المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هدية لقلب أمي..



ريم محمد
10/10/2008, 10:16 PM
هديه لقلب.......




تتشبث كفي بكفها ..أقبض على يدها بقوة..أقبلها , و أنظر إلى وجهها النحيل وإلى عينيها التي تزرع في نفسي الحياة ..
-ماماأحبكِ..
تتبسم بألم و وهن "و أنا كذلك لين"
-ماما فلتخرجي من هذا المكان ..
تشيح بوجهها للجهة الأخرى ..و تترقرق من عينيها دمعة لتنزف على خديها بألم..أثب على السرير , والذي يهتز بوثبتي أنظر لوجهها ..و أتألم..
-ماما أ تبكين؟ هل أغضبكِ هنا أحد؟
أمسح بأناملي الصغيرة تلك الدموع اللعينة التي تنتثر على خديّ أمي..و أجدد من جديد كرهي لهذا المكان .. الذي يسجن أمي منذ شهور..فلا تزال عنها هذه الأسلاك و هذه الإبر ..لكم أكرههم لأنهم يعذبونها..
-ماما..
و تجيبني بألم تكادتخفيه فلا تستطيع.."نعم يا حبيبتي.."
-فلتخرجي من هذاالمكان المقرف..
-لا أستطيع يا حبيبتي ..فأنا..
و تسكت و سكوتها يحرقني ..آهـ يا أمي لم أعد لين الطفلة ..لقد كبرت صدقيني لقد كبرت..و أصبحت قادرة على أن أسرح شعري .. و أعد الشاي لوالدي..و أذاكر دروسي لوحدي..و أهتم بمعاذ وخالد..
- ماما سأعتني بكِ صدقيني فأنا قادرة على ذلك ..
- لين كفي عن إزعاج والدتك..
يبتر صوتي صوت والدي يدخل الحجرة و ورائه الطبيبالمقرف .."أف ..كم أكرهه"يقف بمحاذاة سرير أمي ينظر إلى الشاشة الصغيرة المثبتة فوق السرير.
- لماذا تعذب ماما.. أتركها تخرج..
يلتفت ناحيتي يبتسم ابتسامة غبية ..ثم ينحني بإتجاهي ويحدق في وجهي..
- أنا لا أعذبها ..أنا أساعدها..لكي تعود معك ذات يوم للبيت..
- أنت تغرس في جسدها هذه الأدوات اللعينة إنها تبكي منها..يحتوي وجهي بكفيه..
- ياصغيرتي..قلب ماما متعب قليلا..
أبتعد عنه و أمسح عن وجهي آثار تلك اليدين التي تعذب أمي..و أفرد ذراعي..و أقول بتحدي" قلب أمي كبير وواسع بحجم غرفتي..و يسعني أنا و والدي و أخويّ"
* * *
قلب أمي متعب لا أستطيع نسيان هذه الكلمة ..حتى بعد مغادرتي لذلك المكان..و بعد أن لمست يد أمي للمرة الأخيرة "سأعود غدا لآخذك معي" ..و قبلت جبينها الطاهر و ارتسمت على شفاهنا بسمة رائعة..أما اليوم فسأنزع عنها هذه القيود و سأصرخ في وجه الطبيب "لا تقترب من ماما..و لا تلوثها بيديك المتسختين"
نعم سأصرخ ..فأنا لم أعد طفلة ..لقد كبرت وكبرت..
- بابا هل تحب ماما..
- نعم يا لين أحبها..
-فلماذا كنت تصرخ في وجهها حينما كانت معنا..و تقوللها بغضب "لا تقتربي من المطبخ..و لا تنظفي البيت!..
يصمت والدي بعد أن يبتلع غصة كبيرة تقف بألم في حلقه..
-بابا قلب ماما كبير نسكن فيه كلنا فهي دائما تقول إننا في قلبها..و ليس كما قال ذلك الطبيب ..أليس كذلك..
- نعم يا لين ..نعم..
- بابا أنا أحبكم جميعا..أحب ماما و أحبك أحب معاذ وخالد..
- و أنا كذلك ..
-بابا...
ينظر إلي والدي "كُفي يا لين عن الثرثرة..و إلا.."
- حسنا لن أتكلم سأكون خرساء..
- هكذا أفضل..
- أفضل طبعا ..لكني أحبكم..
-ثرثارة يا لين..
يتشنج وجهي استعدادا لموجة بكاء عارمة..و أطلق صرخة مكتومة لتدوي في السيارة"أين أنت يا أمي"
- يمسح على رأسي " حسنا اصمتي هاقد وصلنا؟"
- سأخبر أمي ..أقسم أني سأخبرها..
- هيا لين لنشتري لها الورد الذي تحبه..
يقبض على كفي الصغيرة ..و نشتري الورد.. و أحمله بين ذراعي و أردد في نفسي "سأهديه لقلب أمي"في ممر المشفى ..وقبل و صولنا لحجرة أمي..شيء ما جعل والدي يركض مسرعا و يتركني خلفه..سرت إلى حيث حجرة أمي " ماما جئت بالورد الذي تحبينه.. "
لكن الهدوء كان قاتلا..و السرير كان خاليا..و الأسلاك متدلية..
_ ماما أين أنت؟ ماما هل ستخرجين معي كما وعدتني!..

