المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملتقى الثالث للقصة القصيرة جداً في حلب



طارق شفيق حقي
08/11/2005, 06:45 PM
[align=center:425bf63865] الملتقى الثالث للقصة القصيرة جداً في حلب

كرنفال المجاملات[/align:425bf63865]


استطاع الملتقى الثالث للقصة القصيرة جداً في حلب أن يجمع ثلاثين مشاركاً في المركز الثقافي بالعزيزية حيث أقيم على مدى ثلاثة أيام (23-24-25/8/2005) بمعدل تسعة يومياً حيث تغيب ثلاثة علماً أنه تقدم للملتقى خمس وسبعون مشاركاً حسب اللجنة المنظمة.

وكان في كل يوم ثمة مدير للجلسة يقدم المشاركين حسب بطاقة تعريفية يكتبها المشارك عن نفسه؛ ما يدل على أمرين اثنين: أولهما أن معظم المشاركين غير معروفين ـ على الأقل ـ لمدير الجلسة. ثانيهما أن اللجنة مقصرة لاسيما وأن المشاركين أرفقوا مشاركاتهم مع تعريف بهم كما أخبرني بعضهم.

[align=center:425bf63865]التعقيب[/align:425bf63865]في اليوم الأول عقب على القصص المقروءة جاسم الخلف من العراق وقد بدأ تعقيبه بمقدمة عن ريادة القصة القصيرة جداً حيث نسبها إلى كاتب عراقي, لكن مقاطعة مدير الجلسة محمد جمال طحان جعله ينتقل فجأة إلى التعقيب الذي كان موجزاً لم يتجاوز السطر الواحد لكل مشارك.
في اليوم الثاني عقب محمد قرانيا حيث خانه الإنترنت فلم تصله معظم النصوص لذلك أعلن عن آنيّة انطباعه لكنه أسهب بكلام يحتمل أن يكون نقداً صالحاً للقصص التي قرئت ولسواها أيضاً (الكآبة والقلق والسوداوية, متاهة الغربة...).
في اليوم الثالث تغيب المعقب أحمد جاسم الحسين.

[align=center:425bf63865]الضيوف[/align:425bf63865]

كان ضيف الملتقى الشاعر محمود علي السعيد حيث نسبت اللجنة المنظمة إليه ريادة القصة القصيرة جداً وقد قرأ في نهاية الملتقى استهلالية قصيرة جداً عن القصة القصيرة جداً وتلاها بتوصيات البيان الختامي.
أما الضيفان الآخران فقد انتقيا ممن هو معروف بموقفه المعارض للقصة القصيرة جداً ففي هذا اليوم كان الضيف محمد أبو معتوق الذي جاء ليسخر ويتهكم كما يبدو فأراد أن يختصر مساء الخير إلى (مساء) واستغرب كيف أن الديمقراطية والغذاء الصحي في اليابان زاد من معدل طول الشبان في حين أنه عندنا نقص معدل طول المواطنين وكذلك طول قصصهم؛ فما كان منه إلا أن دعا للقصة القصيرة جداً بأن تكبر، ولقصص المشاركين بأن تكون أطول.


أما في اليوم الثاني فقد كان الضيف فايز الداية حيث نفا أن تكون القصة القصيرة جداً جنساً أدبياً جديداً لأن الأدب ثلاثة أجناس لا رابع لها (الشعر ـ القصة ـ الدراما) وأنها مجرد لون من ألوان التعبير، ونفا أن يكون العصر كونه عصر السرعة أحد الأسباب الموجهة نحوها لأن العصر عصر الرواية. لذلك دعا الجيل الجديد الراغب في دخول الأدب أن يدخله من الباب وليس من نافذة.
[align=center:425bf63865]
إقحام[/align:425bf63865]

في اليوم الأول قدّم محمد جمال طحان لفتى سوري يقيم مع أهله في الإمارات حيث فاز بجوائز أحد الشيوخ هناك؛ فصعد الطفل إلى المنصة وقرأ بضع قصائد لأحمد شوقي مما كتب للأطفال منها (الثعلب والديك- النملة والمقطم) فانتقلنا مع الفتى إلى أجواء رواد الطلائع في الفصاحة والخطابة. كل ذلك ذكّر محمد أبو معتوق بإمكانية نسبة القصة القصيرة جداً إلى أحمد شوقي.

