المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوم بكى السيد الرئيس



مصطفى طاهري
05/10/2008, 09:38 PM
يوم بكى السيد الرئيس


ضرب الجفاف البلاد طولا وعرضا...
واعلن ان سيادة الرئيس سيلقي هذا المساء خطابا بمناسبة عيد النصر، وتساءل المواطنون
اتراه سيكون خطابا روتينيا كما جرت العادة ام سيكون خطابا استثنائيا هذه المرة ؟
وتاخر الخطاب عن التوقيت المعلن ، الشيء الذي لم يحدث ابدا منذ ثلاثة عقود ، وظل المواطنون
ينتظرون امام الشاشات في البيوت والمقاهي ، وبما ان السيد الرئيس تنقل الى الخارج عدة مرات
خلال الشهور القليلة الماضية ، وان السيدة الاولى شوهدت حسبما اشيع ،تسير لوحدها في حدائق القصر
واجمة حزينة ، فقد ازدادت حيرتهم ...
وظهر اخيرا السيد الرئيس ، بدا قلقا وحزينا ، وخطب فترحم على الشهداء واثنى على المقاومين وكل من اريقت قطرة من دمه على تراب هذا الوطن العزيز، واضاف بانه بفضل هؤلاء يعيش الشعب الان حرا كريما ، ثم اكد ان البلد يعاني حاليا من كارثة الجفاف ، وانه يجب على الجميع ان يقاوموه كما قاوم اجدادهم العدو بابسط الوسائل المناجل والمعاول..
وبحماس كبير قال بالحرف : ونحن كذلك سننتصر ، ولدينا السلاح الفعال لذلك ، به انتصر الانبياء والرسل وعظماء الناس امثالنا ، انه الصبر.
واخذ يستعرض مجموعة من الايات القرانية والاحاديث النبوية عن الصبر ، وفجاة تلعثم وتهدج صوته
وبدا وكانه يود ان يبكي ، فتحولت عنه الكاميرا لتسلط عدستها على الثريا الماسية المتدلية من سقف القبة..
ثم ظهر السيد الرئيس مرة اخرى ليكمل خطابه بتحية الشعب والتاكيد على انه سيعمل ما في وسعه من اجل ضمان الازدهار والرقي للكل الوطن.
ذهل المواطنون وبقيت اعينهم جاحظة شاخصة الى شاشات التلفزيون ، وعقولهم حيرى تدور فيها علامات
استفهام كبيرة...
وكان رئيس الوزراء يستمع للخطاب في مقر الوزارة الاولى مع زمرة من الوزراء ، ولما انتهى الخطاب ، بدا يبكي في صمت ، فلاحظ الاخرون ذلك وبكوا ، وفي المساء بكى باقي الوزراء واعضاء مجلس الشعب وكبار المسؤولين في الدولة، وفي الليل بكى اولادهم ونساؤهم ، وفي صباح اليوم التالي بكى رؤساء الدواوين والاقسام والمصالح والموظفون والاعوان ، ثم بكى النجارون والخبازون والتجارومختلف
الحرفيين ، ولم تعد ترى الا من يبكي وينتحب، ترى شخصين يتحاوران وهما يبكيان وترى اخرين يتخاصمان وهما يبكيان ، وتجد زبونا يساوم بائعا وهو يبكي وينتحب ، وترى البائع يحاول ان يقنع الزبون
بالثمن ودموعه تسيل على خديه، وتجد المدرس يلقي درسه والتلاميذ يبكون ودموعهم تتساقط على دفاترهم،
فيختلط الحبر بالدموع وتضيع الكلمات..
ثم تحركت الصحافة فخصصت اعدادها بالصورالملونة لانجازات السيد الرئيس ، عظيم هذه الامة ، موحد شعبها ، باني مجدها وحامي حماها ، السياسي الاعظم ، القائد الاكبر والعالم الفذ...
وتقرر في نفس اليوم ان يخرج الشعب للتعبير عن ولائه وحبه لسيادة الرئيس .. وكالبحر اللجي صارت الشوارع والازقة ، فتلاطمت امواج المواطنين تهتف بحياة سيادة الرئيس وبحت الاصوات وسالت الاجساد عرقا...
ولما علم سيادة الرئيس انتابته حالة هستيرية من الضحك ، وعندما هدا قال : الله يرحمها كلبتنا العزيزة ليندا ، عرفتني مقدار ومحبة الشعب لشخصي العظيم.

