المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الى الشاعر محمود درويش



عبدالعزيز جويدة
01/10/2008, 12:11 AM
شعر عبدالعزيز جويدة




ليس للأشواقِ حدٌّ
والهوى دربٌ طويلٌ
قد قطعناهُ سويًّا
ورجعنا غرباءْ
شاعرَ الجُرحِ أجبْنا
كيفِ تَبني أسطُرًا من بحرِ دَمْ
تَبعثُ الأمواتَ منا
كي يَهُبُّوا للفداءْ ؟
كم تُعاني ، كم تُقاسي !
تَحتسي عِطرَ المآسي
ثم تَهمي فوقَنا شِعرًا جميلاً
مثلَ زخَّاتِ الشتاءْ
***
واقفٌ كالسيفِ تَلمعْ
في عيونِ الكبرياءْ
سوفَ تَبقى فارسًا دومًا عنيدًا
فسيوفُ الشعرِ أمضى
من سيوفِ الادعاءْ
ضِفَّةٌ للجرحِ تبدو لي هنالِكْ
وأنا جُرحي كذلكْ
ضِفتانِ ..
من جروحِ الأنبياءْ
وأنا والليلُ نبحثْ ..
عن طريق ،
عن صديقْ ،
أيِّ مقهى ...
نتسامرْ ..
ثم نجهشْ ..
في البكاءْ
***
قبةٌ من فوقِها درعٌ ورايةْ
حين صارتْ كلُّ راياتِ العروبةْ ..
"كربلاءْ"
أولُ الراياتِ جرحٌ
آخرُ الراياتِ فتحٌ ..
في السماءْ
***
أيها الداعي لنا
ابقَ فينا
علَّهُ يُجدي البقاءْ
راكبًا مُهرَ القصيدةْ
شاهرًا سيفَ المعاني
في وجوهِ الأدعياءْ
ساحةُ العيدِ جَبينُكْ
كلُّنا جئنا نُصلي عندَ رأسِكْ ..
في انحناءْ
سوفَ نشتاقُ إليكَ
كلَّ صُبحٍ
لنشُمَّ ..
من عبيرِ الشعرِ عطرًا
إن في الشِّعر شفاءْ
***
يَسألُ الأطفالُ عنكَ
في طوابيرِ الصباحِ المدرسيَّةْ
عاشقَ النايِ تَعبْنا من غِناءٍ
كلما جئنا نُغني شِعرَنا
غُصَّةٌ في الحلقِ تَذبحْ ..
حبلَ صرْخاتِ الضحيَّةْ
أيها الأمواتُ ندعوكم جميعًا
للوقوفِ ..
للحدادْ
ونُعبِّئْ ..
شعرَنا أكياسَ قمحٍ
للعبادْ
ويكونُ الطفلُ "محمودُ"
الذي بالأمسِ سافرْ
راحَ للموتِ وعادْ
***
يا بُراقَ الموتِ ألهمني السَّكينةْ
كي أردَّ ..
بعضَ ما يومًا أخذتُ ..
من هِباتْ
يا تُرى هل بعدَ هذا الموتِ شيءٌ
ربما إنْ كانَ شيْءٌ ...
ربما طولُ السكاتْ
إن يكنْ شيئًا جديدًا
فامنحوني في فلسطينَ الحياةْ
علِّموني قطعَ أعناقِ الغُزاةْ
هذهِ أرضُ القيامةْ
والقيامةْ ..
سوفَ تأتي الآنَ من كلِّ الجهاتْ
ليسَ للأرضِ أمانٌ
كلُّ زلزالٍ تَخَفَّى سوفَ يَضرِبْ