الآباء والأبناء يأكلون الحصرم والقرّاء يضرسون
في اليوم الثالث كان مدير الجلسة أحمد زياد محبك وقد أجزل الشكر لمحمود محمد أسد كونه عضو اللجنة المنظمة الذي قرر الموافقة على مشاركة ابنة الأول وصفية محبك. الغريب في الأمر أن فايز الداية لم يشكر أحداً على مشاركة علياء الداية؟؟

[align=center:425bf63865]عناوين[/align:425bf63865]

كانت عناوين معظم القصص عبارة عن مفردات نكرات ما يشير ضمناً إلى عدم إمكانية بضعة أسطر القيام بما يقوم به حرفان: (الـ ) حتى أن مفردة (وطنية) كانت عنواناً لقصتين من عبير كامل اسماعيل وعبد الرزاق صبح، ومفردة (ديمقراطية) كانت عنواناً لقصتين من محمد جمال طحان ووصفية محبك، ومفردة (حلم) كانت عنواناً لقصتين من أنس سيجري وسهى جود. أما عند بعض القاصين فلم تكن قصصهم تستحق العنوان فاكتفوا بترقيمها تحت عنوان شامل:( أحلام خارجة عن القانون) لتوفيقة خضور,( دعاء) لمحمد جمال الطحان, (أحلام) لمحمد حسن المنلا,( تكوينات رجل) لسهى جلال جودت,( المارد) لخالد الشبيب.
الوحيد الذي أعطى عنواناً لكل قصة وعنواناً شاملاً لمجموعها كان حسان العوض وأظن عنوانها إشكالياً (عشرة عصافير على الشجرة) إذ يتضمن إشارة إلى أن هناك عصفوراً باليد. وأظنه يعني أن قصة قصيرة باليد أحسن من عشر قصص قصيرة جداً على الشجرة؟؟!!
[align=center:425bf63865]
قصص مرتجلة[/align:425bf63865]

استسهال كتابة قصة قصيرة جداً جعلها عرضة للارتجال ليس بمعنى أنها طازجة وإنما بمعنى أنها نيئة إلى درجة أن اثنين من اللجنة المنظمة للملتقى قرأا تحت عنوان (قصة قصيرة جداً): محمد قرانيا الذي كانت شخوص قصته محمود علي سعيد وأحمد زياد محبك. ومحمد جمال طحان الذي عرض في قصته لقضية الاستسهال في القصة القصيرة جداً.


[align=center:425bf63865]مفاضلة[/align:425bf63865]

اعتماداً على أكثر الصفات المتفق على ضرورة وجودها في القصة القصيرة جداً من عنوان مفتاحي وتكثيف وإيجاز ولغة رشيقة وإدهاش وقفلة؛ يمكننا أن نفاضل بين قصص المشاركين فتحظى قصص القادمين من خارج حلب بالجودة خاصة مصياف وحمص (عبير كامل اسماعيل, خالد الشبيب, توفيقة خضور, محمد أبو حمود, حسان العوض) أما معظم قصص المشاركين من حلب فكانت رديئة لاسيما أعضاء اللجنة المنظمة (محمد قرانيا, محمد جمال طحان, ومحمود محمد أسد) أما قصص بقية المشاركين فكانت تتراوح بين الجودة والرداءة حتى على مستوى قصص نفس المشارك.

[align=center:425bf63865]غياب النقد[/align:425bf63865]


القصة القصيرة جداً جديدة على الساحة الأدبية كجنس أو لون أو..., وهي بحاجة لإثبات وجودها من خلال النقد الجدي الذي كان غائباً عن الملتقى فالنقد النظري كان مغيباً تماماً فلم يكن ثمة محاضرة أو ندوة تنظر للقصة القصيرة جداً تعريفاً, خصائصً, ريادة... والنقد التطبيقي الذي كان متاحاً لم يؤدّ مهمته كما أسلفنا.

[align=center:425bf63865]
تعليقات المتلقين[/align:425bf63865]

لم تستطع تعليقات المتلقين ـ حيث أتيح لهم ذلك في نهاية كل أمسية ـ أن ترتفع أدبياً ولو قليلاً بالملتقى وإنما كانت شخصية لا أكثر بل أقل؛ فالقاص خليل عجيلي وهو عضو اللجنة المنظمة لملتقى سابق قال: إن أحد أعضاء اللجنة المنظمة الحالية لم توافق اللجنة المنظمة على مشاركته في البداية حيث تم إغفال المشاركة من اسم صاحبها، ولكن تمت الموافقة عليها فيما بعد عندما عرفت اللجنة أن هذه النصوص له؟؟!
عبدالهادي قاشيط عاتب لأن أحداً لم يقل له: شكرا.ً وهو الذي اشترى عشرات النسخ من كتاب (قطوف قلم جريء) الذي يتضمن قصص الملتقى السابق ووزعها على دوريات العاصمة.