يوسف أبوسالم
11/10/2008, 02:21 AM
هديه لقلب.......





تتشبث كفي بكفها ..أقبض على يدها بقوة..أقبلها , و أنظر إلى وجهها النحيل وإلى عينيها التي تزرع في نفسي الحياة ..
-ماماأحبكِ..
تتبسم بألم و وهن "و أنا كذلك لين"
-ماما فلتخرجي من هذا المكان ..
تشيح بوجهها للجهة الأخرى ..و تترقرق من عينيها دمعة لتنزف على خديها بألم..أثب على السرير , والذي يهتز بوثبتي أنظر لوجهها ..و أتألم..
-ماما أ تبكين؟ هل أغضبكِ هنا أحد؟
أمسح بأناملي الصغيرة تلك الدموع اللعينة التي تنتثر على خديّ أمي..و أجدد من جديد كرهي لهذا المكان .. الذي يسجن أمي منذ شهور..فلا تزال عنها هذه الأسلاك و هذه الإبر ..لكم أكرههم لأنهم يعذبونها..
-ماما..
و تجيبني بألم تكادتخفيه فلا تستطيع.."نعم يا حبيبتي.."
-فلتخرجي من هذاالمكان المقرف..
-لا أستطيع يا حبيبتي ..فأنا..
و تسكت و سكوتها يحرقني ..آهـ يا أمي لم أعد لين الطفلة ..لقد كبرت صدقيني لقد كبرت..و أصبحت قادرة على أن أسرح شعري .. و أعد الشاي لوالدي..و أذاكر دروسي لوحدي..و أهتم بمعاذ وخالد..
- ماما سأعتني بكِ صدقيني فأنا قادرة على ذلك ..
- لين كفي عن إزعاج والدتك..
يبتر صوتي صوت والدي يدخل الحجرة و ورائه الطبيبالمقرف .."أف ..كم أكرهه"يقف بمحاذاة سرير أمي ينظر إلى الشاشة الصغيرة المثبتة فوق السرير.
- لماذا تعذب ماما.. أتركها تخرج..
يلتفت ناحيتي يبتسم ابتسامة غبية ..ثم ينحني بإتجاهي ويحدق في وجهي..
- أنا لا أعذبها ..أنا أساعدها..لكي تعود معك ذات يوم للبيت..
- أنت تغرس في جسدها هذه الأدوات اللعينة إنها تبكي منها..يحتوي وجهي بكفيه..
- ياصغيرتي..قلب ماما متعب قليلا..
أبتعد عنه و أمسح عن وجهي آثار تلك اليدين التي تعذب أمي..و أفرد ذراعي..و أقول بتحدي" قلب أمي كبير وواسع بحجم غرفتي..و يسعني أنا و والدي و أخويّ"
* * *
قلب أمي متعب لا أستطيع نسيان هذه الكلمة ..حتى بعد مغادرتي لذلك المكان..و بعد أن لمست يد أمي للمرة الأخيرة "سأعود غدا لآخذك معي" ..و قبلت جبينها الطاهر و ارتسمت على شفاهنا بسمة رائعة..أما اليوم فسأنزع عنها هذه القيود و سأصرخ في وجه الطبيب "لا تقترب من ماما..و لا تلوثها بيديك المتسختين"
نعم سأصرخ ..فأنا لم أعد طفلة ..لقد كبرت وكبرت..
- بابا هل تحب ماما..
- نعم يا لين أحبها..
-فلماذا كنت تصرخ في وجهها حينما كانت معنا..و تقوللها بغضب "لا تقتربي من المطبخ..و لا تنظفي البيت!..
يصمت والدي بعد أن يبتلع غصة كبيرة تقف بألم في حلقه..
-بابا قلب ماما كبير نسكن فيه كلنا فهي دائما تقول إننا في قلبها..و ليس كما قال ذلك الطبيب ..أليس كذلك..
- نعم يا لين ..نعم..
- بابا أنا أحبكم جميعا..أحب ماما و أحبك أحب معاذ وخالد..
- و أنا كذلك ..
-بابا...
ينظر إلي والدي "كُفي يا لين عن الثرثرة..و إلا.."
- حسنا لن أتكلم سأكون خرساء..
- هكذا أفضل..
- أفضل طبعا ..لكني أحبكم..
-ثرثارة يا لين..
يتشنج وجهي استعدادا لموجة بكاء عارمة..و أطلق صرخة مكتومة لتدوي في السيارة"أين أنت يا أمي"
- يمسح على رأسي " حسنا اصمتي هاقد وصلنا؟"
- سأخبر أمي ..أقسم أني سأخبرها..
- هيا لين لنشتري لها الورد الذي تحبه..
يقبض على كفي الصغيرة ..و نشتري الورد.. و أحمله بين ذراعي و أردد في نفسي "سأهديه لقلب أمي"في ممر المشفى ..وقبل و صولنا لحجرة أمي..شيء ما جعل والدي يركض مسرعا و يتركني خلفه..سرت إلى حيث حجرة أمي " ماما جئت بالورد الذي تحبينه.. "
لكن الهدوء كان قاتلا..و السرير كان خاليا..و الأسلاك متدلية..