لا تَقُلْ لي : ومتى الزلزالُ آتْ ؟
إن تأخَّرْ ليسَ يعني
أن وقتَ الحسمِ فاتْ
***
تُصبحونَ الآنَ في خيرٍ
وأُصبِحْ ..
في المنافي من جديدْ
يا تُرى في الموتِ نُنفى
من جديدْ ؟
ونعاني من سجونٍ ومعابرْ ،
وقريبٍ ، وبعيد ؟
آهِ يا موتُ اختطفْني
لا تُفكرْ في الأحبَّةْ
اختطفني سوفَ أولدْ ..
من جديدْ
ياتُرى للقبرِ بابٌ ؟
سوفَ أخرجْ ..
للتنزُّهْ ..
كلَّ فجرٍ ، كلَّ عيدْ
سوفَ أنظُرْ ..
من عيونِ الموتِ كُرهًا
للطغاةِ ، والبغاةِ ، والعبيدْ
وذراعي سوفَ تَخرجْ ،
وتُلوِّحْ ..
يابلادي للأحبَّةْ ..
من بعيدْ
آهِ ياموتُ اختطفْني
سوفَ أقطعْ ..
أيَّ بيدْ
يا صغارَ القدسِ خلفي
رددوا هذا النشيدْ
كلُّ موتٍ نحن منهُ ..
سوفَ نولدْ ..
من جديدْ
لا المجازرْ ..
أنهكتْنا
كيفَ نَفنى في المجازرْ ؟
والخيامُ جمَّعتْنا
لقَّبتْنا بالمُهّجََّرْ
صنَّفتْنا بالشَّريدْ
والدموعُ ، والدماءُ ،والمنافي ، والبريدْ
كلُّها قد صادفتْنا
بعدَها ماذا نريدْ
والتجارِبْ ..
علَّمتني أن في الآفاقِ بُعدًا
لن أراهُ
رغمَ أني كنتُ في يومٍ أريدْ
***
يا صباحَ الشعرِ
هل للشعر صبحٌ
وبلادي تستقي كلَّ المشاعرْ
كي تُسافرْ ..
خلفَ راياتِ المحبَّةْ ..،
والسلامْ ؟
صبرَ أيوبٍ صبرْنا
وانتهتْ أيامُنا
قد تبعثرنا بآلافِ الخيامْ
ليسَ هذا صبرَ أيوبٍ ولكن
ذاكَ صبرُ العجزِ دومًا
عندَ تزويقِ الكلامْ
***
سفَرٌ لأينَ
وأنتَ وجهُ قضيَّةٍ
ودليلُ شعبٍ ضائعٍ وسطَ الزحامْ ؟
أهي البدايةُ
أم نواقيسُ الختامْ ؟
ماذا سنكتبُ فوقَ شاهدِكَ الرخامْ ؟
سنقولُ كانَ مُقاتلاً
أو فارسًا ،
أوعبقريًّا بالسليقةِ
مستحيلٌ أن يكونَ له قرينْ
ماذا أضفْنا بالكلامْ ؟
ستظلُّ أكبرَ من جميعِ كلامِنا
والحزنُ لا يَهَبُ التأسِّي
في مآسينا العِظامْ
والقولُ يعجِزُ آهِ يعجِزُ آهِ
في هذا المَقامْ
يا فارسَ الكلِماتِ
ما عادَ الفتى متوشِّحًا
سيفَ القصيدةِ ،
ذاهبًا للقنصِ من حُمرِ الكلامْ
نامَ الفتى متوسِّدًا جُرحَ القصيدةِ
في أسى
تحتَ الخيامْ
هالوا الترابَ على جفونٍ تحترقْ
بجفونِهِ حضَنَ الترابَ
وراحَ في صمتٍ ونامْ