الشاعر حكمت جمعة اتهم أحمد قرانيا بمجاملة أحمد زياد محبك, وفي اليوم التالي أحمد زياد محبك اتهم حكمت جمعة بمجاملته لأنه صافحه بعد الأمسية.....
والحقيقة أن الملتقى الثالث للقصة القصيرة جداً في حلب كات مليئا بالمجاملات بدءا من انتقاء القاصين المشاركين إلى تعليقات الجمهور.
ـــــــــــــــــــــــــ

فداء حسن ـ حلب Fedasan@maktoob.com
* ملاحظة هامة: هذه المقالة أرسلت إلى جريدة النور للحزب الشيوعي السوري، وجريدة الجماهير الحلبية لمؤسسة الوحدة؛ ولم تنشر.

مصطفى معروفي
06/12/2005, 06:33 PM
كثير من الملتقيات الدبية يسودها الارتجال وسوء التنظيم ،والأدهى من ذلك والأمر يسودها الفراغ والخواء.
فالنصوص المقدمة ليست فيها نوعية ،وبالتالي لا تشكل أي إضافة إلى الأدب،والقراءات التي تشتغل على هذه النصوص متذبذبة بين المجاملة والجهل بالأجهزة المفاهيمية النقدية المتعلقة بالجنس الأدبي،وقلما تجد نصوصا في المستوى وقراءات جادة تعطي النصوص حقها،وحتى المناقشات التي تدور في هذه الملتقيات لا تجد فيها شيئا جديدا يفيد من حضر.
لكن للأسف الشديد مازلنا نلوم الجمهور على عدم حضور هذه الملتقيات ،مع أن حضورها كعدم حضورها، ولوأن أحيانا عدم الحضور قد يفيد في قضاء مآر ب أخرى قد تكون أهم وأنفع.
مشكووووور أخي العزيز طارق.
أخوك:مصطفى

طارق شفيق حقي
06/12/2005, 10:20 PM
كثير من الملتقيات الدبية يسودها الارتجال وسوء التنظيم ،والأدهى من ذلك والأمر يسودها الفراغ والخواء.
فالنصوص المقدمة ليست فيها نوعية ،وبالتالي لا تشكل أي إضافة إلى الأدب،والقراءات التي تشتغل على هذه النصوص متذبذبة بين المجاملة والجهل بالأجهزة المفاهيمية النقدية المتعلقة بالجنس الأدبي،وقلما تجد نصوصا في المستوى وقراءات جادة تعطي النصوص حقها،وحتى المناقشات التي تدور في هذه الملتقيات لا تجد فيها شيئا جديدا يفيد من حضر.
لكن للأسف الشديد مازلنا نلوم الجمهور على عدم حضور هذه الملتقيات ،مع أن حضورها كعدم حضورها، ولوأن أحيانا عدم الحضور قد يفيد في قضاء مآر ب أخرى قد تكون أهم وأنفع.
مشكووووور أخي العزيز طارق.
أخوك:مصطفى

رغم المجالات القاتلة التي تسود هذه الاحتفاليات واللتقيات

لكنها مفيدة كما قلت
أحب فبها النقد اللاذع القوي المباشر دون محاباة ولا معادة فهو المراد
تحياتي لك

مصطفى معروفي
08/12/2005, 07:00 PM
ماذا تقول أخي طارق في "ناقد" في أحد الملتقيات يكيل المديح لكاتب قصصي ناشئ وكأن هذا الأخير تشيخوف أو غابرييل غارسيا ماركيز ،وماذا تقول في "ناقد" آخر أخذ يقدح في كاتب قصصي له مجاميع قصصية يشهد له بالريادة فيها الجميع ،يقدح فيه ويبخس فكره ويتفه كتابته لا لشيء إلا لأنه يختلف معه في المذهب الأيديولجي،فمتى كان المقياس الأيديولوجي مقياسا للأدب؟
إن الذاتية والنظرة الايديولوجية الضيقة حينما تتحكمان في الرقاب يكون الضحية هو الأدب ،فكم من أعمال أدبية رائعة وجميلة بكل المقاييس الأدبية أهملت و وضعت فوق رفوف النسيان بسبب هذين الآفتين الخطيرتين.
أخوك:مصطفى