عبد المنعم جبر عيسي
06/10/2008, 03:26 PM
ليست دعوة للخروج علي ( أنظمتنا ) الحاكمة ؛ بقدر ما هي صرخة ( تحذيرية ) بسلبياتها .. تحمل ( إسقاطات ) متعددة .. ضعف تداول السلطة وامتداد فترات الحكم الفردي إلي عقود كثيرة .. تلك المسافة الشاسعة التي تفصل بيننا حكاما ومحكومين .. وهوة سحيقة تباعد بين ( فخامته ) ومواطنيه .. حتي إن دموع ( سيادته ) ، و ( جولاته ) الأخيرة ، ووجوم وحزن ( السيدة الأولي ) : لم تكن بسبب معاناة شعبهما ، ولا ذلك الجفاف الذي ضرب حياتهم ، وأتي علي الأخضر واليابس في البلاد .. بل بسبب ( موت ) كلبتهما ( ليندا ) !.. ذلك ( النفاق الإجتماعي ) الذي يغمر حياتنا السياسية .. والذي تمثل في ( هستيريا ) البكاء ، التي بدأت بالسيد رئيس الحكومة وانتهت بالتلاميذ في مدارسهم .. حتي اختلطت الحروف بالدموع .. !
بالتوفيق ( مصطفي طاهري ) .

مصطفى طاهري
06/10/2008, 11:23 PM
ليست دعوة للخروج علي ( أنظمتنا ) الحاكمة ؛ بقدر ما هي صرخة ( تحذيرية ) بسلبياتها .. تحمل ( إسقاطات ) متعددة .. ضعف تداول السلطة وامتداد فترات الحكم الفردي إلي عقود كثيرة .. تلك المسافة الشاسعة التي تفصل بيننا حكاما ومحكومين .. وهوة سحيقة تباعد بين ( فخامته ) ومواطنيه .. حتي إن دموع ( سيادته ) ، و ( جولاته ) الأخيرة ، ووجوم وحزن ( السيدة الأولي ) : لم تكن بسبب معاناة شعبهما ، ولا ذلك الجفاف الذي ضرب حياتهم ، وأتي علي الأخضر واليابس في البلاد .. بل بسبب ( موت ) كلبتهما ( ليندا ) !.. ذلك ( النفاق الإجتماعي ) الذي يغمر حياتنا السياسية .. والذي تمثل في ( هستيريا ) البكاء ، التي بدأت بالسيد رئيس الحكومة وانتهت بالتلاميذ في مدارسهم .. حتي اختلطت الحروف بالدموع .. !
بالتوفيق ( مصطفي طاهري ) .

اخي العزيز عبد المنعم


شرفتني بهذه القراءة العميقة للنص ، هذه القراءة التي اضاءت جوانب النص ومنحته الالق الذي كان ينقصه ..
اتمنى ان لااحرم من اطلالتك البهية اخي العزيز عبد المنعم.

بنور عائشة
07/10/2008, 04:09 PM
تحية طيبة..........


إطــلالة الرئيس الباكيــة هي لغة الضحك على الشعــب المغلوب على أمـــره ..سلطة بدون شعب وشعب بدون سلطــة ؟
كــارثة ..نص مميز يؤكــد أن الكاتب يهتم بقضايا أمته ..إذن هي تلك رسالة الأديب ؟

ــ بالتوفيق ومزيد من الكتابات الهادفة ؟

مصطفى طاهري
10/10/2008, 10:52 AM
تحية طيبة..........