صلاح المعاضيدي
01/10/2008, 02:30 PM
اخي عبد العزيز حياك الله وانت تحيي ذكرى قمة من قمم الشعر العربي المعاصر
لي عودة لكني اردت اولا ان القي عليك تحية المحبة من ارض العراق الجريح اليك حيث كنت

احمد ال رشراش
02/10/2008, 03:53 PM
الاستاذ ......... عبد العزيز جويدة

تحية عطرة

وكل عام وانت بالف خير

نص في غاية الروعة والجمال

وكيف لا يكون رائع وقد احييت فيه ذكرى شاعر اعطى للشعر نكهة اخرى

سلمت اناملك على ما خطته من ابداع

تقبل مني احترامي وتقديري

دمت اخا غاليا

اخوك
احمد ال رشراش

ثروت سليم
02/10/2008, 04:26 PM
الأستاذ الشاعر والرائع : عبد العزيز جويدة
عرفتُكَ شاعراً فذاً من خلال قراءاتي لك
حرفُكَ زهرةٌ وبندقية
ونصكَ غاية في الجمال
أنها معلقةٌ على ضفاف الجُرح
كل آهة فيها تنبضُ مع القلب
تحياتي وإعجابي
ثروت سليم

عبدالعزيز جويدة
02/10/2008, 11:27 PM
[quote=ثروت سليم;63623]
الأستاذ الشاعر والرائع : عبد العزيز جويدة

عرفتُكَ شاعراً فذاً من خلال قراءاتي لك
حرفُكَ زهرةٌ وبندقية
ونصكَ غاية في الجمال
أنها معلقةٌ على ضفاف الجُرح
كل آهة فيها تنبضُ مع القلب
تحياتي وإعجابي

ثروت سليم



ان يكون هذا الكلام من استاذ وشاعر كبير مثلك فماذا افعل انا او اقول
اننى انتظر كلماتك دائما فهى بمثابة تشجيع الأستاذ لتلميذ من تلاميذه
اننى احاول دائما ولست اكثر من محاولة فى حلبة السباق التى بها الكثير والكثير
اننى اكتب عن شاعر فى حجم محمود درويش واعرف ان هذه مخاطرة ومغامرة
اشكرك استاذنا الكريم على مرورك وهذا وسام على صدر كل شاعر
عبدالعزيز جويدة

عبدالعزيز جويدة
02/10/2008, 11:34 PM
[quote=احمد ال رشراش;63616]الاستاذ ......... عبد العزيز جويدة

تحية عطرة

وكل عام وانت بالف خير

نص في غاية الروعة والجمال

وكيف لا يكون رائع وقد احييت فيه ذكرى شاعر اعطى للشعر نكهة اخرى

سلمت اناملك على ما خطته من ابداع

تقبل مني احترامي وتقديري

دمت اخا غاليا

اخوك
احمد ال رشراش





الأستاذ الجليل
كثير على عظيم مدحك
وهذا من كريم خلقك ونبل احساسك
والكتابة عن شاعر مهمة صعبة والأصعب ان تكتب عن محمود درويش
لأن محمود درويش اكبر من كل من سيكتب عنه
ولكن هذه قطرة من بحر حب واجلال وتقدير
بقدر ما اسعدنا نحاول ان نرد اليه شيئا ورغم استحالة هذا فقد فعلناه
اشكرك جدا
عبدالعزيز جويدة

عبدالعزيز جويدة
02/10/2008, 11:43 PM
[quote=صلاح المعاضيدي;63480]اخي عبد العزيز حياك الله وانت تحيي ذكرى قمة من قمم الشعر العربي المعاصر
لي عودة لكني اردت اولا ان القي عليك تحية المحبة من ارض العراق الجريح اليك حيث كنت




أخى العزيز من مصر اهديك السلام وأقول لك
انا والله ما احببت أرضا ولا شعبا قدر ما أحببت أرض وشعب العراق
عشت ببغداد العظيمة أعوام فى فترة الحصار
وأشهد لله ما رأيت أكرم ولا أنبل ولا أجمل من هذا الشعب
اطفالا وشيوخا ورجالا ونساءا
وعرفت الكثير من شعراء العراق
ولى ذكريات فى كل شبر فيها
اشم عبيرها كل وقت لأن عبير الحضارة والثقافة والتاريخ يطغى على رائحة الموت والدمار والخراب
اشكرك جدا وارجوك أن تقبل لى شوارع العراق وانهارها وحدائقها
عبدالعزيز جويدة