ انظر إلى جسدي المثخن بالجراح من جرّاء لعبك .
ـ أنا لا أتعمد إيذاءك ، أنا ألعب فحسب .
ـ ولكنك أقرب الناس إليّ ، ويجدر بك أن تتجنب إيذائي .
رد بحنق:
إن عليك أن تعي أنها مجرد لعبة أجد متعة في ممارستها .
ـ ولكنها تؤذيني .
ـ أف ! قلت لك أنني لا أتعمد إيذاءك .
قذف السكين إلى أعلى فتبعتها عيناها بوجل ، وما لبثت السكين أن هوت على ذراعها قبل أن يتمكن من التقاطها . انبجس الدم غزيرا من جرحها العميق فقالت :
لا بأس ، سيندمل بعد حين.
جعلت تضغط بأصابعها بقوة على الجرح ، إلا أن الدم ظل يتدفق من الشريان المقطوع !.


المبدعة العزيزة مريم
نص عميق مفتوح على كل الدلالات ، يبين على ان مبدعته تعرف جيدا كيف تستعمل ادواتها:
سرد متميز ،لغة سلسة انيقة دون تكلف او تصنع ، فنية رائعة ، حبكة متقنة ...
والنص لا يتوقف عند ظاهرة تسلط وتجبر الذكر على الانثلى الوديعة المسالمة ،وانما يتعدى ذلك
الى ظواهر اخرى ،اذكر على سبيل المثال تسلط حاكم متجبر على رعيته ...
دمت متالقة اختي مريم واني في انتظار جديدك

مريم خليل الضاني
14/10/2008, 08:16 AM
الأستاذ الفاضل مصطفى طاهري :
بصدق إن تعليقك هو من أجمل التعليقات التي كُتبت عن قصصي وقد فرحت به فلك مني أبلغ الشكر والتقدير .

ابو مريم
14/10/2008, 09:34 PM
ذ .مريم تستحقين كل التنويه على هذا الطبق المتميز ،وأعجبت أشد الإعجاب بسردك
فقد تنا ولت شخصين.. أحدهما يؤذي الآخر بطريقة مازوشية أوسادية...
تصوير دقيق وفضح للعنصر الذكوري وإن كان يضر بشقه .....
والسؤال الذي يحيرني لماذا المرأة دائما تصبر وتساير رعونة رفيق دربها؟؟؟
هل في ذلك حكمة أم ضعف في تركبتها؟؟؟؟
لو ماحدث وقع لصاحبنا ، فكيف كان سيكون رده؟؟؟؟
بوركت أختي ..
أبو مريم..

ريم محمد
15/10/2008, 11:17 PM
أستاذتي : مريم..
استمتعت حقا بقراءة رائعتك..
و سررت بهذه القراءات لها هنا ..
دمت موفقة بعون الله..