إطــلالة الرئيس الباكيــة هي لغة الضحك على الشعــب المغلوب على أمـــره ..سلطة بدون شعب وشعب بدون سلطــة ؟
كــارثة ..نص مميز يؤكــد أن الكاتب يهتم بقضايا أمته ..إذن هي تلك رسالة الأديب ؟

ــ بالتوفيق ومزيد من الكتابات الهادفة ؟

المبدعة الغالية عائشة بنور
سعدت بمقاربتك الموجزة والعميقة لهذا النص ، ورايك فيه وفي اعتبره شهادة ساظل اعتز بها
وستدفعني الى البحث عن الاجمل والاحسن

احترامي وتقديري لك اختي عائشة

احمد ال رشراش
11/10/2008, 03:10 PM
الاستاذ ........ مصطفى طاهري

تحية عطرة

كيف اذا بكى الرئيس انها كارثة في مجمعاتنا العربية

انه الرئيس كيف ينزعج

انزعاج الرئيس كارثة اكثر من تسونامي

لقد وضعت يدك على الجرح والله

قصة رائعة ولعلها صرخة مدوية حسب قراتي

تقبل مني احترامي وتقديري

دمت اخا غاليا

اخوك
احمد ال رشراش

يوسف أبوسالم
13/10/2008, 12:12 AM
أخي مصطفى
صباح الورد

المشكلة ليست في الرئيس ولا في بكائه
ولكنها في الشعب ذاته
الذي كان يبكي خوفا ومداهنة ونفاقا
فمثل هذا الشعب كثير عليه رئيس كهذا
وكما تكونوا يولّ عليكم

تحياتي

مصطفى طاهري
16/10/2008, 08:50 AM
الاستاذ ........ مصطفى طاهري

تحية عطرة

كيف اذا بكى الرئيس انها كارثة في مجمعاتنا العربية

انه الرئيس كيف ينزعج

انزعاج الرئيس كارثة اكثر من تسونامي

لقد وضعت يدك على الجرح والله

قصة رائعة ولعلها صرخة مدوية حسب قراتي

تقبل مني احترامي وتقديري

دمت اخا غاليا

اخوك
احمد ال رشراش


الرائع العزيز احمد ال رشراش

اغلب مجتمعاتنا يا اخي عبارة عن اجساد منخورة

على جميع المستويات ...

مجتمعاتنا نحن الذين قال فينا سبحانه وتعالى :(كنتم خير امة اخرجت للناس...)

اصبحنا يا اخي اذل امة ،للاسف الشديد

نتمنى ان نقوم من كبوتنا يوما ما ..

محبتي وتقديري لك ايها العزيز

عماد ابو رياض
16/10/2008, 10:49 AM
هذه هي دموع التماسيح .. الخلل فينا ، عاطفة ،
نفاق ، خوف ، إبتعاد عن الله تعالى ، فسلط علينا
من شر أعمالنا، لكن الأمة تبقى بخير وتنجب الابطال
ولا بد للقيد أن ينكسر ..
تحياتي لك أيها العزيز لهذا
الاهتمام الواعي

مصطفى طاهري
17/10/2008, 06:56 PM
أخي مصطفى

صباح الورد


المشكلة ليست في الرئيس ولا في بكائه
ولكنها في الشعب ذاته
الذي كان يبكي خوفا ومداهنة ونفاقا
فمثل هذا الشعب كثير عليه رئيس كهذا
وكما تكونوا يولّ عليكم



تحياتي


اخي العزيز يوسف
اسعدتني رؤيتك العميقة للمشكل
ولقد اصبت اخي في قولك بان هذا الشعب كثير عليه مثل هذا الرئيس
الخوف والخنوع والذل وغيرها هي السمات التي تميز مثل هذه الشعوب
فكيف لايفعل بهم الجبابرة ما يريدون؟
محبتي وتقديري ايها العزيز