_ ماما أين أنت؟ ماما هل ستخرجين معي كما وعدتني!..



ريم محمد
صباح البراءة

قصة تموج بالبراءة والشفافية
قصة تجعلنا نصمت ببعض حزن ..ونحزن ببعض فرح
طغت نهايتها على وجداننا
وجعلتنا ندرك تلك العلاقة الحميمة بين الأم وأبنائها
وندرم أيضا ما لغياب الأم من تدمير للمشاعر
التي لا يعوضها أحد
وكذلك ما لغياب الأم من حساسية متجذرة في نفس الطفل بشكل خاص
شكرا لك أيتها المبدعة
وتحياتي

الجمانة
11/10/2008, 02:45 AM
أسقطت الدمع من عيني ياريم ....


أحسنت في وصف العاطفة الحميمة ..


شفى الله مرضى المسلمين أجمعين وردهم إلى أهليهم

وهم يرفلون بثوب الصحة والعافية ...

دمت ريم ..

ابو مريم
13/10/2008, 10:40 PM
لقد أدميت قلوبنا ياريم وجعلتنا حبيسي
سطورك التي تخزن الكثير والكثير من الأحاسيس المرهفة ...واقع درامي كثفته بتعابير حزينة تبرز مدى قدرتك على التجاوب مع كل النصوص..كنت بارعة في السرد ، وجعلتنا نتابع قصتك حتي النهاية ...ولم نشعر بأي ملل..
أبو مريم..

ريم محمد
15/10/2008, 11:10 PM
ريم محمد

صباح البراءة


قصة تموج بالبراءة والشفافية
قصة تجعلنا نصمت ببعض حزن ..ونحزن ببعض فرح
طغت نهايتها على وجداننا
وجعلتنا ندرك تلك العلاقة الحميمة بين الأم وأبنائها
وندرم أيضا ما لغياب الأم من تدمير للمشاعر
التي لا يعوضها أحد
وكذلك ما لغياب الأم من حساسية متجذرة في نفس الطفل بشكل خاص
شكرا لك أيتها المبدعة

وتحياتي

صباحك مختلف أستاذي سالم..
.
كم أشعر بسعادة كبيرة حينما أرى تعليقا كهذا ..
و خصوصا إن كان منك أستاذنا..
لكن أليست هناك من ملاحظات على القصة..!
.
شكرا لك أيها الأستاذ..

ريم محمد
15/10/2008, 11:11 PM
أسقطت الدمع من عيني ياريم ....



أحسنت في وصف العاطفة الحميمة ..



شفى الله مرضى المسلمين أجمعين وردهم إلى أهليهم


وهم يرفلون بثوب الصحة والعافية ...



دمت ريم ..

العزيزة الجمانة..
.
فرحت بحضورك النقي..
.
دمت كما تحبين..

ريم محمد
15/10/2008, 11:14 PM
لقد أدميت قلوبنا ياريم وجعلتنا حبيسي
سطورك التي تخزن الكثير والكثير من الأحاسيس المرهفة ...واقع درامي كثفته بتعابير حزينة تبرز مدى قدرتك على التجاوب مع كل النصوص..كنت بارعة في السرد ، وجعلتنا نتابع قصتك حتي النهاية ...ولم نشعر بأي ملل..
أبو مريم..
أستاذي : أبو مريم ..
كم يسرني تواجدكم هنا..
شكرا لهكذا مرور
.
تحياتي

مصطفى طاهري
17/10/2008, 11:06 AM
لغة سلسة شفيفة وسرد رقيق رقة تلك العواطف والاحساسات
الجياشة النبيلة التي كانت تعبر عنها المبدعة بصدق وتفان ،كيف
لا يكون ذلك والامر يهم الام احب الناس واقرب الناس واعظم

بلاضافة الى الحبكة التي كانت جميلةبل رائعة تشد القارئ فيشعر
بمتعة القراءة رغم ان الاحداث حزينة

تقديري واحترامي